الثوار يأسرون إيرانياً في حلب واللبواني: الأسد أرسل فرق اغتيال إلى دول عربية وسنعاقب «حزب الله» عسكرياً وسنقاتله بأرضه لاحقاً....واشنطن: الأسد عاجز عن استعادة سلطته بالكامل....مسيحيو سوريا يعيشون كابوس مسيحيي العراق ....مقتل القائد العسكري لـ«الدولة الإسلامية» في سوريا

الجنرال ديمبسي: أزمة سوريا صراع يمتد من بيروت إلى دمشق ثم بغداد....غارات قرب حدود الأردن بعد خسارة موقع عسكري والمعارضة تستهدف مراكز النظام السوري في اللاذقية...المعارضة السورية تطلق اليوم خارطة طريق ترسم مسار المرحلة الانتقالية

تاريخ الإضافة الخميس 15 آب 2013 - 6:24 ص    عدد الزيارات 2189    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الثوار يأسرون إيرانياً في حلب والائتلاف الوطني يتوعّد بملاحقة "حزب الله" والنظام يعترف بسقوط عدد من قرى ريف اللاذقية
(رويترز، العربية، "المستقبل")
تمكن الثوار أمس من السيطرة على 23 قرية في ريف حماه بعد سحب نظام بشار الأسد جزءاً كبيراً من قواته لتدعيم الوضع الميداني المنهار في ريف محافظة اللاذقية، حيث اعترف التلفزيون الرسمي أمس بسقوط عدة قرى منها تلا وكفرية وبيت الشكوحي.
وقال التلفزيون السوري أمس ان الجيش الحر والقوات الحكومية خاضا قتالاً في محافظة اللاذقية الساحلية، لكنه ذكر ان القوات الحكومية بصدد استعادة السيطرة على بعض القرى ومنها تلا وكفرية وبيت الشكوحي.
وظهرت في اللقطات قوات تابعة للأسد مضطرة لمواجهة مقاومة تبديها قوات المعارضة في المنطقة. وقال جندي في الجيش السوري ان المنطقة بأسرها باتت منطقة مواجهة. وقال ضابط في الجيش ان الجنود يتحركون باتجاه بيت الشكوحي لمحاولة استعادة السيطرة على المنطقة.
وبث التلفزيون السوري صوراً لآثار الاشتباكات وفيها صور لعربات ومبان محترقة وكذلك لجثث.
وفي حين كانت المناطق الساحلية تخضع بمجملها لسيطرة النظام، أصبح الريف بأجزاء لا بأس فيها تحت سيطرة الجيش الحر، فجبل الأكراد يسيطر عليه الثوار بشكل شبه كامل وكذلك يسيطرون 65 في المئة تقريباً من جبل التركمان.
وتخضع بلدة سلمى لسيطرة الجيش الحر ويقصفها النظام بشكل شبه يومي، أما جبل صهيون الحفة وقراه فلا يزال تحت سيطرة النظام.
هذا التقدم الذي حققه الثوار ضمن معركة الساحل الأخيرة، يرد عليه النظام بقصف على المناطق التي أصبحت تحت سيطرة الجيش الحر، وكان آخرها امس إلقاء براميل متفجرة من الطيران المروحي على قرى دورين واستربة الواقعة في ريف اللاذقية الشمالي، كذلك قصف طيران الميغ قرى جبل الأكراد بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام.
ورد الجيش الحر باستهدف قمة النبي يونس بصواريخ غراد، هذه القمة التي تقع في أقصى الشمال، ويقصف النظام انطلاقاً منها بقية المناطق.
وفي ظل تصاعد المواجهات على جبهات ريف حماة، حقق الجيش الحر تقدماً في الريف الشرقي لحماة، حيث سيطر على 23 قرية.
وجنوباً، سيطر مقاتلون على كتيبة زور السوس الواقعة في ريف حماه الجنوبي، والتي تقع على طريق الإمداد الذي يستخدمه النظام للمناطق الجنوبية، وصولاً لمدينة حمص، وذلك بعد اشتباكات عنيفة وتفجير سيارة مفخخة نجم عنها مقتل خمسين عنصراً من قوات النظام، بحسب مركز حماه الإعلامي.
وفي بلدة عقرب في ريف حماه الجنوبي شهدت قصفاً شديداً من النظام تجاوز مئة وثلاثين قذيفة، وأكثر من ثلاثين صاروخاً، بينما تمكن الجيش الحر من تدمير دبابة للنظام في البلدة.
أما في الريف الشمالي لحماه، فقد تمكن الجيش الحر من السيطرة على حاجز الجسر وحاجز العطشان في مورك الواقعين على طريق إمداد النظام لريف إدلب والريف الحموي، وذلك عن طريق تفجير سيارة مفخخة.
وفي ريف حلب الغربي نجح الجيش الحر في أسر أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني، وبث ناشطون شريط فيديو يظهر فيه عنصر الحرس الثوري يدلي بمعلومات شخصية، ويعرض لوثائق تؤكد انتماءه الى الحرس الثوري.
في غضون ذلك، توعد المعارض السوري عضو الهيئة السياسية في "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" كمال اللبواني بملاحقة "الجناح العسكري للحزب على أرضه وإلغائه من الوجود والقضاء عليه" بعد أن يتم اسقاط نظام بشار الأسد. وقال "سنعمل على التخلص من الجناح العكسري لحزب الله بعد إسقاط النظام، وسنلغيه حتى إزالته عن الوجود". ووصف الحزب بـ"الدكتاتوري، وبأنه لا يمثل كل الشيعة في لبنان ولا الشعب اللبناني".
وكشف اللبواني، وهو مسؤول الأمن والدفاع في الائتلاف، في جلسة خاصة مع عدد محدود من ممثلي وسائل إعلام في عمّان عن ضبط ما قال إنها "فرق اغتيال" أرسلها نظام الأسد لتصفية شخصيات سورية معارضة في عدد من الدول العربية والغربية بما فيها الأردن.
وكشف اللبواني، الذي كان يرافق رئيس الائتلاف أحمد الجربا خلال زيارته قبل أيام الى المملكة الأردنية ضبط سلطات عدد من الدول بما فيها الأردن، عملاء تابعين لـ"فرق اغتيال" مكلفة من النظام السوري بتصفية شخصيات سياسية سورية معارضة، مشيراً إلى أن أجهزة أمنية عربية وأجنبية حذرت شخصيات معارضة من استهداف فرق أرسلها النظام لاغتيالها في دول اللجوء من بينهم هو نفسه.
وفي الولايات المتحدة، أظهر استطلاع نشرته امس "مجموعة البحث في الرأي الاعلامي والعام" (ام بي او) من خلال اسئلة وجهتها في تموز الماضي إلى 507 اميركي يمثلون جميع اطياف المجتمع، فقد تبين ان نسبة المؤيدين للرئيس الاميركي باراك اوباما التي تفضل تدخلا عسكريا في سوريا هي أكبر حجما من نسبة المعارضين له. وهي المرة الأولى أيضا التي يفوق فيها عدد الداعمين للتدخل العسكري عدد المقتنعين بأن العقوبات الاقتصادية كافية لإسقاط نظام بشار الأسد.
وقُسِّم المستطلعة آراؤهم إلى فريقين مؤيد لأوباما ومعارض له، فجاءت نتائج الاستطلاع لدى أنصار الرئيس الأميركي على الشكل الآتي: المؤيدون لتدخل عسكري أميركي مستقل 13,6 في المئة؛ المؤيدون لتدخل عسكري تحت مظلة الامم المتحدة 31,7 في المئة، المؤيدون للعقوبات الاقتصادية المفروضة على نظام الأسد 32,2 في المئة، المؤيدون لسياسة النأي بالنفس وعدم فعل اي شيء 13,7 في المئة. الذين لا رأي لهم في الموضوع 8,8 في المئة.
اما في صفوف المناهضين لأوباما فجاءت الارقام مغايرة واقل حماسة للتدخل العسكري، وعلى النحو التالي: المؤيدون لتدخل عسكري اميركي احادي 8,8 في المئة، المؤيدون لتدخل عسكري مشرّع في الامم المتحدة 20 في المئة، المؤيدون للعقوبات الاقتصادية 26 في المئة، المؤيدون لسياسة عدم فعل اي شيء 32,8 في المئة، الذين لا رأي لهم في الموضوع 12,4 في المئة.
وبالنظر الى السياسة التي تنتهجها واشنطن حيال ازمة دمشق، تعكس هذه الارقام بشكل واضح ان هذه السياسة تتناسب اكثر مع آراء الناخبين الاميركيين الذين لم يصوتوا لباراك اوباما في الانتخابات الرئاسية، وهذا يعني ان القاعدة الشعبية للرئيس الاميركي غير راضية عن آدائه تجاه المآسي التي يعانيها الشعب السوري. وتجدر الاشارة الى ان نسبة احتمال الخطأ في استطلاعات الرأي التي تجريها "امي بي او" هي 4,35 في المئة..
 
