أخبار وتقارير..الأوكرانيون يكتشفون بذهول حياة الدكتاتور الباذخة ذهب وتماثيل وأرانب وغزلان والثورة الأوكرانية تثير مخاوف غربية من تقسيم البلد...المرزوقي أمام خيارين: إستقالة فورية أو تعهد بعدم الترشح للرئاسة...عقبات كثيرة على طريق تحوّل اليمن إلى دولة اتحادية...أزمة سياسية في ليبيا تضاف الى انفلات الأمن

مساعٍ لعقد اجتماع في السعودية بين أوباما وقادة مجلس التعاون الخليجي في آذار مسؤولون أميركيون لا يتوقعون سقوط الأسد قريباً ويستبعدون استعادته السيطرة على البلاد....“حزب الله” وضع الانسحاب من سورية على طاولة البحث الجدي تضارب في الآراء داخل قيادته في ظل المكاسب والخسائر لكن الكلمة الفصل تبقى لإيران...انتحاري المستشارية الإيرانية يشرخ العلاقات بين الفلسطينيين واللبنانيين في الجنوب وسكان في البيسارية يداهمون منزل الفلسطيني نضال المغيّر.. الولايات المتحدة قد تسمح لحلفائها بتزويد المعارضة السورية بأسلحة مضادة للطائرات..الرياض تحادث باكستان لتسليح المعارضة السورية بمضادات للطائرات والدروع تسمح بقلب التوازنات

تاريخ الإضافة الثلاثاء 25 شباط 2014 - 6:43 ص    عدد الزيارات 2405    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

الرياض تحادث باكستان لتسليح المعارضة السورية بمضادات للطائرات والدروع تسمح بقلب التوازنات
اللواء..(ا.ف.ب)
نسبت وكالة فرانس برس الى ما وصفته «بالمصادر القريبة من الملف» قولها ان المملكة العربية السعودية، التي تسعى الى توحيد وتعزيز قدرات المعارضة السورية، تجري محادثات مع باكستان لتزويد مقاتلي المعارضة باسلحة مضادة للطائرات والدروع بما يسمح بقلب التوازنات على ارض المعركة.
وترفض الولايات المتحدة حتى الآن تقديم هذا النوع من الاسلحة الى مقاتلي المعارضة السورية خشية وقوعها بأيدي الفصائل المتطرفة، الا ان فشل محادثات جنيف يشجع الاميركيين على تغيير موقفهم، بحسب معارضين سوريين ومحللين.
وخلال زيارة سريعة الى شمال سوريا الاسبوع الماضي، وعد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا مقاتلي المعارضة بانهم سيحصلون قريبا على اسلحة نوعية.
وقال عبد العزيز الصقر مدير مركز الخليج للابحاث ان «الولايات المتحدة قد تسمح لحلفائها بتزويد مقاتلي المعارضة باسلحة مضادة للطيران وللدروع بعد فشل مفاوضات جنيف وعودة التوتر مع الروس».
من جهته، قال سايمون هندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لبحوث سياسة الشرق الادنى ان «السماح لحلفاء الولايات المتحدة بتقديم هذا النوع من السلاح (الى المعارضة) يمكن ان يخفف من الضغوط على الولايات المتحدة في المدى القصير».
الا ان الخشية الاكبر على المدى البعيد هي ان تقع الصواريخ المضادة للطيران المحمولة على الكتف (ارض جو) في ايد اخرى لاسقاط طائرة مدنية في اي مكان آخر في العالم».
وذكرت مصادر سعودية قريبة من الملف ان السعودية ستحصل على هذه الاسلحة من باكستان التي تصنع نموذجها الخاص من الصواريخ المضادة للطيران المحمولة على الكتف (مانباد) والمعرفة باسم «انزا»، اضافة الى الصواريخ المضادة للدروع.
وذكرت هذه المصادر ان رئيس الاركان الباكستاني الجنرال راحيل شريف زار مطلع شباط السعودية حيث التقى ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز.
بدوره، زار الامير سلمان على راس وفد رفيع باكستان الاسبوع الماضي. وكان وزير الخارجية الامير سعود الفيصل زار ايضا باكستان قبل وصول الامير سلمان. ولم يؤكد اي من البلدين هذه المعلومات رسميا.
ويؤكد مقاتلو المعارضة ان حصولهم على اسلحة مضادة للطيران وللدروع يسمح لهم بقلب ميزان القوى لمصلحتهم اذ ان قوات النظام السوري تستخدم القصف الجوي، بما في ذلك رمي البراميل المتفجرة من مروحيات.
وذكرت المصادر نفسها ان تأمين الاسلحة يترافق مع اذن باستخدام تسهيلات للتخزين في الاردن.
وتتمتع السعودية بتأثير كبير في ما يعرف بالجبهة الجنوبية في سوريا، اذ انها تنسق في هذه المنطقة مع الاردن، وقد شجعت على توحد الفصائل المقاتلة فيها بحسب معارضين سوريين.
وفي المقابل، فان قطر وتركيا تقومان بالتنسيق مع المقاتلين المعارضين على الجبهة الشمالية القريبة من الحدود التركية، بحسبما افاد مسؤول في المعارضة السورية طلب عدم كشف اسمه.
 وذكر هذا المسؤول من المعارضة ان «تقاسم مناطق النفوذ» تقرر بين هذه الدول التي تعد الداعمة الاساسية للمعارضة.
وبحسب المسؤول المعارض، فان صعود النفوذ السعودي توج مؤخرا خصوصا بازاحة سليم ارديس من قيادة المجلس العسكري الاعلى الذي يشرف على الجيش الحر.
وذكر مصدر في المعارضة السورية ان «المأخذ الاكبر على ادريس كان سوء توزيع الاسلحة» اضافة الى «الاخطاء على ارض المعركة».
وادريس الذي يعد مقربا من قطر والذي رفض عزله من منصبه، استبدل بعبد الاله البشير الذي كان يقود المجلس العسكري للمعارضة في منطقة القنيطرة في جنوب سوريا.
 
الولايات المتحدة قد تسمح لحلفائها بتزويد المعارضة السورية بأسلحة مضادة للطائرات
المستقبل... أ ف ب
توقع محللون أن تسمح الولايات المتحدة لحلفائها بتسليح المعارضة السورية بأسلحة مضادة للطائرات والدروع بما يسمح بقلب التوازنات على ارض المعركة، بحسب ما افادت مصادر قريبة من هذا الملف.
وترفض الولايات المتحدة حتى الآن تقديم هذا النوع من الاسلحة الى مقاتلي المعارضة السورية خشية وقوعها بايدي الفصائل المتطرفة، الا ان فشل محادثات جنيف يشجع الاميركيين على تغيير موقفهم، بحسب معارضين سوريين ومحللين.
وخلال زيارة سريعة الى شمال سوريا الاسبوع الماضي، وعد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا مقاتلي المعارضة بانهم سيحصلون قريبا على اسلحة نوعية.
وقال عبد العزيز الصقر مدير مركز الخليج للابحاث لوكالة «فرانس برس» ان «الولايات المتحدة قد تسمح لحلفائها بتزويد مقاتلي المعارضة باسلحة مضادة للطيران وللدروع بعد فشل مفاوضات جنيف وعودة التوتر مع الروس».
وقال سايمون هندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لبحوث سياسة الشرق الادنى ان «السماح لحلفاء الولايات المتحدة بتقديم هذا النوع من السلاح (الى المعارضة) يمكن ان يخفف من الضغوط على الولايات المتحدة في المدى القصير. الا ان الخشية الاكبر على المدى البعيد هي ان تقع الصواريخ المضادة للطيران المحمولة على الكتف (ارض جو) في ايد اخرى لاسقاط طائرة مدنية في اي مكان آخر في العالم».
ويؤكد مقاتلو المعارضة ان حصولهم على اسلحة مضادة للطيران وللدروع يسمح لهم بقلب ميزان القوى لمصلحتهم اذ ان قوات النظام السوري تستخدم القصف الجوي، بما في ذلك رمي البراميل المتفجرة من مروحيات.
وذكرت المصادر نفسها ان تأمين الاسلحة يترافق مع اذن باستخدام تسهيلات للتخزين في الاردن.
 
