الليرة السورية على حافة الانهيار التام...منظمة خيرية بريطانية: اللاجئون السوريون الأطفال يُتركون للموت على الطرقات..باريس ترفض تسليح المعارضة السورية «فرديا» وتسعى لـ«تجاوب جماعي»... «اليونيسكو» تدرج 6 مواقع أثرية سورية على لائحة التراث العالمي المهدد...

تقديرات حول أعداد مقاتلي "حزب الله الذين شاركوا في معركة القصير...السعودية تزوّد مقاتلي حلب بدفعة من الأسلحة الثقيلة....بوغدانوف لـ «الحياة»: نصر الله أبلغني انه تدخل لمنع سقوط دمشق....الجيش الحر يتصدى لمعركتين أطلقتهما القوات الحكومية في شمال دمشق وجنوبها...

تاريخ الإضافة السبت 22 حزيران 2013 - 4:41 ص    عدد الزيارات 2306    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تقديرات حول أعداد مقاتلي "حزب الله الذين شاركوا في معركة القصير
"رويترز"
سلط انتصار "حزب الله" على الجبهة السورية في القصير الضوء على الدور المحوري الذي يقوم به الحزب في محاولات الرئيس السوري بشار الأسد لصد مقاتلي المعارضة.
وتتراوح تقديرات أعداد المقاتلين الذين أرسلهم حزب الله إلى القصير بين المئات وبضعة آلاف لكن أغلب المراقبين يقولون إن العدد يتراوح بين 1500 و2500.
وقال محلل طلب عدم نشر اسمه إن إجمالي حجم القوة بما في ذلك الاحتياط الذين يعرفون باسم السرايا بلغ 50 ألفا منهم ما بين 10 آلاف و15 ألفا من القوات الخاصة.
وتحدث مصدر على صلة بحزب الله عن أعداد أقل، قائلا إن القوات المميزة التي تنشر على خطوط الجبهة ووحدات الصواريخ والمدفعية مجتمعة تصل إلى أربعة آلاف فقط. كما أن حجم القوة مع استبعاد السرايا تبلغ نحو عشرة آلاف مقاتلاً مع وجود عدد مماثل من أفراد الدعم.
ومنذ مستهل الأزمة في سوريا كثف حزب الله التجنيد والتدريب في السرايا وأرسل آلاف الرجال الذين تراوحت أعمارهم بين العشرينات والخمسينات إلى إيران، كما يقول سكان في الجنوب.
وقال ارام نرجويزيان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن قوات حزب الله في القصير كانت أكثر انضباطا واستخدمت تكتيكات ووسائل اتصال اكثر تفوقا وكانت أكثر تنسيقا من مقاتلي المعارضة هناك.
لكنه قال إن فقدانه ما بين 70 و110 من المقاتلين في الأسبوع الأول من الهجوم، طبقاً لمصادر معارضة لحزب الله، يشير إلى ان الكثيرين منهم لم يتم اختبارهم في أي معركة سابقة رغم ما تلقوه من تدريبات جيدة.
وإذا تأكد سقوط هذا العدد من القتلى في صفوفهم سيكون مماثلاً تقريبا لخسائر حزب الله الأسبوعية خلال هجوم الجيش الاسرائيلي في حرب يوليو تموز وأغسطس آب عام 2006.
وقال نرجويزيان ان "العدد المرتفع من القتلى في البداية (بالقصير) ربما يشير أيضا إلى استخدام مقاتلي المعارضة السوريين بعضا من أساليب حزب الله في القنص ونصب الشراك الخداعية." وكان حزب الله ينقل مثل هذه الأساليب إلى حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية "حماس".
وقال مسؤول اسرائيلي "يجب عدم المبالغة، فالقصير قريبة من الحدود اللبنانية لدرجة مكنت حزب الله من الوصول الى المنطقة".
وأضاف: "في أماكن أخرى في سوريا يعمل حزب الله بصورة كبيرة جنبا إلى جنب مجتمعات شيعية محلية لذلك، فلديه من يرشده بمعرفة محلية ممتازة". وقال إن عدة آلاف من إجمالي حجم قوة حزب الله القتالية التي تبلغ عشرة آلاف تعمل داخل سوريا.
واشار المسؤول الاسرائيلي الى إن "حزب الله" استخدم أسلحة صغيرة وصواريخ مضادة للدبابات وقام بتشغيل دبابات تابعة للجيش السوري في معركة القصير.
 
فابيوس يؤكد أن باريس "لم تغيّر موقفها" من إيران في ملف سوريا وتصعيد في دمشق وحلب والمعارضة تطلب سلاحاً نوعياً
(أ ف ب، رويترز، "المستقبل")
اعلن "الجيش السوري الحر" انه سيطلب من مجموعة اصدقاء سوريا خلال اجتماعها السبت المقبل في الدوحة اسلحة نوعية، في وقت شهد يوم أمس تصعيدا في العمليات العسكرية في منطقة حلب في شمال سوريا مع استمرار القصف والمعارك في اجزاء من العاصمة وريفها.
وذكر المنسق الاعلامي والسياسي لـ"الجيش السوري الحر" لؤي مقداد ان "الجيش الحر سيطلب من اصدقاء سوريا ان تمده خصوصا بصواريخ محمولة مضادة للطيران وللدروع وباقامة منطقة حظر جوي"، متعهدا بالا تصل هذه الاسلحة الى متطرفين.
وقال ان الجيش الحر وضع "قائمة سلمناها للدول الصديقة (...). نريد ذخيرة للاسلحة التي لدينا، والاهم صواريخ مضادة للطيران تحمل على الكتف من نوع مان باد، وصواريخ مضادة للدروع وصواريخ صغيرة ارض ـ ارض"، بالاضافة الى "مدفعية من نوع هاون وغيرها، وسيارات قتالية مدرعة".
واوضح مقداد ان طلب "اخذ الاجراءات اللازمة لاقامة منطقة حظر جوي" يعود الى "اننا متخوفون من استخدام النظام صواريخ سكود مع رؤوس غير تقليدية لقصف المناطق المحررة، وبالتالي نحن بحاجة لملاذ آمن".
ميدانياً، تعرضت احياء في جنوب وشرق دمشق امس لقصف عنيف مصدره قوات النظام ترافق مع اشتباكات مستمرة منذ الاربعاء، بحسب ما ذكر "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي اشار الى ان "قوات النظام تحاول اقتحام حي القابون لليوم الثاني على التوالي".
وتحدث الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في بيان صدر عنه امس عن "حصار بدأ منذ ستة أشهر عبر حواجز أمنية وعسكرية" على القابون (شرق) وبرزة (شمال) دمشق، "ما يعرض حياة أكثر من 40 ألفاً من المدنيين للخطر في ظل نقص في المواد الغذائية والطبية". ودعا الائتلاف الى "ضرورة قيام المتجمع الدولي بواجباته في حماية المدنيين".
كما افاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في شرق حلب، وفي الحسكة.
وفي اليوم العالمي للاجئين، اشار الائتلاف السوري المعارض الى "تحول الأوضاع في سورية يوما بعد يوم الى كارثة انسانية كبرى"، معتبرا ان "اكتفاء الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي بإلقاء المسؤوليات على نظام الأسد لم يعد كافيا"، وطالب "جميع الأطراف بتحمل مسؤولياتهم في إيجاد حلول عملية تفضي إلى وقف التدهور في سورية ومن ثم إيجاد مناخ ملائم لعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم".
في باريس، استبعد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس في باريس تسليم مقاتلي المعارضة السورية اسلحة يمكن ان "توجه الى فرنسا"، وذلك قبل يومين من اجتماع في الدوحة للبحث في مساعدة معارضي نظام دمشق.
وقال فابيوس في لقاء مع صحافيين "نحن (فرنسا) لا نسلم اسلحة لكي يتم توجيهها الينا، وهذا واضح". واضاف "قلنا دائما اننا هنا لمساعدة المقاومة (للنظام السوري) للوصول الى حل سياسي. لكن بالنسبة للاسلحة، من غير الوارد تسليم اسلحة في ظروف غير مؤكدة في ما يتعلق بنا".
وتابع الوزير الفرنسي "انه احد الاسباب التي تدعونا الى اجراء مشاورات مع العميد (سليم) ادريس القائد العسكري الميداني" لمقاتلي المعارضة السورية.
وقال فابيوس انه في الدوحة "سنحاول استعراض الوضع على الارض ونرى كيف يمكننا مساعدة التحالف والوصول الى وضع سياسي".
وبشأن دور إيران قال فابيوس، إنها اذا ارادت المشاركة في مؤتمر سلام حول سوريا، فعليها ان تقبل بتشكيل حكومة انتقالية رافضا اي تغيير في موقف باريس حول المشاركة الايرانية. وقال على هامش زيارة لمعرض الطيران في لوبورجيه قرب باريس "لم تغير فرنسا موقفها. قالت انه يمكن لكل الاطراف التي لديها مواقف مفيدة ان تحضر المؤتمر. اي اولاً ان تقبل هدف المؤتمر وهو تشكيل حكومة انتقالية بتوافق مشترك تتمتع بكافة السلطات التنفيذية".
واضاف "حاليا لم توافق ايران على ان يكون ذلك هدف المؤتمر. اذا ادلت الرئاسة الايرانية الجديدة بتصريحات بهذا المعنى فسنرى الموقف".
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو خلال مؤتمر صحافي "في ما يخصنا على اي حال (لا نريد) ايران" في هذا المؤتمر. واضاف ان "الازمة السورية تطال كل المنطقة. هناك رهان الاستقرار الاقليمي من الصعب ان تشارك دولة تطرح تهديدا لهذا الاستقرار في هذا المؤتمر".
وبررت باريس رفضها عدم قبول طهران لـ"معايير" اول اجتماع حول سوريا في جنيف في صيف 2012 كاقتراح تشكيل حكومة انتقالية.
وقال فابيوس ايضا انه يتخوف من "مساومة" لان ايران قد "تماطل" لعقد المؤتمر ثم تقترح تنازلات حول سوريا مقابل اخرى في ملف ايران النووي.
 
اليوم العالمي للاجئين.. عنوان الوجع سوري
(أ ف ب)
احتفل العالم، أمس، باليوم العالمي للاجئين وكان طبيعياً أن يكون العنوان سورياً.
الممثّلة الأميركية والمبعوثة الخاصّة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنجلينا جولي دعت قادة العالم إلى وضع خلافاتهم جانباً والاتحاد لوقف العنف وإنهاء معاناة اللاجئين السوريين.
وقالت جولي خلال مؤتمر صحافي في مخيم الزعتري للاجئين (85 كيلومتراً شمال عمان): "أناشد قادة العالم وأرجوهم أن يضعوا خلافاتهم جانباً وأن يتّحدوا لإنهاء العنف وإنجاح الدبلوماسية".
أضافت: "على مجلس الأمن الدولي أن يتحمّل مسؤولياته"، مطالبة "جميع أطراف الصراع في سوريا بوقف استهداف المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية". المفوض العام للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنتونيو غوتيريس رأى أن "هذه بالفعل أسوأ أزمة إنسانية ولكنها أيضاً الأخطر ليس فقط على استقرار المنطقة ولكن أيضاً للسلام والأمن العالميين".
وقال إن "حجم المعاناة الإنسانية في سوريا لا يمكن تصوّره", مضيفاً أن "وراء هذه المأساة الإنسانية أزمة خطيرة جداً, فنحن بدأنا نرى بالفعل مخاطر انتقال الصراع إلى لبنان والعراق, ونرى كم هو صعب بالنسبة للأردن أن يتحمّل تدفّق هذه العدد الضخم من اللاجئين".
 
