الضربة العسكرية الغربية لا تزال على طاولة التفاوض لكن المحاذير والمخاطر تشكل تحديات كبيرة للغرب

الكرملين: نغيّر موقفنا إذا كان الأسد يخادعنا...مجزرة في حماة وتقدّم للجيش الحر في حلب وخطاب لأوباما في الأمم المتحدة للمطالبة بعواقب على دمشق

تاريخ الإضافة الإثنين 23 أيلول 2013 - 7:02 ص    عدد الزيارات 1748    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

دمشق تلتزم مهلة تسليم قائمة «الكيماوي»
لندن، لاهاي، باريس، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
عكفت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس على درس القائمة الكاملة للترسانة السورية، التي التزمت دمشق تسليمها في الموعد الذي حدده الاتفاق الأميركي - الروسي الأسبوع الماضي. في وقت حذرت موسكو الرئيس السوري بشار الأسد من «الخداع» في تنفيذ الاتفاق ورفضت المعارضة اقتراح إيران الحليفة للأسد تسهيل حوار بين المعارضة والنظام.
وأكدت «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» من مقرها في لاهاي أنها «تسلمت القوائم المرتقبة من الحكومة السورية بخصوص برنامجها للأسلحة الكيماوية». وقالت إن «الأمانة الفنية (للمنظمة) تدرس حالياً المعلومات التي تم تلقيها». وكانت المنظمة بدأت السبت درس لائحة أولى من هذه الأسلحة تسلمتها من دمشق.
ويتزامن درس اللائحة مع مشاورات ديبلوماسية مكثفة تهدف إلى اعتماد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يتناول نزع الأسلحة الكيماوية لدى النظام السوري.
ويعد تسليم اللائحة إشارة أولى إلى تعاون دمشق التي وافقت على «اتفاق إطار» يتناول تفكيك ترسانتها الكيماوية، أعلنه وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف السبت الماضي، بعد محادثات استمرت ثلاثة أيام.
ولا يزال اعتماد مشروع قرار في مجلس الأمن متعثراً بسبب طبيعة الإجراءات الملزمة التي ترافقه. وترفض روسيا نصاً ملزماً تريده أميركا وبريطانيا وفرنسا تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يترافق مع عقوبات أو حتى اللجوء إلى القوة في حال عدم احترام دمشق لتعهداتها، الأمر الذي أعلنت موسكو رفضه.
وأرجأت «منظمة حظر الكيماوي» إلى أجل غير مسمى اجتماعها الذي كان مقرراً عقده اليوم والمخصص لبدء درس برنامج التخلص من الترسانة السورية وطلب انضمام سورية إلى المعاهدة الموقعة في عام 1993، باعتبار أن النص الذي كان يفترض أن يستخدم قاعدة عمل للاجتماع ليس جاهزاً بعد وهو لا يزال موضع مشاورات بين الأميركيين والروس.
وفي جانب آخر قال مدير الإدارة الرئاسية في الكرملين سيرغي ايفانوف خلال مؤتمر للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في استوكهولم أمس: «ما أقوله في الوقت الراهن هو أمر نظري وافتراضي، لكن إذا تيقنا يوماً من أن الأسد يخادع، فقد نغير موقفنا».
وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة «الأنباء السويدية» انه إذا تبين من دون أدنى شك أن أحد الأطراف في سورية كذب عبر نفيه استخدام أسلحة كيماوية، فان «ذلك يمكن أن يجعلنا نغير موقفنا ونستند إلى الفصل السابع... لكن كل هذا شيء نظري، حتى الآن لا توجد أدلة على ذلك».
ولم تتمكن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن من الاتفاق على مشروع قرار على رغم اجتماعات عدة حول هذا الموضوع. وبحسب أوساط الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فانه سيدافع الثلثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن «قرار ملزم بقدر الإمكان». من جهتها، طالبت الصين العضو الدائم في مجلس الأمن بتطبيق سريع للاتفاق حول «الكيماوي السوري»، معربة عن أملها في التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
ورفض «الائتلاف الوطني السوري» المعارض اقتراح إيران الحليفة للنظام السوري، تسهيل حوار بين المعارضة والنظام السوري معتبراً أنه يفتقر إلى «الصدقية». وقال في بيان أنه يعتبر «إعلان إيران هذا، على لسان رئيسها، أمراً يدعو إلى السخرية»، وذلك رداً على إبداء الرئيس الإيراني حسن روحاني في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية استعداد حكومته «للمساعدة في تسهيل الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة».
واعتبر «الائتلاف» أن إيران الحليفة للرئيس الأسد، «جزء من المشكلة» وأن العرض الإيراني «محاولة يائسة» لإطالة أمد «الأزمة» في سورية. لكن أوساط هولاند قالت إن الرئيس الفرنسي سيحض روحاني لدى لقائهما الثلثاء لحل الأزمة السورية.
وقالت مصادر في المعارضة السورية لـ «الحياة» إن وفداً من «الائتلاف» برئاسة الجربا سيلتقي خلال زيارته إلى نيويورك عدداً من المسؤولين بينهم كيري ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ووزراء خارجية الدول العربية ومجموعة الـ 11 في «مجموعة أصدقاء سورية»، مشيرة إلى أن اتصالات تجري لعقد «لقاء سريع» بين أحمد الجربا والرئيس الأميركي باراك أوباما.
ميدانياً، قتل 15 شخصاً بالرصاص والسلاح الأبيض في عملية نفذها الجيش النظام وموالين في قرية الشيخ حديد في حماة وسط البلاد، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأعلن «الائتلاف» أن «الجيش السوري الحر» سيطر أمس على ست قرى قرب «مؤسسة معامل الدفاع» في السفيرة شرق حلب، ذلك بعدما أعلنت غرفة عمليات مشتركة بدء عملية لـ «عزل» مواقع النظام في حلب وقطع خطوط الإمداد عن مراكز عسكرية بينها «مؤسسة معامل الدفاع» والمطارين العسكري والمدني.
وبدأت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تنفيذ الاتفاق الموقع مع «لواء عاصفة الشمال» في مدينة أعزاز في حلب، حيث أنها أطلقت تسعة محتجزين وسط وجود مطالب بإطلاق ثلاثين آخرين وتنفيذ باقي بنود الاتفاق الذي ضبط التوتر بين «الجيش الحر» و «الدولة الإسلامية».
 