تظاهرة تطالب تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" بإطلاق الأب باولو ومعتقلين
هجمات على قوات النظام في حلب ودمشق واشتباكات في أنحاء البلاد
(المرصد السوري، كلنا شركاء)
شن الثوار أمس سلسلة هجمات على قوات النظام خصوصا في محافظتي حلب ودمشق، فيما تواصلت المعارك في مختلف أنحاء البلاد ونفذت طائرات نظام الأسد غارات على مناطق تسيطر عليها المعارضة كما قصفت قوات الأسد بالمدفعية تلك المناطق.
حلب
ففي محافظة حلب فجر الثوار أمس لغما على طريق معامل الدفاع بخناصر مما أسفر عن مقتل 5 من عناصر النظام، كما استهدفت الثوار الدفاع المدني وثكنة المهلب بعدة قذائف وأوقعوا اصابات محققة في صفوف قوات النظام. ودارت اشتباكات بالقرب من دوار الشيحان بين الثوار وقوات النظام ليلة الاثنين ـ الثلاثاء حتى ساعات الصباح الباكر من يوم أمس كما تعرضت بلدة ماير بريف حلب للقصف من قبل قوات النظام نتج عنه تهدم في المنازل. وتعرضت قرية تل أحمر التابعة لمدينة الباب للقصف بالطيران الحربي ليلة الإثنين ـ الثلاثاء ما أدى لإصابة 3 مدنيين بجروح بينهم طفل كما استشهدت فتاة في معبر الموت متأثرة بجراحها منذ أربعة أيام واستشهد مقاتل من الثوار من قرية كفرنايا التابعة لتل رفعت أثر إصابته بجروح قبل ايام في الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في مطار منغ.
وهاجم "الجيش الحر" أول من أمس رتلاً عسكرياً للنظام في حلب، ما أسفر عن مقتل ما بين 150 و200 عنصر من قوات النظام.
وصرح أحد قادة "الجيش الحر"، ويدعى أحمد أبو مصطفى، لوكالة "الأناضول" التركية أن الهجوم أسفر عن تدمير 3 دبابات، والسيطرة على 6 دبابات أخرى.
وأفاد القيادي في "الجيش الحر" أن الاشتباكات استمرت لفترة طويلة في تلك المنطقة، وسط قيام الطائرات الحربية بقصف مناطق تمركز وحدات الجيش الحر لمحاولة إنقاذ الرتل العسكري.
وفي مدينة حلب أيضا خرج نشطاء في تظاهرة امام مقر "الدولة الاسلامية في العراق والشام" في حي قاضي عسكري طالبت بالافراج عن نشطاء معتقلين لدى الدولة الاسلامية وداعية السلام الكاهن اليسوعي الايطالي باولو دالوليو المعروف بمواقفه المعارضة للنظام.
دمشق
وفي محافظة دمشق، دارت اشتباكات بين قوات النظام والثوار عند اطراف مخيم اليرموك بعد منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء ترافقت مع قصف على مناطق في المخيم ومحيطه. كما دارت اشتباكات في حي القابون ليل الاثنين ـ الثلاثاء بين مقاتلين من الثوار وقوات النظام التي قصفت مناطق في الحي ليل الاثنين وفجر الثلاثاء.
وقصف قوات النظام مناطق في مدن وبلدات حجيرة البلد ومسرابا ومديرا مع استمرار القصف على مناطق في مدينتي دوما وحرستا في ريف دمشق، فيما اقتحم الثوار معامل السيراميك في مدينة عدرا بالتزامن مع اشتباكات عنيفة دارت بين الثوار وقوات النظام على جبهة القاسمية في منطقة المرج استشهد اثرها مقاتل من الكتائب المقاتلة .
دير الزور
في محافظة دير الزور، تعرضت مدينة دير الزور للقصف من قبل قوات النظام واستهدفت مدينة الشحيل بعدة غارات صباح اقتصرت على اضرار مادية فقط. كما دارت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في ضاحية الراشدين في إثر محاولة الأخيرة اقتحام الضاحية.
واستشهد مقاتل من الكتائب المقاتلة في حي الصناعة أثر الاشتباكات بين القوات النظامية والقوات المقاتلة في الحي ويتعرض حي شيخ ياسين للقصف من قبل القوات النظامية ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية كما استشهدت فتاة متأثرة بجراحها بعد أن تم نقلها إلى تركيا للعلاج. كما استشهد مقاتل من الثوار من قرية الصبحة خلال الاشتباكات مع قوات النظام في رأس العين بعد أن نقل للعلاج بمشفى في تركيا، فيما استشهد أحد الثوار في إثر الاشتباكات مع قوات النظام في حي الحبيلة.
حمص
محافظة حمص - المرصد السوري لحقوق الإنسان :
الطيران الحربي التابع لنظام الأسد نفذ غارة جوية استهدفت منطقة الحولة في محافظة حمص، كما قامت قوات النظام بقصف مدفعي على المنطقة. ونفذ الطيران الحربي أيضا غارة جوية على بلدة تلبيسة أمس.
إدلب
وقصفت طائرة بعد ظهر أمس مناطق في مدينة سراقب في ريف إدلب، كما تعرض الحي الشرقي من مدينة معرة النعمان للقصف بمدفعية قوات النظام التي قصفت مناطق في بلدة سرمين.
درعا
وفي محافظة درعا، سيطر الثوار على المخفر الحدودي رقم 29، فيما استشهد شاب من مدينة الحارة متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء القصف على المدينة. ونفذ الطيران الحربي غارة جوية على مناطق في بلدة نصيب الحدودية كما قصفت القوات النظامية بلدتي تسيل وطفس..
 
الأردن ينفي وجود "جريمة منظمة" داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين
(أ ف ب)
نفى مسؤول أردني أمس وجود "جريمة منظمة" داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال المملكة وذلك بعد اسبوع من صدور تقرير للامم المتحدة يفيد أن "الجريمة المنظمة ومجموعات المعارضة تنشط في آن في المخيم وتسعى الى تحقيق اهدافها المالية والسياسية".
وقال العميد وضاح الحمود مدير ادارة شؤون مخيمات اللاجئين "ننفي وجود جريمة منظمة داخل مخيم الزعتري (...) هذا النوع من الجرائم يحتاج الى تخطيط مسبق وتنفيذ من خلال اكثر من شخص، كل ما هو موجود على ارض الواقع لا يظهر جريمة منظمة وانما جرائم مثل أي جرائم اخرى تقع في أي مجتمع".
واوضح ان "الجرائم التي تحدث داخل المخيم (هي) سرقات مختلفة ويتم ضبطها وسرقات لممتلكات عامة اضافة الى حوادث سير وغيرها من الجرائم المعروفة".
وحول ما اذا كان هناك رصد لاي حالات ممارسة دعارة داخل المخيم، قال الحمود ان "أمن المخيم لم يرصد أي بيت للدعارة داخل المخيم وما يحدث هو زواج بنات دون السن القانونية وهي ظاهرة اجتماعية عند السوررين, ونعمل عليها مع مفوضية اللاجئين واليونيسف ودائرة قاضي القضاة".
واضاف: "نواجه مشكلة في زواج القاصرات خاصة ممن تبلغ اعمارهن الـ13 و14 عاماً"، مشيراً الى ان "حالات الزواج تتم داخل المخيم وبحضور الاهل والشهود حيث يتم التوقيع على عقد زواج خارجي من دون اشهاره من قبل القاضي الشرعي".
وتابع "نعمل حالياً مع المنظمات الدولية على قانون لبحث تسجيل مثل هذه الحالات لما فيه من خطورة على صحة الجنين والام، كما نعمل على ايجاد برامج توعية مع اليونيسف على المدى المتوسط والبعيد لبيان خطورة زواج القاصرات".
وشدد تقرير للمفوضية العليا لشؤون للاجئين التابعة للأمم المتحدة صدر في جنيف الثلاثاء الماضي على الوضع في المخيمات خصوصاً مخيم الزعتري في الاردن الذي يستقبل اكثر من 130 ألف لاجئ سوري، ما يوازي عدد سكان مدينة كبيرة في الاردن.
وذكر التقرير ان "الجريمة المنظمة ومجموعات المعارضة تنشط في آن في المخيم وتسعى الى تحقيق اهدافها المالية والسياسية". وكشف التقرير "مع هذه الظروف الصعبة المصحوبة بمستوى عال من الاجرام من غير المستغرب ان نستمع الى لاجئين يعربون عن رغبتهم في الهرب".
وتعود اعداد متزايدة منهم الى سوريا. وتطلب المفوضية مراقبة اعمال العودة الى سوريا للتحقق من انها لا تتم بالاكراه. وانتقد التقرير أيضاً نظام الكفيل الاردني الذي يسمح للاجئين بالاقامة خارج المخيمات اذا كان لديهم كفيل اردني يتقاضى عادة مبلغ 500 دولار للقبول بأن يكون كفيلاً.
ولمواجهة هذه التحديات طلب التقرير من المفوضية العليا التدخل اكثر لدى اللاجئين الذين ليسوا في مخيمات وتحسين مستوى الامن في المخيمات وتعزيز وجودها في نقاط الاستقبال وتنسيق اكبر لنشاطها مع الجهات الانسانية والتنموية الاخرى للحد من آثار تدفق اللاجئين على السكان المحليين. وهذا التقرير حول المساعدة التي تقدم لحوالى 1,8 مليون لاجئ سوري موزعين على الدول المجاورة ركز على الوضع في الاردن ولبنان والعراق. ويعيش 60 في المئة من اللاجئين خارج المخيمات التي فتحتها المفوضية مع سلطات البلدان المعنيين ما شكل صعوبات كبيرة للسكان المحليين العاجزين عن استقبال هذا العدد الكبير من الاشخاص. وقال التقرير الذي يستند الى زيارات ميدانية ان السوريين اللاجئين خارج بلدهم يواجهون خطر تجنيد الاطفال للقتال، والعنف الجنسي والاستغلال كعمالة..
 
