ريفي: زمن الفجور انتهى وسنبني دولة القانون....تحرّكات اسرائيلية كثيفة عند الحدود..الأمن المركزي قرر إقفال 3 شركات غاز المشنوق: وحدة الأجهزة لمكافحة الارهاب...."الراي": يبرود ليست القصير...وخسائر "حزب الله" كبيرة

"حزب الله": مع الانتخابات الرئاسية ونريد رئيساً قادراً على جمع اللبنانيّين...مساعٍ بطريركية تواصلت من روما لاجتماع الأربعة كلام مسيحي عن رئيس قوي وليصل مَن يصل...إجتماع باريس لدعم لبنان يستهدف حمايته من تبعات الأزمة السورية..لبنان: البرلمان يرجئ انعقاده للمرة العاشرة.. وحزب الله يرفض التفاوض على «حق المقاومة»....«البيان» بين تفاؤل وتشاؤم في انتظار إجتماع الجمعة....حملة التهجّم تتدرّج إلى استهداف الرئاسة مؤتمر الإليزيه: دعم جماعي وإعلان بعبدا

تاريخ الإضافة الخميس 6 آذار 2014 - 6:08 ص    عدد الزيارات 2256    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

حملة التهجّم تتدرّج إلى استهداف الرئاسة مؤتمر الإليزيه: دعم جماعي وإعلان بعبدا
النهار....
يتخذ الحشد الديبلوماسي الدولي الذي سيشهده قصر الاليزيه ظهر اليوم في استعادة لمشهد ولادة مجموعة الدعم الدولية للبنان في نيويورك في 25 ايلول من العام الماضي، أبعاداً ودلالات بارزة ليس على صعيد اقرار الدعم المنتظر للبنان وجيشه ومساعدتهما على تحصين قدرات المؤسسات في مواجهة تداعيات الحرب السورية على لبنان فحسب، بل على مستوى رمزية انعقاد هذه العراضة الدولية وقت تتعرض رئاسة الجمهورية لحملة شعواء ويعطّل استكمال اجراءات تثبيت الحكومة لأغراض كيدية مكشوفة.
ذلك ان هذه الحملة بدت أبعد بكثير من مجرد رد انفعالي على موقف لرئيس الجمهورية ميشال سليمان لم يرق "حزب الله" ومضت ان بمواقف سياسية مباشرة او بحملة اعلامية تصاعدية او بتسخير مواقع التواصل الاجتماعي في استهداف موقع الرئاسة بما أثار شبهات واسعة حول حقيقة الاهداف التي يقف وراءها مبرمجو الحملة والعاملون على ابقاء نيرانها متقدة. وهي شبهات مبررة ما دامت تتخذ كل يوم ذرائع متنوعة لاذكاء الحملة على الرئاسة في توقيت شديد الالتباس تقف معه البلاد على مسافة 25 يوما فقط من بداية سريان المهلة الدستورية لاستحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية بين 25 آذار و25 أيار. ولعل اسوأ ما تتكشف عنه الحملة هو المضي بلا هوادة في نهج التهجم الشخصي غير المسبوق على الرئيس سليمان كأن اقتراب ولايته من نهايتها تبيح التفلت من كل الاصول والضوابط الادبية والمعنوية والقانونية دفعة واحدة، اما بدافع التشفي السياسي واما لإغراض مضمرة اخرى ليس أقلها تدجين كل طامح الى الوصول الى قصر بعبدا بعد 25 ايار المقبل "مبدئيا".
في أي حال، تفاعلت أصداء الحملة على الرئاسة في الصف الحكومي نفسه أمس، اذ استغرب وزير الاعلام رمزي جريج عدم اعلان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تضامنه مع رئيس الجمهورية "واستهجانه للحملة التي يتعرض لها". كما ان وزير الشباب والرياضة العميد الركن المتقاعد عبد المطلب الحناوي أصدر بيانا لافتاً اشار فيه الى ان خطاب الرئيس سليمان في جامعة الكسليك "جاء من اجل تسهيل صدور البيان الوزاري وعدم تمسك الاطراف بالمواقف والطروحات التي تعيق انجازه"، واعتبر ان "القيم المشتركة التي وردت في كلمة الرئيس سليمان تتضمن في مفهومها الجيش والمقاومة والعيش المشترك والعدالة وحرية التعبير وغيرها كون الرئيس لم يفرق يوما بين كل الاطراف السياسيين".
وقال مصدر وزاري في لجنة اعداد مسودة البيان الوزاري لـ"النهار"، انه لا يعلم ما اذا كان اجتماع اللجنة بعد غد الجمعة سيسفر عن نتائج ايجابية والسبب عدم وجود مبادرات ولا كلام بين الاطراف المعنيين او بذل للجهود لردم الفجوة على صعيد صوغ النص المتعلّق بالمقاومة. وما يعزز هذا الامر ان بعض المراجع استبعد أمس التوصل الى اي نتائج ايجابية في اللجنة الوزارية في غضون أسبوع ولكن فهم ان ثمة لقاء لرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أو من ينتدبه في الساعات المقبلة محوره ايجاد مخرج للبيان الوزاري. ونقل عن بري انه اذا وجد ليونة لدى فريق 14 آذار سيبادله بليونة أكبر، كما ان نتائج المشاورات التي سيجريها بري وجنبلاط ستعرض على الرئيس سعد الحريري.
في باريس
في غضون ذلك، تتجه الانظار اليوم الى باريس حيث سيعقد في قصر الاليزيه مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان بمشاركة الرئيس سليمان ووفد وزاري ووزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وعدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي والمملكة العربية السعودية وممثلي مؤسسات ومنظمات دولية.
ونقل مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى عن الناطق بإسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي، أن وكيل الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي - مون للشؤون السياسية جيفري فيلتمان سيشارك في اجتماع باريس للمجموعة الدولية لدعم لبنان بدل نائب الأمين العام يان ألياسون الذي سيبقى في كييف لمتابعة تطورات الأزمة الناشئة عن ارسال روسيا قوات الى شبه جزيرة القرم في أوكرانيا.
وأكد مسؤول دولي لـ"النهار" أن "هذا التعديل في مستوى تمثيل الأمم المتحدة في الإجتماع أملته عوامل مرتبطة ببرنامج سفر الأمين العام واضطرار نائب الأمين العام الى متابعة الأحداث في القرم"، موضحاً أن فيلتمان "سيسعى الى حشد أكبر دعم ممكن للبنان خلال الإجتماع" الذي تعقده المجموعة الدولية اليوم في باريس.
وافاد مراسل "النهار" في باريس، سمير تويني، مع بدء الرئيس سليمان لقاءاته التحضيرية للمؤتمر عقب وصوله اليها عصر امس، انه من المتوقع ان تؤكد الخلاصة التي ستصدر عن المؤتمر دعما سياسياً واقتصاديا وماليا فضلا عن مساعدة قوية للجيش اللبناني من خلال توصل لبنان وفرنسا الى اتفاق على تزويد الجيش اسلحة فرنسية ممولة بالهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار. و اصدر قصر الاليزيه بيانا مساء امس جاء فيه ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيستقبل في قصر الاليزيه اليوم بحضور الرئيس سليمان وفي رعاية الامم المتحدة اجتماعا وزاريا للمجموعة الدولية لدعم لبنان.
واشار البيان الى ان المؤتمر يأتي للتعبير عن الدعم الجماعي والتضامن مع لبنان ومؤسساته لمواجهة الازمة السورية. وأبرز أهمية بقاء لبنان بعيدا من هذه الازمة وفقا لاعلان بعبدا. وعبر عن تصميمه على العمل مع الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام ودعا اللبنانيين الى احترام موعد الانتخابات الرئاسية في شهر ايار المقبل والتحضير في اقرب وقت لانتخابات نيابية في تشرين الثاني المقبل.
وافاد ان المؤتمر سيسمح بالتقدم بشكل فعال في مواضيع ثلاثة حددتها مجموعة الدعم الدولية للبنان من تداعيات الازمة السورية: المساعدات الانسانية فيما لبنان يستقبل نحو مليون نازح، تقوية الجيش وقوى الامن اللبنانية التي تضمن استقرار البلد، الدعم الاقتصادي من خلال صندوق ائتمان دولي انشأه البنك الدولي.
واجرى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره اللبناني جبران باسيل مساء امس في الكي دورسيه جولة افق حول المؤتمر والمواضيع ذات الاهتمام المشترك. واشاد فابيوس بالجهود التي بذلت محليا لتشكيل الحكومة آملا في حصولها على ثقة مجلس النواب توصلا الى اتمام الاستحقاقات الدستورية المقبلة. واعرب باسيل عن اهتمام لبنان بالمؤتمر ومساعدته على تحمل الاعباء التي يواجهها، شاكرا لفرنسا دعمها في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.
تحركات اسرائيلية
على صعيد آخر، سجلت امس عودة تحركات عسكرية اسرائيلية على الحدود عقب غيابها منذ اكثر من ثلاثة ايام بسبب التهديدات المتبادلة مع "حزب الله". وسجل انتشار كثيف للآليات والدبابات، فيما رصدت دوريات جرافة عسكرية مدرعة على طول الخط الحدودي بين عديسة وكفركلا تؤازرها دبابة من دون مدفع ظهرت للمرة الاولى على الحدود وهي تحمل اجهزة ارسال يعتقد انها غرفة عمليات متنقلة.
 
