تركيا وقطر وإيران وحماس تدين فض اعتصامي الإخوان والجماعة الإسلامية في لبنان تنظم احتجاجا أمام السفارة المصرية....مقتل صحافيين وإصابة سبعة خلال الاشتباكات في مصر وأغلبهم في محيط «رابعة العدوية»

إدانات دولية واسعة ودعوات إلى ضبط النفس....قتلى وجرحي بالمئات وحرق كنائس وأقسام شرطة في اشتباكات دامية بين الشرطة وأنصار الجماعة

تاريخ الإضافة الجمعة 16 آب 2013 - 7:18 ص    عدد الزيارات 2232    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

يوم دامٍ ينهي اعتصام «الإخوان»
الحياة...القاهرة - محمد صلاح
فجّر فض قوات الأمن المصرية اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي أمس الأزمة السياسية في البلاد وفتح أبواب عنف متنقل أسقط عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في محافظات عدة تضاربت التقديرات في شأنه، ما أدى إلى إعلان حال الطوارئ وحظر التجوال، ووضع مستقبل خريطة المرحلة الانتقالية على المحك بعد استقالة نائب الرئيس للشؤون الدولية محمد البرادعي احتجاجاً على العنف.
وألقى طرفا الأزمة بأوراقهما الأخيرة في محاولة لحسمها، بعدما فضت الشرطة اعتصامي «رابعة العدوية» شرق القاهرة وميدان النهضة في الجيزة، فيما ردت جماعة «الإخوان المسلمين» بنشر العنف والفوضى في مختلف المحافظات وأحرق أنصارها عشرات الكنائس، خصوصاً في الصعيد، واقتحموا مقار حكومية ومخافر للشرطة وقتلوا ضباطاً فيها.
وأعلنت الرئاسة حال الطوارئ لمدة شهر، وفرضت حظراً للتجوال في 14 محافظة يسري من السابعة مساء حتى السادسة صباحاً، في محاولة للسيطرة على العنف والفوضى. إلا أن الحظر بدأ أمس في التاسعة مساء للسماح على ما يبدو لمئات المعتصمين الذين غادروا «رابعة العدوية» مساء. وأكد مصدر أمني لوكالة «رويترز» أن قوات الأمن اعتقلت 8 قياديين في «الإخوان» أبرزهم محمد البلتاجي وعصام العريان وصفوت حجازي.
ومثلت استقالة البرادعي من منصبه، وقبلها إعلان شيخ الأزهر أحمد الطيب رفضه للعنف وأنه لم يبلغ بفض الاعتصام، ضغطاً على الحكم طرح تساؤلات عن مستقبل المرحلة الانتقالية برمتها. وقال البرادعي في استقالته إن «الأمور سارت في اتجاه مخالف (للمأمول من تظاهرات 30 حزيران/يونيو) فقد وصلنا إلى حالة من الاستقطاب أشد قسوة وحال من الانقسام أكثر خطورة، وأصبح النسيج المجتمعي مهدداً بالتمزق لأن العنف لا يولد إلا العنف».
وأضاف: «كنت أرى أن هناك بدائل سلمية لفض هذا الاشتباك المجتمعي وكانت هناك حلول مطروحة ومقبولة لبدايات تقودنا إلى التوافق الوطني، لكن الأمور سارت إلى ما سارت إليه. ومن واقع التجارب المماثلة فإن المصالحة ستأتي في النهاية، لكن بعد تكبدنا ثمناً غالياً كان من الممكن في رأيي تجنبه».
وتابع: «أصبح من الصعب عليّ أن أستمر في حمل مسؤولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها ولا أستطيع تحمل مسؤولية قطرة واحدة من الدماء أمام الله ثم أمام ضميري ومواطني، خصوصاً مع إيماني بأنه كان يمكن تجنب إراقتها... وللأسف فإن المستفيدين مما حدث (أمس) هم دعاة العنف والإرهاب والجماعات الأشد تطرفاً».
وبدا أن جماعة «الإخوان» تراهن على أحد خيارين، بعدما أظهرت ممارساتها أنها تخطت مرحلة العودة إلى المشاركة السياسية، هما «انهيار الدولة» عبر اقتحام مخافر الشرطة والسيطرة على المؤسسات أو التدخل الخارجي، وهو ما ظهر في استغاثة قيادات الجماعة من على منصة «رابعة العدوية» بالعالم الخارجي.
وتردد صدى الرهان الثاني في دعوة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجلس الأمن إلى التدخل «لوقف المجزرة»، في إشارة إلى فض الاعتصامين الذي أثار إدانات دولية واسعة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وألمانيا وقطر وإيران وحركة «حماس». ودعت فرنسا إلى تصعيد الموضوع إلى مجلس الامن.
ودان البيت الأبيض «بقوة» لجوء قوات الأمن إلى العنف ضد أنصار مرسي وعارض إعلان حال الطوارئ في البلاد. وقال مساعد الناطق باسم البيت الأبيض جوش أرنست: «لم نكف عن دعوة الجيش وقوات الأمن المصرية إلى التحلي بضبط النفس، والحكومة إلى احترام الحقوق العالمية لمواطنيها، كما حضينا المتظاهرين على الاعتراض سلمياً». وتابع أن «العنف سيجعل تقدم مصر نحو الاستقرار الدائم والديموقراطية أكثر صعوبة، وهو يتنافى في شكل مباشر مع وعود الحكومة الموقتة بالسعي إلى مصالحة».
وقُتل عدد كبير من أنصار مرسي تراوحت تقديرات أعدادهم بين حصيلة رسمية وضعتهم عند نحو مئة وحصيلة من «الإخوان» قالت إنهم 2200. لكن تقديرات مستقلة أحدها من وكالة «فرانس برس» قدرت عدد القتلى في «رابعة العدوية» بنحو 150. كما قتل ضباط وجنود في الشرطة في اشتباكات استمرت ساعات بعدما هاجمت قوات الأمن اعتصامي انصار مرسي صباح أمس. وانتشرت بعدها المواجهات في مناطق عدة من العاصمة على خلفية محاولات أنصار مرسي نقل اعتصاماتهم إلى تلك المناطق، وسط انتشار الحرائق واستهداف الشرطة وتحطيم آلياتها وحرقها ومهاجمة مقراتها.
ودفعت الشرطة بقواتها في السابعة صباحاً إلى الاعتصامين بالتزامن، وبدأت بتوجيه مناشدات عبر مكبرات الصوت إلى المعتصمين لمغادرة المنطقتين، ووعدت بعدم ملاحقة أي منهم. لكن هذه النداءات لم تلق استجابة. وحين طلبت القوات من المعتصمين إخلاء الاعتصام من النساء والأطفال كي لا يتعرضون لأذى، غادر الاعتصامين أطفال ونساء لم تعترضهم الشرطة.
ثم بدأت التشكيلات في الدفع بجرافات من أجل هدم السواتر والأسوار التي بناها أنصار مرسي للتحصن خلفها، لكن معتصمين افترشوا الأرض أمام تلك الجرافات لمنعها من مواصلة السير، وظلوا يهتفون: «سلمية سلمية». وبدأت الشرطة على الفور في إطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع على المعتصمين بكثافة ما أحدث حالاً من الكر والفر في صفوفهم، وسط سماع دوي إطلاق نار.
وفضت الشرطة اعتصام «النهضة» في أقل من ساعة. لكن الأمر لم يكن بهذا القدر من السهولة في «رابعة العدوية» حيث تتحصن قيادات في «الإخوان»، إذ استمرت المعركة بين الشرطة والمعتصمين ساعات سقط خلالها عشرات القتلى. ودارت معركة عنيفة بين الشرطة ومئات المتظاهرين أعلى جسر 6 أكتوبر. غير أن مئات المعتصمين غادروا الاعتصام مساء عبر ممر آمن فتحته قوات الأمن.
وسعى «الإخوان» إلى الاعتصام في ميادين بديلة لتلك التي تم فضها فتوجه آلاف منهم إلى ميدان مصطفى محمود في حي المهندسين في الجيزة، ما فتح جبهة جديدة للمواجهات مع الشرطة التي أطلقت مئات من قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود تحصنت خلف سواتر رملية ووقعت مواجهات استخدم خلالها أنصار مرسي بنادق آلية.
ووقعت مصادمات بين متظاهرين مؤيدين لمرسي وأهالي في المنطقة التي انتشرت فيها اللجان الشعبية لتأمين الممتلكات الخاصة. وتكرر المشهد نفسه في ميدان «ألف مسكن» في شرق القاهرة وفي مدخل شارع الهرم في الجيزة حيث منع الأهالي والشرطة «الإخوان» من الاعتصام.
وكانت الحكومة قررت في ساعة مبكرة من صباح أمس وقف حركة القطارات من المحافظات إلى القاهرة، في ما بدا محاولة لمنع وصول المؤيدين للرئيس المعزول. لكن القرار أدى إلى انتشار التظاهرات في المحافظات احتجاجاً على فض اعتصامي «الإخوان»، وتخللتها أعمال عنف على نطاق واسع كان أبرزها إضرام النار في كنائس عدة ومدارس مسيحية ومراكز ثقافية في محافظات في الصعيد، أبرزها المنيا وسوهاج وأسيوط. واقتحم متظاهرون دواوين محافظات وأضرموا النار في بعضها. وحاول أنصار «الإخوان» إضرام النار في أقسام للشرطة في محافظات عدة، كما أحرقوا قسم شرطة الوراق في القاهرة واختطفوا مأمور القسم وقتلوا أربعة من أفراده. وتعهدت وزارة الداخلية في بيان «مواجهة مجموعات إرهابية مسلحة في عدد من المحافظات تستهدف المنشآت الشرطية والحكومية والدينية بهدف إشاعة الفوضى». وأشارت إلى أنها «تمكنت من ضبط 543 من المتورطين في تلك الأحداث بحوزة بعضهم أسلحة ثقيلة وآلية وخرطوش وكميات كبيرة من الذخائر».
وأمام تمدد رقعة العنف لجأ الحكم الموقت إلى إعلان حال الطوارئ في 14 محافظة لمدة شهر، بعد توسع رقعة أعمال العنف. وأعلنت الرئاسة تكليف القوات المسلحة «معاونة الشرطة في اتخاذ كل ما يلزم لحفظ الأمن والنظام وحماية الممتلكات العامة والخاصة وأرواح المواطنين».
 