هل بدأت خطة إيران لتحييد "حزب الله" عن الحرب السورية؟ تساؤلات ما بعد القصير
المستقبل..محمد عقل..كاتب لبناني
هل صحيح أن "حزب الله" سيكون داعماً ومدرباً وناصحاً ومشرفاً عبر القادة والمستشارين على "زوبعة الشمال" في حلب؟ كما قالت معلومات للإندباندنت البريطانية (06/16)؟! وهل صحيح أن عناصر من "الحزب" سينتشرون على طول الحدود اللبنانية السورية؟ الممتدة من تخوم عرسال شمالاً الى البقاع الغربي جنوباً مروراً بالمصنع؟ وذلك للإبقاء على هذا المنفذ الشرعي الوحيد مفتوحاً مع لبنان، والحفاظ على شرايين الإمداد غير الشرعية؟!!.
زيارة سرّية من طهران الى القصير
تترافق هذه التساؤلات مع تغيرات خطيرة بسبب تدخل حزب الله المباشر في سورية، والتي أكدت تدخلاته لأكثر من عام مضى. و"حزب الله" لم يكن ليعلن ذلك إلا بعد زيارة أمينه العام لولي الفقيه علي خامنئي في طهران لمناقشة تفاصيل التدخل وأخذ البركة، وهذا ما حصل فعلاً قبل حرب القصير المفتوحة. والذي عجّل التدخّل هو احساس المرشد الايراني بخطورة الانهيارات العسكرية التي هددت النظام في مقتله، دمشق. وهذا ما استدعى زيارتين سرّيتين للأمن العام للحزب الى القصير قبل وبعد سقوطها، لشد أزر المقاتلين. وكان من أهداف التدخل فتح منفذ استراتيجي يربط العاصمة السورية بالمتنفس الساحلي معقل رأس النظام. حساسية الوضع هذه عكستها تهنئة الولي الفقيه بالنصر بعد تدمير القصير بمشاركة "حزب الله" وإن بكلفة بشرية عالية نسبياً.
الهمس العالي
أوساط مراقبة لا تستبعد أن يكون ارسال طهران لـ4000 عنصر من الحرس الثوري لتغطية النقص المحتمل جراء تحييد "حزب الله" فرع لبنان وطي صفحة التدخل لما له من تداعيات خطيرة على الوضع اللبناني، ما قد يفلت زمام الأمور من يدي طهران. ولأن الكلفة السياسية وتداعياتها في الداخل اللبناني ارتدت سلباً على جمهور "الحزب" والشيعة تحديداً ولبنان كله!!. بل هناك من يذهب الى أبعد من ذلك فيحكي عن تململات في صفوف "الحزب" على مستوى القاعدة والقيادة معاً. وهذا ما بات مسموعاً في الشارع، وهو ما لم يكن ليحصل قبل حرب القصير. وهذا الهمس العالي وصل بقوة الى رأس الهرم، فبدا الكلام الذي قاله أمين عام "حزب الله" في يوم الجريح الايراني في 13 الجاري في بيروت، واضحاً من خلال توجيه بيئة "الحزب" وجمهوره، كانعكاس واضح لذلك "الهمس العالي".
العرس الديموقراطي والقتل العفوي
وما زاد الطين بلّة، هو نتائج "العرس الديموقراطي" في ايران، الذي أوصل الاصلاحي الشيخ حسن روحاني كرئيس سابع لمرحلة ما بعد الثورة (1979). ما يمكن أن يفرض "تكويعة" على المحافظين. وكان ذلك بمثابة مفاجأة صغيرة أربكت "النّصر الالهي" في القصير. ولا تخفي بعض الأوساط أن يكون لوصول روحاني انعكاسات ميدانية قد تفرض تراجعاً عسكرياً تكتيكياً، خصوصاً وأن الأمين العام لحزب الله، وإن أعلن أنه سيكون "حيث يجب"، إلا أنه في نهاية كلمته ربط الموقف بتقييم التقارير الواردة من الميدان. ولم يكن الأمين العام موفقاً بحسب المراقبين في تبرير القتل "العفوي"، للمعارض الشيعي أمام السفارة الايرانية في بيروت ولا لملاحقة وتهجير المعارضين "الذين يعيشون بين ظهرانينا" في الجنوب. وكذلك لم تمر تبريراته بسلام، لرفع راية "يا حسين" الايرانية على احدى منائر القصير السورية، بحجة أن المنارة للشيعة وليس للسُّنة؟!!!.
الخط الأحمر والحظر الجوي
ترافقت هذه التطورات مع رفع الحظر الأميركي عن تسليم السلاح للمعارضة في سوريا لأن النظام السوري تعدّى الخدوط الحمر باستخدامه للسلاح الكيماوي ضد السوريين الذين تجاوز عدد شهدائهم الـ100,000 ويقول مراقبون أن القرار الأميركي كان ينتظر اكتمال العدة والعناصر. فها هي ايران تغطس بقوة وتضع ثقلها المادي والعسكري في المعركة، وتغطّس معها "حزب الله" بما يجعل تراجعه صعباً واستمراره في الحرب كارثة عليه وعلى الشيعة وعلى لبنان معاً. ويمكن لمثل هذا القرار أن يفتح الباب واسعاً أمام منطقة حظر جوية داخل الأراضي السورية في منطقة الجنوب. ولعلّ مقدمات ذلك هو إبقاء مناورات "الأسد المتأهب" الأردنية على صواريخ الباتريوت وطائرات (ف 16) في الميدان بعد انتهاء هذه المناورات لتكون منطقة الحظر هذه الأقرب الى العاصمة دمشق.
مع إشارة العاهل الأردني الى "إجراءات" يمكن اتخاذها إذا بقي العالم ساكتاً عما يجري حول الأردن، ومع قرار الرئيس المصري محمد مرسي (15/6) بطرد السفير السوري وسحب القائم بالأعمال المصري من دمشق وإدانة تدخل "حزب الله" في الشأن السوري، فإن كل هذه المعطيات سيأخذها "حزب الله" بالاعتبار. وكل هذا سيجعل "الحزب" ينظر بعين الترقب والحذر لما يجري من حوله. والمعروف عنه أنه يستشعر الخطر، ويزين خطواته بميزان الربح والخسارة.
تداعيات الغطس بالدم السوري
ويقول العارفون عن خطوات "حزب الله" أنها تدرجت عبر مواقف أمينه العام من نصيحة "الحركات الاسلامية والتكفيرية" بعدم المشاركة في الحرب في سوريا (في العام 2011) الى الطلب من الأطراف اللبنانية الالتزام بذلك، ولكنه "غطس" وحيداً حتى أذنيه في هذه الحرب بعد استخارة ولي الفقيه الشهيرة في ايار الماضي في طهران. وهذا ما جعل قيادة "الحزب" في وضع لا تحسد عليه أمام الرأي العام اللبناني والعربي.
أسباب الإرباك كثيرة، هي الأخرى، على المستوى الداخلي، ويأتي في المقدمة الكلفة البشرية غير المتوقعة لمعركة القصير وارتداداتها على بيئة "الحزب". اضافة الى الغيبوبة السياسة والأمنية والضائقة الاقتصادية التي لم يسبق أن وصل اليها لبنان في تاريخه بسبب تدخل حزب الله في هذه الحرب. فالمؤسسات الدستورية مشلولة، ورئيس الجمهورية لا يطاع، ووزير الخارجية يتمنّع عن تقديم شكوى ضد اعتداءات النظام السوري على لبنان في مجلس الأمن، ومجلس النواب بين المعطّل والمدّد. وحكومة تصريف الأعمال في غيبوبة، وحكومة التكليف معطلة، ولا سياحة ولا من يسوحون!!! والتدخل في القصير لم يأخذ كل هذه التداعيات في الاعتبار، ولم يتشاور "الحزب" حتى مع حلفائه حين اتخذ قرار "التدخل"، ما جعل بينه وبين "التيار الوطني الحر" مسافة، يحسده عليها حلفاء ساكتون.
الانكشاف أمام "الفوضى الخلاّقة"
إدانة جامعة الدول العربية لتدخل "الحزب" كشفه أكثر. وبعض دول أوروبا وأميركا أدرجه على لائحة: "الارهاب"، الذي يجاهد "الحزب" ضده في القصير. ويبدو أن الضرر سيطال البيئة الشيعية الحاضنة للحزب في دول الخليج كلها. وهذا كله يهون أمام موجات التمذهب والطوافة، التي باتت تهدد المنطقة بكاملها. هذا ما يقوله العراق، وتعانيه دول عربية كثيرة استدعت فتاوى وفتاوى مضادة، في حين بدأت مجازر لتصفية شيعة هنا، في دير الزور، وسنة هناك، في حلب وحماه وإدلب. ألا يصب هذا كله في مصلحة الكيان الصهيوني الاسرائيلي؟ ألا يخدم هذا كله منطق "الفوضى الخلاقة" التي يقول "الحزب" إنه يعمل على محاربتها جهاراً نهاراً؟!!.
والسؤال الأهم: هل هذا التدخل العسكري لحزب الله في القصير ودعمه اللامحدود لنظام دمشق وسفك الدم شمالاً وسفحه أمام السفارة الايرانية في العاصمة، والفلتان الأمني في طرابلس وجرود عكار والهرمل، هل هذا كله يحمي لبنان؟ بل هل هذا يحمي الشيعة فيه؟!! وإذا حماهم، ألا يؤسس ويشرّع لحمايات مذهبية هنا وطائفية هناك؟! هذه الأسئلة بات يطرحها كل مواطن لبناني في بيته ومتجره ومدرسته، ويطرحها كل لبنان في الشارع. فكيف ننقذ "حزب الله" من نفسه ومن ايران؟! وكيف ننقذ لبنان مما هو أعظم تلك هي الأسئلة الكبرى. وكلها تبدأ من محاورة العقول، التي تفكر ببرودة، والقلوب المفتوحة بحب، لكل اللبنانيين بكل فئاتهم وتنوعهم. أليس بهذا، وبهذا فقط، يبدأ إنقاذ "الحزب" واللبنانيين. وخصوصاً الشيعة منهم، لعل لبنان يعبر هذه المرحلة الصعبة بسلام...!!! ويبدو أن مرحلة ما بعد القصير لن تكون على الاطلاق كمرحلة ما قبل القصير.
 
روسيا: دفعة أولى من طائرات "ياك ـ130" باتت جاهزة لتسليمها إلى سوريا
(يو بي اي)
انتهت شركة روسية من تصنيع الدفعة الأولى من طائرات التدريب والقتال من نوع ياك- 130 التي باتت جاهزة لتسليمها إلى سوريا، وهي بانتظار القرار السياسي الروسي بذلك.
ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، أمس، عن مصدر في الوفد الروسي المشارك بمعرض الطيران في ضاحية باريس، لوبورجيه، أن مصنع "إيركوت" انتهى من تصنيع طائرات ياك 130 الموجهة إلى سوريا. أضاف أن الطائرات في المصنع وتنتظر القرار السياسي لتُسلّم إلى سوريا.
وقال المصدر إن الطائرات تخلو من المحركات وإلكترونيات الطيران التي سيتم تركيبها حالما يصدر قرار من السلطة الروسية.
وكانت تقارير صحافية ذكرت أن سوريا وقعت في كانون الأول من العام 2011 عقداً مع روسيا لشراء 36 طائرة ياك-130 . وسلّمت سوريا روسيا في بداية حزيران الجاري مبلغ 100 مليون دولار هي قيمة 6 طائرات.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أن روسيا تنفذ عقوداً لشراء عتاد عسكرية موقعة سابقاً مع سوريا.
 
