مقتل أطفال ونساء في مجزرة براميل متفجرة على حلب وواشنطن تلوّح للأسد بالفصل السابع...إندونيسيون انضموا إلى الجماعات المقاتلة في سوريا
مقتل القائد العسكري للواء التوحيد في هجوم نفذته «داعش» بسيارتين مفخختين بحلب ودخول الدفعة الرابعة من المساعدات إلى مخيم اليرموك.. وتقدم للمعارضة بالقنيطرة
الإثنين 3 شباط 2014 - 7:00 ص 2132 0 عربية |
«شهر جنيف» الأكثر دموية في سورية
واشنطن - جويس كرم
لندن، بيروت «الحياة»، أ ف ب - حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدماً على جبهات عدة وقطعوا خط الإمداد عن معسكرين رئيسيين لقوات النظام شمال غربي البلاد، في وقت أفاد مركز حقوقي أن الشهر الماضي الذي شهد مفاوضات جنيف، كان «الأكثر دموية» (نحو ستة آلاف) ما رفع عدد القتلى إلى 136 ألفاً منذ بدء الصراع قبل ثلاث سنوات. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إنها ستكون «حرباً قذرة ومُرّة» في سورية، متوقعاً خسارة النظام في «حرب الاستنزاف».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلي المعارضة «سيطروا بالكامل على الحاجز الشمالي لبلدة عتمان في درعا جنوباً (بين دمشق وحدود الأردن) عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية».
وبعد سيطرة المعارضة على قرية سويسة في ريف القنيطرة الجنوبي بين دمشق والجولان المحتل أول من أمس، أحكم مقاتلوها على سرية القطار في قرية عين العبد في ريف القنيطرة في الجولان «بعد انسحاب القوات النظامية منها»، وفق «المرصد». وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان، إنه «يحيّي رجال الجيش السوري الحر في مختلف أنحاء محافظتي درعا والقنيطرة، حيث عززت انتصاراتهم المتتالية».
كما اقتحم مقاتلو المعارضة حاجز الحرش جنوب بلدة مورك وحاجز الجسر بين بلدتي حلفايا وطيبة الإمام في حماة (وسط) عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية. وأفاد «المرصد» أن مقاتلي المعارضة «أحكموا السيطرة الكاملة على بلدة مورك بعد سيطرتهم على حواجز العبود والمكاتب ومفرق بلدة عطشان وقطعوا بذلك طريق الإمداد الاستراتيجي للقوات النظامية إلى معسكري وادي الضيف والحامدية (قرب معرة النعمان) وحواجز القوات النظامية في مدينة خان شيخون في ريف إدلب، كما أعادوا الوصل بين ريفي حماة الشرقي والغربي».
في موازاة ذلك، قتل تسعة أشخاص في قصف بـ «البراميل المتفجرة» على حيي المرجة وطريق الباب في حلب شمالاً. وأعلن «المرصد» أن النزاع السوري أودى بحياة أكثر من 136 ألف شخص، بينهم حوالى ستة آلاف شخص في كانون الثاني (يناير) الماضي، الذي شهد أولى جولات التفاوض بين النظام و «الائتلاف».
وأكد مسؤول أميركي رفيع المستوى في واشنطن، أن مفاوضات جنيف «أنتجت عملية سياسية، وهذا أمر مهم»، مع تأكيده على أنها ستكون «طويلة ومعقّدة». وخفض التوقعات، مستبعداً «أي اختراق ديبلوماسي» في الجولة الثانية، التي من المتوقع أن تبدأ في ١٠ من الشهر الجاري. ووصف ما يجري في سورية بأنه «حرب استنزاف، والجانب الذي يعتمد على المجموعات الصغيرة والدعم الخارجي تقليدياً في مثل هذه النزاعات ينتهي في موقع أضعف». وكان المسؤول يلمح في ذلك إلى النظام والدعم الذي يتلقاه من «حزب الله» ومجموعات أخرى، باعتبار أن هذا الدعم «محوري للأسد في معركته».
وقال المسؤول إن الصراع السوري سيكون «مُراً وقذراً»، وأبقى الباب مفتوحاً من دون الاستعجال للذهاب إلى مجلس الأمن الدولي للبحث في قرار لإدخال المساعدات الإنسانية إلى حمص في وسط سورية.
وجاء كلام المسؤول في وقت التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف في ميونيخ قبل عقد اجتماع موسع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي. وأكدت الخارجية الأميركية أن كيري «ألح على لافروف بالضغط على النظام لإحراز تقدم في عملية نقل ما تبقى من سلاح كيماوي داخل سورية إلى مرفأ اللاذقية» غرب سورية. وقال كيري للافروف إن «الوتيرة التي يسير بها النظام غير مقبولة».
وعن مفاوضات جنيف، قال الإبراهيمي: «أخفقنا في مكان ما. بوسعنا أن نقول إنها مشكلة مستعصية، إنها صعبة، لكن هناك فشلاً في مكان ما»، لكنه أمل في استئناف المفاوضات في «مناخ بنّاء بشكل أكبر».
واشنطن تنفي أنها طلبت إجراء محادثات مباشرة مع الوفد السوري
واشنطن - رويترز
نفت واشنطن مزاعم وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم، بأن دبلوماسيين أميركيين طلبوا إجراء مفاوضات مباشرة مع نظرائهم السوريين في مؤتمر "جنيف 2" للسلام، الذي إنعقد في مونترو المدينة السويسرية.
