«سرايا عائشة أم المؤمنين» تبنّت العملية وفرضية «الانتحاري» قائمة

انفجار ضخم يخترق اجراءات حزب الله الأمنية في الضاحية الجنوبية والهجوم أوقع عشرات القتلى والجرحى في بيروت.. وتبنته مجموعة مجهولة.. وجنبلاط يتهم إسرائيل

تاريخ الإضافة السبت 17 آب 2013 - 6:34 ص    عدد الزيارات 2132    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

"النهار" من الضاحية... وجع الأبرياء وخوفهم
النهار.... علي منتش
عند السادسة وعشر دقائق وقع الانفجار، وارتجت معه المباني. الموت جاء في سيارة. لحظة واحدة قلبت المشهد. حريق ودخان، وزجاج يتساقط من أعالي. قتلى وانين جرحى، وصراخ اهل هرعوا للبحث عن احبائهم. لحظة واحدة ايقظت من كان نائماً في منزله، ورقد معها من كان يمرّ في ذاك الشارع الى الابد. عابرو سبيل، اطفال ونساء ورجال يعملون في محيط الانفجار وعمال اجانب، عشرات الضحايا لم تميّز كتلة اللهب القاتلة بينهم.
قبل نحو عشرين متراً من بداية حي آل المقداد في منطقة الرويس وقع الانفجار. سيارة انفجرت وهي تسير. احدهم قرر انهاء حياته، وانهاء حياة كثر معه. انه انتحاري، يقول المتجمهرون في المكان.
في لحظة الجنون هذه، كان محمد في محله، يقول من يعرفه انه القدر. ربما كان يهمّ بالعودة الى عائلته، ربما كان يريد ان يستريح. احدى معارفه سمحت لنفسها بالاستطراد "من يحمينا؟ قتل محمد دون ذنب، هو ليس مع احد، مات محروقاً، قتل وهو يفكر كيف يطعم عائلته".
مات آخر من بيت المقداد، هرع الى الموت بنفسه. سارع الى مكان الانفجار، قال لآخر من تحدث اليهم "علينا ابعاد الناس من المكان، لعل انفجار آخر ينتظرهم". كان يساعد في نقل الجرحى والضحايا، قبل ان يصبح ضحية. قتلته الكهرباء اثناء حمله احد الضحايا، لنقله الى سيارة الاسعاف. قررت كابلات الكهرباء ان تكون ضدّ الضحايا هذه المرّة، مات الرجل.
في زواية المكان، تستجمع نساء قواهن. تتحدث احدهن بصوت يخرق كل الضجيج. تتحدث عن هدية الضاحية في ذكرى الانتصار على اسرائيل "هل هذا ما تستحقه؟ هل الضاحية تستحق رائحة الموت؟ لا. مطلقاً. هي لا تستحق سوى الورد والارز. لقد انتصرنا لكم، ولنا، ولكن.." تسكت قليلا، وتستعيد عبارات قيلت في حرب تموز "فدى السيّد. هذا يزيد من صمودنا واصرارنا، نحن لا نخاف، ولا ننكسر".
"أولادي راحوا"..
عاجزين وقفوا امامها. رجال أمن "حزب الله" المحترفين، فجأة عجزوا عن فعل شيء يردعها، لم يستطع احد منهم اعطاءها اي جواب، هي تلك العجوز التي يوحي تعبها انها لا تخرج عادة وحيدة من منزلها. تمشي وتتكئ الى اي احد تراه جانبها. لم يكن ظهرها المنحني قادراً على منع وجهها من التحديق بالوجوه جيداً. قالت انها تبحث عن اولادها، "جميعهم، هنا، اسمح لي يا ابني في الدخول". لم تنزل دمعتها، لكنها بدت مستسلمة لخبر قد يأتيها في اي لحظة. نظرت في وجوه البعض كأنها تقول لهم، "اولادي راحوا". هي مقتنعة انهم شهداء. هكذا قالت. وتاهت بين الجموع.
جثة انتحاري؟
بين خشبتين متلاصقتين تدلّت جثته. قال البعض انه الانتحاري. طارت اشلاؤه الى بعد خمسين مترا من الانفجار. سالت لتعلق بين الخشبتين، وليسقط قسم منها على الارض. تجمهر الناس حوله. هو قاتلهم، ليس لديه ما يخسره، لكنهم يشمتون به، "الى جهنم، اما ضحايانا هم شهداء". منع احد من الاقتراب، فالادلة الجنائية تبحث عن شيء ما. قد لا تكون هذه الجثة للانتحاري، لكن الاهالي يؤكدون.
18 ضحية سقطت في الانفجار الى الآن. لعلها تحمل قصصا اكثر مأساوية، ومشاهد سوريالية. حتى ساعة متأخرة من مساء اليوم، كان الخوف لا يزال يحتّل الضاحية. الخوف على المفقودين. امام المستشفيات امهات هرعن الى عناصر الامن تبحثن عن اسم أولدهن بين لائحة اسماء مطبوعة لمن ادخل إلى المستشفى، هو في نظر إحداهن ليس اسما، هو حياة لا تريد ان تفقدها. تركض من شخص الى آخر، تتوسلهم، ولعلها لم تفعل ذلك قبلا. تريد البحث عن ولدها في الداخل. هي توشك على الانهيار، اسمه غير موجود.. تتوجه الى المستشفى الآخر.
امن "حزب الله"
مرعب تنظيم "حزب الله". بسرعة قياسية وبتنظيم مبالغ فيه، انتشر عناصره في الضاحية. امام كل المراكز، وفي كل المفارق حواجز ثابتة، تمنع اي كان من الدخول. حول كل المستشفيات اخذ "حزب الله" مسؤولية الامن، نظم دخول من له عمل ومنع الآخرين. حمل اصحاب الشارات الصفراء اجهزتهم اللاسلكية وتواصلوا. لا مشاكل تذكر. كل شيء مضبوط. هم في كل مكان.
 
«سرايا عائشة أم المؤمنين» تبنّت العملية وفرضية «الانتحاري» قائمة
انفجار ضخم في قلب ضاحية «حزب الله» ضحاياه عشرات القتلى والجرحى
 بيروت «الراي»
هز انفجار ضخم، غروب امس، معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت، ادى الى سقوط نحو 14 قتيلاً واكثر من 200 جريح وأضرار هائلة في المباني والسيارات.
وتطايرت مع الانفجار الذي وقع قرابة السادسة و18 دقيقة من غروب امس على الطريق العام بين الرويس وبئر العبد، اسئلة عن دلالات هذا الخرق الامني لضاحية «حزب الله»، وهو الثاني في غضون 37 يوماً بعد الانفجار الذي وقع في مرآب للسيارات في محلة بئر العبد في التاسع من يوليو الماضي وأدى الى وقوع نحو 50 جريحاً.
وفرضت جغرافية «ساحة الانفجار»، الناجم عن سيارة مفخخة معاينة امنية سياسية لهذا التطور الذي لم يعد مفاجئاً بعد التقديرات التي كانت توقعت الرد على «حزب الله» في عقر داره على خلفية انخراطه العسكري في الحرب السورية.
واكتسبت جغرافيا الانفجار وتوقيته اهمية غير عادية للاعتبارات الآتية:
* انه وقع في منطقة تجارية سكنية مكتظة ما عكس وجود قرار بتكبيد البيئة الحاضنة لـ «حزب الله» خسائر بشرية موجعة، رغم اجراءات التحوط الاستثنائية التي يعتمدها الحزب لحماية الضاحية، لا سيما بعد تفجير بئر العبد.