أزمة سياسية في ليبيا تضاف الى انفلات الأمن
المستقبل...يو بي اي
 تعيش ليبيا هذه الأيام على وقع أزمة سياسية مع تصاعد وتيرة المطالبة الشعبية برحيل المؤتمر الوطني (البرلمان) في الوقت الذي تعاني البلاد من تدهور وإنفلات أمني خطير في عدد من مدنها نتيجة الغياب الواضح لسيطرة الحكومة بأجهزتها المختلفة.
وتعود بوادر هذه الأزمة إلى انقسام الليبيين على أنفسهم ما بين مؤيد ومعارض لتمديد ولاية برلمانهم حتى نهاية كانون الأول المقبل رغم أن الإعلان الدستوري المؤقت حدد هذه الفترة في السابع من شباط المنصرم.
ويتفق الجانبان على فشل البرلمان في تأدية المهام التي انتخب من أجلها وهي تنفيذ الاستحقاقات الدستورية المتمثلة في انتخاب لجنة أعداد الدستور والتهيئة لإنتخابات برلمانية ورئاسية قبل 7 الجاري، نتيجة الاقتحامات والاعتصامات التي تعرض لها إلى جانب المناكفات السياسية بين أعضائه المنتمين إلى تيارات مختلفة.
وما زاد في تعقيد الأمور عدم قدرة أعضاء البرلمان على التوافق على عدة قضايا مما أخر إصدار القوانين والقرارات والتي انعكست سلبا على الشارع ومن أبرزها تعديل الإعلان الدستوري في ما يتعلق بحقوق المكونات الثقافية في هيئة إعداد الدستور ما أضطر الامازيغ والتبو والطوارق إلى تعليق مشاركتهم في هذه العملية الانتخابية.
وأمام الضغط الشعبي، بدأت تلوح في الأفق دعوات ملحة من رؤساء كبريات الكتل داخل البرلمان للتوجه للحوار والجلوس معا لرأب الصداع ومحاولة معالجة ما يمكن معالجته بما يتوافق وأوضاع البلاد وتسريع عملية تحولها الديمقراطي وبناء مؤسساتها القانونية.
ودعا رئيس التحالف الوطني محمود جبريل كافة الفرقاء السياسيين إلى طاولة الحوار دون إقصاء وبقبول الآخر بمن فيهم الجهاديون والمتشددون و«القاعدة»، مشددا على ضرورة أن تطرح كافة القضايا على أسس سليمة على أن يكون صندوق الاقتراع هو الفيصل وهو الخيار.
وقال جبريل ليونايتد برس انترناشونال أن القوى الديموقراطية في دول ما يسمى بالربيع العربي ارتكبت خطأ تاريخيا إذ جعلت قضيتها الرئيسية التصدى لتيارات الإسلام السياسي متناسية أن القضية الكبرى هي تطوير مشروع نهضوي يعطى لهذه الثورات الشبابية معنى ومضمونا.
أضاف ان الأفضل هو خلق نموذج لبناء الوطن والدولة بدل التمترس وراء ثنائية الليبرالية في مواجهة الأسلاموية التي أعتبر أنها أخترقت كسلاح سياسي دون أن يكون لها سند، واقع ظهور هذا المشروع النهضوي إلى الوجود.
ولفت جبريل إلى أنه تم زج العلمانية كسلاح سياسي فيما حول الدين إلى هوية، مشددا على القول «نحن في التحالف نؤكد أننا لا نختلف على الشريعة وسنوقع أي فقرة تتعلق بها وعلى بياض». وأضاف «قد يتحول هذا الجهد الشبابي التاريخي غير المسبوق في التاريخ المعاصر إلى انفجارات بركانية غير مضمونة العواقب».
هذه الدعوة كانت لها إستجابة سريعة من الخصم الأكبر: تيار الإسلاميين المتمثل في الاخوان المسلمين حيث أكد زعيم الحركة بشير الكبيتى ليونايتد برس انترناشونال على تأييد الأخوان أي دعوة حوار لوضع تصورات جديدة لليبيا تبني على عدة ثوابت.
وقال «يجب أن يبقى الشأن المحلي محليا وأن يكون بعيدا عن الأجندات الخارجية»،معتبرا أن «ليبيا لا توجد فيها أي اختلافات دينية» قائلا «كلنا مسلمون ولا وجود لاختلاف ايدلوجي لكن تبقى الاجتهادات فقط».
بدوره أيد فيصل ابو رايقة عضو الجبهة الوطنية دعوة جبريل مشددا على أن تكون على مبدأ جلوس جميع الأطراف على طاولة واحدة لتشخيص المشكلة ووضع الحلول على ثوابت الوحدة الوطنية التي تؤكد وحدة ليبيا وسيادتها.
وقال ليونايتد برس انترناشونال «لا بد من التأكيد أولا على أن الدم الليبي خط أحمر وأن نصل إلى ميثاق يبتعد عن التخوين والتكفير والتجييش الاعلامي من أجل الوصول إلى حوار هادف».
 
انتحاري المستشارية الإيرانية يشرخ العلاقات بين الفلسطينيين واللبنانيين في الجنوب وسكان في البيسارية يداهمون منزل الفلسطيني نضال المغيّر.. ووالده يقول لـ «الشرق الأوسط» إن العائلة تبرأت منه

