تقارير..مناصرو حزب الله يعتدون على متظاهرين معارضين لتدخله في سوريا وسقوط قتيل....حزب الله خائف من انتقام ثوّار سوريا وتشكيل «لواء ذو الفقار» ثاني ميلشيا لحماية مقام السيدة زينب ....مشايخ الأزهر: علماء السعودية فطنوا مبكرا لـ«كذب» نصر الله وحافظوا على أهل السنة والجماعة....ولايتي أبو السياسة الخارجية الإيرانية الراغب في إصلاحها رئيساً والديبلوماسية لديه "فنّ"....موسكو: المشاركة في "الاندوف".. عودة استراتيجية إلى الشرق الأوسط
قراءة اسرائيلية في نتائج معركة القصير.. نقطة تحول معنوية وتكتيكية لكنها غير حاسمة
الأحد 9 حزيران 2013 - 4:46 م 2073 0 دولية |
قراءة اسرائيلية في نتائج معركة القصير.. نقطة تحول معنوية وتكتيكية لكنها غير حاسمة
النهار..
كان سقوط مدينة القصير مجدداً في قبضة القوات النظامية السورية المدعومة من "حزب الله" بعد قتال دام نحو أسبوعين موضع اهتمام ومتابعة كبيرين داخل إسرائيل برز عبر التحليلات التي نشرتها الصحف الإسرائيلية والتي تناولت دلالة هذا الانجاز العسكري على صعيد الصراع الدائر بين نظام الرئيس بشار الأسد والثوار، وعلى صعيد المصلحة الإسرائيلية في استمرار الهدوء على الحدود في الجولان.
فعلى صعيد الصراع بين نظام الأسد والثوار السوريين، رأى المسؤولون الإسرائيليون ان ما حدث لا يحسم كفة هذا الصراع بعد. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى "ضرورة عدم المبالغة في تأويل نتائج انتصار القصير، وخصوصاً أن هذا الانجاز العسكري جاء بعد سلسلة اخفاقات للنظام خلال العامين الأخيرين أدت الى خسارة الأسد سيطرته على نحو نصف مساحة الدولة السورية". واضافت: "لن يستطيع هذا الانتصار ترجيح الكفة لمصلحة الأسد، ولن يؤدي الى هرب الثوار المسلحين الى المناطق المعزولة والبعيدة".
ومع ذلك رأى المعلق العسكري في الصحيفة تسفي برئيل ان اعادة سيطرة القوات الموالية للأسد على القصير شكل "منعطفاً معنوياً وتكتيكياً، وربما استراتيجياً ايضاً. إذ تقع القصير على معبر أساسي يربط بين دمشق والجزء الشمالي من سوريا، كما تربط بين لبنان ومواقع الثوار في حمص، الذين سيضطرون اليوم إلى البحث عن طرق بديلة وربما أصعب بكثير من الممر المريح الذي يبعد بضعة كيلومترات عن سهل البقاع اللبناني. وقد تحولت القصير رمزاً للمقاومة إلى حد أن البعض شبهها بستالينغراد الثوار". لكن على رغم ذلك، ففي رأيه أن ما حدث لا يمكن أن يغير بصورة جذرية الوضع القائم في سوريا إلا إذا نجحت قوات الأسد في استعادة السيطرة على مدينة حمص والاحياء التي استولى عليها الثوار في حلب وعلى مدينة درعا جنوباً. كما تبقى مشكلة استعادة السيطرة على المعابر الحدودية التي استولى عليها الثوار والتي تربط سوريا بالأردن وتركيا والعراق، وبعض المعابر التي تربطها بلبنان. و يخلص برئيل الى ان توقيت هذا الانجاز العسكري من شأنه أن يقوي موقع نظام الأسد قبيل انعقاد مؤتمر جنيف-2، كما سيعزز حجة كل من روسيا وإيران بضرورة مساعدة الأسد لاعادة الاستقرار الى سوريا.
