نورا الأمير: من الاعتقال والتعذيب إلى التفاوض مع «وفد بشار»....الأمم المتحدة طرحت ورقتها للهيئة الانتقالية في سوريا
الجيش التركي يدمّر قافلة عسكرية لـ "داعش" شمال سوريا واتفاق النظام والمعارضة على "جنيف1" أساساً للتفاوض
الجمعة 31 كانون الثاني 2014 - 6:44 ص 2031 0 عربية |
وفد المعارضة يفاوض ووفد النظام يسوّف
الأمم المتحدة طرحت ورقتها للهيئة الانتقالية في سوريا
إيلاف...بهية مارديني
في اختراق ممكن للمفاوضات الجارية في جنيف-2، طرحت الأمم المتحدة ورقتها للهيئة الانتقالية في سوريا، فقبلها وفد المعارضة بينما يستمر وفد النظام في المراوغة والتسويف.
جنيف: جلسة جديدة اليوم في مبنى الأمم المتحدة في جنيف جمعت وفد الائتلاف الوطني السوري المعارض ووفد النظام السوري المفاوض، كان مدارها تنفيذ بنود جنيف-1 وتشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية.
وكان لافتًا أن تطرح الأمم المتحدة ورقة للنقاش حول تشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية. وما رشح من معلومات موثقة أن الأمم المتحدة طلبت من الطرفين التعليق المبدئي على نقاطها، والبدء بإعداد دراسة مفصلة لشرح رؤية كل طرف حول القضايا الاساسية.
تفاصيل الانتقالية
احتوت الورقة على تساؤلات مفصلية مهمة، حول حجم الهيئة الحاكمة الانتقالية وهيكلها ورئاستها وطريقة تشكيلها، وصلاحيات الهيئة الحاكمة الانتقالية، إضافة إلى آليات عمل الهيئة الحاكمة الانتقالية وصنع القرار فيها، وعلاقة الهيئة الحاكمة الانتقالية بمؤسسات الدولة المدنية والامنية والعسكرية، وطريقة اختيار اعضاء الهيئة الحاكمة الانتقالية.
وأكد لؤي صافي، المتحدث الرسمي باسم الوفد المعارض، بعد انتهاء الجلسة الصباحية للصحافيين اليوم أن خطوة ايجابية تم تحقيقها، وأن هيئة الحكم الانتقالي في سوريا مهمتها انهاء الاستبداد، لكن الحكومة السورية فضلت التحدث عن قضايا الإرهاب فقط. وقال: "سنبحث تفاصيل تشكيل الهيئة الانتقالية خلال الأيام المقبلة ولا بد من التقدم نحو العملية الانتقالية".
وأضاف: "إننا لم نبحث التفاصيل لكننا تحدثنا عن هيئة حكم انتقالية"، لافتًا إلى حرص المعارضة على تكوين هيئة حكم انتقالية، "سنناقش تفاصيل تشكيلها خلال الأيام المقبلة".
عالق في الارهاب
الشيء المؤكد والغريب هو أن النظام السوري لم يقدم رؤيته بشأن انشاء الهيئة الانتقالية، بل عاد للتركيز على مكافحة الارهاب، وهي النقطة التي يحاول الاطالة فيها والتهرب من خلالها. وأوضح وفد الائتلاف رؤيته للاجابة الاولية على الاسئلة، ولا سيما مهمات الهيئة الحاكمة الانتقالية وسلطاتها وضرورة قيامها باعادة هيكلة اجهزة الجيش والشرطة والامن والاستخبارات.
كما أكد وفد الائتلاف أن مهمة الهيئة الحاكمة الانتقالية تنتهي بانتخابات حرة ونزيهة، وفق ما يحدده الدستور الجديد، وكان متماسكًا في خطابه على أن يكمل الطرفان في جلسات بعد الظهر.
من جهتها، قالت وسائل النظام السوري أن وفده أكد في رده على المداخلة التي تقدم بها وفد المعارضة أن "سوريا وافقت على جنيف-1 مع بعض التحفظات، وحضرت إلى جنيف انطلاقًا من حرصها على دماء الشعب السوري وحريته وديمقراطيته".
في المنتصف؟
وكان جوهريًا أن يعلن النظام جهوزية كاملة منذ البداية لوضع بيان جنيف على الطاولة ومناقشته فقرة فقرة، بدءًا من البند الأول، فيما يبقى التطبيق عالقًا، معتبرا أن وفد المعارضة لم يقرأ على ما يبدو من بيان جنيف إلا البند الثامن، الذي له ما قبله وله ما بعده، "ولا يمكن البدء بأي شيء في المنتصف".
وأشار الوفد خلال الجلسة إلى ما أسماه "ضرورة أن يرتقي جميع الأطراف من الأمم المتحدة وغيرها إلى مستوى المسؤولية، والتدخل الحاسم لدى الدول التي تتدخل بشؤون سوريا، وتدعم الإرهاب بكافة الأشكال، وتسعى لتخريب أجواء اجتماعات جنيف لوقف ذلك فورًا.
وكان الابراهيمي أوضح في مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء أن المعارضة طرحت رؤيتها بشان تنفيذ جنيف-1، إلا أن الوفد الرسمي لم يفعل بعد، قائلًا: "ناقشنا مسائل عدة، لكننا لن نحقق أي خرق في المفاوضات، واستمرارها بحد ذاته أمر مهم، كما ناقشنا موضوع الإرهاب في سوريا، وسيكون هناك حديث إضافي عنه خلال الفترة القادمة".
الجيش التركي يدمّر قافلة عسكرية لـ "داعش" شمال سوريا واتفاق النظام والمعارضة على "جنيف1" أساساً للتفاوض
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، "المستقبل")
أعلن الائتلاف الوطني السوري أمس أن وفدي الحكومة والمعارضة السوريين إلى جنيف اتفقا على استخدام بيان جنيف1 أساساً لمحادثات السلام، فيما أعلن وفد النظام السوري استعداده الكامل لمناقشة هذا البيان فقرة فقرة.
وفي سوريا، لفت امس تأكيد الجيش التركي تدمير قافلة لتنظيم "داعش" في شمال البلاد، مع استمرار القصف الذي تقوم به طائرات النظام ضد المدنيين حيث سقط العشرات منهم أمس في قصف ببراميل المتفجرات على مدينة حلب.
فقد صرح المتحدث باسم وفد الائتلاف السوري المعارض إلى جنيف، لؤي صافي، أن وفدي الحكومة والمعارضة السوريين إلى جنيف اتفقا على استخدام بيان جنيف1 أساساً لمحادثات السلام، فيما أعلن الوفد السوري استعداده الكامل لمناقشة هذا البيان فقرة فقرة .
وقال صافي في مؤتمر صحافي تلا الاجتماع الذي جمع الوفدين الحكومي والمعارض بحضور الوسيط الدولي الأخضر الابراهيمي في جنيف أمس، إن الوفدين اتفقا على استخدام بيان جنيف1 أساساً لمحادثات السلام.