عرضت خارطة طريق للحل السياسي..وديمبسي يراقب علاقاتها مع الإسلاميين
المعارضة تصدُّ هجمات لـ«النظامي» بريف اللاذقية وتسيطر على ١٨ قرية بريف حماه
(«اللواء - أ.ف.ب - رويترز - العربية.نت - سانا - الجزيرة.نت)
قصف عنيف على حمص ودمشق والغوطتين ومعارك في أحياء دير الزور ومطارها
واصلت قوّات النظام السوري قصفها على مدن ريف حمص ودرعا وأحياء بدمشق، في وقت تواصلت المعارك بين قوّات النظام والمعارضة المسلّحة بدير الزور، كما تواصلت المعارك في ريف اللاذقية الذي حافظت قوّات المعارضة فيه على مناطق سيطرت عليها قبل أيام وصدت هجمات متلاحقة شنتها القوات النظاميةفي محاولة يائسة لاستعادة ما فقدته من قرى قالت مصادر المعارضة بأنّها تزيد عن ١٦ قرية.
وأفاد ناشطون بأنّ قوات النظام شنّت عدة غارات جوية على مدينة تلبيسة بريف حمص، وقالت شبكة شام إن سلاح الجو استهدف الأراضي الزراعية وأماكن تجميع المحاصيل ما أسفر عن إتلاف جزء كبير منها.
كما جدّدت قوات النظام قصفها بالمدفعية الثقيلة مدن وبلدات الرستن والحولة والدار الكبيرة بريف حمص أيضا.
وفي دير الزور، جدّدت قوات النظام قصفها المدفعي على أحياء متفرقة داخل المدينة، وأفاد مركز صدى الإعلامي بأن الاشتباكات ما زالت مستمرة بين كتائب المعارضة المسلحة وقوات النظام في محيط حي الحويقة لليوم الرابع على التوالي.
في غضون ذلك، قصفت عناصر الجيش الحر بالمدفعية الثقيلة تجمعات الأمن والشبيحة المتمركزين في إحدى مستشفيات المدينة وحققت إصابات مباشرة، كما واصلت المعارضة هجومها على مطار دير الزور، بعد أيام من سيطرتها على مقار حزب البعث والتأمينات بالمدينة.
من جهتها، قالت الهيئة العامة للثورة السورية بأنّ عشرة أشخاص قتلوا في قصف لقوات النظام على مدرسة تحوي نازحين في قرية عين الجماجم بريف حلب، وبالمقابل قُتِلَ عشرون من قوات النظام بكمين نصبته المعارضة بريف اللاذقية، وفقا لناشطين.
وفي دمشق، قال ناشطون إن الاشتباكات ما زالت مستمرة بين كتائب الجيش السوري الحر وقوات النظام في حي القابون بدمشق.
وأظهرت صور بثها ناشطون مشاهد من استهداف كتائب الجيش الحر بالصواريخ كتيبة الدبابات التابعة لقوات النظام في منطقة العباسيين بدمشق.
وفي ريف العاصمة تمكّنت قوات المعارضة من تفجير دبابات وقتل طاقمها في مدينة عدرا، كما استهدفت بالأسلحة المتوسطة تجمعات الشبيحة في بلدة الأحمدية، في الوقت الذي جددت فيه قوات النظام قصفها على مدن وبلدات دوما وحرستا وزاكية وزملكا والمليحة وبيت سحم.
وأفادت شبكة سوريا مباشر بأن طيران النظام استهدف الحي الغربي في مدينة درعا ما أسفر عن قتلى وجرحى وتدمير بعض المباني السكنية، كما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة مدينتي نوى وأم المياذن.
وفي ريف اللاذقية، أكد ناشطون أن المعارضة السورية المسلحة تصدت لعدة هجمات شنتها قوات النظام التي تواصل محاولاتها لاستعادة القرى التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة، وسط معارك شرسة تشهدها المنطقة منذ أيام.
وقالت مصادر في المعارضة إن الاشتباكات استمرت في عدة مناطق منها قمة النبي يونس وكتف صهيون وتلا والبقروقة.
ويمثل زحف مقاتلي المعارضة إلى ريف اللاذقية واقترابهم من بلدة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد انتصارا كبيرا للمعارضة بعد شهور من انتكاسات فقدوا خلالها مناطق محيطة بكل من دمشق وحمص في وسط البلاد، بعد عامين من الصراع الذي أسفر عن سقوط مائة ألف قتيل.
ميدانياً أيضاً، نجح الجيش الحر في أسر أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني في ريف حلب الغربي.
وجنوباً، سيطر مقاتلون على كتيبة زور السوس الواقعة في ريف حماه الجنوبي، والتي تقع على طريق الإمداد الذي يستخدمه النظام للمناطق الجنوبية، وصولاً إلى مدينة حمص، وذلك بعد اشتباكات عنيفة وتفجير سيارة مفخخة نجم عنها مقتل خمسين عنصراً من قوات النظام، بحسب مركز حماه الإعلامي.
وشهدت بلدة عقرب في ريف حماه الجنوبي قصفاً شديداً من النظام تجاوز مئة وثلاثين قذيفة، وأكثر من ثلاثين صاروخاً، بينما تمكّن الجيش الحر من تدمير دبابة للنظام في البلدة.
أما في الريف الشمالي لحماه، فقد تمكن الجيش الحر من السيطرة على حاجز الجسر وحاجز العطشان في مورك الواقعين على طريق إمداد النظام لريف إدلب والريف الحموي، وذلك عن طريق تفجير سيارة مفخخة.
وتحدّثت مصادر المعارضة عن سيطرة قواتها على ١٨ قرية بريف حماه.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 18 على الاقل من مقاتلي المعارضة السورية في معارك مع القوات النظامية في محافظة حماه.
 واورد المرصد الذي يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين في كل أنحاء سوريا ان «عدد المقاتلين (المعارضين) الذين قتلوا (في وقت مبكر امس) ارتفع الى 18» في محافظة حماه.
وقتل هؤلاء في معارك وقصف للجيش النظامي لمواقعهم ومخازن ذخيرتهم.
وأوضح المرصد ايضا ان طفلا في العاشرة من عمره قتل في قصف للجيش النظامي في منطقة ساحل الغاب في المحافظة نفسها.
ويشن مقاتلو المعارضة هجوما على محافظة حماه التي تعتبر استراتيجية كونها في وسط البلاد، وهي ايضا مجاورة لمحافظة حمص التي حقق فيها الجيش النظامي اخيرا تقدما ميدانيا.
من جهة اخرى، اثار اختفاء ناشط معارض معروف باغانيه لمناهضة للنظام خلال التظاهرات قلقا في مدينة حلب.
وأعرب المرصد عن مخاوفه من ان يكون قد خطف بايدي جهاديين ينتمون الى «الدولة الاسلامية في العراق والشام» المرتبطة بالقاعدة.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: «ثمة احتمال كبير ان يكون معتقلا لدى (مقاتلي) الدولة الاسلامية في العراق والشام».
وأظهر شريط فيديو وزعه المرصد اصدقاء للناشط ابو مريم يحتجون عند مدخل المقر العام للدولة الاسلامية في العراق والشام.
ويشتبه بان الجهاديين يعتقلون مئات الناشطين المعارضين للنظام في المناطق التي يسيطرون عليها، وبين هؤلاء خصوصا الاب اليسوعي الايطالي باولو دالوليو الذي فقد منذ توجهه في ايار الفائت للقاء جهاديين ومطالبتهم بالافراج عن ناشطين.
خارطة طريق انتقالية
سياسياً، وضع نشطاء في المعارضة السورية من بينهم اعضاء في الائتلاف الوطني السوري خارطة طريق لتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة «لجميع الضحايا في سوريا»، بحسب بيان اصدروه الثلاثاء.
وقال البيان الذي اصدره المركز السوري للدراسات الاستراتيجية والسياسية وهو مركز مستقل غير حكومي وغير حزبي، بأنّه سيتم تقديم هذه الخطة بشكل تام في اسطنبول اليوم بحضور رئيس التحالف الوطني المعارض احمد الجربا، الا انه لم تتم المصادقة عليها من قبل الائتلاف.
وقال البيان بأنّ الخطة تنص على «تحقيق المصالحة الوطنية عن طريق عدالة انتقالية طويلة الأمد والتي يتم من خلالها تحقيق وضمان العدالة لجميع الضحايا في سوريا».
وتأتي هذه الخطة وسط انباء عن انتهاكات ترتكبها قوات النظام ومقاتلي المعارضة في النزاع في سوريا.
وتدعو الخطة كذلك الى «اعادة هيكلة الاجهزة الامنية وتطهيرها من المسؤولين الفاسدين، وسيتم نزع السلاح من كل الجماعات المسلحة واعادة دمجهم في المجتمع السوري».
كما تشتمل خارطة الطريق على خطط للنظام السياسي في البلاد بعد سقوط نظام الاسد وتدعو الى اقامة نظام حكم في سوريا المستقبلية يكون «برلمانيا مع ضمان تحقيق التوازن بين السلطات الثلاث في مؤسسات الدولة».
 وتقترح الخطة ان يكون دستور 1950 «نقطة انطلاق الدستور السوري الحديث والذي سيتم تعديله وتنقيحه من قبل الجمعية التاسيسية المؤلفة من 290 عضوا منتخبا عبر انتخابات وطنية نزيهة، وسيتم الموافقة على الدستور السوري الجديد من خلال استفتاء وطني».
ويمنح الدستور السوري مزايا للسلطة التشريعية تفوق الممنوحة للسلطة التنفيذية وينص على ان يكون رئيس الدولة مسلما.
وقال المركز ان المبادرة وضعها «بيت الخبرة السوري» الذي اسسه المركز ويتالف من 300 من الخبراء السوريين ونشطاء حقوق الانسان والاكاديميين والمحامين والقضاة وعدد المسؤولين المنشقين عن الحكومة وقادة الجماعات المعارضة المسلحة وعدد من قادة المجالس المعارضة والتحالف الوطني.
جيش وطني سوري
في غضون ذلك، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا إن دخول عناصر من حزب الله إلى سوريا بأسلحة نوعية يستدعي تشكيل جيش وطني.
وقال الجربا إن دخول عناصر من حزب الله إلى سوريا بأسلحة نوعية تستدعي تشكيل جيش وطني سوري، كما إن هذا الجيش ضروري للحفاظ على المناطق التي تسيطر عليها المعرضة.
وأضاف الجربا بأن هذا الجيش سيشكل، وسيحرص على ضم جميع أبناء الثورة السورية، ومن الضروري أن يبدأ تشكيل هذا الجيش بأسرع وقت.
ونفى الجربا أن يكون الائتلاف طرح أسماء ضباط منشقين لقيادة الجيش الوطني المزمع تأسيسه قريباً.
وقال: «هناك شائعات تنتشر سريعاً على مواقع التواصل الاجتماعي تطرح أسماء لقيادة الجيش الوطني، وهي أسماء لم يتم طرحها، وتقترح شخصيات لم يتم التطرق إليها».
لا مؤتمر قبل تشرين
في هذه الاثناء، أعلن نائب لوزير الخارجية الروسي عن أنّ المؤتمر الدولي للسلام حول سوريا الرامي الى جمع مسؤولين في النظام السوري والمعارضة حول طاولة المفاوضات لن ينظم على الارجح قبل تشرين الاول.
وقال نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف بأنّ لقاء تمهيديا بين روسيا والولايات المتحدة سينظم نهاية آب لكن جدول الاعمال للنشاط الدبلوماسي مثقل لشهر ايلول.
ونقلت وكالة الانباء الروسية انترفاكس عن غاتيلوف قوله: «المؤتمر لن ينظم على الارجح في ايلول لان هناك احداثا اخرى لهذا الشهر».
وأضاف: «نؤيد تنظيم مؤتمر في اسرع وقت لكن يجب ان نأخذ في الاعتبار بعض الحقائق التي قد تؤثر على موعد هذا المؤتمر».
أميركا تراقب
على صعيد آخر، قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة ان الولايات المتحدة بدأت تعرف أكثر عن المعارضة السورية المعتدلة لكن عليها ان تراقب عن كثب متى يتحول التعاون الوقتي بينها وبين الاسلاميين المتشددين الى تحالفات حقيقية.
وجاءت تصريحات ديمبسي في بداية رحلته الى الاردن واسرائيل والتي سيتصدرها مناقشات بشأن الصراع السوري والاضطرابات الجارية في المنطقة ككل.
ولم يتطرّق ديمبسي خلال تصريحاته لمجموعة صغيرة من الصحفيين في تل أبيب الى تفاصيل قضية السلاح لكنه، قال ان قدرا من التعاون بين المقاتلين المعتدلين والمتطرّفين «ليس مفاجئا» نظرا لهدفهم المشترك لاسقاط الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال: «التحدي الحقيقي بالنسبة لمجتمع المخابرات بصراحة هو فهم متى يتعاونون فيما يتعلق بقضية بعينها فقط وفي وقت بعينه ومتى يمكن ان يتحالفوا معا، وفي هذه المرحلة أعتقد اننا لسنا متأكدين تماما أين يقع هذا الخط الرفيع الفاصل».وصرّح رئيس هئة الاركان الاميركية المشتركة بأنّ أهم نقطة للتعاون بين الولايات المتحدة واسرائيل والاردن في الشأن السوري هي مخاطر الاسلحة الكيماوية لدى قوات الاسد مع تواصل الحرب الاهلية.
وكرّر ديمبسي تأكيد الولايات المتحدة ان قوات الاسد تحرك في أحيان الاسلحة الكيماوية.
وقال للصحافيين: «نعرف حقيقة انها تتحرك من وقت لآخر. إن الولايات المتحدة تعتقد ان قوات الاسد تحرك هذه الاسلحة لتأمينها.
وحين سئل ديمبسي عن اي تحريك للاسلحة في الاونة الاخيرة قال: «هذا شيء يتكرر واعتقد ان هذا يعكس حقيقة ان النظام قلق من ان ترك الاسلحة في مكان دائم يجعلها عرضة للخطر».
وقال ديمبسي بأنّه من المهم القاء نظرة متعمقة على الصراع السوري وعواقبه في المنطقة.وأضاف «هذا صراع إقليمي يمتد من بيروت الى دمشق الى بغداد ويطلق عداء تاريخيا عرقيا ودينيا وقبليا.                                 
وفي نيويورك، قالت الأمم المتحدة إن مفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين لها جاهزون لزيارة سوريا للتحقيق في ما إذا كانت أسلحة كيماوية استخدمت هناك لكن لم يتم بعد التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية بعد أسبوعين من المحادثات بشأن ضمانات سلامة الفريق.
وقالت المنظمة الدولية في بيان: «حالما تؤكد الحكومة السورية قبولها للشروط ستسافر البعثة دون تأخير».
 