على صعيد الثوار، لفت بعض المعلقين الإسرائيليين الى ان الاخفاق في القصير أضر كثيراً بصورة الثوار الذين أرادوا أن يبرهنوا من خلال قتالهم في القصير للدول الغربية على قدرتهم عن الانتصار على قوات الأسد والحلول مكانه. إلا أن خسارتهم أظهرت عجزهم عن ذلك، وعكست أيضاً عدم التنسيق في ما بينهم وخلافاتهم الداخلية، وكل ذلك من شأنه أن ينعكس سلباً على قرار الغرب تسليح المعارضة السورية.
ولنتائج المعركة في القصير أكثر من دلالة على صعيد إسرائيل. فثمة تقدير يسود إسرائيل اليوم مفاده أن الانجاز الذي حققه "حزب الله " في القتال من شأنه أن يشجع الرئيس الأسد على الرد على أي هجوم جديد قد تشنه إسرائيل ضد شحنات السلاح المتوجهة من سوريا الى الحزب في لبنان، لأن الأسد يشعر بأنه مدين بذلك للحزب وإيران لوقوفهما معه. من جهة أخرى ترى إسرائيل أن هناك أوجهاً سلبية لمشاركة الحزب في القتال، واخرى ايجابية. فمن الانعكاسات الايجابية بالنسبة لإسرائيل تآكل قوة "حزب الله" العسكرية وخسارته عدداً من خيرة مقاتليه في المعارك التي دارت هناك، اذ ترجح التقديرات الإسرائيلية وجود نحو3 آلاف مقاتل من الحزب في سوريا اليوم، وان عدد قتلى الحزب وصل الى نحو 200 قتيل، مما يشكل خسارة كبيرة بالمقارنة مع الخسائر البشرية التي تكبدها الحزب خلال حرب تموز 2006. لكن من جهة أخرى فان ثمة انعكاسات سلبية لمشاركة مقاتلي الحزب في معارك القصير من وجهة نظرإسرائيل، لأن هذه التجربة القتالية ستقدم للحزب خبرة جديدة في حروب العصابات داخل المدن، مما سيحسن أداء الحزب مستقبلاً في مواجهاته مع الجيش الإسرائيلي.
ويتوقف الإسرائيليون أمام ما يرونه تطوراً لمصلحتهم هو تسبب معركة القصير بتفاقم الخلاف بين حركة "حماس" وبين إيران و"حزب الله"، ووقوف الحركة الى جانب اخوانها السنة، الأمر الذي لا بد من ان ينعكس على عمليات تزويد إيران لـ"حماس" بالسلاح.
اما في ما يتعلق بالوضع على الحدود السورية - الإسرائيلية، فان تمدد المواجهات بين الثوار والقوات الموالية لنظام الأسد الى القنيطرة بعد سقوط القصير، وعمليات الكر والفر التي تشهدها المنطقة بين الطرفين، وسقوط القذائف في القسم الإسرائيلي من الجولان واضطرار المراقبين الدوليين الى الانتقال الى الجانب الإسرائيلي خوفاً على حياتهم واغلاق إسرائيل معبر القنيطرة، كل ذلك فاقم مخاوف إسرائيل من مغبة وقوع المناطق القريبة من الحدود في قبضة الثوار الذين لا تعرفهم. وقد ظهر مجدداً مصطلح "الشيطان الذي تعرفه افضل من الذي لا تعرفه"، هذا هو رأي المعلق السياسي في صحيفة "إسرائيل اليوم" يوآف ليمور الذي كتب: "ما دام الجيش السوري هو الذي يسيطر على الجولان تبقى الأمور واضحة، ويبقى هناك جهة مسؤولة ويوجد عنوان. أما إذا سيطر الثوار، فنحن لا نعرفهم ولا نعلم ما هي سياستهم حيالنا، وهل سيقومون بتسخين السياج وباطلاق النار على الفلاحين أم أنهم يريدون السلام؟ وهل يوجد بين صفوفهم أنصار القاعدة الذين سيحاولون شن حرب جهادية؟".