فض اعتصامي «الإخوان» يحوّل القاهرة «ساحة حرب»
الحياة...القاهرة - أحمد رحيم
قُتل عشرات من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وبضعة ضباط وجنود في الشرطة في مواجهات واسعة اندلعت بين الطرفين بعدما هاجمت قوات الشرطة اعتصامي أنصار «الإخوان المسلمين» لفضهما أمس. وانتشرت المواجهات في مناطق عدة من القاهرة على خلفية محاولات أنصار «الإخوان» نقل اعتصاماتهم إلى تلك المناطق، وسط انتشار الحرائق واستهداف آليات الشرطة وتحطيمها وحرقها ومهاجمة مقراتها.
ودفعت وزارة الداخلية بقواتها بالتزامن في السابعة صباحاً إلى اعتصامي «رابعة العدوية» في شرق القاهرة و «النهضة» في الجيزة، وبدأت في البداية بتوجيه مناشدات عبر مكبرات الصوت إلى المعتصمين لمغادرة المنطقتين، ووعدت بعدم ملاحقة أي منهم. وحرصت الشرطة على فتح ممرات آمنة للمعتصمين للمغادرة أبلغت بأماكنها المتظاهرين عبر مكبرات الصوت، لكن هذه النداءات لم تلق استجابة. وبعدها طلبت القوات من المعتصمين إخلاء المكانين من النساء والأطفال «كي لا يتعرضوا لأذى»، وبالفعل غادر الاعتصامين أطفال ونساء لم تعترضهم الشرطة.
وفي ما بدا أنه محاولة لتجنب انتقادات، حرصت السلطات على إذاعة عملية فض الاعتصامين على الهواء مباشرة، وأبلغت المعتصمين بأن العملية مصورة ومُذاعة، محذرة إياهم من استخدام أي أسلحة في مواجهة الشرطة.
ثم بدأت التشكيلات في الدفع بجرافات من أجل هدم الحواجز والأسوار التي بناها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي للتحصن خلفها، لكن معتصمين افترشوا الأرض أمام تلك الجرافات لمنعها من مواصلة السير، وظلوا يهتفون: «سلمية سلمية».
وبدأت الشرطة على الفور في إطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع على المعتصمين بكثافة ما أحدث حالاً من الكر والفر في صفوفهم، وسط سماع دوي إطلاق نار قالت مصادر أمنية إنها «طلقات صوت».
وبعدما تراجع المعتصمون في «النهضة» بدأت الجرافات في إفساح المجال لمدرعات الشرطة لاقتحام مقر الاعتصام، وسط غطاء من قنابل الغاز المسيل للدموع وإطلاق النار في الهواء، وتفرق آلاف المعتصمين في دقائق، ثم بدأت قوات الشرطة في تفتيش الخيام.
وأظهرت لقطات أذاعها التلفزيون الرسمي صناديق خشبية فيها ملابس مخبأة بينها أسلحة آلية ومسدسات خرطوش، قال إنه تم العثور عليها في خيام المعتصمين.
وأحرق جنود خيام الاعتصام بعد تفتيشها، وأوقفت الشرطة عشرات المتظاهرين قالت إنهم مسلحون. وأعلنت وزارة الصحة مقتل أقل من 10 أشخاص في فض اعتصام «النهضة» وجرح عشرات آخرين.
لكن الأمر لم يكن بهذا القدر من السهولة في اعتصام «رابعة العدوية» حيث تتحصن قيادات في جماعة «الإخوان»، إذ استمرت المعركة بين الشرطة والمعتصمين لساعات طويلة وسقط عشرات القتلى. وشوهدت جثامين تُقدر بالعشرات في المستشفى الميداني في «رابعة العدوية». وتضاربت الحصيلة في شكل لافت، ففي حين زعمت جماعة «الإخوان» أن عدد القتلى بلغ 2200، وأعلنت وزارة الصحة أنهم نحو مئة، أكدت وكالة «فرانس برس» أنها أحصت 124 قتيلاً في مشرحة المستشفى الميداني في «رابعة العدوية».
وظهر أن اعتصام «رابعة العدوية» أكثر تحصيناً من اعتصام «النهضة»، إذ لم تتمكن آليات الشرطة من الدخول في محيط الاعتصام إلا بعد ساعات، وبعد إطلاق مئات من قنابل الغاز المسيل للدموع. واتهمت وزارة الداخلية المعتصمين بإطلاق النار من أسلحة آلية على قواتها.
وتحولت المنطقة إلى «ساحة حرب» بين الشرطة والمعتصمين، الذين ظلوا لساعات يمارسون ما يشبه «حرب الشوارع» بين البنايات السكنية في محيط الاعتصام. وشوهدت عشرات السيارات المحترقة في محيط الاعتصام التي استخدمها «الإخوان» في أعمال التحصين بعدما هدمت جرافات الشرطة السواتر التي تمترسوا خلفها.
ورصدت لقطات مصورة لطائرات الجيش أفراداً مدنيين يحملون أسلحة آلية يصوبونها ناحية قوات الشرطة. ونشرت وزارة الداخلية صوراً لأربعة ضباط قالت إنهم قتلوا بالرصاص في «رابعة العدوية». كما نشرت صوراً لصناديق تحوي كميات هائلة من الذخيرة قالت إنها عثرت عليها في خيام المعتصمين.
واستمر تبادل إطلاق النار في محيط «رابعة العدوية» لساعات طويلة، وكست سماء المنطقة سحب الدخان والغاز المسيل للدموع. وقال شهود عيان إن عشرات الجثث ظلت ملقاة لفترة طويلة بين البنايات في انتظار من ينقلها.
وتقدمت قوات الشرطة باتجاه المنصة تحت غطاء من الإطلاق الكثيف للغاز المسيل للدموع والرصاص، لكنها ظلت تتراجع بسبب الهجوم على قواتها بالأسلحة الآلية التي ظهرت بوضوح في أيدي متظاهرين والخرطوش والزجاجات الحارقة.
وتجنبت قوات الجيش الدخول في الاشتباكات واكتفت بتأمين طريق النصر ونصب متاريس حديد فيه لمنع أي متظاهرين جدد من الدخول إلى منطقة الاشتباكات أو تطويق قوات الشرطة في محيط الاعتصام. كما انتشرت قوات من الجيش في الشوارع الجانبية في محيط «رابعة العدوية» لمنع أي متظاهرين من الوصول إليها ومطاردة من يفر من الاشتباكات.
وبعد حواجز الجيش في طريق النصر، كانت تدور معركة عنيفة بين قوات الشرطة ومئات المتظاهرين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى مقر الاعتصام. وتمكنت قوات الشرطة من إجبارهم على التراجع إلى أعلى جسر السادس من أكتوبر الذي شهد مصادمات عنيفة بين الشرطة و «الإخوان» استخدمت فيها قنابل الغاز، وسط سماع دوي إطلاق نار لم يتسن تحديد مصدره.
وشوهد عشرات من أنصار مرسي يلقون بمدرعة تابعة للشرطة من أعلى الجسر وبداخلها جنود تأكد مقتل أحدهم بعدما تمكنت قوات الشرطة من تفريق المتظاهرين حول المدرعة باستخدام الغاز المسيل للدموع وإجلاء من بداخلها.
وسعى «الإخوان» إلى الاعتصام في ميادين بديلة لتلك التي تم فضها فتوجه آلاف منهم إلى ميدان مصطفى محمود في حي المهندسين في الجيزة، ما فتح جبهة جديدة للمواجهات مع الشرطة التي أطلقت مئات من قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود تحصنت خلف سواتر رملية. ودخلت الشرطة في مواجهات مع أنصار مرسي في شوارع رئيسة في حي المهندسين، وسط إحراق سيارات خاصة ومدرعة تابعة للشرطة وناقلة جنود من قبل المتظاهرين.
ونشرت وزارة الداخلية شريطاً مصوراً يُظهر شخصين أحدهما ملثم وهما يطلقان النار صوب قوات الشرطة من أسلحة آلية في حي المهندسين. ووقعت مصادمات بين متظاهرين مؤيدين لمرسي وأهالي في المنطقة التي انتشرت فيها اللجان الشعبية لتأمين الممتلكات الخاصة.
وكان الداعيان السلفيان محمد حسان ومحمد حسين يعقوب انضما إلى اعتصام مصطفى محمود قبل فضه. وقُتل نحو 10 أشخاص في المواجهات بين الشرطة و «الإخوان» في حي المهندسين، وتمكنت قوات الشرطة من فض اعتصامهم وأُحرقت المنصة التي كانوا نصبوها.
وتكرر المشهد ذاته في ميدان «ألف مسكن» في شرق القاهرة الذي سعى «الإخوان» إلى الاعتصام فيه بدل «رابعة العدوية»، لكن قوات الشرطة تصدت لهم وفرقتهم باستخدام قنابل الغاز المسيل، كما أطلقت الرصاص في الهواء. ووقعت اشتباكات مماثلة في مدخل شارع الهرم في الجيزة، ومنع الأهالي والشرطة «الإخوان» من الاعتصام في المنطقة.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين «الإخوان» والشرطة في مدينة حلوان، بعدما سعوا إلى الاعتصام في ميدانها، وحطموا محطة مترو الأنفاق في المدينة التي سادتها الفوضى.
وقُتل في اشتباكات القاهرة مصور في قناة «سكاي نيوز» البريطانية وصحافية في جريدة «غلف نيوز» الإماراتية، كما أصيب صحافيون يعملون لحساب صحف محلية ومصورة تابعة لوكالة «رويترز». وقالت جماعة «الإخوان» إن أسماء ابنة القيادي في جماعة «الإخوان» محمد البلتاجي قتلت في اشتباكات رابعة العدوية، وأكد والدها النبأ.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن «مجموعات مسلحة من المعتصمين في ميدان رابعة العدوية بادرت بإطلاق النيران بكثافة على القوات». وأوضحت أن «عناصر مسلحة من المعتصمين تحصنت بمستشفى رابعة العدوية، وأطلقت النيران بكثافة من أسلحة متنوعة على القوات». وأوضحت أنها «أوقفت أحد العناصر المسلحة وبحوزته مدفع متعدد وكمية من الطلقات الحية في ميدان النهضة، إضافة إلى عدد كبير من العناصر التي قامت بإطلاق أعيرة نارية على القوات».
وقطع أنصار مرسي طرقاً عدة في القاهرة ما أصاب العاصمة بشلل مروري، لكن الشوارع خلت من المارة والسيارات، وفضل السكان التزام منازلهم خشية أن يصيبهم مكروه. وأوضح مصدر أمني أن عدد الموقوفين في اشتباكات القاهرة «يُقدر بالمئات، بينهم عشرات المسلحين».
 