"الجيش الحر" يطالب "أصدقاء سوريا" بصواريخ مضادة للطائرات والدروع وبمنطقة حظر جوي
المعارضة السورية ترفض كليّاً وجود الأسد وأركان نظامه في العملية الانتقالية
(أ ف ب، قنا، رويترز، يو بي أي، "المستقبل")
أكد رئيس "المجلس الوطني السوري" جورج صبرة، أمس، أن المعارضة السورية ترفض كلياً وجود بشار الأسد وأركان نظامه في العملية الانتقالية المقبلة، واعتبر أن دخول "حزب الله" في القتال أدى إلى تخريب البلاد بشكل كامل. فيما طالب "الجيش السوري الحر" من "مجموعة أصدقاء سوريا" التي ستجتمع السبت في الدوحة بأن تمده خصوصاً بصواريخ محمولة مضادة للطيران وللدروع وبإقامة منطقة حظر جوي، متعهداً بألا تصل هذه الأسلحة أبداً الى أيدي متطرفين.
صبرة
وقال صبرة في تصريح لـ"وكالة الأنباء القطرية" (قنا) إن المعارضة السورية تؤيد أي حل سياسي يحقن دماء السوريين ويحقق لهم تطلعاتهم ولكن من دون وجود بشار الأسد وأركان نظامه في العملية الانتقالية المقبلة، مؤكداً أن أي حل غير ذلك لن يرتضيه الشعب السوري ولن يكتب له النجاح.
وقلل السيد صبرة في تصريحه من فرص نجاح مؤتمر "جنيف 2" الذي تجرى ترتيبات حالياً لعقده ويحضره ممثلون عن طرفي النزاع في سوريا. وقال: "إن لم يتغير الموقف الدولي برمته وعلى رأسه تغير الموقفين الروسي والصيني وقيام المجتمع الدولي بدعم المعارضة بالسلاح حتى تكون الكفة متوازنة أمام الجيش النظامي، فإن أية جهود تبذل في هذا الإطار مشكوك في نجاحها".
ورداً على سؤال حول تغير الموقف الأميركي وإعلان واشنطن نيتها تقديم السلاح للمعارضة، رحب صبرة بهذا الموقف، لكنه طالب باتخاذ المزيد من الإجراءات ومن بينها تطبيق حظر كامل على النظام السوري حتى يرضخ لمطالب الشعب السوري.
واعتبر صبرة أن دخول "حزب الله" في القتال أدى إلى تخريب البلاد بشكل كامل، مندداً كذلك بكل الأطراف التي تقف داعمة لنظام الأسد.
"الجيش الحر"
وقال المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي مقداد لوكالة "فرانس برس" أمس: "مطالبنا واضحة. وضعنا قائمة بها وسلمناها للدول الصديقة". محذراً من "كارثة إنسانية" في سوريا في حال عدم تلبية هذه المطالب.
أضاف: "أولاً نريد ذخيرة للأسلحة التي لدينا، والأهم هو صواريخ مضادة للطيران تحمل على الكتف من نوع "مان باد"، وصوارخ مضادة للدروع وصواريخ صغيرة أرض-أرض".
كما ذكر أن الجيش الحر طلب "مدفعية من نوع هاون وغيرها، وسيارات قتالية مدرعة" فضلاً عن الاحتياجات اللوجستية مثل "تجهيزات الاتصالات وستر واقية من الرصاص وأقنعة للغاز".
وبحسب مقداد، فإن الجيش الحر طلب "أخذ الاجراءات اللازمة لإقامة منطقة حظر جوي لأننا متخوفون من استخدام النظام صواريخ سكود مع رؤوس غير تقليدية لقصف المناطق المحررة، وبالتالي نحن بحاجة لملاذ آمن".
وقال في هذا السياق: "اذا لم يعطونا الأسلحة، سنكون أمام كارثة إنسانية لأن كل منطقة يقتحمها النظام يقوم فيها بمذبحة"، متهماً "الميليشيات الأجنبية" التي تعاون النظام مثل حزب الله الشيعي اللبناني، بأنها "لا تلتزم بأي مواثيق أو معاهدات دولية".
وبحسب مقداد، فإن المعركة الأساسية الآن تتركز في ثلاث مناطق، هي ريف دمشق والشمال والوسط مشيراً الى أن النظام يحشد قواته في هذه المناطق.
وقال: "هناك مسؤولية يجب أن يتحملها المجتمع الدولي وما نطلبه من الاجتماع هو أن يكون أصدقاء سوريا معنا كالروس والإيرانيين مع الأسد".
أضاف: "نحن ملتزمون أن نحفظ هذا السلاح وألا نسمح أن يتسرب الى مجموعات غير منضبطة أو متطرفة"، وذلك لطمأنة الدول المتخوفة من تسليح المعارضة السورية خوفاً من وصول السلاح المتقدم الى مجموعات متطرفة.
وكان مصدر ديبلوماسي فرنسي أفاد أول من أمس بأن وزراء خارجية إحدى عشرة دولة من مجموعة "أصدقاء سوريا" سيجتمعون السبت في الدوحة لبحث سبل تقديم مساعدة عسكرية الى مقاتلي المعارضة السورية.
وأوضح المصدر أن الاجتماع يهدف الى تلبية الحاجات التي عبر عنها رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس خلال الاجتماع الذي عقد في 14 الجاري في أنقرة مع ممثلي الدول الـ11 "في شكل تشاوري ومنسق ومتكامل".
بريطانيا ـ­ـ الأردن
دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، والملك الأردني عبد الله الثاني، أمس، إلى وضع حد للعنف الدائر في سوريا وحماية البلدان المجاورة من عواقب الأزمة السورية.
وقال هيغ عقب محادثات أجراها مع الملك الأردني الذي يزور بريطانيا حالياً، إنه اتفق مع الملك عبد الله الثاني على ضرورة إنهاء أعمال العنف المروعة في سوريا، وحماية الأردن وغيره من الدول المجاورة لسوريا من الآثار الناجمة عن الأزمة، ورحّب بالجهود المستمرة التي يبذلها الأردن لمساعدة اللاجئين السوريين من خلال إبقاء حدوده مفتوحة أمامهم.
أضاف أن قادة الدول الصناعية الثماني الكبرى اعترفوا في قمتهم بإيرلندا الشمالية هذا الأسبوع بأن الأزمة السورية واستمرار تدفق المهاجرين تضعان ضغوطاً ثقيلة على الشعب والسلطات في الأردن ولبنان على وجه خصوص، وضرورة قيام المجتمع الدولي بدعم البلدين لتمكينهما من تحمل هذا العبء.
وأشار هيغ إلى أن بريطانيا ستمنح الأردن 50 مليون جنيه استرليني من المساعدات المالية الإضافية البالغة 175 مليون جنيه استرليني، التي أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع توفيرها للتعامل مع الأزمة في سوريا لتمكينه من تأمين الدعم الإنساني على المدى الطويل للاجئين السوريين والمجتمعات الأردنية المضيفة لهم.
العربي
حذر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أمس، من عواقب الوضع المتفجر في سوريا وتزايد أعداد القتلى والمعاناة غير الإنسانية التي يتعرض لها ملايين السوريين، بالإضافة الى تأثير اللاجئين السوريين على دول الجوار، مؤكداً أن هذه الأوضاع تحتم العمل على وقف إطلاق النار من قبل السوريين والمجتمع الدولي.
واعتبر العربي أن المؤتمر الدولي "جنيف 2" الخاص بسوريا يشكل بارقة أمل، معرباً عن أمله في أن يؤدي الى حل الأزمة الرهنة.
جاء ذلك في كلمة الأمين العام للجامعة أمام أعمال الجلسة الرابعة العامة للبرلمان العربي التي بدأت أمس في مقر الجامعة العربية.
زيباري
أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن بلاده تتعرض لضغوط من طرفي الصراع الدائر على الجانب الآخر من الحدود في سوريا وأن سياسة بغداد الرسمية المتسمة بالحياد أصبحت مهددة مع تحول الصراع إلى حرب بالوكالة في المنطقة بأسرها.
وقال زيباري في مقابلة مع وكالة "رويترز" هذا الأسبوع: "نبذل ما في وسعنا للحفاظ على موقف محايد، لكن الضغوط هائلة وإلى متى يمكننا الصمود أمر يتعلق بتطور الأحداث في سوريا... العراق في أصعب موقف وسط هذه الاضطرابات الإقليمية، والصراع في سوريا أصبح صراعاً إقليمياً بكل المعايير".
ويقول مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن العراق لا يبذل جهداً كافياً لمنع إيران من استخدام مجاله الجوي في نقل السلاح لقوات الأسد.
وقال زيباري رداً على ذلك وعلى حركة مقاتلين شيعة عراقيين عبر الحدود: "بحسب معرفتنا بديناميكية الصراع الدائر في سوريا اتخذنا موقفاً أكثر حذراً. ليس حباً في النظام... ولكن بدافع من مخاوف كبيرة على المصالح الوطنية العراقية". أضاف: "هناك مبالغة بشأن الألوية أو الوحدات العراقية التي تقاتل في سوريا... حقيقة فإن عدداً محدوداً من المتطوعين ذهب إلى هناك من دون إذن أو موافقة أو دعم من الحكومة أو النظام العراقي أو الزعماء السياسيين".
"الائتلاف الوطني"
أصدر الائتلاف الوطني السوري بياناً أمس حول الأوضاع في القابون وبرزة، في دمشق، أكد فيه أنه استمراراً لحصار بدأ منذ 6 أشهر عبر حواجز أمنية وعسكرية، تنفذ قوات النظام وشبيحته مدعمة بميليشيات "حزب الله" حصاراً خانقاً على أحياء القابون وبرزة، ما يعرض حياة أكثر من 40 ألفاً من المدنيين للخطر، في ظل نقص في المواد الغذائية والطبية.
وحذر الائتلاف من وقوع أعمال تنكيل وتصفية تطال المدنيين في المنطقتين، مع تخوف متزايد من اقتحامهما وارتكاب مجزرة جديدة تضاف إلى سلسلة مجازر النظام بحق الشعب السوري، في سياق محاولاته اليائسة لقمع ثورة الحرية.
وجدّد الائتلاف تذكيره المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه الجرائم التي يرتكبها النظام بحق السوريين المطالبين بالحرية، وخرقه المستمر لكافة المواثيق والعهود، واستخدامه لمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، وشدد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بواجباته في حماية المدنيين ودعم الثورة السورية بما من شأنه حقن الدماء والوصول بالبلاد إلى حال يلبي تطلعات الشعب السوري كاملة غير منقوصة.
 
القتال يشتعل على محاور حلب مع الإعلان عن اقتحامات متبادلة للأحياء
الرأي..دمشق - وكالات - اشتعلت محاور مدينة حلب، أمس، مع اعلان كل من قوات النظام المدعومة من عناصر «حزب الله» من جهة وقوات المعارضة من جهة اخرى، عن هجمات وهجمات مضادة في المدينة.
وقالت لجان التنسيق المحلية ان اشتباكات عنيفة وقعت في محيط ثكنة هنانو منذ فجر امس وتركزت من جهة ايحاء الصاخور وسليمان الحلبي والعرقوب، ومن خلالها حاول الجيش الحر اقتحام الثكنة، فتحركت دبابتا «تي 72» من داخل الثكنة وبدأت تقصف عشوائياً على المناطق المحيطة بالثكنة.
ووجه سكان حي كرم الجبل الذي تعرض ايضا للقصف نداء عاجلاً للأطباء والكوادر الطبية من أجل التوجه إلى المستشفى الميداني في الحي بسبب تزايد الإصابات بين المدنيين.
وذكرت اللجان ان قوات المعارضة اقتحمت مناطق سيطرة النظام في حي الأشرفية وتقدمت الى الدوار الثاني، مشيرة الى مقتل 10 من عناصر قوات النظام واصابة أكثر من 20 اثناء الاقتحام.
واشارت الى تواجد عدد من عناصر «حزب الله» في فندق «الديديمان» في حي الميرديان، حيث شوهدوا وهم يدخلون الفندق رافعين على سيارتهم علم الحزب في استعدادا منهم لاقتحام حي بستان القصر.
وفي المقابل، ذكرت قناة «روسيا اليوم» ان مراسلها في سورية افاد بأن الجيش النظامي بدأ عملية عسكرية مفاجئة في عدد من أحياء حلب، وخصوصاً في حي بستان القصر حيث تم اختراق حواجز تابعة لكتائب المعارضة المسلحة.
وفي الصاخور، قال المراسل إن الجيش النظامي، بحسب شهود عيان، تراجع جراء كثافة النيران التي اطلقتها المعارضة.
وكانت اشتباكات قد وقعت في الساعة 11 ليلا من محور مفرق الدوحة في حي سيف الدولة، حيث استطاع عناصر لواء «فاستقم كما امرت» اقتحام مبان كانت تتمركز فيها قوات النظام وقتلوا 4 عناصرها، وتقدموا الى مدرسة الملكة بلقيس القريبة من حي الأعظمية وباتوا على مشارف الحي.
وقال المراسل ان الطيران الحربي دمر كذلك مقار لمقاتلي المعارضة في محيط مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري وحي طريق الباب.
من جانبهم، قصف مقاتلو المعارضة مطار منغ شمال حلب بعدد من القذائف الصاروخية فردت وحدة حماية المطار على مصادر النيران دون تسجيل اصابات. كما شهد محيط الكلاسة وباب انطاكيا بحلب اشتباكات عنيفة.
ونقل مراسل «روسيا اليوم» عن شهود عيان تأكيدهم حدوث اشتباكات في بلدة قبيسين في حلب بين عناصر من الجيش الحر ومسلحي حزب «بي كي كي» الكردي ما اسفر عن سقوط قتلى واصابات بين الطرفين.
وحذر المرصد السوري لحقوق الإنسان من تدهور الوضع الصحي والإنساني في سجن حلب المركزي بسبب النقص الشديد في الأدوية والمواد الغذائية.
وأوضح المرصد أنه تأكد وفاة ثلاثة سجناء بعد إصابتهم بمرض السل وعدم وجود أدوية لمعالجتهم، كما أن هناك انتشارا كبيرا للجرب بين السجناء والسجانين وأن الطعام الذي تلقيه طائرات النظام على السجن المحاصر من قبل الكتائب المقاتلة يكون قليلا جدا.
ويقدر عدد السجناء الذين فارقوا الحياة في السجن منذ شهر أبريل الماضي بأكثر من مئة سجين. وأوضح المصدر أن قوات المعارضة بدأت نهاية أبريل الماضي عملية «فك الأسرى» بالسيطرة على عدد من المباني القريبة، وفي مطلع مايو بدأت الاقتراب من السجن وقطع الطريق المؤدي إليه وقطع الإمدادات عنه.
وناشد المرصد اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الدولية الأخرى ضرورة التدخل العاجل من أجل إدخال الدواء والطعام بأسرع وقت ممكن إلى السجن وانتظام هذه العملية مستقبلاً من خلال التنسيق بين كافة الأطراف.
وتعرضت احياء في جنوب دمشق لقصف عنيف مصدره القوات النظامية.
وكان حي القابون الجنوبي شهد الاربعاء حتى ساعة متأخرة ليلا قصفا مماثلا واشتباكات قتل فيها خمسة اشخاص هم ثلاثة مقاتلين ومدنيان. وطال القصف امس احياء الحجر الاسود والقدم وبرزة وجوبر.
وذكر «المرصد» ان عبوة ناسفة انفجرت في سيارة في منطقة ابو رمانة في وسط العاصمة، ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى.
وكان التصعيد بدأ اول من امس مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعومة من «حزب الله» ومقاتلين معارضين في محيط «السيدة زينب».
وقال مصدر عسكري سوري ان الجيش النظامي استعاد السيطرة على الجبال الغربية المتاخمة للحدود اللبنانية من جهة الريف الشمالي الغربي لدمشق.
وفي الريف الغربي لدمشق، استهدف الجيش النظامي مقار لمقاتلي المعارضة في الزبداني ووداي بردى.
 