وقالت المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية جين ساكي إن الولايات المتحدة عرضت الاتصال مع مسؤولين سوريين "على مستوى الموظفين" من خلال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا الأخضر الإبراهيمي.
وأضافت: "لم نعرض في أي لحظة التفاوض مع النظام السوري مباشرة" مشددة على أن "الولايات المتحدة قدمت طلبات مماثلة أثناء الصراع".
وكان المعلم قد أعلن في تصريحات للوفد الإعلامي على متن الطائرة التي تقل الوفد السوري في عودته إلى دمشق "الجانب السوري رفض طلبا أمريكيا في جنيف 2 للحوار مباشرة، ما لم يعتذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عما قاله في كلمته في افتتاح المؤتمر".
مقتل 46 مدنياً في قصف بالطيران على احياء في حلب
بيروت - أ ف ب
أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 46 مدنياً على الاقل السبت، بينهم 33 شخصاً في حي واحد، في قصف "بالبراميل المتفجرة" شنه الطيران السوري على مناطق في مدينة حلب.
وأشار المرصد إلى أن هذه "البراميل المتفجرة" المحشوة بمادة "تي ان تي"، تلقى من الجو من دون نظام توجيه يتيح لها اصابة اهداف دقيقة.
وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن مقتل ثمانية عناصر من "جبهة النصرة"، في قصف بالبراميل المتفجرة على مقرهم في حي الشعار بشرق حلب.
المعارضة تتقدم على جبهات عدة ... و انسحاب قوات النظام قرب الجولان
لندن - «الحياة»
واصل الطيران السوري قصف مدينة حلب شمالاً بـ «البراميل المتفجرة»، في وقت حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدماً إضافياً بين دمشق والجولان المحتل بعد «انسحاب» قوات نظام الرئيس بشار الأسد من أحد المواقع في ريف القنيطرة أمس. وقطعت المعارضة خط الإمداد عن مواقع عسكرية رئيسية للجيش النظامي تربط وسط البلاد بشمالها الغربي.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن اشتباكات دارت امس «بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة من طرف والقوات النظامية مدعمة بحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني ولواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات سورية وأجنبية من طرف آخر في منطقة المرج في الغوطة الشرقية لدمشق».
وتابع «المرصد» أنه تم إخراج مئة حالة إنسانية عبر طريق الهلال الأحمر الفلسطيني والكوادر الإسعافية من مخيم اليرموك الذي تحاصره قوات النظام منذ حزيران (يونيو) الماضي، إلى مشفى يافا التابع للهلال الأحمر، ذلك بعد إدخال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مئات الحصص الغذائية إلى المخيم في اليومين الماضيين.
وأشار «المرصد» إلى حصول «اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في سرية القطار في قرية عين العبد (بين دمشق والجولان)، ومعلومات عن سيطرة الكتائب المقاتلة على السرية بعد انسحاب القوات النظامية منها»، ذلك بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على قرية سويسة في ريف القنيطرة الجنوبي بين دمشق والجولان المحتل. وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان، إنه «يحيّي رجال الجيش السوري الحر في مختلف أنحاء محافظتي درعا والقنيطرة، حيث عززت الانتصارات المتتالية التي يحققها أبطال الجيش السوري الحر في جنوب البلاد عزيمة رفاقهم على الجبهات كافة».
وفي شمال البلاد، قال «المرصد»: «قتل ستة مواطنين على الأقل وأصيب سبعة آخرون جراء قصف على مناطق في حي طريق الباب في حلب. كما سقطت براميل متفجرة على منطقة في حي المرجة قرب مسجد رابعة العدوية في حلب، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مواطنين على الأقل وسقوط عدد من الجرحى». واستهدف مقاتلو المعارضة بعدد من قذائف الهاون مراكز القوات النظامية في مطار كويرس العسكري في ريف حلب، بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي لواء إسلامي مقاتل ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في مدرسة المشاة عقب تفجير سيارتين مفخختين في محيط المدرسة التي تضم مقر لواء إسلامياً مقاتلاً، ما أدى إلى مصرع قيادي في اللواء الإسلامي» المعارض.
وفي وسط البلاد، نفذ الطيران الحربي عدة غارات على قرية الزارة وريف مدينة تلكلخ في ريف حمص وقرب حدود لبنان، بحسب «المرصد»، الذي قال: «تبنت كتائب إسلامية مقاتلة في منطقة وادي خالد قطع رؤوس ثلاثة من عناصر من الدفاع الوطني فجر (أول من) أمس إثر هجوم نفذوه على بساتين قريتي الغيضة والبهلونية اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة العلوية».
وسيطر مقاتلو المعارضة على حاجز الحرش الواقع جنوب بلدة مورك وحاجز الجسر بين بلدتي حلفايا وطيبة الإمام في حماة (وسط) عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، وفق «المرصد»، الذي قال: «بذلك تكون جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة أحكمت سيطرتها على بلدة مورك في شكل كامل بعد سيطرتها على حواجز العبود والمكاتب ومفرق بلدة عطشان وقطعت بذلك طريق الإمداد الاستراتيجي للقوات النظامية إلى معسكري وادي الضيف والحامدية وحواجز القوات النظامية في مدينة خان شيخون في ريف إدلب، كما أعادت الوصل بين المناطق في ريف حماة الشرقي والغربي التي تسيطر عليها الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة».
