المعارضة: لا ينفع مع الأسد إلا القوة...البشير.. من مدرس في الأكاديمية العسكرية إلى رئيس أركان «الحر» وخطط عمليات القنيطرة.. وفقد نجله في معركة....«عمليات النظام - حزب الله»: معركة يبرود... تواكبها مفاوضات

موسكو ترد بعنف على الأميركيين وتؤكد أنها لن تسمح بقرار دولي يمهد لتدخل عسكري

تاريخ الإضافة الأربعاء 19 شباط 2014 - 5:31 ص    عدد الزيارات 1890    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

كيري يتّهم موسكو بتشجيع الأسد / الجيش النظامي يضيّق على يبرود
النهار.. (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
اتهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري روسيا بتشجيع الرئيس السوري بشار الاسد على "المزايدة" والبقاء في السلطة في سوريا، بعد فشل الجولة الاخيرة من المفاوضات في جنيف. وسارعت روسيا الى الرد ورفض وزير خارجيتها سيرغي لافروف اتهامات نظيره الاميركي قائلاً: "كل ما وعدنا به (بالنسبة الى تسوية الازمة السورية) فعلناه".
ووصل كيري الى أبوظبي لاجراء محادثات في شأن سوريا والشرق الاوسط والاجتماع بعدد من كبار المسؤولين. وصرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية الاميركية بأن المسؤولين "سيناقشون قضايا اقليمية رئيسية تهم الطرفين مثل الوضع المستمر في سوريا وخصوصاً الازمة الانسانية وعدم استعداد النظام السوري للمشاركة في محادثات جنيف بشكل بناء".
وغداة اعلان "المجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر" اقالة اللواء سليم ادريس من مهماته رئيساً لهيئة الاركان وتعيين العميد الركن عبد الاله البشير خلفاً له، أورد المجلس في بيان حيثيات القرار كالآتي: "حرصا على مصلحة الثورة السورية المظفرة، ومن اجل توفير قيادة للاركان تقوم بادارة العمليات الحربية ضد النظام المجرم وحلفائه من المنظمات الارهابية، وبسبب العطالة التي مرت بها الاركان على مدى الشهور الماضية، ونظراً الى الاوضاع الصعبة التي تواجه الثورة السورية ولاعادة هيكلة قيادة الاركان".
وأوضح مصدر في المعارضة السورية طلب عدم ذكر اسمه ان المآخذ على ادريس تتمثل في "اخطاء واهمال في المعارك" و"ابتعاد عن هموم الثوار". كما اشار الى ان المأخذ الاساسي يكمن في "سوء توزيع السلاح" الذي كان يصل الى الاركان، على المجموعات المقاتلة على الارض.
وأشاد رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" احمد الجربا في بيان بدور اللواء ادريس وقال إنه "لعب دوراً فعالاً وإيجابياً في ظروف صعبة تعيشها ثورتنا السورية وان مكانته وكرامته محفوظة وجهده يضاف الى جهود عدد كبير من الضباط الذين لعبوا دوراً ايجابياً ومهماً في هيئة الاركان". وأبدى الائتلاف ارتياحه الى هذا القرار معرباً عن تقديره لـ"الدور المهم الذي يضطلع به المجلس العسكري الاعلى على صعيد الجيش السوري الحر وتعزيزاً لدوره ومكانته باعتباره إحدى أهم ادوات الثورة السورية في مواجهة نظام القتل والارهاب والتدمير".
وكان عبد الاله البشير يرأس المجلس العسكري في محافظة القنيطرة جنوب البلاد، وقد انشق عن الجيش السوري عام 2012. وقتل ابنه في المعركة ضد النظام مطلع السنة الجارية.
ميدانياً، افادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان الجيش السوري استعاد السيطرة تماما على قرية معان العلوية في محافظة حماه بوسط البلاد والتي شهدت "مجزرة" نفذها مقاتلون معارضون للنظام وراح ضحيتها 40 شخصا مطلع شباط.
وضيّق الجيش السوري النظامي الخناق على يبرود، آخر مدينة مهمة تسيطر عليها المعارضة في منطقة استراتيجية حدودية مع لبنان على مسافة 75 كيلومترا شمال العاصمة.
وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له إن معارك عنيفة دارت بين قوات النظام وكتائب اسلامية محلية وجهاديين من "جبهة النصرة" عند تخوم يبرود في منطقة القلمون.
 
معارك عنيفة بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة عند تخوم يبرود / النظام أعلن استعادة معان بحماه ومصالحة في ببيلا بريف دمشق
النهار...(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
ضيق الجيش السوري امس الخناق على يبرود، آخر مدينة مهمة تسيطر عليها المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية القريبة من الحدود مع لبنان، واستعاد السيطرة تماماً على قرية معان العلوية في محافظة حماه بوسط البلاد والتي شهدت "مجزرة" نفذها مقاتلون معارضون للنظام وراح ضحيتها 40 شخصا مطلع شباط.
افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقرا له، ان معارك عنيفة كانت دائرة امس بين قوات النظام وكتائب اسلامية محلية وجهاديين من "جبهة النصرة" عند تخوم يبرود في منطقة القلمون.
وأوضح ان المواجهات تركزت في محيط راس المعرة والسحل وهما معقلان للمعارضة في المنطقة حيث يحاول الجيش و"حزب الله" اللبناني احكام الحصار على يبرود.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان سلاح الجو السوري "ألقى براميل متفجرة على ضواحي يبرود لقطع الامدادات عن مقاتلي المعارضة في المدينة وتهجير المدنيين".