قياديون في «حزب الله» لـ «الراي»: معركة ما بعد القصير بدأت في غوطة دمشق
 خاص - «الراي»
كشفت مصادر قريبة من قيادة «حزب الله» لـ «الراي» عن ان «معركة ما بعد القصير في سورية بدأت»، مشيرة إلى ان «حزب الله مستمر في المعارك في سورية، وتحديداً على جبهة الغوطة الشرقية في دمشق وحول مقام السيدة زينب»، ولافتة إلى ان «هذه المعركة الهدف منها تحرير الغوطة الممتدة من ريف حمص إلى ريف درعا من أكلة الاكباد ومن الذين يقفون خلفهم عسكرياً ومادياً».
وتحدثت المصادر عن ان «أولويات حزب الله هي التخلص من قاطعي الرؤوس وملاحقتهم اينما كانوا في سورية ولبنان، مدركاً ان مَن يمد هؤلاء بالمال والسلاح والرجال من بلادهم الأم لن يتردد في ممارسة الضغوط على الحزب وعلى بيئته الحاضنة، خصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي، وهي ضغوط لن تؤتي ثمارها بالتأكيد».
وقالت المصادر ان «مَن اتخذ قرار توفير الدعم المادي والتسليحي وتشجيع الشبان من دول مجلس التعاون الخليجي على المجيء إلى سورية ولبنان للنحر على اساس مذهبي، فعليه ان يتحمل المسؤولية والتداعيات»، معتبرة ان «هؤلاء الذين اخطأوا بحق أنفسهم وبحق الطائفة السنية الكريمة، هم الذين يقفون خلف قاطعي الرؤوس، ولذا فإن دحر جنودهم في سورية ولبنان واجب شرعي ومصيري».
وإذ لفتت المصادر القريبة من قيادة «حزب الله» إلى «مخطط واضح المعالم يتمثل في السعي إلى نقل المعركة الدائرة في سورية إلى ارض لبنان، في محاولة لإلهاء حزب الله في معارك داخلية»، قالت: «هذه المحاولة تعبّر عن حسابات ضيقة وخاطئة، مردّها إلى الاعتقاد ان في الامكان فرض انسحاب اضطراري لحزب الله من سورية عبر فتح جبهات داخلية في مناطق متلوّنة المذاهب وملاقاتهم من اسرائيل بفتح جبهة اخرى».
وذكّرت المصادر بما قاله سابقاً الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله حيال «استعداد الحزب للعمل على جبهات عدة في آن واحد، علماً انه وحتى تاريخه، فإن حزب الله ما زال على قراره عدم الرد على الاستفزازات في الداخل»، ملاحِظة «وجود تناغم تكتيكي بين التحرّشات الاسرائيلية على جبهة الجنوب والخروق الدائمة من العدو لسماء لبنان، وبين الاستفزازات الأسيرية المذهبية في الشمال والجنوب والبقاع الشمالي»، ومشيرة إلى «محاولات لضرب خط الممانعة عبر تحويل الصراع السياسي صراعاً طائفياً بامتياز».
وكشفت المصادر الوثيقة الصلة بقيادة «حزب الله» عن ان «قوات حزب الله تفوق عدة وعديداً قوات الجيش اللبناني»، لافتة إلى ان «القوات الخاصة للحزب، المدربة والمجهزة يفوق عددها الـ 35 ألف مقاتل»، ومشيرة إلى انه «إذا صح زعم المعارضة السورية بأن حزب الله يزج بنصف هذه القوة في الحرب في سورية، فإن نصفها الآخر كافٍ لمنع اي خطر يمكن ان يهدد لبنان في الداخل وعلى الحدود الجنوبية»، مؤكدة ان «حزب الله يتوقع حصول تجاوزات مختلفة واستفزازات مذهبية بأشكال عدة وتفجيرات وعمليات قتل هنا وهناك، لكنه يأمل في ان تتجاوز البلاد المحنة الكبرى على خير».
الاتحاد الأوروبي يخفق في الاتفاق على إدراج «حزب الله» على «القائمة السوداء»
الرأي...بروكسيل - ا ف ب - اخفقت دول الاتحاد الاوروبي في التوصل الى قرار حول ادراج الجناح العسكري لـ «حزب الله»على قائمة المنظمات الارهابية الدولية رغم اجراء محادثات جديدة حول هذه المسألة، حسبما ذكرت مصادر ديبلوماسية لـ «وكالة فرانس برس» امس.
وفي اجتماع، أول من أمس، بدعوة من بريطانيا هو الثاني هذا الشهر، اخفق خبراء من دول الاتحاد الـ 27 في التوصل الى قرار بالاجماع لادراج «حزب الله» على القائمة السوداء، حسب المصادر.
وصرح ديبلوماسيون طلبوا عدم كشف هوياتهم ان النمسا وجمهورية تشيكيا عارضتا اضافة «حزب الله» الى عشرات الاشخاص والمجموعات المدرجة حاليا على «القائمة السوداء» للاتحاد الاوروبي والتي تضم «حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية» (حماس) و«منظمة القوات الثورية الكولومبية المسلحة» (فارك) اللتين تم تجميد ارصدتهما. وبعد اشهر من التردد التقى خبراء مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي للمرة الأولى لمناقشة هذه المسألة في الرابع من يونيو، الا انهم اخفقوا في التوصل الى اجماع حول اضافة «حزب الله» الى «القائمة السوداء».
ودعمت فرنسا والمانيا وهولندا بريطانيا في سعيها لاضافة «حزب الله» إلى تلك القائمة.
 
السعودية تزوّد مقاتلي حلب بدفعة من الأسلحة الثقيلة
عواصم - وكالات - كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، أمس، أن السعودية زوّدت بعض مقاتلي المعارضة السورية في حلب بأول دفعة من الأسلحة الثقيلة، فيما انتهت شركة روسية من تصنيع الدفعة الأولى من طائرات التدريب والقتال من نوع «ياك- 130» التي باتت جاهزة لتسليمها إلى سورية، وهي بانتظار القرار السياسي الروسي بذلك.
وقالت «ديلي تلغراف» نقلاً عن مصادر في المعارضة السورية إن صواريخ روسية الصنع مضادة للدبابات من طراز «كونكورس» قدّمتها السعودية «جرى استخدامها بالفعل على خط الجبهة في حلب وكان لها تأثير مدمّر، وقد تكون ساهمت في وقف الهجوم الموعود من قبل النظام في المدينة».
وأضافت أن مجموعة من صواريخ «كونكورس» «استخدمتها قوات المعارضة السورية من قبل، بعد اغتنامها من قواعد تابعة لقوات النظام وقعت تحت سيطرتها، وقد وصل المزيد منها الآن ما يؤكد أن البيت الأبيض رفع بشكل غير رسمي الحظر على حلفائه في الخليج لإرسال أسلحة ثقيلة إلى المقاتلين السوريين».
وكان البيت الأبيض أعلن الأسبوع الماضي أنه سيرسل دعماً عسكرياً للمعارضة السورية، بعد أن خلص بأن نظام الرئيس بشار الأسد استخدم أسلحة كيماوية ضدها.
وأشارت الصحيفة إلى أن صواريخ «كونكورس» قادرة على اختراق الدبابات الأكثر تقدماً لدى النظام السوري «تي 72»، وعلى النقيض من القذائف الصاروخية. ونسبت إلى مصدر في المعارضة السورية قوله: «لدينا الآن امدادات من السعودية، وجرى إبلاغنا بأن المزيد من الأسلحة في طريقها إلينا ولن تقتصر على الصواريخ فقط».
وقالت «ديلي تلغراف» إنها «وجدت عدداً من صواريخ كونكورس بحوزة المقاتلين المنتشرين في التلال فوق قرية كفر حمرة في ريف حلب الشمالي، بانتظار وصول دبابات النظام».
ونقلت عن عبد الله دعاس من «لواء سورية الحرة» قوله: «حصلنا على 5 صواريخ من طراز كونكورس، وأطلقنا أربعة منها دمّرنا بها 4 دبابات للنظام».
وفي المقابل، نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن مصدر في الوفد الروسي المشارك بمعرض الطيران في لوبورجيه قرب باريس أن مصنع «إيركوت» «انتهى من تصنيع طائرات ياك 130 الموجهة إلى سورية»، وأضاف أن «الطائرات في المصنع وتنتظر القرار السياسي لتُسلّم إلى سورية».
وقال المصدر إن الطائرات تخلو من المحركات وإلكترونيات الطيران التي سيتم تركيبها حالما يصدر قرار من السلطة الروسية.
وكانت تقارير صحافية ذكرت أن سورية وقعت في ديسمبر من العام 2011 عقدا مع روسيا لشراء 36 طائرة «ياك-130». وسلّمت سورية روسيا في بداية يونيو من العام 2013 مبلغ 100 مليون دولار هي قيمة 6 طائرات.
وبخصوص صواريخ ارض جو «اس - 300»، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو «تنفذ كافة صفقاتها»، مشيرا إلى أن الصفقة الخاصة بتسليم سورية صواريخ «اس - 300» لم تنفذ بعد بالكامل.
وأكد لافروف في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» أن موسكو لا تشك في أن «جبهة النصرة» ستحصل على أسلحة غربية في حال توريدها إلى سورية.
وأوضح لافروف أن «جبهة النصرة» هي الهيئة الأكثر فعالية في المعارضة، مؤكدا أن غالبية الأسلحة المصدرة إلى سورية ستوزع من خلال هذا التنظيم، الذي وصفه بأنه «الأكثر تنظيما وتنسيقا».
وأضاف أن الشركاء الغربيين يتفهمون خطورة الطريق الذي قد يسلكونه.
 
مقايضات تجارية عبر خطوط القتال بين الحكومة السورية ومعارضيها
إدلب - رويترز - بعيدا عن ساحة القتال يعقد بعض مقاتلي المعارضة السورية صفقات مع الحكومة نفسها التي يريدون اسقاطها.
فكل طرف يحرص على توفير الاحتياجات الاساسية مثل الخبز والوقود والمياه للمناطق التي يسيطر عليها. وحين تتغير مواقع الخطوط الامامية لجبهة القتال وتتقطع سلاسل الامداد والتموين تبدأ تجارة المقايضة بين الطرفين.
ففي محافظة ادلب يسيطر مقاتلو المعارضة على أغلب حقول القمح لكن لا سبيل لطحنه. وتتولى الحكومة طحنه وتأخذ نصيبها منه ثم تعيده لهم.
وقال أبو حسن وهو معارض يعمل في مخبز في مدينة سلقين: «القمح مسألة لا علاقة لها بالحكومة بل بالناس».
وفي دمشق، مازال رجال الاعمال الذين يقيمون في مناطق سيطرت عليها قوات المعارضة يقودون سياراتهم متوجهين الى وسط المدينة الذي تسيطر عليه الحكومة قاطعين خط القتال بسرعة كبيرة.
ويركض الاطفال عبر الخطوط الامامية للذهاب لمدارسهم ويعبرها المدنيون لشراء احتياجاتهم رغم سقوط بعضهم قتلى بالرصاص.
ويقول مقاتلو المعارضة انهم عندما دخلوا حلب قطعت الحكومة امدادات الكهرباء الرئيسية. وردا على ذلك قطع مقاتلو المعارضة الكابلات الواصلة الى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وبعد بضعة أسابيع وافقت الحكومة على اعادة الكهرباء وقال المعارضون انهم سيصلحون الكابلات. والان لا تنقطع الكهرباء عن حلب على مدار الساعة.
وقال وجدي زيدو وهو ناشط معارض يعمل مع أبو حسن على تأسيس مجلس اداري لبلدة سلقين ان الحكومة أصبحت أكثر مرونة في ما يبدو في بعض المجالات. وتابع انه بعد تعيين العديد من المحافظين المغالين في مواقفهم ضد المعارضة قبل شهرين، عينت الحكومة واحدا أكثر انفتاحا للحوار مع المعارضين ومكنهم من ابرام صفقة مقايضة القمح.
واوضح زيدو ان طرفي الصراع في الحرب الاهلية مازالا حتى الان يريدان الحفاظ على جهاز الدولة.
وقال: «بهذه الثورة لن نتخلص من مؤسسات الدولة. بل نتخلص من النظام».
ومع سقوط البلاد في حالة من الفوضى يجد السوريون سبلا لاعادة بناء حياتهم قدر المستطاع. وفي مدن وقرى حول محافظة حلب تنتشر حفارات ضخمة في الشوارع تحفر بعمق عشرات الامتار تحت الارض.
لقد توقفت امدادات المياه لذلك يحفر الناس الابار. ويبدو أنهم يراهنون على حرب طويلة اذ ان تكلفة حفر بئر تزيد عن تكلفة امدادات لمدة عام من الماء الذي يشترونه من أصحاب ابار حفرت على نطاق تجاري.
كما دفع نقص الوقود بعض المزارعين الى حرق القمامة التي تراكمت بدرجة كبيرة لتجفيف القمح وتتصاعد سحب الدخان الرمادية من أفرانهم ذات الرائحة الكريهة في ريف حلب.
وعلى الحدود السورية الشمالية مع تركيا يمرر مقاتلو المعارضة عشرات الشاحنات التي تنقل الاسمنت من معبر يسيطرون عليه. الناس يبنون حتى مع استمرار التدمير.
وعلى مشارف حلب يتصاعد دخان أسود وأصوات طلقات النار من سجن يحارب مقاتلو المعارضة قوات الجيش للسيطرة عليه. وعلى مرأى من المعركة يعمل رجال علت الاتربة ملابسهم في بناء منزل جديد.
 