في الخلاصة وعلى رغم اقتناع المسؤولين الإسرائيليين بأن انتصار القصير لم يحسم بعد مصير المعركة الدائرة في سوريا لمصلحة الأسد، لكن الاكيد أن نتائج هذا الانتصار زاد بلبلة الموقف الإسرائيلي من الحرب الأهلية في سوريا، وقوّى ذريعة المعسكر الإسرائيلي الذي يرى في استمرار وجود نظام الأسد مصلحة لإسرائيل على الذين يقولون العكس من ذلك.
أعلن عن تشكيل «لواء ذو الفقار» لضم مقاتلين شيعة من لبنان والعراق وإيران لـ «حماية» مقام السيدة زينب جنوب دمشق، وهو ثاني مجموعة عسكرية شيعية بعد «لواء أبو الفضل العباس».
وجاء في صفحة «لواء ذو الفقار» التي تأسست الأربعاء الماضي، أن «الأمين العام» هو «أبو شهد»، وأن «أبو هاجر» هو نائبه، وضمت الصفحة صوراً لقادة «اللواء» بلباسهم العسكري الميداني وأجهزة اتصالات حديثة وأسلحة متطورة، ما بدا عليهم أنهم أشبه بجيش نظامي مدرب. ووصفت الصفحة المقاتلين بأنهم «خيرة رجال الله في الميدان».
وضمت الصفحة نحو 900 مشترك، وعدداً من خطابات لقادة «ذو الفقار»، بينهم قول القائد العام: «لست أخشى في حب الأسدي مقتلي، فالأسد عشقي والروح نادت يا علي». كما ضمت تعلقيات طائفية وتحريضاً.
ونشرت الصفحة أخباراً عن تطورات ميدانية في سورية، جاء في أحدها «مقتل عدد من تكفيريي «القاعدة» في داريا (قرب دمشق) بينهم متزعم إحدى المجموعات الإرهابية يدعى بخليل الخطيب وإرهابي آخر يدعى علاء الجريدي». وحض مدير الصفحة على دعمها ودعم «اللواء» ودعمه و «الدعاء له». وأعلن قبل شهور عن تشكيل «لواء أبو الفضل العباس» لجمع متطوعين شيعة للقتال دفاعاً عن مراقد شيعية في سورية.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر، أن مقاتليه يأتون من ثلاثة تكتلات، هي «اليوم الموعود» التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، و «عصائب أهل الحق» التابعة لقيس الخزعلي المنشق عن «جيش المهدي» والمتحالف مع رئيس الوزراء نوري المالكي، و «كتائب حزب الله» بقيادة واثق البطاط.
وأعلن مرات عدة عن تشييع قتلى في العراق سقطوا في معارك مع «الجيش الحر» في سورية.
إلى ذلك، نشرت مواقع لبنانية مقربة من «حزب الله» مقطع فيديو ظهر فيه مقاتلون من الحزب يرفعون راية «يا حسين» ويقبلونها، قبل أن يرفعوها على مئذنة مسجد في مدينة القصير وسط سورية.
موسكو: المشاركة في "الاندوف".. عودة استراتيجية إلى الشرق الأوسط
اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس دوما الدولة الروسي اليكسي بوشكوف أن نشر قوات روسية لحفظ السلام في مرتفعات الجولان السورية المحتلة سيعني، في حال تم، عودة استراتيجية لروسيا إلى الشرق الأوسط.
وكتب بوشكوف تغريدة في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" جاء فيها: "ظهور قواتنا لحفظ السلام في مرتفعات الجولان سيعني عودة استراتيجية لروسيا إلى الشرق الأوسط كدولة عظمى".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح الجمعة نشر قوات روسية لحفظ السلام في الجولان بعد انسحاب البعثة النمسوية من قوة الامم المتحدة لفك الاشتباك في الجولان "الاندوف". وفي هذا السياق اكدت وزارة الدفاع الروسية استعدادها لتخصيص الوحدات العسكرية اللازمة لتنفيذ المهمة في الجولان اذا تلقت أمراً من القائد العام للقوات المسلحة أي من الرئيس الروسي. وأفاد المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصل هاتفيا بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون لايضاح المقترح الروسي. غير أن الناطق باسم الأمين العام للمنظمة الدولية مارتين نسيركي سارع إلى الإعلان أن اتفاق فصل القوات في الجولان الموقع عام 1974 لا يسمح بنشر وحدات تابعة لأي من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في الهضبة. وتعليقاً على تصريح نسيركي، قال تشوركين: "نحن نعتقد أن الزمن تغير، فالاتفاق وقّع قبل 39 سنة في عهد الحرب الباردة، والآن هناك وضع مختلف تماما". وأضاف أن ثمة حاجة ملحة إلى البعثة الأممية في الجولان، وأن ما تقترحه روسيا هو محاولة إنقاذ هذه البعثة. واعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أنه تم خلال الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية سيرغي لافروف وبان كي - مون البحث في الوضع العسكري - السياسي في سوريا في ضوء الارتفاع الحاد للتوتر في منطقة الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في هضبة الجولان.