وقال عالم الجغرافيا الخبير في الشؤون السورية فابريس بالانش ان "يبرود هي آخر المدن الكبرى التي تسيطر عليها المعارضة في منطقة القلمون بعد سقوط دير عطية والنبك الخريف الماضي في ايدي الجيش السوري. ويبرود الواقعة على مسافة تقل عن 10 كيلومترات من الطريق السريعة دمشق - حمص تطرح تهديدا على سلامة هذا المحور". واضاف ان مقاتلي المعارضة يشنون "من يبرود هجمات على المناطق الموالية للنظام مثل معلولا وصيدنايا ويهددون حتى دمشق شمالا". ولاحظ ان النظام "سيتمكن من التركيز على الدفاع جنوبا عن دمشق المهددة بانتظام من الهجمات التي تشن من الاردن". واشار الى انه كما كان الحال بالنسبة الى القصير في حزيران، سيكون النصر "رمزيا لرفع معنويات قواته. ويجب تحقيق انتصارات صغيرة مماثلة ليكون التصدي للمعارضة فعالا".
وفي منطقة اخرى، اوردت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان الجيش السوري استعاد السيطرة تماما على قرية معان العلوية في محافظة حماه بوسط البلاد.
ونقلت عن مصدر عسكري ان "وحدات من جيشنا الباسل تحكم سيطرتها الكاملة على قرية معان بريف حماه الشمالي بعدما قضت على اخر تجمعات الارهابيين الذين تسللوا اليها وارتكبوا مجزرة بحق الأهالي المدنيين راح ضحيتها العشرات معظمهم من النساء".
وبث التلفزيون السوري الحكومي ان "الامن عاد" الى معان، مذكرا بمقتل 42 مدنيا فيها على ايدي "المجموعات الارهابية"، وهو التعبير الذي تستخدمه وسائل الاعلام السورية للاشارة الى المسلحين الذين يقاتلون النظام.
واكد المرصد سيطرة الجيش النظامي على معان "اثر معارك واعمال قصف".
وفي حمص بوسط البلاد، تحدث المرصد عن تجدد الغارات الجوية لليوم الثاني على المدينة التي اجلت الامم المتحدة 1400 مدني منها بعد حصار استمر نحو سنتين في البلدة القديمة.
وتعرضت احياء عدة في المدينة للقصف الاحد، ودارت مواجهات بين المعارضين والجيش على اطرافها. وعلقت العملية الانسانية في حمص بعد تبادل الاتهامات بين المعارضة والنظام بعرقلة عملية اخراج المدنيين وادخال المساعدات.
وامس، اعلن محافظ حمص طلال البرازي الافراج عن 17 رجلا اجلوا من الاحياء المحاصرة. ومن اصل 390 رجلا اعمارهم بين 15 و55 سنة اوقفوا لدى خروجهم من المدينة، افرج حتى الان عن 228 شخصا بعد استجوابهم. وقالت الامم المتحدة ان عدد الموقوفين 430 شخصا.
وفي ريف حمص، قال المرصد ان اثنين من قادة المعارضة سقط في معارك مع الجيش، الى فتاة في الـ18 في اطلاق نار من اسلحة ثقيلة على بلدة الدارة الكبيرة.
وفي حلب، شمال من حمص، قتل جهادي الماني ومقاتلون اخرون في انفجار قنبلة في منبج.
مصالحة في ريف دمشق
من جهة اخرى، عقدت القوات النظامية السورية ومقاتلو المعارضة مصالحة في بلدة ببيلا احدى آخر بؤر التوتر الرئيسية في ريف دمشق، والتي دمرها النزاع الدامي.
وكانت قد عقدت سابقا اتفاقات المصالحة في عدد من البلدات الواقعة في ريف دمشق مثل قدسيا والمعضمية وبرزة وبيت سحم ويلدا ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وكان آخرها في ببيلا. كما يجري التفاوض حاليا على اتفاق جديد في حرستا، احد معاقل المعارضة المسلحة في شمال شرق العاصمة.
وتمكنت مراسلة من "وكالة الصحافة الفرنسية" من زيارة ببيلا وشاهدت عشرات الاشخاص يهتفون "واحد، واحد، واحد الشعب السوري واحد" في الشارع الرئيسي للبلدة الذي شهد دمارا شبه كامل من جراء القصف والحرائق وعانت ابنيته من عانته من التدمير.
ورفعت السلطات السورية العلم السوري على مبنى بلدية ببيلا الواقعة على مسافة نحو 10 كيلومترات جنوب العاصمة واستخدمت قاعدة خلفية لمقاتلي المعارضة واحكمت القوات النظامية منذ بضعة اشهر الحصار عليها.
ولا يزال مقاتلو المعارضة في البلدة حيث تقضي شروط الاتفاق بحصولهم على عفو "شرط تسليم سلاحهم" الخفيف.
وأوضح المرصد ان مقاتلي النظام والمعارضة اقاموا حواجز مشتركة في بعض المناطق بينها قدسيا.
واكد نشاط من دمشق ان الاتفاقات المبرمة يؤيدها السكان على نطاق واسع، مشيرا الى انهم فقدوا منازلهم ودفعوا ثمنا باهظا لتلبية حاجاتهم اليومية الاساسية، في ظل الارتفاع الشديد لمعدلات التضخم والفساد التي تنشط في زمن الحرب.
ولا يزال معقلان لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق حيث يخوضون حربا مفتوحة مع القوات النظامية هما دوما الى الشمال الشرقي وداريا الى الجنوب الغربي من العاصمة، وهما محاصرتان وتشهدان قصفا يوميا.
 
كيري يطالب موسكو بالضغط على دمشق للتنازل لافروف: نفّذنا كل ما وعدنا به في مجال التسوية
النهار.. (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ، روسيا اليوم)
اتهمت واشنطن الحكومة السورية امس بعرقلة محادثات جنيف، بينما نفت موسكو ذلك وقالت إن الدول التي تدعم المعارضة السورية المسلحة تميل إلى حسم الحرب الأهلية عسكرياً لا من طريق التفاوض.
وصرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جاكرتا خلال جولة في آسيا والشرق الأوسط أن حكومة الرئيس بشار الأسد هي المسؤولة عما آلت إليه المحادثات من تعثر، مستندة إلى مساعدة موسكو وحلفائها الآخرين وتشجيعهم لها.
وأضاف: "لقد عرقل النظام المحادثات. لم يفعل شيئاً غير الاستمرار في إلقاء البراميل المتفجرة على شعبه ومواصلة تدمير بلده. ويؤسفني أن أقول إنهم يفعلون ذلك مستندين إلى دعم متزايد من إيران ومن حزب الله ومن روسيا".
وطالب موسكو بحمل الأسد على اتخاذ موقف أكثر مرونة قائلاً: "ينبغي أن تكون روسيا جزءاً من الحل" لا أن تساعد الرئيس السوري بالسلاح وغيره من أشكال الدعم.
وسخر من إصرار الحكومة السورية على تركيز المحادثات في جنيف على موضوع الإرهاب. وقال :"الأسد نفسه قطب جاذب للإرهابيين"، متهماً الرئيس السوري بممارسة "الإرهاب المتعمد رسمياً ضد شعبه" من خلال القصف من دون تمييز والتجويع والتعذيب.
لافروف
وفي موسكو، رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاريتري عثمان صالح محمد مستشهداً "بأدلة على أن بعض داعمي المعارضة بدأوا ينشئون كياناً جديداً" يضم خصوماً للأسد انسحبوا من "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية".
وأعلن أن موسكو تدقق حالياً في معلومات تشير الى أن بعض ممولي المعارضين بدأوا تشكيل هيئة جديدة، تضم المجموعات التي انسحبت من الائتلاف الوطني سابقا التي لا تؤمن بعملية التفاوض.
وتساءل: "ما الذي نراه في الواقع؟ إننا نرى مجموعة واحدة فقط من مجموعات المعارضة. وهذه المجموعة تمثل طيفاً من المعارضة الخارجية وتطلق على نفسها الائتلاف الوطني السوري، وهم تمكنوا من إقناعها بالذهاب الى جنيف... بعبارة أخرى ثمة سبيل يرسم للابتعاد عن مسار التفاوض والمراهنة مجدداً على سيناريو عسكري".
وقال:" يجب إدراك حقيقة بسيطة وهي تتلخص في إننا نفذنا كل ما وعدنا به في مجال التسوية السورية... تكييف عملية جنيف مع مواعيد ما مصطنعة والقول انه لم يعد من الممكن بعد الإبطاء وان عملية المفاوضات مهددة بالفشل، فهذا ما يصرح به ويدعو إليه السياسيون الذين قالوا في إحدى الفترات إنه لا يجوز التباطؤ أكثر في الأزمة الليبية".
وحذر من محاولات تحميل الحكومة السورية وأنظمة أخرى في العالم جرائم وحشية بالأكاذيب والتلاعب بالوقائع. وذكر باستخدام صور جرائم قديمة تعود الى فترة الحرب في العراق، لتوثيق جرائم منسوبة الى دمشق.
ولفت الى محاولات تشويه الوضع في أوكرانيا بواسطة التلاعب بالمعلومات والصور. وشدد على أن معظم القضايا في سوريا ليست من صنع السلطات السورية، بل هي ناتجة من نشاط المجموعات المسلحة.
وتمنى على "مَن يطالبون مجلس الأمن بقرار قوي لتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، أن يلتفتوا إلى استخدام ممرات النقل التي يطالبون بتأمينها في تهريب الأسلحة إلى سوريا، ويريد أن ينبههم إلى إمكان استخدام هذه الممرات لنقل الغذاء".
وأضاف: "كنا ندعو دوماً الى أن تعمل الولايات المتحدة مباشرة مع السلطات في سوريا... قلت ذلك مرارا لكيري، رداً على دعواته لنا للتأثير على النظام كي يكون أكثر مرونة في هذه المسائل أو تلك". وأكد أن بلاده على اتصال يومي مع السلطات السورية.
الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الحكومة السورية "محقة تماما" في جهودها لوضع موضوع الإرهاب على رأس جدول الأعمال لأن سوريا "باتت بشكل متزايد مجالاً جاذباً للجهاديين والإسلاميين المتشددين من كل التلاوين".
وأشادت بما وصفته بـ"النية الايجابية" لوفد الحكومة السورية في المحادثات وقالت إن الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي "يجب ألا يشرد أمام الاتهامات الاحادية ويلقي اللوم في تعثر الحوار على طرف واحد".
 
احتدام «الحرب السورية» بين واشنطن وموسكو
موسكو - رائد جبر؛ الرياض، طهران، لندن - «الحياة»
احتدمت «الحرب السورية» أمس على «الجبهة» الأميركية- الروسية، فبعد انتقادات حادة وجهها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لموسكو محملاً إياها مسؤولية «تعنت» نظام الرئيس بشار الأسد في مفاوضات جنيف، ردّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعنف مماثل أمس على الموقف الأميركي، وأكد أن بلاده لن تسمح لمجلس الأمن بإصدار قرار للتدخل في سورية تحت ذريعة الوضع الإنساني، واتهم أطرافاً بالعودة إلى تبني الخيار العسكري عبر محاولات خلق هياكل جديدة للمعارضة السورية تعارض المسار السياسي.
وأبدى مجلس الوزراء السعودي خلال جلسة أمس في الرياض، برئاسة النائب الثاني المستشار المبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، «أسفه لفشل مؤتمر جنيف الثاني حول الأزمة السورية في تحقيق نتائج ملموسة تنهي معاناة الشعب السوري، محملاً النظام السوري مسؤولية هذا الفشل، بسبب تعنته وحرفه المؤتمر عن أهدافه وفق مقررات مؤتمر جنيف الأول».