وأوضح ما يهمنا هو التقدم نحو العملية الانتقالية، مضيفا أن وفد الحكومة لم يقدّم أي ورقة، مشيراً إلى أن ما قدّمه خارج إطار جنيف.
وقال صافي "نحن ملتزمون هذه العملية، وايجاد حلول سياسية تنهي المعاناة في سوريا. لكن لا بد من نهاية. لن نبقى هنا اشهرا واشهرا نتحدث من دون احراز اي تقدم". وطالب بضغوط من المجتمع الدولي على النظام السوري "ليوقف قتل شعبه"، قائلا "بينما نحن نتكلم، الشعب يعاني في سوريا". وتابع "منذ ان بدأنا بالمفاوضات الى اليوم، استشهد 285 سورياً من المدنيين، بينهم 47 طفلاً و37 امرأة".
وأشار إلى أن الوفد الحكومي قبل مسألة إنشاء كيان حكم انتقالي، لكنه يريد إدراجها في ذيل قائمة الموضوعات محل النقاش، ومناقشة موضوع الإرهاب أولاً، بينما تريد المعارضة مناقشة الأمر في البداية لبحث حجم هذا الكيان ومسؤولياته. وقال صافي إن جلسة أخرى ستعقد، غير أن كل وفد سيجتمع بشكل منفرد مع الابراهيمي.
وقال عضو الوفد المعارض لؤي صافي "حصل تقدم ايجابي اليوم لاننا للمرة الاولى نتحدث في هيئة الحكم الانتقالي"، مشيراً الى انه "تم خلال الجلسة وضع نقاط عدة للبحث في الايام القادمة تتعلق بحجم الهيئة وعدد اعضائها، ومهامها ومسؤولياتها واليات عملها وعلاقتها بالمؤسسات الاخرى".
وقالت المستشارة السياسية للأسد بثينة شعبان "المحادثات كانت ايجابية اليوم (أمس)، لاننا تحدثنا عن الارهاب".
وأضافت أن الجانبين سيناقشان اليوم "الإرهاب لأن وقف الإرهاب هو أول مسألة ينبغي تناولها. وحتى في جنيف1 كان الموضوع الأول هو وقف العنف الذي تحول إلى إرهاب".
وذكر التلفزيون السوري أن وفد الحكومة السورية إلى جنيف أعلن استعداده الكامل لمناقشة بيان جنيف1 فقرة فقرة في المحادثات. ونقل عن الوفد رده على المداخلة التي تقدم بها وفد المعارضة، أن سوريا وافقت على بيان جنيف1 مع بعض التحفظات.
وتوقع الابراهيمي أمس ان تنتهي الجولة الاولى من مفاوضات جنيف2 بين المعارضة السورية والنظام غداً من دون ان تحرز "تقدماً ملموساً"، ولو ان الطرفين تحدثا عن احراز "تقدم" و"ايجابية" على طريق البحث في اتفاق جنيف1.
وأعلن وفدا النظام والمعارضة السوريان ان اجواء جلسات الأمس كانت "ايجابية" وانها تناولت وثيقة جنيف1 التي تم التوصل اليها في 30 حزيران 2012.
وقال الابراهيمي في مؤتمره الصحافي اليومي "لا اتوقع ان يتم انجاز شيء ملموس" في نهاية الجولة الجمعة، مضيفا "لم يخب املي. لم اكن اتوقع الكثير (...) انما هناك كسر للجليد، ببطء، لكنه ينكسر". واشار الى ان الطرفين "يبدوان مستعدين للبقاء والاستمرار (...) لكن الهوة بينهما كبيرة جدا". وقال "الجمعة سنتفق على المواعيد للاستئناف، على الارجح بعد اسبوع".
واعلن الابراهيمي ان البحث تطرق أمس الى "هيئة الحكم الانتقالي، لكن النقاش ظل في مرحلته التمهيدية وبشكل عمومي عما يريده كل شخص" من هذه الهيئة. كما تناول "ما يجري على الصعيد الانساني، لا سيما في حمص".
وينص اتفاق جنيف1 الذي تم التوصل اليه في مؤتمر غاب عنه كل الاطراف السوريين في حزيران 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية.
وتعتبر المعارضة ان نقل الصلاحيات يعني تنحي بشار الاسد، وهو ما يرفض النظام التطرق اليه، لاعتباره ان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع. كما يشكك في تمثيلية المعارضة. كما ينص الاتفاق الذي وضعته الدول الخمس الكبرى والمانيا والجامعة العربية، على وقف العمليات العسكرية وادخال المساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة.
وفي الكواليس وفي اروقة الفنادق التي ينزل فيها اعضاء الوفدين في جنيف، ينشط الدبلوماسيون الروس والاميركيون ومن دول اخرى، لا سيما "مجموعة اصدقاء سوريا"، بحسب ما تقول مصادر متابعة للمفاوضات.
وقال الابراهيمي "انا على اتصال مع الاميركيين والروس، وهما يستعملان نفوذهما مع الطرفين"، مضيفا "الاميركيون يملكون علاقات جيدة مع المعارضة، والروس مع الحكومة، ولديهم علاقات جيدة مع بعضهم. لذلك يستعملون قدرتهم على الاقناع التي هي اكبر من قدرتي".
وقال ممثلون للجنة الدولية للصليب الاحمر وبرنامج الغذاء العالمي في جنيف الاربعاء ان فرقهما على الارض مستعدة للانطلاق الى حمص لايصال مساعدات، لكنها "لم تحصل بعد على ضوء اخضر من السلطات".
وكان المفاوضون في جنيف اتفقوا على مسالة ادخال المساعدات منذ اليوم الاول من الاجتماعات السبت.
في المقابل، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ حمص طلال برازي قوله "أنجزنا جميع الترتيبات الخاصة بتأمين المدنيين الراغبين بالخروج من أحياء المدينة القديمة".
الا ان المعارضة تصر على ادخال المساعدات قبل خروج المدنيين، مبدية خشيتها على مصير هؤلاء من قوات النظام.
وتفيد تقارير عن نقص فادح في الاغذية والادوية في الاحياء المحاصرة في حمص منذ 18 شهرا، ما تسبب بوفاة اشخاص عديدين من الجوع. كما يعاني نحو عشرين الف شخص في مخيم اليرموك في دمشق الوضع نفسه، بحسب ناشطين ومنظمات انسانية.
وفي لاهاي، قال مصدر مقرب من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان شحنتين فقط من العناصر الكيميائية الاكثر خطورة غادرتا سوريا في السابع وفي السابع والعشرين من كانون الثاني عبر مرفأ اللاذقية تمهيدا تدميرها في البحر. واضاف "ان ذلك يمثل "اقل من 5 بالمئة بقليل" مما كان يفترض نقله في 31 كانون الاول، مشيرة الى انه سيتم الضغط على السلطات السورية لتسريع العملية.