«البيان» بين تفاؤل وتشاؤم في انتظار إجتماع الجمعة
الجمهورية...
بدأ يسود الأوساط السياسية انطباعٌ مفادُه أن لا بيان وزاريّاً قريباً، وتالياً لا مثول للحكومة قريباً أمام مجلس النواب لنَيل الثقة النيابية، في حال عدم توافر المخارج اللغوية والسياسية المطلوبة لموضوعَي «إعلان بعبدا» والمقاومة في بيانها الوزاري، الأمر الذي قد يجعلها، في هذه الحال، في حُكم المستقيلة، لأنّ الفقرة الثانية من المادة 64 من الدستور تُلزمها بإنجاز بيانها ونَيل الثقة النيابية خلال مهلة شهر من تاريخ صدور مرسوم تأليفها في 15 شباط المنصرم، ما يعني أنّه لم يبقَ أمامها سوى نحو أسبوعين فقط.
لم يطرأ أيّ جديد أمس على صعيد معالجة أزمة البيان الوزاري، إذ استمرّت هذه الأزمة على غاربها في انتظار الاجتماع التاسع للّجنة المختصّة بعد غد الجمعة، بعد أن يكون رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عاد من باريس التي توجَّه إليها أمس لحضور اجتماع مجموعة أصدقاء لبنان.
وقد التقى مساء أمس في مقر إقامته الموفد الاممي الاخضر الابراهيمي الذي أطلعه على أجواء الاتصالات والمشاورات الدولية لمعالجة الأزمة السورية. ثمّ التقى الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وعرضا للأوضاع الراهنة والعلاقات العربية وتحضيرات الجامعة لعقد القمّة العربية المقبلة في الكويت، إضافة الى اجتماع باريس للمجموعة الدولية لدعم لبنان، حيث جدّد العربي تأييد الجامعة للقرارات الدولية التي تساعد لبنان وفقاً لخلاصات مؤتمر نيويورك.
ضغوط دولية
وقد تخوّفت مصادر معنية من استمرار هذه الأزمة بلا حلول في انتظار اتّضاح مستقبل الأزمة السورية، بحيث يدخل لبنان في مرحلة طويلة من الجمود قد لا يتسنّى خلالها إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، فيما تتولّى حكومة سلام تصريف الاعمال حتى من دون بيان وزاريّ وثقة مجلس النواب.
وفي المقابل علمت «الجمهورية» أنّ اتصالات رفيعة المستوى حصلت أمس بين أقطاب في فريق 14 آذار من جهة، وقيادات في 8 آذار من جهة ثانية، للبحث عن مخرج لمأزق البيان الوزاري. وقد شاركت مراجع ديبلوماسية في هذه الاتصالات لاعتقادها أنّ وجود حكومة لا تحوز ثقة مجلس النواب سيؤثّر على نوعية التعاطي الدولي مع الدولة اللبنانية.
إلّا أنّ هذه الاتصالات لم تثمر أيّ نتائج ملموسة في انتظار غد الخميس، حيث سيُجري رئيس الجمهورية على هامش مؤتمر «أصدقاء لبنان» في باريس عدداً من الاتصالات واللقاءات مع رؤساء الوفود المشاركة، ولا سيّما منهم وزيرا الخارجية الاميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف وغيرهما، تتناول الوضع اللبناني عموماً وموضوع انتخابات رئاسة الجمهورية خصوصاً.
كذلك فإنّ سليمان سيستقبل الرئيس سعد الحريري في مقرّ إقامته الباريسي. وستشكّل كلّ هذه الإجتماعات مناسبة لمعرفة حدود اللعبة الداخلية بالنسبة إلى الاحداث الدولية. وقالت مصادر رئاسية لـ»الجمهورية» إنّ سليمان سيشدّد خلال لقاءاته في العاصمة الفرنسية على ضرورة حصول التزام دولي بالمساعدة على إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
«حزب الله»
من جهة ثانية، أكّدت مصادر «حزب الله» لـ»الجمهورية» تمسّكه بذكر «المقاومة» في البيان الوزاري من دون ربطها بأيّ شيء يحدّ من استقلاليتها في التحرّك. واعتبرت أنّ تنازل الحزب عن ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» هو كافٍ بحدّ ذاته للفريق الآخر لكي يُسهّل الشقّ المتبقّي من البيان الوزاري».
وعلمت «الجمهورية» أنّ الحزب أبلغَ إلى سلام قبل أيام يؤيّد بشدّة نَيلَ الحكومة الثقة حتى تتمكّن من إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري بانتخاب رئيس جديد، وأنّه لأجل هذا الهدف قدّم التسهيلات في موضوع البيان الوزاري لجهة عدم التمسّك بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» والاستعاضة عنها بتعابير تؤكّد حقّ لبنان في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ولكنّ طرح «الفريق الآخر» موضوع «أمرة الدولة» هو الذي يعطّل الوصول إلى اتّفاق على البيان الوزاري، وليس الحزب وحلفاؤه.
مصادر «14 آذار»
في المقابل، لا تزال مواقف فريق 14 آذار على حالها، خصوصاً بالنسبة للدعوة الى الخروج من «معادلة المقاومة» في البيان الوزاري بعد كلّ التطوّرات التي حصلت. وقالت مصادر هذا الفريق لـ»الجمهورية»: «إذا كان «حزب الله» تنازل عن «الثلاثية»، فإنّ 14 آذار تنازلت بدورها عن طلب ذكر انسحاب الحزب من سوريا في البيان الوزاري، كذلك تنازلت عن ذكر «إعلان بعبدا» بالإسم».
وقد أوحى كلّ هذا المشهد أنّ المأزق لا يزال قائماً، لكنّه ليس مأزقاً نهائياً، وعليه، توقّعت مصادر مُطّلعة أن تبرز تطوّرات قريبة قد تسهّل في ولادة البيان الوزاري، على غرار تلك التي سهّلت ولادة الحكومة بعد انتظار طويل.
سلام متفائل
ولكن على رغم كلّ أجواء التشاؤم، عبّر زوّار رئيس الحكومة تمّام سلام أمس عن تفاؤله بتجاوز أزمة البيان الوزاري في الأيام الفاصلة عن إجتماع بعد غد الجمعة، ليعود الحوار إلى موقعه الطبيعي في إطار اللجنة السباعية المكلّفة إعداد هذا البيان بصيغة شبه نهائية وضمن مهلة الشهر الدستورية.
ونُقل عن سلام قوله في لقائه مع الهيئات الإقتصادية «أنّ الحكومة سَتَبتُّ ببيانها الوزاري بالتوافق بين جميع أعضائها، فاللجنة الوزارية تناقش في ظروف صعبة وفي أجواء متشنّجة، لكنّ القرار بالوصول إلى صيغٍ - مخارج للعقد المتبقية، ولا سيّما منها عقدة المقاومة، ليس مستحيلاً».
وأكّد سلام أنّه «يراهن على دور العقلاء في كلّ المواقع ومن كلّ الأطراف، وهو ما ستثبِته الأيام المقبلة».
وقالت مصادر تواكب الاتصالات «إنّ هذه الإتصالات لم ولن تنقطع، فهناك سُعاة خيرٍ كُثر يسعون الى ترتيبت الأمور وتجاوُزِ ردّات الفعل التي تركَتها المواقف الأخيرة.
وأضافت أنّ اتّصالات حثيثة حصلت أمس بين رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل والرئيس سعد الحريري والنائب سامي الجميّل، سعياً للتوصّل إلى صيغة تكفل حقّ الدولة بإدارة كلّ ما يجري على أرضها. كذلك رُصدت اتصالات بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عبر مساعديهما من أجل التفاهم والخروج من نفق البيان الوزاري إلى ما هو أجدى وأنفع.
وقالت المصادر إنّ سقوف المواقف ما زالت عالية، ولكن لا بدّ من أن تلين، فليس هناك مصلحة لأحد في إمرار المهلة الدستورية من دون البَتّ بالبيان الوزاري، لأنّ هذا البيان هو نتيجة التوافق بالحدّ الأدنى على تقليعة دستورية للحكومة، وهي من مصلحة الجميع، وطالما إنّ التوافق الذي تألّفت الحكومة على أساسه ما زال قائماً فإنّ بيانها هو نتاج هذه التفاهمات، لا بل هو ثمرتها.
عون عند أبادي
إلى ذلك، أعلنت السفارة الإيرانية في بيروت، في بيان، أنّ «سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية غضنفر ركن أبادي أقام عشاءً في دارة السفارة شاركَ فيه رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون يرافقه وزراء: الخارجية والمغتربين جبران باسيل، التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، والطاقة والمياه أرتيور نظريان، والنوّاب: عبّاس هاشم، نبيل نقولا، حكمت ديب، ألان عون، ناجي غريوس وفادي الأعور. ودار الحديث على العلاقات بين البلدين والتطوّرات في لبنان والمنطقة، ولا سيّما في سوريا».
ألان عون
وأوضح النائب ألان عون لـ»الجمهورية»، ردّاً على سؤال، «أنّ الزيارة الى السفارة جاءت تلبيةً لدعوة وُجّهت الى رئيس «التكتّل» وطلب من بعض وزراء التكتّل والنواب مرافقته، وكانت مناسبة لإجراء جولة أفق حول كلّ الشؤون المحلية والإقليمية وما يجري الآن في المنطقة، وتحديداً في سوريا، والمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران، إضافةً إلى الوضع الامني في لبنان والانفجارات التي استهدفت مقرّ السفارة الايرانية والمستشارية الثقافية».
وإذ أعلن عون انفتاح «التيار الوطني الحر» على الجميع، أكّد أن «لا مانع أو عائق يحول دون زيارة العماد عون الى السعودية في حال نضجت ظروف هذه الزيارة.
وعن دور «التيار» في تقريب وجهات النظر، قال عون: «نحن لا نستطيع حلّ كلّ المشكلات بين طهران والرياض، لكن في ما يخصّ الملف اللبناني دورُنا هو محاولة تقريب وجهات النظر بين اللاعبين اللبنانيين والقوى الإقليمية، والعماد عون يؤدّي هذا الدور حاليّاً».
المعادلات الكلامية
وكان رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون قال بعد الاجتماع الأسبوعي للتكتّل أمس إنّ «ما يعطي المقاومة شرعيتها ليس البيان الوزاري ولا غيره، إنّما وجود الاحتلال وشرعة الأمم المتحدة»، مؤكّداً أنّ «الكلمات والمعادلات الكلامية لا تغيّر واقعاً تفرضه الأحداث، وأنّ المقاومة لا تحتاج لاعتراف من أحد».
ولاحظَ أنّهم «يختلفون على هذه الكلمة أو تلك في البيان الوزاري، وكأنّ كلّاً منهم يريد كسرَ كلمة الآخر لتسري كلمته. أمّا في الواقع، فهم يخاطرون بتطيير الحكومة، ما يؤدّي إلى الإختلاف على انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، فنصل إلى نهاية مدّة الإستحقاق من دون أن يكون لدينا أيّ مَعلمٍ من معالم المؤسّسات الدستوريّة»،
وشدّد على أنّ «البيان الوزاري ليس الحلّ، فالمؤسّسات الدستورية هي التي تصنع الحلول وتضمن تنفيذها. الحكومة لم تأتِ لتجد حلولاً، ولا لتحسّن واقعاً معيّناً، إنّما الحكومة تألّفت بهدف تأمين استمرارية استكمال المؤسّسات الدستورية. فالحكومة لديها مهمّة وحيدة لتقوم بها وهي الإستحقاق الرئاسي، وبعدَها تُسلّم المفاتيح لغيرها».
وأضاف: «لا يمكن للوزراء توقيف أو إنشاء «مقاومة»، ولن يستطيعوا تغيير أو زيادة واقعة في الشرق الأوسط». ونفى «الإشاعات التي تحدّثت عن زيارة قريبة له الى السعودية»، موضحاً أنّ «غايتنا ليست زيارة دولٍ شقيقة أو صديقة أو أيّ دولةٍ في العالم، إنّما أن نحلّ مشكلاتنا بأنفسنا، ولكنّ هذا الأمر لا يمنع أن نزور السعودية أو أيّ دولة أخرى إذا وُجّهت إلينا دعوة لزيارتها».
فارس لـ«الجمهورية»
وقال عضو كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب مروان فارس لـ»الجمهورية» إنّ خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الكسليك يتناقض مع خطاب القسَم، «وهو مسؤول عن كلامه، وعليه أن يتحمّل مسؤولية ردّات الفعل على هذا الكلام»، واعتبر أنّه يعمل لتمديد ولايته أو تجديدها، لكنّ أحداً في «حزب الله» أو في فريق 8 آذار سيمدّد له».
وأكّد فارس «أنّ المقاومة ليست من ذهب، بل هي الذهب نفسه، والتخلّي عنها غير وارد، فهي ثابتة من ثوابت لبنان وتوازي، ليس حرّية سليمان فقط، بل حرّية جميع الوزراء والنواب واللبنانيّين، فلماذا الإصرار على إلغائها، خصوصاً أنّها حقّ كرّسته الشرعة الدولية لحقوق الإنسان لكي تدافع الشعوب عن نفسها عندما تتعرّض للاعتداء، فمن حقّنا إذن ردّ اعتداءات إسرائيل على أرضنا، ولولا المقاومة لكان وضعُنا مشابهاً لوضع فلسطين».
وأوضح «أنّ قرار الكتلة منحَ الثقة للحكومة يتحدّد في ضوء بيانها الوزاري»، متوقّعاً «أن تتأخّر ولادة البيان، على غرار ما حصل في ولادة الحكومة».
باسيل وفابيوس
إلى ذلك، التقى وزير الخارجية جبران باسيل أمس نظيرَه الفرنسي لوران فابيوس في باريس، وقال: «إنّ اللقاء كان بنّاءً، وهناك قواسم مشتركة ونقاط التقاء بين الجانبين، ومنها الاتفاق على أهمّية الاستقرار في لبنان وضرورة بناء جيش قوي ومحاربة الإرهاب».
ومن جهته، أبدى فابيوس استعداده وبلادَه للعمل الدائم مع باسيل لتقوية العلاقات بين البلدين، وتعزيز التعاون لدعم لبنان ومؤسّساته، مشدّداً على «إلتزام فرنسا حرّية لبنان وسيادته واستقراره ووحدته ودعم الحكومة اللبنانية في كلّ ما يواجهها».
غيّاض
وفي وقت يعقد مجلس المطارنة الموارنة اجتماعه الشهري اليوم لمناقشة الأوضاع العامّة التي تمرّ بها البلاد، ولقاءات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في روما وآخر الأجواء المحيطة باستحقاق رئاسة الجمهورية، أكّد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غيّاض لـ»الجمهورية» أنّ «إجتماع الأقطاب الموارنة في بكركي ما زال قائماً، والإتصالات مستمرّة لوضع اللمسات الأخيرة عليه»، لافتاً إلى أنّ «ما يؤخّره هو الوضع الأمني والتهديد الذي يرافق الزعماء الموارنة».
محاور عرسال
من جهة ثانية حافظت جبهة عرسال أمس على سخونتها المعهودة منذ نحو أسبوع، وجدّد الطيران الحربي السوري غاراته على الأراضي اللبنانية، وتكرّر القصف على مزارع في جرود المنطقة مستهدفاً طرق العبور من يبرود والقلمون السورية في اتّجاه عرسال.
وسبق هذه الغارات عصر أمس قصف صاروخيّ طاولَ منطقة اللبوة بصواريخ بعيدة المدى جاورت منازلها، فعمد مسلّحون من أبنائها الى قطع طريق اللبوة - عرسال لمدّة ساعتين بالسواتر الترابية، فتدخّلت وحدات الجيش وعملت بالتعاون مع وجهاء العشائر على إعادة فتحها في السابعة مساء.
ولاحقاً أعلنت «دولة الإسلام في العراق والشام - ولاية دمشق» (داعش) عبر «تويتر» تبنّيها إطلاقَ الصواريخ على اللبوة، واعتبرته ردّاً على مشاركة «حزب الله» في معارك يبرود والقلمون السوريّة.
مشاريع الحصار
وقالت مصادر أمنية واسعة الاطّلاع لـ«الجمهورية» إنّ مشاريع الحصار على القرى اللبنانية المتاخمة للحدود غير مسموحة على الإطلاق لأنّ أعمالاً من هذا النوع قد تؤدّي إلى انفجار داخليّ لن يكون محصوراً بالمنطقة، وقد تكون له تداعيات في مناطق لبنانية أخرى.
 