اللبواني: الأسد أرسل فرق اغتيال إلى دول عربية وسنعاقب «حزب الله» عسكرياً وسنقاتله بأرضه لاحقاً
(«اللواء» - إيلاف)
أكد القيادي في الائتلاف الوطني السوري كمال اللبواني تمسّك الحكومة الاردنية برفض تمرير أي سلاح للمعارضة السورية عبر أراضيها، موضحاً أنّ السلطات الرسمية في عدة دول، منها تركيا والإمارات والأردن، أبلغت المعارضة السورية عن ضبط «فرق اغتيال» أوكلت إليها مهمة «تنفيذ»، وليس «رصد» شخصيات سورية لاغتيالها.
وقال اللبواني، في حديث تلفزيوني إنّ ملفات عديدة بحثها رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا، مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة خلال زيارته للبلاد، مشيراً إلى أن السلطات الأردنية وافقت بصعوبة على دخول الجربا إلى منطقة درعا من الحدود الأردنية.
وفي شأن متصل، قال اللبواني إن الائتلاف وقوى المعارضة السورية سيسعون مستقبلاً إلى القضاء على الجناح العسكري لحزب الله، قائلاً: «سنعاقبه عسكرياً سنقاتله في أرضه لاحقاً.. وسنعمل على التخلص منه بالتعاون مع الشعب اللبناني».
ووصف الحزب بالدكتاتوري، وبأنه لا يمثّل كل الشيعة في لبنان ولا الشعب اللبناني.
واعتبر اللبواني أن زيارة الجربا لدرعا تعتبر «ضربة نوعية» للنظام السوري، في الوقت الذي استطاعت فيه قوى الثورة أن تصيب «موكب الرئيس السوري بشار الأسد» صبيحة اليوم الأول من عيد الفطر.
وتحدّث اللبواني عن جودة مخاوف لدى الأردن من تحققّ ثلاثة سيناريوهات في سوريا في ما يتعلق بالحكم، تتمثّل بما أسماه نشوء «دولة فارسية معادية» عبر تنظيم العراق وبلاد الشام، أو «حكم مجموعات متطرفة كجبهة النصرة البلاد»، أو «الانتقال الى حالة الفوضى والتقسيم».
وفي ما يتعلق بتكرار الحديث عن وجود معسكرات لتدريب قوات من المعارضة السورية أو المنشقين في الأردن، قال اللبواني بأنّ هناك وعدا أميركيا بتدريب 3 آلاف عنصر «كوماندوس» منذ زمن، على أن تكون في موقع يختاره الجانب الأميركي في الأردن أو غيره، أو موقع سري آخر، لافتاً إلى أنه لم ينفذ للآن.
وفي السياق ذاته، كشف اللبواني عن مقترح تُجرى مناقشته بين ممثلي الائتلاف ونحو 1300 عسكري سوري منشق في الأردن، ونحو 5 آلاف آخرين في تركيا، لتشكيل نواة «جيش وطني» ليكون بديلاً مستقبلاً عن «الجيش الحر».
وبشأن حكومة سورية مؤقتة تدير المناطق المحررة في الداخل، رجح اللبواني أن يحصل أحمد طعمة الخضر على ثقة الائتلاف، وأن تتم تسميته في غضون شهر، للمباشرة في عمله برئاسة الحكومة المؤقتة.
من جهة ثانية، كشف اللبواني عن ضبط ما قال بأنّها «فرق اغتيال» أرسلها النظام السوري لتصفية شخصيات سورية معارضة في عدد من الدول العربية والغربية بما فيها الأردن.
وأكد اللبواني، مسؤول الأمن والدفاع في الائتلاف، خلال جلسة خاصة مع عدد محدود من ممثلي وسائل إعلام في العاصمة عمّان، ضبط سلطات عدد من الدول بما فيها الأردن، عملاء تابعين لـ«فرق اغتيال» مكلفة من النظام السوري بتصفية شخصيات سياسية سورية معارضة، مشيراً إلى أن أجهزة أمنية عربية وأجنبية حذرت شخصيات معارضة من استهداف فرق أرسلها النظام لاغتيالها في دول اللجوء من بينهم هو نفسه.
 
سورية: ضغوط وإجراءات داخلية ودولية لعزل المتشددين
واشنطن - جويس كرم؛ عمان - تامر الصمادي
لندن، تل ابيب، موسكو، نيويورك - «الحياة»، رويترز ، أ ف ب - تصاعدت الضغوط والإجراءات داخل سورية وخارجها لفصل مقاتلي «الجيش الحر» برئاسة اللواء سليم إدريس عن المقاتلين الإسلاميين المتشددين، بالتزامن مع أخذ بعض الخطط طريقها إلى التنفيذ، وبينها تشكيل نواة «جيش وطني» من سبعة آلاف ضابط وجندي موجودين في الدول المجاورة لسورية بعد انشقاقهم عن نظام الرئيس بشار الأسد.
في غضون ذلك، تجددت الخلافات بين الحكومة السورية والأمم المتحدة إزاء آلية عمل فريق التحقيق في استخدام السلاح الكيماوي، ما أدى إلى إرجاء سفر المحققين في اللحظة الأخيرة، في وقت استبعد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف امس عقد مؤتمر «جنيف-2» قبل تشرين الأول (أكتوبر) المقبل بسبب الانشغالات الديبلوماسية.
وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي قال خلال زيارته إسرائيل أول من أمس، إن الولايات المتحدة بدأت تعرف أكثر عن المعارضة السورية المعتدلة، لكن عليها أن تراقب عن كثب متى يتحول التعاون الموقت بينها وبين الإسلاميين المتشددين إلى تحالفات فعلية. وأضاف في تصريحات أن مقداراً من التعاون بين المقاتلين المعتدلين والمتطرفين «ليس مفاجئاً»، نظراً إلى هدفهم المشترك في إسقاط الأسد، لكنه أضاف أن «التحدي الحقيقي هو بصراحة فهم متى يتعاونون في ما يتعلق بقضية بعينها فقط وفي وقت بعينه، ومتى يمكن أن يتحالفوا معاً. وفي هذه المرحلة أعتقد أننا لسنا متأكدين تماماً أين يقع هذا الخط الرفيع الفاصل».
ويُقدر عدد مقاتلي «الجيش الحر» بنحو 30 ألفاً يخضعون لأوامر هيئة الأركان برئاسة ادريس من أصل نحو 120 ألف مقاتل، ينضوون في كتائب إسلامية مختلفة، إضافة إلى نحو عشرة آلاف مقاتل يتبعون لـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة».
وقال مسؤول ملف الأمن والدفاع في «الائتلاف» كمال اللبواني في تصريحات إلى «الحياة» في عمان التي زارها قبل أيام برفقة رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا وعدد من مسؤولي المعارضة، إن هناك 7 آلاف ضابط وعسكري أعلنوا انشقاقهم عن الجيش النظامي ولجأوا في وقت سابق إلى لبنان وتركيا والأردن «سيشكلون نواة جيش وطني منضبط، يختلف تماماً عن الجيوش أو الكتائب الوطنية التي تعمل حالياً على الأرض». وأضاف أن هذا الجيش «سيكون بديلاً من «الجيش الحر» مستقبلاً، والذي لا يمكن الاكتفاء به حتى النهاية لإخضاع السلطة القائمة». وتابع: «ما نحتاجه الآن يتمثل في قوة عسكرية منضبطة تنفذ الأوامر ويخشى جنودها القضاء العسكري. يجب أن تبدأ هذه القوة من المناطق المحررة بأقرب وقت، ومن ثم تنتقل إلى باقي المناطق السورية». ولفت إلى أن الإدارة الأميركية وعدت بتدريب وحدة مقاتلة تضم 3 آلاف عنصر، قائلاً: «ربما يجري تدريبهم على الأراضي الأردنية، أو في أي دولة أخرى».
من جهة أخرى، كشف رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لـ «الحياة» أمس، عشية محادثاته مع مسؤولين أتراك في إسطنبول، أن الاتفاق الذي جرى توقيعه بين «الهيئة الكردية العليا» وممثلي «الجيش الحر» في عين العرب قبل أيام، كان «محلياً لوقف الاشتباكات» التي كانت دائرة في المنطقة بين مقاتلين أكراد وعرب بعد مواجهات بين «قوات حماية الشعب» التابعة لـ «مجلس غرب كردستان» وبين مقاتلي «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة». وأوضح مسلم أن «النصرة» انسحبت من الاتفاق ولم توافق على بنوده، ما أدى إلى تراجعها على الأرض وانسحاب مقاتليها من القرى التي كانوا يحاربون فيها. وقال: «نسعى إلى الفصل بين «الجيش الحر» و «النصرة» وعزل الأخيرة» عن باقي الفصائل المقاتلة والبيئة الاجتماعية.
ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مقاتلي الكتائب المقاتلة استهدفوا مراكز القوات النظامية في قمة النبي يونس في ريف اللاذقية، بعد يومين من محاولتهم منع وصول إمدادات للجيش النظامي إلى المنطقة. وأشار إلى أن الطيران المروحي ألقى أربعة براميل متفجرة قرب بلدة سلمى وقرية دورين، في حين دارت اشتباكات على مشارف قرية البلاطة. وبثت «أحرار الشام» فيديو أظهر رتلاً من مقاتليها يتوجهون مع أسلحة ثقيلة إلى ريف اللاذقية.
وشنت طائرات حربية غارة جوية على مناطق في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن بعد سيطرة مقاتلي «الجيش الحر» على المخفر الحدودي الرقم 29 في درعا. وجاء التصعيد بعد أيام على قيام الجربا بزيارة إلى درعا بالتنسيق مع السلطات الأردنية.
وفي حماة، قتل 18 على الأقل من مقاتلي المعارضة امس في معارك مع القوات النظامية وقصف لمواقعهم ومخازن ذخيرتهم وفق «المرصد السوري».
وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف امس إن موسكو تريد عقد مؤتمر سلام بشأن سورية في أقرب وقت ممكن، لكن من غير المرجح حدوث ذلك قبل تشرين الأول (أكتوبر) بسبب ازدحام جدول المواعيد الديبلوماسية. وتوقع غاتيلوف إجراء المزيد من المحادثات في نهاية آب (اغسطس) حول الإعداد للمؤتمر الذي يهدف إلى الجمع بين ممثلين للمعارضة السورية وحكومة الأسد.
وفي نيويورك، رفعت الأمم المتحدة مستوى ضغوطها على الحكومة السورية في شأن تنفيذ الاتفاق المتعلق بالتحقيق في استخدام أسلحة كيماوية، وحملت دمشق مسؤولية الموافقة على شروط متعلقة بكيفية عمل اللجنة كانت الأمم المتحدة أبلغتها إلى لجانب السوري خلال المفاوضات بينهما.
وازدادت هذه المفاوضات تعقيداً «مع رفض الحكومة السورية الرد على شروط الأمم المتحدة حول عمل لجنة التحقيق» وفق ديبلوماسيين في مجلس الأمن «مما عطل تنفيذ الاتفاق وأبقى لجنة التحقيق في وضعية الانتظار في لاهاي رغم استعدادها اللوجستي للتوجه إلى سورية فوراً».
وأعلنت الأمانة العام للأمم المتحدة أمس أن «لجنة التحقيق ستنطلق إلى سورية حالما تؤكد الحكومة السورية موافقتها على كيفية عمل البعثة».
 