دولياً، وفي خطاب عن حالة الاتحاد الذي ألقاه الثلاثاء في الكونغرس، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما، في سوريا، نحن سوف ندعم المعارضة التي ترفض أجندة الشبكات الإرهابية.
وأضاف أن الديبلوماسية الأميركية مدعومة بالتهديد باستخدام القوة، هي السبب في أن الأسلحة الكيميائية السورية يجري التخلص منها، وسوف نواصل العمل مع المجتمع الدولي للتأكد من أن ينعم الشعب السوري بمستقبل خال من الدكتاتورية والإرهاب والخوف.
أميركياً كذلك، اعتبر مدير الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر الاربعاء ان النظام السوري الذي يجري تفكيك اسلحته الكيميائية "قادر على الارجح على القيام بانتاج محدود" لاسلحة بيولوجية.
وقال كلابر في شهادة مكتوبة الى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ "نعتقد ان عناصر من برنامج الاسلحة البيولوجية السورية تجاوزت مرحلة البحث والتطوير وان سوريا قادرة على الارجح على القيام بانتاج محدود" لهذه الاسلحة.
وقال كلابر كذلك "نعتقد في الوقت الراهن ان ما يزيد على سبعة آلاف مقاتل أجنبي جاؤوا من نحو 50 بلدا بينها دول كثيرة في أوروبا والشرق الأوسط"، واعتبر ذلك "مبعث قلق كبير ليس لنا فحسب، بل لهذه البلدان أيضاً".
عربياً، شدد السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، على ضرورة أن تبدأ أية تسوية عادلة في سوريا برحيل من تسببوا بإراقة دماء الشعب السوري.
وأكد المعلمي في جلسة المداولات التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول الحرب ودروسها والسعي إلى السلام الدائم، على أهمية أن تكون العدالة مشمولة في مساعي تسوية النزاعات كيلا تحمل تلك التسوية في طياتها بذور خلافات مستقبلية.
وقال ان أية تسوية عادلة في سوريا يجب أن تبدأ برحيل أولئك الذين تسببوا في إراقة دماء الشعب السوري وتلطخت أيديهم بما ارتكبوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وألا يكون لهم مكان في صياغة مستقبل سوريا الجديدة.
ميدانياً، اطلق الجيش التركي النار الثلاثاء في شمال سوريا على قافلة اليات تعود لتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) المقرب من تنظيم القاعدة، كما اعلنت هيئة اركان الجيش التركي مساء الاربعاء.
واوضح الجيش التركي في بيان أوردته وسائل إعلام تركية انه "تم تدمير بيك-آب وشاحنة وحافلة تابعة لتنظيم داعش".
وجرت هذه العملية بعد "ان تعرضت سيارتان للجيش التركي لاطلاق نار عند مركز كوبان بيك الحدودي" شرق مدينة كيليس التركية الحدودية (جنوب)، كما اوضحت هيئة الاركان.
وذكر تلفزيون "ان.تي.في" أن القوات التركية فتحت النار على مواقع مقاتلي "داعش" في شمال سوريا بعد سقوط قذيفة مورتر أطلقت من سوريا في الاراضي التركية اثناء اشتباكات بين "داعش" والجيش السوري الحر.
ولم يسفر هذا الحادث عن سقوط ضحايا في الجانب التركي، كما ذكرت من جهتها وسائل اعلام تركية عدة نقلا عن مصادر عسكرية.
وهذا الحادث المسلح هو الاول الذي يتواجه فيه الجيش التركي ومقاتلون من تنظيم داعش الذين يقاتلون منذ بداية كانون الثاني مجموعات اخرى معارضة للنظام السوري في شمال البلاد.
وقتل 13 شخصا الاربعاء في قصف بالطيران الحربي على احد احياء مدينة حلب في شمال سوريا، بحسب المرصد السوري في حين قال ناشطون ان براميل متفجرة القيت على داريا قرب دمشق ومناطق في حمص..
النظام والمعارضة يتحدثان عن «تقدم» في جنيف.. والجولة تختتم غدا والإبراهيمي قال إنه لا يتوقع «شيئا ملموسا» والنتائج دون طموح السوريين
جنيف - لندن: «الشرق الأوسط» .. بعد اجتماعات مارثونية وخلافات وتعليق جلسات، اتفق للمرة الأولى أمس وفدا نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة على تحقيق «تقدم» وتوفير أجواء «إيجابية» في مفاوضات «جنيف2» لتحقيق السلام في سوريا، وذلك مع شروعهما في البحث في اتفاق «جنيف1». لكن المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي قال إنه لا يتوقع «شيئا ملموسا» خلال جولة المحادثات الحالية التي ستختتم غدا (الجمعة).
وأعلن الإبراهيمي في مؤتمر صحافي مساء أمس أنه لا يتوقع «شيئا ملموسا» في نهاية الجولة الحالية من المحادثات بين وفدي المعارضة والنظام السوريين. وقال «لأكون صريحا، لا أتوقع إنجاز شيء نوعي» في نهاية الجولة. وأضاف: «هناك كسر للجليد، بطء، لكنه ينكسر». وأشار إلى أن الطرفين «يبدوان مستعدين للبقاء والاستمرار.. لكن الهوة بينهما كبيرة جدا». وأضاف: «هؤلاء ناس (في إشارة إلى أعضاء الوفدين) لم يلتقوا أو يجلسوا مع بعض ولا مرة واحدة، ولا يتوقعون أن هناك عصا سحرية»، مؤكدا في الوقت نفسه أنه «إذا مشينا الخطوة الأولى، سيكون ذلك جيدا». وتابع: «النتائج التي حققناها لا ترقى إلى مستوى طموحات السوريين لكننا أيضا لم نتوقع أكثر من ذلك خاصة بعد ثلاث سنوات من الدماء هناك وحجم المسافات البعيدة بين الجانبين».
وعقد الوفدان صباح أمس جلسة مشتركة بإشراف الإبراهيمي في مقر الأمم المتحدة في جنيف.
وعقب الجلسة المشتركة الصباحية قالت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان إن «المحادثات كانت إيجابية اليوم (أمس)، لأننا تحدثنا عن الإرهاب». وأضافت «الفارق الوحيد بيننا وبينهم، وهو فارق كبير في الواقع، هو أننا نريد أن نناقش جنيف1 فقرة فقرة، ابتداء من الفقرة الأولى، أما هم (المعارضة) فيريدون أن يقفزوا إلى الفقرة التي تتحدث عن الحكومة الانتقالية. إنهم مهتمون بأن يكونوا في الحكومة فقط، لا بوقف هذه الحرب المروعة». وأوضحت أن الوفد الرسمي توجه إلى وفد المعارضة عبر الإبراهيمي بالقول: «قبل أن تناقشوا الحكومة الانتقالية، عليكم أن تناقشوا جنيف1 استنادا إلى أولوياته. الأولوية في جنيف1 هي وقف العنف والإرهاب لإيجاد المناخ الملائم لإطلاق عملية سياسية».