* انه وقع في مكان غير بعيد عن مجمع «سيد الشهداء» الذي يحتضن كل المناسبات السياسية والدينية لـ «حزب الله»، وشهد قبل اسبوعين اطلالة «نادرة» للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في يوم القدس، حين شارك شخصياً في الاحتفال متحدثاً لنحو 50 دقيقة على المنبر.
* وقوع الانفجار بين اطلالتين للسيد نصرالله في ذكرى «الانتصار في حرب يوليو 2006»، واحدة تلفزيونية اول من امس، وثانية عبر شاشة عملاقة غداً في الاحتفال الذي يقيمه الحزب في عيتا الشعب، الحدودية مع اسرائيل.
وفي اللحظة التي كانت تجري عملية تدقيق في طبيعة الانفجار ورسائله، اطلت مجموعة تطلق على نفسها اسم «سرايا عائشة ام المؤمنين للمهام الخارجية» لتعلن تبني تفجير يوم امس وانه «الرسالة الثانية لنصرالله وحزبه (بعد رسالة بئر العبد)»، متوعدة نصرالله بـ «المزيد المزيد»، ومتوجهة اليه «لستم انتم من يحدد مكان وزمان المعركة»، داعية «اخواننا في لبنان الى الابتعاد عن مستعمرات ايران في لبنان، في بيروت وخارجها»، واصفة السيد نصرالله بأنه «عميل لايران واسرائيل».
وفي حين لم يكن «حزب الله» اصدر اي تعليق على انفجار الرويس، قالت مصادر قريبة منه لـ «الراي» ان بصمات العمل الاجرامي الارهابي تشير الى واحد من احتمالين هما:
* ان يكون انفجار الرويس في اطار محاولة تحويل الضاحية الجنوبية «بغداد ثانية»، وهو الامر الذي يجهد «حزب الله» للجم اي ردات فعل عليه من دون معرفة مدى القدرة على تجنب انفلات الامور على المدى البعيد.
* ان الانفجار هو رد اسرائيلي على اعلان السيد نصرالله في اطلالته التلفزيونية اول من امس ان «حزب الله» نفذ عملية ضد الدورية الاسرائيلية التي خرقت الحدود اللبنانية في منطقة اللبونة حيث استهدفها بعبوات زرعها حديثاً بعدما علم مسبقاً بقدوم الدورية، متوعداً بقطع أرجل الاسرائيليين متى خرقت الاراضي اللبنانية.
وكان لافتاً غمز المصادر القريبة من «حزب الله» من قناة الدور السعودي في استهداف الحزب، ربطاً بما كان اعلنه نصرالله من «ان السعودية اعلنت العداوة معنا على كل المستويات السياسية والاعلامية والامنية، ونحن لم نعلن بعد العداوة معها».
وكان الانفجار الذي سمع دويه في ارجاء العاصمة بيروت وجبل لبنان حول مكان وقوعه منطقة منكوبة وكتلة من دم ونار ودمار، وسط هرج ومرج ساد بين المواطنين الذين شاهدوا هذه المنطقة التجارية السكنية تتحول فجأة مستودع موت وخراب، وسط جثث متناثرة وجرحى ينتظرون سيارات الاسعاف وسيارات «متفحمة» ونداءات استغاثة من ستة ابنية اندلعت فيها النيران وعلق سكانها فيها.
وعلمت «الراي» ان الانفجار نجم عن سيارة مفخخة بعبوة «شعابية» معظمها من المواد الحارقة، وأدى بحسب الحصيلة غير النهائية الى ما لا يقل عن 12 قتيلاً و120 جريحاً.
ولم تستبعد مصادر امنية عبر «الراي» ان يكون الانفجار نفذه انتحاري قاد السيارة المفخخة، مشيرة الى ان ما يعزز هذه الفرضية ان السيارة انفجرت في وسط الطريق ولم تكن مركونة.
وكان الانفجار اثار للوهلة الاولى علامات استفهام حول ما اذا كان استهدف شخصية في «حزب الله»، وهي الفرضية التي تلاشت لاحقاً، لينكشف المشهد على عدد كبير من القتلى والجرحى.
ومن قلب «الغبار الاسود» الذي لف الضاحية الجنوبية، هب كل لبنان لادانة الانفجار، الذي استنكرته بشدة قوى «14 اذار» وزعاماتها، لا سيما رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي اعتبر «ان هذه الجريمة المروعة هي حلقة في مسلسل ارهابي خبيث يرمي الى اضرام نار الفتنة»، معلناً التضامن مع ابناء الضاحية، وداعياً الى «التحلي بالحكمة وضبط النفس وعدم الانجرار الى ما يريده اعداء لبنان».
على صعيد آخر، أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان أنه مصمم على أن تبصر الحكومة النور اليوم قبل الغد «لأنني لا أريد أن أترك البلد بعد انتهاء ولايتي (مايو 2014) من دون حكومة تتحمّل المسؤولية وتسدّ الفراغ»، لافتاً الى ان ما يتمناه ويعمل لأجله هو «حكومة جامعة وليست حكومة متاريس، وإلا فلابد من حكومة حيادية تتولى سد الفراغ، لأن الفراغ غير وارد في قاموسي»، ومؤكداً «أن التهديد من أي جهة لا يخيفني، «شو ما هددوا مش حايغيّر شي من قناعاتي»، فهذه قناعات وهي أن أعمل ضمن موجبات الدستور»، ومعتبراً انه «إذا كان هناك كلام عن تمنّع بعض الجهات عن تسليم وزاراتها في الحكومة المستقيلة، فأنا أشك بصحة هذا الكلام، لأنني لا أتصوّر أن هناك جهة أو قوة تريد أن تذهب إلى مكان يعطّل المؤسسات».
في غضون ذلك، تفاعل في بيروت تهديد الأمين القطري لـ«حزب البعث العربي الاشتراكي فايز شكر بتدمير مكة «على رأس مَن فيها قبل ان يدمر الامير بندر( بن سلطان) جبل قاسيون» واعتباره ان «كرامة الانسان أهمّ بكثير من ايّ حجر (الكعبة)».
وفي حين اشارت معلومات الى ان المحامين باسم حمد ومحمد زياد جعفيل وزينة المصري، تقدّموا بإخبار للنيابة العامة التمييزية في بيروت ضد شكر على خلفية هذا الكلام، استهجن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ما قاله الأمين القطري لـ «البعث»، وقال: «لقد ساءنا جداً وساء كل مسلم غيور على دينه ما عبّر به الوزير السابق فايز شكر في معرض النقاش والتحدي السياسي عن تدمير مكة المكرمة في حوار تلفزيوني، ونودّ ان نقول لكل من هكذا منطقه اننا نحن الذين سنتصدى وبقوة لكل من تسوّل له نفسه المس بمكة المكرمة ولو بالعبارة، فمكة المكرمة التي تضمّ قبلة المسلمين في العالم ليست لعبة في صراع العبث السياسي الذي يجتاح بلاد العرب اليوم ويشمت بنا اليهود واسرائيل والصهيونية العالمية في الوقت الذي فلسطين وشعبها أسرى بين ايديهم».
