أخبار دولية وتقارير...اغتيال حاكم ولاية قرب كابول بتفجير في مسجد خلال خطبة العيد....انتحاريان صوماليان «ينفجران» عن غير قصد في أديس أبابا...عشرات القتلى في زلزال قوي ضرب مناطق سياحية وسط الفيليبين

عشر طرق من الممكن أن تساعد المعارضة السورية على مكافحة التطرف...سياسة إسرائيل الأمنية في شرق أوسط يكتنفه الغموض

تاريخ الإضافة الخميس 17 تشرين الأول 2013 - 7:52 ص    عدد الزيارات 2092    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

السلطات الفرنسية تعتقل 3 يشتبه في انتمائهم إلى «خلية جهادية»
نيس (فرنسا) - ا ف ب - أوقفت السلطات الفرنسية ثلاثة رجال يشتبه في انهم ينتمون الى خلية اسلامية معروفة باسم «كان-تورسي»، اعتقل عدد من اعضائها المفترضين منذ 2012 في جنوب شرقي فرنسا، وقد يكون عدد منهم ينتمون الى عصابة اجرامية على علاقة بشبكة ارهابية، شاركوا في انشاء مجموعة بهدف الالتحاق بمجموعات مسلحة للقيام بـ «الجهاد» في الخارج.
وأفاد أمس، مصدر قريب من التحقيق، ان «الرجال الثلاثة وهم في الـ26 والـ32 والـ 35 من العمر، اوقفوا بعد ظهر أول من أمس، في موجان وكاني وفالوري (جنوب شرق) من دون حوادث على الطريق العام قرب منازلهم».
واضاف ان اثنين «كانا معروفين من اجهزة الشرطة والقضاء لارتكابهما جرائم غير خطيرة منها حمل السلاح والقيام بأعمال عنف والاتجار بالمخدرات».
ومساء الاثنين تم تفتيش منازلهم.
وتابع المصدر نفسه ان هذه الاعتقالات، تأتي بعد عام من تفكيك خلية اسلامية لها تشعبات في تورسي «سين اي مارن» وفي منطقة كان.
والعملية التي نفذت في اكتوبر 2012، ادت الى مقتل الزعيم المفترض للخلية جيريمي لوي-سيدني الذي قتلته الشرطة في ستراسبورغ بعد ان اطلق النار على عناصرها اثناء محاولة توقيفه.
وقد يكون عدد من الاشخاص الملاحقين في هذا الملف بتهمة «الانتماء الى عصابة اجرامية على علاقة بشبكة ارهابية شاركوا في انشاء مجموعة بهدف الالتحاق بمجموعات مسلحة للقيام بالجهاد في الخارج».
 
انتحاريان صوماليان «ينفجران» عن غير قصد في أديس أبابا
أديس أبابا - رويترز - أعلنت الحكومة الاثيوبية، ان مفجرين انتحاريين صوماليين كانا ينويان قتل مشجعي كرة القدم أثناء مباراة بين أثيوبيا ونيجيريا الأحد، في اطار التصفيات لبطولة كأس العالم لكرة القدم، فجرا نفسيهما من دون قصد قبل تنفيذ الهجوم.
ووقع الانفجار الاحد في حي بول الراقي في العاصمة أديس أبابا على بعد 5 كيلومترات من «استاد أديس أبابا» حيث كان الاف المشجعين تجمعوا لمشاهدة المباراة.
وقال شيمليس كمال، الناطق باسم الحكومة الاثيوبية «كانا مواطنين صوماليين وتآمرا لتنفيذ هجوم انتحاري متنكرين في هيئة مشجعين في الاستاد أو في مناطق تحتشد فيها جماهير كثيرة لمشاهدة المباراة».
وتابع انه عثر على متفجرات وأسلحة وقنابل يدوية وقمصان كرة القدم في مسرح الانفجار وفي مقر سكني قبل بدء المباراة بساعة. وتم اعتقال ثلاثة مشتبه فيهم. ويعيش في ضاحية بول طائفة صغيرة من اللاجئين الصوماليين.
وكانت «حركة الشباب» المتشددة في الصومال توعدت بالانتقام من اثيوبيا لارسالها قوات الى الصومال لقتال متشددين مرتبطين بتنظيم «القاعدة» الى جانب قوات للاتحاد الافريقي من أوغندا وبوروندي وكينيا.
 
موسكو تحبط مخططاً لمهاجمة منشأة للأسلحة الكيماوية
موسكو - رويترز، د ب أ - اعتقلت السلطات الروسية رجلين من شمال القوقاز للاشتباه في تخطيطهما لشن هجوم على منشأة لتخزين الاسلحة الكيماوية وتدميرها.
وأفادت لجنة التحقيقات الاتحادية ان المحققين يعتقدون أن المشتبه فيهما- ويبلغان من العمر 19 و21 عاما - كانا يخططان لتصنيع قنبلة ومهاجمة منشأة «ماراديكوفو» في منطقة كيروف على بعد نحو ألف كيلومتر شمال شرقي موسكو.
وأضافت أن المحققين عثروا على مكونات قنبلة وكذلك «مواد مطبوعة تحتوي على فحوى متطرف» في منزل مهجور في المنطقة حيث كان المشتبه فيهما يقيمان.
في غضون ذلك، بحث مجلس النواب الروسي (الدوما) امس، في قراءة أولى، مشروع قانون رئاسي يحدد إطار العقوبات الخاصة بعدد من الجرائم المتعلقة بالأنشطة الإرهابية، بما في ذلك فرض عقوبة جنائية لتهمة التدريب في معسكرات الإرهابيين.
وأفادت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء بأن الرئيس فلاديمير بوتين قدم مشروع القانون إلى مجلس النواب أواخر الشهر الماضي.
وينص مشروع القانون على عقوبة تصل إلى السجن عشر سنوات وغرامة تصل إلى 500 ألف روبل (نحو 15500 دولار) لجريمة التدريب «بغرض تنفيذ نشاط إرهابي»، كما ينص على عقوبة السجن 15 عاما وغرامة تصل إلى مليون روبل (نحو 31 الف دولار) لمن يدان بتهمة تشكيل جماعة إرهابية. وذكرت ريا نوفوستي أن مشروع القانون المقترح ينص أيضا على عقوبة السجن ست سنوات لكل من يدان بتهمة المشاركة في «تشكيل مسلح» لا يجيزه القانون الاتحادي الروسي أو القيام بأنشطة على أراضي دولة أخرى «بغرض تنفيذ أهداف تتعارض مع مصالح الاتحاد الروسي» ولا تجيزها القوانين الوطنية في تلك الدولة.
 
