«أطباء بلا حدود» تطالب بوصول المساعدات إلى مناطق القتال أسوة بمفتشي «الكيماوي»....قصة عائلة سورية حملتها قوارب الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا..

أول أيام العيد... قذائف على قلب دمشق وغارات على ضواحيها... وتقدم للثوار في دير الزور.....مجموعات كردية تنضم إلى «الجيش الحر»

تاريخ الإضافة الخميس 17 تشرين الأول 2013 - 7:02 ص    عدد الزيارات 2341    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

سورية «تُعيّد» على وقع القصف والغارات
لندن - «الحياة»
لم تشهد سورية، أمس، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، هدنة أو «استراحة محارب»، بل بالعكس سُجّل تصعيد واضح في حدة القصف الجوي والمدفعي الذي تقوم به قوات الرئيس بشار الأسد ضد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. ولوحظ أن طائرات النظام شنّت عشرات الغارات الجوية بطائرات «الميغ» على بلدات تقع في ضواحي دمشق الجنوبية المحاصرة والتي تتعرض لمحاولات اقتحام تشارك فيها، كما يتردد على نطاق واسع، وحدات من «حزب الله» اللبناني ومقاتلون من «لواء أبو الفضل العباس» العراقي. لكن على رغم ذلك لم يُسجّل أي تقدم ميداني لقوات النظام، في مقابل إعلان الثوار تسجيلهم انتصارات على الأرض في دير الزور بشرق سورية وفي حماة بوسطها. كما أعلنوا شن هجوم جديد لتحرير آلاف السجناء من سجن حلب المركزي الذي تعرض فجراً لتفجير «انتحاري» أعقبه هجوم للمقاتلين.
وفي موقف مرتبط بالأزمة السورية، أكد السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي أن مؤتمر «جنيف 2» يجب أن يعمل على «الإعداد لانتقال سياسي حقيقي للسلطة، أما إذا لم يكن هذا هو الهدف فسيكون هناك غموض في الصورة لا يتفق مع واقع الأمور». وشدد المعلمي، في حديث إلى «الحياة»، عشية انتخاب المملكة العربية السعودية عضواً غير دائم في مجلس الأمن، على رفض الرياض «اختزال القضية السورية في مسألة الأسلحة الكيماوية». وانتقد «الدور السلبي لإيران الذي لا يؤهلها لأداء دور فعال في صنع السلام وصنع سورية الجديدة»، داعياً طهران الى «التخلي عن دعم النظام والمجموعات المسلحة الداعمة له». وأوضح ان دعمها «حزب الله» في لبنان «تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية».
وتزامنت التطورات الميدانية في سورية مع ظهور علني للرئيس بشار الأسد خلال مشاركته في صلاة العيد في مسجد السيدة حسيبة في حي دمر في دمشق. وعرضت وسائل الإعلام الحكومية صوراً له داخل المسجد وهو يصلّي ثم يتقبل التهاني بالعيد محاطاً بمسؤولين ورجال دين بينهم الإمام توفيق البوطي، نجل محمد سعيد البوطي رجل الدين السني المؤيد للنظام والذي قُتل في عملية تفجير استهدفته في آذار (مارس) الماضي. كما أظهرت صور أخرى الأسد خارج المسجد محاطاً بحشود من مؤيديه. لكن مصادر المعارضة تحدثت عن قصف تعرضت له المنطقة التي يقع فيها المسجد، في تكرار على ما يبدو لما حصل في آب (أغسطس) الماضي حين حضر الأسد إلى مسجد دمشقي آخر خلال عيد الفطر وتعرض موكبه لهجوم بالقذائف، كما أعلن الثوار آنذاك.
لكن قصف المعارضة أمس بدا أنه طال أحياء عديدة في دمشق. إذ سُجّل سقوط قذيفة على كنيسة في باب توما وأخرى في منطقة الشيخ رسلان بباب شرقي، كما سقطت قذائف قرب السفارة الروسية في حي المزرعة بوسط دمشق، إضافة إلى قذيفة في حديقة ملعب الفيحاء شرق حي التجارة. وذكرت «شبكة شام» الإخبارية أن ثماني قذائف سقطت على أحياء المهاجرين والمالكي والروضة بدمشق، وقذيفة هاون على باب مسجد الصحابة قرب منطقة الجزماتية بحي الميدان.
وأوردت وكالة «فرانس برس» أن التلفزيون الرسمي السوري بث أمس مشاهد مصورة لزوجة الرئيس السوري أسماء الأسد أكدت خلالها أنها موجودة في سورية مع زوجها وأولادها، وان هذا هو مكانها الطبيعي. وبدت أسماء الأسد في لقطات تقوم خلالها بمواساة أهالي «شهداء» وطمأنة أطفال وتقبيلهم والوقوف الى جانبهم لالتقاط صور. ولم يحدد التلفزيون تاريخ التقاط الصور.
وقالت أسماء الأسد، رداً على سؤال يطرح عليها في الشريط الذي حمل عنوان «جذورنا بالأرض»، عما يشاع عن وجودها خارج سورية، «انا موجودة هنا. زوجي واولادي موجودون في سورية. من البديهي أن اكون موجودة معهم». وأضافت: «انا مثل أكثرية السوريين تربيت... على انه مهما عاش أحدنا وسافر وغاب، لا يوجد أغلى من بلده. انا اليوم أم لثلاثة أولاد صغار ومسؤوليتي تجاههم أن اربيهم على المفهوم نفسه». وتابعت: «كيف يمكنني أن أربيهم على أن يحبوا سورية إذا كانوا لا يعيشون فيها؟ كيف أعلّمهم على ثقافة بلدهم وتاريخ بلدهم اذا لم يعيشوا في منازلهم ويأكلوا من أكل بلادهم؟ هذا مستحيل». وختمت «انا موجودة هنا أمس واليوم وغداً».
وأظهر الشريط زوجة الرئيس السوري وهي تقوم، مع مجموعة من الأطفال، بزرع اشجار زيتون. وقد ارتدت سروالاً من الجينز مع قميص قطني رمادي عليه رسم العلم السوري. وبدت هادئة وباسمة.
 