من جهته، قال عضو الوفد المعارض لؤي صافي للصحافيين «حصل تقدم إيجابي اليوم لأننا للمرة الأولى نتحدث في هيئة الحكم الانتقالي».
وأوضح أن «النظام حاول تجنب الحديث عن الهيئة وفضلوا التركيز على قضايا الإرهاب»، إلا أن الوفد المعارض شدد على أنه «ضمن التسلسل الزمني والجدول الذي أعد للمفاوضات، هذه الهيئة مهمتها البحث في كل القضايا بما فيها العنف والإرهاب».
ورأى أن وفد النظام يبدو «أكثر استعدادا للبحث في هذه المسألة ولو أنهم يحاولون إبقاءها في أسفل النقاش»، مشيرا إلى أن وفد المعارضة وضع نقاطا عدة للبحث في الأيام المقبلة، تشمل حجم الهيئة وأعضاءها ومهامها. وأشار إلى أن الإبراهيمي «وضع النقاط وقال إنها نقاط جيدة للبحث».
وينص اتفاق جنيف1 الذي جرى التوصل إليه في مؤتمر غاب عنه كل الأطراف السوريين في يونيو (حزيران) 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. وترى المعارضة أن نقل الصلاحيات يعني تنحي الرئيس بشار الأسد، وهو ما يرفض النظام التطرق إليه، لاعتباره أن مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع، كما يشكك في تمثيلية المعارضة.
كما ينص الاتفاق الذي وضعته الدول الخمس الكبرى وألمانيا والجامعة العربية، على وقف العمليات العسكرية وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة. وجلسة أمس هي الأولى التي تعقد منذ قبل ظهر الثلاثاء، بعدما اصطدمت الجلسة المشتركة بخلاف حول الأولويات. فقد عرض وفد المعارضة رؤيته لكيفية تطبيق جنيف1، بينما طالب وفد النظام بإصدار بيان يدين تسليح الولايات المتحدة لـ«المنظمات الإرهابية» في سوريا، على خلفية تقرير عن قرار سري للكونغرس بتسليح «الكتائب المقاتلة المعتدلة».
وكان مصدر مطلع في وفد المعارضة قال لوكالة الصحافة الفرنسية أمس «يفترض أن يكون النظام قدم تصوره أو مشروع عمل»، بعد أن قدم وفد المعارضة تصوره أمس «وكان بعنوان: الطريق إلى الحرية».
وأوضح أن الورقة تتضمن عناوين عدة أبرزها «إعداد إعلان دستوري يكون بديلا للدستور الحالي، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وبناء المؤسسات الديمقراطية». في المقابل، قالت صحيفة «الثورة» السورية في عددها الصادر أمس إن مؤتمر جنيف2 «أظهر بوضوح بعد المسافات بين طرفيه بعد استعراض أولي للأوراق بلا جديد. وفد الحكومة قدم بيانا مكتوبا كورقة للحوار على الأقل في الطريق للحل، في حين لم يكن لدى وفد الائتلاف ورقة».
ولم يحرز أي تقدم بشأن القضايا الإنسانية قيد المناقشة في المحادثات التي تشمل مساعدات لما يقدر بنحو ثلاثة آلاف من المدنيين في مدينة حمص المحاصرة في وسط سوريا. وفي دمشق، رأى معارضون سوريون في الداخل أن ورقة العمل التي قدمها وفد النظام خلال مفاوضات تناقض بند التفاوض الرئيس المتمحور حول تشكيل هيئة حكم انتقالية، مبررين رفض الوفد المعارض المشارك في المفاوضات لهذه الورقة.
وكان الوفد الرسمي قدم الاثنين ورقة من خمسة بنود أبرزها احترام سيادة سوريا ورفض «التدخل الخارجي» و«الإرهاب التكفيري».
وقال عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي أحمد العسراوي إن «المبادئ التي تقدم بها وفد النظام السوري هي مبادئ عامة يتبناها عموم الشعب السوري وليس هناك خلاف عليها، إلا أنها ليست مادة من مواد مؤتمر جنيف».
مستشارة الأسد الإعلامية تتساءل: من يكون روبرت فورد؟ ولونا الشبل أنكرت معرفتها أيضا بعضو في وفد المعارضة
لندن: «الشرق الأوسط» .... «من يكون روبرت فورد؟». تساءلت لونا الشبل المستشارة الإعلامية في القصر الرئاسي وإحدى المقربات من الرئيس بشار الأسد وعضو وفد النظام المفاوض في مؤتمر «جنيف2»، خلال ردها على سؤال مراسلة التلفزيون السوري بشأن تصريحات السفير الأميركي فورد الذي اتهم النظام السوري بارتكاب «جريمة حرب» بامتناعه عن إدخال المساعدات الإنسانية لأحياء حمص المحاصرة.
وأنكرت الشبل في تصريحاتها بجنيف معرفتها بشخصية فورد، فردت المراسلة عفويا: «إنه السفير الأميركي»، فما كان من الشبل «الوجه الناعم» في وفد النظام إلا الرد بالقول: «أن يكون سفير غير مرغوب فيه على الأراضي السورية يعني أن لا صفة لديه تخوله الحديث».
فعادت المراسلة لتسأل عما إذا ناقش وفد النظام تصريحات فورد مع الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، فردت لونا الشبل: «ما قاله روبرت فورد لا يستحق أكثر من دقائق محدودة في جلسات جنيف».
وعلى المنوال ذاته، استخفت الشبل بوفد المعارضة السورية خلال حديثها إلى مندوب «إذاعة (شام إف إم)» عندما طلب منها التعليق على تصريح لعضو الائتلاف الكاتبة ريما فليحان، فسألته باستغراب: «من تكون؟»، وتابعت الإجابة في تجاهل تام للشق المتعلق بفليحان.
ويشار إلى أن لونا الشبل وريما فليحان تنتميان إلى محافظة السويداء وللطائفة الدرزية، وكلتاهما تعرفان بعضهما بعضا إلا أن تجاهل لونا المتعمد كان رسالة بأنها لا تعرف كل من يقف ضد الرئيس السوري بشار الأسد، فهي وما إن وطئت قدماها أرض جنيف قالت للصحافيين السوريين المرافقين للوفد: «اطمئنوا.. الأسد باق».