وقالت "نوفوستي" ان الرئيس الروسي بحث خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الوضع في سوريا ومحيطها، وفي المسائل الملحة في العلاقات الروسية - الإسرائيلية.
ولايتي أبو السياسة الخارجية الإيرانية الراغب في إصلاحها رئيساً والديبلوماسية لديه "فنّ" وقربه من ملفَّي سوريا و"حزب الله" نقطة قوة
لم يكن غياب علي أكبر ولايتي عن المناصب الحكومية منذ نحو 16 سنة اعتزالاً أو إقصاء. فأطول وزراء الخارجية الإيرانيين عهداً مستشارٌ للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي للشؤون الدولية ويتولى مهمات صعبة تجعله وزيراً فوق العادة. وهو حالياً منافس قوي على الرئاسة الإيرانية، يميزه الولاء للنظام والإلمام بملفات خارجية مفصلية مثل العلاقة بسوريا و"حزب الله".
ولد ولايتي لأسرة ميسورة في شميران بشمال طهران عام 1945. كان في السابعة عشرة من عمره حين انخرط في جماعة قومية مناهضة للشاه محمد رضا بهلوي، وسرعان ما آثر الاقتراب من المرجعيات الدينية. اختار الطب وأكمل تخصصه في جامعة "جونز هوبكينز" الأميركية. وأثناء دراسته هناك انضم إلى "اتحاد الطلاب المسلمين" التابع لجماعة "الاخوان المسلمين" المصرية.
وترك احتكاكه المبكر بمسلمين سُنة أثره على تفكيره، إذ يرى أن من أهداف الثورة في بلاده "تحقيق نهضة المسلمين عبر العالم، سواء كانوا سُنة أم شيعة". وحذر أمام رجال دين أفغان عام 2005 من أن "الخلافات بين المسلمين تُمكن الولايات المتحدة من تحقيق هدفها باقتلاع الإسلام من فلسطين، قلب العالم الإسلامي".
انتخب ولايتي عضواً في مجلس الشورى الأول للجمهورية الإسلامية، ثم عين عام 1981 نائباً لوزير الصحة. ومن المفارقات أن خامنئي، الرئيس في حينه اختاره رئيساً للوزراء. غير أن مجلس الشورى، وكان رئيسه علي أكبر هاشمي رفسنجاني، لم يمنحه الأصوات الكافية لتثبيته، فذهب المنصب إلى ... مير حسين موسوي، الزعيم الحالي للمعارضة الموضوع في الإقامة الجبرية. أما ولايتي فصار السياسي الوحيد في الجمهورية الإسلامية يتولى حقيبة الخارجية 16 سنة، بين عامي 1981 و1997، في عهدي خامنئي ورفسنجاني. لذا يصح وصفه بواضع أسس السياسة الخارجية لإيران ما بعد الشاه.
الجمعة انتقد ولايتي، الذي لا يزال عضواً في مجلس الخبراء، أسلوب التفاوض "الإشكالي" لأبرز منافسيه، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، مشيراً إلى أنه "لولا ذلك لما وصلنا إلى الوضع الحالي". ففي نظره أن "فن الديبلوماسية هو إنقاذ حقنا في (الملف) النووي والحد من العقوبات في الوقت ذاته".