أول أيام العيد... قذائف على قلب دمشق وغارات على ضواحيها... وتقدم للثوار في دير الزور
لندن - «الحياة»
مرّ أوّل أيام عيد الأضحى على السوريين حزيناً أمس، في ظل تصعيد واضح في حدة المعارك بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة. وفي حين لم يُسجّل أي طرف تقدماً ميدانياً واضحاً على حساب الطرف الآخر، أفادت معلومات عن قصف عنيف بطائرات «الميغ» على المناطق التي يسيطر عليها الثوار في دمشق وضواحيها، لا سيما الجنوبية التي يحاول النظام اقتحامها، وأيضاً في ريف درعا بجنوب البلاد. وفي المقابل، سجّل الثوار تقدماً على الأرض في دير الزور بشرق سورية، كما أُفيد بأنهم شنّوا فجراً عملية كبيرة لتحرير السجناء المحتجزين في سجن حلب المركزي.
ووصل القصف أمس إلى قلب العاصمة دمشق. إذ سُجّل سقوط قذيفة على كنيسة الأرمن الكاثوليك في باب توما وأخرى في منطقة الشيخ رسلان بباب شرقي. كما أفيد عن سقوط قذائف هاون عدة بالقرب من السفارة الروسية في حي المزرعة بوسط دمشق، إضافة إلى سقوط قذيفة في حديقة ملعب الفيحاء شرق حي التجارة وسط العاصمة السورية أيضاً. وذكرت «شبكة شام» الإخبارية أن ثماني قذائف سقطت على أحياء المهاجرين والمالكي والروضة بدمشق، كما سقطت قذيفة هاون على باب مسجد الصحابة قرب منطقة الجزماتية بحي الميدان بدمشق من دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين.
وجاء القصف على قلب العاصمة بالتزامن مع اشتباكات في ضواحيها.
ففي ريف دمشق، قصفت قوات الرئيس بشار الأسد، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، بلدات البلالية والنشابية وحزرما من جهة مطار دمشق الدولي، في وقت استهدف قصف أحياء داريا وعربين. وكانت داريا تحديداً هدفاً لغارات عدة من الطيران الحربي منذ الصباح، بالتزامن مع قصف وصفته مواقع المعارضة بـ «الهمجي» من الجبال التي تتمركز فيها الفرقة الرابعة.
وأفيد بأن 10 قتلى سقطوا بقصف بطيران «الميغ» والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ استهدف حي العسالي في دمشق، في وقت سُجّل قصف من الطيران الحربي على مدينة معضمية الشام بريف دمشق بالتزامن مع قصف مدفعي على المدينة التي نزح آلاف من سكانها وسط توقعات باقتحامها من قوات النظام. وقصف الطيران الحربي حي جوبر في دمشق بالتزامن مع قصف براجمات الصواريخ.
وتحدث موقع معارض عن «حملة مكثفة (من قوات النظام) لاقتحام البويضة بريف دمشق، (في ظل) حشد التعزيزات العسكرية على أبوابها». وتوجّه الموقع إلى «الثوار والألوية والكتائب» قائلاً: «لا تدعو بلدات جنوب دمشق تسقط الواحدة تلو الأخرى... انقذوها قبل فوات الأوان». وكانت قوات النظام بالتعاون مع مقاتلين شيعة حققت تقدماً في الأيام الأخيرة وسيطرت على بلدات كانت خاضعة للثوار قرب السيدة زينب في جنوب دمشق.
وذكرت «شبكة شام» أن أربعة قُتلوا وعدداً كبيراً من الجرحى سقط نتيجة القصف على البويضة جنوب دمشق بالمدفعية الثقيلة ومن الطيران الحربي وسط اشتباكات عنيفة على أطراف البلدة بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام البلدة مدعومة بقوات «حزب الله» و «لواء أبو الفضل العباس».
وفي الغوطة الشرقية، سُجّل قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على بلدات ريف دمشق الشرقي من إدارة الدفاع الجوي في المليحة. كما تعرضت بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية أيضاً لقصف براجمات الصواريخ. وأفادت معلومات عن قصف عنيف تعرضت له بلدات البلالية والنشابية وحزرما في الغوطة الشرقية من قبل قوات الأسد المتمركزة حول مطار دمشق الدولي. وتعرضت عربين قرب دمشق لقصف بطيران «الميغ»، تزامن مع قصف براجمات الصواريخ لبلدة حزرما بالغوطة الشرقية.
وفي محافظة حمص، سُجّل قصف عنيف على جبل الحصن، في حين تم استهداف حي الوعر في قلب مدينة حمص بصاروخ أرض - أرض تبعه تمشيط الحي بقذائف الهاون من عيار 180 ملم.
وفي ريف حلب، استهدف الجيش الحر جنود النظام المتمركزين في قرية تل حوسة القريبة من مطار كويرس بالصواريخ. وفي ريف حلب الغربي، وقعت اشتباكات عنيفة في محيط بلدات خان العسل وخان طومان بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول استعادة هذه البلدات من أيدي الثوار.