"الراي": يبرود ليست القصير...وخسائر "حزب الله" كبيرة
الراي – 
الوصول الى عرسال ليس بالامر السهل. كأنه لا يكفي طول المسافة وتعرجات الطريق ومطباته لـ«تخطف» الوقت منك تلك الحواجز الامنية التابعة لـ«حزب الله» التي تنتظر قاصدي هذه البلدة عند مدخل اللبوة والتي لا يوفر عناصرها اي سيارة داخلة باتجاه عرسال او الآتية منها من التفتيش الدقيق.
نحو ربع ساعة من التفتيش عند كل حاجز، يقلب داخل السيارة رأساً على عقب. وما ان تنتهي من حاجز «حزب الله» حتى يطالعك حاجز لمخابرات الجيش اللبناني لا يختلف عليه حال التدقيق بالسيارات والهويات والتفتيش. وبعد حوالي كيلومتر تجد حاجزاً للجيش اللبناني، وهنا ايضا تدقيق وتفتيش، لتصل الى عرسال حيث ضجيج الازدحام من نازحين سوريين هربوا من موت محتم.
كأن هذه البلدة ذات الغالبية السنية في محيط شيعي ضاقت شوارعها وساحاتها بنازحي القصير وقرى القلمون، ليزداد عدد الهاربين اليها في الآونة الاخيرة من مدينة يبرود السورية بنحو 15 الف نازح جدد قدموا على مدار اربعة ايام بحسب ما اشار اليه محاسب الهيئة الطبية في عرسال عصام الكنج الذي أكد لـ«الراي» أن عدد سكان يبرود "لا يقل عن 50 الف نسمة، وعلى اثر معارك القصير وقراها وصل عدد القاطنين فيها الى نحو 120 الف نسمة"، موضحاً ان "الاحصاءات التقريبية تشير الى ان اكثر من 60 الف نزحوا باتجاه دمشق، ويرجح ان يصل عدد النازحين الى عرسال لنحو 3 الاف عائلة خلال الايام المقبلة، علماً ان اكثر من 1200 عائلة وصلوا."
زائر عرسال يظن نفسه للوهلة الاولى داخل «المعركة» جراء دوي صوت القذائف المتساقطة على يبرود وانفجارات صواريخ النظام و"حزب الله"، في المقلب الآخر من السلسلة الشرقية.
ويقول حسين الحجيري ابن عرسال "ان هذه الاصوات اصبحت اشبه بناقوس يدق لتدبّ فينا الحمية للاستنفار لاستقبال النازحين من تلك القرى."
المشهد عند الجهة الشرقية الشمالية من البلدة حيث معبر النازحين، يوحي ازدحامه بالشاحنات الصغيرة الآتية من منطقة يبرود، كأنه محطة انتظار الوافدين بشاحنات صغيرة تحمل بصناديقها اطفالاً ونساء وفرشاً وخيماً، يستقبلهم اعضاء البلدية وهيئة الاطباء والاغاثة وغالبيتهم من السوريين، والعراسلة، يتم من خلالهم توجيه النازحين الى حيث يمكن ان ينصبوا الخيم بعدما اتخمت المخيمات المنتشرة على اطراف البلدة بالنازحين.
تحاول "أم يزن" القادمة من يبرود على متن صندوق شاحنة، ان تخفي دمعتها. وتقول والغصة تخنق الأحرف في فمها، انها للمرة الرابعة تهرب بأطفالها الستة من منطقة الى أخرى، حتى وصلت الى يبرود. وتروي "ايه هربانين من جبروت (الرئيس) بشار (الأسد)، وشبيحتو اللي ما عم يرحموا طفل ولا امرأة."
من جهتها، فضّلت "ام وسيم" مشقة الطريق الوعرة بين عرسال ويبرود، على أن تذهب بأولادها باتجاه دمشق حيث النظام، وقالت "ان عدداً ليس ببسيط ذهب الى دمشق، وأنا فضلت "اجي لهون لأن النظام ما الو امان". وتروي بفطنة المرأة العارفة بتفاصيل المعارك: "كل ما تسمعونه من اعلام النظام كذب بهدف رفع معنويات جماعته، معنويات الشباب كبيرة، ويبرود مو متل القصير."
الواقع الميداني في يبرود والقرى السورية المحيطة لها، فرض حالة من الاستنفار لدى هيئة الاطباء في عرسال، في المستشفيين الميدانيين وعيادة الاطباء لاستقبال الجرحى والمرضى.
ويؤكد رئيس هيئة الاطباء السوريين في البلدة د. قاسم الزين لـ"الراي" أنهم متأهبون لاستقبال الجرحى والمرضى رغم الامكانات الضئيلة التي لديهم، وقال: «كثيراً ما تأتينا حالات مستعصية. لدينا الكادر الطبي، انما ليس لدينا المعدات لاجراء العمليات"، لافتاً الى "ان الجرحى يأتون في حالة يرثى لها، بسبب طبيعة الارض والطريق اثناء نقلهم من يبرود الى عرسال، فالطريق وعرة ويتم نقل الجرحى في صناديق الشاحنات ما يعرض الجريح الى "الرجرجة" ويؤدي في كثير من الحالات الى النزيف، والغياب عن الوعي."
الجريح حسين (ابوقتادة) الذي يرقد في احدى غرف المستشفى الميداني في الطابق الارضي من المبنى التابع لاحد مساجد البلدة، لا ينكر أنه مقاتل في صفوف الجيش الحر، وقد نُقل قبل نحو اسبوع على اثر اصابة بليغة في بطنه وصدره جراء انفجار قذيفة بقربه. وقال لـ"الراي": "همنا كيف يخرج الاهالي من المدينة، كي لا يفتعل النظام مجازر بسبب البراميل التي يرميها فوق المباني."
ويرفض حسين الحديث عن انقسامات بين فصائل المعارضة، باعتبار ان "جميع مَن يقاتلون في منطقة يبرود والقلمون هم اخوان"، لافتاً الى ان "معركة يبرود التي يتحدثون عنها لم تبدأ بعد، ويخطئ مَن يظن ان يبرود كما القصير، انطلاقاً من أن القصير لم يكن فيها ظهر المعارضة محمياً، بل كان مكشوفاً لقرى ذات غالبية شيعية حيث يتمركز "حزب الله"، وصمودنا فيها قرابة سنة كان انتصاراً. اما يبرود فتختلف اختلافا كاملاً، ظهرنا محمي بجرود عرسال وما يحاك لعرسال من مؤامرات تلو الاخرى هو لكسر هذه الحماية بفرض حصار عليها من قبل حزب الله، لاعتقادهم ان ذلك يضعف مقاتلينا في يبرود والقلمون."
واضاف: "المعركة الميدانية على الارض هي لصالحنا، وما تدخل طائرات النظام وصواريخ حزب الله الا بسبب هزيمتهم الميدانية". ويروي "ان خسائر حزب الله كبيرة، وهم يحاولون ايهام الرأي العام انهم منتصرون"، متسائلاً "لماذا الحزب لا يشيع جميع قتلاه وينعيهم مرة واحدة؟ انه لا يريد ان يوهم جمهوره انه بدأ مرحلة الهزيمة مع النظام."
محمد الذي يرقد الى جوار ابو قتادة اثر اصابة ادت الى بتر ساقه اليمنى، ينتظر التئام جرحه ليتم تركيب طرف اصطناعي له فيعود الى «الجبهة»، في جرود القلمون. ويقول: "اهلي اصبحوا في الاردن، وزوجتي وابني سافروا الى مصر مع بيت حماي، وأنا "هون ما بقدر اطلع" خارج عرسال، سأعود الى المعركة طالما اتنفس."
الى جانب معاناة الجرحى، والوافدين الجدد، تبرز معاناة اسر الشهداء البالغ عددهم نحو 200 اسرة في «مخيم الشهداء» في عرسال، وهؤلاء يقطنون في 113 خيمة، ما يدل على تفاقم الواقع الانساني وقصر الامداد لاعالة الاسر ولا سيما النساء..
 