البيسارية (جنوب لبنان): نذير رضا ... أربعة كيلومترات فقط، تفصل بين بلدتي البابلية والبيسارية في جنوب لبنان. في الأولى، كان السكان يقيمون حفل تأبين لواحد من أبنائها، قضى في تفجير بئر حسن الانتحاري الذي استهدف مبنى المستشارية الثقافية الإيرانية في بيروت، الأربعاء الماضي، فيما كانت عائلة أحد الانتحارييْن اللذين نفذا الهجوم في البيسارية، تتبرأ من ابنها، وتدين فعلته، وتحاول تهدئة النفوس في البلدة، تجنبا لردود فعل انتقامية إضافية.
وتغير المزاج العام في البيسارية منذ لحظة إعلان هوية أحد انتحاريي تفجير بئر حسن، الفلسطيني نضال هشام المغيّر (22 عاما). يعم الاستهجان القرية الجنوبية التي تسكنها أغلبية شيعية. ويسأل أبو علي، أحد كهول البلدة: «ماذا أخطأنا بحق الفلسطينيين الذين نستضيف 80 عائلة منهم؟ هل نستحق أن يفجر شخصان منهم نفسيهما بأبنائنا؟».
وكان الكشف عن هوية الانتحاريين اللذين هاجما السفارة الإيرانية في بيروت، في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أثبت أن أحدهما أيضا ينحدر من البيسارية، وهو عدنان المحمد، إضافة إلى الانتحاري الأخير نضال المغيّر.
غير أن رد فعل أبناء البلدة الخميس الماضي، غداة الكشف عن هوية الانتحاري، لم يشبه رد فعلهم في نوفمبر الماضي.. في المرة الأولى، تحرك رئيس البلدية فؤاد مشورب، الذي يحظى بنفوذ واسع نظرا لامتداده الحزبي في حركة أمل، التي يرأسها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، في البلدة، مانعا أبناءها من مهاجمة منزل الانتحاري. لكن الخميس الماضي، لم يستطع أن يمنع سكان البلدة وشبانا من بلدات محيطة، من إحراق منزل عائلة الانتحاري نضال المغيّر، وسياراتها. «كانت ردة الفعل غاضبة وعفوية»، يقول أحد أبناء البلدة لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن السكان «حاولوا توجيه رسائل رادعة لعائلات الفلسطينيين الذين يعتقد أن نحو عشرة من أبنائهم، كانوا مقربين من (الشيخ المتشدد) أحمد الأسير».
وكان الجيش اللبناني هاجم مقر الأسير في يوليو (تموز) الماضي في عبرا (شرق صيدا)، بعد هجوم من عناصره على نقطة للجيش، أسفر عن وقوع قتلى عسكريين. ويعد الآن فارا من العدالة، ويغرد على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مواصلا تهديده بمهاجمة حزب الله.
وتضاعفت مشاعر الغضب، بعد تسريب مقاطع فيديو للانتحاري المغير، أثناء مقابلته في القلمون بريف دمشق الشمالي، توعد فيها بقتال حزب الله وذبح الشيعة. لكن عائلته، تنفي أن يكون من ظهر في هذا المقطع ابنها، قائلة إنه ظهر في أحد المقاطع، فيما كان الشخص الثاني الذي توعد الشيعة، ليس نضال.
وفور إحراق منزل آل المغيّر، انتقل هشام، والد الانتحاري، إلى منزل ذويه، حيث يعيش وعائلته في عزلة عن محيطهم. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «ابني خسر الدنيا والآخرة، وكان سببا في إزهاق أرواح الأبرياء في عمل أدينه، وأتبرأ منه، كما تسبب في خلافات مع جيراننا هنا»، مستغربا في الوقت نفسه إحراق ممتلكاته «علما بأننا أصدرنا بيانا من العائلة ندين فعلة ابننا، وتقدمنا فيه من عائلات الضحايا الأبرياء بأحر تعازينا». ويقول: «لا أنكر عتبي على سكان القرية التي أسكنها منذ أكثر من 30 عاما، لأن الله يقول: (لا تزر وازرة وزر أخرى)، فلماذا يعاقبوننا على ما نحن تبرأنا منه؟».
ويقول سكان القرية إن أكثر من مائة شخص، هاجموا منزل آل المغير وأحرقوه، في رد فعل غاضب، بعد الكشف عن هوية نضال، مما تسبب في إحراق دكان ومنزل وسيارتي توزيع خبز، وسيارة رباعية الدفع يملكها والده. ويقول المغيّر الأب: «كل أبناء البيسارية تربطني بهم علاقات طيبة، ولم تشهد تجربتي في البلدة، أي احتكاك مع أحد، ويعرفون بأنني مقاوم، وأصبت في حرب يوليو (تموز) 2006، بشظايا القصف الإسرائيلي، حين كنت أعمل على توفير الخبز والمواد الإغاثية للمدنيين المحاصرين في بلداتهم في الجنوب». ويشير إلى أن العلاقة الطيبة مع السكان، نُسجت نتيجة تماهيه السياسي معهم في خط الممانعة، كونه كان ناشطا سابقا في «حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية في لبنان، ومقربا من القيادي فيها محمد المجذوب الذي اغتالته المخابرات الإسرائيلية في صيدا عام 2004.
غير أن تجربة ابنه، بدلت كثيرا من المعطيات في علاقته مع سكان البلدة.. فقد عرف نضال بسلوكه المتشدد، منذ أغسطس (آب) 2012، حين تعارك مع زوج شقيقته، وهو أحد أبناء البلدة من آل عبد الله، على خلفية زواجها من شخص شيعي. ويقول إبراهيم (28 عاما)، وهو أحد سكان البيسارية، إن إمام مسجد منطقة يارين الجديدة (المتاخمة للبيسارية) أحمد عبيد، تدخل على خط المصالحة، إضافة إلى شخصية أمنية لبنانية رسمية. وقيل إن الشيخ أحمد الأسير، عرض الوساطة، قبل أن ترفض العائلة. لكن هذه المعطيات، ينفيها هشام المغير، موضحا أن المشكلة «كانت عائلية صرفة، ولم يعرض الأسير وساطة أبدا».
وتوجس أهالي البلدة من نضال، بعد هذا الإشكال، نظرا لعلاقاته، وأصدقائه الذين يسكنون الشارع نفسه، بالشيخ الأسير. وتردد أن نضال كان ينوي تفجير نفسه بالنادي الحسيني في البلدة، أثناء إحياء مناسبة عاشوراء في عام 2012. وينفي والده هشام أيضا هذه المعلومات، قائلا إن ابنه «لم يكن من مجموعة الأسير، بل كان يصلي وراءه يوم الجمعة، كما كان يصلي وراء مشايخ آخرين في المنطقة»، مشيرا إلى أن نضال غادر البلاد قبل أن يشتبك الأسير مع الجيش اللبناني بأشهر.
وسجل رحيل نضال عن البلدة، في ديسمبر (كانون الأول) 2012، قائلا لوالده إنه ينوي الهجرة إلى فنزويلا. لم يلمحه أبناء البلدة منذ ذلك الوقت، غير أنه اتصل بوالده بعد فترة من سفره، ليبلغه أنه يقيم في سوريا. يقول هشام: «سألته عما يفعله في سوريا، وقال إنه يعمل في حدادة السيارات.. لم تقنعني إجابته، وأبلغت السلطات اللبنانية آنذاك أن ابني موجود في سوريا». ويشير إلى أن آخر اتصال به، كان في ديسمبر 2013. يقول: «عرضت عليه أن يعود إلى لبنان لتسوية أوضاعه مع السلطات اللبنانية، ووعدني خيرا. كنت أخاف أن يرتكب حماقة، مثل تنفيذ تفجير انتحاري، على غرار صديقه عدنان المحمد، جارنا، الذي استهدف السفارة الإيرانية. كان ذلك بعد نحو 20 يوما على التفجير، ووعدني بأنه لن يرتكب أية حماقة.. لا أدري ماذا حصل معه؟».
ويرجح المغيّر الأب عدة فرضيات دفعت ابنه لتنفيذ عملية انتحارية، من غير أن يكون متيقنا من أي منها. يقول: «الأكيد أن ابني ضللوا به، ودفعوه لتنفيذ التفجير، علما بأن مهاجمة الأبرياء تخالف قناعته لأنه كان مقتنعا بفكرة مقاومة إسرائيل دون سواها، وكان أصيب في منطقة جسر القاسمية قرب صور في حرب يوليو (تموز) 2006، جراء تنفيذ الطائرات الإسرائيلية غارة جوية عليه»، مرجحا أيضا أن يكون «من غرر بنضال، أعطاه حبوب هلوسة، لأنه من المستحيل القيام بفعل مشابه».
وبعد جولة في الذاكرة على تجربته في البيسارية، قبل مغادرته بأربعة أشهر، حيث كان يعمل في حدادة السيارات، يقول إن «أحد المشتبه بعلاقتهم بالجماعات المتشددة، وهو مروان حمادة الذي يقيم في البيسارية، كان يتردد على محل ابني»، لافتا إلى أنه أمر نضال بعدم التعاطي مع مروان، «حتى لو كان يريد تصليح سيارته». ويقول: «لم أرَ مروان في ورشة نضال منذ ذلك الوقت، لكنني لا أعرف إذا كانا على تواصل بعيدا عن عيني».
ومروان حمادة (29 عاما)، كان يسكن في البيسارية على بعد عشرات الأمتار من منزل نضال، ويتحدر من قرية يارين الحدودية مع إسرائيل، ذات الأغلبية السنية. ويقول أبناء البلدة إن حمادة سجن لدى السلطات اللبنانية بعد حرب نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان في صيف 2007، بين الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الإسلام» المتشدد الذي هاجم وحدات الجيش في طرابلس. ويشير أحد أبناء البلدة إلى أن حمادة «كان ناشطا في تنظيمي (فتح الإسلام) و(جند الشام) المتشددين، وغاب عن البلدة منذ عام 2010 بعد خروجه من السجن، وقيل إنه يدير متجرا صغيرا في طرابلس»، من غير تأكيد المعلومات. كما يشيرون إلى أن شخصا آخر من يارين، وهو مطلق الجعيص، سُجن نحو ثلاث سنوات لضلوعه في أحداث نهر البارد.
ويتخوف أبناء البلدة في هذا الوقت، من أن يكون مروان هو الانتحاري الثاني في تفجيري بئر حسن المتزامنين الأربعاء الماضي، نظرا لعدم الكشف عن هويته حتى الآن. ووسط صمت في مبنى البلدية عن الإدلاء بأي تصريح، بانتظار أن يعقد رئيس البلدية مؤتمرا صحافيا يعلن فيه موقفا من خروج انتحاريين من البلدة خلال ثلاثة أشهر، تغلي البلدة، مما يشي بتحديات جديدة تنتظر الفلسطينيين فيها، إذا ثبت أن الانتحاري الثاني هو مروان.
ولا يبرئ سكان البيسارية، الفلسطينيين فيها، من تهمة «التستر على المتشددين»، بعد تنفيذ اثنين منهم تفجيرين انتحاريين استهدفا مصالح إيرانية في بيروت، وتبنتهما «كتائب عبد الله عزام» المرتبطة بتنظيم القاعدة، فضلا عن انكشاف علاقتهما بالأسير. إضافة إلى ذلك، أوقفت استخبارات الجيش اللبناني ابن عم نضال المغيّر قبل شهرين، وهو قاسم المغير، بعد مداهمة منزله في البيسارية، ولا يزال موقوفا حتى الآن. ويقول أبناء البلدة إن ستة أشخاص من المجموعة نفسها التي كانت تصلي وراء الأسير في صيدا، العام الماضي، لا يزالون يقيمون في البلدة، «ونتوجس منهم»، علما بأن هذه المجموعة «كانت غير ملتزمة دينيا، وتحولت نحو التشدد بعد ظهور الشيخ الأسير في صيدا»، وهي المدينة التي تتبعها البيسارية إداريا، وتبعد نحو 15 كيلومترا عن صيدا.
ويمتلك الفلسطينيون في البيسارية، نحو 80 منزلا، يقيمون فيها منذ عامي 1948 و1967. وتربطهم بأبناء البلدة ومحيطها، علاقات مصاهرة، أبرزها زواج جد الانتحاري وعمه بامرأتين شيعيتين من المنطقة، وزواج أخته من شاب من البلدة. ويقيم في البلدة، نحو 200 عائلة سنية نزحت من قرى يارين، والبستان والضهيرة الحدودية مع إسرائيل، أثناء الاحتلال. كما تستضيف البلدة، وتحديدا منطقة العاقبية التابعة لها، نحو ألف عائلة نزحت من سوريا بعد اشتعال الأزمة السورية.
ولا يقيم الفلسطينيون في البيسارية، في مخيمات شبيهة بتلك الموجودة في صيدا وصور في جنوب لبنان.. ففي صيدا، يقع أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، هو مخيم عين الحلوة، الذي أشارت تقارير متكررة إلى أن متشددين يسكنون أحد أحيائه، ويسكن المخيم نحو 45 ألف فلسطيني، تضاعف عددهم بعد استقبال فلسطينيين نزحوا من مخيم اليرموك بجنوب دمشق. كما تتضمن صيدا مخيم «المية ومية» ويسكنه نحو خمسة آلاف فلسطيني.
أما في صور (جنوب لبنان)، فيتوزع اللاجئون الفلسطينيون على مخيمات «البص»، ويسكنه نحو عشرة آلاف نسمة، و«برج الشمالي» ويسكنه نحو 18 ألف نسمة، و«الراشدية»، ويسكنه نحو 25 ألف نسمة.\
 