«أفواج» جديدة من السوريين الهاربين إلى لبنان
 الرأي...بيروت - من أسامة القادري
مع اشتداد المعارك في دمشق وريفها ومدينة حلب وريفها، عادت الحدود اللبنانية - السورية لتشهد حركة نزوح كثيفة، عبّرت عنها الطوابير الطويلة أمام شبابيك موظفي الأمن العام اللبناني عند نقطة المصنع التي تبدو هذه الايام وكأنها استعادت مشهد بدايات الأزمة السورية قبل عامين ونيّف.
منذ سقوط القصير وبدء قوات النظام السوري الهجوم المضاد لاستعادة قرى ومدن سبق ان استولى عليها «الجيش السوري الحرّ»، صارتْ نقطة المصنع الحدودية في البقاع «شاهداً» على «موجة» النزوح التي تحمل «أفواجاً» جديدة من الباحثين عن سماء لا تمطر قذائف وأرض لم تغمرها «أنهار الدم».
في باحة الامن العام وامام مركز وشم التذاكر زحمة نازحين مصطفين على كنتوارات الموظفين السبعة عشر، في طوابير موزعة على لبنانيين قادمين، وسوريين وعسكريين وديبلوماسيين واجانب.
حالات اختناق واغماء عديدة حصلت لدى نساء مريضات وشيوخ، عدا عن حالات الدفع واللكم والشتم والاهانة من موظفين وعاملين راحوا ينفسون جام عصبيتهم و«عنصرية» بعضهم بكيل عبارات «دونية».
أوقات طويلة وصلت أحياناً الى ست ساعات، يقضيها المواطن السوري «الهارب» بانتظار «ختم بطاقة دخوله»، كأنه لا يكفيه ما عاناه. وعند المعبر الحدودي تكثر الحكايا عن «الافلات» من حالات الحصار التي استمرّت شهوراً و«حُرم خلالها المدنيون من شيوخ واطفال ونساء ورجال من أبسط مقومات العيش من الماء والمأكل ومن الكهرباء»، فما كانت أمام الهاربين من هذا «الجحيم» الا طريق واحدة هي طريق دمشق بيروت، بعدما اقفلت بوجههم جميع المنافذ باتجاه الاردن وتركيا والعراق، ليكون لبنان ملاذهم من موت محتم في ظلّ ازمة يعجز الجميع عن تحديد زمن لانهائها.
حتى الهروب لم يعد حكراً على فئة معينة من السوريين الذين تجاوز عددهم في لبنان المليون ومئتي ألف. موالاة ومعارضة، تجمعهم حافلة واحدة تنقلهم من دمشق الى لبنان، وقد تكون محطتهم سكن واحد، ما لم يتوزعوا حسب «الخريطة الديموغرافية» اللبنانية.
هنا، عند نقطة المصنع، كثيرون يحاولون ان يعبّروا عن ملابسات هروبهم، بهروب من الاجابة خوفاً من «محاسبة أمنية» ما زالت تتربّص في أذهانهم، فيما يختار آخرون «القفز» من فوق «البركان السوري» واضعين انتقالهم الى لبنان في خانة «الزيارة السياحية».
الا ان مريم، الأربعينية التي كانت تجلس وحولها أطفالها على احجار «الباطون» امام مدخل مبنى الامن العام المخصص للوصول بانتظار انتهاء زوجها من وشم تذاكرهم للدخول الى لبنان، لم تتوان عن التعبير بحسرة وتألم وهي تمسح عن وجه ابنها العرق المتصبب منه، فقالت: «وصلنا الى نقطة المصنع منذ العاشرة صباحاً، فيما الساعة تجاوزت الثالثة عصراً».
وتروي كيف نزحت بابنائها بدايةً من بلدة البحدلية في منطقة الست زينب، الى مناطق متفرقة في سورية قبل ان تعود للبحدلية، وتضيف: «لما اشتدّت المعارك طلب منا الجيش الحر الخروج من البلدة، كي لا يجعلنا النظام هدفاً له ولطائراته».
هذا ما جعل مريم تنزح وأولادها وزوجها الى لبنان، واصفة الوضع في البحدلية بأنه «كارثي، غبار الركام يغطي كل المعالم، رائحة الموت تنبعث من كل زاوية».
ورغم ما تعانيه من انتظار طويل، الا ان مريم تحمد ربها انها وصلت بأولادها سالمين الى داخل لبنان، ولا تعير اهتماماً لما ينتظرها في «بلاد الازر» حيث بات تأمين مسكن امراً شبه مستحيل في ظل تفاقم عدد النازحين الذين ناهزوا مليوناً ومئتي الف، يعيش 50 في المئة منهم واقعاً اقل ما يقال عنه انه مأسوي.
«وجيه» القادم من دمشق بسيارته الخاصة هو وجميع أفراد عائلته يشير الى ان الوضع في سورية «خطير جداً». لا يوحي كلامه انه منحاز لفريق دون الاخر، ويصف طرفيْ الصراع بـ «قتلة السوريين ومهجّريهم»، ويقول بلهجته الشامية: «قرفنا مناظر القتل من الجهتين، حصار دمار، امان ما عاد في»، الا انه يبدي اعتراضه على تعاطي موظفي الامن العام مع السوريين، معرباً عن امتعاضه من الطريقة التي يصفها بـ «العنصريّة» والتي لم تخلُ من شتائم.
بدوره عزمي، الآتي من ريف دمشق، يؤكد ان رحلة نزوحه مرّت بعدة مراحل منذ اندلاع «الثورة»، من اليرموك الى المزة وبعدها الى الدويلعة. ويوضح أنه بعد نفاد ما ادّخره خلال عمله كصاحب محل للالبسة احترق نتيجة سقوط قذيفة فيه خلال معارك اليرموك، فقد امله في ايجاد سبيل للاستمرار «تحت رحمة الصواريخ» مشيراً الى ان «اللي بقي من اللي دخرناه ما عاد له قيمة، امام تصاعد الدولار، وتجاوزه 200 ليرة سورية، وهذا اللي خلانا نضطر نجي للبنان نازحين».
يأسف سائق احدى الحافلات المركونة في باحة الامن العام للحال التي وصلت اليها سورية، وهو يشير الى عدد من الحافلات المتوقفة بانتظار انجاز معاملات دخول الركاب، ليعود ويلتفت الى مقاعد ركابه قائلاً: «ما عاد الاختلاف بالرأي مشكلة، المشكلة بالقتل الذي يهرب الجميع منه، وتجد معي (المعارض والموالي)، في اشارة منه الى ان الركاب موزعون على مناطق وبلدات سورية، منها المحسوب على المعارضة ومنها المؤيدة للنظام، «رغم ازمتنا واللي عم يصير بتضل سورية تجمعنا».
مصادر في الامن العام اللبناني رفضت الافصاح عن اسمها، أكدت أن زحمة العابرين كانت في اليومين الماضيين كما في بداية الازمة السورية، مقدرة عدد الوافدين بـ أكثر من 15 ألفا، في المقابل بلغ عدد المغادرين نحو 5 آلاف.
واذ لفتت المصادر الى ان هذين اليومين شهدا عبور فلسطينيين، واجانب بشكل لافت، ما أربك عمل الموظفين، أوضحت رداً على الشكاوى من اهانات الموظفين والعناصر ان «الضغط كبير والمبنى صغير والعابرون لا يلتزمون الدور، ما يوجِد حالة من الفوضى».
اما عن الكلام عن تقاضي رشى، فأشارت المصادر نفسها الى «ان هناك شكاوى في هذا الخصوص، نعمل على تفاديها، ولذا كنا تمنينا على المديرية العامة ان تضاعف اعداد العناصر فور الانتقال الى مبنى الوصول الجديد»، مضيفة: «نحتاج اقله الى 40 عنصراً نتمى ان يكونوا من العنصر الشاب، لأن غالبية العناصر في مركز المصنع هي من ذوي الخدمة القديمة، واجازاتهم كثيرة لاسباب عائلية».
وعن بداية العمل في المبنى الجديد، رجّحت المصادر انتهاء التجهيزات المكتبية ووصول عديد العناصر لسد 24 كنتواراً بشكل دوري خلال الاسبوع المقبل «ما لم نواجه عراقيل»، متداركة «لا يعني العمل في المبنى الجديد انهاء حال الازدحام، لأن حركة العبور كثيفة ورغم ذلك نعمل بكل طاقتنا».
 
بوغدانوف لـ «الحياة»: نصر الله أبلغني انه تدخل لمنع سقوط دمشق
موسكو - رائد جبر
وقال المسؤول الروسي إن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله ابلغه بأن «التدخل في سورية تقرر بعدما وصل المقاتلون المعارضون إلى دمشق وكادوا يحتفلون بالنصر». واعتبر ان العالم «أضاع عاماً بعد اتفاق جنيف»، مدافعاً عن حق بلاده في تنفيذ عقود السلاح الموقعة مع «حكومة شرعية» ومستغرباً الضجة المثارة حول الموضوع بينما ينشر الأميركيون صواريخ مماثلة في تركيا والأردن.
في هذا الوقت، طالب «الجيش السوري الحر» دول مجموعة «اصدقاء سورية» التي تجتمع غداً في الدوحة ان تمده خصوصاً بصواريخ محمولة مضادة للطيران وللدروع وبإقامة منطقة حظر جوي، متعهداً بألا تصل هذه الاسلحة ابداً الى ايدي متطرفين.
وقال المنسق الاعلامي والسياسي لـ «الجيش الحر» لؤي مقداد ان «مطالبنا واضحة. وضعنا قائمة بها وسلمناها الى الدول الصديقة»، محذراً من «كارثة انسانية» في سورية في حال عدم تلبية هذه المطالب. وأضاف «اولاً نريد ذخيرة للاسلحة التي لدينا، والأهم هو صواريخ مضادة للطيران تحمل على الكتف وصوارخ مضادة للدروع وصواريخ صغيرة ارض - ارض».
وبحسب مقداد، فإن «الجيش الحر» طلب «أخذ الإجراءات اللازمة لإقامة منطقة حظر جوي لأننا متخوفون من استخدام النظام صواريخ سكود مع رؤوس غير تقليدية لقصف المناطق المحررة، وبالتالي نحن بحاجة لملاذ آمن». وأضاف: «اذا لم يعطونا الاسلحة، سنكون امام كارثة انسانية لأن كل منطقة يقتحمها النظام ينفذ فيها مذبحة»، متهماً «الميليشيات الاجنبية» التي تعاون النظام مثل «حزب الله» الشيعي اللبناني، بأنها «لا تلتزم أي مواثيق او معاهدات دولية».
لكن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي سيشارك في اجتماع الدوحة قال امس «نحن لا نسلم اسلحة لكي يتم توجيهها الينا، وهذا واضح. قلنا دائماً اننا هنا لمساعدة المقاومة (للنظام السوري) للوصول الى حل سياسي. لكن بالنسبة للاسلحة، من غير الوارد تسليم اسلحة في ظروف غير مؤكدة في ما يتعلق بنا». وتابع: «انه احد الاسباب التي تدعونا الى اجراء مشاورات مع العميد (سليم) ادريس القائد العسكري الميداني».
من جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد انه «واثق تماماً» من ان الجيش النظامي سيستعيد جميع الاراضي من ايدي المعارضة على رغم «الكميات الهائلة من الاسلحة والمقاتلين التي ارسلت الى سورية». وابلغ وكالة «اسوشييتد برس» في مقابلة أجريت في دمشق قوله ان قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما تسليح المعارضة «افقد الولايات المتحدة صدقيتها».
ميدانياً، استمر القصف العنيف للقوات النظامية على احياء في جنوب دمشق وشرقها، وقال: «المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ذلك ترافق مع «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على أطراف حي القابون من جهة الاوتوستراد الدولي، ووردت أنباء عن سقوط جرحى من الطرفين».
وطاول القصف أحياء الحجر الأسود والقدم (جنوب)، في حين أشار المرصد إلى «إغلاق طريق مخيم اليرموك (جنوب)» بسبب القصف والمعارك. وسجل قصف على برزة (شمال) وجوبر (شرق). وذكر المرصد أن عبوة ناسفة انفجرت في سيارة في منطقة أبو رمانة في وسط العاصمة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.
كذلك استمرت المعارك العنيفة في عدد من أحياء مدينة حلب. وقال المرصد إن «مقاتلين معارضين سيطروا امس «على جزء من حي سليمان الحلبي» شرق المدينة، ما أسفر عن مقتل سبعة عناصر من القوات النظامية.
 