وهو ديبلوماسي موهوب كما يقر أنصاره وخصومه. والسياسة الخارجية هي باب عودته إلى الواجهة. قال الأسبوع الماضي إن إصلاحها يجب أن يتصدر أولويات الحكومة الجديدة، ولا يتحقق ذلك إلا إذا تمتع الرئيس بـ"خبرة واسعة في العلاقات الدولية، يعرف العالم ويكون معروفاً لديه". وتطوير البلاد وإنقاذ اقتصادها يتطلبان شخصاً من قماشة رئيس الوزراء الماليزي سابقاً مهاتير محمد يكون "طبيباً" في الوقت عينه.
وأكسبته الديبلوماسية نزعة تصالحية يفتقر إليها معظم منافسيه، وهي ميزة غالية وقت يزداد الانقسام في البلاد، ليس بين الإصلاحيين والمحافظين فحسب، بل بين هؤلاء أنفسهم، وهذا ما أبرزته مناظرة تلفزيونية الجمعة. وتجلت مرونته في قراره عام 2005 التراجع عن التنافس على الرئاسة احتراماً لرفسنجاني. كما أنه لم يخاصم الإصلاحيين بعد الاحتجاجات على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل عام 2009.
غير أن ذلك لا يعني ضُعفاً أو افتقاداً للحزم. هذه المرة يعتزم البقاء في السباق حتى اللحظة الأخيرة، ذلك أنه لن ينسحب "لمصلحة أحد"، في إشارة إلى حليفيه رئيس مجلس الشورى سابقاً غلام علي حداد عادل ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف.
ولولايتي ميزة إضافية هي قربُه من ملفي سوريا و"حزب الله" وإمساكه بخيوطهما المتشعبة، مع القدرة على محاورة الغرب اذ كان ذلك يحقق مصلحة إيران.
وجاء في تقارير إعلامية أن الحكومة البريطانية تفضله على المرشحين الآخرين. وأوردت صحيفة "الحياة" الأسبوع الماضي أنه التقى وفداً أميركياً في قطر نهاية العام الماضي لوضع خريطة طريق لـ"تسوية المشاكل" بين الجانبين. حتى لو صح ذلك، فإن الكثير من المعطيات تبدل منذ مطلع السنة، سواء بالنسبة إلى تشديد طوق العقوبات الدولية أو الوقائع الميدانية في سوريا والعلاقة بين طهران والدوحة.
ولم تجد وزارة الخزانة الأميركية أخيراً حرجاً في استثناء شركات التكنولوجيا من حظر التعامل مع الجمهورية الإسلامية بما يمكنها من توفير الاستخدام الآمن للانترنت للأفراد الإيرانيين، في إجراء لدعم المعارضة التي كانت نشرت صرختها عام 2009 عبر "تويتر" ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. كذلك جاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية أن "إيران و"حزب الله" يستمران في تأمين الدعم الواسع لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد الذي يواصل قمعه العنيف للشعب السوري".
على هذه الخلفية، أقصى ما يمكن ولايتي الذهاب إليه هو ما أعلنه الثلثاء، عشية خسارة مقاتلي المعارضة السورية مدينة القصير الاستراتيجية. قال إنه سيعرض على فرنسا، لو فاز بالرئاسة، "الجلوس معاً والعمل معاً لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية". ومع أن باريس "أضاعت فرصتها في التدخل الإيجابي"، فإن "التاريخ الطويل من العلاقات الذي يربطها بسوريا ولبنان يجعلها في موقع أفضل" من باقي الدول الغربية.
ومن المستبعد أن يؤدي هذا الحوار، لو قام، إلى اختراق ملموس. فولايتي صرح مراراً بأنه "لا يمكن التسامح مع سقوط الأسد لأن ذلك سيؤدي إلى هزيمة محور المقاومة لاسرائيل".
والواقع أن علاقة ولايتي بالنظام السوري بدأت في تموز 1982، بُعيد الاجتياح الاسرائيلي للبنان. التقى في حينه في دمشق الرئيس الراحل حافظ الأسد، وزاره مجدداً عامي 1983 و1984، ومرات عدة عامي 1994 و1997. وتعرف إلى بشار الأسد بعد شهر من خلافته والده عام 2000.