لبنان: البرلمان يرجئ انعقاده للمرة العاشرة.. وحزب الله يرفض التفاوض على «حق المقاومة» وعون يحذر من المخاطرة بـ«تطيير» الحكومة وبالتالي انتخابات الرئاسة

بيروت: «الشرق الأوسط» .... أرجأ رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الجلسة التشريعية التي كان مقررا انعقادها أمس، للمرة العاشرة على التوالي، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة مع استمرار امتناع قوى «14 آذار» عن الحضور، في وقت تعاود فيه اللجنة الوزارية المكلفة إعداد البيان الوزاري اجتماعاتها بعد غد الجمعة من دون إحراز أي تقدم في تذليل النقاط الخلافية.
ويأتي تأجيل الجلسة بعد غياب قوى «14 آذار»، التي عدّت سابقا أنه لا يجوز التشريع في ظل حكومة تصريف أعمال، عن الجلسة التشريعية، وهي الأولى التي كان يفترض انعقادها بعد تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام. ولا يزال عذر «14 آذار» هو ذاته، انطلاقا من أن حكومة سلام لم تنل ثقة البرلمان بعد.
وأعلن الأمين العام للمجلس النيابي عدنان ضاهر، في بيان تلاه أمس، أن بري «أرجأ الجلسة التشريعية العامة إلى موعد سيحدد فيما بعد بسبب عدم اكتمال النصاب لدرس جدول الأعمال ذاته وإقراره»، علما بأن المجلس لم يتمكن من الانعقاد منذ منتصف العام الماضي، تاريخ تمديد ولايته 17 شهرا. وفي حين عدّ النائب في كتلة بري، علي بزي أن «هناك قضايا حياتية ملحة تطال جميع اللبنانيين على مختلف فئاتهم وطوائفهم، وحقهم علينا بوصفنا مشرعين أن نشرع لنرى الإجابات الشافية للأسئلة المقلقة»، أكد نائب حزب الله علي عمار أن البرلمان «سيد نفسه». وقال من مقر البرلمان بوسط بيروت: «هناك مبدأ دستوري هو مبدأ الفصل بين السلطات، وهو متلازم مع ضرورة تعاون السلطات بعضها مع بعض، لكن هذا لا ينفي قيام النواب بمسؤولياتهم الدستورية في ظل هذه الظروف التي نمر بها إن كان على مستوى مواجهة العدوانين الإسرائيلي والإرهاب التكفيري، أم من ناحية ضرورة قيام الجميع بمسؤولياته الوطنية والدستورية والإنسانية». وأشار إلى أن «كل من يقاطع المجلس النيابي يخل بمسؤولياته بمقتضى التفويض والوكالة التي أوكله إياها الشعب اللبناني برمته، فهو نائب عن الأمة جمعاء»، مشددا على أنه «ليس هناك من أي مبرر دستوري أو وطني أو سياسي أو أي شكل من الأشكال، لمقاطعة عمل المجلس النيابي».
في موازاة ذلك، تعقد اللجنة الوزارية المكلفة إعداد البيان الوزاري تاسع جلساتها بعد غد الجمعة، بعد عودة أحد أعضائها وهو زير الخارجية جبران باسيل، الذي غادر أمس إلى باريس في عداد الوفد الرسمي الذي يترأسه الرئيس اللبناني ميشال سليمان للمشاركة في مؤتمر دول المجموعة الدولية لدعم لبنان اليوم وغدا.
ولم تثمر الاتصالات بعد في تذليل عقدة البند المتعلق بمرجعية المقاومة أو علاقتها مع الدولة اللبنانية. وفي حال لم تتمكن اللجنة من تحقيق أي تقدم في جلستها المقبلة، فإنها ستبدأ سباقا مع الوقت، مع قرب انتهاء المهلة الدستورية لنيل حكومة سلام، ثقة البرلمان. وتشترط الفقرة الثانية من المادة 64 من الدستور اللبناني أنه «على الحكومة أن تتقدم من مجلس النواب ببيانها الوزاري لنيل الثقة في مهلة 30 يوما من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها»، على أن «لا تمارس الحكومة صلاحياتها قبل نيلها الثقة». وكانت حكومة سلام أبصرت النور في 15 فبراير (شباط) الماضي، مما يعني عمليا أن ثلثي المهلة تكون انقضت مع التئام الجلسة المقبلة. وفي حال لم ينجح الفرقاء في إيجاد مخرج للبيان الوزاري، فإن الحكومة تتحول حكما بعد انقضاء المهلة إلى حكومة «تصريف أعمال».
وفي سياق متصل، يوضح النائب هادي حبيش، وهو عضو لجنة الإدارة والعدل النيابية، أنه «في حال انقضاء مهلة الشهر من دون أن تنجز الحكومة بيانها، فإنها لا تعتبر مستقيلة»، لافتا إلى أن «الحكومة اليوم (أي قبل البيان والثقة) هي حكومة تصريف الأعمال، وليس بالضرورة فقط أن تكون الحكومة المستقيلة حكومة تصريف الأعمال». ويوضح أنه «في حال لم تنل الثقة أو لم تمثل أمام مجلس النواب أو لم تعقد جلسة للثقة، تبقى كحكومة تصريف الأعمال. وفي حال حجب مجلس النواب الثقة عنها، فحينها تعتبر مستقيلة».
وبحسب حبيش، ووفق ما نقلته عنه وكالة «أخبار اليوم»، الخاصة في لبنان، يمكن للحكومة «بعد انقضاء مهلة الشهر، أن تعود للبحث في (البيان الوزاري)، لأن المادة في الدستور التي تحدد مهلة الشهر لتقديم (البيان الوزاري) ليست مهلة إسقاط، بل مهلة حثّ، وبالتالي إذا تقدمت بـ(بيانها) بعد مهلة شهر ونصف وقد منحها المجلس الثقة، فيمكنها أن تمارس كامل صلاحياتها».
وكان حزب الله جدد على لسان عدد من قيادييه ونوابه تمسكه ببند المقاومة. وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن «المقاومة لم تعد مقترحا للنقاش أو فكرة للاختبار، بل هي ثابتة بثبات لبنان، ومن المسلَّم به أن يكون حق المقاومة في صلب البيان الوزاري، وأحد مقدماته الضرورية لإنجازه».
وشدد على أن «المقاومة واقع ومصير، وهي الداعم الأول لقيام الدولة وقوتها في جبه التحديات، ولن ينفع التشاطر والتأخير في التفريط بهذه الثابتة الاستراتيجية»، مذكرا بأن «لبنان يواجه تحديين كبيرين: الخطر الإسرائيلي، والخطر التكفيري، ويحتاج إلى الاستقرار السياسي لجبههما، فكانت الحكومة الجامعة أولى الخطوات، وهي مصلحة للجميع». وتابع: «لذا ندعو شركاءنا إلى استكمال هذه الخطوة وعدم العرقلة التي لن تنفع في القفز فوق ثابتة المقاومة، ولنكسب الوقت لمصلحة الاستحقاق الرئاسي ومعالجة مصالح الناس».
وفي الإطار ذاته، لفت نائب حزب الله حسن فضل الله إلى أنه «لكي تنال الحكومة ثقة المجلس النيابي وتصبح قادرة على ممارسة صلاحياتها، لا بد من إنجاز البيان الوزاري في المهلة الدستورية المحددة»، مشددا على أن «حق لبنان واللبنانيين في المقاومة ليس مادة للتفاوض على طاولة لجنة البيان الوزاري». وقال، في احتفال طلابي أمس: «البيان إما أن يكون على نسق البيانات الوزارية التي أنجزت منذ الطائف إلى اليوم، وإما أن الفريق الآخر الذي يرفض ويحاول التشاطر لا يريد بيانا وزاريا».
من ناحيته، أكد رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون أن «الخلاف على كلمة، لا يغير في المعنى والواقع، إنما الأحداث هي التي تغير الواقع، لكن هناك من يخاطر بتطيير الحكومة». وقال: «هناك محاذير كثيرة لسقوط الحكومة، وهذا قد يؤثر على انتخابات رئيس الجمهورية، مما قد يؤسس لخلاف على رئيس الجمهورية».
ودعا، بعد اجتماع تكتله الأسبوعي، الجميع إلى «التعقل وعدم تضييع الوقت بمنافسات عقيمة، ولا أحد يعطي المقاومة شرعية سوى الاحتلال وشرعة حقوق الإنسان»، مشيرا إلى أن «البيان الوزاري ليس حلا، والحكومة لم تتشكل لتجد حلولا ولا لتصف واقعا معينا، بل لتؤمن استكمال استمرارية المؤسسات الدستورية، ولديها مهمة واحدة هي الاستحقاق الرئاسي، وبعدها تسلم المفاتيح لغيرها».
 