واشنطن: الأسد عاجز عن استعادة سلطته بالكامل
الحياة..واشنطن - جويس كرم
رغم قلقها من زيادة نفوذ تنظيم «القاعدة» والامتداد الإقليمي للأزمة، تتريث الإدارة الأميركية في طريقة تعاملها مع النزاع في سورية انطلاقاً من اعتباره دخل مرحلة «حرب أهلية» قد تستمر سنوات، بحسب تقرير صادر عن معهد مرموق في واشنطن، مع تأكيد وزارة الخارجية الأميركية أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «لن يكون بإمكانه إعادة بسط سلطته بالكامل على الأراضي السورية» وأن المعارضة أحرزت تقدماً في الأسابيع الأخيرة.
وجاء تأكيد الخارجية الأميركية بوجود تعقيدات تحيط بالتحضيرات لمؤتمر «جنيف -٢» وأن واشنطن لن تضع جدولاً زمنياً له، ليعكس حال عدم الاستعجال الأميركية في التعاطي مع سورية. اذ لفتت نائب الناطق باسم الخارجية ماري هارف الى «تقدم المعارضة أخيراً» وإلى ان النظام السوري «لن يكون قادراً على اعادة بسط سلطته على كامل الأراضي». وكررت الإدارة موقفها من أن هذا الواقع «يستوجب حلاً سياسياً للأزمة من خلال بيان جنيف، وتنازل الأسد عن سلطاته لحكومة انتقالية»، غير أنها لم تبد أي نوع من الاستعجال في تحركاتها السياسية مع روسيا في ظل الأزمة في العلاقة بين واشنطن وموسكو، أو العسكرية في دعم المعارضة للوصول الى هذه النقطة.
وتمر سنتان هذا الأسبوع على دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسد الى التنحي. لكن الإدارة الأميركية حاولت التأقلم مع التحولات في الساحة السورية. ويشير الخبير كينيث بولوك في تقرير صادر عن «معهد بروكينغز» الى أن الأسد «لم يعد محور الأزمة في سورية، وإذا تنحى اليوم فهذا لم يعد يعني انتهاء النزاع». ويصف التقرير الأسد بأنه «أمير حرب على رأس تحالف للنظام ومجموعاته في خضم حرب أهلية متداخلة».
ويحمل التقرير عنوان «الديناميات العسكرية للحرب الأهلية السورية وخيارات الولايات المتحدة المحدودة للتدخل» ويرى أن الصورة العسكرية هي عبارة عن «مأزق للطرفين، وأنه من دون اختراق على الساحة العسكرية لن يكون هناك اختراق على المستوى السياسي».
ويصنف بولوك القوة العددية للثوار البالغة 150 ألفاً، والزخم النفسي القائم على محاربة نظام سلطوي، وانتشارهم الجغرافي وليس السكاني على ما بين 60 و 70 في المئة من الأراضي، كعناصر قوة تفيد المعارضة، فيما يستفيد النظام من هيكلية تنظيمية متماسكة داخل الجيش ومخاوف الأقليات من الثوار، وتفوق قوته العسكرية وخصوصاً الجوية وامتداده السكاني على نحو 60 او 70 في المئة من سكان سورية البالغ عددهم 23 مليوناً.
ويقترح بولوك على الإدارة الأميركية ثلاث توصيات رئيسية، بينها تسليح الثوار وتدريبهم لتأسيس هيكلية عسكرية موحدة تجنب الاقتتال في صفوف المعارضة، والحد من قنوات التسليح للنظام بالضغط على الجانب الروسي وعلى العراق لوقف الإمدادات الجوية للأسد. غير أن هذه العناصر غير كافية بحسب بولوك، ولن تحدث اختراقاً عسكرياً، وبالتالي ينصح الإدارة باستهداف البنية التحتية للنظام مثل «القواعد العسكرية ومحطات توليد الطاقة والنقل والجسور» وفرض مناطق حظر جوي. وفي حال عدم إتمام ذلك، يتوقع بولوك نزاعاً قد يستمر سنوات بين الجانبين.
وفي حين تعكس أجواء الإدارة تحولاً لناحية البدء عملياً بتسليح وتدريب بعض فرق المعارضة، فإن هناك حذراً شديداً من هوية المجموعات المسلحة ومخاوف من اصطفاف جديد لبعض القوى في «الجيش الحر» مع جبهات متطرفة في معارك حلب واللاذقية.
 
صالح مسلم عشية محادثاته في إسطنبول: بدأنا مشاورات لتشكيل «إدارة انتقالية» كردية
الحياة..لندن - إبراهيم حميدي
قال رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لـ «الحياة» أمس، عشية محادثاته مع مسؤولين أتراك في إسطنبول، انطلاق مشاورات لتشكيل «ادارة انتقالية» كردية في شمال شرقي سورية وشمالها، بهدف تشكيل مجلس من نحو مئة شخص يتولى «الإدارة المدنية» في «غرب كردستان» ووضع قانون انتخاب لإجراء انتخابات برلمانية في هذه المنطقة.
ووصل مسلم امس إلى إسطنبول لإجراء محادثات مع مسؤولين أتراك تتناول مدى التعاون الذي تحقق بين الجانبين منذ زيارته الأولى في 25 الشهر المنصرم، وسط تكتم إعلامي بناء على طلب أنقرة. وتجنب مسلم في اتصال هاتفي أجرته «الحياة» معه امس، الإفصاح عن مضمون المحادثات، مكتفياً بالإشارة إلى أنها تأتي استكمالاً للجولة السابقة، علماً أنه قال قبل يومين إنه سيثير مع الجانب التركي «الدعم الذي يقدمه للسلفيين» في ضوء اتفاق الطرفين على التعاون، مشيراً إلى وجود «بعض الإشارات» إلى تراجع دعم تركيا في مقابل تسهيل مرور الإغاثة إلى شمال سورية «لكنه ليس كافياً».
وكان الجانب التركي وعد مسلم بتشجيع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض على الحوار مع الأكراد، في وقت أجرت لجنة الشؤون الخارجية في «المجلس الوطني الكردي» محادثات مع رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا.
إلى ذلك، أوضح زعيم «الاتحاد الديموقراطي» أن مسؤولين في الحزب بدأوا مشاورات لتشكيل «إدارة انتقالية» وليس «حكومة انتقالية» كما تردد قبل أيام، ذلك أن المشاورات بدأت مع تكتلات كردية بحيث يُمثَّل كل طرف بنحو خمسة أشخاص لتشكيل مجلس يضم بين 100 و120 شخصاً. وأوضح أن المجلس سيقوم بمهمتين: الأولى إدارة شؤون الناس في منطقة «غرب كردستان» التي تضم شمال سورية وشمالها الشرقي، والثانية وضع قواعد انتخابية أو قانون انتخاب لإجراء انتخابات برلمانية خلال فترة محددة. وقال: «سيُحل هذا المجلس الموقت بمجرد انتخاب البرلمان الذي ينبثق منه جسم إداري يهتم بشؤون الناس إلى حين حصول حل في سورية».
وأشار إلى أن الاتفاق الذي جرى توقيعه بين «الهيئة الكردية العليا» وممثلي «الجيش الحر» في عين العرب قبل أيام، كان «محلياً لوقف الاشتباكات» التي كانت دائرة في المنطقة بين مقاتلين أكراد وعرب بعد مواجهات بين «قوات حماية الشعب» التابعة لـ «مجلس غرب كردستان» وبين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة».
وتضمن الاتفاق 12 بنداً، بينها عدم تكرار «كل ما جرى خارج نطاق أهداف الثورة، لأنه لا يصب إلا في مصلحة النظام»، والتأكيد على «وحدة التراب السوري ووحدة الشعب السوري»، اضافة إلى اعتبار الأكراد «أحد مكونات الشعب السوري وأن أي طرح تقسيمي هو خط أحمر مرفوض من الجميع»، والمطالبة بـ «انسحاب جميع القوات من مواقعها الحالية وعودتها إلى أماكن تمركزها قبل اندلاع الأزمة وإطلاق سراح جميع المعتقلين العسكريين والمدنيين من الطرفين».
وأوضح مسلم أن «النصرة» انسحبت من الاتفاق ولم توافق على بنوده، ما أدى إلى تراجعها على الأرض وانسحاب مقاتليها من القرى التي كانوا يحاربون فيها. وقال: «نسعى إلى الفصل بين «الجيش الحر» و «النصرة» وعزل الأخيرة» عن باقي الفصائل المقاتلة والبيئة الاجتماعية.
إلى ذلك، أشار مسلم إلى استمرار الإعداد لـ «المؤتمر القومي الكردي» المقرر في أربيل بناء على دعوة من زعيم إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي اجتمع باللجنة التحضيرية قبل يومين لبحث الموضوع وتشكيل لجنة للتحقيق بالمجازر التي ارتكبت بحق أكراد في سورية من قبل متشددين إسلاميين. وأضاف أن نحو 600 شخصية كردية من العراق وسورية وايران وتركيا ستشارك في المؤتمر، اضافة الى 400 ضيف من العرب والأتراك والأوروبيين. واوضح أن الموعد الاولي للمؤتمر هو 24 الشهر الجاري.
 