ويُعتقد أن اجتماعه الأول بالأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله سبَقَ توليه هذا المنصب بسنة. وتوالت اللقاءات بعدها في طهران ودمشق وبيروت، حتى بعدما ترك ولايتي وزارة الخارجية الإيرانية.
على مسافة أيام من الانتخابات الرئاسية، تتبدل التوقعات بين يوم وآخر. ولكن يبدو أن ولايتي يبلي أفضل مما كان يُظن في المناظرات التلفزيونية التي أعادت التذكير بما يتمتع به من حنكة وخبرة. وأجمع محللون إصلاحيون ومحافظون على اعتباره "الفائز الحقيقي" في المناظرة الحامية الجمعة. المنافسة شرسة جداً، والحسم فيها رهن بما يريده النظام وما يقوله الشارع الذي لا يصعب التحكم فيه تماماً في ظل وطأة العقوبات وزيادة الاصطفافات الداخلية وإحباط الإصلاحيين. فماذا تحمل صناديق الاقتراع الإيرانية في 14 حزيران؟
مشايخ الأزهر لـ «الشرق الأوسط»: علماء السعودية فطنوا مبكرا لـ«كذب» نصر الله وحافظوا على أهل السنة والجماعة
طالبوا بفتوى موحدة من المملكة والقاهرة للتحذير من منهجه قائلين إنه يد الشيعة للبطش بالعرب
القاهرة: وليد عبد الرحمن
أشاد علماء ومشايخ من الأزهر في مصر بدور علماء المملكة العربية السعودية في مواجهة ما وصفوه بـ«المد الشيعي المنحرف» وفي الدفاع عن أهل السنة والجماعة، قائلين: «لمسنا في علماء المملكة التواضع والسهولة والحفاظ على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم». وقالوا إن علماء المملكة فطنوا مبكرا لـ«كذبة» حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، مؤكدين: «كنا معه من قبل، لكن عندما يتدخل في سوريا ويكون ضد أهل السنة والجماعة سنقف ضده وندعوا عليه ونقول له: (أنت مد شيعي لإيران)».
وطالب علماء الأزهر بفتوى موحدة من السعودية والأزهر للتحذير من منهج «نصر الله» ومصادر تمويله، وتأكيد أنه اليد الشيعية للبطش بالعرب.
وقال الدكتور حسن الشافعي، مستشار شيخ الأزهر، إن «الأزهر يعتز بعلاقته التاريخية والعميقة مع السعودية، ويقدر المملكة ملكا وحكومة وشعبا»، مشيرا إلى أن «قوة العلاقات بين الجانبين تخدم العالم الإسلامي والدعوة الإسلامية».
من جانبه، أكد الدكتور صابر عبد الدايم، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، أن علماء المملكة في جملتهم «يتبنون منهج أهل السنة والجماعة»، ويرجع دورهم في خدمة الدين إلى أنهم يعتمدون على الأحاديث الصحيحة سندا ومتننا، ولهم دور كبير في ذلك.
وأضاف عبد الدايم: «بعض المسلمين يرددون أنه عندما تسمع لعلماء السعودية تلمس فيهم التشدد، لكن أقول لهم عندما تجلسون معهم تجدونهم أناسا يقبلون الحوار والمناقشة، وخاصة كبار العلماء منهم»، لافتا بقوله: «لمست ذلك في علماء السعودية من قرب، ووجدتهم في غاية التواضع والسهولة والبساطة والحفاظ على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى جانب محاربتهم للنزاعات الإسلامية والبدع التي لا تنتمي إلى العقيدة، التي هي عبادة وعمل في الأصل».
وتابع عبد الدايم: «علماء الدين والشريعة في السعودية لهم فضل كبير، و(مؤسسة الملك فهد لطباعة المصحف الشريف) و(رابطة العالم الإسلامي). وإلى جوار علماء الشريعة والدين، هناك علماء اللغة والتحقيق، وخاصة في مركز التراث الإسلامي بجامعة أم القرى»، مشيرا إلى أن علماء السعودية «حريصون على تنقية الأمة (من أي شوائب)، خاصة من محاولات التشيع».