مجموعة اجرامية في البرازيل تهدد بزرع الرعب في مونديال 2014
ساو باولو - ا ف ب
هددت اكبر مجموعة اجرامية في البرازيل بزرع الرعب خلال مونديال 2014 وخلال الانتخابات العامة التي ستجرى في تشرين الاول/ أكتوبر 2014، لكن الشرطة استبعدت من ناحيتها وجود "اي تهديد جدي" حتى الان.
وكشفت صحيفة "أو استادو دي ساو باولو" امس ان اول كوماندوس في العاصمة والمتحدر من ولاية ساو باول وعد بـ"مباراة عالمية بالرعب" في حال تم نقل قادته المسجونين في سجون ساو باولو الى سجون اخرى.
وكانت المحكمة قد اوصت باعتقال 175 عضوا في اول كوماندوس في العاصمة ونقل 32 معقتلا الى سجون اخرى من بينهم زعماء هذا التنظيم المسجونين حاليا في ولاية ساو باولو.
من ناحيته، اعلن القائد العام لشرطة ساو باولو الكولونيل بينيديتو ميرا لوكالة فرانس برس ان الاتصالات الهاتفية التي تحدثت عن المونديال تم رصدها، لكنه اكد ان لا شيء حتى الان يؤكد وجود "تهديد حقيقي". وستبدأ الالعاب الاولمبية في 12 حزيران/ يونيو المقبل في ساو باولو.
واوضح ميرا "ليس لدينا معلومات من اجهزة الاستخبارات عن وجود تهديد حقيقي خلال المونديال" مضيفا ان الشرطة "مؤهلة لمواجهة اعتداءات" خلال الحوادث الكبرى.
ويتواجد تنظيم اول كوماندوس في العاصمة الذي تأسس عام 1993 من قبل مهربي مخدرات مسجونين في توباتيه (141 كلم من ساو باولو)، في 22 ولاية من اصل 27 تتألف منهم البلاد وهو قادر على تنسيق عمليات تهريب المخدرات وارتكاب جرائم من اي نوع كان.
ويصل عدد اعضاء هذا التنظيم داخل سجون ساو باولو الى ستة الاف عنصر وهناك 1600 خارج السجون. ويصل عدد اعضائه في ولايات اخرى الى 3500 عنصر. ويدير التنظيم "مجلس ادارة" مؤلف من مجرمين فارين ولا يتبعون لأي زعيم في النشاطات اليومية.
 
اغتيال حاكم ولاية قرب كابول بتفجير في مسجد خلال خطبة العيد
كابول - أ ف ب
قتل حاكم ولاية لوغار الأفغانية امس، بانفجار عبوة ناسفة مخبأة في مكبر صوت لدى إلقائه كلمة في مسجد بعد صلاة عيد الأضحى، كما أعلنت السلطات المحلية.
وقال دين محمد درويش الناطق باسم حاكم هذه الولاية المجاورة لكابول إن الحاكم إرسالا جمال كان يلقي كلمة بعد صلاة عيد الأضحى حين «قتل بقنبلة مخبأة في مكبر للصوت». وأضاف أن «الحاكم كان يريد توجيه تهانيه للسكان بعيد الأضحى، وجرح 18 شخصاً على الأقل بين مدنيين وموظفي الحكومة».
وأكد رئيس التحقيقات الجنائية في ولاية لوغار محمد جان عبيد الهجوم على إرسالا جمال الذي عيّنه مباشرة الرئيس حميد كارزاي على غرار حكام الولايات الـ 33 الآخرين.
ولم تتبنّ الهجوم أي جهة على الفور، لكنه قد يحمل بصمات متمردي «طالبان» الذين يكثفون هجماتهم ضد السلطة الأفغانية وقوة حلف شمال الأطلسي.
وخلال السنوات الأخيرة تدهورت الظروف الأمنية في لوغار وتمكنت «طالبان» من التمركز في بعض مقاطعات الولاية رغم انتشار القوات الأفغانية والجنود الأميركيين والمليشيات المحلية المناهضة للحركة.
وكانت «طالبان» تركز هجماتها في جنوب غربي البلاد لكنها تقدمت نحو الشمال والعاصمة كابول ما أثار مخاوف من عودة الحرب الأهلية في البلاد بعد رحيل قـــوة «الأطلسي» المرتقب في نهاية 2014.
من جهة أخرى، قتل 7 مسلحين بغارة جوية لحلف شمال الأطلسي امس، في مقاطعة سارة روزا في ولاية بكتيكا جنوب شرقي أفغانستان.
ونقلت وكالة أنباء «باجهوك» الأفغانية عن مسؤول محلي أن المسلحين شنوا هجوماً على مركز المقاطعة، واشتبكوا مع عناصر الشرطة، فردّ عناصرها، ما دفع المسلحين إلى الفرار إلى منطقة موسى خيل، حيث تعرضوا للقصف. وقتل 7 مسلحين بالغارة الجوية.
 