وبرزت أمس تصريحات لقائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني، اعتبر فيها أن «إيران تتمتع الآن بقوة حقيقية»، مذكّراً بوجودها في «شرق البحر الأبيض المتوسط». وشدد على أن «إيران لم تتصرّف يوماً استناداً إلى مبادئ أعدائها، ولم تتوسّع من خلال القوة، الحرب، أو حتى المال». ورأى أن سورية «تشكّل الآن المحور الرئيس للمواجهة» مع أعداء بلاده، وزاد: «هناك العالم كله من جهة، وإيران من جهة أخرى. يحلو لبعضهم التذاكي بقولهم: ماذا سيحدث إذا رحل هذا الرجل (الرئيس السوري بشار الأسد) وأتى آخر. يقولون ذلك لأنهم لا يدركون الحقيقة».
وجاءت هذه التطورات في وقت ضيّقت قوات النظام ضغطها على مدينة يبرود، إحدى آخر المواقع المهمة للمعارضة السورية في جبال القلمون شمال دمشق. وسُجّلت معارك عنيفة في مناطق قريبة من المدينة، في ظل أنباء عن تقدم القوات الحكومية بمساعدة من مقاتلي «حزب الله» اللبناني في اتجاهها.
وتزامنت معارك يبرود مع تقدم للقوات الحكومية أيضاً على جبهة حلب، إذ أعلنت وسائل الإعلام الحكومية أن قوات الجيش باتت على بعد «أقل من 7 كيلومترات» من سجن حلب المركزي الذي يحاصره الثوار منذ شهور، بعدما سيطرت على قرية الشيخ نجار وتلة الغالي والفئة الأولى من المدينة الصناعية لحلب.
وفي تطور ميداني لافت، أعلن النظام «اكتمال تسوية أوضاع أكثر من 300 مسلح في بلدة ببيلا» قرب العاصمة دمشق، في إطار تسوية سياسية بدأت بوقف للنار قبل أكثر من أسبوعين وتضمنت بنودها «عودة المدنيين وفتح الطرقات والإفراج عن موقوفين». وتم رفع علم الحكومة السورية على مقر بلدية البلدة، فيما شوهد مسلحون من المعارضة يقفون جنباً إلى جنب مع جنود حكوميين دخلوا البلدة. وبموجب التسوية تم إدخال مساعدات غذائية وأدوية.
وبالعودة إلى الجدل الأميركي- الروسي، حمل لافروف بقوة أمس على «الائتلاف» السوري المعارض، ووصفه بأنه فشل في تمثيل المعارضة كما ينص بيان جنيف الأول، كما هاجم بعنف أطرافاً قال إنها زادت من عمليات تزويد المعارضين بالأسلحة والعتاد.
وقال الوزير الروسي إن بلاده لن تسمح بإصدار قرار في مجلس الأمن يمكن أن يجيز التدخل في سورية تحت غطاء إنساني. وأوضح: «لن يحصلوا على هذا القرار ومجلس الأمن لن يقدم على سابقة تنتهك سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة وإذا اردوا التحرك (عسكرياً) سيكون من خارج مجلس الأمن».
وكرر لافروف دفاع بلاده عن نظام الرئيس بشار الأسد، وقال إنه (النظام) «ليس مسؤولاً عن الجرائم البشعة التي يتحدثون عنها والمعطيات تشير إلى أن غالبيتها ارتكبت على ايدي معارضين مسلحين».
كما دعا واشنطن إلى فتح حوار مباشر مع دمشق، بدل الاكتفاء بالضغوط والتلويح بالخيار العسكري. وحذر الوزير الروسي مما وصفها «محاولات البعض لخلق هياكل معارضة جديدة تتألف من الجهات والشخصيات التي تعارض مسار التفاوض، واعتبرها محاولة للابتعاد عن مسار الحل السياسي في جنيف والعودة للتلويح بالخيار العسكري.
 
موسكو ترد بعنف على الأميركيين وتؤكد أنها لن تسمح بقرار دولي يمهد لتدخل عسكري
الحياة...موسكو - رائد جبر
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من توجّه غربي لخلق هياكل جديدة للمعارضة السورية بهدف التراجع عن الخيار السياسي والعودة إلى التلويح بالسيناريو العسكري. ودعا واشنطن إلى فتح حوار مباشر مع دمشق، مجدداً إصرار موسكو على عرقلة محاولات الحصول على ضوء أخضر من مجلس الأمن لتدخل عسكري في سورية.
ورد لافروف بقوة أمس، على التصريحات الأميركية التي حملت دمشق المسؤولية عن فشل مسار «جنيف2»، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده في موسكو مع نظيره الاريتيري عثمان صالح إن «العالم يشهد حملة اعلامية قوية تقوم بفبركة معطيات وصور بهدف تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن جرائم بشعة». وزاد إن معطيات متوافرة لديه أظهرت ان بعض الصور التي استخدمتها المعارضة السورية واطراف تدعمها «تعود إلى فترة الحرب في العراق».
واتهم اطرافاً لم يسمها بالعمل على «استغلال الحدث لتحقيق مصالح جيوسياسية». وقال إن الغرب يدعو روسيا دائماً لبذل مزيد من الجهود للضغط على النظام السوري و «يقولون إن علينا أن نضغط على (الرئيس السوري بشار) الأسد لحمله على تنفيذ بيان جنيف»، مشيراً إلى أن موسكو «قامت بكل ما عليها لانجاح مؤتمر جنيف2» في اشارة إلى قيامها باقناع دمشق بتشكيل وفد والمشاركة في حوار جنيف، بينما فشل الغرب في اقناع المعارضة بضرورة الحضور بوفد يضم كل اطياف المعارضين كما نص اتفاق جنيف1.
