الائتلاف: الصمت الدولي عن الأسد يهدد السلم الأهلي..مرتزقة أميركيون يقاتلون دفاعاً عن بشار الأسد...قتلى قرب يبرود... ومقتل قيادي من «داعش» وسط مفاوضات لتبادل أسرى

الأسد يحتوي غضب العلويين من صفقة تبادل الراهبات بزيارة أحد مراكز نزوحهم.. موالون للنظام يطالبون البطريرك اليازجي بطرد رئيسة دير معلولا..الإبراهيمي: انتخابات الأسد تنسف مسار جنيف

تاريخ الإضافة الجمعة 14 آذار 2014 - 6:50 ص    عدد الزيارات 1986    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الأسد يحتوي غضب العلويين من صفقة تبادل الراهبات بزيارة أحد مراكز نزوحهم.. موالون للنظام يطالبون البطريرك اليازجي بطرد رئيسة دير معلولا

بيروت: «الشرق الأوسط» ..
زار الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، مركزا للنازحين في بلدة عدرا العمالية بريف دمشق، ذات الغالبية العلوية، بعد أيام على إتمام صفقة تبادل راهبات معلولا التي أثارت استياء عند العلويين، مطالبين النظام بإبرام صفقات مماثلة لاستعادة أبنائهم المختطفين لدى المعارضة بدل إطلاق الراهبات.
وأشار التلفزيون السوري الرسمي إلى أن الأسد تفقد مركز إيواء مهجرين نزحوا بسبب القتال في عدرا العمالية التي تقع على مسافة نحو 20 كيلومترا شمال شرقي العاصمة السورية التي سيطر عليها لفترة وجيزة مقاتلو المعارضة قبل ثلاثة أشهر. وقال التلفزيون السوري إن «الأسد استمع لاحتياجات النازحين وأبلغهم بأن الدولة تواصل تأمين المستلزمات الأساسية للمهجرين إلى أن يعود الجميع إلى منازلهم في عدرا وغيرها». وأظهرت صورة نشرت على حساب الرئاسة في موقع «تويتر» الرئيس السوري وهو يرتدي سترة داكنة وقميصا أبيض ويتحدث إلى مجموعة من النساء عند مركز «الدوير» لإيواء النازحين.
وظهر الأسد في مناسبات عامة قليلة منذ بدء الصراع السوري قبل ثلاث سنوات، لكن هذه الزيارة هي الأولى لمركز يؤوي نازحين هربوا من منطقة ذات غالبية علوية، في خطوة قال ناشطون معارضون إن الأسد يحاول من خلالها «إرضاء الطائفة العلوية التي يتحدر منها بعد الاستياء الذي ظهر بين أبنائها على خلفية تسهيل النظام لصفقة إطلاق راهبات معلولا وعدم اكتراثه بالمختطفين العلويين».
وهرب كثيرون من سكان عدرا في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي عندما سيطر مقاتلون معارضون على جزء من البلدة وقتلوا 28 شخصا في هجوم طائفي استهدف أشخاصا من الطائفة العلوية. وسبق للتلفزيون الرسمي أن بث تقارير تظهر شهادات علويين مدنيين نجوا من هجوم المعارضة وتحدثوا باستفاضة عن «ممارسات وحشية» اتهموا كتائب المعارضة بارتكابها في عدرا العمالية. وتقع بلدة عدرا على الطريق السريع الرئيس الذي يمتد من دمشق شمالا إلى حمص، والتي قاتل الجيش النظامي لتأمينها من مقاتلي المعارضة خلال العام الماضي. وهي قريبة أيضا من معاقل المعارضة شرق دمشق التي تحاصرها القوات النظامية. وكان عدد السكان في عدرا يبلغ نحو 100 ألف نسمة أكثريتهم من العلويين، إضافة إلى دروز ومسيحيين.
في موازاة ذلك، واصل مناصرو النظام السوري حملتهم على راهبات معلولا اللاتي أطلق سراحهن فجر الاثنين الماضي، حيث تناقل موالون للنظام على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي رسالة موجهة إلى البطريرك الأرثوذكسي يوحنا العاشر اليازجي، تدعوه إلى «طرد الراهبة بيلاجيا سياف رئيسة دير مار تقلا ببلدة معلولا الأثرية من الخدمة الكنسية». وتأتي هذه الرسالة بعد تصريحات للراهبة قالت فيها إن «جبهة النصرة» لم تسئ معاملة الراهبات أثناء اختطافهن خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأشار مؤيدو النظام في رسالتهم إلى أن «سلوك الراهبة وتصرفها وحديثها حين كانت في عهدة الخاطفين، كان يمكن التماس الأعذار لها، أما ما قالته في مؤتمرها الصحافي بعد أن أصبحت في عهدة السلطات السورية، فيؤكد أن كل ما قامت به كان عمدا متعمدا، وعن سابق إصرار وتخطيط». بدورها، أفادت قناة «الميادين» اللبنانية المقربة من النظام السوري بأن «أهالي صيدنايا، حيث يوجد دير معلولا، رفضوا استقبال راهبات معلولا».
وكان موالون للنظام السوري شنوا حملة على راهبات معلولا خصوصا رئيس الدير الراهبة بيلاجيا سياف إثر تصريحاتهن التي أشادت بمعاملة «جبهة النصرة». واتهمت قناة «سما» المقربة من النظام الراهبات بـ«الخيانة» وطالبتهن بـ«اعتذار للشعب السوري الذي يواجه الإرهاب»، بحسب إحدى نشراتها الإخبارية.
 