من جهته، طالب «الائتلاف» المجتمع الدولي بـ «تحمل مسؤولياته تجاه الخرق الخطر لاتفاقية جنيف الذي أتى هذه المرة باعتراف سافر قدمه نظام (الرئيس بشار) الأسد متبجحاً باستهداف مشفى ميداني في مدينة سراقب» في ريف إدلب. وأضاف في بيان: «في تقرير نشرته وكالة الأنباء التابعة للنظام، نسبت الوكالة إلى مصدر عسكري أن وحدة من قوات النظام استهدفت مشفى ميدانياً قرب مدينة سراقب، في اعتراف خطر بخرق اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية حقوق الإنسان الأساسية في حالة الحرب، وهو سلوك استراتيجي كرره النظام كسياسة ممنهجة في كل أنحاء سورية منذ انطلاق الثورة، حيث تعمد استهداف المدارس والمساجد والمشافي والنقاط الطبية ومستودعات الإغاثة، بالإضافة إلى المباني السكنية». وقال إن هذه «الجريمة المرفقة باعتراف المجرم تستدعي خطوات جدية قانونية وسياسية لا بد من اتخاذها ودعمها بكل ما من شأنه منع آلة القتل من الاستمرار في التضحية بمزيد من أبناء الشعب السوري على مسمع ومرأى من العالم كله، واتخاذ قرار حازم لحماية المدنيين ودعمهم في سبيل تحقيق تطلعاتهم المشروعة».
وفي شمال شرقي البلاد، دارت اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والقوات النظامية قرب مطار دير الزور العسكري على الطريق الدولي حيث سيطرت القوات النظامية على جزء من الطريق الدولي جانب المطار، وفق «المرصد».
أوروبا تخشى عودة جهاديي «القاعدة» و«داعش»
باريس - أرليت خوري؛ لندن - «الحياة»
لم تعد المآسي المترتبة على النزاع السوري مقتصرة على سورية ومحيطها فقط، بل تسللت إلى داخل المجتمعات الأوروبية، خصوصاً في فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بعدما وصل عدد الشبان والشابات، ومن بينهم قُصَّر، الذين توجهوا إلى «الجهاد» في «بلاد الشام» إلى بضع مئات أو أكثر من كل بلد. ويثير هؤلاء قلقاً لدى أجهزة الأمن المختصة بمكافحة الإرهاب، خشية أن يعود بعضهم إلى بلده للقيام بهجمات تنفيذاً لتعلميات مع تنظيم «القاعدة» أو فروعه الإقليمية، مثل «داعش» والنصرة».
وكان «الجهاديون» يَبدون سابقاً مجرد أرقام يدلي بها مسؤولو أجهزة الاستخبارات الغربية، لكن الأمر بدأ يختلف الآن مع بدء ذويهم في التحدث إلى وسائل الإعلام، ففي فرنسا، مثلاً، بادرت دومينيك بون إلى الحديث علناً عن مقتل ابنها نيكولا في «عملية استشهادية» في حلب بعد حوالى أربعة أشهر فقط على مقتل أخيه غير الشقيق من والده جان دانيال في حمص. وبخروج هذه السيدة عن الصمت الذي كانت لازمته، مثلها مثل أسر الجهاديين الفرنسيين الآخرين، تهيباً لما سيقال عنهم، وحديثها عن معاناتها منذ أن تبلّغت برغبة ابنها في القتال في سورية إلى حين تلقيها نبأ مقتله، اكتسبت الأرقام عن أعداد «الجهاديين» مغزى مختلفاً.
ويبدو أن كلامها خفف من الشعور إن لم يكن بالذنب فربما بالتقصير الذي تعاني منه أسر الجهاديين الفرنسيين، كونها لم تتدارك المنزلق الخطير الذي انحرف نحوه أبناؤها، كما شجع ربما بعض الأسر على الاستعانة بالسلطات لإنقاذ أبنائهم قبل فوات الأوان. وربما هذا ما ساعد في العثور على «جهاديين» اثنين يبلغان من العمر 15 و 16 سنة في تركيا قبل دخولهما إلى سورية، وأعيدا إلى فرنسا حيث يخضعان للتحقيق. وحصل شيء شبيه أيضاً قبل أيام، عندما أوقفت السلطات ثلاثة جهاديين تراوح أعمارهم بين 21 و26 سنة قبل صعودهم إلى طائرة في أحد المطارات الفرنسية للسفر إلى تركيا ومنها إلى سورية.
وفي الوقت ذاته، توالت الشهادات في مناطق فرنسية مختلفة من أسر فقدت الاتصال بأبنائها، ومن بينها أسرة في «لي مورو» (ضاحية باريس) تلقت بعد أسبوع من اختفاء ابنتها اتصالاً هاتفياً من مجهول أبلغها أنها باتت موجودة في سورية حيث تشارك في «الجهاد».
في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس، إنه يعتزم قريباً تحديد مجموعة إجراءات للتعامل مع هذه الظاهرة المثيرة للخوف بالنسبة إلى العديد من الأسر في فرنسا، خصوصاً أنها تبدو عاجزة عن فهم «انجذاب» أبنائها إلى النزاع السوري.
وما يحصل في فرنسا يكاد يتكرر كنسخة طبق الأصل في بريطانيا، حيث تشير تقارير أمنية إلى سفر بضع مئات من «الجهاديين» للقتال في سورية. وهددت وزارة الداخلية بتوقيف العائدين من سورية وبسحب الجنسية من المجنسين الذين لديهم جنسية دولة أخرى إذا ذهبوا للقتال في سورية.