«يونيسيف»: أطفال سوريون يعملون في لبنان ونصب الخيام وفكّها يومياً لحوالي 300 ألف لاجئ
بيروت - رويترز
قال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن اللاجئين السوريين في لبنان يعتمدون في شكل متزايد على عمل الأطفال لكسب المال لأسر تكافح حالياً لتدبير احتياجاتها الأساسية.
وعلى النقيض من دول أخرى تستضيف اللاجئين السوريين، لا توجد مخيمات رسمية في لبنان لتوفير شبكة أمان للاجئين الذين يعمل الكثيرون منهم لتوفير ما يحتاجونه من الطعام والماء والمأوى. والأطفال مهددون بالخروج من المدارس ودخول سوق العمل.
وقالت مديرة يونيسيف في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ماريا كاليفيس: «الأسر فقيرة ومعدمة بعد عامين ونصف العام من الحرب ولمواصلة العيش هنا فهناك نفقات كثيرة ينبغي سدادها والنتيجة هي ضرورة أن يعمل الأطفال». وأضافت: «يضطر كثير من هؤلاء الأطفال للحصول على أجر لمساعدة آبائهم في توفير الغذاء» لعائلاتهم.
وقالت كاليفيس إن بين نحو 400 ألف طفل لاجئ مسجلين التحق الربع فقط بمدارس عامة، لذلك على منظمات الاغاثة ان تسد الفجوة. ويعيش كثير ممن هم في سن الدراسة في مخيمات غير رسمية من دون وجود فصول دراسية دائمة.
ولا يسمح لبنان لمنظمات المساعدات بإقامة مخيمات رسمية للاجئين، كي لا يجعل أزمة اللاجئين أكثر وضوحاً في اراضيه. وأعرب لبنانيون عن قلقهم بسبب تجربتهم مع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي اخترقها النشطاء المسلحون خلال الحرب الأهلية اللبنانية في الفترة من 1975 حتى 1990.
وقالت كاليفيس: «لا يمكننا نصب خيام دائمة. في كل ليلة نقوم بفك الخيام ثم يتعين نصبها في كل صباح. هذا يحصل 365 يوماً في السنة: نصب الخيام وفكها لنحو 300 ألف طالب لاجئ».
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن زهاء 750 ألف لاجئ سوري يعيشون في لبنان. وتتوقع ارتفاع العدد إلى 1.3 مليون بحلول بداية العام المقبل و1.6 مليون، ما يشكل 37 في المئة من سكان لبنان بنهاية العام المقبل، وفق تقديرات عدد سكان لبنان قبل 2011.
وتهرب كثير من الأسر السورية من دون معيل الاسرة إما لمقتله أو لبقائه في بلاده. ولا توجد أمام الأسر اللاجئة خيارات كثيرة لكسب قوتها. وقالت كاليفيس إن كثيراً من النساء والأطفال يعملون في المزارع. وتعتقد «يونيسيف» أن أطفالاً سوريين ربما يعملون أيضاً في مصانع لكنها ما زالت تحقق في ذلك. وأضافت ان عمل الأطفال كباعة جوالين يبيعون أغذية أو لعب أطفال أو زهوراً أصبح مشهداً مألوفاً في بيروت. وقالت إنهم يكسبون عادة ما بين 2.5 وخمسة دولارات في اليوم.
وقالت إن المنظمة وشركاءها يحاولون زيادة الوعي بين الأسر في شأن خطر تعرضهم للاستغلال والانتهاكات، في حين تتفاوض مع أصحاب الأعمال لإعفاء الأطفال من العمل بعد الظهر لمواصلة دراساتهم.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليوني شخص سجلوا لاجئين لدى «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين»، فيما يعتقد ان العدد الفعلي اكبر من هذا بكثير. وهناك اكثر من اربعة ملايين نازح داخل الاراضي السورية. ويقدر عدد المدارس السورية المدمرة بنحو ثلاثة آلاف مدرسة.
ويأتي التعليم والصحة العامة على رأس أولويات «يونيسيف» حالياً. وجرى حتى الآن توفير نصف التمويل اللازم للمشروعات في هذين القطاعين للعام الجاري. وتحتاج إلى نحو 80 مليون دولار قبل نهاية 2013.
وقالت كاليفيس: «عندما زرنا أماكن داخل سورية، كنا نشاهد وسط القصف آباء يمسكون بأيدي أطفالهم ويذهبون بهم إلى المدارس القريبة. هذا يبين مدى أهمية تعليم أطفالهم بالنسبة اليهم. التعليم جواز مرور إلى مستقبلهم في وقت فقدوا فيه كل شيء آخر».
 
اتصالات لترتيب «لقاء سريع» بين أوباما والجربا في نيويورك
لندن - «الحياة»
قالت مصادر في المعارضة السورية لـ «الحياة» امس، ان وفداً من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة احمد الجربا بدأ زيارة الى نيويورك لعقد سلسلة اجتماعات على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، تشمل وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس ووزراء خارجية الدول العربية، مع احتمال «لقاء سريع» مع الرئيس الاميركي باراك اوباما وإلقاء كلمة امام اجتماع الجمعية العامة.
وسبق وصول وفد «الائتلاف» الى نيويورك، إجراء مسؤولين فيه اجتماعات مع مسؤولين غربيين، كان بينها لقاء عضو الهيئة السياسية موفق نيربية مع مسؤول الشؤون الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون.
وأوضحت المصادر ان وفد «الائتلاف» يضم نائب الرئيس سالم مسلط وكلاً من ميشال كيلو وبرهان غليون ولؤي صافي ونجيب غضبان ومنذر ماخوس، مشيرة الى ان البرنامج يتضمن لقاء مع مجموعة الـ 11 في «مجموعة اصدقاء سورية»، اضافة الى لقاء المبعوث الدولي - العربي الاخضر الابراهيمي والمسؤول السياسي في الامم المتحدة جيفري فيلتمان ووزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط اليستر بيرت. كما تجرى اتصالات لترتيب لقاء بين الجربا والرئيس التركي عبدالله غل او وزير خارجيته احمد داود اوغلو.
وكان الجربا طالب بإصدار قرار دولي بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة وتحييد القدرة الجوية والصاروخية للنظام السوري.
الى ذلك، نشر موقع «زمان الوصل» مضمون القرارات التي اتخذت في الاجتماع الاخير لـ «الائتلاف» في اسطنبول، وشملت «تكليف الدكتور جلال خانجي بتشكيل لجنة لموضوع سد الفرات (في شمال شرقي سورية) وتسمية هيئة من 11 عضواً في الهيئة العامة تتولى وضع خطة عملية توجّه عمل الائتلاف والجيش الحر تحل فور سقوط النظام» السوري.
وكانت الهيئة العامة انتخبت احمد طعمة لتشكيل حكومة موقتة، حيث نال 75 من اصل 97 عضواً صوتوا (12 بطاقة بيضاء) من اصل 114 عضواً في الهيئة العامة. وأبلغ مسؤولون معارضون دولاً غربية وإقليمية ان تشكيل الحكومة الموقتة سيؤدي الى وجود جهاز تنفيذي لتنسيق مصادر التمويل لتشكيل «جيش وطني» بما يساهم في بسط السلطة على الارض ومحاربة المتطرفين.
كما اقر «الائتلاف» المعارض «قانون السيادة الوطنية» الذي الزم بـ «خضوع كل الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق التي يبرمها مع أي جهة أخرى إلى مصادقة اول مجلس نيابي منتخب وله حق إقرارها أو تعديلها أو إلغائها بغالبية 64 صوتاً»، في ضوء إقرار الاتفاق بين «المجلس الوطني الكردي» و «الائتلاف» الذي حظي بموافقة 54 صوتاً من 80 عضواً.
 