غارات قرب حدود الأردن بعد خسارة موقع عسكري والمعارضة تستهدف مراكز النظام السوري في اللاذقية
لندن - «الحياة»
شنت طائرات حربية تابعة لنظام الرئيس بشار الأسد غارة جوية على مناطق في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن بعد سيطرة مقاتلي «الجيش الحر» على مخفر حدودي، في وقت استهدف مقاتلو «الجيش الحر» مراكز قوات النظام في ريف اللاذقية غرب سورية الذي تعرض لغارات جوية شنتها طائرات حربية. وقُتل 18 مقاتلاً معارضاً في مواجهات في ريف حماة وسط البلاد.
وقال «المرصد» إن مقاتلي الكتائب المقاتلة استهدفوا مراكز القوات النظامية في قمة النبي يونس في ريف اللاذقية، بعد يومين من محاولتهم منع وصول إمدادات للجيش النظامي إلى المنطقة. وأشار إلى أن الطيران المروحي ألقى أربعة براميل متفجرة قرب بلدة سلمى وقرية دورين، في حين دارت اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة على مشارف قرية البلاطة. وبثت «أحرار الشام» فيديو أظهر رتلاً من مقاتليها يتوجهون مع أسلحة ثقيلة إلى ريف اللاذقية.
وقصفت قوات النظام مناطق في بلدة الكستن في سهل الروج ومدينة معرة النعمان في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، في حين استهدف مقاتلو المعارضة عربة مدرعة ضمت عدداً من ضباط النظام كانوا متوجهين من معمل القرميد إلى معسكر المسطومة بين أريحا وإدلب، وسط أنباء عن مقتل وجرح من فيها، تبعه قصف عنيف للمناطق المجاورة من قبل القوات النظامية. كما قصفت قوات النظام مدينة سراقب وقتلت رجلاً وزوجته قرب بلدة أورم الجوز غرب أريحا.
وارتفع إلى 18 عدد قتلى الكتائب المقاتلة الذين قضوا في مواجهات جرت قرب بلدة مورك في ريف حماة، فيما تعرضت قرية رسم الورد وقصر ابن وردان بالريف الشرقي لقصف. وقُتل طفل وجرح 10 مدنيين نتيجة القصف من قبل القوات النظامية على قرية العمقية في سهل الغاب.
وفي شمال البلاد، دارت اشتباكات عند أطراف حي بستان الباشا في مدينة حلب بالتزامن مع اشتباكات بين القوات المقاتلة والقوات النظامية في حي الشيخ سعيد شرق المدينة، في حين فجرت القوات المقاتلة لغماً على طريق معامل الدفاع في خناصر ما أسفر عن مقتل 5 من القوات النظامية بعد تعرض هذه المنطقة لغارات في محاولة من قوات النظام للضغط على مقاتلي المعارضة الذي يحاصرون مطار كويريس بعد سيطرتهم الكاملة على مطار منغ. وقال «المرصد» إن مقاتلي الكتائب المقاتلة استهدفوا كلاً من الدفاع المدني وثكنة المهلب ما أدى إلى إصابات في صفوف القوات النظامية.
وفي ريف حلب، استهدف أحد قناصي القوات النظامية المدنيين في قرية بيانون، في وقت تعرضت بلدة ماير لقصف من القوات النظامية نتج منه تهدم بعض المنازل، علماً أن عدد قتلى الغارة قرب بلدة دير حافر زاد عن 12 قتيلاً.
واندلعت أمس مواجهات قرب مطار الطبقة العسكري في شمال شرقي البلاد، ترافقت مع قصف قوات النظام مزرعة الصفصاف لمنع مقاتلي المعارضة من السيطرة على مطار الطبقة ومقر اللواء 93 والفرقة 17 التي تشكل المعاقل الأخيرة لقوات النظام في الرقة. وبين الرقة وحمص وسط البلاد، قُتل ثلاثة جنود من الجيش النظامي وأصيب أربعة بانفجار عبوة ناسفة على الطريق العام.
وتعرضت مدينة دير الزور شرق الرقة لقصف القوات النظامية التي استهدفت أيضاً مدينة الشحيل بقصف عنيف، بالتزامن مع اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في ضاحية الراشدين بعد محاولة القوات النظامية اقتحامها. ووردت معلومات عن قتلى في مواجهات في حي الجبيلة في دير الزور اندلعت على خلفية سيطرة مقاتلي المعارضة على مراكز حكومية في المدينة.
وفي دمشق، قصفت قوات النظام الأطراف الجنوبية والشمالية في العاصمة مع تركيز على حيي برزة والقابون شمالاً وعلى مخيم اليرموك جنوباً ضمن محاولات قوات النظام فرض سيطرة كاملة على هذه الأحياء مع استمرار الحصار على مخيم اليرموك. وقال نشطاء إن قوات النظام نشرت أمس صواريخ على أسطح أبنية في حي القاعة المجاور لمخيم اليرموك. ودهمت قوات الأمن أمس حيي كفرسوسة والمهاجرين في دمشق.
وشن مقاتلو المعارضة هجوماً على مقر «اللواء 55» في مدينة عدرا شمال دمشق، أسفر عن اندلاع مواجهات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام التي قصفت مناطق في مدن وبلدات حجيرة البلد ومسرابا ومديرا مع استمرار القصف على مناطق في مدينتي دوما وحرستا في الغوطة الشرقية. واقتحمت الكتائب المقاتلة معامل سيراميك في مدينة عدرا بالتزامن مع اشتباكات عنيفة دارت في القاسمية في منطقة المرج.
وقال «المرصد» إن عناصر من الكتائب المقاتلة استهدفوا المخفر الحدودي الرقم 29 وسيطروا عليه في درعا على الحدود مع الأردن، في وقت قصفت القوات النظامية بلدتي تسيل وطفس في ريف درعا.
وجاء التصعيد بعد أيام على قيام رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا بزيارة إلى درعا جرت بتنسيق مع السلطات الأردنية. وقالت مصادر إن قوات النظام دهمت مناطق مختلفة في ريف درعا، في وقت دارت اشتباكات بين الجيش النظامي والكتائب المقاتلة في محيط كتيبة الهجانة قرب جمارك درعا القديم.
 
المعارضة السورية تطلق اليوم خارطة طريق ترسم مسار المرحلة الانتقالية ومعدوها يقولون إنها قابلة للاسترشاد بها بعد سقوط النظام

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليال أبو رحال ... يطلق «المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية» اليوم من مدينة إسطنبول التركية خارطة طريق للمرحلة الانتقالية في سوريا بعنوان «خطة التحول الديمقراطي في سوريا»، بحضور ومشاركة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد عاصي الجربا ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا. وهي ثمرة اجتماعات دورية على مدى عام، عقدها نحو 300 خبير وأكاديمي وناشط سوري، في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والقانون، إضافة إلى مسؤولين حكوميين سابقين وضباط سابقين وقادة من المجالس المحلية والجيش السوري الحر.
وتتضمن الخطة الموقعة من بيت الخبرة السوري، وهو الإطار الذي يجمع معدي الدراسة وينبثق عن «المركز السوري»، برئاسة منسق مجموعة العمل الاقتصادي من أجل سوريا أسامة القاضي، رؤية نهائية وموحدة للفترة الانتقالية في سوريا. ويقول المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية رضوان زيادة لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعد الاتهامات التي وجهت مرارا وتكرارا إلى المعارضة السورية لناحية أنه لا رؤية لديها لمرحلة ما بعد سقوط (الرئيس السوري) بشار الأسد، نقدم اليوم رؤية متكاملة للمرة الأولى حول ديمقراطية المستقبل بعد الثورة».
ويشدد زيادة على أن خارطة الطريق المقترحة تعطي أملا للسوريين بعد الكلام الكثير عن صعود «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة»، بأن الديمقراطية هي الخيار النهائي لسوريا، من خلال نظام برلماني يحترم كل السوريين، مؤكدا أنها «تعطي أيضا أملا بأن الثورة التي دفعوا ثمنها من دمائهم الغالية تحقق أهدافهم بالوصول إلى دولة الكرامة والمساواة والديمقراطية».
من ناحيته، يشير قائد الجيش الوطني السوري سابقا، اللواء المنشق محمد حاج علي لـ«الشرق الأوسط»، وهو أحد المشاركين في الاجتماعات التي أنتجت هذه الوثيقة، إلى أن طمأنة الشعب السوري رسالة أساسية في هذه الدراسة، كونها تؤكد أن الشعب السوري واحد في سوريا المستقبل، ولا تمييز بين طائفة أو عرق أو دين أو حتى قومية.
وتغطي الخطة الواردة في دراسة مؤلفة من أكثر من 250 صفحة توصيات نهائية لست فرق عمل رئيسة تشكل بيت الخبرة السوري: الإصلاح الدستوري وسيادة القانون، هيكلية النظام السياسي، إصلاح نظام الأحزاب والانتخابات، إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وبناء جيش وطني حديث، الإصلاح الاقتصادي وإعادة الإعمار إضافة إلى العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية في مرحلة ما بعد الصراع في سوريا.
ويختصر حاج علي مضمون الدراسة بالإشارة إلى أنها «ترصد ما ستكون عليه الأوضاع في المجالات كافة في المرحلة الانتقالية»، مؤكدا أن «من شاركوا في إعدادها وصياغتها هم من الشخصيات المشهود لها بخبرتها وبمعرفتها في المجال الذي تعمل فيه».
وينظر معارضون سوريون إلى «خطة التحول الديمقراطي في سوريا»، على أنها ستشكل «أرضية» سياسية مشتركة للمعارضة السورية بشأن القضايا الرئيسة، ويعتبرون أن التوصيات التي ستتضمنها ستبقى صالحة بغض النظر عن الطريقة التي يتم فيها حل النزاع في سوريا.
ويوضح زيادة في هذا السياق أن الدراسة تتضمن توصيات عملية، سواء سقط النظام عبر الحل العسكري أو من خلال المفاوضات وتسوية اتفاق جنيف، مشيرا إلى أن هذه «التوصيات صالحة لكل الجهات، وهي تقدم رؤية لما ستكون عليه المراحل المقبلة خلال عملية التحول الديمقراطي».
وتقدم الدراسة سلسلة من التوصيات «العملية» لمستقبل سوريا السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري والأمني، في مقدمها أن «نظام الحكم في سوريا المستقبل سيكون برلمانيا مع ضمان تحقيق التوازن بين السلطات الثلاث في مؤسسات الدولة»، على أن يكون دستور عام 1950 نقطة انطلاق الدستور السوري الحديث. كما يقترح ضمان فصل السلطة القضائية واستقلالها التام عن السلطة التنفيذية، وتحقيق المصالحة الوطنية عن طريق عدالة انتقالية طويلة الأمد، إضافة إلى إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وتطهيرها من المسؤولين الفاسدين، ونزع السلاح من كل الجماعات المسلحة وإعادة دمجهم في المجتمع السوري.
ويقول حاج علي إنه «لا يمكن فرض هذه التوصيات على أحد، لكنها قابلة للاسترشاد بها في مرحلة سقوط النظام السوري»، موضحا «أننا نوفر الوقت والجهد ونقدم رؤية سياسية ودستورية وأمنية واقتصادية، لتكون بيد الحكومة الانتقالية فور تشكيلها». ويشدد على أن بنودها «علمية وعملية، وبإمكان أي حكومة انتقالية من أي جهة كانت أن تأخذ بها باعتبارها موضوعية وواقعية وتنسجم التوصيات الواردة فيها مع تطلعات جميع السوريين».
 