وأوردت «شبكة شام» الإخبارية أن «عملية استشهادية» نُفّذت صباح أمس بعربة «بي إم بي» مفخخة «استهدفت قوات الأسد في سجن حلب المركزي بمدينة حلب، واشتباكات عنيفة تجرى الآن لتحرير السجن».
وفي ريف حلب، تعرضت مدينة السفيرة بقصف بالبراميل المتفجرة من طائرات النظام في أول أيام عيد الأضحى. وفي نوى بمحافظة درعا الجنوبية وقعت اشتباكات عنيفة في محيط كتيبة الكونكورس، في ظل استمرار القصف على الحي الجنوبي من المدينة. كما شن الطيران الحربي غارات على مدينة بصر الحرير ومدينة طفس وبلدة النعيمة بريف درعا. وفي دير الزور، أعلنت مصادر الثوار أن مقاتليهم تمكنوا في «معركة الجسد الواحد» من تحرير حاجز جميان في حي الصناعة. كما أوردت مصادر المعارضة أيضاً أنباء عن السيطرة على شارع شباط وعدد من أبراج الجيش المحيطة به في منطقة الرشدية في دير الزور «بعد معارك عنيفة» كانت لا تزال مستمرة. وأوردت «شبكة شام» أيضاً معلومات عن «تمكن الجيش الحر من تحرير حاجز لحايا جنوب مدينة مورك بريف حماة. وقد قُتل بالعملية 5 من جنود الأسد وهرب الباقون». كما تعرضت اللطامنة في ريف حماة لقصف مماثل بالبراميل المتفجرة.
 الحكومة السورية: قتل إرهابيين
أما وكالة «سانا» الحكومية فذكرت بأن قوات النظام دمرت مواقع لمن وصفتهم بـ «الإرهابيين» في جنوب غربي التواني الواقعة بمنطقة القلمون وشمال شرقي دير عطية وشمال شرقي النبك وفي الجرود الغربية لمنطقة معلولا. ونقلت عن مصدر عسكري أن وحدة من الجيش أحبطت محاولة تفجير عبوات ناسفة زُرعت تحت جسر الضمير قرب سكة القطار على طريق الضمير - تدمر.
كما ذكرت أن القوات الحكومية قتلت أعضاء في مجموعة مسلحة «بعض أفرادها من الجنسية الأردنية» في حي برزة وفي قرى وبلدات بريف دمشق. كذلك، أشارت إلى مقتل مسلحين في اشتباك مع وحدة من الجيش جنوب شرقي الكورنيش الوسطاني في حي جوبر. وتحدثت أيضاً عن مقتل مسلحين في زملكا وسقبا.
وأوردت «سانا» أن وحدات الجيش بـ «التعاون مع الأهالي» أعادت «الأمن والاستقرار إلى قريتي البرغوثية والعرشونة ومزرعة العفافرة بريف حماة بعدما قضت على آخر تجمعات الإرهابيين وفلولهم فيها».
أما في حمص، فذكرت «سانا» أن الجيش قتل «عدداً من الإرهابيين أثناء محاولتهم التسلل إلى حي جورة الشياح» من منطقة سوق الجاج والمدرسة الهاشمية ومكتب دفن الموتى في مدينة حمص. وأشارت إلى قصف استهدف «تجمعات الإرهابيين» في أحياء القصور والقرابيص وباب هود والحميدية والصفصافة.
وفي ريف اللاذقية، تحدثت الوكالة السورية الرسمية عن «عملية نوعية» نفذتها القوات النظامية ضد المجموعات المسلحة في قرية عين عيسى ما أدى إلى «مقتل 19 إرهابياً بينهم المدعو أبو خالد التيجاني من الجنسية التونسية».
وفي محافظة حلب، أشارت «سانا» إلى إحباط «محاولة إرهابيين التسلل من اتجاه جامع خالد بن الوليد إلى حي صلاح الدين».
 أطباء بلا حدود
وفي باريس (أ ف ب) دعت منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية أطراف النزاع في سورية والدول النافذة ايضاً الى بذل كل ما في وسعها للسماح للعاملين الانسانيين بنقل المواد الغذائية والادوية الى المناطق التي تحتاج اليها في هذا البلد.
وقال المدير العام للمنظمة كريستوفر ستوكس في بيان إن «اطباء بلا حدود تدعو السلطات السورية ومجموعات المعارضة والدول التي تتمتع بنفوذ في هذا النزاع، الى أن تضمن كلها تمكين العاملين الانسانيين من العمل في كل أمان ومن دون عراقيل». وأضاف ستوكس ان «المساعدة الانسانية يجب ان تنتشر فوراً في كل مناطق البلد التي تحتاج اليها»، مشيراً الى ان «التحرك السياسي المكثف» بشأن الأسلحة الكيماوية سمح بإرسال مفتشين الى مناطق لا يمكن للعاملين الانسانيين ان يدخلوها.
وعلى خط موازٍ، فإن خطف سبعة عمال انسانيين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري في نهاية الاسبوع الماضي في شمال سورية، والذين تم الافراج عن اربعة منهم يوم الاثنين، يدل على المخاطر الكبيرة التي يواجهها يومياً العاملون الانسانيون الذين يحاولون مساعدة ضحايا النزاع.
 