القوات السورية تقتل 25 شخصاً في قرية الشيخ حديد في حماة
بيروت، دمشق - وكالات - قتل 25 شخصا بينهم امرأة وطفلين، واصيب عشرة اشخاص اخرين بالرصاص والسلاح الابيض في عملية نفذها الجيش السوري وميليشيات موالية للنظام في قرية الشيخ حديد السنية الواقعة في شمال غربي حماة.
وافاد امس، «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين والمصادر الطبية عبر مختلف انحاء سورية، ان «الجيش والميليشيات هاجمت القرية التي شهدت الجمعة اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، الذين تمكنوا خلال الاشتباكات من السيطرة على قرية الجلمة القريبة من الشيخ حديد».
وذكر «المرصد»، أن 26 شخصا لقوا حتفهم هم 16 جنديا و10 من افراد قوات الدفاع الوطني حين هاجم مقاتلو المعارضة نقطة تفتيش اول من أمس في قرية جلمة على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب الشيخ حديد.
وفي حماة أيضا، قامت القوات النظامية خلال الساعات الـ48 الماضية، بعمليات تفتيش عدة في حي الاندلس واعتقلت عددا غير محدد من الاشخاص حسب «المرصد».
في غضون ذلك، دعا ناشطون سوريون معارضون للنظام، تيارات المعارضة السورية التدخل لدى تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» الأصولي لمنعه من اعدام الضابط المسيحي انطون ملوحي الذي انشق عن جيش النظام قبل أشهر من سقوط مدينة الرقة بيد قوات المعارضة.
وأشار الناشطون الى أن ملوحي كان معتقلا لدى قوات النظام بعد تعاونه مع «الجيش السوري الحر» وتسليمه ناحية المنصورة في محافظة الرقة الى قوات المعارضة، قبل أن يتحول الى سجين لدى الأخيرة بعد سيطرتها على الرقة.
 