تضارب في الآراء داخل قيادته في ظل المكاسب والخسائر لكن الكلمة الفصل تبقى لإيران
“حزب الله” وضع الانسحاب من سورية على طاولة البحث الجدي
“السياسة” – خاص:
كشفت مصادر سياسية قريبة من “حزب الله” لـ”السياسة” عن أن الأخير وضع مسألة الانسحاب من سورية على طاولة البحث الجدي, في إطار الموازنة بين المكاسب والخسائر التي حققها جراء ذلك, لكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن القرار دونه صعوبات, ليس بسبب الخلافات داخل أروقة الحزب فحسب, وإنما لارتباطه مباشرة بالستراتيجية الإيرانية في المنطقة.
وأكدت المصادر أن نقاشات جدية تدور منذ فترة غير قصيرة بين المسؤولين السياسيين والعسكريين في الحزب, بشأن جدوى استمرار الانخراط في الحرب السورية التي يبدو أنها ستطول ولا نهاية قريبة لها, سيما أن النظام ماض في الخيار العسكري وتصعيد المواجهة أقله حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقررة الصيف المقبل.
وأضافت ان النظام السوري يريد تصعيد الموقف على الأرض بغية الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب خلال الأشهر القليلة المقبلة الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية, لأنه يعتبر أن موقفه التفاوضي سيكون أقوى حينذاك, إلا أن الحزب يربط ما بين هذا التوجه وبين الاستحقاقات الدستورية في لبنان, وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية, وسط مخاوف جدية لديه من انزلاق الوضع الأمني نحو الأسوأ, وتصاعد التفجيرات التي تستهدف بيئته, مع تنامي ظاهرة التشدد في لبنان, ربطاً بتصاعد المواجهات الميدانية في سورية.
وأوردت المصادر سلسلة من النقاط التي يمكن من خلالها فهم ما يدور في أروقة الحزب, يمكن تلخيصها بما يلي:
أولاً: رغم إقرارهم بصعوبة المعركة وإمكانية أن تطول لأشهر عدة, يعتبر قياديون عسكريون في الحزب أن السيطرة على بلدة يبرود في منطقة القلمون المحاذية للحدود اللبنانية, ستحد كثيراً من عبور السيارات المفخخة وبالتالي ستقلص التفجيرات الإرهابية إلى حدها الأدنى, إلا أن هذا الرأي يقابله آخر داخل الحزب يؤكد أن المشكلة سياسية بالأساس وليست أمنية, ويعتقد أن السيطرة على يبرود وعودتها إلى كنف نظام الأسد, ربما يخفف من وتيرة التفجيرات, لكنه لن ينهيها على اعتبار أن تفخيخ السيارات في داخل لبنان ليس أمراً مستحيلاً, وسبق أن حدث في بعض المخيمات الفلسطينية.
ثانياً: يصر قياديون في الحزب على مواصلة القتال في سورية حتى النهاية على اعتبار أن سقوط النظام يشكل ضربة قاصمة للحزب, سياسياً وأمنياً وعسكرياً, لكن آخرين لديهم نظرية أخرى مفادها أن “الستاتيكو” القائم حالياً سيستمر فترة طويلة, وأن المعارضة غير قادرة على إسقاط النظام من دون تدخل عسكري خارجي, وبالتالي فإنه يمكن للحزب الانسحاب من هناك, بطريقة تدريجية, في مقابل تحصين الوضع الأمني في لبنان وتعزيز موقعه السياسي عشية الانتخابات الرئاسية.
ثالثاً: يطرح البعض داخل القيادة العسكرية تصوراً لانسحاب على مراحل من سورية, بحيث يتم تسليم منطقة السيدة زينب في ريف دمشق إلى ميليشيات “لواء أبو الفضل العباس” العراقية على أن تبقى الإمرة لخبراء عسكريين من الحزب, على غرار ما يفعل “الحرس الثوري” مع قوات النظام, إذ لا يشارك مباشرة في المعارك وإنما يكتفي بالتخطيط والتوجيه والإمرة, خاصة في ما يتعلق بدمشق.
أما بالنسبة للحدود اللبنانية – السورية, فيمكن ضبطها بشكل كبير في حال نجحت قوات النظام والحزب في معركتها في يبرود, وبالتالي فإن هذا الطرح يقوم على الانسحاب من سورية بعد انتهاء معركة القلمون.
رابعاً: هناك رأي يشدد على ضرورة النظر إلى التداعيات السياسية للاستمرار في القتال بسورية, ويعتبر أن الحزب يخسر شيئاً فشيئاً “ظهره السياسي” لأن حلفاءه غير قادرين على تحمل التبعات, سيما أن المنطقة تميل إلى التسويات الاقليمية أكثر من المواجهة المفتوحة.
ويستدل هؤلاء لتعزيز نظريتهم بموقفي الحليفين الرئيسيين, رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتل “التغيير والإصلاح” ميشال عون, فالأول يحاول الحفاظ على هامش واسع والنأي بنفسه عن “حزب الله” في ما يتعلق بسورية, خاصة على الصعيد العسكري والأمني, فيما الثاني بدأ يبتعد أكثر عن الحزب ويقر ضمناً بضرورة انسحابه من سورية, وهو ما برز جلياً في تصريحين له في الآونة الأخيرة, الأول عندما تحدث عن أن مطالبة الحزب بالانسحاب من سورية “ليست في وقتها”, ما يعني أن المشكلة بالنسبة له بالتوقيت وليست بالمبدأ, والثاني تأييده “مئة في المئة” مذكرة بكركي الوطنية التي تؤيد “إعلان بعبدا” وسياسية “النأي بالنفس” والحياد عن الأزمات الاقليمية.
خامساً: برز أخيراً رأي وازن في الحزب, ربما لعب دوراً كبيراً في تخفيف الشروط بشأن تشكيل الحكومة الجديدة, يتبنى أنصاره نظرية مفادها أن تعزيز العلاقات مع “تيار المستقبل” تحديداً, باعتباره التيار السني المعتدل والأكثر شعبية في لبنان, من شأنه قطع الطريق على وجود ملاذات آمنة للمتطرفين و”التكفيريين” ضمن البيئة السنية, وبالتالي تصبح عملية ضبطهم وتفكيك خلاياهم أكثر سهولة وسرعة, خاصة إذا جرى تنسيق كامل ثلاث جهات أمنية في لبنان هي: مخابرات الجيش, وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي, وجهاز أمن “حزب الله” الذي يقوده وفيق صفا.
وإلى الحسابات الداخلية, هناك حسابات خارجية لا تقل تعقيداً, إذ أن إيران “في مرحلة من التخبط” بشأن ستراتيجيتها في سورية, بحسب المصادر, التي أوضحت أن إدارة الرئيس حسن روحاني تميل إلى إيجاد تسوية سياسية في سورية على أساس حكومة انتقالية, من خلال التفاوض بعيداً عن الحل العسكري, فيما يشدد “الحرس الثوري” والجناح المتشدد المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي على ضرورة مساندة النظام السوري حتى النهاية, ويعتقد أن بإمكان الأخير حسم المعركة لصالحه, وإن طال أمدها.
المصادر التي جزمت بأن “حزب الله” أقرب إلى جناح خامنئي منه إلى إدارة روحاني, دعت إلى انتظار تطورات قريباً جداً على خط طهران – الرياض من شأنها, إذا وصلت إلى خواتيمها, أن تؤدي لانسحاب الحزب من سورية, على اعتبار أن هذا المطلب سيكون على رأس المطالب السعودية قبل الدخول في حوار أو محادثات مع إيران بشأن الأزمة في سورية.
 