عشرات القتلى في زلزال قوي ضرب مناطق سياحية وسط الفيليبين
سيبو (الفيليبين) - ا ف ب - قتل 73 شخصا على الاقل في زلزال قوي ضرب صباح امس، وسط الفيليبين، احدى المناطق السياحية في البلاد، وادى الى تدمير كنائس تاريخية وحوادث تدافع كثيرة.
واعلنت «الوكالة الوطنية للكوارث الطبيعية» مقتل 57 شخصا على الاقل في جزيرة بوهول قرب مركز الزلزال الذي بلغت قوته 7.1 درجة و16 شخصا في جزيرتي سيبو وسيكيوجور المجاورتين.
وأوضحت السلطات ان الحصيلة يمكن ان ترتفع اكثر لأنها تحاول الوصول الى المناطق الاكثر تضررا في بوهول حيث انقطعت الكهرباء واغلقت طرقات.
لكنها اشارت الى ان الزلزال وقع في يوم عطلة وطنية، ما يعني ان عدد الاشخاص كان اقل من المعتاد في الكثير من المبانى الكبرى التي تعرضت لاضرار.
وتقع سيبو، احدى المدن الاكثر اكتظاظا بالسكان في الفيليبين، على بعد 60 كلم من باليليهان على الجانب الاخر من مضيق سيبو.
ومنطقة سيبو وبوهول من الوجهات السياحية الاكثر شعبية في الفيليبين بسبب الشواطئ ومرتفعات بوهول.
واشار السكان والسياح الى العديد من الاضرار المادية التي لحقت بالمباني الحديثة او القديمة والكنائس والجامعات والطرقات.
وتم اجلاء مرضى من مستشفى كبير في سيبو اشتعلت النيران باحد طوابقه كما افادت وسائل الاعلام المحلية.
وفي بوهول انهارت كنيسة تعود الى القرن السادس عشر عند مطلع حقبة الاستعمار الاسباني.
 