نشار لـ «الراي»: نخشى أن تذهب الصفقة بين موسكو وواشنطن في اتجاه حصر الأزمة بتدمير «الكيماوي»
 بيروت - من آمنة منصور
علّق عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري المعارض سمير نشار على ما وُصف بمبادرة للرئيس الايراني حسن روحاني أعلن فيها استعداد بلاده للعب دور الوسيط في الأزمة السورية والتعاون مع الولايات المتحدة على مكافحة «القاعدة»، موضحا أنه «من حيث المبدأ لا نستطيع أن نقول ان هناك مبادرة، والامر هو عبارة عن تصريح سياسي لم تُعرف أبعاده أو يُترجم الى خطة أو مبادرة ضمن بنود معينة يمكن أن يبنى عليها أو يمكن تفسيرها»، لافتا الى أن «ايران حتى الآن لم تظهر موقفاً محايدا أو تبتعد قليلا عن النظام السوري، بل لا تزال دولة داعمة للعدوان على سورية وتشارك بشكل فعلي وحقيقي فيه من خلال قواتها المباشرة وعبر قوات حزب الله وايضاً عن طريق ارسال ميليشيات شيعية من العراق».
ورأى في حديث أجرته معه «الراي» عبر الهاتف، أمس، أنه «كي تُترجم المبادرة الايرانية - اذا كانت لها صدقية - يجب أن تعلن ايران بشكل واضح وصريح أنها ستنسحب من سورية، اي تسحب قوات الحرس الثوري الايراني وترفع هيمنتها عن سورية وتطلب أيضا من حزب الله أن يسحب ميليشياته من داخل سورية، اضافة الى الميليشيات الشيعية الأخرى التي تساند نظام (الرئيس) بشار الأسد»، مضيفاً: «اذا فعلت ايران ذلك يمكن حينها قراءة أكثر وضوحاً لتصريح روحاني. وحتى الآن أعتبر ان الغاية من هذا التصريح هي ربما الدعوة الى الحوار مع الولايات المتحدة ليس فقط حول الملف السوري وانما أيضا حول الملف النووي الايراني».
وعن امكان تفادي «الجيش السوري الحر» المواجهة مع «الدولة الاسلامية في العراق والشام» لاسيما أن هذا الأمر يجعل الجيش الحر مضطراً ميدانياً الى خوض مواجهة مزدوجة في لحظة حرجة، ويؤكد سياسياً وجهة نظر النظام بأنه يواجه الارهاب لاسيما تجاه الغرب، قال: «بالتأكيد أن ما قلته صحيح، ونحن لطالما أكدنا في مواقع عدة أن الأولوية هي لقتال بشار الأسد واسقاط نظامه، وكان الجيش الحر يتجنب باستمرار الدخول في اشتباكات مع ثوار دولة العراق والشام رغم أن لديهم بعض الممارسات الشاذة التي لن يوافق عليها لا الائتلاف ولا قوى الثورة والمعارضة في الداخل، أي الجيش السوري الحر، بغية عدم اشاعة فتن في المناطق المحررة تفتت الجهود التي نحاول أن نبذلها لتدعيم موقف الثوار ضد نظام الأسد واجرامه. وما حصل هو أن جماعة دولة العراق والشام التي تعتمد على مقاتلين أجانب ويحملون ايديولوجية غريبة عن سورية والمجتمع السوري، بدأت تشعر كأنها بعيدة عن أي رقابة أو مواجهة معها من الآخرين فراحت تتمدد في الأجزاء المحررة في سورية ولاسيما في المناطق الشمالية والشرقية، وقد أدى هذا التمدد الى اصطدامها في كثير من الحالات، وان كانت محدودة، مع قوات الجيش السوري الحر وفي أكثر من مكان».
وعما اذا كانت المعارضة السورية ترى اليوم أن من المناسب فتح حوار مع طهران وموسكو بعدما أثبتتا مكانتهما في المقاربة الاقليمية للأزمة السورية، أجاب: «بالنسبة لروسيا حاولنا أكثر من مرة وعبر أكثر من وفد سابق من المجلس الوطني السوري زار موسكو، وايضا من خلال اجتماعات عدة خارج روسيا مع مسؤولين وديبلوماسيين روس سواء في باريس أو اسطنبول، ومع ذلك المواقف الروسية لم تتغير أبداً، بل نحن الآن امام موقف مشين للسياسة الروسية والرئيس فلاديمير بوتين الذي يدعم النظام السوري بهذا الشكل».
وحول الاستنتاج القائل إن المعارضة خسرت أيضا اخيراً، رغم قبول النظام السوري بتسليم السلاح الكيماوي من خلال اختزال المجتمع الدولي الأزمة السورية بالملف الكيماوي، لفت الى أن «هذا الموقف أوضحناه منذ البداية وحتى منذ طرح المبادرة الروسية. نحن كنا متحفظين على هذا الطرح، ونرى أن هذه مبادرة ومناورة في الوقت نفسه تحمل تضليلا وخداعاً سياسياً ومحاولة لكسب الوقت من النظام السوري بمساعدة الحكومة الروسية للتخلص من مترتبات تجاوزه الخط الأحمر الذي عبّر عنه الرئيس باراك أوباما الذي أعتقد أنه فقد الكثير من صدقيته لأنه تعامل بطريقة وضعت صدقيته على المحك. وحتى الآن على ما يبدو نجحت روسيا في امتصاص الزخم الأميركي الذي كان موجودا عندما اعتبرت واشنطن أن هناك جريمة حرب واستخدام أسلحة كيماوية وقالت انها تملك الأدلة من خلال أجهزتها الاستخباراتية وليس فقط لجنة التحقيق الدولية على أن النظام السوري هو من استخدم السلاح الكيماوي ضد الشعب. ومخيّب للآمال فعلاً الموقف الأميركي وأن تختصر القضية السورية بموضوع الأسلحة الكيماوية. ونحن نعلم أن موضوع الأسلحة الكيماوية سيمنح النظام السوري وقتاً طويلاً من المناورات ومحاولة تحصين مواقعه في سورية. ونعم النظام السوري لا يزال يستمرّ في القتل وارتكاب الجرائم وابادة الشعب السوري».