الأسد يؤدي صلاة العيد في مسجد في دمشق
دمشق - أ ف ب
أدى الرئيس السوري بشار الأسد الثلثاء صلاة عيد الأضحى في مسجد في دمشق، كما أفادت وسائل الإعلام الرسمية. وبث التلفزيون السوري صوراً للأسد يدخل مسجد حسيبة ويحيّي المصلين قبل أن يبدأ صلاة اليوم الأول من العيد.
وأمّ الصلاة الإمام توفيق البوطي نجل محمد سعيد البوطي رجل الدين المؤيد للنظام الذي قتل في اعتداء في آذار (مارس) الماضي.
وفي 8 آب (أغسطس) شارك الأسد في صلاة عيد الفطر في مسجد في دمشق أيضاً.
وسقطت قذائف هاون في المنطقة نفسها آنذاك كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان فيما قال ناشطون إن هذه القذائف «استهدفت» الموكب الرئاسي. وقد أوقع النزاع في سورية اكثر من 115 ألف قتيل في سنتين ونصف سنة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان وتسبب بنزوح مليوني سوري.
 
مجموعات كردية تنضم إلى «الجيش الحر»
لندن - «الحياة»
أعلنت مجموعات سورية معارضة أمس توحد تشكيلات كردية في إطار «الجيش الحر» وذلك بهدف «توحيد الصفوف».
وجاء في بيان أنه «نتيجة للقاءات التي تمت بين المجلس العسكري الكردي في محافظة الحسكة لحركة أحرار الكورد والمجلس الثوري الكردي السوري - الكوملة (قوات الكوملة) تم الاتفاق على إعلان الاتحاد بين الطرفين مع ضرورة التنسيق والعمل المشترك ميدانياً ضمن صفوف الجيش السوري الحر وبقيادة المجالس العسكرية التابعة للأركان العامة للجيش السوري الحر ضمن خصوصية المعركة ضد النظام في كل منطقة».
وتابع البيان: «نعلن أننا نتجه الآن لعقد مؤتمر عام سينتج منه قيادة موحدة سياسية وعسكرية». وحمل البيان توقيع «المجلس العسكري الكوردي في الحسكة» و «كتيبة الشهيد محمود والي» و «كتيبة الشهيد مشعل التمو» و «كتيبة الشهيد إبراهيم هنانو» و «كتيبة الشهيد سليمان ادي» وعن رئيس المجلس العسكري الكوردي في الحسكة العقيد حسن أوسو والنقيب عدنان خالد نائب رئيس المجلس العسكري. كذلك حمل البيان توقيع «المجلس الثوري الكردي السوري - الكوملة» (قوات الكوملة) الذي يضم «لواء صلاح الدين الأيوبي» و «لواء يوسف العظمة» و «لواء الكرامة» و «كتيبة عثمان بن عفان - ريف حماة الغربي». ووقع نيابة عنهم بسام حجي مصطفى رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري الكردي.
 
هجومان على مسجدين في دمشق أثناء صلاة العيد والائتلاف يطالب بوقف «التجويع المنهجي» وأنباء عن اتفاق لتسليم المعبر الحدودي مع تركيا للواء التوحيد إثر اشتباكات أعزاز

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا .. تعرض مسجدان في العاصمة السورية، صبيحة عيد الأضحى، لهجومين منفصلين، أسفر أحدهما عن مقتل وإصابة عدد من المصلين، بالتزامن مع أداء الرئيس السوري بشار الأسد صلاة العيد في مسجد حسيبة في دمشق، وتواصل القصف على أحياء جنوب دمشق وريفها التي طالب الائتلاف السوري المعارض بإجبار النظام على وقف «عملية التجويع الممنهجة» فيها. وفي موازاة ذلك، تدهور الوضع الأمني شمال سوريا، أمس، إثر تجدد الاشتباكات بين الجيش السوري الحر وعناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، في أعزاز من جهة، وبين عناصر داعش ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة ثانية. وظهر الأسد على التلفزيون السوري، أمس، يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع السيدة حسيبة بدمشق، في حضور المفتي العام للجمهورية وعدد من كبار المسؤولين في الدولة والحزب من أعضاء مجلس الشعب وحشد من المواطنين. وفيما أكد ناشطون أن العاصمة السورية شهدت إجراءات أمنية مكثفة، أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة أن أحد الشبيحة رمى قنبلة في مسجد الصحابي أبي ذر الغفاري في حي التضامن جنوب دمشق، أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المصلين، فضلا عن مقتل منفذ الهجوم.
وفي سياق متصل، أفاد «مكتب دمشق الإعلامي» بسقوط قذيفة هاون على باب مسجد الصحابة في المنطقة الواقعة بين دوار باب مصلى والجزماتية في حي الميدان الدمشقي. وتعرضت أحياء دمشقية لقصف بقذائف الهاون، استهدفت حي المالكي وساحة القصور وحي التجارة، بالتزامن مع تعرض أحياء في ريف دمشق لقصف بالطيران الحربي استهدف القابون وداريا ويلدا وعربين، والمرج وجوبر والزمانية، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة في حي العسالي، حيث أعلنت لجان التنسيق المحلية عن تجدد الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف الحي بالتزامن مع قصف متقطع بالمدفعية والدبابات.
وفي هذا الوقت، حث الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي على التوقف عن تجاهل مسؤولياته والبدء مباشرة بفتح ممرات إنسانية لتمكين منظمات الإغاثة الدولية من الوصول غير المقيد إلى المعضمية لإنقاذ المدنيين هناك، جراء ما وصفها بـ«حملة التجويع الممنهجة والمجازر الجماعية التي يمارسها بحق المدنيين»، مطالبا بإجبار النظام على «وقف جميع الهجمات بشكل فوري والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى المنطقة». وقال الائتلاف، في بيان له: «يبرز التجويع الممنهج كوسيلة حرب جديدة يتبعها نظام الأسد ضد الشعب السوري، وخصوصا الأطفال الذين هم أكثر عرضة للتأثر في هذه الظروف».
ويأتي هذا النداء بعد سماح النظام لمنظمة الصليب الأحمر بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر بإجلاء ألف امرأة وشيخ وطفل دون الـ14 من العمر، من المنطقة. وأشار الائتلاف إلى أن هؤلاء «وضعوا في مدرسة تحت رقابة النظام»، مشيرا إلى أن القوات الحكومية «اختطفت 10 منهم، أفرج عن أربعة كشفوا أنهم تعرضوا للتعذيب أثناء استجوابهم لتقديم معلومات عن الجيش السوري الحر الموجود في مدينة المعضمية».
في غضون ذلك، تدهور الوضع الأمني في شمال سوريا، وخاض تنظيم «داعش» معارك على محورين، الأول، في مواجهة الجيش الحر في أعزاز، والثاني، ضد الأكراد. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات وقعت بين مقاتلي لواء عاصفة الشمال ومقاتلي «داعش»، إثر محاولة مقاتلي الدولة الإسلامية اقتحام منطقة جبل برصايا ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وسط حالة ذعر بين سكان مخيم كلس، مشيرا إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وقال ناشطون إن مقاتلي «داعش» أمطروا المنطقة بالقذائف المدفعية الثقيلة من مواقعهم في جبل برصايا وقرية معرين قرب أعزاز. وتجددت الاشتباكات بعد هدوء حذر ساد المنطقة، إثر اشتباكات واسعة النطاق، أسفرت عن سيطرة مقاتلي «داعش» على معظم مداخل مدينة أعزاز الحدودية. وقال عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة في حلب، ياسر النجار، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مقاتلي لواء عاصفة الشمال في أعزاز يسيطرون على المعبر الحدودي مع تركيا، فيما يسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على مداخل أعزاز، ويفصل بينهما حاجز للواء التوحيد التابع للجيش السوري الحر في منتصف الأوتوستراد المؤدي إلى الحدود من المدينة، والبالغ طوله نحو ثمانية كيلومترات».
وأشار النجار إلى جهود يبذلها الجيش الحر لإنهاء الاشتباكات، كاشفا عن «اتفاق الأفرقاء في الجيش الحر على مستوى الداخل إلى واقع أن المصلحة تقتضي بتسليم معبر باب السلام للواء التوحيد وأن هناك تجاوبا وترحيبا من قبل الجانب التركي لهذا الاتفاق». وعلى محور القرى والمدن الكردية، دارت اشتباكات وصفت بالعنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي «داعش» و«النصرة» والكتائب المقاتلة في محيط قرى خراب باجار وتل علو، وتل علو غمر، بريف ناحية جل آغا «الجوادية»، حيث اندلعت الاشتباكات إثر هجوم على نقاط لوحدات الحماية، من قبل «داعش». وذكرت قناة «الميادين» أن عشرات القتلى، سقطوا في المعارك التي وقعت جنوب شرقي القامشلي. وامتدت الاشتباكات من طريق رأس العين - تل حلف، التي وقعت مساء أول من أمس. وفيما تعرضت مناطق في مدينة السفيرة في حلب لقصف من الطائرات المروحية التابعة لقوات النظام السوري التي ألقت عدة براميل متفجرة على المدينة، سجلت اشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية ومقاتلين في منطقة مساكن هنانو في حلب، أسفرت عن تسليم المقاتلين أسلحتهم لمقاتلي «داعش». وفي حماه، أعلن المرصد السوري مقتل ثلاثة أطفال وإصابة مدنيين آخرين بجروح، جراء قصف الطائرات الحربية والمروحية مناطق في بلدة اللطامنة ومحيطها.
 