وجدد الوزير الروسي هجومه على الائتلاف السوري المعارض، مشيراً إلى أن بيان جنيف دعا السلطات السورية والمعارضة إلى تحديد وفديهما إلى الحوار، وقامت الحكومة بتعيين وفد بينما المعارضة ما زالت مفتتة ولم تنجح في تشكيل وفد يمثل كل مكونات المعارضة في الداخل والخارج.
وأشار الى أن نظيره الاميركي جون كيري والمبعوث الأممي العربي الى سورية الأخضر الابراهيمي تعهدا له خلال اللقاء الثلاثي الأخير، بالعمل على توسيع وفد المعارضة، إلا أن هذا الهدف لم يتحقق حتى الآن.
وحذر من وجود معطيات «تقوم موسكو بدراستها حالياً» تشير الى أن «بعض ممولي المعارضين بدأوا بتشكيل هياكل جديدة، تضم المجموعات التي انسحبت من الائتلاف الوطني سابقاً التي لا تؤمن بعملية التفاوض»، معتبراً أن هذا مؤشر إلى «توجه للخروج من مسار التفاوض والمراهنة مجدداً على السيناريو العسكري». وتابع: «بمعنى آخر... يختارون ترك مسار محادثات السلام ومرة أخرى يفضلون الخيار العسكري على أمل أن يحصلوا على تأييد قوي من الخارج كما كان الحال في ليبيا».
وأكد لافروف أن بلاده تعمل في مجلس الأمن على تبني قرار دولي خاص بمكافحة الإرهاب في سورية. وقال إن «المعطيات المتوافرة تظهر أن الجماعات المتطرفة التي ازداد عددها في سورية مسؤولة عن معظم المشاكل التي تحدث». وفي اشارة إلى عزم بلاده استخدام حق النقض مجدداً إذا تقدمت الدول الغربية بمشروع قرار يشتمل على انذار لدمشق او سقف زمني محدد قال لافروف إن «مجلس الأمن لن يصدر قراراً يمكن استخدامه كذريعة للتدخل الإنساني في سورية». وأوضح: «البعض يسعى لإدراج بند خاص بإدخال القوافل الإنسانية عبر الحدود السورية حتى دون إذن من السلطات المركزية. وهذا يتعارض بشكل مباشر مع القانون الإنساني الدولي ومع القواعد التي وافقت عليها الأمم المتحدة بالنسبة لأهداف العمليات الإنسانية. ومجلس الأمن لن يخلق سابقة من هذا النوع».
وأشار إلى «معلومات تؤكد تنامي توريدات الأسلحة والذخائر من الخارج للمقاتلين في سورية بما فيهم الجماعات الأكثر تطرفاً». وقال: «إنهم على كل حال يقومون بأعمال غير شرعية تشكل انتهاكاً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، ويمكنهم أن يرسلوا الى هناك الخبز والزبدة بدلاً من المدافع».
وتطرق لافروف إلى تصريحات أميركية حول عزم واشنطن تشديد الضغوط على السلطات السورية، معلناً «ترحيب موسكو بذلك إذا كان الحديث يدور عن ضغوط سياسية». وزاد: «دعونا وندعو واشنطن دائماً للعمل في شكل مباشر مع دمشق وقلت أكثر من مرة ذلك لكيري، رداً على دعواته لنا للتأثير على النظام».
إلى ذلك أشادت الخارجية الروسية بما وصفته «نية ايجابية» من وفد الحكومة السورية في المحادثات وقالت في بيان إن الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي «لا يجب ان يغرق في توجيه الاتهامات الاحادية والقاء اللوم على طرف واحد بسبب جمود الحوار».
 كيري في الامارات
في غضون ذلك (ا ب) زار وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبو ظبي أمس الإثنين من أجل إجراء مناقشات مع المسؤولين الإماراتيين في شأن الوضع المتدهور في سورية، والمحادثات النووية مع إيران وعملية السلام في الشرق الأوسط.
وسافر كيري إلى الإمارات آتياً من إندونيسيا حيث أدلى بتصريحات حمّل فيها الحكومة السورية وروسيا مسؤولية عدم تحقيق تقدم في المحادثات الهادفة إلى إنهاء الأزمة السورية. كما انتقد كيري روسيا وإيران لمواصلتهما دعم نظام الرئيس بشار الأسد. وقال مسؤولون أميركيون إن كيري سيبحث في الإمارات ودول خليجية أخرى داعمة للمعارضة السورية، قضية الدعم المقدم لها إضافة إلى مساعدات إنسانية أخرى.
 
«عمليات النظام - حزب الله»: معركة يبرود... تواكبها مفاوضات
قياديون فيها قالوا لـ «الراي» إنها تسير وفق المخطط لها
خاص - «الراي»
قال مصدر قيادي في غرفة العمليات المشتركة بين قوات النظام السوري و«حزب الله» لـ «الراي» ان «معركة القلمون تسير على الخط المرسوم لها بحذافيره مع بعض التعديلات بحسب المستجدات التي تفرضها الارض، ففي بعض المناطق مثل داخل مزارع ريما شمال يبرود تدور معارك عنيفة بين القوات المهاجمة والمسلحين المتمركزين فيها بينما يطالب بعض الوجهاء في رأس المعرة، غرب يبرود، بإمهالهم بعض الوقت للمفاوضة مع المسلحين لتسليم أسلحتهم الثقيلة والخروج من البلدة بعد رفع الاعلام السورية داخلها كإشارة لتوقف المعارك».