وعما اذا كانت المعارضة السورية مطمئنة الى السقف الذي سيتبناه مجلس الأمن ازاء الملف الكيماوي لنظام الأسد، قال: «نحن في يقظة وحذر، حتى الآن التصريحات الأميركية تطالب بقرار قوي وملزم لكن لم نسمع من وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه يريد قراراً تحت الفصل السابع ولاسيما تصريحاته البارحة والسابقة، التي تقول انه يريد قرارا صارما. لكن من أين تأتي الصرامة ان لم تكن تحت الفصل السابع؟ نخشى أن تذهب الصفقة السياسية بين الروس والأميركيين في اتجاه حصر الموضوع باستخدام ومصادرة وتدمير الأسلحة الكيماوية وهذا ربما يستغرق عاما كاملا ويتطلب أموالا كما ذكر بشار الأسد في تصريحاته مع «فوكس نيوز» وكأنهم أعطوه أكسجين اضافيا لنظامه لمدة تقارب سنة حتى يتخلص من أسلحته الكيماوية».
 
«الحر» يسيطر على سبع قرى بريف حلب.. والمعارضة تتهم النظام بارتكاب مجزرة بحماه وفشل اغتيال نجل مسؤول «الجبهة الشعبية» في مخيم اليرموك بدمشق

بيروت: «الشرق الأوسط» ... أحرز «الجيش السوري الحر» أمس تقدما ميدانيا في ريف حلب، محكما سيطرته على سبع قرى تقع بين معامل الدفاع في بلدة السفيرة ومطار حلب الدولي، بالتزامن مع اتهام المعارضة السورية القوات النظامية بارتكاب مجزرة بحق المدنيين في قرية الشيخ حديد، غرب مدينة حماه.
وأوضح ناشطون معارضون أن القوات النظامية التي خرجت من بلدة كرناز في ريف حماه بعد حصارها من قبل كتائب «الحر» اتجهت، مدعومة بعناصر ميليشيات شعبية، تعرف محليا بـ«الشبيحة»، نحو قرية الشيخ حديد، حيث «نفذت إعدامات ميدانية بحق مدنيين في القرية، أدت إلى سقوط 26 قتيلا فيها».
ونقلت مواقع إخبارية تابعة للمعارضة السورية عن الناشط الميداني ماهر حموي قوله إن «القتل جرى بالسكاكين وإطلاق النار العشوائي والسريع، كما أن القوات النظامية دفنت الجثث لمنع الناشطين من تصويرها».
ووصف «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» منفذي مجزرة الشيخ حديد بـ«عصابات إرهاب متوحشة». وأشار في بيان صادر عنه أمس إلى أنه «على الرغم من نفاد صبر السوريين من انتظار حل عن طريق المجتمع الدولي، يجد الائتلاف الوطني السوري نفسه مضطرا لاطلاع الدول الفاعلة، إضافة إلى الهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية، بمستجدات المجازر التي يرتكبها النظام بحق السوريين كل يوم، مسفرة عن سقوط المئات بين قتلى وجرحى».
وقال الائتلاف إن «هذه المجزرة هي الثانية من هذا النوع خلال الشهر الحال بعد تلك التي حدثت في قرية كفرزيبا بريف إدلب، وشهدت استخداما للسلاح الأبيض وراح ضحيتها 24 من المدنيين الأبرياء».
وسخر الائتلاف من موقف المجتمع الدولي، خاتما بيانه بالإشارة إلى أنه «يمكن للدول القلقة أن تطمئن، فرغم إتمام المجزرة بالسلاح الأبيض، وبدم بارد، وعن تعمد وسبق إصرار، رغم أن جميع من أزهقت أرواحهم فيها هم من المدنيين؛ فإن النظام لم يتورط هذه المرة باستخدام أي سلاح كيميائي محرم».
وتتبع قرية الشيخ حديد لبلدة كرناز في الشمال الغربي لمدينة حماه. وشكلت خلال الأيام الماضية هدفا لمدفعية القوات النظامية، مما أدى إلى نزوح عدد كبير من أهلها.
في موازاة ذلك، أعلن «الجيش الحر» سيطرته على سبع قرى في ريف حلب كانت خاضعة لسلطة القوات النظامية، من بينها ديمان وحسينية ورسم الشيخ. وأفاد ناشطون معارضون بأن «الاشتباكات لا تزال مستمرة في عدة قرى أخرى». كما تمكن «الحر» من تدمير ست دبابات في قرية الحمام وقتل جميع عناصر القوات النظامية»، وفق ناشطين.
وتأتي هذه المعارك بعد تمكن «الجيش الحر» من السيطرة على الطريق الذي يصل خناصر بمعامل الدفاع بهدف السيطرة على الأخيرة، التي تعتبر من أهم نقاط تجمع القوات النظامية في حلب، إضافة إلى كونها مستودعات أسلحة.
في موازاة ذلك، أعلنت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة»، عن «تعرض عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول الدائرة الأمنية والعسكرية فيها خالد جبريل لمحاولة اغتيال إرهابية نفذتها العصابات الإرهابية التي تسيطر علي مخيم اليرموك»، على حد تعبيرها.
يُذكر أن خالد جبريل هو النجل الأصغر للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، أحمد جبريل، وكان نجله الأكبر (جهاد) قتل في بيروت عام 2002.
وتحكم القوات النظامية حصارها على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، منذ عدة أشهر. وعلى الرغم من سيطرة كتائب الجيش الحر على مساحات واسعة في المخيم، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» الحليفة للنظام لا تزال تحتفظ ببعض المواقع العسكرية فيه.
 