سياسة إسرائيل الأمنية في شرق أوسط يكتنفه الغموض
المحاضرة السنوية التذكارية السادسة لإحياء ذكرى زيئيف شيف - عام 2013
اللواء المتقاعد عاموس جلعاد، (جيش الدفاع الإسرائيلي)
أعد هذا الملخص المقرر هاري ريس.... معهد واشنطن
 "في 9 تشرين الأول/أكتوبر ألقى أحد كبار مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية اللواء المتقاعد عاموس جلعاد الكلمة الرئيسية في المحاضرة السنوية التذكارية في معهد واشنطن لإحياء ذكرى زيئيف شيف لعام 2013. وتقام هذه المحاضرة سنوياً تكريماً للمراسل الموقر للشؤون الدفاعية والمفكر الاستراتيجي وصديق قديم للمعهد. وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظات الجنرال الإسرائيلي".
الشاغل الأمني الرئيسي لإسرائيل هو إيران التي تمثل التهديد الوجودي المحتمل الوحيد لها في الوقت الراهن. لكن على الرغم من هذا التهديد والاضطرابات المستمرة في الشرق الأوسط، إلا أن إسرائيل آمنة أكثر من قبل.
التهديد التي تشكله إيران
عندما انتُخب بنيامين نتنياهو لأول مرة رئيساً لوزراء إسرائيل في عام 1996، تلقى تقييماً استخباراتياً بأن إيران ستصبح العدو الرئيسي لإسرائيل بسبب رؤيتها لتطوير أسلحة نووية وكذلك قوة صاروخية كبيرة. وفي ذلك الوقت، رفضت معظم البلدان الأخرى هذا التقييم، ومن بينها الولايات المتحدة. إلا أن الكثير قد تغير منذ ذلك الحين. وتتفق الآن جميع الأجهزة الاستخباراتية الرائدة على أن المرشد الأعلى علي خامنئي كان عازماً منذ فترة طويلة على وضع بلاده في موضع يتيح لها تطوير الأسلحة النووية عندما ترغب في ذلك. وقد وصلت إيران الآن إلى تلك المرحلة - وإذا ما سأل خامنئي علي أكبر صالحي، رئيس «منظمة الطاقة الذرية الإيرانية»، "هل يمكننا تطوير سلاح نووي متى ما نشاء ؟"، فإن الإجابة ستكون "نعم".
بيد قدّم العقد الماضي درساً آخر بالغ الأهمية: ويتمثل تحديداً في أنه عندما يواجه النظام الإيراني تهديداً وجودياً، فإنه يرجئ مشروعه النووي. ففي عام 2003، كان زعماء إيران يؤمنون بأن الولايات المتحدة سوف تطيل أمد الحرب في العراق من أجل معالجة قضية الجمهورية الإسلامية أيضاً، لذا فإنهم قاموا بتجميد أنشطتهم النووية. لكنهم استأنفوا البرنامج الخاص بها عقب ذلك التوقف المؤقت وقاموا بإنتاج مئات الصواريخ منذ ذلك الحين.
أما اليوم، فقد أثبتت العقوبات أنها أكثر فعالية مما كان يتصور البعض، كما أن هناك جولة أخرى من العقوبات جاري التحضير لها، الأمر الذي يمثل تهديداً وجودياً للنظام. ورداً على ذلك، اتخذت طهران مرة أخرى قراراً استراتيجياً لتأخير المشروع النووي، على أمل وقف زخم العقوبات مع حفاظها على القدرة على تطوير سلاح نووي "في الوقت المناسب".
وفي الواقع أنه تم انتخاب الرئيس الجديد حسن روحاني لأنه يوفر أفضل فرصة للحد من أثر العقوبات. وعلى الرغم من أنه قد فاخر بأنه الوجه الأمثل لـ "إيران الجديدة"، إلا أنه لا يسعى إلى تغيير المصالح الاستراتيجية للنظام. وقد كان سلفه، محمود أحمدي نجاد، يمثل مشكلة أبسط من بعض الأوجه - فمنهجه الفظ ذكّر الشعب بهتلر، بينما روحاني أكثر حنكة ويستخدم أساليب أكثر حذقاً لكسب المزيد من الوقت.
ويقيناً، تدعم إسرائيل أي مبادرة لإزالة القدرات النووية الإيرانية، بما في ذلك المبادرة الدبلوماسية الأمريكية الحالية. بيد أنها متشككة من نجاح أي جهود دبلوماسية في إنجاز ذلك الهدف. وخامنئي لم يتغير فجأة. فعقليته الاستراتيجية واضحة للغاية - فهو يأمل في النجاح في تخفيف العقوبات مع إحراز تقدم في البرنامج النووي. ويستمر التوافق قائماً على أن لدى طهران هدفاً استراتيجياً لتطوير أسلحة نووية، وأنها تملك الصواريخ المطلوبة لتوصيل مثل تلك الأسلحة.
وستجرى المحادثات القادمة في سياق مختلف عن المفاوضات السابقة. وعلى عكس ما سارت عليه الأمور قبل عقد من الزمن، تذهب الولايات المتحدة إلى هذه الجولة من المحادثات وهي على أتم الوعي والإدراك بالصورة الاستخباراتية والإجماع الواسع بأن القضايا المطروحة تمثل تهديداً استراتيجياً لمصالح الولايات المتحدة. وإذا فشلت المبادرة الدبلوماسية، فإن منع إيران من أن تصبح دولة نووية يبقى أمراً حتمياً. ولا يمكن الحكم على كافة الخيارات - الدبلوماسية أم العسكرية - إلا من خلال نتائجها أي: سواء كانت إيران ستوقف مشروعها النووي العسكري أم لا. إن الهدف هو منع إيران من أن تصبح دولة نووية، أما كيفية تحقيق ذلك الهدف فإن هذه مسألة تكتيكية.