إجتماع باريس لدعم لبنان يستهدف حمايته من تبعات الأزمة السورية
باريس - رندة تقي الدين { بيروت - «الحياة»
أكدت أوساط الرئاسة الفرنسية لـ «الحياة» أمس أن «من أهداف اجتماع «مجموعة الدعم الدولية» للبنان في باريس اليوم الإتاحة للحكومة اللبنانية أن تعمل في ظروف جيدة عندما يتم إقرار بيانها الوزاري والسماح للبنان أن يحمي نفسه من الأزمة السورية، خصوصاً أن مشاركة «حزب الله» في الحرب السورية يعرض لبنان للمخاطر».
وفيما ساد الجمود على صعيد مساعي تذليل الخلافات بين قوى «14 آذار» وقوى «8 آذار» حول فقرة المقاومة ودور الدولة ومرجعيتها في البيان الوزاري، بدأ الوفد اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لقاءاته في العاصمة الفرنسية التي وصلها بعد ظهر أمس، فاجتمع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى نظيره اللبناني جبران باسيل. وقال باسيل لـ «الحياة» بعد اللقاء: «شعرنا أن هناك اتفاقاً كاملاً على المواضيع التي بحثناها، وهم مهتمون باستقرار لبنان. وشرحنا له ببساطة ما وصلنا إليه بالنسبة الى الوضع الداخلي والحكومة».
أضاف: «قلت لفابيوس إن مسؤوليتنا في لبنان هي أن نتوصل الى خطة واضحة في الحكومة من أجل مصلحة كل اللبنانيين». وتابع: «طلبت أيضاً من فابيوس تحييد لبنان عن أزمة أوكرانيا».
وقال باسيل لـ «الحياة» إنه على قناعة أن الفرقاء اللبنانيين سيتوصلون الى اتفاق حول البيان الوزاري و»أن الأمور ستتقدم في لبنان».
وقال مصدر فرنسي مطلع إن فابيوس أبدى اهتماماً كبيراً بأن تصل الحكومة الى اتفاق على البيان الوزاري، لأن هذا البيان سيعكس وحدة اللبنانيين في الحكومة.
وشدد فابيوس على ضرورة احترام موعد انتخاب رئيس الجمهورية. وتناول مع باسيل مسألة اللاجئين السوريين في لبنان ومساهمة فرنسا بهذا الموضوع عبر المفوضية العليا للاجئين، وزيادة مساهمتها في الصندوق الائتماني الدولي في قطاعي التربية ومكافحة الفقر، وأيضاً للمناطق اللبنانية المضيفة لهؤلاء النازحين. وتناول اللقاء الثنائي أيضاً موضوع دعم الجيش اللبناني.
وقالت أوساط الرئاسة الفرنسية إن «المجموعة الدولية بحاجة الى روسيا وإلى التوافق الدولي حول لبنان. ومن المهم التأكيد على أن موضوع الخلاف مع روسيا موضوع مختلف عن لبنان».
إلا أن الأوساط الرئاسية الفرنسية التي أشارت الى أنه سيتم رصد مبالغ في الصندوق الائتماني الذي أنشئ لمساعدة لبنان على مواجهة عبء النازحين السوريين وآثاره على الاقتصاد، قالت إنه «في غياب خطة حكومية لمواجهة هذا العبء فإن أي مبلغ يتم إقراره لن يساعد على التعامل مع المشكلة».
وإذ ذكّرت بالجهود التي بذلتها فرنسا من أجل الدفع لتشكيل الحكومة الجديدة عبر تعبئة الشركاء الإقليميين لحث اللبنانيين على تفعيل المؤسسات اللبنانية، فإنها شددت على أن «الحض على التوافق لا يعني أنه ينبغي أن يكون بأي كلفة...».
وأشارت الأوساط نفسها الى انتقال أعمال اجتماع مجموعة الدعم الدولية من مقر وزارة الخارجية الفرنسية الى القصر الرئاسي في الإليزيه حيث سيلقي الرئيسان فرنسوا هولاند وسليمان كلمتين عوضاً عن مؤتمر صحافي مشترك. ويشارك في المؤتمر وزراء خارجية أميركا، بريطانيا، روسيا، ألمانيا، إيطاليا، النروج، فنلندا والمملكة العربية السعودية، باعتبار الدول الثلاث الأخيرة بادرت الى التبرع بأموال دعماً للبنان، إن عبر الصندوق الائتماني أو لتجهيز جيشه وتسليحه كما فعلت السعودية.
وفي وقت تراجع السجال بين «حزب الله» وهجومه على الرئيس سليمان ومواقفه الأخيرة من المعادلات الخشبية التي قصد فيها تمسك الحزب بمعادلة «الجيش والشعب والمقاومة» في البيان الوزاري، وبين المدافعين عن رئيس الجمهورية، خصوصاً في قوى «14 آذار»، نقل زوار رئيس الحكومة تمام سلام عنه تفاؤله بإمكان التوصل الى تفاهم حول البيان الوزاري ضمن المهلة الدستورية لإنجازه في 15 الشهر الجاري. إلا أن «حزب الله» واصل أمس دفاعه عن ذكر حق المقاومة في البيان الوزاري. وبعد أن كان الحزب ربط في السابق تحقيق الاستحقاق الرئاسي بتشكيل الحكومة، عاد ليربط الاستحقاق بإنجاز البيان الوزاري، واعتبر نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أنه «لن تنفع عرقلة البيان في القفز فوق ثابتة المقاومة ولنكسب الوقت لمصلحة الاستحقاق الرئاسي»، كما قال النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله إن إنجاز البيان الوزاري وقيام الحكومة بمسؤولياتها يفتحان الباب أمام الانتخابات الرئاسية.
واعتبر رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون أمس أن مهمة الحكومة إنجاز الاستحقاق الرئاسي ودعا الجميع الى «التعقل وعدم إضاعة الوقت في نقاشات عقيمة فالمقاومة تستمد شرعيتها من الاحتلال...». وانتقد الحرب الكلامية على البيان الوزاري.
وعلى الصعيد الأمني، استمر مسلسل سقوط القذائف على مناطق بقاعية جراء الحرب الدائرة في منطقة يبرود السورية، وأخذ قصف الطيران السوري لمواقع أخرى لبنانية أبعاداً خطيرة. وتعرض البقاع الشمالي لليوم الثاني على التوالي لقصف صاروخي من الجانب السوري، وسقطت عصراً 3 صواريخ من نوع «غراد» بين المنازل في بلدة اللبوة اقتصرت أضرارها على الماديات. وتبنى تنظيم «داعش» إطلاق الصواريخ على اللبوة «رداً على مشاركة «حزب الله» في معارك يبرود»، عبر موقعه على «تويتر». وكان 4 أشخاص جرحوا أول من أمس بعد سقوط ثمانية صواريخ أطلقت من الجانب السوري في البقاع الشمالي، وأعلنت «جبهة النصرة في لبنان» مسؤوليتها عنها.
وأدى القصف على اللبوة الى نزول بعض الأهالي الى الشارع فأقفلوا الطريق بين البلدة وعرسال بالسواتر الترابية. وقال تلفزيون «المنار» التابع لـ «حزب الله» إن القذائف انطلقت من جرود عرسال وسقطت في اللبوة وليس من الأراضي السورية ومنطقة القلمون.
وأعاد الجيش فتح الطريق مساء بعد تدخله لدى أهالي اللبوة، وبعد أن حطم بعض الأهالي بالعصي السيارات التي حاولت عبور اللبوة وهي قادمة من عرسال، بحراسة بعض المسلحين.
وفي المقابل، أطلقت مروحية سورية 5 صواريخ على وادي الأرنب ووادي الرعيان في عرسال من دون وقوع إصابات.
 