وقال الدكتور عباس شومان، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر، إن علماء السعودية حذروا من «المد الشيعي المنحرف» منذ فترة طويلة، وكذا حذروا من التعرض للصحابة والمقدسات الإسلامية. وأضاف أن الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يتحدث منذ سنين طويلة عن المد الشيعي. وأثنى شومان على جهود علماء السعودية في محاربة المد الشيعي بالبلاد الإسلامية مع غيرهم من العلماء.
وتابع قائلا: «حسن نصر الله كنا معه ودافعنا عنه ونصرناه على المنابر في المواجهة مع إسرائيل، ودافعنا عنه ضد الأشخاص الذين وقفوا ضده، لكن عندما يتدخل في سوريا وضد أهل السنة والجماعة، كلنا سنقف ضده وندعوا عليه، وأنه لا يختلف أحد الآن على إدانة حسن نصر الله، وأنه عدو في أفعاله بسوريا».
وكان الشيخ يوسف القرضاوي، قد طالب الحكومات العربية بالوقوف إلى جانب الشعب السوري «الذي يجاهد من أجل استرداد حقوقه التي اغتصبها حافظ الأسد الوحش المتجبر، وإن الذين يؤيدون بشار سيصب الله عليهم لعناته وغضبه وسينتقم منهم»، كما جاء على لسان الشيخ القرضاوي.
من جهته، أضاف الشيخ رسمي عجلان، عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بالقاهرة، قائلا: «حاولت الكثير من الدول منازعة المملكة العربية السعودية في دفاعها عن أهل السنة والجماعة، لكنها لم تنجح، لأن السعودية فعلا من الدول المتمسكة بمذهب أهل السنة والجماعة، وحتى إن بعض البلدان التي تتطاول ويقولون إن السعودية متمسكة بالمذهب البدوي، ويتهكمون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، نقول لهم: (هو مذهب أهل السنة والجماعة)».
وتابع موضحا أن «مذهب أهل السنة والجماعة ما هو إلا ما كان عليه النبي وأصحابه»، مشيرا إلى أن «علماء السعودية أقوياء، ويعرفون أن الدين، من غير شوائب، لا أحد يستطيع اختراقه، لذلك يبذلون كل جهدهم للقضاء على كل ما يمس أهل السنة والجماعة.. علماء المملكة يتمسكون بهذا المنهج وفي مصر أيضا، لأن قوام الدين في دين لا تخترقه الخرافات والبدع والفرق الضالة أو الفساق أو الملاحدة».
ويضيف الشيخ عجلان: «نفخر بأن علماء السعودية حقا هم صمام أمان للدين، وإن كان الدين ناصره الله سبحانه وتعالى، لكن لا بد أن يكون له رجال، وما دام له رجال لا بد أن ينصروا هذا الدين، والمولى يسبب الأسباب، فجعل رجالا من أهل السنة والجماعة للدفاع عن سنة النبي»، لافتا إلى أن «كل مكان فيه أهل السنة والجماعة أقوياء تجد علماء مثل علماء السعودية، فيهم عظمة وشموخ وكبرياء، لأنهم لا يخشون إلا الله ويتبعون منهج النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه القوة التي تقوي علماء السعودية ليست قوة سلاح، بل قوة إيمانية روحانية».
وأضاف عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر: «الفخر الكبير لعلماء السعودية والأزهر الذين يدافعون عن سنة النبي»، لافتا إلى أن «المد الشيعي حاول أن يغزو المملكة العربية السعودية نفسها وحاول أن يسيطر حتى على الحرمين (النبوي والمكي)، ومعلوم أنه تم سرقة الحجر الأسود عن طريق (رجل يدعى) عين الجباني الشيعي، منذ 22 عاما، ولم يرجع إلا بعد أن قام بعض أشراف وعلماء مكة بالحرب عليه وإرجاع الحجر، الذي انكسر إلى 13 قطعة».