وبالنسبة لإسرائيل، فإن امتلاك إيران لسلاح نووي يمثل تهديداً لا يمكن تقبله. وهو غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة أيضاً وفقاً لما أعلنه الرئيس أوباما مراراً وتكراراً. ويتحدث الرئيس الأمريكي بصورة جدية جداً عندما يقول "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، بما فيها الخيار العسكري". وتلتزم الولايات المتحدة بشكل كامل على منع إيران من تطوير أسلحة نووية - ليس من أجل إسرائيل، ولكن لأن ذلك يشكل أيضاً تهديداً للأمن القومي للولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بتبعات ذلك السيناريو، ففي اللحظة التي تصبح فيها إيران دولة نووية فإن المملكة العربية السعودية ومصر ستحذوان حذوها أيضاً. ومن شأن القدرات النووية الإيرانية أن تقوض أيضاً قدرات الردع الإسرائيلية من خلال خلقها مظلة لحماية الإرهاب. وحالياً، تستطيع إسرائيل ردع «حزب الله» من استخدام ما يقدر بـ 100000 صاروخ يملكها في ترسانته؛ وينطبق الشيء نفسه على العديد من الصواريخ في "حماستان". إلا أنه في اللحظة التي تكشف فيها إيران النقاب عن سلاح نووي، فستصبح هذه الجماعات أقل تردداً في مهاجمة إسرائيل.
«الإخوان المسلمين» ومصر
تمثل جماعة «الإخوان المسلمين» إحدى أكبر التهديدات في الشرق الأوسط. فهي تطمح إلى السيطرة على المنطقة وكانت قد صرحت عن هذه النية علناً. ومصر بتعداد سكانها البالغ 90 مليون نسمة لا تزال قائدة الشرق الأوسط، لذا فإن سيطرة «الإخوان» هناك شكلت تهديداً للمنطقة بأسرها. وقد هددت «الجماعة» أيضاً استقرار الأردن. ومع ذلك، فمنذ إخفاق «الإخوان» في مصر شعرت المنطقة بأسرها بالارتياح، وتحسن الوضع الأمني على طول حدود إسرائيل، وتم عزل «حماس».
وتظهر جميع المؤشرات أنه لن تكون هناك ديمقراطية في الشرق الأوسط خارج إسرائيل في أي وقت قريب، لذا فإن الهدف السياسي الأكثر ملاءمة هو السعي لإرساء الاستقرار استناداً إلى النفوذ الأمريكي. إن الديمقراطية غير ملائمة في المنطقة في الوقت الراهن لأن البلدان العربية لا تبدو مستعدة لإجراء انتخابات نزيهة.
على سبيل المثال، إن إجراء انتخابات حرة في غزة تحت حكم «حماس» هو شئ أبعد من الخيال. فعلى غرار «الإخوان المسلمين» في كثير من البلدان، فإن «حماس» مستعدة تماماً للسماح بإجراء انتخابات واحدة - تلك التي تجلبها إلى سدة الحكم. وبالتالي، لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية حقيقية عندما يكون «الإخوان المسلمين» في السلطة. والقيادة الجديدة في مصر هي ليست أيضاً المثال الأفضل للديمقراطية، لكنها أفضل من البديل. ورغم أن البعض في الولايات المتحدة لا يروق لهم سماع ذلك، إلا أن "الديمقراطية" المزعومة التي تأتي بقوى مروعة مثل جماعة «الإخوان» إلى السلطة لا يجب الحث عليها.
وبطبيعة الحال، فإن إسرائيل تفضل أن تكون محاطة بديمقراطيات وتتطلع إلى ذلك اليوم في المستقبل. ولكن من زاوية واقعية، ينبغي للمرء أن لا يتوقع ديمقراطية حقيقية في المنطقة خلال العقود المقبلة.
وفي أعقاب انهيار «الإخوان» في مصر، أصبحت هناك ظاهرة إيجابية جديدة أكثر وضوحاً في منطقة الشرق الأوسط وهي: ظهور محور سني. إن العلاقات القوية والاستراتيجية التي تشكل هذا التحالف السني تمثل إسهاماً كبيراً في تحقيق الاستقرار الإقليمي. كما تمثل أيضاً نوعاً من "باكس أمريكانا"، أي [السلام الأمريكي] لأن البلدان المعنية تفضل الولايات المتحدة بصورة عامة. كما يصب المحور السني في صالح إسرائيل أيضاً، حيث يسمح لها بأن تحظى بنوع من السلام مع بعض الدول - وليس على غرار السلام بين الولايات المتحدة وكندا، لكنه سلام على أية حال.
وفي غضون ذلك، يستمر السلام بين إسرائيل ومصر قوياً وراسخاً، وبدونه لا يمكن أن يكون هناك سلام مع الفلسطينيين والأردن وبلدان أخرى. بيد أن الولايات المتحدة تمثل إحدى الركائز الأساسية لهذا السلام. ومن ثم فإن قرار الولايات المتحدة حول ما إذا كانت ستقطع المعونات المقدمة للقاهرة يجب أن يضع في الحسبان جميع جوانب السلام بين مصر وإسرائيل*. وتواصل إسرائيل صراحتها بمشاركتها واشنطن وجهات نظرها حول هذه المسألة.
الحرب في سوريا
على الرغم من أن سوريا لا تزال على الخريطة، إلا أن الدولة انهارت فعلياً. ولا يوجد هناك مستقبل اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي. وعلى عكس [ما كانت عليه سياسة] والده، فإن سيطرة بشار الأسد على الدولة آخذة في التراجع والتقلص من خلال انتهاجه أجندة طائفية. ونتيجة لذلك، أصبحت الأغلبية الساحقة من الشعب معادية له.