الاليزيه: هدف الأسرة الدولية حماية لبنان ولا خطة متماسكة للنزوح بغياب الحكومة
باريس - رندة تقي الدين
يبدأ اليوم اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان في العاصمة الفرنسية التي انتقل إليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان على رأس وفد وزاري واستشاري.
وضم الوفد الوزاري المرافق نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل ووزيري الخارجية جبران باسيل والشؤون الاجتماعية رشيد درباس.
وسيحضر الاجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى جانب نظرائه الأميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ والألماني فرانك فالتر شتاينماير. وتشارك المملكة العربية السعودية فيه.
وزار سليمان لدى وصوله الى باريس مقر منظمة «يونيسكو» واستقبلته المديرة العامة إرينا بوكوفا وسفراء الدول العربية والغربية لدى المنظمة، ورؤساء المجموعات الجغرافية والفرانكوفونية والـ77 والصين وممثل جامعة الدول العربية لدى فرنسا وأعضاء المندوبية الدائمة للبنان لدى «يونيسكو».
وتطرق البحث، وفق بيان لـ «يونيسكو» إلى «مواضيع تهم لبنان والمنطقة، لا سيما مسألة الطلاب السوريين النازحين وضرورة تفعيل دور المنظمة في هذا الإطار ميدانياً والتعاون القائم بين «يونيسكو» و«إنتربول» في ملاحقة استيراد وتصدير ونقل الممتلكات الثقافية السورية بطرق غير مشروعة».
ولفت سليمان إلى «ضرورة تعزيز المكتب الإقليمي لـ «يونيسكو» في بيروت لما له من أهمية على الصعيدين المحلي والإقليمي. ونوه بمشروع للشباب (NET MED jeunesse) الممول من جانب الاتحاد الأوروبي وبإشراف المنظمة، والمستوحى من وثيقة السياسة الشبابية التي أعلنها سليمان في 1/12/2012. كما تناول البحث إمكان توسيع نطاق عمل المركز الدولي لعلوم الإنسان في بيبلوس - جبيل».
وقالت أوساط الرئاسة الفرنسية أمس، إن الرئيس فرنسوا هولاند سيعلن بعد لقائه سليمان عن المبلغ المالي الذي ستودعه فرنسا في الصندوق الائتماني الدولي الذي أنشئ لدعم لبنان. وقالت المصادر إن هولاند سيستضيف جميع المشاركين في المؤتمر على غداء عمل في قصر الإليزيه، في تغيير في البرنامج الذي كان متوقعاً أن يستكمل في وزارة الخارجية بعد لقاء هولاند وضيوفه. وهذا يعني أن أعمال المجموعة الداعمة للبنان انتقلت إلى القصر الرئاسي ومن المتوقع أن يدلي الرئيسان الفرنسي واللبناني بكلمتين من دون عقد مؤتمر صحافي بسبب عدم رغبة سليمان بعقد المؤتمر الصحافي المشترك.
وأجرى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لقاء مع نظيره اللبناني باسيل في مقر الخارجية الفرنسية.
وفي ما يخص المساعدات على صعيد الإنساني قالت أوساط الرئاسة الفرنسية إن الشركاء في مجموعة دعم لبنان جمعوا مبالغ لتغطية أفضل لحاجات اللاجئين السوريين في لبنان، في ظروف تحتاج إلى مؤسسات فاعلة للدولة اللبنانية في طليعتها الحكومة.
واعتبرت الأوساط أن حضور الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لاجتماع اليوم له أهمية كبيرة من ناحية تعزيز وحدة صفها حول لبنان، على ضوء الانقسام الكبير بين هذه الدول في شأن الأزمة السورية، وحضور روسيا والصين مهم جداً تبعاً لذلك، إضافة إلى ألمانيا وإيطاليا. وأوضحت المصادر أن حضور روسيا مهم لأنها شريك في تنفيذ القرار ١٧٠١ للبنان كما أنها ضرورية لمكافحة الإفلات من العقاب إزاء الجرائم وتنفيذ القرار ١٥٥٩، وهذه مواضيع أكثر تعقيداً بالنسبة لروسيا.
سورية موضوع مختلف
وأضافت المصادر أن «المجموعة الداعمة للبنان في حاجة إلى روسيا لتأكيد التوافق الدولي على لبنان، في ظل ضغط دولي كبير على روسيا حول ملفات عدة منها سورية. فروسيا بالنسبة إلى هذه المجموعة ليست شريكاً فاعلاً على صعيد الدعم المالي والعملي، لكنها مهمة في مجلس الأمن وحتى الآن هناك اتفاق مع الروس حول الوضع في لبنان. ومن المهم التأكيد أن سورية موضوع مختلف عن لبنان بالنسبة للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن».
وأردفت المصادر أن باريس رغبت في دعوة دول سبق أن استجابت لدعوة المجموعة الدولية لتعزيز مساندتها للبنان، وهي السعودية التي قدمت الدعم للجيش اللبناني وإسبانيا في إطار مشاركتها في «يونيفيل» وفنلندا والنروج، في إطار دعمهما للصندوق الائتماني، إضافة إلى المنظمات الدولية في طليعتها الأمم المتحدة التي سيمثلها السفير جيفري فيلتمان ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية UNDP والمفوضية العليا للاجئين الممثلة بأنطونيو غوتيريس والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.
وقالت الأوساط إن هدف الاجتماع تعزيز رغبة المجموعة الداعمة في مساعدة لبنان واتخاذ إجراءات جديدة حيال وضع يتفاقم من حيث خطورته، طالما أن الأزمة السورية مستمرة. وباريس بذلت جهوداً من أجل الدفع إلى تشكيل حكومة جديدة عبر تعبئة الشركاء الإقليميين لحضّ اللبنانيين على اللقاء وتفعيل المؤسسات اللبنانية كي يتمكن لبنان من مواجهة الصدمة الناتجة عن الصراع في سورية.
وتابعت المصادر: «أن الحض على التوافق في لبنان لا يعني أنه ينبغي أن يكون بأي ثمن، بل أن يتم وضع خطة سياسية جدية ذات صدقية لمصلحة أمن البلد وإطلاق الاقتصاد اللبناني وتحمل عبء اللاجئين السوريين». وقالت الأوساط إنه بعد تشكيل حكومة تمام سلام، لدى باريس هدفان من هذا الاجتماع: «الإتاحة لهذه الحكومة أن تعمل في ظروف جيدة عندما يتم تبني البيان الوزاري، والهدف الآخر هو أن نظهر للبنانيين أنه عندما تتوفر لديهم خطة سياسية جدية وتوافقية، فإن الأسرة الدولية مستعدة لمساعدة البلد وتشجيع كل الدول التي تريد المساهمة في الجهد الدولي على القيام بذلك». ورأت الأوساط أن كل ذلك يأتي في إطار احترام السيادة اللبنانية ومساندة جهود اللبنانيين على الصعيد الدولي.
وفي تقدير أوساط الرئاسة الفرنسية أن هناك اليوم أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان وفق أرقام المفوضية العليا للاجئين، ما يمثل بين ربع ونصف الشعب اللبناني والزيادة مستمرة، وهناك 60 ألف لاجئ سوري يصلون إلى لبنان شهرياً، «والمشكلة حتى الآن أنه في غياب الحكومة لا توجد خطة متماسكة لتحمل عبء هؤلاء. وتنتظر الأسرة الدولية من لبنان والحكومة وضع خطة لتقديمها إليها تمهيداً لخطة دولية تساعد لبنان على إدارة موضوع اللاجئين لمنع زعزعة استقراره وزيادة تفاقم الأزمة فيه». وقالت الأوساط نفسها أن اللاجئين يتوزعون أين ما كان على الأراضي اللبنانية، في ظروف لها كلفة أمنية واقتصادية كبرى على لبنان، هذا فضلاً عن تزايد العمليات الإرهابية والتفجيرات في لبنان نتيجة تورط «حزب الله» في الحرب في سورية، خصوصاً أن هناك تحضيراً لمعركة في يبرود، يشارك الحزب في شكل كبير فيها».
ورأت الأوساط أنه «نتيجة لذلك، فإن عدداً من المجموعات المتطرفة التي لا يمكنها المحاربة في سورية تنقل معركتها إلى الأراضي اللبنانية حيث يوجد «حزب الله» الذي تعرض مشاركته في سورية لبنان إلى المزيد من الأخطار. كما أن الجرائم السياسية في نهاية ٢٠١٣ واغتيال الوزير محمد شطح وهو شخصية مهمة وليبرالية معتدلة، تمثل خطراً إضافياً متزايداً تنبغي مواجهته بإعطاء الجيش اللبناني الإمكانات لضمان أمن اللبنانيين وحماية السيادة والأرض اللبنانية. لذلك، رغبت باريس في المساهمة في خطة تعزيز قدرات الجيش اللبناني طبقاً لاستراتيجية الرئيس سليمان الدفاعية، وهي تعمل مع السعودية والسلطات اللبنانية لهذا الهدف في إطار الهبة السعودية بقيمة ٣ بلايين دولار أميركي».
وأوضحت الأوساط أن صندوق الائتمان الدولي تم إنشاؤه من البنك الدولي ولكن إدارته تعود إلى الحكومة اللبنانية أي أنها من يقرر إذا اكتمل قيامها، كيفية استخدام هذه الأموال. وفي غياب خطة حكومية لمواجهة عبء اللاجئين، فإن أي مبلغ يتم إقراره لن يساعد على التعامل مع المشكلة.
وقالت الأوساط الرئاسية الفرنسية أن الهدف الأساسي لباريس في هذا الاجتماع، هو الإتاحة للبنان أن يحمي نفسه من الأزمة السورية، خصوصاً أن مشاركة «حزب الله» في الحرب السورية تعرض لبنان للأخطار. ومبادئ إعلان بعبدا كما عرضها الرئيس سليمان تمثل الأساس الوحيد لحماية لبنان. فتشكيل حكومة جامعة أمر جيد في لبنان ولكن الآن البيان الوزاري في نظر باريس ينبغي أن يتيح للبنانيين مهما كانت استراتيجيتهم التوافق حول الأمر الجوهري في بلدهم وهو الأمن. واختتمت الأوساط قائلة إن الأزمة الدولية مع روسيا إزاء أوكرانيا لن تؤثر في اجتماع اليوم حول لبنان.
وكان سليمان تلقى رسالة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد نقلها إليه القائم بأعمال سفارة قطر لدى لبنان علي إبراهيم المالكي، وتتضمن دعوة إلى المشاركة في أعمال منتدى الدوحة الـ14 في أيار (مايو) المقبل في الدوحة.
 