مساعٍ لعقد اجتماع في السعودية بين أوباما وقادة مجلس التعاون الخليجي في آذار مسؤولون أميركيون لا يتوقعون سقوط الأسد قريباً ويستبعدون استعادته السيطرة على البلاد
النهار...واشنطن - هشام ملحم
تحدثت مصادر أميركية مطلعة عن زيارة ستقوم بها مستشارة الامن القومي سوزان رايس للسعودية ودولة الامارات العربية المتحدة مطلع آذار المقبل تحضيراً للزيارة الثانية للرئيس باراك اوباما للمملكة. وكانت رايس من المسؤولين البارزين الذين اجتمعوا مع وزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف الذي زار واشنطن الاسبوع الماضي والتقى كبار المسؤولين السياسيين والامنيين تمهيداً للزيارة وللبحث في النزاع في سوريا والبرنامج النووي الايراني، في سياق المفاوضات بين مجموعة 5 + 1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا، وايران.
وأوضحت المصادر ان مشاورات تدور بين واشنطن والرياض في شأن امكان دعوة السعودية رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي الى المملكة لعقد اجتماع موسع بين اوباما ورؤساء الدول الست الاعضاء، بعد الاجتماع الثنائي بين اوباما والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز. وقالت ان عقد الاجتماع الموسع لم يتأكد بعد وان الصورة ستتضح أكثر بعد زيارة رايس. واضافت ان الرئيس الاميركي سيطمئن الملك عبدالله وغيره من الزعماء الخليجيين الى ان التزام واشنطن الدفاع عن مصالحها ومصالح اصدقائها في الخليح صلب جداً وان المفاوضات مع ايران، حتى لو أدت الى تفاهم على البرنامج النووي، لا تعني اطلاقاً ان واشنطن ستعدل مواقفها المتشددة حيال دور ايران الاقليمي من العراق الى سوريا الى لبنان.
وتظهر زيارتا الامير محمد لواشنطن ورايس للرياض رغبة البلدين في التحضير تفصيلاً لزيارة اوباما، خصوصاً ان الجميع لا يزالون يتذكرون كيف ان سرعة ترتيب الزيارة الاولى عام 2009 التي سبقت خطاب اوباما الشهير في جامعة القاهرة والموجه الى العالم الاسلامي، اثارت مشاعر خيبة لدى الطرفين نتيجة سوء الاتصالات التمهيدية التي ادت الى توقعات غير واقعية. وخلال وجوده في واشنطن، التقى الامير محمد وزير الخارجية جون كيري، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إي" جون برينان، ووزير الامن الوطني جيه جونسون، ومدير مكتب التحقيقات الفيديرالي "اف بي آي" جيمس كومي، ومدير وكالة الامن القومي كيث الكسندر. كما شارك استناداً الى صحيفة "الواشنطن بوست"، في اجتماعات سرية مع عدد من المسؤولين الامنيين والاستخباريين من فرنسا وتركيا والاردن وقطر للبحث في تنسيق ايصال المساعدات العسكرية الى فصائل المعارضة السورية الموثوق بها، وضمان عدم وقوعها في ايدي تنظيمات اسلامية متشددة تمارس الارهاب.
لا للصواريخ المضادة
وأفادت المصادر انه، خلافا لما نشره بعض وسائل الاعلام، لم توافق الولايات المتحدة على اقتراح سعودي لتزويد بعض قوى المعارضة السورية الموثوق بها صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف صينية الصنع. ولا تزال واشنطن تصر على ان وصول هذه الاسلحة الى المعارضة سيؤدي الى تغيير نوعي في القتال، كما ان خطر وقوع ولو عدداً قليلاً من هذه الصواريخ في "الايدي الخطأ" سيهدد الطيران المدني في المنطقة وربما في العالم. لكن المصادر اشارت الى ان ذلك لا يعني ان السعودية لن تزود في المستقبل المعارضة القريبة منها مثل هذه الصواريخ.
على صعيد آخر، أكدت مصادر مسؤولة انه عندما عبّر مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر في جلسات استماع علنية في الكونغرس عن مخاوف واشنطن من تحول سوريا مسرحاً لتدريب الارهابيين من انحاء العالم، وعن وجود عناصر ارهابية تخطط لضرب مصالح غربية واميركية، فانه كان يتحدث بناء على معلومات استخبارية ذات صدقية عالية عن وصول عدد من "الافغان العرب" الذين كانوا في المناطق القبلية الباكستانية القريبة من الحدود مع افغانستان، بمن فيهم جيلان من المسلحين، الاباء الذين حاربوا الاحتلال السوفياتي لافغانستان، واولادهم الذين ترعرعوا في افغانستان وباكستان في العقدين الأخيرين. وقالت ان وصول هذه العناصر الى سوريا يعني انها باتت في وضع افضل لوجستيا وجغرافيا لشن هجمات تهدد اهدافاً غربية.
ولا يخفي المسؤولون الاميركيون احباطهم العميق لاخفاق مفاوضات جنيف ، وخصوصاً الدور السلبي لروسيا، وهو ما عكسته التصريحات اللاذعة التي صدرت أخيراً عن كيري، والتي رد عليها نظيره الروسي سيرغي لافروف باتهام واشنطن بتشجيع تمويل الفصائل الارهابية الناشطة في سوريا. ومع ذلك، لا يزال المسؤولون في واشنطن يشددون على ان الرئيس اوباما مصر على مواصلة المساعي الديبلوماسية لحل النزاع السوري، وقت يواصلون الدفع لايصال المساعدات الانسانية، ودعم المعارضة بمساعدات لوجستية تشمل العربات العسكرية واجهزة الاتصالات وحتى توفير معلومات استخبارية. ولفتت الى توفير دعم مالي للفصائل التي تم تدريب بعض عناصرها في الاردن، خصوصاً وان عدداً كبيراً من الشباب السوريين يلتحقون بالتنظيمات الاسلامية ليس بالضرورة عن اقتناع ولكن في مقابل راتب شهري، لأن التنظيمات الاسلامية عموماً تحظى بمصادر تمويل افضل من غيرها.
لا خيار عسكرياً
ويشدّد المسؤولون في واشنطن على انهم لا يريدون خياراً عسكرياً اميركياً مباشراً يجرهم الى تورط كبير. ويشيرون في هذا السياق الى انه لو وجهت القوات الاميركية ضربة عسكرية محدودة الى سوريا الصيف الماضي، لما كان ذلك ليلقى الموافقة والتأييد من بعض الدول العربية التي تريد ان تكون الضربة العسكرية قوية لا عقابية فحسب، كي تساهم في تغيير الوضع الميداني لمصلحة المعارضة. وفي هذا السياق يقولون انه حتى لو سقط الرئيس السوري بشار الاسد، فان ذلك لا يعني بالضرورة ان قوات "حزب الله" او قوات الحرس الثوري الايراني "الباسدران" ستنسحب من سوريا.
ويشرح المسؤولون ان واشنطن ستستخدم القوة العسكرية فقط في حال تعرض مصالحها الحيوية للخطر. ويتحدثون بوضوح عن رفض واشنطن تزويد المعارضة السورية أي سلاح نوعي وبكميات كبيرة بحيث يمكن ان يؤدي ذلك الى تحقيقها انتصاراً عسكرياً، لان خيار الحسم العسكري من وجهة نظرهم مرفوض للنظام وللمعارضة. وتأمل واشنطن في ان يؤدي تزايد نفوذ فصائل ارهابية مثل "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) و"جبهة النصرة" وخوف الدول الاقليمية والغربية من هذه الظاهرة الخطيرة، الى اقناع كل الدول المعنية بالتعاون والتنسيق لدعم المعارضة المعتدلة وعزل التنظيمات الاسلامية المتشددة وإضعافها.
ويعترف المسؤولون الاميركيون بانهم لا يتوقعون سقوط نظام الاسد في أي وقت قريب (قبل سنتين كانوا يقولون عن ان ايام الاسد معدودة) لكنهم يستدركون ان الاسد لن يستعيد قدرته على اعادة السيطرة على البلاد بكاملها. ويشير هؤلاء الى انهم يقولون للروس ان بقاء الاسد في السلطة سيجلب الاسلاميين المتطرفين الى سوريا، وان ذلك سوف يضر بروسيا في منطقة القوقاز في المدى البعيد، كما سيضر بايران.
ويذكرون ان عليهم ان يوازنوا بين ضرورة الاضطلاع بدور مهم في المنطقة، وفي الوقت عينه طمأنة الاميركيين الى ان حكومتهم لن تزج البلاد في حرب مماثلة لحرب العراق. ويقولون انهم سيرحبون باي مؤشرات ايجابية من ايران حيال النزاع في سوريا، لكنهم يستدركون بانهم لم يروا ذلك حتى الآن، وان "الملف السوري" ليس في يدي الرئيس حسن روحاني او وزير الخارجية محمد جواد ظريف، كما أكد ظريف بنفسه لكيري. ويخلصون الى انه اذا تم التوصل الى تفاهم على البرنامج النووي الايراني، فإن ذلك قد يوجد مناخاً افضل للبحث في القضايا الاقليمية الخلافية الاخرى.
 