لكن ليس واضحاً بعدُ مدى تأثير مثل هذه الخطوات في دفق الشبان لـ «الجهاد» في سورية، إذ كشفت أجهزة الأمن قبل أيام أن النزاع السوري بدأ الآن يستقطب قاصرين ولم يعد يقتصر على الشبان، بدليل توقيف أكثر من فتاة كانت في طريقها إلى المشاركة في «الجهاد»، وبعضهن كان يأخذ معه كميات ضخمة من الأموال لمساعدة «الجهاديين».
ويقول مسؤول الأمن إن النزاع السوري بات الآن أكبر مصدر لجذب الجهاديين في العالم، وإن هناك معلومات عن تجنيد «القاعدة» لأوروبيين من الذين ذهبوا للقتال في سورية كي يعودوا إلى بلدانهم للقيام بهجمات.
وشكل موضوع الجهاديين في سورية جزءاً من القمة التي جمعت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون الجمعة في قاعدة برايز نورتون قرب أكسفورد (إنكلترا)، إذ أفيد أنهما اتفقا على اتخاذ إجراءات مشتركة للتصدي لهذه الظاهرة.
«داعش» تعلن فتح باب الانتساب إلى كتائب نسائية والشروط أن يكن عازبات بين 18 و25 سنة والراتب 200 دولار شهريا
بيروت: «الشرق الأوسط» ... شكل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في محافظة الرقة، (شرق سوريا)، كتيبتين نسائيتين بهدف كشف ناشطين معارضين له يلجأون إلى التنكر بأزياء نسائية للمرور على حواجز «داعش» من دون التعرض للاعتقال.
وفتح تنظيم «الدولة»، بحسب ما نقلت مواقع إخبارية تابعة للمعارضة، باب الانتساب إلى الكتيبتين اللتين أطلق عليهما اسمي «الخنساء» و«أم الريان»، مشترطا أن تكون المنتسبات من «النساء العازبات بين عمر 18 و25 سنة على أن يتقاضين مبلغ 25 ألف ليرة سورية؛ أي أقل من 200 دولار شهريا، وبشرط التفرغ الكامل للعمل مع التنظيم».
وفي حين سيرت الكتيبتان النسائيتان يوم أمس، دوريات في شوارع الرقة، كما نصبت عددا من الحواجز لتفتيش المارة من النساء، أشار القيادي المعارض إبراهيم مسلم لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أنباء تسربت إلى تنظيم (داعش) عن قيام ناشطين معارضين له بالتنكر بزي نسائي مثل البرقع أو غيرها للمرور على حواجز التنظيم من دون التعرض لأي أذى».
وأوضح المسلم، الذي يتحدر من مدينة الرقة، أن «تشكيل كتائب نسائية كان الحل الوحيد بالنسبة لـ(داعش) لإيقاف هذه الظاهرة، فالتنظيم لا يمكنه تفتيش النساء، ولكن الآن مع تشكيل هذه الكتائب تأمن له ذلك».
وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» أحكم سيطرته بشكل كامل على مدينة الرقة بعد المعارك الأخيرة التي جرت بينه وبين كتائب في المعارضة السورية. وسارع التنظيم إلى فرض أحكام مشددة على سكان المدينة تحت طائلة المعاقبة بالجلد، كما تظهره عدد من أشرطة الفيديو المنشورة على موقع «يوتيوب».
وبتشكيل هاتين الكتيبتين، يفتح تنظيم «داعش» ميدانه العسكري أمام العنصر النسائي الذي كان مستبعدا حتى الأمس القريب، مستفيدا من جهوده النساء لتلبية احتياجاته الأمنية.
وكانت المعارضة السورية شكلت عددا من الكتائب النسائية، أبرزها كتيبة «بنات الوليد» في حمص وكتيبة «أمنا عائشة» في حلب. وبث ناشطون معارضون مقاطع فيديو تظهر مجموعة من السيدات السوريات وهن يحملن السلاح الآلي والـ«آر بي جي»، ويعلن انضمامهن إلى صفوف المعارضة المسلحة، للدفاع عن أنفسهن من عمليات الاعتداء بكل أشكالها.
وتعد المهندسة في مجال البترول ثويبة كنفاني أول منتسبة إلى صفوف «الجيش الحر»، بعدما تركت عائلتها وجاءت من كندا إيمانا منها بأن «العمل إلى جانب (الجيش الحر) وتسليحه وتقديم كل أنواع الدعم له يعد الطريقة الأنجع والوحيدة للقضاء على نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد».
وتشكل المقاتلات الكرديات نحو 30 في المائة من إجمالي المقاتلين في صفوف «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تواجه التنظيمات الإسلامية في شمال شرقي سوريا. ويقاتل هؤلاء النساء في صفوف ما يعرف بـ«وحدات حماية المرأة» المؤسسة منذ أكثر من سنة، علما بأن أعمارهن تتراوح بين 18 و30 سنة، ويخضعن لتدريبات عسكرية قاسية مشابهة تماما للتدريبات التي يخضع لها الرجال.
في المقابل، يستعين نظام الرئيس السوري بشار الأسد بكتائب نسائية في حربه ضد المعارضة يطلق عليها اسم «لبوات الدفاع الوطني»، إذ جرى تدريبهن على استخدام السلاح والبنادق واقتحام الحواجز، في محاولة من النظام لسد الفجوة داخل الجيش السوري بسبب كثرة الانشقاقات. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية، فإن «المهام المنوطة بالنساء تقتصر على مراقبة نقاط التفتيش وحراسة الأحياء التابعة للنظام».