ولكن كيف هي الخريطة العسكرية ليبرود؟
يشرح المصدر لـ «الراي» ان المعارك العسكرية التي تُستخدم فيها الأذرع الثلاثة: المدرّعات، المشاة والطيران الذي نفّذ حتى الآن نحو 50 غارة، تسير كالآتي:
* تَقدُّم القوات من النبك في شمال يبرود باتجاهين: الاتجاه الاول، نحو مزارع ريما التي تحدّ يبرود شمالاً ويتواجد فيها عدد كبير من المسلحين. وقد اشتبكت القوات المهاجمة مع المسلحين بعد استخدام المدفعية الثقيلة والدبابات للتقدّم ومحاصرة هؤلاء المسلحين. اما الاتجاه الثاني، فتمثّل في تقدُّم قوات المدفعية غرب مزارع ريما ويبرود حتى معلولا لمنع المسلحين من الانسحاب او التواصل الامدادي مع ريف دمشق.
* شمالاً: تقدُّم القوات باتجاه مزارع ريما وقد دخلت الى اطرافها، اما الناحية الشمالية الغربية فقد دخلت القوات المهاجمة بعد الجراجير الى مدينة الساحل التي تقع شمال غرب مزارع ريما ليتم بذلك محاصرة المزارع والتقدم نحو يبرود من هذا الاتجاه.
* غرباً: اتجهت القوات نحو مدينة فليطا حيث حاصرتها في شكل كامل ودخلت اليها بعد قصف من الطائرات والمدفعية. اذ تُعتبر فليطا المدينة الاساسية المتواصلة مع مدينة عرسال اللبنانية على طريق يبرود. ولهذا فان الهدف الاساسي في تلك المنطقة هو السيطرة على فليطا وعلى رأس المعرة التي تقع جنوب فليطا وغرب يبرود. وقد طلب الاهالي داخل رأس المعرة المفاوضة في محاولةٍ منهم لسحب المسلحين الى خارج المدينة وإنهاء المعركة فيها، وقد أُعطيت لهم المدة الكافية لانهاء المعركة من داخل المدينة دون الاشتباك مع المسلحين في داخلها.
وعلى صعيد مماثل فقد تقدمت القوات المهاجمة غرب مدينة يبرود ومزارع ريما في الساحل الفاصل بينهما لتضييق الخناق غرباً على يبرود.
* جنوباً: تقدمت القوات باتجاه الجنوب الغربي لمدينة يبرود باتجاه مدينة عسال الورد التي يسيطر عليها المسلحون من الجيش الحر. وقد طلب المسلحون عدم قصف المدينة مع التعهد بمنع «جبهة النصرة» المسيطرة على منطقة القلمون من دخول عسال الورد ما يجنبها المعركة اسوة بما حصل في بيت سحم ويلدا.
ويقول المصدر ان «عشرة من المعابر الحدودية الترابية التي تربط القلمون بمدينة عرسال اللبنانية قد اقفلت تماماً وأصبحت تحت السيطرة التامة، وكذلك اربعة معابر معبّدة من اصل ستة سيطرت عليها القوات المهاجمة وبقي معبران سيتم التعامل معهما في الايام المقبلة لمنع التواصل مع المنطقة العرسالية التي تعد مخزناً استراتيجياً للمسلحين والذخائر لجبهة النصرة في القلمون».
ويشرح انه «تم استخدام المضاد للدبابات - الكورنت - للقضاء على مجموعة كبيرة من المسلحين كانت تحاول العبور من فليطا الى يبرود وقُتل فيها 24 مسلحاً وكذلك تم القضاء على قافلة مسلحة اخرى كانت آتية من عرسال - من جبهة النصرة - الى يبرود وقتل فيها 15 مسلحاً، وقد فاق عدد الذين قضي عليهم لغاية تاريخه 265 مسلحاً في الاسبوع الفائت».
ويؤكد المصدر ان «جميع العوارض الحساسة الفاصلة بين لبنان وسورية وبين المناطق القلمونية من الغرب والشرق قد تم السيطرة عليها واخذ المواقع الثابتة فيها لإكمال حصار المنطقة التي لا تزال ممرات فيها من الجبهة الجنوبية مفتوحة».
 
البشير.. من مدرس في الأكاديمية العسكرية إلى رئيس أركان «الحر» وخطط عمليات القنيطرة.. وفقد نجله في معركة

بيروت: «الشرق الأوسط» ...
لم يكن رئيس أركان الجيش السوري الحر العميد الركن عبد الإله البشير، معروفا كثيرا لدى الأوساط الثورية، قبل تعيينه في منصبه الجديد مساء أول من أمس، إذ اقتصرت معرفة الكتائب المعارضة به، على موقعه رئيسا للمجلس العسكري في محافظة القنيطرة التي تتضمن هضبة الجولان، في جنوب سوريا، ومقتل نجله في المعركة ضد النظام في مطلع العام الحالي، بحسب ما أوردت صفحة للجيش الحر على موقع «فيسبوك».
وبشير، هو ضابط قوات برية، خدم في عدد من القطع والتشكيلات العسكرية في الجيش النظامي قبل انشقاقه عام 2012، حيث لجأ إلى قرية جباثا بعد السيطرة عليها مع مجموعة من الضباط الذين كانوا يشكلون المجلس العسكري بالقنيطرة. وسريعا، ساهم بشير في تشكيل المجلس العسكري في محافظة القنيطرة الحدودية مع إسرائيل ثم ترأس قيادته.
ويتحدث ناشطون سوريون عن أن بشير، وفور ترؤسه المجلس العسكري في القنيطرة، انتقل من الجبهة الشمالية للقنيطرة ليعمل على تحرير القطاع الجنوبي، حيث تسلم غرفة العمليات بنفسه وقاد الخطط العسكرية ليحرر أكثر من 90 في المائة من الريف الجنوبي للمحافظة. وعمل بشير على تأمين خطوط إمداد مع محافظة درعا وفتح الطريق بشكل آمن.