في المقابل، اعتبر شكر ان «تيار «المستقبل» هو خلف تحريك الدعوى ضده على خلفية كلامه في برنامج «حوار اليوم» على قناة الـ «Otv» كونه «المتضرر الوحيد من مضمونه»، رافضاً «زج الكعبة في كلامي» وموضحاً انه يعني بمكة «العنوان السكاني والمدينة»، ومؤكداً «لن أعتذر عما صرحتُ به»، ومعتبرا ان «الادعاء هو مجرد تحريض مذهبي».
 
يد الإرهاب تضرب في الضاحية الجنوبية لبيروت
بيروت - "الحياة"
ضربت يد الإجرام المجنونة في ضاحية بيروت الجنوبية مجدداً، مستهدفة المدنيين، من سكان ومارة، بتفجير سيارة مفخخة بُعيد السادسة عصراً، في شارع دكاش المكتظ الذي يربط حي بئر العبد بمنطقة الرويس، ما خلّف 20 قتيلاً بينهم أطفال وأكثر من 200 جريح وأضراراً جسيمة في عدد من الأبنية القريبة من مكان الانفجار التي احترقت الطبقات الأولى منها وحوصر سكانها فيها، فضلاً عن احتراق عدد كبير من السيارات التي كانت مارة أو متوقفة على جانبي الشارع.
وهزّ الانفجار الذي تصاعدت سحب دخانه الأسود جراء الحرائق التي سببها في المباني والسيارات والمحال التجارية القريبة منه، لبنان نظراً الى قوته وحجم العبوة الناسفة التي أفادت التقديرات الأولية غير الرسمية بأنها تزن زهاء 60 كيلوغراماً من المواد المتفجرة كانت موضوعة في سيارة، فيما نقل بعض المراسلين الإعلاميين الذين هرعوا الى مسرح الجريمة عن بعض الأهالي إمكان وجود انتحاري في السيارة المفخخة نظراً الى العثور على أشلاء صغيرة متناثرة لإحدى الجثث على بعد أكثر من 15 متراً. لكن المصادر الرسمية المعنية بالتحقيق لم تؤكد ذلك. وصَعُبَ على سيارات الإطفاء والدفاع المدني الوصول الى مسرح الجريمة بسرعة لإخلاء الجثث والجرحى وإطفاء الحرائق وإنقاذ المواطنين الذين علقوا في 4 أبنية احترقت طبقاتها الأولى، فتعاون الأهالي وشبان المنطقة على نقل المصابين وبعض الجثث والجرحى بسيارات مدنية، إضافة الى سيارات الإسعاف، واستقدموا سلالم لإنزال مواطنين علقوا في الأبنية المحترقة.
وفيما بُثّ على الانترنت شريط تدعي فيه مجموعة تطلق على نفسها إسم "سرايا عائشة أم المؤمنين" تبنيها مسؤولية الانفجار الذي هو الثاني بعد انفجار سيارة مفخخة في موقف سيارات تابع لسوبر ماركت قبل 5 اسابيع خلّف 54 جريحاً من دون قتلى، ذكرت معلومات إعلامية أنه اشتُبِه بشاب سوري الجنسية كان يتحدث على الهاتف أثناء وقوع انفجار الأمس فجرى توقيفه لاستجوابه.
وأطلق الانفجار موجة واسعة من الاستنكار بدءاً برئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي ندد بالتفجير الإرهابي ووصفه بـ "الإجرامي الجبان الذي يعتمد إيصال الرسائل على دم المواطنين الأبرياء وأرواحهم وأرزاقهم وهو يطاول لبنان كله وجميع اللبنانيين وليس الضاحية فقط".
واعتبر سليمان أن "موقّع هذا الأسلوب الإجرامي يحمل بصمات الإرهاب وإسرائيل لزعزعة الاستقرار وصمود اللبنانيين، خصوصاً في ذكرى حرب تموز، مشدداً على أن ذلك لا يغيّر في الثوابت والقناعات التي يجب أن تكون حافزاً لجميع اللبنانيين، قيادات ومواطنين، للتكاتف والتضامن وتعزيز الوحدة الوطنية تحت سقف الدولة لسد كل الثغرات التي ينفذ منها الأعداء والمتضررون من السلم الأهلي".
وطلب الى كل الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية تكثيف التحقيقات والاستقصاءات لمعرفة التفاصيل وكشف المجرمين وملاحقتهم وتشديد المراقبة على المناطق المعرضة لاستهدافات مماثلة وكذلك الأمر على الحدود.
ودان رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي الانفجار الذي استهدف الضاحية، وقال: "مرة جديدة تضرب يد الغدر ونيران الحقد مواطنين آمنين في منطقة لبنانية عزيزة، عرفت بصمودها الكبير في مواجهة حقد العدو الإسرائيلي ومؤامراته على مدى سنوات، وهذا الانفجار، إن دل على شيء، فعلى أن يد الشر لا تزال تعبث بهذا الوطن وتستهدف أمنه وسلامه وعيش أبنائه وضرب مقوماته كافة".
وتقدم بالعزاء من ذوي الشهداء الذين سقطوا وتمنى للجرحى الشفاء العاجل.
وكان ميقاتي، تشاور مع الرئيس سليمان وتقرر دعوة المجلس الأعلى للدفاع الى الانعقاد عند صباح اليوم في القصر الجمهوري. كما أصدر الرئيس ميقاتي مذكرة بإعلان الحداد الوطني اليوم.
وأجرى ميقاتي سلسلة من الاتصالات مع وزير الداخلية مروان شربل وقادة الأجهزة الأمنية، لمتابعة تداعيات التفجير والاطلاع على نتائج التحقيقات الجارية.
ودان رئيس الحكومة المكلف تمام سلام الانفجار، واصفاً إياه بـ "الهمجي والجبان"، مشدداً على أن "الرد عليه يكون بالتعالي على الجراح وتأكيد الوحدة الوطنية لتحقيق المصلحة الوطنية وإجهاض المخطط الخبيث الذي يرمي الى أذية اللبنانيين وزرع الفرقة بينهم".
وفي حديث تلفزيوني، اعتبر سلام أن "كل نقطة دم سالت اليوم يجب أن تكون حافزاً لتضافر كل الجهود لدعم الأجهزة الأمنية لتقوم بدورها في ضبط العابثين بالأمن". ودعا سلام كل القوى السياسية الى أن تتوحّد وتتعالى فوق خلافاتها وتضمن الحد الأدنى المطلوب لتفويت الفرصة على هذه الفتنة".
ورداً على سؤال، أكد سلام أن "العدو المتربص بنا لن يوفر مناسبة، فكيف إذا كانت المناسبة ذكرى هذا الانتصار الكبير الذي تحقق عليه".
واعتبر رئيس حزب "الكتائب" الرئيس السابق أمين الجميل، أن "الضحايا الذين سقطوا بهذه الفظاعة أصاب مقتلهم كل لبناني وكل منطقة، ولبنان كله مصاب. والوقت الآن لإخماد النيران، وعلى كل المراجع صب جهدها لإخماد الحرائق. وليس علينا سوى التضامن وما يحصل مؤسف ويجب أن نكون الحصن المنيع لتجاوز التفرقة، والعدو مشترك وهو من يوزع الحرائق من منطقة الى أخرى".
واعتبر زعيم تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري أن "الانفجار الإرهابي الذي استهدف الضاحية الجنوبية هو جريمة مروّعة أرادت النيل من المواطنين الأبرياء في الضاحية الجنوبية وهي حلقة في مسلسل إرهابي خبيث يرمي الى إضرام نار الفتنة والشر في كل أرجاء لبنان، وضرب مقومات هذا البلد الذي يجاهد للابتعاد عن الحرائق المحيطة".