إندونيسيون انضموا إلى الجماعات المقاتلة في سوريا ومخاوف في جاكرتا من انعكاس ذلك مستقبلا على الوضع المحلي
جاكرتا: «الشرق الأوسط» ... ذكر تقرير أن إندونيسيين انضموا إلى متطرفين آخرين يقاتلون في سوريا، مما يبعث مخاوف من أن يساهموا في إعادة أحياء أنشطة الجماعة الإسلامية المسؤولة عن أبرز التفجيرات في أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال التقرير الذي أعده معهد تحليل سياسة النزاعات ومقره في جاكرتا إن «النزاع في سوريا اجتذب متطرفين إندونيسيين أكثر من أي حرب أخرى في الخارج».
وأضاف أن ذهابهم إلى هناك يشكل تغييرا في مسار المتطرفين الإندونيسيين الذين توجهوا سابقا إلى أفغانستان في أواخر الثمانينات وفي التسعينات وخصوصا للتدريب أو إلى الأراضي الفلسطينية لتقديم دعم مالي ومعنوي لمسلمين.
وتابع التقرير أن «الحماس للذهاب إلى سوريا مرتبط مباشرة بإيمانهم بأن المعركة الأخيرة في يوم القيامة ستكون في بلاد الشام، أو سوريا التاريخية أو المشرق بما يشمل سوريا والأردن ولبنان وفلسطين وإسرائيل».
وهذا المفهوم ساهم في توجه إندونيسيين من مختلف التيارات المتطرفة إلى سوريا بما في ذلك الجماعة الإسلامية المسؤولة عن تفجيرات عام 2002 في جزيرة بالي التي أوقعت 202 قتلى معظمهم أجانب. وبعد هجوم 2002 قامت الحكومة الإندونيسية بحملة كبرى ضد الجماعة، مما أدى إلى مقتل أو سجن قادتها وإضعاف نشاطها، وبالتالي تراجعت الهجمات التي تنفذها أو تقوم بها مجموعات صغيرة تابعة لها. وتوجه قادة الجماعة الإسلامية إلى أنشطة أخرى سلمية مثل إلقاء الخطب في المساجد.
لكن التقرير حذر من أن النزاع في سوريا أقنع الكثير من المتطرفين بأن الجهاد المحلي يجب أن ينحى جانبا الآن من أجل تكريس الطاقات للجهاد الأكثر أهمية في الخارج بحسب ما دعا إليه قادة من الجماعة الإسلامية.
ورغم تراجع أنشطة الجماعة الإسلامية فإن «النزاع في سوريا يمكن أن يساهم في تنشيط قدراتها على جمع الأموال وتجنيد عناصر إضافية، وإذا تغير الوضع السياسي الداخلي، فإن ذلك يمكن أن يغير المعطيات. ولا يمكن لأحد استبعاد أن تقوم الجماعة الإسلامية بتحركات في المستقبل». ونقل التقرير عن وزارة الخارجية الإندونيسية قولها أن هناك 50 إندونيسيا ضمن الثمانية آلاف مقاتل أجنبي في سوريا من 74 دولة.
وقام الفرع الإنساني للجماعة الإسلامية «جمعية الهلال الأحمر - إندونيسيا» بإرسال عشرة وفود إلى سوريا تنقل المال والمساعدة الطبية إلى الإسلاميين في محاولة لفتح قنوات من أجل مشاركة مباشرة في القتال كما أضاف التقرير.
فصائل مسلحة تعلن بدء معركة حوران دعما لمواقف المعارضة وتصعيد هجمات النظام على أحياء في حلب
لندن: «الشرق الأوسط».. أعلن عدد من الفصائل المسلحة في حوران في سوريا بدء معركة «جنيف حوران» ردا على عدم قبول النظام للحوار. وقالت غرفة العمليات العسكرية المشتركة في حوران في بيان لها صدر يوم أمس، بدء ما أسمته «معركة جنيف حوران» والتي تضم كل الألوية والكتائب العاملة على أرض حوران بحسب البيان، الذي قال إن هذه المعركة تأتي «دعما لمواقف المعارضة السورية» بعد ما رأيناه من «النظام الأسدي الذي لم يفهم لغة السياسة والحوار» وتضم غرفة العمليات العسكرية المشتركة في حوران «غرفة عمليات المنطقة الغربية - غرفة عمليات الشيخ مسكين - غرفة عمليات مدينة درعا – غرفة عمليات المنطقة الشرقية - غرفة عمليات المنطقة الشمالية الشرقية - الفوج الأول مدفعية». بالتوازي مع ذلك واصلت قوات النظام تصعيد هجماتها على الأحياء الخارجة عن سيطرتها في حلب - شمال - وقال مركز حلب الإعلامي إن أكثر من عشرين شخصا قتلوا في حي طريق الباب بينهم ثلاثة أطفال بينما أصيب العشرات بجروح وحروق، جراء إلقاء الطيران المروحي التابع لقوات النظام برميلا متفجرا في شارع المؤسسة وسط الحي، وأفاد مراسل المركز باحتراق جثث لعائلة كاملة مؤلفة من ثمانية أشخاص كانوا في سيارة احترقت بالكامل، كما تضررت ثلاثة مباني سكنية واندلعت النيران داخل ثلاثة محال تجارية، وعشرة سيارات كانت في الشارع الذي سقط عليه البرميل، كما ألقت مروحيات النظام برميلا آخر في حي الميسر وسط شارع مكتظ بالسيارات، إحداها كانت تنقل الوقود، مما أدى إلى نشوب حرائق كبيرة امتدت على مساحة واسعة، هذا وشهدت أحياء الميسر والجزماتي وباب الحديد والصالحين قصفا بالبراميل المتفجرة منذ صباح أمس السبت، وقتل أربعة أشخاص وجرح العشرات وتضرر ثلاثة أبنية سكنية في حي المرجة، جراء سقوط برميل متفجر في قرب جامع رابعة العدوية.