«الإخوان» توسع دائرة العنف إلى المحافظات بإحراق كنائس وأقسام شرطة ومقار حكومية
الحياة...القاهرة - أحمد مصطفى
وسعت جماعة «الإخوان المسلمين» رقعة المواجهات على خلفية فض اعتصاميها في القاهرة أمس إلى عدد من المحافظات لا سيما صعيد مصر، فلجأ أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلى إضرام النار في 17 كنيسة وتمكنوا من اقتحام دواوين محافظات وأقسام شرطة ومدارس مسيحية ومراكز ثقافية، بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن.
وأوقعت الاشتباكات التي جرت في 10 محافظات هي القاهرة والجيزة والإسكندرية والسويس والبحيرة والمنيا والدقهلية وأسيوط وسوهاج والأقصر عشرات القتلى ومئات الجرحى.
وتعهدت وزارة الداخلية «مواجهة مجموعات إرهابية مسلحة في عدد من المحافظات تستهدف المنشآت الشرطية والحكومية والدينية بهدف إشاعة الفوضى في البلاد». وأشارت في بيان إلى أنها «تمكنت من ضبط 543 من المتورطين في تلك الأحداث بحوزة بعضهم أسلحة ثقيلة وآلية وخرطوش وكميات كبيرة من الذخائر».
وعلمت «الحياة» أن مسلحين أطلقوا النار على قائد عمليات الفرقة السادسة دفاع جوي العقيد محمد الكومي على طريق أبو سلطان في محافظة الإسماعيلية، ما أدى إلى مقتله وسائقه. وأفيد أيضاً بأن متظاهرين استولوا على ثلاث مدرعات تابعة للجيش في محافظة السويس قبل أن يضرموا النار فيها.
وكانت الحكومة قررت صباح أمس وقف حركة القطارات من الأقاليم إلى القاهرة، في ما بدا محاولة لمنع وصول مؤيدي الرئيس المعزول. لكن القرار أدى في الوقت ذاته إلى انتشار التظاهرات في المحافظات احتجاجاً على فض اعتصامي «الإخوان»، وتخللتها أعمال عنف على نطاق واسع كان أبرزها إضرام النار في كنائس عدة في محافظات في الصعيد في مقدمها المنيا وسوهاج وأسيوط، كما اقتحموا مقار حكومية ومحاكم وأضرموا النار في بعضها في الإسماعيلية ومرسى مطروح وأسيوط والإسكندرية.
وتصدت قوات الأمن لمحاولة اقتحام لسجن أبو زعبل العمومي في محافظة القليوبية (شمال القاهرة)، كما تصدت لمحاولة اقتحام مكتبة الإسكندرية.
وكانت وزارة الداخلية قالت في بيان إنها «رصدت تعليمات من قيادات جماعة الإخوان إلى كوادرها في المحافظات والمراكز بمهاجمة أقسام ومراكز الشرطة، وبدأ تنفيذ المخطط في القاهرة وبني سويف والمنيا وأسيوط». وحذرت من الاقتراب من أي منشأة شرطية أو حكومية متعهدة «التعامل معه بكل حسم وحزم وفي إطار القانون».
وتحولت الكنائس إلى هدف ثابت لأنصار «الإخوان» في محافظات عدة، حيث رشقوها بزجاجات حارقة وحاولوا اقتحامها. وكانت المنيا أكثر المحافظات استهدافاً، إذ تعرضت سبع كنائس لإضرام النار والاقتحام كما أحرقت مدرسة مسيحية ومركزاً ثقافياً، فيما اشتعلت النيران في المبنى الإداري الملحق بكنيسة مار جرجس في ميدان الثقافة في سوهاج.
وشهدت مدينة الفيوم إحراق جمعية أصدقاء المسيحيين وكنيسة ودير في منطقة النزلة. أما في السويس فأحرق متظاهرون مؤيدون لمرسي كنيسة الراعي الصالح ومدرسة الفرنسيسكان التابعتين للطائفة الكاثوليكية. وأحرقت متاجر مملوكة لأقباط في المنيا وسوهاج وأسيوط والسويس.
وحاول أنصار «الإخوان» إضرام النار في أقسام للشرطة في محافظات عدة، فقام عشرات منهم برشق قسم شرطة القرين في محافظة الشرقية بالزجاجات الحارقة. كما أحبطت قوات الأمن والجيش محاولة مئات من متظاهري «الإخوان» اقتحام قسمي شرطة بني سويف والواسطى، وأحرق متظاهرون قسم شرطة الوراق في القاهرة واختطفوا مأمور القسم وقتلوا أربعة من أفراده.
واقتحم أنصار الجماعة مقر شرطة النجدة في محافظة الفيوم وكسروا السيارات والشاحنات داخله وأحرقوها. كما حاول عشرات من شباب «الإخوان» اقتحام مراكز الشرطة في مطاي وبني مزار وسمالوط وملوي وأبو قرقاص في المنيا. وأحرق آخرون سيارتي شرطة في أسيوط وسيارة في الأقصر وأخرى في سوهاج، وحاصروا مركزاً للشرطة في منطقة الغنائم.
 