طرفا الحرب يستثنيان القمح والطحين من المعركة
إدلب (سورية) - رويترز
بعيداً من ساحة القتال، يعقد بعض مقاتلي المعارضة السورية صفقات مع الحكومة نفسها التي يريدون إسقاطها. فكل طرف يحرص على توفير الاحتياجات الأساسية مثل الخبز والوقود والمياه للمناطق التي يسيطر عليها. وحين تتغير مواقع الخطوط الأمامية لجبهة القتال وتتقطع سلاسل الإمداد والتموين تبدأ تجارة المقايضة بين الطرفين.
ففي محافظة إدلب، شمال غربي البلاد، يسيطر مقاتلو المعارضة على أغلب حقول القمح لكن لا سبيل لطحنه. وتتولى الحكومة طحنه وتأخذ نصيبها منه ثم تعيده لهم.
ويقول أبو حسن وهو معارض يعمل في مخبز في مدينة سلقين بمحافظة إدلب: «القمح مسألة لا علاقة لها بالحكومة بل بالناس».
وانزلقت سورية إلى حرب أهلية بعد حملة عنيفة على احتجاجات سلمية ضد الرئيس بشار الأسد في آذار (مارس) 2011. وبعد صراع استمر عامين وجد الطرفان سبلاً عملية للتحايل على الحرب حتى على رغم اشتداد العنف والوحشية.
وفي العاصمة دمشق ما زال رجال الأعمال الذين يقيمون في مناطق سيطرت عليها قوات المعارضة يقودون سياراتهم متوجهين إلى وسط المدينة الذي تسيطر عليه الحكومة قاطعين خط القتال بسرعة كبيرة. ويركض الأطفال عبر الخطوط الأمامية للذهاب إلى مدارسهم، ويعبرها المدنيون لشراء احتياجاتهم على رغم سقوط بعضهم قتلى بالرصاص.
ويقول مقاتلو المعارضة إنهم عندما دخلوا مدينة حلب الشمالية قطعت الحكومة إمدادات الكهرباء الرئيسية. ورداً على ذلك قطع مقاتلو المعارضة الكابلات الواصلة إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وبعد بضعة أسابيع وافقت الحكومة على إعادة الكهرباء وقال المعارضون إنهم سيصلحون الكابلات. والآن لا تنقطع الكهرباء عن حلب على مدار الساعة.
وقال وجدي زيدو وهو ناشط معارض يعمل مع أبو حسن على تأسيس مجلس إداري لبلدة سلقين، إن الحكومة أصبحت أكثر مرونة في ما يبدو في بعض المجالات. وتابع انه بعد تعيين العديد من المحافظين المغالين في مواقفهم ضد المعارضة قبل شهرين، عينت الحكومة واحداً أكثر انفتاحاً للحوار مع المعارضين ومكنهم من إبرام صفقة مقايضة القمح.
يقول زيدو إن طرفي الصراع في الحرب الأهلية ما زالا حتى الآن يريدان الحفاظ على جهاز الدولة. وتابع: «بهذه الثورة لن نتخلص من مؤسسات الدولة. بل نتخلص من النظام».
ومع سقوط البلاد في حال من الفوضى يجد السوريون سبلاً لإعادة بناء حياتهم قدر المستطاع. وفي مدن وقرى حول محافظة حلب تنتشر حفارات ضخمة في الشوارع تحفر بعمق عشرات الأمتار تحت الأرض. فقد توقفت إمدادات المياه لذلك يحفر الناس الآبار. ويبدو أنهم يراهنون على حرب طويلة إذ أن تكلفة حفر بئر تزيد عن تكلفة إمدادات لمدة عام من الماء الذي يشترونه من أصحاب آبار حفرت على نطاق تجاري.
كما دفع نقص الوقود بعض المزارعين إلى حرق القمامة التي تراكمت بدرجة كبيرة لتجفيف القمح وتتصاعد سحب الدخان الرمادية من أفرانهم ذات الرائحة الكريهة في ريف حلب.
وعلى حدود سورية الشمالية مع تركيا يمرر مقاتلو المعارضة عشرات الشاحنات التي تنقل الأسمنت من معبر يسيطرون عليه. الناس يبنون حتى مع استمرار التدمير. وعلى مشارف حلب يتصاعد دخان أسود وأصوات طلقات النار من سجن يحارب مقاتلو المعارضة قوات الجيش للسيطرة عليه. وعلى مرأى من المعركة يعمل رجال علت الأتربة ملابسهم في بناء منزل جديد.
 
الجيش الحر يتصدى لمعركتين أطلقتهما القوات الحكومية في شمال دمشق وجنوبها... المرصد السوري: مقتل 100 معتقل بسجن «حلب المركزي» منذ أبريل

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: نذير رضا .... يخوض الجيش السوري الحر في دمشق، معركة «دفاعية» على جبهتين أساسيتين، يحاول خلالها صد هجومين واسعي النطاق، شنتهما القوات الحكومية شمال العاصمة دمشق، وجنوبها، محاولة استعادة السيطرة في الشمال على القابون وحرستا، إضافة إلى تأمين طريق المطار الدولي في الجنوب، عبر استعادة السيطرة على اليرموك والحجر الأسود والعسالي. وتشن المعارضة معركة هجومية في الشمال، وتحديدا في إدلب وحلب، بغية السيطرة الكاملة على الشمال، بموازاة إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 100 سجين منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي في سجن حلب المركزي.
وأعلن الائتلاف السوري المعارض، أنه «استمرارا لحصار بدأ منذ 6 أشهر عبر حواجز أمنية وعسكرية، تنفذ قوات النظام وشبيحته مدعمة بميليشيات حزب الله حصارا خانقا على أحياء القابون وبرزة، ما يعرض حياة أكثر من 40 ألفا من المدنيين للخطر، في ظل نقص في المواد الغذائية والطبية».
وحذر الائتلاف، في بيان، من «وقوع أعمال تنكيل وتصفية تطال المدنيين في المنطقتين، مع تخوف متزايد من اقتحامهما وارتكاب مجزرة جديدة تضاف إلى سلسلة مجازر النظام بحق الشعب السوري، في سياق محاولاته اليائسة لقمع ثورة حرية». وأفاد ناشطون، أمس، بتجدد القصف على مناطق «في القابون ومخيم اليرموك وحي الحجر الأسود»، بالتزامن مع قصف طال مناطق في حي القدم ما أدى إلى مصرع رجلين.
وأوضح المدير التنفيذي لجبهة تحرير سوريا الإسلامية محمد علوش لـ«الشرق الأوسط»، أن القوات النظامية «أرسلت بتعزيزات عسكرية ضخمة، من ضمنها مقاتلون غير سوريين، بدءا من مساء الأربعاء، إلى تخوم زملكا في الغوطة الشرقية، بغية اقتحام القابون وحرستا». وأضاف: «يتبع النظام السوري استراتيجية قضم الغوطة الشرقية، بعد حصار دام أسابيع، إذ يحاول اقتحامها واستعادة السيطرة عليها»، مشيرا إلى أن القوات الحكومية «بدأت عملياتها بعدما سحبت الفرقتين الخامسة والسابعة من مواقعها على الحدود السورية - الإسرائيلية، ودفع بها إلى مناطق العتيبة وضمير في الغوطة الشرقية».
وتعتبر منطقتا القابون وحرستا المدخل الشمالي لدمشق، وتقع في محاذاتهما مقرات المخابرات الجوية ومستشفى تشرين العسكري الذي يقول المعارضون إنه بات ثكنة عسكرية للجيش وقوات الأمن، كما تقع خلف المستشفى مساكن ضباط ضاحية الأسد. ويقول ناشطون إن القوات النظامية نصبت مدافع من عيار 130 ملم، وراجمات صواريخ في هذه المنطقة، ووجهتها نحو الغوطة الشرقية في حرستا ودوما وعربين وجوبر والقابون.
وفي ريف دمشق، ذكر ناشطون أن «قصفا طال مناطق في بلدة معضمية الشام ومزارعها، ما أدى لدمار في ممتلكات المواطنين، وأنباء عن سقوط عدد من الجرحى، وسط قصف استهدف الزبداني وبلدة يلدا ومنطقة ريما». وأشار ناشطون إلى أن «قرية جراجير تعرضت للقصف بالطيران المروحي، في ظل اشتباكات دارت بين مقاتلين معارضين والجيش النظامي في محيط حاجز طعمة العسكري في مدينة زملكا».
وفي شمال العاصمة، يفصل أوتوستراد حمص - دمشق بين الجيشين المتقاتلين، إذ يعد هذا الطريق السريع «الخط الفاصل بين الجيشين». ولم تتمكن المعارضة من الوصول إلى الأوتوستراد، «بعدما نصبت القوات النظامية على الجبال مدافع 23، تمنع التسلل من القابون وحرستا إلى الأوتوستراد، حيث أعدمت الحياة في هذه المنطقة»، بحسب علوش.
وإلى جنوب دمشق التي تعتبر من المناطق الساخنة في العاصمة، أفاد ناشطون بتعرض أحياء اليرموك والحجر الأسود والعسالي والسيدة زينب لقصف ممنهج. وأوضح علوش لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المنطقة «هي مناطق محتدمة»، لافتا إلى أن القوات النظامية «أرسلت في الفترة الأخيرة من داخل دمشق تعزيزات لتطويق المعركة من الجنوب»، واصفا الوضع الإنساني والعسكري في هذه المنطقة بـ«الحرج».
وكان التصعيد بدأ أول من أمس مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني ومقاتلين معارضين في محيط السيدة زينب جنوب شرقي العاصمة. وتشكل هذه المناطق قاعدة خلفية للمجموعات المعارضة في اتجاه دمشق. وتحاول قوات النظام السيطرة عليها بشكل كامل.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وحدات من الجيش «أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدة البحدلية جنوب منطقة السيدة زينب في ريف دمشق بعد سلسلة من العمليات الناجحة قضت خلالها على أعداد من الإرهابيين ودمرت أسلحتهم وذخيرتهم». لكن المدير التنفيذي لجبهة تحرير سوريا نفى أن يكون الجيش الحر خسر مواقع استراتيجية في المنطقة، موضحا أن طبيعة المعركة «دفاعية». وأشار إلى أن المعركة «هي حرب عصابات، حيث يجري تبادل المواقع والأماكن». ولفت إلى حملة عسكرية ضخمة على بيت سحم، الملاصقة للسيدة زينب، «في محاولة من النظام لتأمين خط المطار، ومنع الثوار من الوصول إليه».
وحمّل علوش تداعي الوضع العسكري في دمشق، إلى أصدقاء سوريا «الذين لم يفوا بعد بتعهداتهم إرسال أسلحة نوعية إلى المقاتلين في دمشق»، في حين «ينفذ النظام السوري وعوده بالقصف والقتل، ما يضعنا في موقع الدفاع بدل الهجوم، وتحصين مواقعنا». وقال: «نخوض في دمشق حربا دفاعية، كذلك في الغوطة الشرقية، كما نواصل خوض حرب كر وفر في الريف، وفي قلب العاصمة»، وهو ما يميز «طبيعة المعركة في الشمال، حيث نخوض حربا هجومية في حلب وإدلب للسيطرة على كامل المحافظتين».
وفي حلب، أعلن ناشطون أن حيي الشيخ مقصود والحيدرية بحلب تعرضا للقصف، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والجيش النظامي في الأحياء الشرقية في مدينة حلب. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان وفاة «أكثر من 100 سجين منذ شهر أبريل الماضي في سجن حلب المركزي، الذي يشهد محيطه عمليات عسكرية بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الذين يحاولون اقتحامه والسيطرة عليه»، لافتا إلى «ظهور إصابات بالجرب والسل بين السجناء».
وقال المرصد في بيان إن «الوضع الصحّي والإنساني في سجن حلب المركزي وصل إلى مرحلة مخيفة بسبب النقص الشديد في الأدوية والموادّ الغذائية». وأشار إلى «وفاة ثلاثة سجناء نهار الاثنين بعد إصابتهم بمرض السل وعدم وجود أدوية لمعالجتهم، فضلا عن انتشار كبير للجرب بين السجناء»، موضحا أن «أسباب الوفاة تعددت بين القصف ونقص الدواء والطعام والإعدام».
 
كيري يطالب بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا ورئيس هيئة الأركان يعترض.... محللون: شل الدفاعات الجوية يتطلب 250 صاروخ توماهوك ويكلف نحو 300 مليون دولار