وفي دمشق قال ناشطون إن مروحيات النظام ألقت بالخطأ برميلين متفجرين على منطقة تسيطر عليها قوات النظام قريبا من داريا، غرب دمشق بالقرب من حاجز الفصول الأربعة المتاخم لسكن ضباط سرايا الدفاع على الجبهة الغربية لداريا، وحسبما ذكر المركز الإعلامي لمدينة داريا أسفر البرميلان عن سقوط قتلى وجرحى بين قوات النظام، وذلك بينما تواصل طائرات النظام إلقاء البراميل على مدينة داريا المحاصرة مستهدفة الأحياء السكنية.
مقتل القائد العسكري للواء التوحيد في هجوم نفذته «داعش» بسيارتين مفخختين بحلب ودخول الدفعة الرابعة من المساعدات إلى مخيم اليرموك.. وتقدم للمعارضة بالقنيطرة
بيروت: «الشرق الأوسط» .. وجه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مدينة حلب أمس، ضربة عسكرية إلى كتائب المعارضة عبر تفجير سيارتين مفخختين استهدفتا مدرسة المشاة بحلب، ما أسفر عن مقتل القائد العسكري للواء التوحيد عدنان بكور مع 15 من رفاقه، بحسب الائتلاف السوري، في حين دخلت القافلة الرابعة من المساعدات الغذائية إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الواقع في جنوب دمشق والمحاصر منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي. وأفاد المشرف على حملة إغاثة الشعب الفلسطيني في المخيم أبو كفاح غازي «بتوزيع أكثر من 2500 سلة غذائية وإخراج نحو 450 حالة مرضية»، مؤكدا أن «عمليات إدخال مساعدات غذائية جديدة إلى المخيم مستمرة من دون معوقات تذكر». وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «المرضى الذين أجلوا من المخيم نقلوا إلى مستشفيات حكومية عدة»، مرجحا أن «تترافق عمليات إدخال المساعدات إلى مخيم اليرموك وإجلاء المرضى مع إخراج دفعة من طلاب الجامعات والمعاهد إلى خارج المخيم، من أجل الالتحاق بكلياتهم ومعاهدهم». وتقدر وكالة الأونروا لغوث اللاجئين عدد المحتاجين إلى هذه المساعدات بنحو 18 ألفا، بينهم نساء وأطفال، في وقت أحصى فيه المرصد السوري وفاة 87 شخصا في المخيم البالغة مساحته كيلومترين مربعين، بسبب الحصار الذي فرضته القوات النظامية منذ يونيو الفائت. ودفعت الظروف السيئة الكثير من السكان ليقتاتوا من لحوم الحيوانات الشاردة بسبب الجوع ومنع دخول المواد الغذائية.
ميدانيا، فجر تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية في حلب سيارتين مفخختين في مدرسة المشاة التي تتمركز فيها بعض كتائب المعارضة السورية. وأشار ناشطون في حلب إلى أن «إحدى السيارتين المفخختين قد استهدفت قائد لواء التوحيد عدنان بكور الذي كان في موقع قريب من مدرسة المشاة». وتضاربت أعداد القتلى الآخرين، إذ أكد المرصد «مقتل بكور وأكثر من خمسة مقاتلين معارضين، إضافة إلى عدد من المدنيين»، في حين لفت اتحاد «تنسيقيات الثورة السورية» إلى أن «التفجيرات أدت إلى مقتل 50 عنصرا من الجيش الحر بمدرسة المشاة في حلب».
من جهته، سارع «الائتلاف الوطني المعارض» إلى إدانة التفجيرات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، مقدما تعازيه لـ«الشعب السوري ولذوي الضحايا».
وأوضح المرصد أن «التفجيرات تزامنت مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين تنظيم (الدولة الإسلامية) وكتائب المعارضة في منطقة الراعي، ما استدعى استقدام تعزيزات لدعم الكتائب المعارضة». ولفت المرصد إلى «مقتل عدد من المقاتلين من الطرفين وأسر عدد من مقاتلي (الدولة الإسلامية)، بينهم قيادي». ومع مقتل بكور، القيادي العسكري في صفوف لواء التوحيد الذي يسيطر على المساحة الكبرى من مدينة حلب، يكون هذا اللواء المعروف بصلاته الوثيقة بتنظيم الإخوان المسلمين قد فقد اثنين من أبرز قادته، إذ أغارت طائرات نظامية في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على بناء سكني كان يتمركز فيها قائد لواء التوحيد السابق عبد القادر صالح ما أدى إلى مقتله. ولم تحُل التفجيرات التي نفذتها «داعش» في حلب دون توقف القصف النظامي على أحياء المدينة، حيث أشار «المرصد السوري» إلى سقوط برميل متفجر على منطقة في حي المرجة بالقرب من مسجد رابعة العدوية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مواطنين وسقوط عدد من الجرحى. كذلك استهدف مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بعدد من قذائف الهاون تجمعات القوات النظامية في مطار كويرس العسكري، بحسب المرصد. في موازاة ذلك، أعلنت مجموعة «فتح الشام على خطى خالد»، وهي تجمع عسكري تابع للمعارضة السورية يقاتل في محافظة القنيطرة، تمكنها خلال الأيام الماضية من السيطرة على مجموعة من القطع العسكرية التابعة لسيطرة القوات النظامية في المحافظة، إضافة إلى السيطرة التامة على قريتي السويسة وعين التينة.