عقبات كثيرة على طريق تحوّل اليمن إلى دولة اتحادية
المستقبل.. رويترز
لم يكد حبر توقيع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على خطة تستهدف إعادة الاستقرار إلى بلاده يجف حتى بدأت الاعتراضات تنهال عليها. كان رئيس الدولة التي بدت سنوات على شفا التفكك يأمل في إرضاء الفصائل السياسية المتناحرة بإقامة دولة اتحادية من ستة أقاليم يكون لكل اقليم فيها دور أكبر في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والامنية.
وحتى الان يبدو أن عددا قليلا من الفصائل راض عما يجري مما يضيف إلى متاعب اليمن الذي يعاني بالفعل الفقر المدقع وسوء الإدارة وحركات تمرد اقليمية كما يخوض قتالا مع جناح لـ«القاعدة». ويطلب مواطنون في جنوب اليمن الحكم الذاتي ويطلب آخرون الانفصال ويخشون من أن تضعف الخطة الجنوب لأسباب من بينها أنها تبعده عن إقليم حضرموت المترامي الاطراف حيث توجد بعض احتياطيات النفط. ولدى بعض المتمردين الحوثيين في الشمال أيضا تحفظات قوية لأن الخطة المقترحة تربط المنطقة الجبلية الوعرة التي يسيطرون عليها بمنطقة صنعاء وتحرمها من منفذ على البحر.
وتبدو إثارة جدل سياسي يستمر اشهرا حتمية. وإذا تحولت هذه الخلافات للعنف فإن انعدام الاستقرار في اليمن سيزيد. وعانى اليمن صراعات كثيرة خلال السنوات الخمسين المنصرمة ويعاني نقصا في الغذاء والمياه ويعاني أيضا الفساد وسوء الخدمات الاجتماعية التي تكاد تكون غير موجودة، كما أضعفت الخلافات بين الفصائل قوات الأمن. وتعني الصراعات الاقليمية وانتشار القبائل المدججة بالسلاح أن أجزاء كثيرة في اليمن خارج نطاق سيطرة الدولة. ويضطر اليمن لاستيراد معظم غذائه بسبب قلة الأراضي الصالحة للزراعة مقارنة بتعداد سكانه المتزايد. ومعدل سوء التغذية عند الأطفال في اليمن من بين المعدلات الأكبر في العالم. وفي مواجهة مثل هذه المشكلات الضخمة ترمي خطة هادي إلى بناء هيكل إداري يبدأ على الاقل في إعادة إعمار البلاد لكن التوافق عليها صعب.
وقالت جين ماريوت السفيرة البريطانية في اليمن لرويترز «لم تكن الخطة الاتحادية لترضي الجميع على الاطلاق.. هناك الكثير من الامور التي قد تفشل. ووفقا لما رأيناه حتى الان في اليمن هناك الكثيرون الذين يحاولون إنجاح هذا الأمر. والتحدي الكبير هو الارادة السياسية فلا يزال هناك أناس لهم جدول أعمال خاص بهم ولا يركزون بالضرورة على مصالح اليمن».
انتقال مضطرب
قال ابراهيم شرقية وهو خبير في حل الصراعات بمركز بروكنغز ومقره الدوحة إن النزاعات يمكن أن تحل سلميا، لكنه حذر من مشكلات خطيرة إذا لم يحدث هذا. ويأتي قرار تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم مع إعطاء العاصمة صنعاء وضعا خاصا في وقت حساس بالنسبة الى جهود اليمن الرامية الى انهاء انعدام الاستقرار. ومع تفاقم الانقسام في المنطقة على أساس طائفي بسبب الحرب في سوريا فإن التوترات الداخلية في اليمن تجعله ساحة معركة أخرى في «الحرب الباردة». والتحول إلى دولة اتحادية جزء من انتقال اليمن المقرر إلى الديموقراطية بموجب اتفاق لانتقال السلطة توسطت فيه الولايات المتحدة خرج بموجبه الرئيس السابق علي عبد الله صالح من السلطة في 2012 بعد عام من الاحتجاجات على حكمه.
وتنهي الدولة الاتحادية مركزية السلطة في صنعاء وتخفف من السلطات التي استحوذ عليها صالح طوال عقود حكمه بعدما استشرى في عهده الفساد والصراع. وسيكون لكل إقليم في اليمن سلطة أكبر في ما يتعلق بشؤونه مثل الخدمات المدنية والاجتماعية والصحية والأمنية كما سيكون لكل إقليم قوة شرطة خاصة به على أن يحمي الجيش اليمني حدود البلاد. ولا يعارض الجنوبيون والحوثيون بالضرورة فكرة إقامة دولة اتحادية لكنهم غير سعداء بالتقسيم المقترح. ويتوقع ان يبدأ قريبا وضع مسودة للدستور الذي من المقرر أن يرسم الخطوط العريضة للخطة الاتحادية مما يمهد الطريق أمام إجراء انتخابات العام المقبل لكن الوصول إلى اتفاق سيكون صعبا.
وكان مسؤولون جنوبيون بين أول من أبدوا اعتراضاتهم على خطة هادي الذي وافق عليها في وقت سابق من هذا الشهر. وكتب تيودور كاراسيك مدير الابحاث والاستشارة في مؤسسة انيجما الفكرية المختصة في الشؤون الأمنية والعسكرية مقالا على الانترنت قال فيه إن من بين عيوب الخطة عدم تحديد «كيفية بناء الكيانات الاتحادية واختيار موظفيها وطبيعة العلاقات بين المركز والأطراف».
ويطالب العديد من أبناء الجنوب منذ فترة طويلة بإعادة دولة اليمن الجنوبي التي اتحدت مع الشمال في عام 1990. وانسحب العديد من الزعماء الانفصاليين من محادثات مصالحة وطنية طال أمدها قبل أن تنتهي الشهر الفائت باتفاق على تحويل اليمن إلى دولة اتحادية، لكنه ترك لهادي قرار تقسيم البلاد إلى إقليمين أو ستة. وماذا عن الرد العنيف؟ اتخذت لجنة برئاسة هادي قرارا بشأن خطة تضع تصورا يقسم ما كان يعرف بجنوب اليمن إلى إقليمين هما عدن وحضرموت بينما ينقسم شمال اليمن الأكثر سكانا إلى أربعة أقاليم.
وقال شرقية إنه يجب عدم التقليل من شأن الاعتراض لأن رفض الحوثيين وأبناء الجنوب للتقسيم المقترح يمثل تحديا جديا للغاية. وأضاف أن الاعتراضات لن تنهي فكرة النظام الاتحادي نفسها لكنها ستعرقل العملية الانتقالية. ورفض علي سالم البيض الرئيس السابق لليمن الجنوبي ويقيم في لبنان الاقتراح جملة وتفصيلا. وقال سالم البيض في تعليقات أرسلت إلى رويترز عبر أحد مساعديه إن شعب الجنوب سيستمر في كفاحه السلمي وإنه يملك القدرة على إحباط كل خطط الاتحادية. ورفض مسؤولون جنوبيون آخرون يعيشون في اليمن الخطة وقال عبد الغني الإرياني أستاذ العلوم السياسية اليمني إنه لا يمكن استبعاد رد فعل عنيف من أبناء الجنوب. وقال لرويترز إنه إذا تقرر تحدي رفض الجنوبيين بالقوة فستنتشر الفوضى. وأضاف أن أكثر الفصائل التابعة لسالم البيض تشددا قالت مرارا إنها ستلجأ للعنف لتحقيق أهدافها وإن خطر حدوث ذلك أمر له مصداقيته.
وأشار مسؤولون يمنيون إلى أن الحكومة مستعدة لتغيير حدود الاقاليم الستة ولكن ليس دمج الجنوب في اقليم واحد بدلا من اقليمين. وبينما يتجادل السياسيون لا يزال تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب يشن الهجمات على قوات الامن والمنشآت النفطية ويمثل تهديدا خطيرا للحكومة والمصالح الغربية. وسيطر التنظيم على بعض الاجزاء في جنوب اليمن عام 2011 قبل أن ينحسر نشاطه في 2012.
وقالت ماريوت التي استعمرت بلادها عدن وباقي الجنوب حتى الاستقلال العام 1967 إن الآمال تنعقد على الخطة الاتحادية لتبديد هذا الخطر. أضافت «من المهم أن تمتد سيطرة حكومة اليمن وتتم السيطرة على الامن». لن يكون هذا البلد آمنا بشكل كامل أبدا لكن (المهم) هو السيطرة على معدلات انعدام الامن والقضاء على المساحة التي يمكن للقاعدة الانطلاق منها».
حبر على ورق
وقال محللون إن الخطة الاتحادية لم تحظ أيضا برضا الحوثيين الذين ينتفضون بين الحين والاخر منذ 2004 خاصة لأنها تفصل منطقة صعدة الجنوبية التابعة لهم عن البحر الأحمر. وقال السياسي الحوثي علي البخيتي إنه كان من المفترض أن تكون هناك معايير اقتصادية تضع في الاعتبار توزيعا متساويا للموارد والسلطة. وأضاف أن الخطة ستفشل عند تطبيقها عمليا وأن السلطة ستضطر آجلا أو عاجلا لتغيير الوضع. واشار إلى أن السلطة لن تتمكن من إجبار المواطنين على أن يكونوا جزءا من اقليم لذا ستظل الخطة حبرا على ورق. ويضع التقسيم صعدة ضمن اقليم أزال مع العاصمة صنعاء التي سيكون لها وضع خاص. وقال شرقية إن هذا الربط أو جعل صعدة جزءا من صنعاء يجعل الحكم الذاتي مستحيلا بالنسبة للحوثيين.
وقال الأرياني إنه لا يتوقع أن يعوق الحوثيون العملية الانتقالية ووصف اعتراضاتهم بأنها ليست سوى موقف للمساومة وليس تحديا جديا للاتفاق. ويقول عبد الرحيم صابر المستشار السياسي الكبير التابع للأمم المتحدة في صنعاء إن التمويل قد يصبح العقبة الرئيسية أمام الاتحادية.
واعلن صابر ان التحدي الأكبر أمام النظام الاتحادي لن يكون سياسيا وإنما اقتصاديا بالأساس. وأضاف أن الحديث يدور بشأن إقامة نظام سياسي جديد بالكامل وستكون هناك مؤسسات جديدة وانتخابات وبرلمانات وحكومات وأجهزة أمنية في كل اقليم. وقالت ماريوت إن بريطانيا تشعر بمثل هذه المخاوف. أضافت ان «بناء مؤسسات الدولة لن يحدث بين عشية وضحاها. نتطلع إلى أفق زمني يمتد عشر سنوات قبل أن يتسنى لنا الحكم حول فشل أو نجاح هذا.»اذا بدأنا في الحكم على فشله أو نجاحه كلما انفجرت قنبلة أو في إطار زمني لا يزيد على غضون ستة أشهر فمن المحتم أن نحكم عليه بأنه الأسوأ».
 