وعلق أحد الناشطين السوريين على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» على أسلوب لونا الشبل بتجاهل معرفة فورد وفليحان، قائلا: «طبيعي ألا تعرف لونا الشبل أسماء الوفد الذي يجلس قبالتها، ولا أسماء المراقبين، فربما لم تتعلم بعد القراءة والكتابة. هي مشغولة بتصفيف شعرها وتلميع شفتيها». وشهد مؤتمر جنيف أول ظهور إعلامي للونا الشبل، بعد ثلاث سنوات من غيابها عن الشاشة، حيث كانت تعمل مذيعة ومقدمة برامج في إحدى القنوات الفضائية الإخبارية، قادمة إليها من التلفزيون الرسمي السوري، الذي انطلقت منه كمذيعة لديها حضور مميز ووجه جميل، لكنها تفتقر إلى التدريب.
وبعد استقالتها من القناة الفضائية الإخبارية بالتزامن مع انطلاق الاحتجاجات بسوريا في مارس (آذار) 2011، فوجئ الجمهور بعودة لونا إلى دمشق، ولكن ليس إلى التلفزيون الرسمي، بل إلى المكتب الإعلامي في القصر الرئاسي، ليغدو اسمها ضمن الدائرة الضيقة المقربة من الأسد، وفي القائمة القصيرة لنساء الظل اللاتي أحطن به. وخلال افتتاح مؤتمر «جنيف2» الأربعاء الماضي، طغت الشبل على الحضور السوري لوفد النظام من خلال الابتسامات التي وزعتها في اتجاهات عدة من خلف ظهر وزير الخارجية وليد المعلم وهو يلقي خطابه المطول. وقال معارضون إن تلك الابتسامات «استفزاز واستخفاف وعدم جدية» من وفد النظام بمفاوضات جنيف، بينما عدها الموالون «تحديا رائعا ودليل انتصار حققته دبلوماسية المعلم».
ارتفاع ضحايا الجوع في اليرموك إلى 85 وتجدد الاشتباكات جنوب دمشق والجيش التركي يضرب مقاتلين مرتبطين بـ«داعش» داخل الأراضي السورية
بيروت: نذير رضا - لندن: «الشرق الأوسط» ... تواصل القصف الجوي بالبراميل المتفجرة، أمس، على أحياء في مدينة حلب شمال سوريا، وداريا جنوب دمشق، بموازاة تجدد الاشتباكات في حي القدم المتاخم لمخيم اليرموك (جنوب العاصمة) الذي ارتفع فيه عدد الموتى جوعا إلى 85 شخصا، بينهم 25 مواطنة وخمسة أطفال.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن «ضحايا مخيم اليرموك فارقوا الحياة من جراء سوء الأوضاع الصحية والمعيشية، والنقص الحاد في الأغذية والأدوية، نتيجة للحصار الذي تفرضه القوات النظامية وعناصر الجبهة الشعبية - القيادة العامة، واللجنة الشعبية المسلحة الموالية للنظام السوري على مخيم اليرموك، منذ نحو 200 يوم».
وتفاقم الوضع الإنساني في المخيم، بشكل كبير، إذ يعيش نحو 20 ألف شخص ظروفا مأساوية ما يدفع الكثير منهم للاقتيات من لحوم الحيوانات الشاردة، وأرغم بعض النساء على ممارسة البغاء لتوفير الغذاء لعائلاتهن. وقال أحد سكان المخيم، لوكالة الصحافة الفرنسية إن كثيرين «ذبحوا القطط والكلاب وتناولوها، حتى أن البعض ذبحوا حمارا»، مشيرا إلى أن «ما كان غير ممكن تخيله قبل أشهر قليلة، بات أمرا طبيعيا».
وفرضت القوات النظامية في يونيو (حزيران) الفائت حصارا على المخيم الذي تبلغ مساحته كيلومترين مربعين، وتفيد أرقام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بأن 18 ألف شخص ما زالوا يقيمون في اليرموك.
وتعاني وكالة الأونروا من صعوبات جمة في إدخال المواد التموينية إلى المخيم، وتمكنت من إدخال قافلتي مساعدات فقط خلال الأشهر الماضية، أي ما يوازي 138 وحدة غذائية فقط. وقال المتحدث باسم الوكالة كريس غونيس بأن «المساعدات التي سمح بإدخالها قاصرة في شكل صادم عن توفير الحاجات الملحة لهؤلاء المدنيين»، موضحا أن هذه الحاجات تشمل «حليبا جافا (بودرة) للأطفال، لقاحات ضد شلل الأطفال، ومواد غذائية أساسية».
وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان المنظمات الإنسانية الدولية بالعمل على فكّ الحصار عن كافة المناطق المحاصرة، في ظلّ استمرار الحصار المفروض على عدة مدن وبلدات وقرى وأحياء في سوريا، كما طالب «بالسماح بدخول الموادّ الغذائية والطبية إليها فورا، وعدم الاكتفاء فقط بتحميل المسؤولية عن هذا الحصار لهذا الطرف أو ذاك»، في إشارة إلى تبادل النظام والمعارضة المسؤولية عن عدم إدخال المواد الإغاثية إلى المخيم.
وشهدت أطراف المخيم أمس، اشتباكات بين القوات الحكومية وكتائب المعارضة المقاتلة في جنوب دمشق، تركزت في منطقة القدم.
وأفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» بإطلاق القوات الحكومية قذائف مدفعية استهدفت الحي، وتأتي هذه المعارك في القدم في محاولة من القوات الحكومية لاستكمال سيطرتها على الأحياء الواقعة جنوب العاصمة السورية، بهدف تأمين دمشق من الجهة الجنوبية، وذلك بعد توصلها إلى هدنة في المعضمية مع المعارضة، ومواصلة حصارها لمخيم اليرموك ولداريا جنوب دمشق.
وتعرضت داريا أمس لقصف جوي بالبراميل المتفجرة، حيث أظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون على الإنترنت، سقوط برميلين على الأقل على أحياء في البلدة. وجاء القصف غداة معارك واسعة على أطرافها، وقعت بين الجيش النظامي والقوات المعارضة التي تحاول فك الحصار عنها، ومنع القوات الحكومية من التقدم فيها. وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة الزبداني شمالا لقصف من القوات الحكومية، في حين أطلق جنود تابعون للقوات الحكومية النار باتجاه المدنيين في دوما بالريف الشرقي.وفيما تواصل القصف على أنحاء متفرقة من ريف دمشق، أفاد المرصد السوري بمقتل أكثر من 13 شخصا بينهم مواطنة وطفلة، جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي المعادي الواقع في جنوب حلب، مشيرا إلى وقوع غارات جوية على حي الصالحين المجاور.
وفي تطور آخر، أفادت وسائل إعلام تركية أمس أن الجيش التركي هاجم قافلة عربات لمقاتلين في سوريا مرتبطين بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الموالية لتنظيم «القاعدة» ردا على إطلاق نيران عبر الحدود الليلة قبل الماضية ودمر ثلاث عربات.