مساعٍ بطريركية تواصلت من روما لاجتماع الأربعة كلام مسيحي عن رئيس قوي وليصل مَن يصل
الحياة...حبيب شلوق
مع إقتراب المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفاً للرئيس ميشال سليمان تتجدّد مساعي بكركي إلى محاولة تأمين انتقال سليم وهادئ للسلطة، يكون بعيداً عن التشنجات ولا سيما المسيحية منها.
صحيح أن أوساط بكركي أشارت إلى أن لا جديد حتى الساعة على صعيد إجتماع الأقطاب الأربعة الرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والنائب سليمان فرنجيه تحت عباءة البطريرك الراعي، لكن لجنة بكركي برئاسة النائب البطريركي المطران سمير مظلوم المكلّفة تهيئة هذا الإجتماع، لا تزال تمني النفس بالتئامه، حتى ولو لم يحصل في الأيام القليلة المقبلة، ولكن أقلـّه قبل بدء مهلة الشهرين الدستورية لدعوة مجلس النواب إلى الإنعقاد إعتباراً من 25 آذار الحالي، ومن هنا يتواصل تحركها بلا كلل بين الصيفي والرابية ومعراب وزغرتا.
والمعلوم أن الهاجس الأكبر للبطريرك الراعي في هذه المرحلة هو الإستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس جديد، حرصاً على عدم شغور المنصب والوقوع في الفراغ، بعدما أعلن الرئيس ميشال سليمان أنه أوصى بتحضير بيان الوداع ليذيعه مع انتهاء ولايته "حتى ولو لم يصر إلى الإنتخاب". ومن هنا تسعى لجنة بكركي بتوجيه من البطريرك إلى جمع الأقطاب الأربعة حول نقطة الإنتخابات، مع تفضيل أن يقتصر التنافس بين مرشحين أقوياء، بمعنى أحد الأربعة الناشطة بكركي نحوهم، أي الجميل وعون وجعجع وفرنجيه، إنطلاقاً من إقتناع لديها أن موقع رئاسة الجمهورية يجب أن يُحمى وأن مَن يتمتع بتمثيل شعبي هو حكماً يتمتّع بتمثيل نيابي وبالتالي يكون تمثيله وأداؤه مختلفين عن أي رئيس كما الهواء، لا لون له ولا رائحة ولا طعم.
والواضح أن بكركي لن تقدم على تجربة جديدة بتسمية مرشحين للرئاسة "إذ تجرّبنا مرة" ولن نكرّر التجربة "البلا نتيجة"، ولذلك فهي ستبذل ما لها من تأثير وطني وكنسي لجمع الأقطاب، حتى إذا لم يتم الاتفاق بينهم يخوضون المعركة وليربح مَن يربح، وخصوصاً أن أجواء التنافس والإحتقان تكون زالت، بعد "الدغدغة" الحاصلة بين أكثر من فريق هنا وفريق هناك. وإنطلاقاً من هذا التوجه كان موضوع إمكان التقاء الأقطاب الأربعة في بكركي من بين الموضوعات التي ناقشها الراعي خلال إتصال أجراه من روما الأسبوع الفائت بالدكتور سمير جعجع، كما أبلغ وجهة نظره لدى إتصال أحد نواب "تكتل التغيير والإصلاح" بالبطريرك طالباً منه نقلها إلى الجنرال الذي "سنثير الموضوع معه لدى عودتنا".
صحيح أن جهات تقترح رئيساً توافقياً يجمع عليه اللبنانيون في هذه المرحلة، إلا أن أوساطاً سياسية مسيحية تشترط أن يكون الرئيس التوافقي "يمثـّل" وليس رئيساً "لا يمثـّل"، بمعنى أن ليس بالضرورة من 8 أو 14 آذار، معتبرة أن الرئيس التوافقي غالباً ما تفرضه قوى إقليمية ويأتي ثمرة تسوية، في وقت تسعى هذه الأوساط إلى رئيس ليس مفروضاَ فرضاً تحت صفة توافقي، وإلى رئيس "صنع في لبنان" كما حصل مع الرئيس سليمان فرنجيه الجد، وهو الوحيد الذي أخذ هذه الصفة وفاز عام 1970 بفارق صوت واحد على الرئيس الياس سركيس.
أما المرشحون الآخرون، وهم كثر، ومنهم ربما مَن يتمتع بحظوة ولو أكثر من غيره لدى البطريرك ( أو هكذا يتهيـّأ له)، فلهم دورهم إذا استطاعوا "إختراق" مودّة الكبار، وإلا على الكبار إقناع الآخرين بأن "المعركة" هذه السنة تتطلّب مقاساً معيناً.
في كل الأحوال فإن البطريرك الماروني لن يسمي، والأسماء الأربعة الكبيرة تظل حتى الساعة هي الراجحة، وخصوصاً أن لكل إسم حيثياته وشعبيته ومؤيديه هنا وهناك وهنالك، إلاّ إذا اقتضت الظروف الإقليمية والدولية "إقناع" الجميع في اللحظة الأخيرة بالتمديد للرئيس سليمان أو بانتخاب عسكري أو مصرفي أو سياسي آخر أو قانوني، وخصوصاً إذا "جرجر" البيان الوزاري مع عدم الإتفاق على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ولا على "إعلان بعبدا" و" المقاومة تحت مرجعية الدولة"، وتخطت حكومة الرئيس تمام سلام العمر المرسوم لها و"عاشت" كما يرى كثيرون، أشهراً مديدة.
وقد يكون اجتماع مجلس المطارنة الموارنة اليوم مناسبة لمزيد من "توعية" السياسيين أبناء الكنيسة خصوصاً واللبنانيين عموماً، على ضرورة انتخاب رئيس في المهلة الدستورية، وعلى خطورة ما قد لا يقدمون عليه.
 
"داعش" استهدف اللبوة والطيران السوري عرسال
بعلبك – " النهار"
سقطت ثلاث قذائف صاروخية مصدرها الاراضي السورية قرابة الثالثة والنصف بعد ظهر أمس، بين المنازل السكنية في حي العيتاوي وسط بلدة اللبوة في البقاع الشمالي، مما اسفر عن اصابة علي يوسف العيتاوي بجروح طفيفة نتيجة سقوط احدى القذائف بالقرب من منزله.
واحتجاجا على اطلاق الصواريخ، عمد شبان البلدة الى اقفال طريق اللبوة - عرسال بالحجارة والسواتر الترابية وتحطيم زجاج سيارات بعض المارة من أهالي بلدة عرسال، قبل ان يعيد الجيش فتح الطريق.
وبعد ساعة من قصف اللبوة، اغارت مروحية سورية على جرود بلدة عرسال في محلة وادي حميد وأطلقت أربعة صواريخ من دون تسجيل اصابات.
وأكد أحد أبناء البلدة لـ"النهار" أن الصواريخ التي أطلقتها المروحية السورية كانت تنفجر بعد وقت قصير من سماع انطلاقها، وكانت الأقرب الى البلدة بين الغارات التي شهدتها خلال الأيام الأخيرة، مؤكدا ان جرود بلدة عرسال وبساتينها، والتي هي مصدر رزقها الوحيد، باتت خطراً على الاهالي.
وتبنّى تنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام ولاية دمشق ـ داعش" عبر موقعه على "تويتر"، إطلاق صواريخ "كاتيوشا"على اللبوة، "رداً على مشاركة حزب الله في معارك يبرود".
 
"حزب الله": مع الانتخابات الرئاسية ونريد رئيساً قادراً على جمع اللبنانيّين
النهار..
اعتبر نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "المقاومة لم تعد مقترحا للنقاش او فكرة للاختبار، بل هي ثابتة بثبات لبنان، ومن المسلم به ان يكون حق المقاومة في صلب البيان الوزاري، واحدى مقدماته الضرورية لانجازه".
¶ قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "انجاز البيان الوزاري وقيام الحكومة بمسؤولياتها يفتحان الباب أمام استحقاق آخر هو الانتخابات الرئاسية المقبلة. نحن في حزب الله مع اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده بين 25 آذار و25 أيار ليحتفل اللبنانيون وقتها بعيد المقاومة والتحرير بأنهم أنجزوا استحقاقا رئاسياً ولم يسمحوا بالفراغ في الموقع الاول للدولة، ومقام رئاسة الجمهورية هو مقام أساسي ومحترم من كل اللبنانيين".
وختم: "نحن نريد للبنان رئيسا قادرا على جمع اللبنانيين وعلى ادارة حوار حقيقي وعلى جمع كلمتهم ولمّ شملهم وتسيير شؤون البلاد، لأن رئاسة الجمهورية تمثل بالدستور رمز وحدة البلاد ونحن نريد لهذه الرمزية أن تبقى".
 