بان كي مون يناشد أميركا وروسيا إنقاذ محادثات «جنيف2» بشأن سوريا والأمم المتحدة: السوريون سيتجاوزون الأفغان من حيث عدد اللاجئين في العالم

نيويورك: «الشرق الأوسط» .. ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، روسيا والولايات المتحدة أمس، المساعدة في إحياء محادثات السلام المتوقفة التي تستهدف إنهاء الحرب الأهلية السورية، المستمرة منذ ثلاث سنوات، قائلا إن الوقت حان لوضع حد لإراقة الدماء والحرب التي مزقت سوريا.
وقال المكتب الصحافي لبان، في بيان صدر بمناسبة الذكرى الثالثة للانتفاضة السورية: «سوريا فيها الآن أكبر أزمة إنسانية تهدد السلم والأمن في العالم مع بلوغ العنف مستويات لا يمكن تصورها». وأضاف البيان: «جيران سوريا يتحملون الآثار الإنسانية والأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة لهذا الصراع التي يصعب تحملها». ومع دخول الصراع السوري عامه الرابع هذا الأسبوع وفرار المزيد من السكان من الحرب، حذرت الأمم المتحدة من أن السوريين سيحلون محل الأفغان كأكبر عدد للاجئين في العالم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن أكثر من 136 ألف سوري قتلوا منذ أن بدأت انتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في مارس (آذار) 2011.
وقال بيان الأمم المتحدة: «حياة مئات الألوف أزهقت أو دمرت، ويقتل مئات آخرون من الناس يوميا». وأضاف: «تحولت مدن وقرى إلى أنقاض، ويفرض المتطرفون آيديولوجيتهم المتشددة وتتعرض المجتمعات للتهديد وللهجوم». وأشار بيان الأمين العام أيضا إلى استخدام الغاز السام في سوريا الذي أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص في هجوم واحد بغاز الأعصاب (غاز السارين) في أغسطس (آب) الماضي ووصفه بأنه «أسوأ استخدام لأسلحة الدمار الشامل في القرن الحادي والعشرين».
 
القوات النظامية تتقدم نحو مداخل يبرود.. والمعارضة تنفي سحب مقاتليها و«داعش» تشتبك مع الأكراد قرب منبج غداة إعدامها 22 شخصا بريف حلب