وأشارت المجموعة، في بيان مشترك صدر أمس عن غرفة عملياتها، إلى أنها سيطرت على طريق درعا - القنيطرة بشكل كامل، إضافة إلى سيطرتها على عدة مراكز عسكرية نظامية وهي سرايا الإشارة والدبابات والآليات، إضافة إلى مقر قيادة الكتيبة وحاجز المقسم وحاجز إنعاش الريف وحاجز أبو حلاوة. وتكون المعارضة السورية بعد الإعلان عن هذا التقدم قد وسعت سيطرتها قرب المناطق الحدودية المحاذية لإسرائيل. وكانت المعارك استمرت في القنيطرة أمس على أطراف قريتي بيرعجم وبيت جن بين القوات النظامية وكتائب المعارضة. وتضم مجموعة «فتح الشام على خطى خالد» سبعة فصائل معارضة، منها حركة «أحرار الشام» الإسلامية المقاتلة تحت لواء الجبهة الإسلامية المعارضة، إضافة إلى كتائب «أكناف بيت المقدس» و«أنصار الهدى»، وفصائل معارضة أخرى.
مقتل أطفال ونساء في مجزرة براميل متفجرة على حلب وواشنطن تلوّح للأسد بالفصل السابع
المستقبل..(ا ف ب، رويترز، يو بي أي)
طالبت الولايات المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد بالوفاء بالتزاماته الدولية على صعيد تدمير ترسانته الكيميائية، محذرة إياه من "انه اذا حصلت مشكلات (تتصل) بعدم الوفاء بالتعهدات، فسيتم ابلاغها الى مجلس الامن بموجب الفصل السابع" حسبما صرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري في برلين.
وفي سوريا، يواصل طيران النظام قصف المدنيين ببراميل المتفجرات، ولا سيما في حلب حيث سقط أمس 46 قتيلاً بينهم عدد من النساء والأطفال.
فقد حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري بشار الاسد على الوفاء بالتزاماته الدولية على صعيد تدمير ترسانته الكيميائية، محذرا اياه من تداعيات عدم القيام بذلك.
وقال كيري قبل لقائه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، "اذكر بشار الاسد بأن الاتفاق الذي توصلنا اليه في نيويورك مع مجلس الامن ينص بوضوح على انه اذا حصلت مشكلات (تتصل) بعدم الوفاء بالتعهدات، فسيتم ابلاغها الى مجلس الامن بموجب الفصل السابع".
وأضاف "نعلم الآن بأن نظام الاسد لا يتحرك بالسرعة التي وعد بها لنقل الاسلحة الكيميائية خارج سوريا".
وشدد الوزير الأميركي اول من امس على ضرورة ان تفي دمشق "بتعهداتها الشاملة والقانونية والدولية". وقال ايضا "نأمل ان تتحرك سوريا سريعا للوفاء بالتزاماتها"، موضحا ان النزاع المستمر "يزعزع استقرار المنطقة برمتها".
واكد ان "العالم يشهد على كارثة انسانية تحصل يوميا على مرأى منا".
وخلال اجتماعه مساء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش مؤتمر الامن في ميونيخ، جدد كيري التأكيد ان وتيرة نقل الاسلحة الكيميائية "غير مقبولة"، وفق ما نقل عنه مسؤول في الخارجية الاميركية رفض كشف هويته.
واضاف المسؤول ان كيري "دعا الوزير لافروف الى دفع النظام (السوري) لاحراز تقدم على صعيد نقل الاسلحة الكيميائية المتبقية في سوريا الى ميناء اللاذقية".
واكدت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ضرورة تسريع وتيرة اخراج الاسلحة الكيميائية من سوريا بينما لم يتم نقل سوى اقل من خمسة بالمئة من الاسلحة الاكثر خطورة حتى الآن.
وخلال لقائه لافروف، ابدى كيري ايضا قلقه حيال الوضع الانساني في سوريا وخصوصا في مدينة حمص، مذكرا بـ"الحاجة الى تشكيل حكومة انتقالية عبر تفاهم متبادل".
ولاحقا، انضم الى كيري ولافروف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الاممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي لمناقشة جولة التفاوض المقبلة بين النظام والمعارضة السوريين في شباط.
واورد المسؤول الاميركي "انهم ناقشوا حاجة المعارضة الى توسيع وفدها وتوافقوا على وجوب عودة الجانبين وهما مستعدان لبحث تنفيذ بيان جنيف1".
وأعلن وزير الخارجية الروسي السبت، أن بلاده تعجز بمفردها عن حل الأزمة السورية، ودعا إلى الضغط على طرفي الأزمة للتوصل إلى اتفاق ينهي النزاع.
وقال في كلمة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، إن روسيا لا تستطيع بمفردها حل الأزمة السورية، داعياً للضغط على طرفي النزاع من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة.