وتابع قائلا إن الشيعة «حاولوا قبل ذلك أن يقوموا بنشر المذهب الشيعي في المدينة المنورة، لكن أهل السنة الجماعة في السعودية دافعوا عن الحرمين ولم يسمحوا أبدا باختراق هذا المكان، وساعدت السعودية قطر والبحرين والإمارات في عدم انتشار مذهب الشيعة، وطالبت الدول الأخرى بالوقوف ضد الشيعة، وكانت دائما تساعد اليمن أيضا في هذا الأمر».
وقال عجلان إن «الشيعة لديهم خطة كبيرة لتشييع شبه الجزيرة العربية، لكن لن يستطيعوا ذلك، لأن الله جند لأهل السنة والجماعة علماء، وفي مقدمتهم علماء السعودية، رجال، وهم جنود مجهولون، للدفاع عن هذا المنهج بكل الطرق». وتابع قائلا إن «حسن نصر الله أكذوبة ضحك بها على المسلمين، فحسن نصر الله كان يبحث عن طرق للدخول في قلوب الشباب، فكان يخطب خطبا عصماء تهز قلوب الشباب حتى إن بعض العلماء افتتنوا به، وعلماء السعودية فطنوا مبكرا لهذا الرجل وقالوا عليه إنه كذبة كبيرة».
وطالب عجلان علماء المملكة وعلماء المسلمين بالوقوف في وجه ما يقوم به حسن نصر الله، وأن تصدر فتوى عامة وموحدة من السعودية والأزهر في مصر، لتحذير المسلمين من نصر الله ومنهجه ومصادر تمويله، وأنه اليد التي تريد الشيعة البطش بها ضد العرب، موجها كلامه لـ«نصر الله»: «أنت مد شيعي لإيران».
وكان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قد أثنى خلال زيارته الأولى للسعودية في أبريل (نيسان) الماضي، على علماء المملكة، قائلا: «المملكة ومصر كانتا عبر التاريخ حصنا للأمة العربية والإسلامية، وحملا معا لواء الدعوة ونشر الإسلام في مختلف أرجاء المعمورة»، مؤكدا ضرورة التعاون والتنسيق المستمر بين العلماء في البلدين الشقيقين للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد الدين الحنيف والذود عن حياضه والتصدي لأعدائه.
وأكد شيخ الأزهر رفض الأزهر المد الشيعي والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، قائلا إن «الأزهر باعتباره القلعة الحصينة لأهل السنة، والمحافظ على ثوابت الأمة من التحريف والتغيير، فإنه لا يكل ولا يمل من تذكير ودعوة المسلمين في كل العالم الإسلامي إلى التمسك بصحيح الاعتقاد في القول والعمل، والمأثور عن أئمة أهل السنة والجماعة على مر العصور والأجيال».
وقال الدكتور حسن الشافعي، مستشار شيخ الأزهر، إنه تم الاتفاق حينها مع علماء السعودية على تقوية الموقف الإسلامي، وخاصة بين أهل السنة والجماعة، اعتمادا على الفكر الوسطي الذي يحض عليه الأزهر وعلماء السعودية، كما جرى الاتفاق على التصدي لأي محاولات تهدف إلى المساس بالمجتمعات الإسلامية السنية تحت أي شعار مخالف.
من جانبه، أوضح الشيخ إيهاب يونس، عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بالقاهرة، أن علماء السعودية يمتازون بالحكمة في الدفاع عن المواقف، وأنهم تصدوا لما قاله حسن نصر الله والشيعة، وهم من المدافعين عن حوزة الدين، وأثنى على موقف الشيخ القرضاوي، الذي قال فيه إنه خدع في نصر الله، وأنه أقل نضجا من علماء المملكة الذين كانوا يدركون حقيقة هذا الرجل.
أما الدكتورة عفاف النجار، عميدة كلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر، فأشادت بعلماء السعودية، قائلة: «هم تصدوا للشيعة لأنه مذهب مخالف لأهل السنة من نواح كثيرة، سواء كان في العبادات أو الأحوال الاجتماعية، أو في موقفهم من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم»، وأوضحت أن «دور علماء السعودية هام في التوعية بالمد الشيعي».
المصدر: مصادر مختلفة