وكشف مصدر عسكري في المعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية أن البشير «كان مدرسا في الأكاديمية العسكرية التي تقع قرب دمشق في حي القابون وهو في العقد السادس من العمر، وأحد أفراد عائلة سوريا نزحت من القنيطرة بفعل الحرب مع إسرائيل»، مشيرا إلى أنه «كان متألما قبل انشقاقه لأن نظام بشار الأسد أوغل في قتل وتشريد ملايين السوريين». وقال المصدر إن بشير «كان يقول لأصدقائه إن ما يقوم به النظام مع أبناء الشعب السوري أقسى وأشد ألما مما فعلته إسرائيل بالفلسطينيين والسوريين واللبنانيين ولا يمكن السكوت أو البقاء معه».
وكان بشير «يحتقر» النظام السوري، بحسب المصدر العسكري المنشق المقرب منه، وتحديدا «بعد مقتل أحد أبنائه مطلع العام الحالي في أحد المعارك مع ميليشيات النظام»، مشيرا إلى أن الرئيس الجديد لهيئة الأركان «كان حزينا لمقتل ولده على يد جيش كان يعتقد أنه جيش وطني». وفيما اقتصرت المعرفة به على العسكريين، عرفه السياسيون في مشاركته في مؤتمر دولي في أغسطس (آب) الماضي، أيد فيه «المقاومة الإيرانية» التي تتمثل في حركة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة، قائلا إن المعارضتين السورية والإيرانية يقاتلان عدوا واحدا.
 
الرياض تنتقد تعنّت النظام وبراميل المتفجرات تمطر حلب ودرعا ويبرود
المعارضة: لا ينفع مع الأسد إلا القوة
المستقبل... ا ف ب، رويترز، واس، الائتلاف الوطني السوري
اعتبر الائتلاف الوطني السوري أن «الجميع أصبح يعلم أن نظام (بشار) الأسد لا تنفع معه إلا لغة القوة«، وأنه يجب التحرك لوقف إجرامه «إن لم يكن من قبل مجلس الأمن فمن خلال اتحاد دولي». وجاءت مواقف المعارضة هذه في وقت يستمر نظام دمشق في شن الهجمات على حلب ودرعا ويبرود وإمطارها ببراميل المتفجرات.
ومع تبادل الاتهامات بين الولايات المتحدة وروسيا اثر فشل المحادثات حول الأزمة السورية في جنيف أخيراً، أسفت المملكة العربية السعودية لفشل هذا المؤتمر، معتبرة أن تعنت النظام السوري هو المسؤول.
فقد رحب الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر جاموس بتصريحات الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي التي قال فيها إنه «سيتم التوجه إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لاتخاذ الخطوة المقبلة بشأن سوريا بعد فشل جهود حلها بين الطرفين في جنيف2».
وأوضح جاموس في لقاء للمكتب الإعلامي للائتلاف أنه «في حال فشلت مفاوضات جنيف 2، لا بد من التوجه إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي كخيار من الخيارات المطروحة من أجل وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه الشعب السوري، والضغط على نظام الأسد للقبول بالحل السياسي».
ولدى سؤاله عن الجدوى من التوجه لمجلس الأمن في الوقت الذي تستعمل فيه روسيا الفيتو ضد أي قرار ملزم لنظام الأسد، أجاب الأمين العام للائتلاف بأنه «في حال استعملت روسيا الفيتو هذه المرة، نتوقع مواقف وتصرفات دولية أخرى خارج مجلس الأمن، فقد حصلت سوابق للتدخل بعيداً عن مجلس الأمن كما حصل في العراق، خاصة وأن هناك مأساة مستمرة في سوريا ويجب التحرك، وإن لم يكن من قبل مجلس الأمن فمن خلال اتحاد دولي».
واستطرد أن «الائتلاف ينتظر بوادر إيجابية من طرفي أميركا وروسيا من خلال تطبيقهما ضغوطا حقيقية على نظام الأسد، وذلك من أجل إقرار الذهاب إلى الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف2 أو عدمه» موضحاً أن «الحل العسكري مستمر على الأرض، لكن الائتلاف سيبقى متواجداً في الحل السياسي، ولن يتهرب من استحقاقات يمكن أن تنهي مأساة ومعاناة الشعب السوري».
وعن وجود وعود محددة قدمت للائتلاف من قبل أميركا وروسيا للعمل على تراجع النظام عن تعنته، أكد جاموس أن «أميركا وروسيا لا تعطيان وعوداً، لكن الجميع أصبح يعلم أن نظام الأسد لا تنفع معه إلا لغة القوة»، مضيفاً إن» الحل السياسي أصبح أمراً واقعاً، فقد ذهب الائتلاف إلى مفاوضات جنيف2 متوقعاً أن يحقق مكاسب تجاه فك حصار نظام الأسد عن المناطق المحاصرة، وتشكيل هيئة حكم انتقالي». وأضاف أن «اجتماعات للهيئة السياسية للائتلاف ستعقد غداً (اليوم) أو بعد غد (غداً)، وسيكون على جدول أعمالها: مراجعة ما تم إنجازه في جولة المفاوضات الأخيرة، والخطوات المستقبلية الواجب اتخاذها لتعزيز موقف الائتلاف، ووضع حلول لإنقاذ الشعب السوري من إجرام نظام الأسد».
واتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية أمس، بعرقلة محادثات جنيف بينما نفت روسيا ذلك وقالت إن الدول التي تدعم المعارضة السورية المسلحة تميل إلى حسم الحرب الاهلية عسكريا لا من خلال التفاوض.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن حكومة الأسد هي المسؤولة عما آلت إليه المحادثات من تعثر مستندة إلى مساعدة موسكو وحلفائها الآخرين وتشجيعهم لها. وقال في جاكرتا خلال جولة في آسيا والشرق الأوسط «لقد عرقل النظام المحادثات. لم يفعل شيئا غير الاستمرار في إلقاء البراميل المتفجرة على شعبه ومواصلة تدمير بلده. ويؤسفني أن أقول إنهم يفعلون ذلك مستندين إلى دعم متزايد من إيران ومن «حزب الله» ومن روسيا».