خصومه متخوفون من إستغلاله لمنصبه للدّعاية
المرزوقي أمام خيارين: إستقالة فورية أو تعهد بعدم الترشح للرئاسة
إيلاف...مجدي الورفلي
نوايا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، للترشح لمنصب الرئاسة في الإنتخابات المقبلة، دفعت بخصومه وحلفائه على حد سواء الى وضعه أمام خيارين: إما الاستقالة فورا والتفرّغ للدعاية لحملته الانتخابية، أو البقاء في منصبه والتعهد بعدم الترشح ضمانا لحياد مؤسسات الدولة، وضمانا لتساوي فرص المشرحين كافة.
مجدي الورفلّي من تونس: إندلع الجدل بخصوص الإنتخابات المقبلة في تونس قبل حتىّ الإنتهاء من وضع قانون ينظّمها أو تحديد تاريخ لها، إذ طالبت عديد القوى السياسيّة الرّئيس محمّد المنصف المرزوقي بالإستقالة من منصبه في حال كان سيترشّح للإنتخابات الرّئاسيّة المقبلة حتّى لا ينطلق من موقع متقدّم ويكون في نفس مستوى حظوظ بقيّة المترشّحين شأنه شأن رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر.
لكن رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي كان الشخصية التي أُلقي عليها الضوء اكثر من رئيس المجلس التأسيسي، بإعتبار حساسية موقعه والوسائل التي تتوفّر لديه، خاصة بعد إعلان حزبه ترشيحه للرّئاسة وتداول وسائل إعلام محلّيّة تفيد بأنّه بدأ يستعدّ فعلا للقيام بحملته الإنتخابيّة.
مخاوف الفرقاء
أبدت عديد الاطراف السياسيّة تخوّفها من إستعمال المنصف المرزوقي لمنصبه والوسائل المتاحة له من خلال القصر الرّئاسي، في الدّعاية الإنتخابيّة، ممّا سيمكّنه من حظوظ أوفر بالمقارنة مع بقيّة المترشّحين.
ولذلك، طالبه كثيرون إمّا بالإستقالة من منصبه أو التعهّد بعدم الترشّح للإنتخابات المقبلة.
في هذا السّياق، تقدّم عضو لجنة التشريع العام بالمجلس التأسيسي كريم كريفة خلال هذا الأسبوع بمقترح قانون يمنع رئيس الجمهورية ورئيس المجلس التأسيسى (البرلمان) من التّرشّح للانتخابات التشريعية والرّئاسيّة في حال عدم إستقالتهما لضمان تساوي الحظوظ أمام جميع المترشحين وتفادي استعمال أدوات الدولة في حملات انتخابية سابقة لآوانها.
أحد الحليّن
قال النائب كريم كريفة لـ"إيلاف": "نحن لم نستهدف رئيس الجمهوريّة أو رئيس المجلس التأسيسي في شخصيهما، بل وضعنا أيادينا على ما نراه أحد ركائز الديمقراطيّة، وهي تساوي حظوظ المترشّحين للإنتخابات الرّئاسيّة والتشريعيّة المقبلة".
وتابع: "لا نريد ان يستعمل أيا كان منصبه ومن خلاله الوسائل المتاحة له للدّعاية الإنتخابيّة ولو بصفة غير مباشرة، ولذلك نطالب بأحد الحلّين إمّا إستقالة رئيس الجمهوريّة ورئيس المجلس التأسيسي أو تعهّدهما بعدم الترشّح في الإنتخابات المقبلة".
وأوضح النّائب بالمجلس التأسيسي: "مثلا حين يقوم الرّئيس المرزوقي بأي زيارة أو إجتماع سيحظى بتغطية إعلاميّة واسعة بصفته رئيس الدّولة وهذا طبيعي، ولكن إذا ما قارنّاها بإهتمام الإعلام بباقي الأحزاب والمترشّحين سنعاين الفرق بوضوح ومن هنا يبدأ عدم التّساوي في الحظوظ بالفوز في الإنتخابات بين المترشّحين".
خوف من فوزه
في المقابل، أكد القيادي في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (حزب المرزوقي) سمير بن عمر، أن رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي لن يسلم الرئاسة إلا لرئيس منتخب، ونفى إمكانيّة إستقالة المرزوقي للتحضير للإنتخابات المقبلة.
وقال بن عمر لـ"إيلاف": "مقترح القانون الذي يمنع المرزوقي من الترشّح للإنتخابات الرّئاسيّة المقبلة أمر لا يقبله العقل ومصدره الخوف من حظوظه الوافرة بالفوز في الانتخابات، ونفس الشّيئ بالنّسبة للمطالبين بإستقالته أو عدم الترشّح".
وتسائل القيادي بحزب الرّئيس المرزوقي: "هل سمعنا مرّة بإستقالة رئيس إحدى البلدان الديمقراطيّة حين أراد الترشّح لمدّة رئاسيّة ثانية بدعوى التخوّف من إستعماله لأدوات الدّولة"؟
غير أخلاقيّ
مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس التأسيسي قال في حوار إذاعي مؤخرا انه ليس من الأخلاقي أن يكون المترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في غير خط الانطلاق للجميع، واكّد انه ان فكر في الترشح لرئاسة الجمهورية فأول شيء سيقدم عليه هو الاستقالة من رئاسة البرلمان.
وأضاف بن جعفر ان "الاخلاق ومنطق الاشياء يفرض أن ينطلق جميع المترشحين للانتخابات الرئاسية من خط انطلاق واحد وهو ما يفترض أن ينطبق على المرزوقي".
مهلة للإستقالة
رئيس حزب حركة "نداء تونس"، الباجي قائد السّبسي، مرشّح حزبه للرّئاسة، يرى انه على رئيس الجمهورية أن يقدم استقالته من الرئاسة اذا اراد الترشح للرئاسة مجدّدا.
وحدد السبسي آخر اجل لهذه الاستقالة بختم القانون الانتخابي على أقصى تقدير، معتبرا ان المرزوقي يجب ان يكون مثل غيره اذا اراد الترشح، اما ان اراد البقاء في الرئاسة، فعليه العدول عن الترشح والتعهّد بذلك.
تجدر الإشارة إلى أن أعضاء حكومة المهدي جمعة التي ستقود البلاد إلى نهاية المرحلة الإنتقاليّة، التزموا جميعا بعدم الترشح للاستحقاقات الانتخابيّة المقبلة.
إحترام المنافسة
القيادي في الحزب الجمهوري، نجيب الشّابّي، والذي من المتوقع أن يترشح في الإنتخابات الرّئاسيّة المقبلة، ذهب من خلال تصريحاته لوسائل إعلام محلّيّة إلى انه من الضّروري أن يحترم المرزوقي مبدأ المنافسة الإنتخابية ومغادرة رئاسة الجمهورية حتى يتفرغ لحملته الإنتخابية في حال قرر خوض الإنتخابات القادمة.
ضمانا لحياد مؤسّسات الدولة
ودعا رئيس حركة النّهضة راشد الغنوشي وقت سابق، الرئيس منصف المرزوقي، إلى الاستقالة من رئاسة الجمهورية إذا كان ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية لضمان حيادية كل مؤسسات الدولة من أجل توفير ما يمكّن من شروط النزاهة للانتخابات المنتظرة.
وتواصل لجنة التشريع العام بالمجلس التأسيسي (البرلمان) مناقشة القانون الإنتخابي في إنتظار عرضه على التّصويت في جلسة عامّة قبل موفّى الشّهر الجاري.
وإستنادا إلى رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار، فإن الهيئة أنهت إعداد الخطوط العريضة للعملية الانتخابية ومن المنتظر أن يتم إجراء الإنتخابات قبل موفى 2014.
 
يانوكوفيتش ومعاونوه ممنوعون من المغادرة
الثورة الأوكرانية تثير مخاوف غربية من تقسيم البلد
إيلاف...أ. ف. ب.
توافقت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة الحفاظ على "وحدة أراضي" اوكرانيا، فيما أعلن البيت الابيض أن تقسيم اوكرانيا ليس في مصلحة أحد.
واشنطن: اعتبرت سوزان رايس مستشارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد ان تقسيم اوكرانيا او "عودة العنف" ليسا في مصلحة اوكرانيا ولا روسيا ولا الاتحاد الاوروبي او الولايات المتحدة.
وقد بدأ عهد جديد في اوكرانيا غداة اقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي لا يزال مكان تواجده مجهولا بعد اسبوع من اعمال العنف جاء عقب اشهر من الاحتجاجات السلمية.
وقالت رايس في مقابلة مع شبكة ان بي سي التلفزيونية "ليس من مصلحة اوكرانيا او روسيا او اوروبا او الولايات المتحدة ان نرى البلاد مقسمة .. ليس في مصلحة احد ان نرى العنف يعود والوضع يتصاعد".
وراد على سؤال حول ما اذا كانت روسيا سترسل قوات لتثبيت حكومة كالسابقة في كييف، قالت رايس "تلك ستكون غلطة جسيمة".
واضافت "لا يوجد تناقض بين اوكرانيا التي كانت تقيم علاقات تاريخية وثقافية طويلة مع روسيا، وبين اوكرانيا عصرية تريد الاندماج بشكل اكبر مع اوروبا" مؤكدة انه لا ضرورة ان تقتصر علاقة اوكرانيا مع طرف دون الاخر. واكدت ان اوباما وفي مكالمته الهاتفية الاخيرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول اوكرانيا، ناقش قضية وحدة اوكرانيا.
وقالت ان "رسالة الرئيس كانت: لدينا مصلحة مشتركة في ان تبقى اوكرانيا موحدة وكاملة ومستقلة وقادرة على ممارسة ارادة شعبها بحرية".
واضافت ان "بوتين اتفق مع اوباما في مرحلة من المراحل".
وجددت رايس التاكيد على موقف واشنطن بانها تريد تخفيض حدة العنف في اوكرانيا وتطبيق تغييرات دستورية واجراء انتخابات ديموقراطية "في وقت قصير جدا".
واضافت "هذا الامر لا يتعلق بالولايات المتحدة او بروسيا .. بل بما اذا كانت لدى سكان اوكرانيا فرصة لتحقيق تطلعاتهم وان يكونوا ديموقراطيين وجزءا من اوروبا وهو ما اختاروه".
ميركل وبوتين يتوافقان على "وحدة أراضي اوكرانيا"
إلى ذلك، توافقت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاحد على ضرورة الحفاظ على "وحدة أراضي" اوكرانيا، وذلك اثناء محادثة هاتفية بينهما، وفق ما اعلن المتحدث باسم الحكومة الالمانية.
واعلنت المستشارية الالمانية في بيان "انهما (المسؤولان السياسيان) متفقان على ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة في اوكرانيا قادرة على التحرك مع وجوب الحفاظ على وحدة أراضي هذا البلد.
وشددا ايضًا على أن استقرار اوكرانيا "يصب في مصلحتهما المشتركة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي".
وتأتي المحادثة بين ميركل وبوتين في حين يشهد البلد المجاور لروسيا اضطراباً سياسيًا اسفر عن اقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش السبت.
واضطلعت برلين بدور مهم في محاولة لحل الازمة التي هزت اوكرانيا طيلة ثلاثة اشهر مع تدخل وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي زار كييف الخميس والجمعة مع نظيريه البولندي رادوسلاف سيكورسكي والفرنسي لوران فابيوس للتفاوض بشأن اتفاق بين الحكومة والمعارضة.
وفي وقت سابق الاحد، تحادثت ميركل هاتفياً مع المعارضة الاوكرانية يوليا تيموشنكو التي افرج عنها السبت بعد عامين ونصف عام في السجن.
وطلبت منها خصوصاً "الالتزام بالعمل لمصلحة وحدة البلد والتحدث ايضاً مع الاشخاص في شرق البلاد" الذين هم تقليديًا موالون لروسيا، في حين أن الغرب اكثر تمسكًا بالقومية الاوكرانية.
يانوكوفيتش ومعاونوه ممنوعون من المغادرة
على صعيد آخر، يضيق الخناق على الرئيس الاوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش ومعاونيه المقربين الذين منعوا من مغادرة اوكرانيا ووجه اليهم الاتهام من قبل حزبهم بـ "المسؤولية" عن حمام دم كييف.
وحاول يانوكوفيتش ، بلا جدوى، السبت رشوة حرس الحدود في دونتسك (شرق) المدينة التي يتحدر منها للسماح لطائرته بالاقلاع.
وشدد النواب اثناء جلسة للبرلمان الاحد على معرفة مكان وجود يانوكوفيتش لكن لم يحصلوا على أي جواب. ولم تبدأ رسميًا أي ملاحقة بحق الرئيس المخلوع.
وقال سيرغي استاكوف المتحدث باسم حرس الحدود لوكالة فرانس برس "إن طائرة خاصة كان من المقرر أن تقلع من مطار دونتسك لم تكن تراخيصها نظامية. وحين وصل مسؤولون للتثبت من الوثائق استقبلهم رجال مسلحون وعرضوا عليهم مالًا لتمكينهم من الاقلاع دون تراخيص"، مضيفًا أن عرض الرشوة رفض.
وتوقفت بعيد ذلك، عربتان مصفحتان قرب الطائرة التي غادرها الرئيس وغادر المطار.
وبحسب الرئيس الجديد للبرلمان الكسندر تورشينوف، فان يانوكوفيتش كان يحاول الفرار الى روسيا.
وحدث السيناريو ذاته بمطار دونتسك مع النائب العام فيكتور بشونكا ووزير الضرائب الكسندر كليمنكو المعروفين بالانتماء الى المجموعة المالية السياسية لفيكتور يانوكوفيتش.
وقالت مصادر رسمية متطابقة إنه تم منعهما من المغادرة "الى الخارج" لكنهما نجحا في الافلات حين اطلق حراسهما الشخصيون النار على حرس الحدود.
وقال النائب العام الجديد بالوكالة اوليغ مانيتسكي الاحد امام البرلمان "تم اتخاذ اجراءات لتوقيف بشونكا وكليمنكو وبدء ملاحقة قضائية بحقهما".
وشوهد ايضًا في مطار دونتسك وزير الداخلية فيتالي زاكارتشينكو الذي اقيل هو الآخر من قبل البرلمان، ووزراء آخرون ، بحسب ما افاد وزير الداخلية بالوكالة ارسين افاكوف.
وقال احد قادة الحركة الاحتجاجية فيتالي كليتشكو الاحد إنه اتصل هاتفيًا برئيس بيلاروسيا المجاورة الكسندر لوكاشينكو لمطالبته بتسليم اوكرانيا زاكارتشينكو وايضاً سيرغي كورتشينكو الشاب المقرب من معسكر يانوكوفيتش.
وقال كليتشكو إن "الرئيس لوكاشينكو اكد أن هذين الشخصين ليسا في بيلاروسيا"، واكد على ضرورة "العثور على مجرمي الدولة هؤلاء بأسرع ما يمكن".
ونشر حزب المناطق الاحد بيانًا يتبرّأ فيه من الرئيس يانوكوفيتش والمقربين منه الذين اعتبرهم "مسؤولين عن الاحداث المأساوية" في الايام الاخيرة واتهمهم بأنهم "خانوا اوكرانيا وشحنوا الاوكرانيين بعضهم ضد بعض".
واضاف الحزب: "نحن ندين الاوامر الاجرامية التي أدت الى سقوط ضحايا (..) وقادت البلاد الى حافة الهاوية (..) إن حزباً له مليون منتسب تحول ، عمليًا، الى رهينة لدى +الاسرة+ (العصابة) الفاسدة".
وفي يوم السبت تمكن اثنان من كبار مسؤولي هذا الحزب، وهما حاكم منطقة خاركيف ميخايلو دوبكين ورئيس بلدية المدينة غينادي كيرنس من اجتياز الحدود الاوكرانية الروسية، بحسب حرس الحدود.
وجاء فرار المسؤولين بعد ساعات قليلة من عقد مؤتمر للمناطق المقربة من روسيا في هذه المدينة الصناعية شرق اوكرانيا، لوح خلاله مشاركون بالانفصال عن اوكرانيا.
ودوبكين المعروف بتصريحاته المتهورة، تبنى هذا الاسبوع موقفًا متشددًا جدًا من متظاهري كييف الذين "يريدون فرض ارادة الجمهور على سلطات شرعية". واعتبر أنه يجب "معاقبتهم جسدياً والقضاء عليهم اذا اقتضى الامر".
 