وأضاف: "إن اللبنانيين بكل أطيافهم الروحية والسياسية لا يمكن إلا أن يدينوا هذه الجريمة الإرهابية وأن يعبّروا عن تضامنهم مع أهلهم من أبناء الضاحية، لا سيما مع أهالي الشهداء والضحايا والمتضررين، في مواجهة أي مخططات تستهدف أمنهم وكرامتهم وتعمل على استدراج لبنان الى هاوية الفتنة والاقتتال الأهلي من جديد".
ودعا الجميع الى "التحلي بالحكمة وضبط النفس وعدم الانجرار الى ما يريده أعداء لبنان، الذين يتحيّنون الفرص لوقوعنا في شرك الفتنة والقضاء على البقية المتبقية من وحدة الدولة واستقرارها".
وقال رئيس كتلة "المستقبل" رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة: "في هذه اللحظات نشعر بالغضب والحزن والأسف والتضامن الكامل مع عائلات الشهداء والجرحى وأهلنا في الضاحية الجنوبية الذين يتعرضون للإرهاب والاستهداف على يد الإجرام".
ولفت الى أن "هذا الانفجار الإجرامي مستنكر ومدان ومرفوض بكل المقاييس وعلى السلطات الأمنية تكثيف التحقيقات لمعرفة المجرمين ومن يقف خلفهم لكشف ملابسات جريمة التفجير السابقة وهذه الجريمة المروعة اليوم".
وأضاف: في هذه اللحظات الأليمة نقف وقفة رجل واحد في مواجهة المجرمين الى جانب الأبرياء والمدنيين العزل من أهلنا في الضاحية".
ودانت السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي في بيان بشدة الانفجار الذي هزّ الضاحية الجنوبية، وأعربت عن تعازيها بالضحايا الأبرياء الذين سقطوا. وجددت السفيرة كونيللي "إدانتها بأشد العبارات لأي أحداث عنف تحصل في لبنان، داعية جميع الفرقاء للهدوء وضبط النفس".
وإذ وقع الانفجار عشية المهرجان الذي ينظمه "حزب الله" اليوم لمناسبة الذكرى السابعة لانتصار المقاومة في حرب إسرائيل على لبنان في تموز (يوليو) 2006، اتهم رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط إسرائيل بتنفيذ الانفجار الإرهابي، معتبراً أن مثلما وقف لبنان كله في وجه العدوان الإسرائيلي والضاحية فإنه يتم استهداف الضاحية اليوم. وقال عن الخرق الأمني الذي حصل على رغم تدابير "حزب الله" إن أكبر دول العالم تتعرض للخرق الأمني وما من أحد يستطيع أن يمسك الأمن مئة في المئة. ودعا الى مزيد من التنسيق بين الأجهزة الأمنية وبين جهاز أمن "حزب الله" المركزي.
وعن المجموعة التي تبنت المسؤولية عن العملية، قال: "إذا دخلنا في هذه الحلقة وأخذ الجمهور بهذه البيانات نكون وقعنا في الشرك الذي تنصبه لنا إسرائيل"، وأضاف: "هناك 4 آلاف قتيل شهرياً بين العراق وسورية. وحتى الآن استطعنا تجنب ما يحصل ومصلحة المواطن اللبناني فوق كل اعتبار". وتمنى أن نتمكن من تأليف حكومة إذا أمكن ذلك.
واستنكر رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع التفجير، وطالب الأجهزة الأمنية والقضائية الرسمية بـ "اتخاذ التدابير اللازمة لكشف المجرمين الذين يقفون وراء التفجير وسوقهم الى العدالة". ورأى "أن استهداف أي منطقة في البلد هو استهداف لكل لبنان".
وشدد على أن "لا استقرار ولا أمن فعليين من دون قيام دولة فعلية في لبنان، تمارس وحدها بأجهزتها العسكرية والأمنية الشرعية سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية".
وقال النائب عن "حزب الله" علي عمار الذي تفقد مسرح الانفجار، إنها "جريمة كبيرة كاملة الأوصاف استهدفت شارعاً رئيساً حيوياً ضحاياه مواطنون أبرياء وهذه الضاحية التي تتعرض لإرهاب سياسي وإعلامي والآن بهذا التفجير ستبقى حريصة على الوحدة الوطنية. وأكد أن "على أولئك الذين يخلقون البيئة لتغطية العمليات الإرهابية تحت عناوين مزيفة أن ينكفئوا عن هذا الأسلوب...".
وفيما بدأت التحقيقات في حصول الانفجار بعيد حصوله، لم تتمكن أجهزة التلفزة من نقل الصور إلا عن شاشة "المنار" التابعة لـ "حزب الله".
وأفادت إحدى الروايات بأن سيارة فان بيضاء حاولت التوقف أمام أحد المحلات التجارية، وأنه حين منعها أصحاب المحال التجارية تبعاً لتدابير تمنع توقيف السيارات غير المعروفة من أهل المنطقة، جرى تفجيرها في وسط الشارع من قبل انتحاري كان فيها.
واستمرت عملية إخلاء الجثث والجرحى ما بعد الثامنة مساء، وبعضهم أصيب بحروق واختناق في داخل الأبنية المحترقة، التي بقي فيها محتجزون في الطبقات العليا حتى بعد التاسعة ليلاً. وبقيت ألسنة اللهب تتصاعد من السيارات حتى الثامنة ليلاً.
وتولت أكثر من 15 سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر نقل المصابين فضلاً عن سيارات إسعاف أخرى، ونقلوا الى 5 مستشفيات. وأشارت بعض التقديرات الى أن زنة العبوة الناسفة في السيارة المفخخة يمكن أن تصل الى 80 كلغ.
ولاحقاً، أعلنت قيادة الجيش في بيان أنه "حوالى الساعة 18.20 من بعد ظهر اليوم (أمس)، حصل انفجار في محلة الرويس – الضاحية الجنوبية ناجم عن سيارة مفخخة، ما أدى الى وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف المواطنين وأضرار مادية جسيمة في الممتلكات".
وأضاف البيان: "على الأثر حضرت قوة من الجيش الى المكان وفرضت طوقاً أمنياً حوله، كما حضر عدد من الخبراء المختصين ووحدة من الشرطة العسكرية التي تولت التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص لكشف ملابساته وتحديد هوية الفاعلين".
ودعت قيادة الجيش المواطنين الى "التجاوب الكامل مع الإجراءات التي تتخذها قوى الجيش، لتسهيل عمل الأجهزة المختصة وأعمال الإغاثة، كما تدعوهم الى الابلاغ عن أي معلومات متوافرة لديهم حول الحادث".
وتصدع عدد من الأبنية التي احترقت. وأدت ردود الفعل العفوية للمواطنين الذين هرعوا لتفقد ذويهم الى إطلاق نار في الهواء من قبل عناصر أمن كانت موجودة للتعاون على إخلاء ساحة الانفجار. وعملت القوى الأمنية على إبعادهم خوفاً من انفجار ثان أو إصابتهم من انفجار خزانات البنزين في السيارات التي التهمتها النيران نتيجة الحريق الهائل الذي خلّفه الانفجار.