عودة الهدوء الى مصر ليلاً وتخوف من تجدد العنف بعد رفع حظر التجول
القاهرة - ا ف ب
اعلن مسؤولون امنيون مصريون كبار لوكالة فرانس برس ان قرار حظر التجول اتاح "عودة الهدوء" الى كل انحاء مصر مساء امس، وذلك بعد تفريق قوات الامن بشكل دام اعتصامين لانصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة وما اعقبه من مواجهات في انحاء البلاد.
وتبرز مخاوف من تجدد اعمال العنف صباح اليوم الخميس بعد رفع حظر التجول عند الساعة 6,00 (4,00 ت.غ) وخصوصا ان حصيلة امس بلغت وفق وزارة الصحة 278 قتيلا غالبيتهم من المدنيين فيما تحدثت وزارة الداخلية عن مقتل 43 عنصرا من قوات الامن.
وكان وزير الداخلية المصرية محمد ابراهيم اعلن ان 43 من افراد قوات الامن بينهم 18ضابطا قتلوا امس الاربعاء خلال قيامهم بفض اعتصامي انصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة وما تلى ذلك من احداث عنف اخرى في البلاد.
وقال الوزير في مؤتمر صحافي "بلغ عدد شهداء الشرطة 43 بينهم 18 ضابطا اثنان منهم برتبة لواء واثنان برتبة عقيد (...) كما اصيب 211 بجروح بينهم 55 ضابطا وبعضهم بحالة حرجة".
واعلن انه "تم اقتحام 21 مركزا للشرطة والتعدي على سبع كنائس بعضها اتلف والبعض الاخر احرق، كما اقتحموا الدور الارضي من وزارة المالية وقاموا بسرقة 14 سيارة نقل اموال".
 