مسيحيو سوريا يعيشون كابوس مسيحيي العراق على وقع خطف قادتهم الدينيين... باحث في شؤون الأقليات: لا حليف إقليميا أو دوليا لهم كبقية مواطنيهم

دمشق ـ بيروت: «الشرق الأوسط» ... أججت حادثة اختفاء رجل الدين الإيطالي باولو دالوليو في مدينة الرقة، واتهام «تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية» بالوقوف وراءها، مخاوف المسيحيين السوريين من مصير مشابه لذلك الذي عاشه مسيحيو العراق من تهجير وخطف وقتل على الهوية، لا سيما وأن اختفاء دالوليو جاء بعد ثلاثة أشهر على خطف مطران حلب للروم الأرثوذكس بولس اليازجي ومطران السريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم بريف حلب، وتضارب الأنباء حول مقتلهما. ولم يتبن أي طرف مسؤولية خطف المطرانين، إلا أن مصادر في الكنيسة الأرثوذكسية أعلنت أن «الخاطفين قد يكونون من (الجهاديين الشيشان) الناشطين في بعض الشبكات الإسلامية في تركيا».
ونفى دبلوماسي تركي، في سياق متصل، أن يكون المطرانان في تركيا. وأكد أن «المطرانين ليسا على الأراضي التركية». وكانت تقارير إعلامية قد لفتت إلى أن «المطرانين محتجزان لدى مجموعات مرتبطة بالمجلس الوطني السوري المعارض وجماعة الإخوان المسلمين». لكن المصدر التركي شدد على أن «هذه المعلومات عن المطرانين اللذين نرغب في أن يفرج عنهما لا علاقة لها بالواقع».
ويعتبر المطرانان المخطوفان، وأحدهما (يازجي) شقيق بطريرك الروم الأرثوذكس الحالي يوحنا يازجي، من القادة الدينيين البارزين لأكبر الطوائف المسيحية في سوريا، الأرثوذكس والسريان. وقد كان لهما دور إنساني وإغاثي في مدينة حلب.
ويشير المعارض والباحث في شؤون الأقليات سليمان يوسف لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «خطف المطرانين ترك أثرا معنويا سلبيا في نفوس المسيحيين، وما زاد في إحباطهم عدم الاهتمام الذي أبدته المعارضة السورية والمجتمع الدولي المهتم بالمسألة السورية بهذه القضية». وأكد أن «موقف المسيحيين تجاه الصراع الدائر في سوريا كان في معظم المراحل حياديا لكن نتيجة التطورات والتفاعلات وتصاعد القتال والعنف وظهور كتائب إسلامية في صفوف المقاتلين المعارضين زادت مخاوف المسيحيين من البديل عن نظام الأسد (الرئيس السوري بشار الأسد)».
وفي حين تشير معظم منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان إلى أن المسيحيين في سوريا، يواجهون أوضاعا صعبة في إطار الفوضى الناجمة عن الصراع الدامي المستمر منذ مارس (آذار) 2011، يؤكد يوسف «وجود الكثير من الحوادث التي تدفع مسيحيي سوريا لمقارنة أوضاعهم بمسيحيي العراق حيث تكثر حوادث الخطف والتهجير بحق نخب وأطباء مسيحيين، ما يدفعهم للهجرة إلى السويد وأوروبا».
ويتقاطع مصير المطرانين المخطوفين في حال تأكدت الأنباء عن مقتلهما مع مصير المطران العراقي بولص فرج رحو، أحد أساقفة الكنيسة الكلدانية الذي اختطف من قبل جماعة من المسلحين بداية عام 2008 وعثر على جثته قرب مدينة الموصل. وعانى مسيحيو العراق موجات تهجير وقتل وتفجير كنائس على يد مجموعات تكفيرية ظهرت بعد سقوط الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الأمر الذي يدفع الكثير من المحللين إلى اعتبار أن هذا السيناريو بدأ يتكرر مع مسيحيي سوريا.
ويقول يوسف: «ما يخشاه المسيحيون السوريون ليس سقوط النظام ورحيل بشار، كما يظن ويعتقد البعض، وإنما سقوط (الدولة السورية) التي شكلت عبر تاريخها الطويل ملاذا آمنا لهم. فرغم تعدادهم الجيد نسبيا (نحو 10 في المائة من نسبة السكان)، ثمة شعور مسيحي عام بأنهم (الحلقة الأضعف) في المجتمع السوري». ويتابع: «خلافا لمعظم الأقليات السورية الأخرى، المسيحيون أقلية غير مسلحة، أي لا (ميليشيات مسلحة) لهم لتقوم بدور الحماية الذاتية، إذا انفلت الوضع الأمني في البلاد»، لافتا إلى أن «ثمة شعورا لدى المسيحيين بأنه لو سقط النظام لن يكون وضعهم أفضل مما كان عليه خلال حكم الاستبداد، فالنظام الجديد سيستخدمهم لتجميل صورته لا أكثر. ومهما جرى لن يسمح لهم بالمشاركة في الحكم في سوريا ما بعد الأسد».
وتشير معظم الدراسات الصادرة حول المسيحيين في سوريا إلى أن عددهم في تناقص، ففي بداية القرن العشرين كانت نسبة المسيحيين نحو 20% من تعداد سكان سوريا وانخفضت في الخمسينات إلى 17% لتستقر حاليا نسبتهم على 10% أو حتى أقل وفق بعض المصادر. وتعد أبرز أسباب التناقص الديموغرافي للمسيحيين في سوريا: الزيادة الطبيعة المتدنية أي «معدل المواليد» للمسيحيين مقارنة مع طوائف أخرى خصوصا السنة والعلويين من جهة، والهجرة الخارجية المكثفة للمسيحيين لا سيما نحو أوروبا الغربية والأميركيتين وأستراليا كنتيجة للأوضاع السياسية والاقتصادية.
ومع انطلاق الثورة أبدى معظم المسيحيين موقفا محايدا من الصراع الدائر في البلاد. وباستثناء بعض النخب والكتاب الذين توزعوا بين طرفي الصراع، النظام والمعارضة، لم يظهر الشارع المسيحي استعدادا للقتال مع أي طرف.
ويوضح يوسف في هذا السياق أن «النخبة المسيحية من مثقفين وكتاب انخرطوا في الثورة منذ اليوم الأول، لكن الشارع المسيحي بقي على الحياد لأن الظروف والعوامل التي مرت بها الثورة لم تشجع المسيحيين على الانضمام إليها، لا سيما بعد أن اكتسبت الكتائب المعارضة التي تقاتل النظام سمة التشدد الإسلامي وفرضت كل من (دولة العراق والشام الإسلامية) و(جبهة النصرة) أنماط حياتية متطرفة على الناس، لا تناسب المسيحيين».
وفي الفترة الأخيرة، حصلت اعتداءات على مسيحيين في أكثر من منطقة سورية، حيث تم خطف واغتيال الكثير من الكهنة، منهم كاهن بلدة قطنا بريف دمشق الأب فادي حداد. وأكدت منظمات وأحزاب مسيحية آشورية سريانية في بيانات لها قيام مجموعات إسلامية متشددة بالاعتداء على الكنائس والأديرة المسيحية في بلدة راس العين. وكانت مدينة الرقة تضم 600 عائلة مسيحية تقريبا لكن العدد انخفض إلى 50 عائلة بعد سيطرة المعارضة، وصولا إلى اختطاف المطرانين في حلب واختفاء الراهب الإيطالي الأصل باولو دالوليو في مدينة الرقة شمال سوريا.
ويحمل يوسف مسؤولية الحوادث التي يتعرض لها المسيحيون للنظام والمعارضة، فالأخيرة كما يقول «بدلا من أن تتفهم ظروف المسيحيين والعمل على تبديد مخاوفهم وطمأنتهم لمستقبلهم، من خلال تقديم خطاب وطني، مقرون بممارسات وخطوات عملية جدية، تحول من دون تكرار المشهد العراقي في سوريا، أخذت بعض هذه النخب من تصريحات بعض رجال الدين المسيحيين المنحازة للنظام ذريعة لاتهام المسيحيين بالوقوف في وجه (الثورة) وتحذيرهم من عواقب وقوف كنائسهم إلى جانب النظام وارتكاب أخطاء مسيحيي العراق».
وفي حين يرى يوسف أن «دولا عربية عدة تسعى إلى حماية السنة، وتقوم إيران بالمستحيل للحفاظ على وجود العلويين والشيعة، بينما تركيا مستعدة للتدخل لحماية التركمان، والأكراد يعتمدون على مسعود البرزاني، أما المسيحيون فليس لديهم أي حليف إقليمي أو دولي يدعم استمرار وجودهم كبقية مكونات المجتمع السوري»، يوضح أن «المسيحيين قد تركوا من غير حليف أو حصانة ما عزز مخاوفهم، لا سيما بعد التداعيات الخطيرة للأزمة السورية ليلاقوا في ما لو استمر الوضع على ما هو عليه مصيرا مشابها لذلك الذي عاشه مسيحيو العراق».
وينتشر المسيحيون في معظم المحافظات السورية، لكن وصول المواجهات إلى معظم المناطق أدى إلى حركة نزوح وهجرة كبيرة. في العاصمة دمشق وريفها يتركز وجود المسيحيين في دمشق بأحياء القصاع وباب توما وباب شرقي والميدان وطبالة. كما تضم دمشق المقر الرئيس للبطريركية الأرثوذكسية في أنطاكيا وسائر المشرق. وفي ضواحيها، كدمر وحرستا وبرزة، وفي ريفها بجرمانا وكشكول ودويلعة. أما في حلب فيتركز وجودهم في أحياء السليمانية، والعزيزية، والسريان القديمة، وجزء من حي الميدان. وفي حين تعتبر محافظة الحسكة أكبر تجمع مسيحي إذ يشكل المسيحيون فيها نحو 30% من سكانها، تعد منطقة وادي النصارى التابعة لمدينة حمص المنطقة الوحيدة في سوريا التي يشكل فيها المسيحيون أغلبية 65%. وفي حمص المدينة يتركز المسيحيون في الأحياء القديمة كباب السباع وباب الدريب والحميدية، والأحياء الجديدة: كالأرمن والنزهة والوعر والإنشاءات، والضواحي كربلة وفيروزة وزيدل. أما في محافظة حماه فيوجد المسيحيون بحي المدينة بوسط مدينة حماه، وفي ريفها الشمالي والغربي كبلدات المحردة والسقيلبية والبيضا. وفي الساحل، تحديدا محافظة اللاذقية، يتركز المسيحيون في الأحياء القديمة كما توجد تجمعات كبيرة للمسيحيين في مدينة طرطوس وجبل الدروز وحوران، وتجمعات بشكل أقل بالرقة ودير الزور.
 