وكانت المجموعة التي زعمت المسؤولية عن التفجير في شريط فيديو على الانترنت، قالت: "نحن سرايا عائشة أم المؤمنين للمهام الخارجية" نرسل إليك (الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله) رسالتنا الثانية مدوية قوية، بعد أن أرسلنا رسالتنا الأولى وما زلتم لا تفهمون، قلنا لك (نصرالله) لست أنت من يحدد الزمان والمكان وهذه المرة الثانية التي نحدد نحن فيها زمان المعركة ومكانها، وستكون دائماً في عقر داركم فاجعة لكم وسترى المزيد بعون الله".
وتوجه برسالة الى "إخواننا وأهلنا في لبنان"، طالباً "الابتعاد عن مستعمرات إيران في لبنان، في بيروت وخارجها، لأن دماءكم غالية علينا"، واعداً "بالمزيد والمزيد".
 
انفجار ضخم يخترق اجراءات حزب الله الأمنية في الضاحية الجنوبية والهجوم أوقع عشرات القتلى والجرحى في بيروت.. وتبنته مجموعة مجهولة.. وجنبلاط يتهم إسرائيل

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا وليال أبو رحال ... اهتزت الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً امس، في اختراق أمني هو الأول من نوعه لمعقل حزب الله، إثر وقوع انفجار ضخم، في محلة الرويس، ناجم عن تفجير سيارة مفخخة تبنتها مجموعة مجهولة تطلق على نفسها تسمية «سرايا عائشة أم المؤمنين للمهام الخارجية«، فيما سارع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الى اتهام اسرائيل بالوقوف وراءه.
وأدى الانفجار وفق محصلة اولية الى مقتل 20 شخصاً، وجرح مئة شخص، على الأقل. ويعد هذا التفجير الثاني الذي تشهده منطقة الضاحية خلال أربعين يوماً، بعد انفجار استهدف منطقة بئر العبد المجاورة في التاسع من شهر يوليو (تموز) الفائت.
ولم تحل اجراءات حزب الله الأمنية المشددة في الضاحية، والتي أكدها علانية نصرالله في إطلالته التلفزيونية أول من أمس، دون اختراق امن الضاحية للمرة الثانية على التوالي خلال أربعين يوماً، علما بأن حزب الله قد ضاعف من تدابيره الاحترازية منذ انفجار بئر العبد واتخذ تدابير مشددة، تشمل التدقيق في هويات السيارات الغريبة عن المنطقة ليلاً. وكان نصرالله اشار باقتضاب في حديثه الأخير الى أن امن الضاحية «هو من مسؤولية الدولة أولاً وأخيراً لكننا نتخذ ببعض الاجراءات». وجاء التفجير عقب تحذيرات متتالية من تداعيات انخراط حزب الله في القتال في سوريا الى جانب النظام السوري وتهديدات من اطراف في المعارضة السورية بالانتقام رداً على مؤازرته للنظام السوري.
وحاصرت النيران التي اشتعلت في موقع الانفجار وامتدت الى عدد من المحال التجارية والابنية المجاورة، عدداً من السكان المحتجزين داخل منازلهم، ما أثار حالة من الهلع عمت الضاحية الجنوبية، فيما أعاق تجمهر السكان عملية اجلاء الجرحى والمحاصرين. وتعد منطقة الانفجار من المناطق الأكثر حيوية واكتظاظاً بالسكان في فترة بعد الظهر، باعتبارها نقطة التقاء لخط طرق سريع يقود الى متفرعات داخلية نحو شوارع الضاحية وأحيائها.
وتبنت مجموعة «سرايا عائشة أم المؤمنين للمهام الخارجية»، المجهولة الهوية، العملية، وقالت في شريط مصور على موقع «يوتيوب»: «هذه العملية الثانية نوجهها الى حسن نصرالله وحزبه«، في اشارة الى تفجير بئر العبد السابق. ولم تظهر هذه المجموعة الى العلن في وقت سابق، وقال الخبير في الجماعات الاسلامية عمر بكري فستف لـ«الشرق الأوسط« إن هذه «المجموعة مشبوهة واسمها ليس مألوفاً بالنسبة الينا في لبنان».
وتوجه أحد المتحدثين في شريط الفيديو الى نصرالله بالقول: «قلنا انكم لست انت من يحدد المكان والزمان، وهذه المرة الثانية التي نحدد فيها نحن مكان المعركة وزمانها، وستكون دائماً في عقر داركم فاجعة لكم، وستظل ترى المزيد بإذن الله تعالى». وطلب من «إخواننا في لبنان الابتعاد عن مستعمرات ايران في لبنان، في بيروت وخارجها، لان دماءكم غالية علينا«، متوعداً بمزيد من هذه العمليات.
ونفى حزب الله أن يكون الانفجار قد استهدف أحد قيادييه، علما أنه وقع على مدخل شارع يؤدي الى مجمع سيد الشهداء، حيث أطل نصرالله شخصياً قبل أسبوعين خلال احتفال الحزب بيوم القدس العالمي. وتعتبر هذه المنطقة أمنية بإمتياز، وكان انفجار قد وقع مطلع الشهر الماضي في بئر العبد، على مسافة تبعد 600 متر عن موقع انفجار امس.
وأدى الانفجار الى خسائر مادية جسيمة في المنازل السكنية والمحلات والسيارات، وأظهرت مشاهد نقلتها وسائل اعلام محلية ألسنة النيران تتصاعد بقوة، بالتزامن مع اجلاء عناصر الدفاع المدني مواطنين من طبقات مرتفعة في الأبنية المجاورة. وأعاد الانفجار الى اذهان اللبنانيين عمليات التفجير الكبرى التي شهدها لبنان منذ اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري في فبراير (شباط) 2005.
وقال شاهد عيان من موقع الانفجار إن المنطقة خاضعة لاجراءات أمنية محلية ويعرف أصحاب المحال التجارية هوية السيارات التي تتوقف امامها، مشيراً الى دخول حافلة صغيرة بيضاء اللون، بحث سائقها عن مكان لركنها فيه، قبل أن يتوقف في وسط الشارع وتنفجر في وقت الذروة ولحظة اكتظاظ كثيفة.
وتوسط التفجير اطلالتين لأمين عام حزب الله حسن نصرالله احتفاء بذكرى حرب تموز (يوليو) 2006، إذ جاء غداة اطلالة تلفزيونية مساء الأربعاء، أطلق فيها جملة مواقف في الشأن الداخلي والصراع مع اسرائيل، وعشية اطلالة مرتقبة مساء اليوم خلال احتفال مركزي يقيمه الحزب في بلدة عيتا الشعب، جنوب لبنان، على الحدود مع اسرائيل.
ولاقى التفجير ردود فعل سياسية، من مختلف الاطياف اللبنانية، منددة باستهداف الضاحية، معتبرة اياه بأنه «استهداف لكل لبنان». واستنكر الرئيس اللبناني ميشال سليمان «الجريمة الارهابية» في الضاحية، واصفاً اياها بـ«الاعتداء الجبان». ورأى النائب جنبلاط في هذا الاطار أنّ «من يضع سيّارة في الرويس، يستطيع أن يضعها في أي مكان«، لافتاً إلى أنّ «المطلوب هو تكثيف التنسيق بين الأجهزة الأمنية». ودعا الى الاسراع بتشكيل حكومة لبنانية، معتبراً أنه «بعد هذا التفجير، وفي هذا الظرف، لا يمكن استبعاد أحد من الحكومة»، في اشارة الى حزب الله.