ذهب وتماثيل وأرانب وغزلان
الأوكرانيون يكتشفون بذهول حياة الدكتاتور الباذخة
إيلاف...أ. ف. ب.
عاش الديكتاتور الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي أطاحت به الثورة الأوكرانية الثانية، في ترف شديد فيما عانى شعبه الفقر والحرمان. اليوم يطّلع الأوكرانيون على ما وصوفها بـ"اللصوصية" التي كانت تحكمهم بأعين ذاهلة ولا تكاد تصدّق.
كييف: اكتشف آلاف الاوكرانيين الذين توجهوا الى مقر اقامة الرئيس المخلوع، بذهول حياة البذخ التي كان يعيشها فيكتور يانوكوفيتش وهم يتجولون داخل القصر المكسو بالرخام والذي يضم ملعبا للغولف وحتى حديقة حيوانات خاصة.
سقط الفساد !
وقالت ناتاليا رودنكو العسكرية المتقاعدة "انني تحت وقع الصدمة" فيما كانت تتأمل العشب المتراص المزدان بتماثيل ارانب وغزلان في هذا القصر الواقع على بعد نحو خمسة عشر كيلومترا من كييف والذي يعتبر رمزا لفساد النظام.
وقبل ساعات، عزل البرلمان بحكم الامر الواقع فيكتور يانوكوفيتش الذي "يختبىء حاليا في مكان ما في دونيتسك"، المنطقة المؤيدة لروسيا في شرق اوكرانيا والتي يتحدر منها الرئيس المخلوع بحسب رئيس البرلمان اولكسندر تورتشينوف.
الشعب يُصدم بالترف
وتساءلت ناتاليا "كيف يمكن لشخص ان يملك كل هذا في بلد يوجد فيه الكثير من الفقر؟ لا بد انه مريض عقليا". اضافت "يجب ان يرى الجميع هذا وليساق امام القضاء".
وهذه العسكرية السابقة ليست الوحيدة التي اهتمت بنمط حياة النخبة الاوكرانية، فتدفق الفضوليين تسبب بزحمة سير خانقة على الطريق المؤدية الى الموقع حيث اصطف طابور غير متناه من الناس امام البوابة الحديدية المهيبة لهذه الدار. وصاح ناشط من المعارضة بواسطة مكبر للصوت بعد ان صعد الى احد الاعمدة "لا تقلقوا سيدخل الجميع. انه يتسع لكم جميعا". وحذر الزوار من امكان وجود الغام على العشب كما تم تحذيرهم من "الاستفزازيين" الذين جاؤوا لتخريب الموقع. وقال "اهلا وسهلا بكم في اوكرانيا" فيما كان الحشد يمر امامه.
ممتلكات الديكتاتور تعود الى الشعب
وبعد ان كان محاطا بحماية حرس النخبة قبل ساعات قليلة، اصبح هذا القصر الذي لم تكشف مساحته بالتحديد، الان تحت جهاز امن المعارضة الذي يقوم بدوريات في الموقع ويمنع الدخول الى المباني واي عملية نهب. ويستقبل المتنزهون عند المدخل بلافتة موجهة الى "الزائرين، لا تدمروا الادلة على غطرسة اللصوص".
والمبنى الرئيسي هو عبارة عن قصر هندسته من الطراز الباروكي مكسو بالرخان ومزخرف بايقونات مغطاة بالذهب. وتشاهد بعض صناديق الكرتون مطروحة ارضا ما يوحي برحيل على عجلة.
استورد الطيور والخيول
والتقط البعض صورا امام الاعمدة الشبيهة بالاعمدة اليونانية فضلا عن صور لطيور من مجموعة صاحب القصر استورد بعضها من سومطرة او منغوليا.
وقطعوا مسافة كيلومترات سيرا لمشاهدة المدرج والاسطبلات وحتى كاراج يضم متحفا للسيارات العسكرية السوفياتية.
وسأل طفل في الخامسة من عمره والدته "امي اين هي المراحيض الذهبية؟" فيما يشير الى قاعة ولائم اعدت في سفينة شبيهة بسفن زمن ملكة انكلترا الاولى . وقال الطفل "اريد ايضا سفينة قراصنة مثل هذه". فاجابته امه "لا تقلق لقد استولينا على هذه".
وما زال بعض الزائرين يتذكرون المواجهات العنيفة التي خلفت عشرات القتلى هذا الاسبوع في كييف وتحول وسط المدينة الى منطقة اشبه بساحة حرب. ولفت بوغدان بانتشيشين وهو تاجر من لفيف (غرب) "هذا يعزز الانطباع ان ذلك كان يستحق العناء". واضاف "لو كان بامكان المئة شخص الذين قتلوا ان يروا ذلك، لكانوا سيقولون الشيء نفسه".
ثروة خيالية
واصيب الزوار بالذهول عاجزين عن التكهن بحجم ثروة الرئيس المخلوع. وكرر فيكتور كوفالتشون وهو ميكانيكي "هذا المنزل، هذه الحديقة، هذا الترف...".
وقال "يجب ان يتحول الى مستشفى او الى دار للايتام او مركز لجرحى التظاهرات". واضاف "مهما حصل يجب ان يعود ذلك الى الشعب. فقد بني بمالنا ويجب ان يعود الينا". وفي موسكو التي كان يانوكوفيتش حليفا مقربا منها، اسف رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية في الدوما (مجلس النواب في البرلمان الروسي) الكسي بوشكوف لمصير الرئيس الاوكراني.
وكتب على حسابه على موقع تويتر "يسمح لاي شخص بالدخول الى مقر اقامة يانوكوفيتش، ميجيغيريا، في ضاحية كييف: لقد هرب وحراسه هربوا، والموظفون في مقر اقامته فروا (...) انها نهاية حزينة لرئيس".

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

قصف عشوائي على الفلوجة رغم قرار تعليق عمليات الجيش العراقي ...مفتي الديار العراقية لـ «الشرق الأوسط»: لا جدوى من الحوار مع الحكومة والرافعي عد ما يحدث في الفلوجة «حرب إبادة جماعية»...الصدر يتخلى عن نموذج نصرالله ويقترب من نموذج السيستاني

التالي

غارات إسرائيلية على مواقع لـ «حزب الله» في جرود بقاعية.. ومذكرة توقيف وجاهية بحق علي عيد...«جبهة النصرة» تتوعد «حزب الله» مجدداً والخلاف مستمر على «المقاومة» في بيان الحكومة...اعتداء اسرائيلي جوّي على الحدود الشرقية "إعلان بعبدا" مجدداً في التجاذبات الحكومية

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,375,548

عدد الزوار: 7,630,299

المتواجدون الآن: 0