ولم تعلن تركيا رسميا عن العملية، ولكن ذكر تلفزيون «إن تي في» أن القوات التركية فتحت النار على مواقع مقاتلي جماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في شمال سوريا بعد سقوط قذيفة مورتر أطلقت من سوريا في الأراضي التركية أثناء اشتباكات بين مقاتلي «داعش» و«الجيش السوري الحر».
وأضاف أن سيارة نقل صغيرة وشاحنة وحافلة دمرت في الرد التركي. ولم ترد تقارير عن خسائر بشرية ولم يوضح التلفزيون مكان وقوع الهجوم بالضبط في المنطقة الحدودية. وقالت محطة «سي إن إن تورك» بأن القوات التركية ردت بعد توجيه نيران أسلحة خفيفة إلى عربتين للجيش التركي. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجيش التركي.
حصار حمص يختبر جدية مفاوضات «جنيف2» ومماطلة دمشق ما زالت تعيق دخول قوافل الإغاثة
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال ... لم تدخل قوافل المساعدات الإغاثية إلى أحياء حمص المحاصرة، لليوم الثالث على التوالي أمس، رغم توقفها على حدود محافظة حمص من جهة دمشق، في موازاة تبادل طرفي الأزمة السورية الاتهامات بشأن الطرف المعرقل لدخول الإمدادات. وفي حين اتهم ناشطون الحكومة السورية بعدم إعطائها إذنا رسميا لدخول القوافل وتوزيع حمولتها، جددت السلطات السورية تأكيدها أمس إنجاز الترتيبات لخروج المدنيين، بعد يوم على مطالبة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بـ«ضمانات» لعدم وصول هذه القوافل إلى «مجموعات مسلحة».
وجددت لور شدراوي، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، التأكيد لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «البرنامج أنجز الاستعدادات المطلوبة منه وقوافل المساعدات المحملة بكميات كبيرة لا تزال تنتظر الإشارة للدخول وإفراغ حمولتها»، موضحة أنه «لا تقدم أحرز أمس في هذا السياق».
وقالت شدراوي إن «الجهوزية تامة»، وشددت على أن «دورنا ينتهي بمجرد حصولنا على الضوء الأخضر»، رافضة الكشف عن الجهة المعرقلة لدخول المساعدات. لكن ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبرنامج الغذاء العالمي، ووفق ما نقلته عنهم وكالة الصحافة الفرنسية أمس، قالوا إن «الفرق الدولية جاهزة على الأرض لكنها لم تنل بعد ضوءا أخضر من السلطات السورية».
وتفرض القوات النظامية حصارا على أحياء حمص القديمة منذ يونيو (حزيران) الماضي. وأعلن الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي السبت الماضي في جنيف، موافقة وفد النظام السوري المشارك في المفاوضات، على السماح بخروج النساء والأطفال من هذه الأحياء، آملا في دخول قوافل مساعدات إنسانية إليها، لكن أيا من هذه الخطوات لم تجد طريقها إلى التنفيذ بعد.
وأصبحت الجهود الرامية لتوصيل إمدادات الغذاء والدواء إلى المدينة اختبارا لما إذا كانت محادثات السلام الحالية في سويسرا يمكن أن تحقق نتائج عملية على أرض الواقع.
وفي سياق متصل، أكد محافظ مدينة حمص طلال البرازي لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس أن السلطات السورية «أنجزت جميع الترتيبات اللازمة لتأمين المدنيين الراغبين في مغادرة أحياء المدينة القديمة»، في تكرار لموقف سبق وأعلنه أول من أمس. لكن ممثلي المعارضة يعترضون على مطلب دمشق بتقديم قوائم بأسماء الراغبين من سكان الأحياء المحاصرة في حمص بالمغادرة قبل خروجهم منها، متخوفين من اعتقالات أو من التعرض للنساء والأطفال.
وفي سياق متصل، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن «المطلوب فك الحصار عن أحياء حمص المحاصرة، لا إخراج المدنيين منها أو تقديم المساعدات الغذائية إلى المحاصرين فيها».
ويسأل عبد الرحمن: «إذا خرج المدنيون المحاصرون فإلى أين سيتوجهون ومن يضمن سلامتهم، في وقت لا وجود لمناطق آمنة في حمص وضواحيها؟». ويعتبر في الوقت ذاته أن «إدخال المساعدات الغذائية إلى الأحياء المحاصرة يبدو أشبه بتقديم وجبة طعام إلى سجناء معتقلين». وجدد المطالبة بـ«تحرير حمص بالكامل من الحصار المفروض عليها»، داعيا الأمم المتحدة إلى أن «تسمي الجهة المعرقلة التوصل إلى اتفاق».
وسبق للأمم المتحدة أن أعلنت استعدادها لتوزيع مساعدات تكفي لمدة شهر على 2500 شخص محاصرين في المدينة، التي تحولت إلى أنقاض بفعل القصف والقتال على مدى أشهر متواصلة.
الإبراهيمي يطلب من الوفدين تصوراً للهيئة الانتقالية
لندن، جنيف، نبويورك، موسكو - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
وافق وفدا النظام السوري والمعارضة على اعتبار بيان «جنيف 1» أساساً للمفاوضات الحالية بينهما. لكن الوفد الحكومي ركز على «وقف العنف ومحاربة الإرهاب»، في مقابل تمسك وفد «الائتلاف الوطني السوري» بهيئة الحكم الانتقالية، ما دفع المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي إلى تقديم تصوره لهيئة الحكم، وطلب من كل من الطرفين أن يقدم وجهة نظر مفصلة حول الموضوعات الواردة فيها.
وأفادت معلومات من موسكو بأن خبراء روساً وأميركيين اتفقوا امس على زيادة الضغط على الوفدين. وأوضح مصدر في العاصمة الروسية: «اتفقنا على أنه ينبغي علينا قبل أي شيء تعزيز التعاون بيننا وزيادة الضغط كي يعملا (الجانبان) سوية بمزيد من النشاط للتوصل إلى تسوية».
وكان الوفدان عقدا جلسة من المحادثات في الصباح في غرفة واحدة، إضافة إلى جلسة ثانية من المشاورات المنفردة مع الإبراهيمي، الذي قال في مؤتمر صحافي: «لأكون صريحاً، لا أتوقع أن يتم إنجاز شيء نوعي» في نهاية الجولة الجمعة، مضيفاً: «هناك كسر للجليد، ببطء، لكنه ينكسر».
وكشفت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن الإبراهيمي قدم ورقة إلى الوفدين تضمنت «محاور رئيسية لهيئة الحكم الانتقالي» وأنه طلب من كل طرف تقديم وجهة نظر مفصلة حول الموضوعات الواردة فيها: «حجم الهيئة وطريقة تشكيلها واختيار أعضائها وآليات عملها وصلاحياتها وعلاقتها بالمؤسسات الأمنية والعسكرية وطريقة اختيارها».