الأمن المركزي قرر إقفال 3 شركات غاز المشنوق: وحدة الأجهزة لمكافحة الارهاب
النهار....
ترأس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اجتماعا لمجلس الامن المركزي، في حضور النائب العام التمييزي بالانابة القاضي سمير حمود واعضاء.
وناقش المجلس أوضاع السجون، ووضع تصورا مرحليا وخطة طويلة الامد لحل هذه المشكلة. وشدد المشنوق "على عمل كل الاجهزة يدا واحدة لمكافحة الارهاب"، مشيراً الى "مربع الموت داخل الاراضي اللبنانية، ووجوب معالجة تفشي ظاهرة سرقة السيارات التي يستعمل عدد منها في اعمال ارهابية، وتنقلها عبر المعابر الحدودية غير الشرعية".
كذلك شدد على "مشاركة جميع الاجهزة الامنية في اعطاء معلومات عن منابع تجارة المخدرات الى المكتب المكلف القيام بالمهمات التنفيذية، باعتبارها جزءاً من الأمن الاجتماعي للمواطنين". كما قرر إقفال مراكز تعبئة الغاز وتوزيعه حتى إشعار آخر وهي: شركات موصللي، وصيداكو والنور.
وفي هذا السياق، عقد في الوزارة اجتماع ضم ممثلين لشركتي موصللي وصيداكو في منطقة الاوزاعي - بئر حسن، مع المدير العام للبلديات العميد الياس خوري الذي استمع الى اقتراحات في شأن ايجاد مكان بديل لاستمرار عملهما، واعدا بالتمهل 24 ساعة لاتخاذ القرار المناسب في شأن المكان المقترح.
يذكر أن عدداً من العمال أقفلوا صباحا طريق الأوزاعي احتجاجاً على قرار وزارة الداخلية.
على صعيد آخر، استقبل المشنوق القائم بالاعمال السعودي عبدالله زهران، فالسفير المصري أشرف حمدي.
 
تحرّكات اسرائيلية كثيفة عند الحدود
مرجعيون – "النهار"
عادت التحرّكات العسكرية الاسرائيلية الى الحدود، للمرّة الاولى منذ اكثر من ثلاثة أيام، بعدما غابت عنها بسبب التهديدات المتبادلة مع "حزب الله".
وسط انتشار كثيف للآليات والدبابات في تلّة مسكافعام، انطلقت جرافة عسكرية مصفّحة على طول الطريق الحدودية المحاذية للسياج التقني بين كفركلا وعديسة مطلقة الدخان الأبيض للتمويه، تؤازرها دبابة من دون مدفع تظهر للمرة الاولى عند الحدود، وتحمل أجهزة إرسال يُعتقد أنها غرفة عمليات متنقلة، ودخلت من احدى البوابات الحدودية قبالة كفركلا.
وفيما لم تُعرف طبيعة الاشغال التي قد تقوم بها هذه الجرافة، لوحظ انتشار عسكري بين البساتين وعدد من الآليات التي كانت في انتظار الجرافة والدبابة. وفي الجانب اللبناني، راقب الجيش و"اليونيفيل" التحركات الاسرائيلية.
وفي اليرزة، أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش أن 3 طائرات استطلاع للعدو الاسرائيلي خرقت أول من أمس الاجواء اللبنانية، ونفذت طيرانا دائريا فوق مناطق بيروت، اقليم الخروب، جونية، كسروان، جبيل والجنوب.
 
ريفي: زمن الفجور انتهى وسنبني دولة القانون
 المستقبل..
أعلن وزير العدل أشرف ريفي، أنّ «زمن الفجور والتطاول انتهى»، وغرّد على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قائلاً: «سنبني لجميع اللبنانيين دولة يسودها القانون والاحترام، ومن يعِش يرَ».
وكان ريفي أصدر اول من أمس بياناً أعلن فيه أنه «أحال مقال الصحافي ابراهيم الأمين الصادر في جريدة الأخبار على النيابة العامة التمييزية لاتخاذ الإجراءات المناسبة التي ينص عليها القانون، بحق كاتبه والجريدة التي نشرته، وذلك لما في المقال من عبارات تطاول وإهانة وذم وتحقير وتخوين، في حق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ومقام رئاسة الجمهورية، كما وردت فيه دعوات للتحريض على العصيان والإساءة الى المؤسسات العسكرية والأمنية».
واعتبر ريفي أن «هذا التعرض لشخص رئيس الجمهورية، ولموقع الرئاسة الأولى، لا يمت الى حرية الإعلام، المكفولة بالدستور والقانون بصلة، وهو يمس بكل المؤسسات، ويشرّع الباب أمام سلوك مدان في التطاول على الكرامات».

لبنان: «حرب صواريخ» سورية المصدر تستهدف بلدات بقاعية حدودية
«داعش» تبنت استهداف اللبوة.. والطيران النظامي رد بقصف عرسال
بيروت - لبنان: «الشرق الأوسط»
استمرت «حرب الصواريخ» بين النظام والمعارضة السورية على الأراضي اللبنانية أمس، وتحديدا باتجاه بلدات في منطقة البقاع الحدودية.

إذ تكرر أمس، لليوم الثاني على التوالي، استهداف منطقة اللبوة (ذات الغالبية الشيعية)، بصواريخ كاتيوشا، تبنتها في وقت لاحق «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - ولاية دمشق (داعش)، مما أدى إلى أضرار في عدد من المنازل المدنية. وأفادت، في تغريدة على حسابها على موقع «تويتر»، بأنها أطلقت صواريخ الكاتيوشيا ردا على مشاركة حزب الله بمعارك يبرود.

وأفاد مصدر أمني بـ«سقوط ثلاثة صواريخ في بلدة اللبوة مصدرها الأراضي السورية مما تسبب في إصابة مواطن بجروح وبتحطم زجاج منزله».

وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا، أعلنت فيه عن سقوط ثلاثة صواريخ في اللبوة مصدرها الجانب السوري، مشيرة إلى أن وحداتها تكشف على أماكن سقوطها، واتخاذ التدابير الميدانية المناسبة.

وبعد أقل من ساعتين، رد الطيران السوري النظامي بإطلاق إحدى مروحياته خمسة صواريخ على وادي الأرنب وصاروخين على وادي الرعيان في بلدة عرسال (ذات الغالبية السنية) والمؤيدة للمعارضة السورية.

وكانت ثمانية صواريخ سقطت على بلدة بريتال المجاورة، أول من أمس، تبنت جبهة النصرة إطلاقها وأدت إلى إصابة أربعة أشخاص، ورد بعدها الطيران السوري بقصف غرود بلدة عرسال بـ12 صاروخا، فيما أدى القصف الجمعة الماضي، على مخيمات للاجئين في عرسال، إلى مقتل طفلين سوريين نازحين وإصابة خمسة أشخاص.

وشهدت المنطقة توترا مساء أمس، إذ تجمع عشرات الأشخاص من سكان اللبوة عند مدخل بلدتهم، المؤدي إلى عرسال وقطعوا الطريق بالحجارة والعوائق ومنعوا السيارات من الخروج من البلدة أو الدخول إليها.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن مسلحين ما لبثوا أن انتشروا بكثافة في المكان على بعد أمتار من حاجز للجيش اللبناني. وأن بعض المتجمعين كانوا يحملون العصي التي راحوا يحطمون بها زجاج كل السيارات العابرة من عرسال وإليها.

وقال أشخاص غاضبون للصحافيين إن الصواريخ التي سقطت مصدرها «منطقة وادي الرعيان في غرود عرسال لا الأراضي السورية»، بينما منع المسلحون المصورين من التقاط الصور.

ومساء، أقدم الحشد على إقفال الطريق تماما عبر إقامة ساتر ترابي ضخم، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويزيل الساتر ويعيد فتح الطريق.

وكان مصدر أمني أفاد مع حلول مساء أمس بقصف نفذته مروحيات سورية على غرود عرسال. ولعرسال حدود واسعة مع سوريا، لا سيما مع منطقة القلمون في ريف دمشق. ويسكنها أصلا أربعون ألف شخص، إلا أن آلاف النازحين السوريين انتقلوا إليها من الجانب الآخر من الحدود عبر معابر وعرة غير قانونية، هربا من الحرب. وتقول السلطات المحلية فيها إن البلدة باتت تستضيف نحو ستين ألف نازح، مما يشكل عبئا كبيرا عليها.

وتحيط بعرسال قرى شيعية محسوبة إجمالا على حزب الله، الذي يقاتل في سوريا إلى جانب قوات النظام. وشهدت العلاقات بين عرسال ومحيطها توترات عدة منذ بدء النزاع السوري.

وطريق اللبوة هي الطريق الوحيدة التي تربط عرسال بمحيطها.

ويشكو أهالي عرسال غالبا من أنهم يعانون «حصارا» من جانب القرى الشيعية، متهمين الجيش بالمساهمة فيه عبر حواجزه المكثفة على مداخل عرسال.

وضبط الجيش اللبناني أخيرا سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات، قالت تقارير أمنية إنه تم تفخيخها في منطقة القلمون السورية، وكانت خارجة من عرسال وتقودها امرأة من البلدة تم توقيفها.

واستهدفت مناطق يتمتع فيها حزب الله بالنفوذ خلال الأشهر الأخيرة بإطلاق صواريخ وتفجيرات معظمها انتحارية تبنت عددا كبيرا منها مجموعات جهادية قالت إنها رد على تدخل حزب الله العسكري في سوريا.

وتعرضت أطراف عرسال مرارا منذ بدء النزاع السوري لقصف من قوات النظام التي تقول إنها تسعى إلى منع تسلل مسلحين ومهربين بين لبنان وسوريا.


المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,852,105

عدد الزوار: 7,647,902

المتواجدون الآن: 0