إدانات دولية واسعة ودعوات إلى ضبط النفس
واشنطن، طهران، غزة، باريس، أنقرة - «الحياة»، أ ف ب
دان المجتمع الدولي أمس تدخل قوات الأمن المصرية العنيف لفض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وفي حين نددت الولايات المتحدة بفرض الطوارئ، طالبت تركيا مجلس الأمن بالتدخل «لوقف المجزرة».
ودان البيت الأبيض «بقوة» لجوء قوات الأمن إلى العنف ضد أنصار مرسي وعارض إعلان حالة الطوارئ في البلاد. وقال مساعد الناطق باسم البيت الأبيض جوش أرنست إن «الولايات المتحدة تدين بقوة استخدام العنف ضد المتظاهرين في مصر. نقدم تعازينا إلى عائلات القتلى والجرحى».
وأضاف في مؤتمر صحافي: «لم نكف عن دعوة الجيش وقوات الأمن المصرية إلى التحلي بضبط النفس، والحكومة إلى احترام الحقوق العالمية لمواطنيها، كما حضينا المتظاهرين على الاعتراض سلمياً». وتابع أن «العنف سيجعل تقدم مصر نحو الاستقرار الدائم والديموقراطية أكثر صعوبة، وهو يتنافى في شكل مباشر مع وعود الحكومة الموقتة بالسعي إلى مصالحة».
وشدد على أن الولايات المتحدة «تعارض العودة إلى حال الطوارئ وتدعو الحكومة إلى احترام حقوق الإنسان وحرية التجمع ودولة القانون». ونبه أرنست إلى أن «العالم أجمع يشاهد ما يحصل في القاهرة... ونحض الحكومة المصرية وجميع الأطراف في مصر على تجنب أعمال العنف والتوصل إلى حل سلمي لخلافاتهم».
وعلى رغم انتقاده الجيش والحكومة المصريين، رفض أرنست التطرق إلى ما يمكن أن تتخذه واشنطن من إجراءات للرد على ذلك. وتابع: «قلنا إننا نقوّم في شكل دوري المساعدة التي نقدمها إلى المصريين، وهذا التقويم مستمر».
وفي أنقرة، قال مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في بيان إن «على الأسرة الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية، التحرك فوراً لوقف هذه المجزرة». ودان الرئيس التركي عبدالله غُل تدخل قوات الأمن المصرية، مؤكداً أنه «غير مقبول»، وعبر عن قلقه من تحول الوضع في مصر إلى نزاع مماثل لما يحدث في سورية.
ونددت وزارة الخارجية الإيرانية بـ «مذبحة بحق المدنيين». وأعرب الناطق باسم الوزارة عباس عراقجي عن قلقه من أن تسفر التطورات الحالية عن «حرب أهلية لا تخدم الشعب المصري وتاريخه الحضاري»، داعياً جميع الأطراف إلى «ضبط النفس».
وحذر من «العواقب الوخيمة والخطرة لهذه التطورات التي تتزامن مع الأزمات المتعددة التي تشهدها المنطقة»، مؤكداً «ضرورة إيقاف أعمال العنف من قبل جميع الأطراف». ودعا إلى «انتهاج الطرق السلمية والجلوس إلى طاولة الحوار لحل جميع المشاكل العالقة».
ونددت قطر، الداعم الرئيس لـ «الإخوان» في مصر، في شدة بتدخل الشرطة ضد «المتظاهرين السلميين»، فيما دانت حركة «حماس» «المجزرة المروعة في ميداني النهضة ورابعة العدوية» ودعت إلى «حقن الدماء والتوقف عن التعرض للمعتصمين السلميين».
ودان الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «بأشد التعابير أعمال العنف التي وقعت في القاهرة عندما استخدمت قوات الأمن المصرية القوة» ضد المتظاهرين. وقال في بيان إنه «يأسف لقيام السلطات المصرية باختيار استخدام القوة للرد على التظاهرات».
ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى «إبداء أقصى قدر من ضبط النفس» في حين اعتبر رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أن «سقوط هذا العدد الكبير من القتلى أمر غير مقبول».
وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عن «قلقها الشديد». وقالت في بيان: «أدعو قوات الأمن إلى إبداء أقصى حد من ضبط النفس وأدعو جميع المواطنين المصريين إلى تفادي أي استفزازات جديدة أو تصعيد للعنف». وأكدت أن «المواجهة والعنف ليسا الطريق لتسوية القضايا السياسية الرئيسية».
وأعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن «القلق العميق لتصاعد العنف في مصر»، مديناً استخدام القوة وداعياً «قوات الأمن إلى التحرك بضبط نفس»، فيما حذرت فرنسا من «استخدام غير متناسب للقوة»، ودعت إلى تغليب «منطق التهدئة». ودعت برلين إلى «البدء فوراً في مفاوضات» لتجنب «أي إراقة دماء جديدة».
كما اعتبرت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو أن تدخل الشرطة «لا يسهم في إيجاد تسوية». ودعت قوات الأمن إلى مزيد من «التحكم في النفس». وقالت في بيان: «أبديت الرغبة في إخلاء الميادين» التي يحتلها أنصار مرسي في القاهرة «من خلال اتفاق بين الأطراف وليس بتدخل قوات الشرطة الذي لا يسهم في إيجاد تسوية للأزمة السياسية».
 
مصر تطارد الإخوان.. والجماعة تلجأ إلى «سيناريو الفوضى»... قتلى وجرحي بالمئات وحرق كنائس وأقسام شرطة في اشتباكات دامية بين الشرطة وأنصار الجماعة