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا ... أكد ناشطون سوريون أن وتيرة القتال في محيط مدينة يبرود في القلمون بريف دمشق الشمالي شهدت تصعيدا خطيرا مع اقتراب قوات النظام السوري، مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني، إلى مشارف المدينة، غداة سيطرتهم على مزارع ريما التي تعد آخر خطوط الدفاع عن يبرود. وتزامنت تلك التطورات مع تصعيد آخر في ريف حلب على صعيد التوتر بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، والكتائب المعارضة الأخرى، حيث أكد ناشطون إعدام التنظيم 22 شخصا في قرية حدودية مع تركيا بريف حلب الشمالي، بموازاة اشتباكهم مع الأكراد في بلدة منبج.
ووقعت الاشتباكات في القلمون، أمس، على بعد أقل من كيلومترين من مدينة يبرود التي تتعرض لحملة عسكرية عنيفة منذ 25 يوما، أسفرت عن استعادة القوات النظامية سيطرتها على التلال المحيطة بيبرود، وأهمها قرية سحل ومنطقة مزارع ريما التي تعد آخر خطوط دفاع المعارضة عن معقلها في القلمون.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة في محيط مدينة يبرود بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة و«جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» من جهة، والقوات النظامية مدعمة بقوات حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، مشيرا إلى تمكن المعارضين من إعطاب آليتين للقوات النظامية في منطقتي ريما والعقبة. وأكد المرصد وقوع خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، ومقتل ما لا يقل عن سبعة مقاتلين من الكتائب الإسلامية المقاتلة. وجاء ذلك بموازاة تعرض مناطق في جرود تلفيتا القريبة من يبرود لقصف من القوات النظامية.
وأكد مصدر معارض في القلمون أن المنطقة الواقعة على تخوم يبرود «تشهد معارك كر وفر»، مشيرا إلى أن القوات النظامية «لم تتمكن بعد من الدخول إلى المدينة التي تشهد قصفا عنيفا، ما تسبب بنزوح عدد كبير من سكانها، وتدمير عدد كبير من الأبنية»، لافتا إلى أن القصف «يستهدف أحياء مدنية، كما يستهدف مقار لمقاتلين معارضين».
ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن قائد ميداني آخر، نفيه القاطع انسحاب كتائب معارضة من جبهات القلمون، واصفا الأنباء التي جرى تداولها عن سيطرة النظام على نقاط من مدينة يبرود ومحيطها، بـ«الشائعات». وقال المسؤول المعارض إن كتائب المعارضة «لا تزال مستمرة في التصدي لمحاولات التسلل المتكررة إلى مدينة يبرود» والتي تنفذها بشكل مستمر وحدات الجيش النظامي، مدعومة بقوات من حزب الله اللبناني.
وقال ناشطون إن القوات النظامية قصفت حي القاعة شمال غربي مدينة يبرود، ما أدى إلى سقوط إصابات بين المدنيين، في ظل استمرار حركة نزوح سكان المدينة باتجاه القرى المجاورة. وانتقدت القيادة العسكرية الموحدة المعارضة في القلمون ما وصفته بـ«الصمت الدولي والعربي تجاه تدمير مدينة يبرود التاريخية» من قبل النظام السوري. وقالت القيادة العسكرية في بيان نشرته على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إنه لم يصدر أي موقف أو تحرك «دولي أو عربي، أو حتى من مؤسسات الثورة العسكرية والمدنية للتنديد بما يحدث في يبرود منذ شهر»، مبدية استغرابها من عدم اهتمام هذه الجهات بالأوضاع الإنسانية للمدنيين داخل المدينة.
وأدى القصف على يبرود أخيرا إلى دمار هائل في أحياء تتضمن معالم تاريخية وأثرية كثيرة، منها مسجد الخضر وكنيسة القديسة هيلانة، فضلا عن تلة القبع الأثرية.
في غضون ذلك، قال ناشطون معارضون إن متشددين إسلاميين ومؤيديهم المحليين «قتلوا 22 شخصا على الأقل» في بلدة شيوخ في شمال سوريا قرب الحدود التركية. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سكان في قرية شيوخ التي تقع على مسافة 100 كيلومتر شمال شرقي حلب قولهم إن متشددين من «داعش» قتلوا أول من أمس 12 مقاتلا من جماعات منافسة، وعشرة على الأقل من رجال القبائل المحليين، أحدهم عمره 16 عاما، مشيرا إلى أن هؤلاء «أعدموا رميا بالرصاص وبالسكاكين»، لافتا إلى أن تسعة آخرين على الأقل من سكان القرية مفقودون ويشتبه أنهم قتلوا.
ووزع ناشطون إعلاميون قائمة على الإنترنت قالوا إنها لأسماء الضحايا، وتضمنت أسماء 20 شخصا قتلوا وتسعة في عداد المفقودين، وقالوا إن جثث أربعة أشخاص ألقيت في نهر الفرات.
وقال ناشط من المعارضة يدير صفحة على موقع «فيسبوك» تخص منطقة جرابلس، بما في ذلك قرية شيوخ، إن «أهالي الشيوخ طعنوا المجاهدين من الخلف». وبعد ذلك قامت «داعش» باقتحام المنطقة بعد «استشهاد الشباب على أيدي الأهالي». ونشرت صفحة «جرابلس» على «فيسبوك» صورة لما قالت إنه «جثث خمسة رجال على ممر طيني يمتد عبر حقل فيما تفقد بعض المارة مكان الحادث».
وفي مدينة «الباب»، قال المرصد إن «داعش» بدأت بإجلاء مواطنين من عائلات مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية المقاتلة من منازلهم، ويتمركزون فيها، بحجة أن المقاتلين لا يمتلكون مكانا ليتمركزوا فيه.
في موازاة ذلك، أفاد المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة بين «داعش» ومقاتلي لواء جبهة الأكراد ومقاتلين إسلاميين في منطقة جسر قوزاق قرب مدينة منبج ومحيط قريتي قبر ايمو وخرفان، بينما قصفت القوات النظامية مناطق في بلدة حميمة بريف حلب الشرقي.
وتمكن فريق من متطوعي الهلال الأحمر من إدخال وجبات غذائية مطبوخة ومادة الخبز ومواد أخرى إلى سجن حلب المركزي المحاصر من قبل جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية منذ أشهر.
وفي حماه، قصفت القوات النظامية مناطق في ريف حماه الشمالي، كما تعرضت مناطق في بلدة طلف بريف حماه الجنوبي ومنطقة الزوار قرب بلدة طيبة الإمام لقصف، بينما تواصلت الاشتباكات في محيط قلعة الحصن بريف تلكلخ في حمص، بعد سيطرة القوات النظامية على قرية الزارة الأسبوع الماضي.
 