جريدة الشرق الاوسط.... واشنطن: هبة القدسي ..... تواجه الإدارة الأميركية انقساما حول سبل إنهاء الصراع السوري. وشهد اجتماع غرفة عمليات البيت الأبيض، مساء أول من أمس، مواقف متعارضة ما بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي دعا إلى شن هجوم جوي فوري على المطارات السورية وأماكن تخزين الأسلحة الكيماوية، ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارتن ديمبسي الذي عارض هذا المقترح بشدة.
ودعا كيري إلى ضربة أميركية محددة تستهدف مطارات نظام الرئيس بشار الأسد بما يقيد قدرة الجيش النظامي على إيصال إمدادات إلى قواته البرية باستخدام الطائرات. وأوضح ديمبسي لكيري أن تدخل الولايات المتحدة بشكل عسكري في سوريا هو مقترح غير مرحب به. وأشار إلى أن سلاح الجو الأميركي لن يتمكن ببساطة من إسقاط صواريخ وضرب قواعد بسوريا وأن الأمر سيتطلب 700 طلعة جوية وتخصيص موارد مالية ودفاعية كبيرة. وحذر ديمبسي من أن الأمر لا يتعلق فقط باستراتيجية لتدخل عسكري في سوريا تؤدي إلى ضرب المطارات والسلاح الجوي السوري (بما يوقف ضربات الجيش النظامي ضد المدن السورية)، بل لا بد أن يتضمن استراتيجية للخروج وبحث تبعات هذا التدخل، مبديا تخوفه من رد الفعل الذي سيترتب على التدخل العسكري الأميركي.
ووفقا لعدة مصادر في الإدارة الأميركية، أشار رئيس الأركان الأميركية المشتركة إلى أن وزارة الخارجية لا تعي تماما تعقيدات عملية من هذا القبيل. ورفض الكولونيل ديف لابان، المتحدث باسم الجنرال مارتن ديمبسي، التعليق على الاجتماع، مشيرا إلى أنه «اجتماع روتيني لمناقشة مجموعة واسعة من الخيارات التي تشمل الخيار العسكري». ويتوجه وزير الخارجية الأميركي اليوم إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في اجتماع دول الـ11، المكون الرئيس لـ«مجموعة أصدقاء سوريا»، صباح الغد، في رحلة يزور فيها 7 دول أخرى، منها المملكة العربية السعودية والكويت، ويناقش كيري في اجتماعه بوزراء دول أصدقاء سوريا جهود دعم المعارضة السورية والجهود المبذولة لتعزيز الحل السياسي. ومن المتوقع أن يشرح كيري بعض الملامح للكيفية التي ستوفر بها الولايات المتحدة الأسلحة للمعارضة السورية.
ويوجد اتجاه متزايد في مجلس الشيوخ لضرورة قيام الولايات المتحدة بالتدخل لوقف الأزمة السورية، يتزعمه السيناتور الجمهوري جون ماكين، الذي رحب بقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تسليح المعارضة وطالبه باتخاذ إجراءات أقوى.
ويحذر المحللون من موقف روسيا إزاء أي تدخلات عسكرية أميركية في سوريا، إذ لدى روسيا مصالح استراتيجية في سوريا مثل القاعدة البحرية في ميناء طرطوس، والبعض يحذر من أن الإدارة الأميركية لا تملك استراتيجية لتحقيق النصر العسكري في سوريا رغم قرارها الأسبوع الماضي تسليح المعارضة، لكنها لا تزال تسعي لاستخدام الطرق الدبلوماسية والتفاوض. بينما يحذر البعض الآخر من مخاطر سقوط سوريا وخلق فراغ في السلطة مثلما حدث بعد الإطاحة بصدام حسين في العراق عام 2003 وضرورة قيام الولايات المتحدة بالتدخل بشكل مدروس.
وأوضح جيفري غولدبرغ، أحد أبرز كتاب الأعمدة في وكالة «بلومبرغ» الإخبارية، أن الإدارة الأميركية لا تزال تتمسك بمسار الحل السياسي والمفاوضات، ولكي تنجح المفاوضات يجب على نظام الأسد أن يشعر بأن وجوده مهدد، وأضاف: «كيري يريد إنجاح محادثات السلام المقبلة في جنيف، ويعتقد أن قوات النظام بمساعدة حزب الله (اللبناني) وإيران يمكنها سحق المعارضة، لذا يعتقد أن توجيه ضربات جوية وإجراءات أميركية أخرى ستدفع النظام السوري إلى الجلوس على طاولة المفاوضات لأنه لا سبيل للتفاوض بينما يحقق النظام انتصارا على المعارضة».
وحذر غولدبرغ من أن مصداقية الولايات المتحدة على المحك، وأن على الولايات المتحدة لعب دور قيادي في الشرق الأوسط، لأن الفراغ الذي سينجم عن عدم قيامها بهذا الدور سيشغله المتطرفون من السنة والشيعة، وستواجه الولايات المتحدة مشاكل أكبر في المنطقة إذا لم تتدخل الآن، وهناك بالطبع ثمن للتدخل وأيضا ثمن لعدم التدخل.
وأشار تود هاريسون، الباحث بمركز التقييمات الاستراتيجية والميزانيات (سي إس بي أ) بواشنطن، إلى أن تكلفة التدخل العسكري في سوريا ستكون عالية بدرجة قد تتراوح ما بين مليار دولار إلى 10 مليارات دولار، وقال: «إنه وضع معقد للغاية عن التدخل الأميركي في ليبيا، لأن سوريا لديها أنظمة عسكرية متطورة أكثر من ليبيا، وضرب الدفاعات الجوية السورية تحد أكبر بكثير مما واجهته أميركا وقوات (الناتو) في ليبيا، ويتطلب طلعات جوية كثيرة من صواريخ توماهوك واستخدام تفجيرات عالية التقنية، وهذا من شأنه أن يرفع تكلفة أي تدخل عسكري في سوريا».
وتؤكد إليزابيث أوباغي، كبير الباحثين بمعهد دراسات الحرب بواشنطن، أن فكرة التدخل العسكري في سوريا وتدمير الدفاعات الجوي ستكون لها تكلفة عالية، لا تتعلق فقط بتكلفة إطلاق الطلعات الجوية الأميركية، لكن أيضا تتعلق بالمعدلات، حيث يتطلب ضرب القدرات الجوية السورية إسقاط نحو 250 صاروخ توماهوك، ويتكلف كل صاروخ نحو 1.4 مليون دولا،ر وهذا يعني أن أي ضربة جوية تستغرق بضع ساعات ستتكلف أكثر من 325 مليار دولار، وهذا لا يتضمن فرضية فرض منطقة حظر جوي في سوريا، التي بالطبع تتطلب أكثر بكثير».
واستبعدت أوباغي أن تتجه الإدارة الأميركية إلى استخدام الخيار العسكري، وقالت: «عندما نتحدث عن التكلفة يصبح ذلك أمرا مهما لمسؤولي الدفاع في واشنطن، ولا أرى أي اتجاه لتأييد فكرة فرض منطقة حظر طيران، وأن العقيدة العسكرية الأميركية تحاول الحديث عن منطقة آمنة بدلا من منطقة حظر طيرن بما يسمح لأفكار تتعلق بالاهتمامات الإنسانية على طول الحدود مع تركيا والأردن».
 
باريس ترفض تسليح المعارضة السورية «فرديا» وتسعى لـ«تجاوب جماعي»... مصادر دبلوماسية فرنسية: هذه نجاحاتنا وإخفاقاتنا في قمة الثماني

باريس: ميشال أبو نجم لندن: «الشرق الأوسط» .... استبعد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس تسليم مقاتلي المعارضة السورية أسلحة يمكن أن «توجه إلى فرنسا»، وأكد، خلال ندوة صحافية قوله «نحن (فرنسا) لا نسلم أسلحة لكي يتم توجيهها إلينا، وهذا واضح». وأضاف فابيوس «قلنا دائما إننا هنا لمساعدة (المعارضة) المقاومة (لنظام الرئيس بشار الأسد) للوصول إلى حل سياسي. لكن بالنسبة للأسلحة، من غير الوارد تسليم أسلحة في ظروف غير مؤكدة فيما يتعلق بنا».
وعلى الرغم من النفي الرسمي لتسليح المعارضة، فإن مصادر دبلوماسية فرنسية قالت إن هناك «قرارا سياسيا» بالتجاوب مع الطلبات التي قدمها رئيس هيئة أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس الأسبوع الماضي للحصول على الأسلحة النوعية التي تحتاجها المعارضة. ووفقا لذات المصادر، فإن الأمر المهم هو أن يكون التجاوب «جماعيا» وليس عمل بلد أو بلدين، علما أن المطلوب لا ينحصر فقط في الأسلحة النوعية ولكن أيضا في التأهيل والتدريب والاستعلام والتخطيط.
وتابع فابيوس قائلا إنه في الدوحة «سنحاول استعراض الوضع على الأرض ونرى كيف يمكننا مساعدة التحالف والوصول إلى وضع سياسي،» في إشارة إلى الاجتماع الذي سيجمع اليوم الدول الـ11، المكون الرئيس لمجموعة أصدقاء سوريا، في العاصمة القطرية الدوحة، التي يزورها غدا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ضمن جولة شرق متوسطية تشمل أيضا الأردن.
ونفى وزير الخارجية الفرنسي أمس أيضا أن تكون باريس قد غيرت موقفها اتجاه المشاركة الإيرانية في «جنيف2»، وقال فابيوس على هامش زيارة لمعرض الطيران في لوبورجيه قرب باريس «لم تغير فرنسا موقفها. قالت إنه يمكن لكل الأطراف التي لديها مواقف مفيدة أن تحضر المؤتمر. أي أولا أن تقبل هدف المؤتمر وهو تشكيل حكومة انتقالية بتوافق مشترك تتمتع بكافة السلطات التنفيذية»، مضيفا «حاليا لم توافق إيران على أن يكون ذلك هدف المؤتمر. إذا أدلت الرئاسة الإيرانية الجديدة بتصريحات بهذا المعنى فسنرى الموقف».
في غضون ذلك، وصفت مصادر دبلوماسية فرنسية البيان الختامي الصادر عن «مجموعة الثماني» في 18 يونيو (حزيران) الجاري في آيرلندا الشمالية بأنه «تسوية الحد الأدنى»، مضيفة أنه، وعلى الرغم من التصلب الروسي، فإن الغربيين تمكنوا من انتزاع عدد من التنازلات «سيكون لها تأثير في المستقبل على مسارات الأحداث، وتحديدا مؤتمر جنيف2، في حال توفرت شروط انعقاده».
وأفادت هذه المصادر أن رؤساء الدول والحكومات الثمانية أقروا 5 مبادئ طلبوا من مساعديهم ومستشاريهم ترجمتها إلى «إعلان» رسمي، وهي وقف حمام الدم في سوريا وجمع الأطراف المتصارعة على طاولة مفاوضات، ومعالجة الوضع الإنساني وتوفير المساعدات الضرورية لذلك، الدعوة لمؤتمر «جنيف2»، والتوافق على محاربة المنظمات الإرهابية والمتطرفة، وأخيرا إدانة استخدام السلاح الكيماوي والمطالبة بتحقيق دولي حيال هذا الملف.
وتصف المصادر الفرنسية قبول الروس بأن تقوم حكومة انتقالية في سوريا «تتولى كل الصلاحيات التنفيذية» بما فيها الإشراف على أجهزة المخابرات والأمن والجيش بـ«النجاح النسبي»، لا سيما أن ذلك يعني انتقال السلطة من يد الرئيس بشار الأسد. أما بالنسبة لغياب تاريخ محدد لمؤتمر السلام الخاص بسوريا، فالسبب وراء ذلك يعود لـ«عجز المجتمعين عن الاتفاق على تاريخ» وليس وفق ما أعلنه وزير الخارجية الروسي لافروف الذي أكد أن السبب هو «عدم تأكد الغربيين» من قدرتهم على حمل المعارضة على المشاركة في المؤتمر. بيد أن مصادر أخرى لمحت إلى أن السبب الحقيقي هو الرغبة في توافر الوقت اللازم من أجل إعادة التوازن إلى الميدان العسكري بعد النجاحات التي حققها نظام الأسد.
أما النجاح الثاني الذي تحقق في القمة فهو قبول الروس بأن تذهب اللجنة الدولية للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية إلى كافة المناطق السورية وهو ما كانت ترفضه موسكو قبل أقل من شهرين، فضلا عن أن الروس قبلوا أن تقدم اللجنة تقريرها مباشرة إلى مجلس الأمن الدولي. وكشفت المصادر الدبلوماسية أن الطرف الروسي هو الذي أصر على تضمين البيان الختامي فقرة عن «ضرورة احترام المعايير الدولية» في التحقيق بشأن مزاعم استخدام الكيماوي في سوريا، علما أن موسكو شككت بما توصلت إليه العواصم الغربية الثلاث، باريس ولندن وواشنطن، لناحية استخدام نظام الأسد لأسلحة كيماوية بوصفها الدلائل بأنها «غير مقنعة».
وأكدت باريس أن الفقرة المتعلقة بمحاربة المنظمات الإرهابية والمتشددة متعلقة بما سينتج عن «جنيف2» ولقيام حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات وليس تعاونا بين نظام الأسد والمعارضة.
وفي موضوع آخر، نجح الغربيون في منع الروس من تحقيق هدف الإشارة إلى «وفود للمعارضة» بصيغة الجمع وليس «وفد المعارضة» بصيغة المفرد. وكان الروس يريدون «عدة وفود» بينما أصرت بقية الدول على عبارة «وفد واحد للمعارضة.» ووفقا لباريس، فإن مجموعة الـ11، الدول الأساسية لأصدقاء سوريا، يعتبرون أنه يعود للائتلاف الوطني السوري أن «يشكل الرأس والعصب» للوفد التفاوضي مع الانفتاح على شخصيات مستقلة من المعارضة أو أخرى تسير في الاتجاه نفسه الذي يسير فيه الائتلاف. وقالت المصادر الفرنسية إنه «من الصعب جدا أن نترك الروس يشكلون بأنفسهم وفد المعارضة» بينما ما زالوا يمدون النظام بأقوى الأسلحة، علما أن موسكو تناور لكي تعطي ممثلين عن «هيئة التنسيق» دورا كبيرا في «جنيف2» وهو ما يرفضه الائتلاف.
 