جريدة الشرق الاوسط..... القاهرة: سوسن أبو حسين ووليد عبد الرحمن ... نفذت السلطات المصرية تحذيراتها التي لوحت بها أول من أمس، وفضت أمس بالقوة اعتصام مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين بميداني رابعة العدوية والنهضة، وسط نشوب اشتباكات بين الطرفين وسقوط قتلى وجرحى. وأصدر مجلس الوزراء المصري بيانا أكد فيه أن الإجراءات كانت حتمية لمواجهة التخريب، وشدد على الالتزام بضمان حق التعبير السلمي طالما كان ذلك في إطار الحفاظ على سلامة وأمن المجتمع.
وتفجر الوضع الميداني في القاهرة والمحافظات أمس، مع تجدد الاشتباكات بين أنصار الجماعة التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي، وقوات الشرطة، وقالت مصادر طبية رسمية أمس إن الاشتباكات أسفرت حتى الآن عن سقوط 95 قتيلا وإصابة 874.
ورد أنصار الرئيس المعزول بحرق عدد من الكنائس في المحافظات واقتحام عدد من أقسام الشرطة وأشعلوا فيها النيران، وقاموا بتهريب المتهمين المحتجزين على ذمة قضايا، احتجاجًا على فض قوات الأمن اعتصامي «رابعة العدوية» «النهضة».
وتقدمت قوات الشرطة العسكرية في ميدان رابعة العدوية (شرق القاهرة) في ساعة مبكرة من صباح أمس، وحاصرت المتظاهرين، وأزالت خيام المعتصمين المنصوبة منذ شهرين، وواصلت عناصر الشرطة ضغطها ودفعت جزءا من المتظاهرين لترك الميدان في اتجاه طريق النصر، وألقت القبض على عدد منهم.
وقال شهود عيان إن المتظاهرين وقعوا في حصار بين قوات الأمن ومجهولين في لباس مدني منعوا المتظاهرين من استخدام الشوارع الجانبية للفرار من سحب الغاز المسيل للدموع، فيما سمع دوي إطلاق نار من دون معرفة مصدره.
ونجحت قوات الشرطة المدعومة بالبلدوزرات واللوادر في إزالة الحواجز والكتل الحجرية والخرسانية التي نصبها المعتصمون في طريق النصر مع السماح بممر آمن لخروج النساء والأطفال ومن هم غير مطلوبين للنيابة العامة.
كما تحصن عدد من قيادات الإخوان داخل المستشفى الميداني برابعة العدوية، وبادروا باطلاق الرصاص والخرطوش باتجاه قوات الأمن التي ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وألقت الشرطة القبض على العشرات من المعتصمين من أنصار الإخوان وبحوزتهم أسلحة بيضاء وخرطوش.
وروى شهود عيان في محيط رابعة العدوية، أن المعتصمين من الإخوان أحرقوا عشرات السيارات للمواطنين والشرطة للحيلولة دون وصول آليات قوات الأمن إلى الميدان، وأفرطوا في استخدام أسلحة الخرطوش والمولوتوف (الزجاجات الحارقة) بشكل هستيري مما أصاب سكان المنطقة بالفزع والرعب.
وقال شهود العيان، إن هناك جنسيات عربية بين المعتصمين تظهر بوضوح شاركت المعتصمين المسلحين في عمليات مواجهة القوات وبث الذعر بين الناس.
وأعلن جهاد الحداد، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، مقتل ابنة القيادي الإخواني محمد البلتاجي متأثرة بإصابتها أثناء فض قوات الأمن لاعتصام أنصار الرئيس المعزول بـ«رابعة».
في السياق ذاته، قال شهود عيان إن سكان محيط ميدان النهضة (غرب القاهرة)، استيقظوا أمس على مكبرات صوت تدعو معتصمي النهضة إلى الخروج الآمن وتخصيص موقعين لمن يريد الخروج، في حين جرت محاصرة جميع مداخل اعتصام النهضة لإحكام السيطرة عليه، كما حلقت المروحيات بكثافة، وشهد المكان حالة من الكر والفر واعتقال من يحمل السلاح أو قام بتخزينه في حديقة الأورمان القريبة من الاعتصام وكذلك الموجودة في الخيام. كما اقتحمت قوات الأمن حديقتي الحيوان والأورمان بعد أن قام عدد من المعتصمين بالاختباء داخلها ونجحت قوات الأمن في إلقاء القبض على العشرات منهم، وخلال ثلاث ساعات تمكنت الأجهزة من فض اعتصام النهضة؛ والذي جرى بقرار من النيابة العامة وبحضور منظمات تابعة لحقوق الإنسان ووسائل الإعلام، كما عثر على توابيت (نعوش) مكتظة بالأسلحة الآلية والخرطوش والذخيرة.
وكانت شوارع مصر قد خلت تقريبا من المواطنين، حيث التزم الجميع منازلهم تحسبا لحالات المواجهة بين قوات الأمن ومعتصمي رابعة والنهضة.
وأعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع عدد المصابين في أحداث أمس إلى 220 مصابا ومقتل 21، فيما قالت مصادر طبية غير رسمية إن مئات القتلى سقطوا في الأحداث وأصيب الآلاف على الأقل، بينما قالت مصادر أمنية، إن 6 ضباط قتلوا وأصيب 66 مجندا، كما قام مسلحون بذبح مأمور مركز شرطة كرداسة بمحافظة الجيزة.
وقام مؤيدو الرئيس المعزول باقتحام عدة أقسام شرطة، منها قسم شرطة البساتين وحلوان بمحافظة القاهرة، ثم قسم الوراق وشرطة أطفيح وكرداسة والحوامدية والعياط بالجيزة، وبالتزامن معها في عدد من المحافظات الأخرى، قسم العامرية بالإسكندرية، وشرطة مركز أبو كبير بالشرقية، وقسم طامية بالفيوم، والواسطى، وبندر بني سويف، وإشعال النيران فيها لتهريب المساجين بغرض إعادة إنتاج الانفلات الأمني في الشوارع مرة أخرى وسرقة سيارات الشرطة والاعتداء على أفرادها وخطفهم لنشر الفوضى وأعمال السرقة والنهب والقتل في كل مكان وفى وقت واحد لإسقاط الدولة، عن طريق إسقاط جهاز الشرطة ثم الاحتكاك بالقوات المسلحة.
وكشف مصدر عسكري عن رصد المخابرات لاتصال بين الدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان الهارب، وأعضاء في الجماعة يطالبهم بإعلان النفير والقيام بحرق الأقسام وتنفيذ مخططهم لحرق مصر. وأعلنت وزارة الداخلية أن المتابعات الأمنية رصدت صدور تعليمات من قيادات جماعة الأخوان المسلمين إلى كوادرها بالمحافظات بمهاجمة أقسام ومراكز الشرطة.
وأوضحت وزارة الداخلية في بيان لها أمس، أن هذا المخطط بدأ تنفيذه بمحافظات القاهرة وبني سويف والمنيا وأسيوط، مشيرا إلى أن قوات الأمن تقوم بالتصدي لتلك المحاولات لإحباطها. وحذرت الوزارة من الاقتراب من أي منشأة شرطية أو حكومية، مشيرة إلى أنه سيتم التعامل مع تلك المحاولات بكل حسم وحزم وفى إطار القانون.
وعززت قوات الأمن من حضورها في محيط مناطق سجون طره والتي يقبع فيه رموز قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد والدكتور سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة والدكتور رشاد بيومى نائب المرشد والدكتور حلمى الجزار أمين «الحرية والعدالة» بالجيزة وعصام سلطان وأبو العلا ماضى والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وذلك تخوفا من اقتحامها لتهريب المتهمين. كما عززت قوات الأمن من حضورها أمام باقي السجون لذات الأسباب.
وتصدت قوات أمن الجيزة لعدد من أنصار الرئيس المعزول بعد محاولتهم اقتحام قسم شرطة الطالبية بشارع الهرم، وتصاعدت الاشتباكات بين جماعة الإخوان المسلمين، وقوات الأمن بنفق نصر الدين بشارع الهرم، الأمر الذي أسفر عن وقوع عدد من الضحايا جراء تبادل إطلاق النيران بين الطرفين. كما وقعت اشتباكات عنيفة أمام محكمة الجيزة، عندما حاول العشرات اقتحام قسم الترحيلات. وعززت قوات الأمن من حضورها بكثافة، وجرى غلق الطرق المؤدية لقسم مركز أبو النمرس بعد تحرك عشرات من مؤيدي مرسي باتجاه القسم في محاولة لاقتحامه، وسط إطلاق نار كثيف بينهم وبين قوات الأمن المتمركزة بأول نفق الهرم.
وقامت قوات الشرطة باقتحام ميدان مصطفى محمود بحي المهندسين حيث يعتصم أنصار الرئيس المعزول وسط دوي إطلاق نار بكثافة. وقال شاهد عيان من المستشفى الميداني الموجود بمنطقة مصطفى محمود إن عدد القتلى وصل إلى 8 حالات، فيما سقط أكثر من 70 مصابا في الاشتباكات.
وشهدت محافظات مصر أمس، اعتداءات متكررة من أنصار الرئيس المعزول على الكنائس والمنشآت الحكومية، ففي السويس تصاعدت ألسنة اللهب من مدرسة الآباء الفرنسيسكان للأقباط الكاثوليك وكنيسة الراعي الصالح. وفي العريش أحرق العشرات من أنصار الرئيس المعزول كنيسة ماري جرجس بالكامل. وفي أسيوط، قام عدد من أنصار جماعة الإخوان المسلمين باقتحام مكتبة دار الكتاب المقدس، إحدى المكتبات القبطية، كما قاموا بتحطيم بعض المحال التجارية والمطاعم الخاصة بالأقباط.
وفي المنيا تم إحراق 5 كنائس، هي كنيسة العذراء بدير مواس والأمير توا ضروس والآباء اليسوعيين ومارى مينا والإنجيلية بعزبة جاد السيد، وشهدت المحافظة أعمال عنف وتخريب وحرق وهجوم من قبل أنصار الجماعة على أقسام ومراكز الشرطة والكنائس والمحالات التجارية حيث جرى إحراق محل للأدوات الرياضية عن كامله، بالإضافة إلى مدرسة الراهبات والقديس يوسف ومدرسة الأقباط.
وفي سوهاج، تم الاعتداء على مطرانية الأقباط وإضرام النار بها، وكنيستي مار مينا ومار جرجس، وكنيسة السيدة العذراء بقرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم.
ووصف الدكتور صفوت البياضى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، المعتدين على الكنائس بالغباء والجهل والمرض، مشيرا إلى أنه أرسل رسالة إلى جميع الكنائس أمس، أكد فيها على عدم الرد على هذه الاعتداءات، أو الاشتباك مع أحد. وقال البياضى، إن هدف اعتداء الإخوان على الكنائس هو إحراج مصر دوليا، لأن حرق الكنائس يصل للعالم ويأتي بصدى كبير في الأوساط الخارجية، فضلا عن رغبة المعتدين في استفزاز المسيحيين وإيذاء مشاعرهم جراء حرق دور عبادتهم.
لكن عددا من قيادات الإخوان المسلمين أكدوا في تصريحات لهم بأن الجماعة الإسلامية هي المسؤولة عن أحداث العنف في الشارع وهى التي تقوم باستخدام الأسلحة النارية ضد قوات الشرطة وحرق الكنائس وأقسام الشرطة، وأن الإخوان المسلمين يتظاهرون بسلمية للتعبير عن آرائهم ولا دخل لهم بهذا العنف.
ويري مراقبون، أن جماعة الإخوان تحاول إعادة إنتاج سيناريو يوم 28 يناير (كانون الثاني) عام 2011 مرة أخرى، بالاعتداء على المنشآت الحيوية الحكومية ومحاصرة مقار المحافظات ومحاولة اقتحامها وإشعال النار فيها، كما حدث في مبنى محافظة الإسكندرية ومجلس محلي المحافظة ومحاصرة جامعة الإسكندرية وإشعال النار في مبنى محافظة البحيرة ومحاصرة مبنى محافظة أسوان وسرقة سيارات الشرطة الموجودة أمامه، وكذلك مبنى محافظة مطروح، بالإضافة إلى الاعتداء على محطات المترو كمحطة مترو حلوان ومحطة القطار بالإسكندرية.
وأضاف المراقبون أن أنصار الإخوان انتشروا في مسيرات تجوب الشوارع وتم الاعتداء على المحلات الكبرى وسرقة محتوياتها، وأيضا قطع الطرق الرئيسة ومنع حركة المرور، كما حدث بكوبري أكتوبر وشارعي جامعة الدول العربية والبطل أحمد عبد العزيز بمنطقة المهندسين، وقطع شارع الهرم وميدان الرماية وطريق الكورنيش بالإسكندرية، واستخدموا الكتل الأسمنتية للأرصفة في منع السيارات من المرور وأيضا قطع الطرق الرئيسة في محافظة كفر الشيخ، وأيضا الاستيلاء على الميادين الرئيسة بالمحافظات، مثل ميدان مصطفى محمود بالمهندسين وميدان الدهار في الغردقة، وقاموا بإغلاق تلك الميادين ببناء حوائط حجرية، في مشهد متكرر لأحداث ثورة يناير.
وشكل عدد من المواطنين لجانا شعبية على الشوارع لحماية سكانها، ودعوا إلى النزول لمساعدة قوات الجيش والشرطة، للتصدي لأنصار الرئيس المعزول، وضبطهم وتسليمهم للشرطة.
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية، أن رجال الشرطة المصرية يواجهون عددا من المجموعات الإرهابية المسلحة في عدد من المحافظات، ويتصدون بكل بسالة وإصرار لتلك المجموعات، التي تستهدف المنشآت الشرطية والحكومية والدينية بهدف إشاعة الفوضى بالبلاد.
 