«أضحى» سورية قصف جوي على ريف دمشق وقذائف هاون وصواريخ على وسطها
الرأي..دمشق - وكالات - قصفت طائرات حربية سورية امس في اول ايام عيد الاضحى المبارك ضواحي وبلدات محيطة بدمشق، فيما اطلق مقاتلو المعارضة قذائف هاون وصواريخ على مناطق في قلب المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان المقاتلين قصفوا بالصواريخ وقذائف الهاون ثلاثة احياء في العاصمة هي المزرعة والجزماتية والمهاجرين، ما اسفر عن سقوط جرحى.
واشار الى ان قوات النظام نفذت حملة دهم واعتقالات عشوائية في حي ركن الدين طاولت عددا من المواطنين.
واكدت لجان التنسيق المحلية ان قوات النظام قصفت بالمدفعية الاحياء الجنوبية لدمشق، فيما قصف الطيران الحربي داريا وزملكا في ريف المدينة. وتعرضت بلدة ميدعا الى قصف صاروخي عنيف.
وقال المرصد ان قوات النظام قصفت معاقل للمقاتلين في ريف حماة ما ادى الى مقتل 3 اطفال.
واوضح أن مناطق في بلدتي مرعيان وجوزف في محافظة إدلب تعرضت كذلك الى قصف من قبل قوات النظام دون أنباء عن اصابات.
وأضاف المرصد أن مناطق في بلدة مو حسن في محافظة دير الزور كانت عرضة بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء لسقوط قذائف ما أدى الى جرح عدد من الاشخاص.
وتابع أن القوات النظامية اطلقت ليل الاثنين - الثلاثاء قذائف هاون على مناطق في حلب القديمة ومنطقة الجامع الأموي وبستان القصر ما ادى لسقوط جرحى. وكذلك، ألقت طائرات حربية سورية براميل متفجرة على مدينة السفيرة في ريف حلب.
 