إن موقف إسرائيل من الحرب الأهلية المستعرة يعكس وجهات نظرها المستفادة من كتاب زئيف شيف عن حرب لبنان الذي صدر عام 1982. فعند التنقل عبر أرجاء العالم العربي، قد يصل المرء إلى انطباع بأن إسرائيل قوة عظمى نوعاً ما يبلغ عدد سكانها 400 مليون شخص. وفي الواقع، إن إسرائيل هي قوة صغيرة. ولا يمكنها أن تغيّر الأنظمة في بلدان أخرى وفقاً لرغباتها. وقال شيف إن على اسرائيل أن تحارب مثل هذه العجرفة. وعلاوة على ذلك، إذا دخلت القوات الإسرائيلية سوريا حتى ليوم واحد، فإن ذلك سيكون له تأثير غير مقصود وهو إنقاذ الأسد. وبدلاً من ذلك، استمرت إسرائيل بتحذير سوريا بصورة واضحة: "لا تهاجموننا، فسوف سنرد إذا ما تعرضنا لهجوم بصورة متعمدة".
وفي الوقت نفسه، وافق الأسد على التخلي عن الكميات الكبيرة من الأسلحة الكيميائية لدى النظام - ترسانة تشمل ما يقرب من 1200 طن. وعلى الرغم من أن خطة القضاء على هذه الترسانة تبدو قابلة للتطبيق، إلا أنه من الضروري التحقق من انصياع النظام لجميع الخطوات على طول الطريق، وعدم الوثوق في كلماته وحدها. ويبدو أن دمشق قد وافقت على خطة تقوم على الخوف من التهديد الوجودي الذي يشكله الجيش الأمريكي. وباختصار، أشارت الولايات المتحدة إلى الأسد بأن أمامه خيارين: إما التنازل عن أسلحته الكيميائية والنجاة، أو الاحتفاظ بها والهلاك. وقد اختار النجاة.
ويوفر ذلك درساً هاماً جداً بالنسبة إيران. فقد قررت طهران مرة أخرى تأجيل برنامجها النووي ولكنها لم تفعل ذلك إلا عندما واجهت تهديداً وجودياً؛ كان ذلك في عام 2003 وحالياً أيضاً.
الفلسطينيون
بعد سنوات من قيام تفجيرات وغيرها من الهجمات التي وقعت في شوارع إسرائيل، أستطاعت الدولة العبرية أن تهزم الإرهاب الفلسطيني. وقد فعلت ذلك إلى حد كبير من خلال استخدام تكنولوجيا استخباراتيه جديدة؛ ولا تحتاج إسرائيل إلى الاعتماد على الدبابات والأسلحة الثقيلة لمنع الهجمات الإرهابية. على سبيل المثال، خلال المواجهة الأخيرة في غزة، سعت «حماس» إلى إطلاق صواريخ على تل أبيب. إلا أن الخطة قد فشلت لأن إسرائيل علمت بها قبل الموعد المحدد، واستخدمت قدرات استخباراتية متميزة لتحديد موقع الصواريخ (التي كان قد تم إخفاؤها وراء هياكل أساسية مدنية)، وبذلك منعت الهجوم.
أما بالنسبة لمحادثات السلام، فحتى لو وقّعت إسرائيل على اتفاق مع السلطة الفلسطينية، فقد تقرر «حماس» شن هجوم على إسرائيل بعد ذلك بخمس دقائق. وهكذا، فإن الدرس الرئيسي لإسرائيل من الجولة الأخيرة من المحادثات هو أن تولي اهتماماً للأمن. فالسلام لا يمكن أن يدوم خمس دقائق دون وجود أمن [واستقرار]. وستكون هناك العديد من الأبعاد الأمنية لأي اتفاق سلام، وتلتزم وزارة الدفاع الإسرائيلية التزاماً جدياً بالسعي للتوصل إلى اتفاق.
الخاتمة
إن الوقت الحالي هو أفضل الأوقات التي شهدتها إسرائيل من الناحية الأمنية، على الرغم من التحديات الكثيرة التي تواجهها. فقد هزمت الإرهاب الفلسطيني، ولم تواجه جيشاً نظامياً منذ عام 1973 لأن خصومها مقتنعون بأن هزيمتها بهذه الطريقة هي أمراً مستحيلاً. لكن البعض من أعداء إسرائيل وجدوا بديلاً: بناء كميات هائلة من الصواريخ من أجل استهداف المدنيين في جميع أنحاء البلاد. ويشكل ذلك تحدياً كبيراً. وعلى الرغم من أن التعاون الدولي مع الولايات المتحدة وغيرها قد وضع الأسلحة النووية بعيداً عن متناول إيران في الوقت الراهن إلا أن النظام لا يزال عازماً على الحصول عليها.
وفي ظل هذه المخاوف، فإن المستوى الحالي من التعاون والتفاهم بين إسرائيل والولايات المتحدة لا مثيل له ويبقى بالغ الأهمية لكلا البلدين. إن العلاقة الاستراتيجية الفريدة مع واشنطن هي إحدى الركائز الأساسية للأمن القومي الإسرائيلي. ومن وجهة نظر إسرائيل، لا يوجد بديل لهذه العلاقة من حيث نوعيتها وعمقها. وفي المقابل، ساهمت إسرائيل في أمن الولايات المتحدة في نواح كثيرة، بما في ذلك بعضها التي لا يمكن أن توضع على الملأ.
*أثناء إلقاء الجنرال عاموس جلعاد كلمته في معهد واشنطن قررت إدارة الرئيس أوباما تعليق الكثير من المساعدات السنوية المقدمة لمصر والبالغة 1.3 مليار دولار.
حول سلسلة المحاضرات السنوية لإحياء ذكرى زيئيف شيف
تجلب "سلسلة المحاضرات لإحياء ذكرى زيئيف شيف" كل عام إلى واشنطن مسؤول متميز من مؤسسة الأمن القومي الإسرائيلي. وقد أقيمت السلسلة من قبل مجموعة من أمناء معهد واشنطن لإحياء ذكرى زيئيف شيف، عميد خبراء الأمن الإسرائيليين ومحرر سابق لشؤون الدفاع في صحيفة هآرتس وأحد منتسبي المعهد لفترة طويلة. وقد تضمنت قائمة المحاضرين السابقة ايهود باراك وموشي يعالون وأمنون ليپكين شاحاك وعاموس يادلين، ومؤخراً اللواء (المتقاعد) يوآف غالانت من جيش الدفاع الإسرائيلي.
 