تركيا وقطر وإيران وحماس تدين فض اعتصامي الإخوان والجماعة الإسلامية في لبنان تنظم احتجاجا أمام السفارة المصرية

العواصم: «الشرق الأوسط».... أدانت تركيا وقطر وإيران وحركة حماس في غزة فض السلطات المصرية اعتصامي الإخوان في القاهرة والجيزة أمس بالقوة. وطالب مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في بيان، الأسرة الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية، يجب أن توقف هذه المجزرة فورا.
وأضاف البيان أن موقف الأسرة الدولية حيال «الانقلاب» في مصر «لم يؤد سوى إلى تشجيع الحكومة الحالية على تدخلها أمس».
من جهته، دان الرئيس التركي عبد الله غل عملية الشرطة المصرية لفض اعتصام أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي مؤكدا أنها «غير مقبولة»، وعبر عن خشيته من تحول الوضع في مصر إلى نزاع مماثل لما يحدث في سوريا.
وقال غل للصحافيين في أنقرة إن «ما حدث في مصر، هذا التدخل المسلح ضد مدنيين يتظاهرون لا يمكن أن يقبل إطلاقا»، داعيا كل الأطراف إلى الهدوء. وأبدى خشيته أن يتحول الوضع إلى «فوضى» في مصر.
وقال: «نريد أن نذكر الجميع كيف بدأت أعمال العنف في الدولة المجاورة لنا» أي سوريا، داعيا من جديد إلى إطلاق سراح الرئيس المخلوع وتنظيم انتخابات «شفافة» في أقرب وقت في مصر. وفي أنقرة تجمع نحو 300 شخص أمام السفارة المصرية بدعوة من منظمات إسلامية لإدانة عملية قوات الأمن المصرية.
كما استنكرت قطر هجوم قوات الأمن المصرية على أنصار جماعة الإخوان المسلمين المعتصمين في القاهرة أمس. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مسؤول بوزارة الخارجية دعوته السلطات المصرية إلى الامتناع عن الخيار الأمني في مواجهة اعتصامات ومظاهرات سلمية وأن يحافظ على أرواح المصريين المعتصمين في مواقع التظاهر. ودعا المسؤول إلى حل الأزمة من خلال الحوار الذي وصفه بأنه الطريق الأضمن والأسلم.
وفي نفس الاتجاه دانت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أمس ما وصفته بـ«مجزرة» فض اعتصام أنصار الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي في القاهرة.
وقالت الوزارة في البيان الذي بثته وكالة الأنباء الإيرانية إن «إيران تتابع عن كثب الحوادث المرة في مصر وتستهجن التعاطي بعنف وتدين قتل المواطنين»، محذرة من «التداعيات الخطيرة لهذا المسار».
وأضافت أن «هذا المسار يعزز إمكانية حرب أهلية في هذا البلد المسلم الكبير»، «داعية كل الأطراف» إلى «ضبط النفس» عبر «تشجيع الحوار الوطني والعملية الديمقراطية» لإنهاء الأزمة..
أيضا دانت حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة «المجازر المروعة» في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بعد سقوط عشرات القتلى خلال تفريق الشرطة المصرية لأنصار الرئيس الإسلامي المخلوع محمد مرسي.
وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن «حماس تدين المجزرة المروعة في ميداني النهضة ورابعة العدوية وندعو لحقن الدماء والتوقف عن التعرض للمعتصمين السلميين».
ودانت حكومة حماس «استخدام القوة والحل الأمني وإراقة الدماء».
وقال نائب رئيس حكومة حماس زياد الظاظا في تصريحات لوكالة «الراي» الحكومية «الحكومة تعبر عن قلقها الشديد تجاه الأحداث التي تجري في مصر».
وفي بيروت نظمت «الجماعة الإسلامية» في لبنان أمس اعتصاما أمام مقر السفارة المصرية في بئر حسن في بيروت احتجاجا على قيام قوات الأمن المصرية بفض اعتصام الإخوان المسلمين في القاهرة ودعما للرئيس المصري السابق محمد مرسي.
ورفع المعتصمون صور مرسي ولافتات تدعو إلى «الكف عن ارتكاب المجازر بحق المعتصمين في ميادين مصر» وتأكيد «سلمية التحركات التي يقوم بها الإخوان المسلمون في مصر»، وسط إجراءات أمنية مشددة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.
 