«أطباء بلا حدود» تطالب بوصول المساعدات إلى مناطق القتال أسوة بمفتشي «الكيماوي»
باريس - ا ف ب - دعت منظمة «اطباء بلا حدود» غير الحكومية اطراف النزاع في سورية والدول النافذة ايضا الى بذل كل ما في وسعها للسماح للعاملين الانسانيين بنقل المواد الغذائية والادوية الى المناطق التي تحتاج اليها في هذا البلد.
وقال المدير العام للمنظمة كريستوفر ستوكس في بيان ان «اطباء بلا حدود تدعو السلطات السورية ومجموعات المعارضة والدول التي تتمتع بنفوذ في هذا النزاع، الى ان تضمن كلها تمكين العاملين الانسانيين من العمل في كل امان ودون عراقيل».
واضاف ستوكس ان «المساعدة الانسانية يجب ان تنتشر فورا في كل مناطق البلد التي تحتاج اليها»، مشيرا الى ان «التحرك السياسي المكثف» بشان الاسلحة الكيماوية سمح بارسال مفتشين الى مناطق لا يمكن للعاملين الانسانيين ان يدخلوها.
واعرب المسؤول في منظمة «اطباء بلا حدود» عن الاسف وقال: «هناك في سورية مناطق عدة لا تزال في حالة حصار وهي مقفلة بالكامل امام اي مساعدة انسانية حيوية. سواء بسبب رفض دمشق الوصول اليها او بسبب كثافة المعارك».
وذكر بان المفتشين المكلفين تفكيك الترسانة الكيماوية السورية تمكنوا من زيارة مناطق قريبة من الغوطة حيث وقع في 21 اغسطس الماضي هجوم كيماوي اودى بحياة 1500 شخص، لكن حيث لا يمكن للمنظمات غير الحكومية ان تقدم مساعداتها بينما «يشير اطباء واكثر من اي وقت مضى الى شح في الادوية والى حالات تغذية مرتبطة بفقدان الغذاء».
واضاف ستوكس ان «الشعب السوري يجد نفسه اليوم في وضع غير معقول: مفتشو منظمة حظر الاسلحة الكيماوية يتمتعون بحرية الوصول الى مناطق حيث الحاجات هائلة، وانما حيث لا يمكن لسيارات الاسعاف والاغذية وعمليات التزود بالادوية ان تصل».
وذكرت منظمة «اطباء بلا حدود» بانه «في غضون بضعة اسابيع فقط، وصل ما بين 50 الى 100 مفتش عن الاسلحة الكيماوية الى سورية. وعلى سبيل المقارنة، وبعد عامين ونصف العام من النزاع، اضطرت الوكالة الانسانية التابعة للامم المتحدة الى تخفيض عدد العاملين لديها من نحو مئة الى نحو خمسين شخصا».
وخلص كريستوفر ستوكس الى القول ان «سرعة نشر هؤلاء المفتشين خلقت سابقة. ويجب بالتالي تطبيق الاعلان الرئاسي الصادر عن مجلس الامن في الثاني من اكتوبر حول المساعدة الانسانية على الفور».
ونزح خمسة ملايين سوري او لجأوا بسبب النزاع الدامي، لكن الامم المتحدة تقول ان الحكومة السورية قلصت التأشيرات لوكالات الامم المتحدة الانسانية ووضعت شروطا صارمة على تسليم المساعدات للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وعلى خط مواز، فان خطف سبعة عمال انسانيين من اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري في نهاية الاسبوع الماضي في شمال سورية، والذين تم الافراج عن اربعة منهم الاثنين، يدل على المخاطر الكبيرة التي يواجهها يوميا العاملون الانسانيون الذين يحاولون مساعدة ضحايا النزاع.
 
قصة عائلة سورية حملتها قوارب الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.. شبكة غامضة من المهربين وشراء جوازات سفر مزيفة