«اليونيسكو» تدرج 6 مواقع أثرية سورية على لائحة التراث العالمي المهدد... اتفاقية لاهاي تحمل الأنظمة مسؤولية صون وحماية «الممتلكات الثقافية»

بيروت: «الشرق الأوسط» ... أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو» أمس 6 مواقع أثرية سورية معرضة للخطر بفعل المعارك الجارية في سوريا على قائمة التراث العالمي المهدد، من أبرزها الأحياء القديمة في حلب التي أصيبت بأضرار جسيمة منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد منتصف شهر مارس (آذار) 2011.
وتضم سوريا 6 مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي وهي دمشق القديمة وحلب القديمة وبصرى وقلعة الحصن وموقع تدمر وقرى أثرية في شمال سوريا. وقررت لجنة التراث العالمي في اليونيسكو المجتمعة في دورتها السنوية في العاصمة الكمبودية بنوم بنه وضع الأماكن الستة على لائحتها للمواقع المهددة.
وقال الناطق باسم المنظمة روني أميلان إن «القرار يهدف إلى الحصول على دعم لإنقاذ المواقع». كما دعمت اللجنة اقتراحا فرنسيا بإنشاء صندوق خاص للحفاظ على هذه المواقع. وباتت المواقع الأثرية والتاريخية، مع استمرار أمد الأزمة السورية بمرمى نيران الجيش السوري النظامي ومقاتلي «الجيش السوري الحر» في آن معا. إذ بات التحصن في بعض المواقع والقلاع والتلال الاستراتيجية أمرا في غاية الأهمية للطرفين، وتحديدا النظام السوري. وبدا واضحا في الأشهر الأخيرة تعمد القوات النظامية القصف الممنهج لمواقع دينية تحديدا، ليس آخرها مئذنة الجامع الأموي بحلب. ويتبادل النظام ومعارضوه المسؤولية بشأن استهداف الآثار والمتاحف والمساجد والكنائس القديمة، لكن المسؤولية السياسية والأخلاقية تقع على عاتق الحكومة السورية في حماية الإرث الإنساني والحضاري للبلاد.
وفي حالة النزاعات المسلحة، تحض المنظمات الدولية المعنية الآثار الدول على الالتزام باتفاقية لاهاي لعام 1954. لناحية حماية الممتلكات الثقافية، وهي اتفاقية وقعت عليها سوريا. وينص البروتوكول 2 من هذه الاتفاقية على أن مسؤولية صون وحماية «الممتلكات الثقافية» في حالات الحرب تقع على عاتق النظام السوري، الذي يتوجب عليه «الامتناع عن اتخاذ قرار بشن أي هجوم قد يتوقع تسببه في إلحاق أضرار عرضية مفرطة بممتلكات ثقافية محمية»، وفقا للمادة 4 من البروتوكول 2 لاتفاقية جنيف 1954.
وكانت اليونيسكو قد أعلنت في وثائق تحضيرية لاجتماعها المستمر منذ الأحد الفائت في كمبوديا أن المعلومات حول الدمار الذي لحق بالمواقع الستة التي طلبت وضعها على قائمة التراث العالمي المهدد «جزئية» ونابعة من مصادر «لا يمكن التثبت من صحتها» على الدوام مثل الشبكات الاجتماعية، ومن تقرير للسلطات السورية «لا يعكس بالضرورة الوضع الفعلي على الأرض»، على حد تعبيرها.
وأشارت المنظمة إلى أنه «بسبب قيام نزاع مسلح، فإن الظروف لم تعد متوافرة لتأمين المحافظة على هذه المواقع الستة وحماية قيمتها العالمية الاستثنائية»، موضحة أن «حلب بالتحديد أصيبت بأضرار جسيمة».
وفي أبريل (نيسان) الفائت، دمرت مئذنة الجامع الأموي الأثري في حلب نتيجة معارك دارت على مدى أشهر في محيطها. وكان الجامع الذي شيد في القرن الثامن وأعيد بناؤه في القرن الثالث عشر قد أصيب بأضرار فادحة في خريف 2012. وفي سبتمبر (أيلول) 2012. التهمت النيران أجزاء من سوق حلب الأثرية بدكاكينها القديمة ذات الأبواب الخشبية التي يعود بعضها إلى مئات السنوات كما لحقت أضرار بقلعة حلب. وأفادت معلومات عن حفريات تجري سرا في عدد من المواقع.
ودعت اليونيسكو مرارا منذ بدء المعارك أطراف النزاع إلى الحفاظ على تراث سوريا الثقافي والتاريخي ونبهت الأسرة الدولية إلى مخاطر تهريب الممتلكات الثقافية والاتجار بها. ودعت المديرة العام لليونيسكو ايرينا بوكوفا مطلع الشهر الجاري «كل المسؤولين عن هذه الأضرار إلى الكف فورا عن التدمير والبرهنة على احترام عقائد وتقاليد كل السوريين». وشددت على أن «تدمير التراث الثقافي الذي لا يمكن تعويضه للشعب السوري هو خسارة لكل الإنسانية»، مشيرة إلى «الأضرحة والمساجد والمواقع الأثرية والقطع الثقافية والتقاليد الحية».
 
 
الليرة السورية على حافة الانهيار التام
إيلاف....لميس فرحات        
تمكنت قوات الرئيس السوري بشار الأسد من كسب بعض الزخم في المعركة ضد الثوار بمساعدة حزب الله، لكنها تواجه تهديدًا كبيرًا، يتمثل في تدهور قيمة الليرة السورية أمام الدولار، خصوصًا أن الكثيرين يشككون في خط الائتمان الآتي من إيران، التي تعاني هي نفسها من مشكلات اقتصادية كثيرة.
تدنت قيمة الليرة السورية نحو 30 بالمئة مقابل الدولار خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، ويعود ذلك جزئيًا إلى ألأنباء التي تفيد بأن الولايات المتحدة تنوي تسليح الثوار الذين يسعون للإطاحة بالأسد. وقال الاقتصاديون والمتعاملون في الصيرفة أن هذا التدني السريع في قيمة الليرة السورية يعود إلى انعدام رغبة مصرف سوريا المركزي، أو انعدام قدرته، عن ضمان استقرار الليرة، من طريق شراء الليرة بالدولار أو اليورو، ما يشير إلى أن إمدادات الحكومة من احتياطيات النقد الأجنبي انخفضت بشكل غير مسبوق. وأعلن حاكم مصرف سوريا المركزي، أديب ميالة، الثلاثاء أن سوريا ستستفيد من خط ائتمان بقيمة مليار دولار تقدمه إيران، للمساعدة على استقرار الليرة السورية.
 ويبدو أن هذه الخطوة دخلت حيز التنفيذ الأربعاء، فساعدت في إنعاش الليرة قليلًا. لكن آثار هذه المساعدات تعتبر مؤقتة في أحسن الأحوال، في الوقت الذي تواجه فيه إيران نفسها مصاعب مالية شديدة بسبب العقوبات الغربية على خلفية برنامجها النووي.
 تراجع تدريجي
 في هذا السياق، أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الأسد يواجه عددًا من المشاكل المالية الأساسية، بعد مرور أكثر من عامين على الصراع. فالعقوبات الغربية أدت إلى انهيار الصناعات التي تعتبر مصدرًا رئيسيًا للدخل في سوريا، تحديدًا النفط والسياحة، كما أن التجارة العادية داخل البلاد شبه منهارة، إلى جانب التكاليف التي تنتج عن استمرار قمع الثوار، الذي خلف أكثر من 93 ألف قتيلًا وشرّد ملايين السوريين.
 كان الدولار يعادل نحو 70 ليرة سورية قبل الانتفاضة ضد الأسد في آذار (مارس) 2011، لكنها بدأت بالتآكل تدريجيًا منذ ذلك الحين، حتى وصل الدولار في التداول إلى 170 ليرة في الأسبوع الماضي.
 وقال عملاء الصيرفة في سوريا والولايات المتحدة أن الليرة السورية شهدت انخفاضًا حادًا ومفاجئًا ابتداء من يوم الجمعة الماضي، لتصل في التداول إلى 220 لكل دولار بحلول الاثنين، ما يعكس بعض عمليات البيع الفوضوي من قبل السوريين، الذين يتخوفون من أن تنهار الليرة أكثر وتقضي على مدخراتهم إذا لم يسرعوا بتحويلها إلى الدولار أو اليورو.
 نحو الانهيار
قال خبراء أن العزلة الدولية التي تعاني منها سوريا وتكلفة الحرب المستعرة في البلاد أدت إلى تضاؤل احتياطيات النقد الأجنبي في مصرف سوريا المركزي إلى أقل من ملياري دولار، بعدما كانوا أشاروا في السابق إلى أنه كان يملك 17 مليار دولار على الأقل قبل النزاع.
 وقال أندرو تابلر، الباحث في الشأن السوري في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "الحكومة السورية لا تملك الأموال النقدية"، مشيرًا إلى أن نظام الأسد ناجح في إطلاق النار على الناس، لكنه فاشل في الأمور الاقتصادية.
 وقال آخرون أن جهود المصرف المركزي هذا الأسبوع لوقف تراجع الليرة السورية أدى إلى رفعها إلى حوالى 190 لكل دولار بحلول الأربعاء، لكنهم يعتقدون أنها ستستأنف السقوط مجددًا. ويتوقع بعض الخبراء أن تنهار قيمة الليرة السورية وتصل إلى 500 ليرة مقابل الدولار، الأمر الذي يمكن أن يسبب مشاكل تضخم هائلة في سوريا.
 مخدر موضعي
 يعتقد صيرفي سوري مغترب لم يكشف عن هويته أن خط الائتمان من إيران هو مجرد مخدر موضعي على المدى القصير، وربما لا وجود له. وأشار إلى أن الإعلان عن جهود إضافية لتعزيز قيمة الليرة وحمايتها من الانهيار يصب في خانة المعنويات النفسية فقط.
 وأضاف: "إذا لم يتمكن النظام من رفع قيمة الليرة إلى 150 مقابل الدولار، أعتقد أن كل هذه الجهود كاذبة وغير مجدية، وأنا شخصيًا متشكك للغاية".
 يشار إلى أن الاقتصاد الإيراني بحد ذاته يحتاج إلى من يدعمه، إذ يقول مسؤولون من منظمة حماس الفلسطينية المسلحة أن المساعدات المالية الإيرانية لجماعتهم قد انخفضت بشكل حاد في الأشهر الأخيرة. وأرجعوا ذلك إلى قرار حماس بكسر تحالفها مع الأسد، بسبب أعمال القمع التي يمارسها لسحق الانتفاضة في بلاده.
 قال غازي حمد، نائب وزير الشؤون الخارجية في حكومة حماس: "نحن نعاني من أزمة مالية ونحاول أن نتجاوز هذه المشكلة".
 وعلى الرغم من رفض المسؤولون في غزة الكشف عن أرقام المساعدات، يقول خبراء في غزة أن إيران كانت تقدم نحو 20 مليون دولار شهريًا لحكومة حماس.

 

 

منظمة خيرية بريطانية: اللاجئون السوريون الأطفال يُتركون للموت على الطرقات

(يو بي اي)
ذكرت المنظمة الخيرية البريطانية "أنقذوا الأطفال" في تقرير أصدرته أمس، أن سوريين جرحى، بمن فيهم الأطفال، يُتركون على الطرقات ليموتوا مع تزايد عدد الأُسر الفارّة من الحرب في سوريا إلى دول الجوار.
ونقلت المنظمة عن لاجئين سوريين أن الأطفال تم فصلهم عن أسرهم خلال رحلات الموت إلى دول الجوار، ومن بينهم صبي في الثانية عشرة من عمره تُرك ينزف حتى الموت نتيجة إصابته بشظايا قذيفة بعد أن اضطر أهله الى التخلي عنه والفرار لإنقاذ حياتهم.
وأشارت إلى أن طفلة سورية ماتت عطشاً في جو حار بعد انفصالها عن والدتها، فيما قتل صبي في الثانية عشرة بعد أن قام أفراد يحرسون نقطة تفتيش بجز عنقه.
وأضافت المنظمة أنها تلقت تقارير أيضاً عن أطفال سوريين قُتلوا برصاص قناص، وآخرين فقدوا حياتهم نتيجة لعقهم الرطوبة من الأعشاب وأوراق الشجر في محاولة يائسة لدرء العطش في أجواء من الحرارة الحارقة.
وقالت إن الهجرة الجماعية من سوريا تتصاعد بصورة سريعة، ووصلت أعداد اللاجئين إلى مليون لاجئ في الذكرى الثانية لاندلاع الأزمة في آذار، وهناك اليوم 1.6 مليون لاجئ سوري، أكثر من نصفهم من الأطفال، يبحثون عن مأوى في البلدان المجاورة، فيما ازداد عدد اللاجئين المسجلين بمعدل 17 ضعفاً في العام الفائت وهناك توقعات بأن يفرّ مليونا سوري من بلادهم هذا الصيف.
وحذّرت المنظمة من أن الأطفال داخل سوريا يتعرّضون بشكل خاص لأسوأ الفظائع، ويفتقد الذين تمكنوا من الفرار منهم إلى المدارس والأماكن الآمنة للعب وكثيراً ما يعيشون في أماكن مكتظة وضيقة.
وقال جاستين فورسايث، المدير التنفيذي لمنظمة "أنقذوا الأطفال" إن القصص المروعة التي جمعناها من اللاجئين السوريين على مدى الأيام الأخيرة تبيّن أن الأطفال يتحملون العبء الأكبر للنزاع الدائر في بلادهم، ويتعرّضون للقتل والتعذيب وسوء المعاملة وتجنيدهم كجنود وفي أعداد مرعبة، وتم فصلهم عن عائلاتهم ومات بعضهم وحيدين على جوانب الطرق متأثرين بجراحهم.
وأضاف فورسايث أن الحل الوحيد لهذه الأزمة في نهاية المطاف هو وضع حد للعنف، لكننا نحتاج بصورة ماسّة في هذه الأثناء للوصول إلى المحاصرين داخل سوريا، ونخشى أننا سنسمع روايات أكثر رعباً عن مآسي الأطفال إذا لم نتمكن من ذلك.

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,280,690

عدد الزوار: 7,626,750

المتواجدون الآن: 0