وجاء تدخل الإبراهيمي بعد إصرار الوفد الحكومي على مناقشة جنيف بحسب ترتيب بنوده بدءاً بـ «وقف العنف»، مقابل طرح الوفد المعارض أولوية بحث تشكيل هيئة حكم انتقالية. ما قد يحول المفاوضات إلى حوار طرشان.
في موازاة ذلك، اعتبر مدير الاستخبارات الأميركية ( سي آي إي) جيمس كلابر، أن النظام السوري الذي يجري تفكيك أسلحته الكيماوية «قادر على الأرجح على القيام بإنتاج محدود» لأسلحة بيولوجية. وقال كلابر في شهادة مكتوبة إلى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ: «نعتقد أن عناصر من برنامج الأسلحة البيولوجية السورية تجاوزت مرحلة البحث والتطوير، وأن سورية قادرة على الأرجح على القيام بإنتاج محدود» لهذه الأسلحة.
وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول أميركي كبير بصراحة عن الخطر المحتمل المتمثل بأسلحة بيولوجية قد تكون لدى نظام الأسد، فقد اكتفى المجتمع الدولي في هذه المرحلة بالضغط على النظام كي يتخلص من مخزونه من الأسلحة الكيماوية التي استخدمت مرات عدة منذ بداية النزاع، ويفترض أن يتم إتلافها بحلول 30 حزيران (يونيو) المقبل.
وفي نيويورك، جددت دول غربية في مجلس الأمن بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية العمل على طرح مشروع قرار إنساني في شأن سورية في المجلس في ضوء تعثر المفاوضات في جنيف المتعلقة بفك الحصار عن حمص (وسط) ومناطق محاصرة أخرى. وقال ديبلوماسيون في المجلس إن «مشروع القرار مكتمل العناصر ويتضمن التأكيد على ضرورة فتح الحكومة السورية الطريق أمام المساعدات الإنسانية والسوريين المحاصرين في حمص وريف دمشق ومخيم اليرموك وأماكن أخرى». وأكدت المصادر أن مشروع القرار مدعوم من غالبية أعضاء المجلس.
ومن المقرر أن يستمع المجلس في ١٣ الشهر المقبل إلى مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس للاطلاع على جهود إيصال المساعدات.
وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجلس أمس، أن الحكومة السورية لم تلتزم الجدول الزمني المحدد لنقل المواد المتصلة بأسلحتها الكيماوية من أماكن تخزينها إلى ميناء اللاذقية. وقال بان في تقرير، إن لدى الحكومة السورية «ما يكفي من المواد والمعدات اللازمة لتنفيذ عمليات نقل برية متعددة لكفالة التعجيل في إزالة الأسلحة الكيماوية». وأضاف: «بما أن أي عملية نقل لم تتم حتى الآن، فإن عملية القضاء على برنامج الأسلحة الكيماوية السورية أصبحت متأخرة عن موعد إنجازها المحدد». وقال إنه من المقرر أن يعقد خبراء سوريون وأميركيون وروس اجتماعاً في مقر المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية في الأسبوع الأول من الشهر المقبل المقبل لبحث «طرائق تدمير مرافق إنتاج الأسلحة الكيماوية السورية».
ميدانياً، دان «الائتلاف» في بيان «استمرار نظام الأسد في استخدام العنف والقصف العشوائي بشكل ممنهج ضد المدنيين الأبرياء في سورية، حيث أفاد ناشطون بمقتل 15 مدنياً على الأقل (أول من) أمس في حي الميسر في حلب و15 آخرين اليوم في حي المعادي في حلب عندما شنت طائرات النظام الحربية غارات متتابعة وألقى طيران الأسد براميل متفجرةً على الحيَّيْن، كما ألقت مروحيات النظام صباح اليوم أكثر من 20 برميلاً متفجراً على مدينة داريا في ريف دمشق، ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى ووقوع دمار كبير في الأبنية والمحال التجارية».
5% فقط من "الكيماوي" صار خارج سورية
لاهاي - أ ف ب
افادت مصادر مقربة من منظمة حظر الاسلحة الكيماوية ان "سورية لم تنقل الى خارج اراضيها سوى اقل من 5 في المئة من ترسانتها الاكثر خطورة"، مؤكدة انه "سيطلب من دمشق العمل بسرعة اكبر".
وغادرت شحنتان فقط من العناصر الكيماوية سورية في السابع وفي السابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) عبر مرفأ اللاذقية بهدف تدميرها في البحر.
وقال مصدر مقرب من منظمة حظر الاسلحة الكيماوية ان ذلك يمثل "اقل من 5 في المئة بقليل" مما كان يفترض نقله في 31 كانون الاول (ديسمبر).
ووفق خطة اتلاف الاسلحة الكيماوية السورية، التي وافقت عليها الامم المتحدة، فإنه كان يتعين على سورية ان تنقل الى خارج اراضيها في ذلك التاريخ السبعمئة طن من العناصر الكيماوية الاكثر خطورة التي اعلنت عنها دمشق وخصوصا العناصر التي تدخل في تركيب غاز الخردل وغاز السارين.
ويتعين على سورية من جهة اخرى، بحسب الخطة نفسها، ان تنقل في الخامس من شباط (فبراير) 500 طن اضافية من العناصر الكيماوية التي اطلق عليها "الفئة 2".
وقال مصدر مقرب من الملف لوكالة فرانس برس: "من المؤكد تقريبا ان هذا التاريخ لن يتم احترامه".
وينبغي تدمير نحو 120 طنا من السوائل التي يفترض تدميرها من جهة اخرى في سورية بحلول الاول من اذار (مارس).
وفي الثامن من كانون الثاني (يناير)، حضت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية سورية على تكثيف جهودها بعدما تاخرت دمشق في نقل العناصر الكيميائية الاكثر خطورة الى خارج اراضيها.
ولتبرير ذلك تحدثت سورية عن سوء الاحوال الجوية، اضافة الى المشاكل الامنية المرتبطة بالنزاع الدامي في البلاد منذ اذار 2011.
من جهته، قال المتحدث باسم منظمة حظر الاسلحة الكيميائية كريستيان شارتييه لوكالة فرانس برنس: "لا ندلي باي تعليق في هذه المرحلة"، حول تقدم عملية تدمير الترسانة الكيماوية السورية.
وقالت مصادر مقربة من الملف لوكالة فرانس برس ان الديبلوماسيين الذين يجتمعون الخميس في اطار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية سيحاولون "الضغط على السوريين وتذكيرهم بتعهداتهم".
وقال احد هذه المصادر ان "ظروف الاحوال الجوية كانت افضل في الفترة الاخيرة وبالتالي لم يعد بامكانهم استخدام هذه الذريعة".
وتقضي خطة نزع الاسلحة الكيماوية السورية التي وافقت عليها الامم المتحدة، بتدمير كل الترسانة الكيميائية السورية في الثلاثين من حزيران (يونيو) 2014.