جريدة الشرق الاوسط... أثينا: هانا لوسيندا سميث .. بدأ رنين الهاتف في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء، وعرف عاصم الموضوع الذي ستدور حوله المكالمة حتى قبل أن يرد عليها، كما عرف أيضا أن هذه المكالمة ربما تكون بمثابة دفعة لبدء حياته مرة أخرى. بيد أن التجارب الصعبة والإحباطات السابقة قد علمته أن لا يتوقع الكثير. لقد صار هذا النوع من المكالمات الهاتفية أمرا روتينيا للغاية، لدرجة أنه لا يذكر حتى موضوع المكالمة، إلا بعد مرور عشر دقائق من وقت إنهائها. ويقول عاصم: «بالمناسبة، كانت هذه المكالمة عبارة عن اتصال وارد من شقيقي، وكانت لإبلاغي بالذهاب لمقابلة المهرّب».
يقيم عاصم، البالغ من العمر 25 سنة، وشقيقه الذي يبلغ عمره 18 سنة، في مكان لا يرحب بهما. وهما اثنان من بين نحو 40 ألف لاجئ، وطالب للجوء السياسي (وفقا لتقديرات الأمم المتحدة) موجودين حاليا في اليونان.
وتعتبر اليونان من الدول التي تكافح، في ظل مرورها بأسوأ أزماتها الاقتصادية منذ عقود، ويتدفق إلى أراضيها المهاجرون غير الشرعيين من خلال شواطئها. ويوفر هذان الأمران معا مزيجا متقلبا؛ حزب النازيين الجدد «الفجر الذهبي»، الذي يشتمل برنامجه على تبني القومية المتشددة والعنصرية المطلقة، والذي يشغل حاليا 18 مقعدا في البرلمان اليوناني. ويقع مقر الحزب في منطقة عاصم، ولكنه يقول إن ذلك الأمر لا يضايقه كثيرا. ويوضح قائلا: «الشرطة هي التي تثير قلقي أكثر من الفاشيين، وهذا هو السبب وراء ندرة خروجي من منزلي، ففي حال قبضت الشرطة علي، ربما أقضى ستة شهور في السجن».
يستغل «الفجر الذهبي» تصعيدا تدريجيا للاستياء الشعبي. ويشعر كثير من الأشخاص في اليونان بأن بلدهم أصبح بمثابة الباب الخلفي السري غير الشرعي للوصول إلى أوروبا، فهو أسهل طريق يمكن من خلاله الوصول إلى أرض الميعاد بالنسبة لعشرات الآلاف من المهاجرين البائسين الذين يقومون برحلاتهم مقبلين من الشرق في كل عام.
بيد أن اليونان أصبحت في حقيقة الأمر بمثابة السياج لأوروبا. وقد يكون هذا البلد هو المكان الذي يدخل من خلاله أعداد ضخمة من المهاجرين إلى أوروبا، ولكنه ليس بالمكان الذي يريدون الإقامة فيه. ويقول عاصم: «بالطبع لا نريد البقاء هنا، ولا يرغب أحد مطلقا في الإقامة في هذا المكان. ولا يحب أي شخص أن يكون لاجئا في هذا البلد». إنه تحول قاسٍ في الأحوال بشكل كبير؛ فهو لا يريد البقاء هنا، كما أن اليونانيين لا يريدون أن يكونوا في هذا البلد أيضا، ومع ذلك، فمن شبه المستحيل بالنسبة له أن يغادر البلاد.
إن مقاطع الفيديو البراقة التي يعرضها مجلس السياحة اليوناني في حلقات رائعة في محطات مترو أثينا تصور جنة رعوية جميلة تشترك في القليل من السمات، مع المعيشة الخانقة التي يعاني منها عاصم، حيث يقيم خمسة منهم في غرفة في ضاحية محددة الملامح لمدة ستة أشهر في المدينة. وأخبرني عاصم (وهو يضحك ساخرا من الموقف برمته) أن «الأمر يتمثل في رغبتي في السفر دوما. فقط لم أرغب مطلقا في السفر بهذه الصورة».
منذ 10 أشهر، لم يسافر عاصم وعائلته خارج دمشق. بيد أن الغارة الجوية المدمرة التي تم شنها على منطقتهم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أجبرتهم على بيع منزلهم وممتلكاتهم وسيارتهم، وبدء رحلة شاقة تحت مسؤولية مهربي الأشخاص. وفي الوقت الحالي، تشتتت أسرة عاصم عبر أوروبا، حيث توجد والدته وشقيقاته في ألمانيا، بينما يقيم والده في تركيا، وتقيم عماته وخالاته في السويد، في حين يقيم أخواله وأعمامه في الدنمارك.
ويضيف عاصم قائلا: «في بداية الأمر، ذهبنا إلى لبنان وأقمنا هناك لمدة شهر واحد، ثم تقدمنا بطلب للحصول على تأشيراتنا لدخول تركيا. وبعد ذلك، سافرنا إلى إسطنبول. أحببت المكان هناك، وكنت أريد الإقامة فيه، ووجدت وظيفة مصمم غرافيك، ولكن أرادت أسرتي المجيء إلى أوروبا، واضطررت إلى النزول على رغبتهم؛ فأنت تعرف مدى قوة الروابط الأسرية في منطقة الشرق الأوسط، حيث إن أفراد أسرتنا تربطهم أواصر قوية».
ومع زيادة حدة الحرب في سوريا، تضاءلت الخيارات أمام الأشخاص الراغبين في الهروب خارج البلاد. وفي جنوب تركيا، تقابلت مع فتاتين من اللاذقية، بدأتا حياة جديدة في مصر، قبل أن تضطرا إلى مغادرة مصر مرة أخرى بعد عزل الرئيس مرسي واشتداد حالة العداء ضد السوريين. والأدهى من ذلك أن جمهورية قبرص قد أعلنت مؤخرا أنها لن تدع السوريين يدخلون عبر حدودها مرة أخرى. كذلك، اكتشف صديق سوري، يعيش ويعمل في تركيا، أنه لا يوجد أمامه في الوقت الحالي سوى تسع دول في العالم بأسره يمكنه السفر إليها لقضاء إجازة دون الحصول على تأشيرة. «والأكثر من ذلك، أنني أحتاج إلى تأشيرة للدخول إلى الصومال»، حسبما ذكر عاصم، وهو في حالة استسلام للترويح عن نفسه.
ويعد الخيار الوحيد المتاح أمام معظم السوريين الذين يرغبون في الذهاب إلى أوروبا متمثلا في ذهابهم إلى اليونان، بصورة غير شرعية. فبمجرد دخولهم إلى هناك، لا يمكن إجبارهم على مغادرة البلاد، حيث يتم منحهم حق اللجوء السياسي، ويكون مسموحا لهم بالتقدم بطلب للحصول على إقامة، ولكن ليس هناك مفر من التقدم بطلب من الخارج، ولذا، لا يكون السفر إلى أوروبا عبر شبكة غامضة من المهربين هو الملاذ الأخير للوصول إلى هناك، ولكنه هو الخيار الوحيد المتاح. لقد اتبعت عائلة عاصم خط سير يسلكه كثيرون، لكن قصتهم تكشف كيف كانت رحلتهم مخاطرة لا يمكن التنبؤ بنتيجتها.