على صعيد آخر، نفت واشنطن مزاعم وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس، بأن دبلوماسيين أميركيين طلبوا إجراء مفاوضات مباشرة مع نظرائهم السوريين في مؤتمر "جنيف 2" للسلام الذي عقد في سويسرا الأسبوع الماضي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي إن الولايات المتحدة عرضت الاتصال مع مسؤولين سوريين "على مستوى الموظفين" من خلال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا الأخضر الإبراهيمي.
وقالت "لم تعرض الولايات المتحدة في أي لحظة التفاوض مع النظام السوري مباشرة"، مضيفة أن الولايات المتحدة قدمت طلبات مماثلة أثناء الصراع.
وكانت ساكي ترد على استفسار لرويترز بعد أن قال المعلم إن الأميركيين طلبوا إجراء مفاوضات مباشرة مع الوفد السوري في مونترو المدينة السويسرية التي استضافت افتتاح المحادثات في 22 كانون الثاني قبل أن تنتقل إلى جنيف.
وقال المعلم في تصريحات للوفد الإعلامي على متن الطائرة التي تقل الوفد السوري في عودته إلى دمشق "الجانب السوري رفض طلبا أميركيا في مدينة مونترو السويسرية للحوار مباشرة ما لم يعتذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري عما قاله في كلمته في افتتاح المؤتمر". ولم يوضح المعلم في التصريحات التي نشرتها الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) ما الذي قاله كيري ويستوجب اعتذارا، لكن ساكي قالت إن ذلك لن يحدث. وقالت "لن يحدث أن يعتذر الوزير كيري في أي وقت عن ذكر الحقيقة بخصوص الوحشية التي مارسها نظام الأسد ضد الشعب السوري."
وفي سوريا، قتل 46 مدنيا على الاقل أمس، بينهم 33 شخصا في حي واحد، في قصف "بالبراميل المتفجرة" شنه الطيران السوري على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب (شمال)، بحسب المرصد السوري.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "استشهد 46 مدنيا اليوم (أمس) على الاقل، من بينهم 13 طفلا وخمس سيدات، في قصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على عدد من الاحياء الشرقية في مدينة حلب".
واشار الى من بين الضحايا "33 مدنيا بينهم ستة اطفال، استشهدوا في قصف بالبراميل المتفجرة على حي طريق الباب". وطاول القصف احياء عدة في شرق المدينة، ابرزها المرجة والانصاري.
وكان المرصد افاد في وقت سابق عن مقتل ثمانية عناصر من جبهة النصرة، الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا، في قصف بالبراميل المتفجرة على مقرهم في حي الشعار بشرق حلب فجرا.
وتلقى هذه "البراميل المتفجرة" المحشوة بمادة "تي ان تي"، من الجو من دون نظام توجيه يتيح لها اصابة اهداف دقيقة.
وتتعرض مناطق المعارضة في كبرى مدن شمال سوريا وريفها منذ كانون الاول لقصف جوي ادى الى مقتل المئات، بحسب المرصد.
وأظهرت لقطات فيديو صورها هواة أضرارا ألحقتها هجمات قوات الحكومة السورية بحلب وداريا.
وحملت هذه اللقطات على موقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت الجمعة والسبت.
ويظهر أحد المقاطع طائرة هليكوبتر عسكرية تطير فوق منطقة داريا بدمشق وتسقط قنبلة مما يتسبب في انفجار هائل وتصاعد الدخان في الهواء.
ويظهر مقطع آخر شارعا لحقت به أضرار كبيرة فيما يتصاعد الدخان من إحدى البنايات.
وأظهرت اللقطات التي حملت الجمعة محطة وقود تشتعل فيها النار في حلب واشخاصا يبحثون عن مفقودين تحت الأنقاض بعد ان قصفت قوات الاسد المنطقة.
وأدى النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار 2011، الى مقتل اكثر من 136 الف شخص، بحسب المرصد.
وقالت جماعة فلسطينية متحالفة مع الحكومة السورية أمس، إن وكالات إغاثة في سوريا أجلت مئات الأشخاص من ضاحية اليرموك في العاصمة السورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في بادرة نادرة للتنسيق بين الحكومة وقوات المعارضة.
وقال أنور رجا المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة التي تعمل في منطقة اليرموك إن الجبهة نسقت مع الهلال الأحمر العربي السوري الجمعة والسبت لإخراج المئات من سكان الضاحية.
وقال المرصد السوري الذي يراقب الأوضاع في سوريا إن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم نقلوا إلى عدة مستشفيات حكومية. ولم يتسن الاتصال بالهلال الأحمر لتأكيد تفاصيل العملية.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا) التي ترعى اللاجئين الفلسطينيين إنها واصلت توزيع المساعدات الإنسانية في اليرموك. وقال المتحدث باسم الوكالة كريس جونيس إن نحو ثلاثة آلاف طرد غذائي وصلت إلى اليرموك منذ 18 كانون الثاني عندما حصلت الوكالة على منفذ لدخول الحي. وأضاف أن كل طرد يحتوي على كمية تكفي لإطعام عائلة من ثمانية أفراد لنحو عشرة أيام، مما يعني أن الاحتياجات لا تزال أكبر بكثير من المساعدات التي تصل.
وقال جونيس "يعتمد السكان بما في ذلك الرضع والأطفال لفترات طويلة على وجبات من الخضروات قليلة الفائدة والأعشاب ومسحوق الصلصة والتوابل المذابة في الماء". ويقول نشطاء من المعارضة إن الحكومة تستخدم سلاح التجويع في الحرب.
المصدر: مصادر مختلفة