ووصف رئيس الحكومة المكلف تمام سلام انفجار الضاحية «بالهمجي والجبان»، مشددا على أن «الرد عليه يكون بالتعالي على الجراح والتأكيد على الوحدة الوطنية لتحقيق المصلحة الوطنية وإجهاض المخطط الخبيث الذي يرمي إلى أذية اللبنانيين وزرع الفرقة بينهم». واعتبر أنّ «كل نقطة دم سالت اليوم يجب أن تكون حافزا لتضافر كل الجهود لدعم الأجهزة الأمنية لتقوم بدورها لضبط العابثين بالأمن».
وفي مواقف أولية لحزب الله، قال النائب علي عمار إن «الذين تواطأوا خلال حرب تموز ضد المقاومة يستدرجون «الارهاب» الى لبنان، فيما اشار النائب نوار الساحلي الى أن «الاتهامات مفتوحة على كل الاحتمالات».
واشار رئيس الحكومة اللبناني السابق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى أنّ الانفجار «حلقة في مسلسل إرهابي خبيث يرمي إلى إضرام نار الفتنة والشرّ في كلّ أرجاء لبنان، وضرب مقوّمات هذا البلد الذي يجاهد للابتعاد عن الحرائق المحيطة».
واكد تضامن جميع اللبنانيين «مع أبناء الضاحية، لاسيّما مع أهالي الشهداء والضحايا والمتضرّرين، في مواجهة أي مخططات تستهدف أمنهم وكرامتهم، وتعمل على استدراج لبنان إلى هاوية الفتنة والاقتتال الأهلي من جديد». ودعا الجميع إلى «التحلّي بالحكمة وضبط النفس، وعدم الانجرار إلى ما يريده أعداء لبنان، الذين يتحيّنون الفرص لوقوعنا في شرك الفتنة، والقضاء على البقية المتبقية من وحدة الدولة واستقرارها».
وطالب رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة «السلطات الامنية بتكثيف التحقيقات لمعرفة المجرمين ومن يقف خلفهم لكشف ملابسات جريمة التفجير السابقة وهذه الجريمة المروعة»، مؤكداً «اننا في هذه اللحظات الاليمة نقف وقفة رجل واحد في مواجهة المجرمين الى جانب الابرياء والمدنيين العزل من اهلنا في الضاحية».
وطالب رئيس حزب القوات اللبنانية «الأجهزة الأمنية والقضائية الرسمية باتخاذ التدابير اللازمة لكشف المجرمين الذين يقفون وراء التفجير وسوقهم للعدالة»، مؤكداً «أن استهداف أي منطقة في البلد هو استهداف لكل لبنان».
 

«حزب الله» يدير ظهره للقرار 1701 و«يكسر الجرّة» مع سليمان

 بيروت - «الراي»
بدت الساحة الداخلية في لبنان عرضة في الساعات الاخيرة لمجموعة رسائل وتطوّرات شكّل «حزب الله» محورها الأساسي بالتزامن مع استعداداته لإحياء الذكرى السابعة لانتهاء حرب يوليو 2006 التي ستقام اليوم في احتفال حاشد في عيتا الشعب في جنوب لبنان وتتخللها كلمة عبر الشاشة لأمينه العام السيد حسن نصر الله سيتردد صداها المباشر على مسامع الجنود الاسرائيليين المتمركزين في مواقعهم المقابِلة تحسباً لاي طارئ عسكري.
ومع ان التوقعات السابقة دارت حول ما يمكن ان يعلنه نصر الله امام جمهور عيتا الشعب التي انطلقت منها شرارة حرب الـ 33 يوماً بين اسرائيل و«حزب الله» بعدما نجح الاخير في اسْر جنديين في محلة «خلة وردة» في خراج البلدة، فان الأمين العام لـ «حزب الله» استبق ذلك في اطلاقه مواقف عالية النبرة من الوضع الداخلي، كما انه كشف وقوف الحزب وراء تفجير عبوات بدورية اسرائيلية تسللت الى الاراضي اللبنانية في السابع من اغسطس الجاري، معلناً ان الحزب سيواجه اي محاولات مماثلة وذلك في المقابلة التلفزيونية التي اجرتها معه قناة «الميادين» مساء الاربعاء وبُثت مباشرة على الهواء.
واكتسبت مواقف نصرالله بُعدها من حيث تزامنها ايضاً مع التوقيت الذي اختير في ذكرى «الانتصار» في حرب يوليو والتي تعمّد «حزب الله» هذه السنة إحياءها من عيتا الشعب تحت عنوان «قرارنا مقاومة» من ضمن سياق معاودة تأكيد اولوية المواجهة مع «العدو».
وبدا واضحاً ان «حزب الله» وجّه من خلال امينه العام في اطلالته التلفزيونية مجموعة رسائل الى الداخل والخارج يمكن اجمالها بالنقاط الآتية:
اولاً: اراد نصرالله رسم معادلة جديدة تعوّض على الحزب الكثير مما ناله ونال من صورته كمقاومة بعد تورّطه في الحرب السورية من دون ان تتسبب هذه المعادلة ايضاً في اشعال مواجهة مع اسرائيل. وتبعاً لذلك كشف بوضوح ان الحزب لن يقف عند موجبات القرار 1701 الذي لا يسمح للحزب بالوجود او بالعمل في بقعة عمليات قوة «اليونيفيل» والجيش في منطقة جنوب الليطاني وانه سيواجه اسرائيل في اي خرق بري حصراً وهو الامر الذي سيرتّب انتظار رد الفعل الاممي على هذا التطور الذي يوازن الانتهاك الاسرائيلي للقرار بالرد من جانب حزب الله كما يحرج الجانب اللبناني الرسمي عسكرياً وسياسياً.
ثانياً: في موازاة هذا التطور اتخذ الاعلان الصريح لرئيس كتلة «حزب الله» النيابية محمد رعد بان «اعلان بعبدا» 2012 (نص على تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية)، وُلد ميتا ولم يبق منه الا «حبر على ورق»، طابع الرسالة الاقوى حتى الان على مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الآونة الاخيرة اذ شكل واقعياً رفضاً معلنا لكل ادبيات سليمان ومَن يؤيده خصوصا بازاء تورط الحزب في الصراع السوري. وهو موقف لاقاه عمليا نصرالله بنبرة جافة حيال سليمان بقوله انه لم يعد يستبعد ان يوقع سليمان على مراسيم حكومة امر واقع «بعد المواقف الأخيرة له» عازياً ذلك الى ضغوط اميركية وسعودية. ويبدو واضحاً ان الجرة بين الحزب ورئيس الجمهورية قد تكون انكسرت وان العلاقة بينهما وصلت الى مرحلة غير مسبوقة من التردي.
ثالثاً: استكمالاً للعامليْن السابقيْن، ذهب نصرالله الى التحذير «الناعم» من اي حكومة امر واقع تستبعد الحزب من تشكيلتها، معتبراً ذلك اذعاناً لمطالب غربية وسعودية، لافتاً الى أن «تسمية الحكومة بالحيادية هو احتيال، لأن ليس هناك حياديون في هذا البلد، في ظل الانقسام السياسي القائم»، ومشيراً الى «ان من يريد أن يشكل حكومة أمر واقع، كمن يشطب نصف البلد، واذا لم تضم الحكومة الجديدة ممثلين عن «حزب الله» فإن أحداً من فريق 8 آذار، لن يشارك فيها، لا الرئيس بري ولا تيار ميشال عون»، وموضحاً ان مَن سيقومون بتشكيل حكومة امر واقع «سيكونون مخطئين بحق البلد» وإن كان رفض الكشف عن ردّ فعل حزبه حيال مثل هذا الامر.