عشر طرق من الممكن أن تساعد المعارضة السورية على مكافحة التطرف
أندرو جيه. تابلر
أندرو جيه. تابلر هو زميل أقدم في برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، يركز بحوثه على سوريا والمصالح الأمريكية في بلدان المشرق العربي.
تتكاثر التقارير التي تفيد بأن هناك زيادة حادة في عدد الجماعات المتطرفة العاملة في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في سوريا. وقد أثار هذا تململاً في واشنطن حيث يستمر صناع القرار في جدلهم العميق حول كيفية دعم المعارضة دون مساعدة الجهاديين عن غير قصد على توسيع نطاق تأثيرهم المزعزع للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وتتزايد هذه المخاوف بين جيران سوريا أيضاً.
وخلال زيارة أخيرة قمتُ بها لمناطق حدودية سورية من جنوب تركيا، تحدثتُ مع قادة من المعارضة المسلحة والمدنية حول المدى التي استطاعت فيه الحركات المتطرفة مثل «جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النُصرة» اختراق صفوفهم. كما سألتهم عن ماهية الإجراءات التي ينبغي على المعارضة اتخاذها لمنع هذه الحركات من كسب أرضية دائمة أو من استغلال الأزمة الحالية حول استخدام النظام للأسلحة الكيماوية (على سبيل المثال، عن طريق تعطيل الجهود الدولية الرامية إلى تدمير تلك الأسلحة). وعلى النحو المبين أدناه تشير إجاباتهم إلى أن السواد الأعظم من الثوار لديه عدد من الخيارات لكبح جماح التطرف في الوقت الذي يعزز الجهود الشاملة لفرض رحيل بشار الأسد عن سدة الحكم. وتقدم العديد من هذه الخيارات فرصاً جيدة للانخراط الأمريكي في المشهد.
1.   الإقرار بمشكلة المتطرفين. خلافاً لما حدث في الماضي يقر قادة المعارضة حالياً بتنامي مشكلة التطرف في سوريا في "المناطق المحررة" الخاضعة لسيطرتهم. وتكمن شكوتهم الرئيسية من حركات مثل «جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النُصرة» في الصبغة الخارجية المتزايدة لهذه الجماعات وأساليبها في الحكم وطرق إدارتها؛ والسبب الوحيد الذي من أجله يتسامح المتمردون مع هذه الفصائل هو أن عناصرها مقاتلين فاعلين. وفي الوقت نفسه، يشير زعماء المعارضة إلى أن غالبية المتمردين ليسوا من تنظيم «القاعدة»، وأن «جبهة النُصرة» هي أكثر وطنية في التوجه من «جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام». ومع ذلك ينظر إلى الجماعتين بشكل عام على أنهما رأسان يحملان نفس التهديد.
2.   وضع إستراتيجية سياسية وعسكرية وطنية. يصر كل من المدنيين والجماعات المسلحة بشدة على أنهم بحاجة إلى صياغة إستراتيجية سياسية وعسكرية للتعامل مع التهديد المتنامي للمتطرفين. وباتت مسألة التخطيط من مواطن ضعف المعارضة (ونظام الأسد) لمدة عقود، ولكن ازدياد التطرف قد أقنع العديد من الثوار بأن «جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام» وحركات مماثلة تمثل تهديداً أجنبياً لا يضع المصالح العليا للشعب السوري في الحسبان. بينما يرى المتطرفون أن «جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النُصرة» هما الخيار الأفضل للبلاد نظراً لقرار الغرب الأخير بعدم استمراره في تهديداته بمعاقبة النظام السوري عسكرياً لاستخدامه الأسلحة الكيماوية. وبالتالي إذا أرادات جماعات المعارضة الرئيسية الحفاظ على النزعة القومية للانتفاضة فسينبغي عليها عندئذ وضع خطة قومية متماسكة لاحتواء التطرف بين صفوفها ورسم خطوط واضحة بينها وبين الجهاديين. وفي المقابل، ستكون الولايات المتحدة وحلفاؤها أكثر استعداداً لتمويل الثورة.
3.   لا تنضم إلى جماعات متعددة. لا ترى المعارضة السورية عبر التاريخ وجود أي تعارض أو تضارب في المصالح في الانضمام إلى تحالفات متعددة في نفس الوقت. وفي 24 تشرين الأول/سبتمبر، أعلن عدد من الجماعات التي ينتمي قادتها إلى "المجلس العسكري الأعلى" أو مرتبطين به والمدعوم من قبل الغرب، عن تشكيل "ائتلاف إسلامي" تتصدره «جبهة النُصرة» التي تدور في فلك تنظيم «القاعدة»، يهدف إلى إقامة دولة إسلامية في سوريا على أساس الشريعة. ومن الممكن أن ينظر إلى اتجاه أعضاء المعارضة إلى الانضمام إلى تحالفات متعددة في آن واحد على أنه إحدى الطرق للحفاظ على الخيارات مفتوحة مع مجموعة من الرعاة، ولكن ذلك يعزز أيضاً وجهة النظر القائلة بأن المعارضة السورية ليس لها أساس راسخ وبالتالي لا تستحق الاستثمار فيها. وعلى هذا النحو، إذا تبنت هذه الجماعات مواقف ذات قواعد وضوابط، فبإمكان الولايات المتحدة وحلفاؤها أن يكونوا في وضع يمكّنهم من دعمها.
4.   الانخراط مع السكان المحليين وإجراء انتخابات. يعترف العديد من المعارضين، إن لم يكن أكثرهم، بصراحة أن وضعهم البائس يجعلهم أرضاً خصبة للتلاعب بهم من قبل أطراف خارجية لديها أجندات متطرفة جداً بالنسبة لمعظم السوريين. ويستفيد هؤلاء الرعاة من تنافس الأطراف المتناحرة حول تفخيم الذات والأيديولوجية بين أعضاء المعارضة وخلق دائرة لا تقود إلا إلى مزيد من التشرذم وإلى أجندات غير وطنية. ولمجابهة هذه النزعة، ينبغي على قادة المعارضة تقبل النقد الموجه من قبل المقاتلين الفعليين الذي يرون أنه يجب أن تكون لدى القادة المحليين سلطات أكبر بكثير من ذي قبل. وللحيلولة دون التلاعب في اختيار القيادة المحلية، ينبغي على قادة المعارضة التأكيد على النجاح النسبي للانتخابات في مناطق مختارة من سوريا، وذلك كآلية لتأسيس هياكل قيادية موثوق بها. وستُجرى هذه الانتخابات في نواحي ومناطق ومحافظات سورية. ومن شأن هذه الخطوة أن تساعد على ترسيخ الهويات الإقليمية والوطنية السورية الأمر الذي يجعل أعضاء المعارضة أقل عرضة للرعاية الأجنبية.