ائتلاف المعارضة يرفض وساطة روحاني ويعتبرها محاولة لإطالة الأزمة ومشكلة المعارضة ليست مع الرئيس بل مع المرشد والحرس الثوري

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال .. رفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس اقتراحا إيرانيا أورده الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قبل أيام، ويقضي بتسهيل الحوار بين المعارضة والنظام السوري. وقال إن الاقتراح «يفتقر إلى الصدقية»، واصفا إياه بأنه «أمر يدعو للسخرية»، غير آبه بالإشارات الإيجابية الأخيرة التي يرسلها روحاني إلى المجتمع الدولي.
وكان روحاني أعرب في مقاله المنشور الخميس الماضي عن استعداده للمساعدة في «تسهيل إجراء الحوار»، مؤكدا «ضرورة التعاون المشترك بشأن التوجه نحو إجراء الحوار الوطني، سواء في سوريا أو البحرين». وشدد على وجوب «تمهيد الأجواء لتقوم شعوب الشرق الأوسط بتقرير مصيرها بنفسها».
وشكك الائتلاف السوري المعارض في قدرة إيران على المساعدة في تسهيل الحوار، معتبرا أنها «جزء من المشكلة». ورأى أنه «من الأجدى للقيادة الإيرانية أن تسحب خبراءها العسكريين ومقاتليها المتطرفين من أرض سوريا قبل أن تبادر بطرح المبادرات والتسهيلات أمام الأطراف المعنية».
وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض كمال اللبواني لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «كل ما يصدر عن حلفاء النظام السوري من مبادرات ودعوات هدفه توقي الضربة العسكرية»، معربا عن اعتقاده بأن «الطرفين الروسي والإيراني لن يقدما على أي خطة حقيقية لحل الأزمة، فيما لن يسلم النظام إلا جزءا من السلاح الكيماوي ويخفي الباقي منه».
ووجه اللبواني انتقادات قاسية إلى الرئيس الإيراني، مذكرا إياه بأن «الضباط الإيرانيين هم من يديرون العمليات العسكرية ويتولون الأمن والتخطيط الاستراتيجي». وقال إنه «من الأجدى لروحاني عوض كلامه المعسول هذا أن يبادر إلى سحب مقاتليه من سوريا»، مؤكدا أن «ما يريده السوريون اليوم هو إجراءات عملية، تبدأ بتسليم القتلة إلى المحاكم الجنائية ووقف عمليات القصف والقتل».
في المقابل، أبدى أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشأن السوري سامي نادر لـ«الشرق الأوسط» تفهمه لموقف المعارضة السورية، لكنه أشار إلى أن «مشكلتها الأساسية هي مع منظومة (المرشد الأعلى في إيران آية الله علي) خامنئي والحرس الثوري الإيراني، أي مع الجهة الداعمة للنظام ولمواجهته العسكرية»، مذكرا بأن «روحاني يقف على المقلب الآخر منهما».
ويرى نادر أنه «لا يمكن مقاربة موقف الرئيس الإيراني بشأن سوريا قبل التذكير بملامح الحوار الأميركي - الإيراني الجديد، بعد انفتاح أظهره روحاني ورد عليه الرئيس الأميركي باراك أوباما، ثم جرى تبادل رسائل ثنائية». ويعتبر أن «هناك أكثر من بادرة على جدية روحاني في انفتاحه، إذ إن قاعدته الشعبية لا تريد الحرب وعزلة إيران عن العالم وترغب في تفادي انفجار الاقتصاد بعد حصار أميركي موجع»، لكنه يشدد في الوقت ذاته على أن «روحاني لا يمثل إيران وحده، فهناك مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، الداعم الأساسي للنظام والممول والمدبر»، معربا عن اعتقاده أن «الدبلوماسية الأميركية تحاول اللعب على هذا التمايز، وكذلك الأمر بالنسبة لروسيا التي لم تكن لتمسك بالورقة السورية لولا التمايز الإيراني هذا، أي بعد انتهاء ولاية الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد».
وفي حين لم يستبعد نادر أن يكون «روحاني يحاول من خلال مواقفه لعب دور الوساطة، بمعنى أنه لم يصب الزيت على النار، كما عودنا نجاد والجناح المتشدد الإيراني»، يعتبر أن السؤال المحوري يبقى حول الطرف الذي يلعب على الآخر، بمعنى أنه «هل خامنئي هو من يعطي هذا الهامش لروحاني بهدف كسب الوقت أكثر؟ أم أن روحاني يدرك أن نفوذ خامنئي لن يدوم بعد أن حصل مرشحه للرئاسة على 11 في المائة من أصوات الإيرانيين، وبالتالي يحاول (روحاني) إرضاء جماهيره ودعم تطلعات قواعده؟».
 