مقتل صحافيين وإصابة سبعة خلال الاشتباكات في مصر وأغلبهم في محيط «رابعة العدوية»

القاهرة: «الشرق الأوسط».. قالت قناة «سكاي نيوز» التلفزيونية البريطانية إن أحد مصوريها قتل رميا بالرصاص في أحداث العنف التي شهدتها القاهرة أمس، كما أعلن عن وفاة صحافية مصرية تعمل لصحيفة إماراتية ناطقة بالإنجليزية، وإصابة نحو سبعة آخرين من المراسلين والمصورين، وذلك دون اتهام معلن حتى الآن عن الجهات المسؤولة عن ذلك.
وأكدت أمس قناة «سكاي نيوز» البريطانية مقتل مصورها البريطاني مايكل دين أثناء تغطيته لفض اعتصام أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في ميدان «رابعة العدوية»، شرق القاهرة. وحسب المعلومات المتوفرة أصيب دين (61 عاما)، بطلقة نارية في قلبه وتوفي بعد دقائق من نقله إلى المستشفى.
كما قُتلت أثناء فض الاعتصام الصحافية حبيبة أحمد عبد العزيز (26 عاما)، العاملة في صحيفة «غلف نيوز» الإماراتية. وأشارت «غلف نيوز» على موقعها أمس إلى أن حبيبة كانت في إجازتها السنوية، ولم تكن مكلفة بتغطية الاعتصامات أو فضها، معربة عن صدمتها من مقتل حبيبة، والتي قال عنها مظهر فاروقي، نائب رئيس تحرير «غلف نيوز»، إنه «من الصعب أن نصدق أنها رحلت.. كانت متحمسة لعملها، وكان مستقبلها العملي مشرقا»، بحسب ما نقلته وكالة «الأسوشيتد برس» الأميركية.
كما أشارت التقارير إلى إصابة عدد من الصحافيين خلال أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وما تلاهما من اشتباكات، ومنهم أحمد النجار، مصور صحيفة «المصري اليوم»، وطارق عباس، المحرر بصحيفة «الوطن»، ومصطفى الشيمي، المحرر ببوابة «فيتو» الإخبارية الإلكترونية.
وكذلك إصابة الصحافيين أسماء وجيه وأحمد ترانة وحمادة الراسم وإيمان هلال.
وعلى صعيد متصل، أكد إعلاميون ميدانيون أمس تعرضهم لمضايقات واعتداءات من جانب أنصار جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك من جانب عدد من الأهالي في بعض مناطق الاشتباكات.
 

الأمن يحاصر قيادات الإخوان
أنباء عن اعتقال العريان وحجازي وهروب مرشد الجماعة
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: وليد عبد الرحمن
قالت مصادر أمنية في وزارة الداخلية المصرية، إنه «جرى القبض على عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن بدأت قوات الأمن في فض اعتصامين لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بالقاهرة والجيزة أمس».

وبينما رفضت المصادر الأمنية التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، الكشف عن هذه أسماء قيادات الإخوان المقبوض عليهم بقولها «سيجري الكشف عنهم فور بدء التحقيقات بواسطة النيابة العامة في مصر»، ترددت أنباء غير مؤكدة في وسائل الإعلام والأوساط السياسية أمس، عن القبض على الداعية صفوت حجازي أثناء محاولته الهروب من ميدان رابعة العدوية (شرق القاهرة) في سيارة خاصة متخفيا، وأنه جرى ترحيله بالفعل في سيارة شرطة، كما قبض على الشيخ السلفي محمد حسان أثناء محاولته إعادة الاعتصام مع العشرات من مؤيدي الرئيس المعزول مرسي في ميدان مصطفى محمود بحي المهندسين في محافظة الجيزة. كما أكدت الأنباء القبض على عصام العريان القيادي في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان، خلال وجوده في ميدان رابعة العدوية.

وتضاربت الأنباء حول القبض على القيادي الاخواني محمد البلتاجي في ميدان رابعة العدوية (شرق القاهرة)، وبينما قالت مصادر إخبارية إنه قبض عليه، إلا أن مصادر أمنية أكدت أنه لم يجرِ القبض عليه حتى الآن، وأنه لا يزال موجودا في ميدان رابعة. وظهر البلتاجي في كلمة بثتها قناة الجزيرة القطرية أمس، نعى فيها ابنته التي قتلت في ميدان رابعة العدوية خلال فض اعتصام أنصار مرسي، ودعا أنصار الرئيس المعزول لمواصلة الاعتصامات في ميادين أخري في مصر غير رابعة والنهضة.

في السياق ذاته، قال شهود عيان، إنهم شاهدوا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، وهو يهرب من ميدان رابعة العدوية أمس، عقب مداهمة الشرطة للاعتصام، في سيارة خاصة.

وجاءت خطوة فض اعتصامي مؤيدي الرئيس المعزول الساعة السابعة صباحا أمس، بعد فشل جهود وساطة دولية لإنهاء المواجهة السياسية المستمرة منذ ستة أسابيع منذ أن عزل الجيش مرسي في 3 يوليو (تموز) الماضي، عقب احتجاجات شعبية حاشدة في 30 يونيو (حزيران) الماضي.

في السياق ذاته، طالبت الحكومة المصرية في بيان لها أمس، القيادات السياسية لتنظيم جماعة الإخوان بإيقاف عمليات التحريض التي تضر بالأمن القومي. وحملت الحكومة تلك القيادات المسؤولية كاملة عن أية دماء تراق وعن كل عمليات الشغب والعنف الدائر. وأصدر النائب العام المصري المستشار هشام بركات، قرارا بملاحقة جميع قيادات جماعة الإخوان في القاهرة ومحافظات مصر، المتورطين في أعمال الشغب والعنف ضد قيادات الشرطة داخل أقسام الشرطة.

وشهد محيط مناطق سجون طرة أمس، أحداث كر وفر بين أنصار الرئيس المعزول والشرطة، بسبب محاولتهم اقتحام السجون أمس، لتهريب قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وفي مقدمتهم المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للجماعة، والدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور رشاد بيومي القيادي بالجماعة.

وقالت المصادر الأمنية نفسها، إنه «جرى فرض إجراءات أمنية مشددة على محيط منطقة سجون طره، تحسبا لأي هجوم مماثل في وقت لاحق لتهريب قيادات الإخوان».


المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,524,933

عدد الزوار: 7,636,726

المتواجدون الآن: 0