5.   البدء في الاستئصال التدريجي للمتطرفين. في ضوء القوة النسبية للجماعات المتطرفة في سوريا في الوقت الحالي، فإن الاصطدام معها بشكل مباشر لا يحقق شيء سوى تقوية شوكة الأسد. لذا فعلى الرغم من أنه ينبغي على الجماعات القومية/غير المتطرفة الدفاع عن نفسها دائماً في وجه عدوان المتطرفين، إلا أنه يتعيّن على الأوائل الانتظار قبل الشروع في أي هجوم. وبدلاً من ذلك، ينبغي على قادة المعارضة وضع خطط لتحييد أعضاء الجماعات المتطرفة وذلك عبر تقديم حوافز لهم، مثل الدعم المالي وغيره. ويرى العديد من أعضاء المعارضة المدنيين أن برامج الحوار بين أعضاء الكتائب الإسلامية القومية أو المعتدلة من جهة والجماعات السلفية الكائنة في أقصى يمين الطيف السياسي من جهة أخرى ستساعد على إبعاد بعض الأعضاء الجهاديين [عن جماعاتهم] وسوف تقوض بدورها من الدعم الإجمالي المقدم للمتطرفين. وبطبيعة الحال سيتطلب هذا النهج في تقويض المتطرفين إحراز تقدم بشأن البند الثاني من هذه القائمة وهو: وضع استراتيجية عسكرية وسياسية وطنية. ومع ذلك، من المرجح أن يكون مثل هذا البرنامج أكثر جذباً للجهات المانحة الدولية من مسألة تزويد المعارضة السورية بالأسلحة أولاً. وبإمكان للولايات المتحدة ودول غربية أخرى أن تزيد بعد ذلك من الدعم المقدم بأشكال أخرى - بما في ذلك الأسلحة.
6.   التأكيد على أن المتطرفين لن يفيدوا سوى النظام. تستخدم المعارضة حججاً إيجابية لتقييم من هم الذين يستفيدون من القتال ومن الداعمين في الواقع للجماعات المتطرفة. فلا يزال الكثيرون في المعارضة يعتقدون أن «جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام» مدعومة بالفعل من قبل نظام الأسد. وبمعنى استراتيجي، فإن مسألة سيطرة «جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مناطق مثل عزاز هي أمر في يد النظام السوري. كما ينبغي على المعارضة التأكيد على التأثير السلبي المتراكم لـ «جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام» وغيرها من الجماعات المتطرفة الأخرى على كل من فعالية المعارضة وجهودها لحشد التأييد من الخارج.
7.   استخدام رجال الدين لتقويض السلطة الدينية للمتطرفين. تتبع العديد من الجماعات المتطرفة والمرتبطة بـ تنظيم «القاعدة» نهج رجال الدين الذين هم بنفس درجة تطرف هذه الحركات وليس لهم أتباع على نطاق واسع داخل سوريا. لذا ينبغي على المعارضة الرئيسية أن تعمل مع رجال الدين السوريين المعروفين جيداً لتقويض أولئك الآخرين الذين يتم اتباعهم من قبل [أعضاء] تنظيم «القاعدة» وغيرهم من المتطرفين، وذلك كجزء من جهود شاملة للسيطرة على الرسالة الدينية داخل المعارضة.
8.   إيلاء اهتمام أكبر بـ "المجلس العسكري الأعلى". يضم "المجلس العسكري الأعلى" حالياً ألوية قومية وكذلك إسلامية، ذات اتجاهات أيديولوجية تعتبر أكثر تبايناً بكثير عن النطاق الذي يضم في طياته الألوية السلفية والجهادية/المتطرفة الكائنة في أقصى اليمين. لذا يتعين على قادة المعارضة النظر عن كثب إلى "المجلس العسكري الأعلى" بهدف تحديد ماهية الجماعات التي ستظل ملتزمة بالأجندة الوطنية وتلك التي تميل إلى دفة المتطرفين.
9.   التفكير في معضلة الاغتيالات. لا يزال بعض قادة المعارضة يؤكدون بأنه من الممكن أن تكون بعض الجماعات المتطرفة أكثر ارتباطاً بالنهج العقائدي لدرجة أنه لن يمكن اقتلاعها من الأراضي السورية والمناطق القريبة إلا باتخاذ خطوات مثيرة ومفاجئة، مثل الاغتيالات. وفي الوقت الذي ربما تكون فيه الاغتيالات ضرورية في بعض الحالات إلا أنها من الممكن أن تؤدي في النهاية إلى شد أزر المتطرفين وتقوية شوكتهم إذا استخدمت في الوقت الخاطئ.
10. الإقرار بأن الأسلحة الكيمياوية ستجعل الوضع أكثر سوءاً. من الممكن للمرء أن يستنتج أن استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين قد يبرر الاستيلاء عليها من قبل جماعات المعارضة واستخدامها في أوقات حاسمة ضد النظام ومؤيديه. وحتى هناك عدد من الجماعات المتطرفة العاملة في سوريا التي تدعي بأن استخدام الأسلحة الكيمياوية هو مبرر للقيام بأعمال انتقامية. لكن الواقع هو أن السعي للحصول على مخزونات الأسلحة الكيمياوية لن يجعل المسار الطويل للمعارضة إلا أكثر صعوبة حيث سيعمل في النهاية على تقوية شوكة النظام ومن الممكن أن يساهم في فرض إجراءات عقابية من المجتمع الدولي. إن تعزيز قدرات الأسلحة التقليدية يمثل نهجاً أكثر فائدة للمعارضة.
ورغم أن تنفيذ هذه الإجراءات سيستغرق بعض الوقت، إلا أن البدء بها الآن سيساعد المعارضة السورية على الحفاظ على طابعها الوطني فضلاً عن خلق بيئة مواتية لاحتواء تأثير الجماعات المتطرفة. كما أن رسم خطوط واضحة بين الأطراف التابعة لـ تنظيم «القاعدة» وبين المعارضة القومية الرئيسية سيجعل الأخيرة أيضاً أكثر جذباً وقبولاً لدى المجتمع الدولي في حال التوصل إلى أي تسوية عسكرية أو سياسية للأزمة وعندما يتم التوصل إلى مثل هذه التسوية. ومع ذلك، ربما يكون الطلب الأكثر إلحاحاً هو الحاجة إلى استبعاد مخزون الأسلحة الكيماوية من المشهد. وسوف يساعد ذلك على تجنب قتل المزيد من السوريين والحيلولة دون امتداد الصراع إلى مناطق أكثر من تلك التي طالها بالفعل.
أندرو جيه. تابلر هو زميل أقدم في معهد واشنطن ومؤلف كتاب "في عرين الأسد : رواية شاهد عيان عن معركة واشنطن مع سوريا."
مشاركة
 

المصدر: مصادر مختلفة

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله..

 الأربعاء 25 أيلول 2024 - 12:53 م

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.. في الأسبوع الماضي، وبعد أحد عشر ش… تتمة »

عدد الزيارات: 171,811,329

عدد الزوار: 7,646,214

المتواجدون الآن: 0