مجزرة في حماة وتقدّم للجيش الحر في حلب وخطاب لأوباما في الأمم المتحدة للمطالبة بعواقب على دمشق
الكرملين: نغيّر موقفنا إذا كان الأسد يخادعنا
(ا ف ب، رويترز، قنا، سوا، الجزيرة)
بعد أن اندفعت موسكو في الدفاع عن بشار الأسد طيلة أكثر من سنتين ونصف من حربه ضد شعبه وقدّمت له شتى أنواع الدعم من عسكري وسياسي وديبلوماسي وصولاً إلى الدعم المادي، شعرت روسيا بأنها قد تكون ضحية الخداع الأسدي المأثور، فقام الكرملين أمس بتحذير نظام دمشق علناً وبشكل مباشر للرئيس السوري: "إن كنت تخادعنا فسنغيّر موقفنا".
ويلقي الرئيس الأميركي باراك أوباما خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الثلاثاء المقبل، يركز فيه على الأسلحة الكيميائية في سوريا وعلى مطالبة مجلس الأمن بقرار يتضمن عواقب على نظام الأسد في حال عدم تعاونه مع المجتمع الدولي.
ميدانياً، سيطر الثوار أمس على سبع قرى في ريف حلب بين معامل الدفاع في السفيرة ومطار حلب الدولي، ولكن مع ارتكاب نظام الأسد مجزرة بالرصاص والسلاح الأبيض في عملية نفذها شبيحته في قرية الشيخ حديد وسط البلاد.
فمن السويد أعلن مدير الإدارة في الرئاسة الروسية أمس، ان موسكو قد تغير موقفها حيال سوريا اذا ما تبين لها ان بشار الاسد "يخادع"، وذلك بعدما قدمت دمشق اللائحة المنتظرة لاسلحتها الكيميائية.
وقال سيرغي ايفانوف حسبما نقلت وسائل الاعلام الروسية خلال مؤتمر في ستوكهولم نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، "ما اقوله في الوقت الراهن هو امر نظري وافتراضي، لكن اذا تيقنا يوما من ان الاسد يخادع، فقد نغير موقفنا".
وأضاف في وقت لاحق في تصريحات اوردتها وكالة الانباء السويدية، انه اذا تبين من دون ادنى شك ان احد الاطراف في سوريا كذب عبر نفيه استخدام اسلحة كيميائية، فإن "ذلك يمكن ان يجعلنا نغير موقفنا ونستند الى الفصل السابع. لكن كل هذا شيء نظري، حتى الان لا توجد ادلة" على ذلك.
وفي مداخلته امام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، اكد ايفانوف مجددا معارضة روسيا لأي تدخل عسكري في سوريا التي تشهد نزاعا اوقع اكثر من 110 الاف قتيل في غضون 30 شهرا.
واعتبر المسؤول الروسي الكبير ان مكان الاسلحة الكيميائية سيعلن خلال اسبوع، مشدداً في الوقت نفسه على ان الجيش النظامي السوري لا يسيطر على كامل اراضي البلاد. وقال "ينبغي ان نعرف ان (الاسد) لا يسيطر على كل الاراضي (السورية). لا نعرف بعد اين يوجد كل احتياط الاسلحة الكيميائية جغرافياً. اعتقد ان ذلك سيتضح خلال اسبوع".
وفي مقابلة اجريت معه الاربعاء الماضي لكن التلفزيون الروسي بثها أمس، قدم ايفانوف تفسيرات لوجود كتابات بالابجدية الروسية على قطع قذائف ادرجت صور عنها في تقرير مفتشي الامم المتحدة الذين يجرون تحقيقا حول الهجوم الكيميائي في 21 آب قرب دمشق.
واضاف "في تلك الفترة، كنا نسلم اسلحة سوفياتية الى عشرات الدول"، مشيرا الى انه يمكن العثور على هذه الصواريخ في اي مكان من العالم. واضاف "يمكن العثور عليها خصوصا في ليبيا التي نهب مخزونها خلال الثورة الديموقراطية المزعومة".
وأعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية أمس وهو الموعد الذي حدده الاتفاق الروسي - الاميركي في 14 ايلول، ان سوريا سلمت اللائحة المنتظرة حول ترسانتها الكيميائية.
وعارضت روسيا الحليف الوفي لنظام دمشق، باستمرار استخدام القوة ضد النظام السوري. وتتهم مقاتلي المعارضة بالوقوف وراء الهجوم الكيميائي في 21 اب في ريف دمشق.
والخميس اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان موقف سوريا منذ الاعلان عن الاتفاق الروسي - الاميركي "يوحي بالثقة"، مقرا في الوقت نفسه بأنه لا يمكنه ان يؤكد "100 في المئة" ان النظام سيطبق حتى النهاية خطة تفكيك ترسانته الكيميائية.
وهذا الاتفاق الذي اعد بينما كانت واشنطن تهدد باللجوء الى عمل عسكري رداً على الهجوم الكيميائي في 21 آب قرب دمشق، والذي وقع في جنيف في 14 ايلول، ينص على ضرورة ان تسلم سوريا كامل ترسانتها الكيميائية التي سيتم تدميرها من الان وحتى منتصف 2014.
ويلقي الرئيس الأميركي باراك أوباما خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الثلاثاء المقبل يركز فيه على الأسلحة الكيميائية في سوريا، وإصدار قرار من مجلس الأمن يتضمن عواقب على نظام الأسد في حال فشله في التعاون مع المجتمع الدولي.
أضاف مساعد مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي بن رودس، أن أوباما سيؤكد ضرورة أن يقف المجتمع الدولي بحزم ضد استخدام الأسلحة الكيميائية وسيدعو للقيام بعمل ديبلوماسي واضح من أجل وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية وتدميرها في النهاية، بما في ذلك إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يتضمن عواقب على نظام الأسد في حال فشله في التعاون مع المجتمع الدولي في هذا المجهود.
ورفض الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس عرضا من الرئيس الإيراني حسن روحاني للمساعدة في بدء محادثات مع الحكومة السورية، وقال إن طهران لا يمكنها أن تلعب دور الوساطة بينما تقدم دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا لبشار الأسد.
وقال الائتلاف في بيان "من الأجدى للقيادة الإيرانية أن تسحب خبراءها العسكريين ومقاتليها المتطرفين من أرض سوريا قبل أن تبادر لطرح المبادرات والتسهيلات أمام الأطراف المعنية.. فهي جزء من المشكلة."
واعتبر الائتلاف العرض الإيراني "أمرا يدعو للسخرية وسط كل الدماء التي شاركت إيران بسفكها مع نظام الأسد من خلال الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري المقدم إلى الأسد".
وقال "لا شك في أن العرض الإيراني على لسان روحاني هو محاولة يائسة لإطالة أمد الأزمة وزيادة تعقيدها ويسعى به لتغطية ملفات شديدة التعقيد كالبرنامج النووي ودعم الإرهاب يجب على إيران أن تواجه العالم بها في الزمن القريب".
وفي باريس، التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الاليزيه صباح أمس.
وجرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون القائمة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها، بالإضافة إلى استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية ولا سيما الوضع في سوريا.
ميدانياً، سيطر الجيش السوري الحر على سبع قرى في ريف حلب بين معامل الدفاع في بلدة السفيرة ومطار حلب الدولي في ظل استمرار معارك أخرى، في حين قُتل 15 شخصا بالرصاص والسلاح الأبيض في عملية نفذها الجيش السوري وميليشيات موالية للنظام في قرية سنية بوسط سوريا.
ومن بين القرى التي سيطر عليها الثوار ديمان وحسينية ورسم الشيخ، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة في عدة قرى أخر، وقد استطاع الثوار تدمير ست دبابات في قرية الحمام وقتل جميع عناصر قوات النظام.
وتأتي هذه المعارك بعد تمكّن الثوار من السيطرة على الطريق الذي يصل خناصر بمعامل الدفاع سعياً للسيطرة على معامل الدفاع التي تُعد أقوى نقطة تجمع لقوات النظام في حلب ومركز تزويد قوات النظام بالأسلحة.
وأعلنت شبكة شام الإخبارية مقتل شخصين وعدد من الجرحى معظمهم في حالة خطرة جراء هجوم على مدينة السفيرة بريف حلب.
وبالتزامن مع هذه التطورات، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة حي برزة في دمشق الذي يشهد كذلك اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على جبهة الإنشاءات العسكرية، وفقا للمصدر ذاته.
ويقول المصدر ، فإن قوات النظام تقصف بالمدفعية الثقيلة مدن معضمية الشام وداريا ويبرود وببيلا، مستهدفة عدة مناطق في الغوطة الشرقية، وسط اشتباكات عنيفة على الجبهة الشمالية لمدينة معضمية الشام.
كما أوضح المجلس المحلي لمدينة داريا أن هناك اشتباكات على الجبهة الغربية للمدينة بين الجيشين الحر والنظامي إثر محاولة الأخير التقدم ضمن أحياء المعضمية لتأمين طريق القنيطرة (الأربعين).
وقال المرصد السوري إن امرأة وطفلين بين ضحايا هجوم القوات والميليشيات الموالية للأسد على قرية الشيخ حديد.
وتابعت أن 26 شخصا لاقوا حتفهم هم 16 جنديا وعشرة من افراد قوات الدفاع الوطني حين هاجم مقاتلو المعارضة نفطة تفتيش قريبة امس، كما نشب قتال في قرية جلمة على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب الشيخ حديد أمس.
وقدرت شبكة شام الإخبارية اعداد القتلى في الشيخ حديد بالعشرات لكنها لم تذكر تفاصيل.
وسيطرت المعارضة على عدة قرى جنوب حلب أمس في مسعاها لعزل أكبر مدينة سورية عن قوات الأسد لمنع وصول الامدادات والتعزيزات من دمشق.
 