كانت خطتهم الأولى هي شراء جوازات سفر مزيفة من أحد مهربي الأشخاص، مع استخدام هذه الجوازات للسفر من إسطنبول إلى أي مكان آخر في أوروبا. ويشرح عاصم هذا الأمر قائلا: «إنهم يبحثون عن شخص ما يبدو مثلك. فيتم منح بعض الأموال للشخص الذي يمتلك جواز السفر، وينتظرون لمدة 30 يوما لحين الإبلاغ عن سرقة هذه الجوازات. بيد أن السعر المتعارف عليه لجواز السفر المسروق في إسطنبول يصل إلى 8000 دولار أميركي، وليس بإمكان الأسرة تحمل سداد تلك المصاريف. ولذا، لم يكن هناك بد أمام العائلة سوى اللجوء إلى الخيار الثاني».
ويضيف عاصم قائلا: «نصحنا البعض بالسفر بالقارب إلى أثينا، حيث يرون أن هذه الطريقة أسهل بكثير من السفر جوا من المطار هناك. ولذلك، فقد عقدنا صفقة مع أحد المهربين، حيث أخذ 1000 دولار أميركي من كل واحد منا، وأخبرنا أنه ستكون هناك حافلة تقلنا إلى الساحل في تمام الساعة الرابعة صباحا. ومن هذا المكان، سنأخذ القارب إلى اليونان».
إن الوضوح الذي يسترجع من خلاله عاصم تفاصيل تلك الرحلة يكشف لنا إلى أي مدى طبعت هذه الرحلة في ذهنه إلى أبعد الحدود. ويقول عاصم: «إنهم ينظمون تلك الرحلات بانتهاج مثل هذا الأسلوب. القارب عبارة عن زورق مطاطي، ولكن الجزء الأسفل منه مصنوع من الخشب. ولذلك، تجلس النساء والأطفال في قلب القارب، في حين يجلس الرجال فوق القطعة المطاطية حول الجزء الخارجي. كان طول القارب ستة أمتار، وكان على متنه أربعون شخصا».
وفي ضوء القمر، تمكّن عاصم بالفعل من رؤية الجزيرة اليونانية التي كانوا يتجهون إليها، حتى عندما وقف على شواطئ تركيا. لقد بدت الجزيرة قريبة جدا لدرجة أنه أعتقد أن الوصول إليها لن يستغرق سوى 10 دقائق. ولم يأتي المهرب معهم، بل علم أحد الأشخاص كيفية قيادة القارب». وأضاف عاصم: «لم يسدد ذلك الشخص سوى نصف المبلغ المطلوب، بيد أنها مخاطرة كبيرة. ففي حال إلقاء القبض عليك، فستتم إدانة ذلك الشخص كما لو كان هو المهرب». كانوا متيقنين من أنه سيتم إلقاء القبض عليهم. ولم تستغرق الرحلة 10 دقائق، ولكنها استمرت لمدة ساعتين.
وكان عاصم متأكدا أنه سيتم رصدهم من قبل سفن خفر السواحل، أثناء سفرهم ليلا في اتجاه اليونان تحت ظلال السماء منقشعة الغيوم. وكان يجثم على صدر عاصم مصير بعض المسافرين السابقين الذين أبحروا ليلا، حيث سقط بعض منهم في تلك المنطقة في مياه البحر المتجمدة في شهر فبراير (شباط) وغرقوا. ويقول عاصم: «ما زلت مندهشا من نجاحنا في تلك الرحلة».
سافر 26 شخصا من أفراد عائلة عاصم إلى اليونان، ولكن والده لم يكن من بين هؤلاء الأشخاص، قُتل أخوه في الغارة الجوية التي تم شنها في ديسمبر (كانون الأول)، وبقي والده في دمشق للتخفيف عن والدته ومواساتها. وفي الوقت الحالي، وفي ظل القصف المستمر ومحاصرة المنطقة من قبل قوات الأسد، غادر والده أيضا سوريا، وهو حاليا عالق في تركيا في انتظار فرصته للقيام بالرحلة نفسها بالقارب واللحاق بباقي أفراد أسرته. ويضيف عاصم قائلا: «لقد حاول والدي بالفعل أن يقوم بتلك الرحلة أربع مرات، ولكن في كل مرة، كان يتم القبض عليه وإعادته. وأعتقد أنهم قد قاموا الآن بزيادة سفن خفر السواحل على الجانبين التركي واليوناني. ينجح قارب واحد فقط من بين كل خمسة أو ستة قوارب في العبور. وسيحاول والدي مجددا في الأسبوع المقبل».
كانت خطة الأسرة متمثلة في السفر إلى السويد. ويوضح عاصم قائلا: «ذهبت بقية أفراد عائلتي إلى هناك أولا. وكانت الفكرة أنني أنا وأخي سنسافر إلى هناك لاحقا»، وكان المهربون يتقاضون 3000 يورو عن كل شخص من أجل الحصول على جوازات سفر مزيفة لمغادرة اليونان، بيد أن العائلة لم يكن لديها المال الكافي لكل أفرادها. ولكن والدة عاصم وشقيقاته تم توقيفهن واكتشاف أمرهن أثناء تنقلهن بين الرحلات الجوية في ألمانيا.
وطبقا لقواعد الاتحاد الأوروبي، يجب عليك التقدم بطلب الحصول على حق اللجوء في أول بلد تصل إليه. ولذلك، تعين عليهم البقاء في ألمانيا، على الرغم من عدم معرفتهم بأي شخص هناك، وكذلك عدم قدرتهم على تحدث اللغة الألمانية.
إن على عاصم وأخيه الآن أن يلعبا لعبة الانتظار، طالما أنهما يحاولان الخروج من اليونان. ولقد حاولا بالفعل الخروج من اليونان ولكنهما فشلا أربع مرات عند استخدامهما لجوازات سفر مزورة. وفي كل مرة، يتم اكتشاف أمرهما وإعادتهما. ومع انتهاء موسم السياحة وعدم وجود مسافرين في المطارات، يصبح الفحص الأمني أكثر صرامة، كما ترتفع الأسعار التي يطلبها المهربون. انتهى عاصم من شرب قهوته وغادر المكان لمقابلة جهة اتصاله لمعرفة آخر معدلات الأسعار. ويخبرني عاصم قائلا: «إن المال الذي معنا بدأ ينفد، حيث إننا أنفقنا بالفعل كل الأموال التي جمعناها من بيع المنزل والسيارة».
ويضيف عاصم: «في اليوم التالي، قام ذلك الشخص بإرسال رسالة بريد إلكتروني إليّ، حيث طلب مني 5500 يورو مقابل كل فرد. وفي كل مرة يرتفع السعر».
وعلى الرغم من موقفه اليائس، فقد استطاع التحلي بروح دعابة مشوبة بالمرارة وكتب: «عنوان اليوم: سأموت في أثينا».
 
 
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله..

 الأربعاء 25 أيلول 2024 - 12:53 م

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.. في الأسبوع الماضي، وبعد أحد عشر ش… تتمة »

عدد الزيارات: 171,661,918

عدد الزوار: 7,640,990

المتواجدون الآن: 0