قيادي في الاتحاد الديمقراطي: لا وساطة إيرانية بين الأكراد ومسلم في تركيا للمرة الثانية في شهر للحصول على «إجابات» حول «النصرة»

جريدة الشرق الاوسط... أربيل: شيرزاد شيخاني... وصل زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم إلى تركيا للمرة الثانية خلال أقل من شهر، بصورة مفاجئة لاستكمال مباحثاته مع المسؤولين الأتراك على وقع التطورات التي تشهدها المناطق الكردية بسوريا وتجدد الاشتباكات بين مقاتلي جبهة النصرة الإسلامية المتشددة، وقوات الحماية الشعبية التابعة للحزب الكردي، في حين اتهم مصدر كردي تركيا بأنها «تضع عينها على النفط الكردي بسوريا»، داعيا الأطراف السياسية الكردية في العراق إلى عدم الانجرار للمخطط التركي بالسيطرة على الثروات النفطية بأجزاء كردستان.
وقلل متحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في إقليم كردستان من شأن التكهنات حول الزيارة، مؤكدا أن «الزيارة لم تكن مفاجئة، بل إن الجانبين اتفقا خلال الزيارة الأخيرة لمسلم على أن يواصلا مشاوراتهما ومباحثاتهما بالشأن الكردي بسوريا». وقال: «هذه الزيارة تهدف إلى استكمال المحادثات، ولكن رئيس الحزب سيبحث هذه المرة آخر التطورات المتعلقة بالقتال الدائر وتهديدات جبهة النصرة التي وصلت إلى حد ارتكاب جرائم الإبادة ضد الشعب الكردي بسوريا، والأهم من كل ذلك هو قراءة الموقف التركي من تلك التهديدات».
وقال الدكتور جعفر عكاش، ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (بي واي دي) في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «يهمنا أن نعرف الموقف التركي من نشاطات هذه الجبهة، وخاصة أن لدينا معلومات تفيد بأن هناك جهات تركية تدعم مقاتلي هذه الجبهة المتشددة والمعادية للشعب الكردي». وأضاف: «سيبحث رئيس حزبنا هذا الموضوع بشكل مكثف مع المسؤولين الأتراك، للتأكد خاصة من الموقف الرسمي للدولة التركية مما يجري حاليا داخل مناطقنا، فنحن متأكدون من تلقي مقاتلي هذه الجبهة لمساعدات لوجيستية وتسليحية من الجانب التركي، ونريد التأكد ما إذا كانت هناك جهات معينة تقدم تلك المساعدات، أم أنها تأتي من جانب الدولة التركية بالذات، وخاصة أن تركيا كدولة إقليمية ستكون بطبيعة الحال متضررة جدا في حال نجحت هذه الجبهة الإسلامية المتشددة من تنفيذ أجنداتها الإجرامية ضد المكونات السورية، لأن عناصر هذه الجبهة هم غرباء عن المنطقة وجاءوا من أفغانستان وباكستان والجزائر وتونس وغيرها من الدول العربية، ولا تربط أكثرهم أي وشائج أو انتماءات بدول المنطقة وشعوبها»، مشيرا إلى أن «هناك الكثير من التساؤلات التي ينبغي على تركيا أن ترد عليها وتبين موقفها وبشكل واضح من مجمل التطورات التي تشهدها المنطقة حاليا».
وكان رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي قد زار إيران أخيرا في أعقاب زيارته الأخيرة إلى تركيا وتباحث مع المسؤولين هناك حول الشأن السوري. ونقلت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» في حينه، أن «مسلم التقى رئيس الحزب الديمقراطي الكردي السوري عبد الحكيم بشار الذي يعارض مواقف حزب مسلم بالسيطرة الكاملة على إدارة المناطق الكردية، ضمن إطار وساطة إيرانية تهدف إلى إجراء المصالحة بينهما في الظرف الحالي، لكن ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي أكد أنه لا وساطة إيرانية بهذا المجال.
 
مقتل القائد العسكري لـ«الدولة الإسلامية» في سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط» .... أكد مصدر معارض سوري واسع الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» أن القائد العسكري العام لدولة العراق والشام الإسلامية قتل يوم الأحد الماضي في ريف حماه الشرقي خلال هجوم على أحد مواقع القوات النظامية بالقرب من مدينة السلمية. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «الفلسطيني عماد أحمد، وهو القائد العسكري العام للدولة، قتل يوم الأحد الماضي في ريف حماه الشرقي». وفي حين أشار إلى أنه لا يعرف «تحديدا نوع الإصابة التي أدت إلى مقتل عماد أحمد، لكن المؤكد أنه قتل خلال الهجوم على كتيبة للنظام بريف حماه قرب مدينة السلمية».
ولم يستبعد أحد الناشطين من مدينة سلمية لـ«الشرق الأوسط»، حصول الأمر في عملية فاشلة للدولة الإسلامية بعد «هجوم كبير نفذته الدولة يوم الأحد الماضي على نقطة كبيرة بجانب سلمية تسمى زور السوس، ويومها تم قصف سلمية». وأوضح الناشط، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن «(الدولة) نفذت عملية انتحارية واقتحم عناصرها نقطة وحاجز للشبيحة، لكن العملية فشلت لأن السيارة المفخخة انفجرت في مكان خطأ».
وأوضح أنه «بعد التفجير الانتحاري، اندفع عناصر الدولة مباشرة ظنا منهم أن التفجير حصل بنجاح، لكن العملية فشلت بالكامل وتأكدنا من مقتل أكثر من 30 عنصرا من (الدولة) بسبب الخطأ الذي حصل».
ورجح الناشط أن يكون «(عماد أحمد) قتل في هذه العملية، خصوصا أن فشلا كبيرا انتهت إليه العملية، لأن الأمر استدعى أن تنفي (الدولة) العملية من أساسها بعدما كانت وزعت بيانا تتبناها قبل أن تسحبه وتحذفه عن كل مواقعها وصفحاتها». وأضاف أن «(الدولة) وزعت البيان بعد نصف ساعة من بدء العملية قبل أن يفقدوا أكثر من 30 عنصرا ويضطروا للتراجع، خصوصا بعدما تبين لاحقا أن الأشخاص الذين قتلوا في قصف مدفعية الهاون على سلمية هم من المدنيين، لذلك أنكروا العملية برمتها».
 
 الجنرال ديمبسي: أزمة سوريا صراع يمتد من بيروت إلى دمشق ثم بغداد
مسؤولون أردنيون يبحثون معه تزويد بلادهم بأجهزة «الحرب الإلكترونية»
عمان: محمد الدعمه تل أبيب - لندن: «الشرق الأوسط»
يبدأ الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية، اليوم (الأربعاء) زيارة رسمية إلى الأردن تستغرق يوما واحدا وهي محطته الثانية ضمن جولته الشرق أوسطية والتي بدأها في إسرائيل.

وقال مسؤول أردني إن ديمبسي سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء عبد الله النسور ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية الفريق أول مشعل الزبن وسيبحث معهم سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين وما يتعلق بالأزمة السورية والتطورات الحالية على الأرض.

وقالت مصادر أردنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن المسؤول الأميركي سيجري جولة تفقدية على قواته التي يرابط بعضها منذ أكثر من سبعة أشهر آخرها قوات جوية من طائرات «إف 16» والقوات التابعة لها من سيطرة واتصال وخدمات لوجيستية، إضافة إلى القوات التي تقوم على تشغيل بطاريات صواريخ الباتريوت.

وأضافت المصادر المطلعة أن عديد القوات الأميركية المرابطة في الأردن يبلغ نحو ألف رجل، وتتمركز هذه القوات في عدة مناطق منها قاعدة الأزرق الجوية، شرق العاصمة عمان، وقاعدة الرويشد (شرق)، إضافة إلى مركز تدريب العمليات الخاصة، وهي من القوات المتخصصة في التعامل مع الأسلحة الكيماوية.

وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين الأردنيين سيبحثون مع ديمبسي إمكانية تزويد القوات الأردنية برادارات متطورة وأجهزة اتصال وتشويش تدخل ضمن الحرب الإلكترونية إضافة إلى بحث سبل التعاون في مجال الاستخبارات والسيطرة والتحكم. وأوضحت أن ديمبسي سيستمع من المسؤولين الأردنيين عن واقع حال المعارضة السورية والتهديدات المحتملة من سوريا سواء من قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد أو من فصائل المعارضة المتشددة وخصوصا جبهة النصرة التي تضعها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب.

وكان الجنرال ديمبسي صرح بأن من المهم إلقاء نظرة متعمقة على الصراع السوري وعواقبه في المنطقة، وأضاف: «هذا صراع إقليمي يمتد من بيروت إلى دمشق إلى بغداد ويطلق عداء تاريخيا عرقيا ودينيا وقبليا»، وتابع: «سيتطلب الأمر كثيرا من العمل ووقتا طويلا لحسمه».

وقال إن الولايات المتحدة بدأت تعرف أكثر عن المعارضة السورية المعتدلة لكن عليها أن تراقب عن كثب متى يتحول التعاون الوقتي بينها وبين الإسلاميين المتشددين إلى تحالفات حقيقية.

وجاءت تصريحات ديمبسي التي أدلى بها في وقت متأخر من مساء أول من أمس (الاثنين) في بداية جولته الشرق أوسطية والتي يتصدرها مناقشات بشأن الصراع السوري والاضطرابات الحالية في المنطقة ككل.

ودعا مقاتلو المعارضة السورية، الذين يدعمهم الغرب، الولايات المتحدة إلى الوفاء بوعودها بتقديم السلاح. لكن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تباطأت في التحرك بسبب مخاوف من وصول السلاح الأميركي إلى أيدي مقاتلين لهم صلة بـ«القاعدة».

ولم يتطرق ديمبسي خلال تصريحاته لمجموعة صغيرة من الصحافيين في تل أبيب إلى تفاصيل قضية السلاح لكنه قال إن قدرا من التعاون بين المقاتلين المعتدلين والمتطرفين «ليس مفاجئا» نظرا لهدفهم المشترك لإسقاط الرئيس الأسد.

وقال حسبما أوردته وكالة «رويترز» إن «التحدي الحقيقي بالنسبة لمجتمع المخابرات بصراحة هو فهم متى يتعاونون فيما يتعلق بقضية بعينها فقط وفي وقت بعينه ومتى يمكن أن يتحالفوا معا، وفي هذه المرحلة أعتقد أننا لسنا متأكدين تماما أين يقع هذا الخط الرفيع الفاصل».

وصرح بأن أهم نقطة للتعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن في الشأن السوري هي مخاطر الأسلحة الكيماوية لدى قوات الأسد مع تواصل الحرب الأهلية. وكرر ديمبسي تأكيد الولايات المتحدة أن قوات الأسد تحرك في أحيان الأسلحة الكيماوية.

وقال للصحافيين: «نعرف حقيقة أنها تتحرك من وقت لأخر»، وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن قوات الأسد تحرك هذه الأسلحة لتأمينها.

وحين سئل ديمبسي عن أي تحريك للأسلحة في الآونة الأخيرة قال: «هذا شيء يتكرر وأعتقد أن هذا يعكس حقيقة أن النظام قلق من أن ترك الأسلحة في مكان دائم يجعلها عرضة للخطر». والتقى الجنرال ديمبسي في وقت لاحق أمس رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي بيني غانتز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 
 
 
 
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,552,785

عدد الزوار: 7,637,329

المتواجدون الآن: 0