الضربة العسكرية الغربية لا تزال على طاولة التفاوض لكن المحاذير والمخاطر تشكل تحديات كبيرة للغرب
"أ ب"... باريس - "النهار".. سمير تويني
هل يمكننا اعتبار ان الخيار العسكري سحب عن طاولة المفاوضات وان الوضع في سوريا انتقل من مرحلة الى أخرى من ضربة عسكرية الى الديبلوماسية الهادئة؟
 الفرنسيون والأميركيون يقولون "لا"، فهم يعتبرون ان تعديل الموقف الروسي جاء بعد تهديدهم بضربة عسكرية. ويقول الرئيس بشار الاسد "لا" وهو يطالب بالتخلي عن التهديد بضربة عسكرية مقابل تسليمه سلاحه الكيميائي. وتقول روسيا "لا" ويمكنها ان توافق على إمكان وضع الاتفاق الاميركي - الروسي في جنيف تحت الفصل السابع مع المحافظة على حقها بنقض اي قرار ضد سوريا.
اذا بقي الخيار العسكري كما اكد وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بداية الأسبوع على الطاولة، فهل سيستخدم وكيف؟ فهل يكون بالضغط على النظام السوري لفرض عليه قرار أو لمعاقبته؟ وهل سيكون هناك منطق استراتيجي تناسته الديبلوماسية بعض الوقت ورفعت خيار التدخل العسكري "كحجة ديبلوماسية"، على رغم ان الاستراتيجية تعني "المناورة" للدفاع عن مصالح البلدان. والمصلحة العامة للدول تقتضي وجود رؤية سياسية واضحة للمصالح وللهدف المنشود مع الاخذ في الحسبان اهداف الخصم ومصالحه. وفي السياق استخدام السبل والضغوط الدولية والداخلية ونتائجها المرجوة من جراء اي عمل عسكري.
السؤال هو كيف يمكن استخدام الردع العسكري من اجل "مصالح محدودة"؟ وكيف يمكن لنظام بشار الاسد الرد بشكل مباشر أو غير مباشر على فرضية ضربة عسكرية على سوريا؟ وما هي شكل هذه الضربة العسكرية؟ وهل سيوافق الرأي العام الغربي على أي عملية عسكرية؟
على رغم ان خيار ضربة عسكرية ابتعد بعد المفاوضات الاميركية-الروسية التي وضعت السلاح الكيميائي السوري تحت الرقابة الدولية بانتظار تدميره، لا يمكن الجزم بان الخيار لن يطرح مجددا. وللتذكير فان الضربة العسكرية الغربية على سوريا كانت قيد البحث غربيا منذ أكثر من عام لفرض حظر طيران او ممرات انسانية... وقد تكون محدودة ولكن كيف وأية أهداف ستضرب؟
التوافق بين الأهداف السياسية والعسكرية للضربة يشكل تحديا لان مصالح الدول الغربية ضعيفة ومعقدة وغير واضحة للرأي العام الغربي: فهي استخدام سلاح كيميائي أو جرائم ضد الإنسانية ارتكبها النظام السوري أو دعم للدول العربية الخليجية المناهضة للحلف السوري الإيراني... ان الأسباب الموجبة عدة ولكنها غير واضحة عسكريا، وغير مقنعة للرأي العام الغربي الذي يعارض اي تدخل عسكري.
وهل تعني ضربة محدودة عدم دخول الجيوش في أي معركة ارضية بل القيام بضربات بواسطة الطيران والصواريخ؟ وكم ستستمر هذه الضربة وما هي الأهداف؟
يجب من الناحية العسكرية ان تكون الضربة المحدودة فاعلة ولا تؤدي الى اي تصعيد. وضربات محددة كما حصل في لبنان عام ١٩٨٣ ستؤدي حتما الى اظهار التردد الغربي وإضعاف تأثير ردع هذه الدول، حتى أنها ستجعل دمشق ترد بشكل غير مباشر عليها. اما ضربة عسكرية قوية ولمدة طويلة لإسقاط النظام فستؤدي حتما الى تصعيد إقليمي. وفي السياق يجب ان تكون الضربات العسكرية اقرب ما يكون الى اهداف عسكرية غير مرتبطة بالأهداف السياسية المرجوة. وهذا الخيار معناه قصف مراكز محددة وتدميرها ليتوافق مع الاهداف السياسية ليضبط خطر التصعيد واضعاف الردع.
ولا يمكن قصف فقط التجمعات العسكرية التابعة للنظام من دون حدوث تعاون وثيق على الأرض مع قوى حليفة. ومساندة المعارضة بشكل غير مباشر وقد يؤدي ذلك الى خطرين خطر التصعيد وخطر الغرق في المستنقع السوري من دون نتائج سريعة. وسيتحول الغرب الى قوة جوية حليفة للراديكاليين.
فالضربات ستكون اذا استراتيجية موجهة ضد اهداف رمزية للنظام لاضعاف قدراته الاستراتيجية مثل السلاح الكيميائي، غير أنها اهداف صعبة ولا يمكن تدميرها بشكل امن، كما حدث في العراق عام ١٩٩٠ فاحراز نتائج يحتاج الى وقت طويل، وكما تستطيع دمشق إخفاء صواريخها المحملة رؤوس كيميائية.
وتشكل مراكز القيادة والدفاع الجوي والبحري والمطارات ومستودعات الأسلحة اهداف لحملة عسكرية. والى رمزية إصابتهم فان تدميرهم قد يساعد المعارضة السورية لافتقاد النظام سلاحا أساسيا. وقد يشكل ذلك رسالة واضحة للنظام له ولن تتمكن ايران وروسيا من الدفاع عن هذا السلاح خوفا من تصعيد إقليمي. والقضاء على منظومة الرادارات سيضعف النظام امام اي ضربات أخرى. وتبدو هذه الأهداف الخيار الأفضل امام فرضية الضغوطات الدولية والسياسية التي قد تتعرض لها الدول الغربية التي قد تشارك في عملية عسكرية.
وهناك تساؤل لماذا لم تحصل الضربة العسكرية بعد التجيش الذي حصل من اجلها؟
بعد الحرب العراقية والحرب على الإرهاب في افغانستان ان الرأي العام الغربي يرفض العمليات العسكرية غير الحيوية بالنسبة اليه. لذلك كان الطرح لعملية جوية وبصواريخ بالستية ايوضع القوات بعيدا عن الأهداف خشية من رد الصواريخ السورية المضادة للطائرات. وفي حال عدم استخدام السلاح الجوي فان النتائج العسكرية ستكون فاشلة لعدم قدرة الصواريخ الباليستية إصابة السلاح الكيميائي المخزن داخل تحصينات تحت الأرض.
فماذا ستكون النتائج؟ يمكن تصور أضرار جانبية على رغم دقة هذه الصواريخ، وبإمكان النظام استخدام دروع بشرية، واصابتها قد تشكل فشلا ذريعا لأي تحالف عسكري على النطاق السياسي ويتحول النظام الى ضحية.
ويمكن النظام ان يرد على الضربات باستخدامه السلاح الكيميائي على نطاق أوسع. وقد يؤدي ذلك الى إفشال عملية عسكرية هدفها تدميره، والى تصعيد عسكري بعيدا عن الهدف الأولي للضربة العسكرية.
ويمكن لموسكو التي وضعت "فيتو" على اي تدخل خارجي تسليم النظام السوري صواريخ ضد الطيران محمولة قد تفقد إسرائيل سيطرتها الجوية وقد يؤدي ذلك الى تعديل التوازن الاستراتيجي في المنطقة.
فالدخول في حرب خصوصا عندما تكون الأهداف محدودة يشكل خطرا لانه لا يمكن تقدير نتائجها ويجب الأخذ في الاعتبار تتطورها الذي يمكنه ان يغير الواقع الإقليمي والدولي دون ان يقدم اي حل للمشكلة التي أدت الى هذه الحرب.
والتهديد للدفاع عن مبدا فيما النظام السوري يدافع عن وجوده أضعف هذا الردع. فواشنطن وباريس ترفضان اي تدخل عسكري مباشر بجيش لان مدة التدخل ستطول. والحديث عن تدخل عسكري يدوم منذ أكثر من عام دون اية نتيجة اضافية الى المواقف المترددة جعل النظام السوري يتصور ان الخط الأحمر التي وضع غير جدي.
ومن هذا المنطلق كان صعبا على باريس وواشنطن ردع سوريا من استخدام سلاحها الكيميائي غير ان الدول الغربية ارتأت خوفا من تفسير هذا التردد ازاء ايران وكوريا الشمالية وضع صدقيتها على المحك لمنع انتشار السلاح المحظر.
وفي السياق لا يمكن دخول هذه الدول في منطق تغيير نظام لان ذلك سيؤدي الى توقف حوار السلاح لان المحكوم عليه بالإعدام سيستخدم جميع طاقاته العسكرية.
 

المصدر: مصادر مختلفة

A Gaza Ceasefire..

 الأحد 9 حزيران 2024 - 6:33 م

A Gaza Ceasefire... The ceasefire deal the U.S. has tabled represents the best – and perhaps last… تتمة »

عدد الزيارات: 160,791,238

عدد الزوار: 7,177,677

المتواجدون الآن: 124