وتزامن تحذير نصرالله واقعياً مع احباط الجهود التي كان متوقعاً ان تنطلق بقوة لاحداث ثغرة في الازمة الحكومية اذ ان الرئيس المكلف تمام سلام نفسه اضطر الى سكب المياه الباردة على الفرقاء الذين يؤيدون انجاز مهمته بسرعة فأعلن من قصر بعبدا ما يشبه بيان الطمأنة لفريق 8 آذار من انه ماض في التمهل وان لا صحة للمعلومات عن قرب اصدار حكومة امر واقع. ولم يعد خافياً ان الرسائل المباشرة وغير المباشرة التي اطلقها «حزب الله» من تشكيل حكومة لا يرضى عنها كانت قد عممت منذ يومين سواء بقنوات سياسية خفية او عبر رسائل اعلامية لم تخل من تهديدات ضمنية مثلاً للزعيم الدرزي وليد جنبلاط بتذكيره بان «القصير اكبر من عاليه والشوف مجتمعتيْن».
مجموع هذه المواقف والتطورات، بالاضافة الى هجوم شنه نصرالله في مقابلته على الرئيس فؤاد السنيورة وفريق 14 آذار معلناً «السنيورة لم يكن موثوقاً في هذا الملف (التفاوض لوقف حرب يوليو 2006)، ومعركة التفاوض السياسي كانت معه وفريقه السياسي قبل ان تكون مع الاميركي والاوروبي ومجلس الأمن، ولو أعطينا السنيورة وفريقه رقابنا لقَصوها»، ينتظر ان تشعل احتداماً سياسياً واسعاً في الساعات المقبلة بين قوى 14 آذار والحزب. وهو احتدام لا يستبعد ان يعمّق أكثر وأكثر الازمة الحكومية بالدرجة الاولى التي لا تبدو قوى 14 آذار في وارد الضغط على الرئيسين سليمان وسلام لاستعجال حسمها لكنها في المقابل ستزداد اصراراً على استبعاد الحزب منها والعمل على محاصرته بالتداعيات التي ستترتب على تنصله من اعلان بعبدا والذي وضعه في مواجهة داخلية مع مجموعة كبيرة من القوى والاطراف بالاضافة الى التداعيات الخارجية المرتقبة لهذه التطورات بمجملها.
وكان السيّد نصر الله كشف بعض تفاصيل ما جرى في اللبونة الاسبوع الفائت على الحدود مع اسرائيل، مشيراً الى أنه «خرق اسرائيلي من خلال مجموعتين عسكريتين. الأولى كانت ذات مهمة معينة ودخلت الأراضي اللبنانية، وبقيت الثانية لحمايتها. وما جرى كان تحت مراقبة المجاهدين، وكانت لدينا معلومات مسبقة ان الاسرائيليين سيمرّون بتلك المنطقة فتم زرع عبوات هناك وعندما جاؤوا في ليلة مظلمة تم تفجيرهم، والعبوات جديدة وليست من مخلفات الحروب القديمة. وعندما تمّ تفجير العبوة الثانية لم يعرف عدد القتلى، ولكن كانت هناك إصابات. والعبوة لم تكن لغماً أرضياً».
واذ رفض «الكشف عن المهمة التي أتى من أجلها هؤلاء الجنود الاسرائيليون»، وصف الشكوى للامم المتحدة في شأن خرق اللبونة بأنه «مضحك»، لافتاً الى «خروق» اسرائيلية على الحدود ذات طابع عملاني لعمليات قد تستهدف المقاومة والناس. وتابع: «العملية في اللبونة قد لا تكون الاخيرة ولن نتسامح مع الخروق البرية لأرضنا، سنواجه بالطريقة المناسبة في أي مكان نعلم بأن الاسرائيلي دخل الى اراضينا ولن نقبل بهذه الخروق البرية وسنقطع أرجل جنود الاحتلال إذا علمنا بدخولها الى أرضنا».
ورداً على سؤال، اعتبر ان «السعودية تمارس عداوة مع حزب الله بكل شيء نتيجة الوضع في سورية، ولكن نحن لن نعلن بعد العداوة معها»، ونافياً علم الحزب بعملية خطف الطيارين التركيين، مضيفا «لا علاقة لنا بالعملية ونرفض هذه الطريقة».
 
مكتب السنيورة يرد على كلام نصرالله: متحامل ويفتقر إلى الدقة ويطمس الحقائق
بيروت - «الحياة»
أثارت المواقف التي أطلقها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في مقابلة تلفزيونية ليل أول من أمس، في خصوص رؤيته لسياق حرب تموز 2006 وحملته على الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، والموقف الذي أعلنه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد بإعلانه أن «إعلان بعبدا ولد ميتاً»، ردود فعل نيابية من جانب قوى 14 آذار تفاوتت بين وصف هذه المواقف بالتحامل وبين الدعوة إلى الإسراع في تشكيل الحكومة في مواجهة خطف «حزب الله» البلد.
وقال المكتب الإعلامي للرئيس السنيورة عن حديث نصرالله إن كلامه «حيال الرئيس السنيورة عن حرب تموز متحامل ويفتقر إلى الدقة ويطمس الحقائق وهو يحاول الخروج من ورطة قتال حزبه في سورية لنقل الأنظار إلى مكان آخر». وأشار المكتب إلى رد مفصل لاحقاً.
ورأى عضو كتلة «المستقبل» النيابة ميشال فرعون بعد زيارته الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام أن «البلد كله أصبح الآن مخطوفاً وليس فقط الطيار التركي ومساعده، المؤسسات والحكومة مخطوفة والعمل النيابي مخطوف، وعمل بعض المؤسسات مخطوف. وأصبح البلد فقط من القصير إلى عبرا إلى طريق المطار وإلى القرارات الأوروبية وما يحصل في إيران وسورية. وحقوق الناس تخطف والناس تريد أن تعيش».
وأضاف في تصريح: «لا نستفز حزب الله ولا غيره وهم لديهم مصالح كبيرة لكن أعتقد أنه أصبح من الضرورة تأليف حكومة وتحريك قانون الانتخاب وتحريك المؤسسات، ويجب ألا نخاف الترهيب، يجب أن تتألف حكومة وأعتقد أن الرئيس سلام واع جداً هذا الأمر. علينا التوجه نحو حكومة لا تشكل استفزازاً لأحد ولكن تستطيع تحقيق بعض آمال الناس وبعض التحريك لمؤسسات الدولة ومصالحها».
وردّ عضو الكتلة المذكورة عاطف مجدلاني على نصرالله بالقول: «نسي نصرالله أنّه قال يومها: لو كنت أعلم». وأضاف: «من الواضح أنّ شعار السيّد نصرالله إمّا التحكّم بالسلطة أو تخريب البلد لمصالح فئويّة وإقليميّة». وتوقّع مزيداً من التشنّج في لبنان»، وقال: «اقتربنا من حافة الانهيار على المستويات كافة، من هنا ضرورة تأليف حكومة متجانسة لكي تضع حداً لهذا الدرك الحاصل».
ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري «أن الرئيس سلام عكس بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان حجم الجهد الذي يقوم به للوصول إلى المصلحة الوطنية التي تقتضي تشكيل حكومة وأيضاً استنفاد جميع الفرص».