وكان كيري يحاول في ما يبدو تشديد الضغوط الدبلوماسية على الأسد للتوصل إلى تسوية سياسية تضع نهاية لهجمات القوات الحكومية على مناطق سيطرة المعارضة وتخفيف معاناة عشرات الآلاف من السوريين الذين قطعت عنهم المعونة الانسانية.
وأضاف مطالبا موسكو بحمل الأسد على اتخاذ موقف أكثر مرونة «ينبغي لروسيا أن تكون جزءا من الحل» لا أن تساعد الزعيم السوري بالسلاح وغيره من أشكال الدعم.
وفي موسكو رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مستشهدا «بأدلة على أن بعض داعمي المعارضة بدأوا ينشئون كيانا جديدا» يضم خصوما للأسد انسحبوا من الائتلاف الوطني المعارض.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك بعد محادثات مع نظيره الاريتري «بعبارة أخرى ثمة سبيل يرسم للابتعاد عن مسار التفاوض والمراهنة من جديد على سيناريو عسكري».
وانتقد الولايات المتحدة كذلك لأنها لم تضمن حضور وفد واسع التمثيل للمعارضة في محادثات جنيف قائلا ان روسيا قامت بدورها في اقناع حكومة الأسد بحصور المحادثات.
وقال لافروف «روسيا مطالبة دائما بأن تبذل مزيدا من الجهد لتسوية الصراع السوري. وعندما نسمع أنه ينبغي لروسيا القيام ببعض الخطوات من الضروري ان نتذكر حقيقة واضحة وهي اننا فعلنا كل ما وعدنا به.»
وساعدت روسيا وفد الحكومة على مقاومة بحث موضوع هيئة الحكم الانتقالي في محادثات جنيف الاسبوع الماضي من خلال التلميح إلى تأييد مطلبه البدء بمناقشة موضوع «الإرهاب».
وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس إن الحكومة السورية «محقة تماما» في جهودها لوضع موضوع الإرهاب على رأس جدول الأعمال لأن سوريا «أصبحت بشكل متزايد مجالا جاذبا للجهاديين والإسلاميين المتشددين من كل الأنواع».
واتهمت روسيا داعمي المعارضة المسلحة بالسعي «لتغيير النظام».
وسخر كيري من إصرار الحكومة السورية على تركيز المحادثات في جنيف على موضوع الإرهاب. وقال «الأسد نفسه قطب جاذب للإرهابيين» متهما الزعيم السوري بممارسة «الإرهاب المعتمد رسميا ضد شعبه» من خلال القصف دون تمييز والتجويع والتعذيب.
ووصل وزير الخارجية الاميركي الى ابوظبي أمس لاجراء محادثات حول سوريا والشرق الاوسط والاجتماع بعدد من كبار المسؤولين.
وفور وصوله من جاكرتا في ختام جولة دبلوماسية في عدد من دول اسيا استمرت ستة ايام، عقد اجتماعا مع ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية عبد الله بن زايد آل نهيان.
وصرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية الاميركية ان المسؤولين «سيناقشون قضايا اقليمية رئيسية تهم الطرفين مثل الوضع المستمر في سوريا وخاصة الازمة الانسانية وعدم استعداد النظام السوري للمشاركة في محادثات جنيف بشكل بناء».
وفي المملكة العربية السعودية، رأس النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر أمس.
وأبدى المجلس أسفه لفشل مؤتمر جنيف2 حول الأزمة السورية في تحقيق نتائج ملموسة تنهي معاناة الشعب السوري الشقيق، محملاً النظام السوري مسؤولية هذا الفشل، بسبب تعنته وحرفه المؤتمر عن أهدافه وفق مقررات مؤتمر جنيف1.
ميدانياً، اشتبكت القيادة العسكرية الموحدة في القلمون بريف دمشق أمس مع قوات النظام على عدة محاور في مدينة يبرود وتصدت لمحاولات الأخيرة ومقاتلي «حزب الله» اقتحام المدينة وكبدتهم خسائر فادحة بالتزامن مع قصف طيران النظام الحربي بالرشاشات أطراف المدينة، ما أدى إلى جرح عدد من المدنيين ووقوع أضرار مادية.
كما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في بلدة المليحة بريف دمشق وسط قصف مدفعي يستهدف المنطقة.
في غضون ذلك، ألقى الطيران الحربي لقوات النظام البراميل المتفجرة على مدينتي يبرود وداريا بريف دمشق ما أدى لوقوع عدد من الإصابات. في حين قصفت قوات النظام مدينة دوما بريف دمشق بالمدفعية الثقيلة ما أدى لسقوط عدد من الجرحى.
كذلك ألقى الطيران الحربي التابع للأسد البراميل المتفجرة على حي مساكن هنانو والمنطقة الصناعية بحلب، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى ودمار عدد من المباني.
في غضون ذلك، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة حي المشهد ما أدى لجرح عدد من المدنيين.
كما ألقى الطيران الحربي لقوات النظام البراميل المتفجرة على بلدات: الغارية الشرقية والغربية وصيدا في ريف درعا ما أدى لجرح عشرات المدنيين بعضهم بحال خطرة. كما قصفت مدفعية قوات النظام بلدة اليادودة بريف درعا الغربي، ما أدى لجرح عدد من المدنيين ودمار عدد من المنازل.
في غضون ذلك، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة والدبابات أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد ما أدى لجرح عدد من المدنيين ودمار عدد من المنازل.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,857,478

عدد الزوار: 7,648,060

المتواجدون الآن: 0