نورا الأمير: من الاعتقال والتعذيب إلى التفاوض مع «وفد بشار»
جنيف - أ ف ب
قبل أقل من سنة، كانت نورا الأمير لا تزال تقبع في أحد سجون النظام السوري. اليوم هي جزء من الوفد الكبير المرافق للمعارضة إلى مفاوضات «جنيف2»، وتأمل بأن تضع العملية السياسية حداً لمعاناة شعبها.
في المؤتمر الدولي حول سورية الذي عقد في مدينة مونترو السويسرية وشكل مقدمة لمفاوضات «جنيف2»، جلست نورا الأمير التي انتخبت في مطلع هذا الشهر نائبة لرئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بين أعضاء وفد المعارضة، للمرة الأولى في مواجهة وفد الحكومة السورية الذي تسميه «وفد بشار الأسد».
وتقول لوكالة «فرانس برس» عن شعورها في تلك اللحظة: «كنت كمن يرى ممثلاً للجلاد. رأيت وجه السجان ووجه القاتل ووجه من يقصف ومن يعذب. أبداً ليس شعوراً سهلاً». وتضيف: «كان الشعور نفسه الذي أحسست به عندما كنت في المعتقل، شعور الازدراء والتحدي تجاه السجان وتجاه المحقق، عندما كنت أفكر: لن تقدر علي مهما فعلت. مسجونة ومنتهكة حقوقي صحيح، لكن أنا هنا من أجل قضية وأنت من أجل شخص».
وتتكلم نورا (26 سنة) وهي أصغر مسؤولة في «الائتلاف»، بصوت خافت، تخنقه الغصة بين الحين والآخر.
كانت تحضر أطروحة ماجستير في الأدب العربي في جامعة حمص (وسط البلاد) عندما قررت أن توقف الدراسة وتترك كل شيء لـ «الانضمام إلى الثورة». حصل ذلك في نيسان (أبريل) 2011، «عند وقوع أول مجزرة في حمص» باستهداف قوى الأمن معتصمين سلميين كانوا يطالبون بإسقاط النظام.
في فندق في جنيف حيث يتركز نشاط المعارضة السورية الإعلامي على هامش المفاوضات، تروي بتأثر الأنشطة التي شاركت فيها على مدى سنة تقريباً قبل توقيفها: «كنا نعمل على توسيع القاعدة الشعبية، وننظم التظاهر (...)، المناشير والغرافيتي والبيانات وزرع مكبرات صوت في الأماكن العامة التي كانت تنطلق منها هتافات ضد النظام، نشر أخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ثم انتقلنا إلى توثيق الانتهاكات، وشاركنا في عمليات الإغاثة عندما بدأ قصف الأحياء والتهجير». وتتابع: «كان هدفنا القول إن صوت الشعب سيرتفع مهما كان القمع».
في أحد أيام شهر آذار (مارس) 2012، «كنت في محطة كاراجات دمشق في الباص استعد للانتقال إلى حلب. صعدوا إلى الباص بسلاحهم وقالوا لي تفضلي معنا. أدركت أن اللحظة التي انتظرها منذ زمن حانت. لم أشعر بشيء».
من فرع فلسطين، إلى الأمن العسكري 215، إلى سجن عدرا، في دمشق، إلى سجن حمص حيث عرضت على القضاء، عانت نورا الأمير أقسى أنواع العذاب، لكنها تقول: «أخجل أن أتحدث عن تجربتي اليوم بعد ما شهدته وسمعت عنه من حالات تعذيب مر به غيري وبينهم العديد من النساء».
وتغزو الدموع عينيها المكحلتين بكحل أسود كثيف وسط وجه صغير يحيط به منديل مرقط باللونين الأسود والأبيض مع ورود حمراء كبيرة، وقد غطى كامل شعرها وعنقها. وتتابع: «تعرضت لحرب نفسية قوية. كانوا يهددونني بقتل أشخاص يخصونني بشكل مباشر. (...) كنت في سجن انفرادي وأهلي لا يعرفون شيئاً عني، لم أكن واثقة بأنني سأخرج يوماً» من السجن. وتقول: «الضرب والكهرباء والكابلات، لم أعد أريد الحديث عنها، لأنني ما شهدته عند أخريات يجعلني أخجل».
وتحدثت عن «حالة التعذيب الأولى» التي رأتها في السجن: «كانت سيدة من الصنمين في درعا (جنوب)، تعرضت لتعذيب وحشي: ضرب وشحن بالكهرباء وطريقة الدولاب. كانت لديها أوتار في قدميها مقطعة وآثار السوط موجودة على كل جسمها».
وحكم على نورا التي تتحدر من إحدى عائلات حمص السنية، بالسجن بتهمة «النيل من هيبة الدولة» و «التظاهر من دون إذن» و «التحريض الطائفي». فأمضت عقوبتها لتخرج بعد أكثر من ستة أشهر إلى تركيا.
في هذا الوقت، تم اعتقال شقيقتها البالغة اليوم عشرين سنة، إذ «تعرضت شقيقتي لأقسى أنواع التعذيب: «الشبح»، وهي طريقة تقضي بتعليق الشخص ويداه مقيدتان بالسقف أو بالباب، واليدان إلى الأمام أو إلى الوراء». وتضيف: «خلع كتفها نتيجة ذلك، فلما عرفوا، راحوا يعلقونها بيد واحدة من جهة كتفها المخلوع، عدا عن السوط والدولاب... والإهانات». وتشير إلى أن «هناك فتيات تعرضن لانتهاكات جنسية في المعتقل».
في جنيف، تتواجد نورا مع أعضاء الوفد التقني الكبير المرافق للمعارضة، وتتحمس لطرح موضوع فك الحصار عن مدينتها، حمص، على الطاولة. تقول: «حصار حمص هو الأطول في تاريخ الثورة، 18 شهراً. هناك أطفال ومرضى وكبار السن يموتون جوعاً في حمص حيث يحتجزهم النظام».
وتشير إلى أنها على اتصال مع رفاق لها لا يزالون في المدينة وتعرف منهم «أن بعض الأهالي يعطون أولادهم حبوباً منومة لينسوهم الجوع. هناك أشخاص يأكلون الأعشاب التي تنبت بشكل عشوائي. بعضهم يقول لي إنه يأكل مرة كل ثلاثة أيام». وتعتبر أن العجز عن إدخال المساعدات إلى حمص «عار على المجتمع الدولي».
على رغم كل ذلك، تبدو نورا مؤمنة بعملية التفاوض من أجل سلام يضع حداً لمأساة بلادها. وتقول: «كما كانت هناك معركة كفاح سلمي ومعركة عسكرية، يجب أن تكون هناك معركة سياسية». وتضيف: «الثورة ستنتصر، عبر هذه المفاوضات أو غيرها، عبر عملية سياسية أخرى. لكن ليس عبر استمرار الحرب».
المصدر: مصادر مختلفة