ولمس في كلام النائب رعد «استخفافاً بكل اللبنانيين وهو أنه لا يزال يصر على فرض رأيه على اللبنانيين وهذا الموقف لا يفيد في شيء». وأكد أنه «لم يعد يمكن لحزب الله أن يستمر في القول إن ما له له، والباقي يجب النقاش بشأنه. لا يمكن أن يحيد ما كان انتزعه من البلد ويعتبره ملكاً خاصاً له، ثم يفاوض على باقي مقدرات البلد، هذه الأمور لم تعد تنطلي على أحد».
وشدد عضو الكتلة محمد قباني على «ضرورة تشكيل حكومة متوازنة بمشاركة الأطراف السياسيين مباشرة أو عدم المشاركة».
وانتقد منسق اللجنة المركزية في حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل كلام رعد. وقال في تغريدة له عبر موقع «تويتر»: «لا يوقع أحد على إعلان بعبدا ويصفه بالحبر على ورق والمولود ميتاً إلا من لا يرى من لبنان وشبابه الذين يموتون في سورية إلا حبراً على ورق».
 مواقف نصر الله ورعد
وكان نصر الله اعتبر في المقابلة انه «ائتمن الرئيس نبيه بري ولم يفوض رئيس الحكومة، لأنه لم يكن موثوقاً في موضوع مفاوضة الوفود خلال الحرب منذ اللحظات الأولى وإلى اللحظات الأخيرة. والمعركة السياسية، معركة التفاوض، للأسف الشديد، قبل أن تكون مع الأميركي والفرنسي والبريطاني ومجلس الأمن، كانت مع رئيس الحكومة السابق وفريقه السياسي».
وعن الحكومة العتيدة، قال نصر الله: «طالما النقاش على موضوع المصلحة الوطنية للأسف الشديد في لبنان يحدث إلقاء تهم من يعرقل. عندما تمت تسمية الرئيس تمام سلام لتشكيل الحكومة، وكان الوقت ما زال جو انتخابات، وضعت شروط، وهو يقول لم توضع عليه شروط، طيب نحن نقول وضعت عليه شروط، وإن لم تكن وضعت عليه شروط فهو وضع شروطاً على نفسه تعقّد وتعطّل تشكيل الحكومة.
فريق 14 آذار والأميركي من ورائه يقولون لا نريد «حزب الله» في الحكومة، ولا استفزازيين. من قصد بالاستفزازيين؟ يعني يا دولة الرئيس لا تود تشكيل حكومة؟».
وعن حكومة حيادية، سأل: «أين يوجد حياديون في لبنان؟ ما هذا الكلام؟ هناك انقسام سياسي عمودي وأفقي والعالم كلها مصنفة، هل لدينا تكنوقراط في لبنان؟ لا يوجد شيء اسمه تكنوقراط، ولا يوجد شيء اسمه حيادي. هذا احتيال».
وشدد على أن مصلحة البلد «أن نكون كلنا سوياً، نريد أن نشارك وفق أحجامنا الطبيعية»، معتبراً «انهم يخطئون إن شكلوا حكومة أمر واقع، حكومة أمر واقع يعني أنت تقوم بشطب نصف البلد». وأكد أن حلفاءه لن يشاركوا في حكومة من دوننا ولا نشارك من دونهم. وإذ رفض تحديد موقفه من هكذا حكومة إذا تشكلت، قال إن الرئيس ميشال سليمان يحتمل أن يوقع على حكومة كهذه بعد الخطابات الأخيرة التي ألقاها».
أما النائب رعد فاعتبر «أنّ إعلان بعبدا ولد ميتاً ولم يبقَ منه إلاّ الحبر على الورق، وأن بعضهم يريد أن يغطي فشله ببناء الدولة عبر إثارة الغبار حول سلاح المقاومة».
واستنكر «سكوت بعضهم عن التنديد بالخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية فيما يتحسسون من قذيفة سقطت من وراء الحدود على الأراضي البقاعية».
وفي الملف الحكومي، جدد رعد الإصرار على أن تكون الحكومة «ممثلة للقوى السياسية كافة، وقال: «أيّ خلل حكومي يُظهر ثغرات على مستوى التمثيل الوطني داخل الحكومة من شأنه أن يجعلنا نراوح في أزماتنا الداخليّة ونضيّع أوقاتنا بانتظار ما ينتج من أزمات الخارج وما يُصدّر إلينا من تداعيات».
وقال نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم امس، امام لجنة المتابعة في لقاء الأحزاب والقوى والفاعليات الوطنية اللبنانية، ان «مسألة تشكيل الحكومة لا تزال في الثلاجة بسبب شروط قوى 14 آذار ورفضها لحكومة الوحدة الوطنية، وتفضيلها الفراغ وتفريغ المؤسسات على الانتظام المتعاون بين قوى المجتمع اللبناني، ولا تزال يدنا ممدودة لكل تعاون يؤدي إلى تنشيط الحركة السياسية ومؤسسات الدولة لمصلحة الناس، ولكن اليد الواحدة لا تصفق».
 
الجيش اللبناني يرعى تبادل مخطوفين بين «عرسال» البقاعية و«عسال الورد» السورية... مصادر أمنية تؤكد إحاطة التحقيق بكيفية خطف الطيارين التركيين

بيروت: «الشرق الأوسط»... رعى جهاز مخابرات الجيش اللبناني عملية الإفراج عن عدد من المخطوفين بين بلدة بريتال البقاعية و«عسال الورد» السورية، في منطقة بعلبك. وحصلت عملية التبادل، وفق الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، فجر الخميس ضمن «صفقة تم فيها الإفراج عن اللبنانيين الشقيقين علي عباس إسماعيل وحسن عباس إسماعيل من بلدة بريتال، فيما لا يزال مصير صهرهما الذي خطف معهما ويدعى صالح تركية مجهولا، والسوريين بلال مخلوف ومحمد عمر ومحمد شداد».
وكانت مخابرات الجيش قد رعت عملية تبادل مماثلة يوم الأحد الفائت، بعد الإفراج عن مخطوف لبناني من آل المقداد، كان محتجزا في سوريا، بين بلدتي مقنة وعرسال. وتعرض رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لدى عودته وعدد من أهالي البلدة إلى كمين أدى إلى مقتل أحد مرافقيه وجرح ثلاثة آخرين. وفي إطار المتابعة لكشف ظروف الكمين، أجرت عناصر من مخفر عرسال أمس تحقيقا مع رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ومرافقيه.
من جهة أخرى، تتابع الأجهزة الأمنية اللبنانية عملية التحقيق مع عدد من أهالي المخطوفين اللبنانيين في أعزاز، على خلفية شكوك بتورطهم في خطف الطيارين التركيين بعد خروجهم من مطار بيروت قبل أسبوع. وذكرت تقارير إعلامية في بيروت أنه تم استدعاء خمسة من عائلات المخطوفين أمس للتحقيق معهم. ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصدر أمني لبناني قوله إن «التحقيق في قضية خطف الطيارين التركيين بات محيطا بكيفية وقوع عملية الخطف»، وأشارت إلى أنه بات لدى أجهزة الأمن «أسماء عدد ممن خططوا للعملية ونفّذوها، وهم الآن قيد الملاحقة والتعقب»، من دون ذكر أي تفاصيل إضافية. وذكر المصدر ذاته أن «التحقيق لم يتوصل بعد إلى تحديد مكان المخطوفين لأن الأشخاص المشتبه بهم لم يجروا اتصالات هاتفية من أي مكان، وهو ما يثبت أن الذين يحتجزون الطيارين مجموعة محترفة»، على حد قوله.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,484,784

عدد الزوار: 7,635,384

المتواجدون الآن: 1