الائتلاف الوطني يبحث إرسال دعم عسكري إلى المعارضة في القلمون وحلب وجاموس يطالب بإرسال المساعدات الدولية للفصائل عبر وزارة الدفاع المؤقتة

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: كارولين عاكوم ... يبحث «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في اجتماع هيئته السياسية الدوري، أمس واليوم (الخميس)، في إسطنبول سبل الدعم العسكري للقلمون وحلب، وذلك بعد فشل نتائج المباحثات في «جنيف 2» ومشاركة رئيس الائتلاف أحمد الجربا في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، الأحد الماضي، ولقائة أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.
وفي حين كان الوضع الميداني والسياسي محور مباحثات اليوم الأول للاجتماع، من المتوقع، وفق ما أكد مصدر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» أن تأخذ الهيئة قرارها بإرسال الدعم اللازم لـ«الجيش الحر» بإشراف قائد الأركان الجديد عبد الإله البشير، خلال ساعات، ليتمكن من الحصول على الإمداد العسكري، ولا سيما في القلمون التي تتعرض لحملة عسكرية كبيرة من قبل القوات النظامية مدعومة من عناصر حزب الله اللبناني، علما أن معلومات كانت قد أشارت إلى وصول مبالغ مالية وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة إلى المقاتلين في يبرود الأسبوع الماضي.
ويأتي هذا القرار بعد أيام على إقالة رئيس هيئة الأركان السابق اللواء سليم إدريس، وتعيين عبد الإله البشير بدلا منه، إثر فشل تسوية لإرضاء إدريس بتعيينه مستشارا عسكريا للجربا، بعدما كان أقيل من منصبه جراء خلافات بينه وبين وزير الدفاع أسعد مصطفى، الذي سبق له أن أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه أقدم على الاستقالة في منتصف فبراير (شباط) الماضي، قبل أن يعود عنها، الأسبوع الماضي، احتجاجا على عدم تسليح كتائب المعارضة على جبهات القلمون وحلب.
وفي سياق تسليح المجموعات العسكرية المعارضة، أكد الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر جاموس خلال لقائه وفدا كنديا في مقر الأمانة العامة بمدينة إسطنبول أمس أنه «لا بد من توحيد الدعم لفصائل المعارضة السورية عبر وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة». ورأى جاموس أن وزارة الدفاع يجب أن تكون «الجهة الوحيدة التي يقدم عبرها الداعمون المساعدات، ويضعون تحت تصرفها كل التسهيلات المطلوبة لكي تستطيع الوزارة توحيد جميع الفئات المقاتلة تحت مظلتها».
ورأى خلال لقائه مع روبن ويتلافر، الممثلة عن كندا لدى المعارضة السورية، وآندرو ويب السكرتير الأول للسفير الكندي في تركيا، بحسب بيان للائتلاف، أن هذا هو «طريق تصحيح ما يسود من فوضى وهو ما سيجعل التنسيق أفضل وسيحل المشكلات التي تواجه الجيش الحر». وطالب الحكومة الكندية بمساعدة السوريين في مجال الإغاثة والصحة والتعليم، وقال إن الشعب السوري «فقد ثقته بالمجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا لنجدته».
على الصعيد السياسي، شدد جاموس على وجوب أن «تتكون هيئة الحكم الانتقالي من أشخاص سوريين يثق بهم الشعب السوري وبصلاحيات تنفيذية كاملة»، مشيرا إلى أن «الحل السياسي يجب أن يفرض بالقوة، وأن هيئة الحكم الانتقالي لن تتمكن من ممارسة عملها داخل سوريا إلا عند تغيير نظام بشار الأسد، مع الإبقاء على مؤسسات الدولة التي سنعمل على تغييرها». من جانبها، أكدت ويتلافر أن الائتلاف ربح في جنيف ومن خلال المؤتمر، أصبح واضحا للمجتمع الدولي أن المعارضة هي من تريد الحل السياسي، والنظام هو من يرفضه، كما اعتبرت أن مؤتمر «جنيف 2» كان مهما على الصعيد الدولي على الرغم من عدم وجود نتائج فعلية له.
 
الإبراهيمي: انتخابات الأسد تنسف مسار جنيف
لندن، نيويورك، بروكسيل - «الحياة»، أ ف ب -
قال المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي خلال لقاءات في مجلس الأمن، أمس، ان اجراء انتخابات رئاسية في سورية سيقضي على مسار «جنيف 2»، في وقت اقترحت فرنسا مشروع بيان لـ «دعم مقاربة» الإبراهيمي والاجندة التي اقترحها في الجولة الماضية من مفاوضات جنيف. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الحل السياسي وحده «ينهي الكابوس السوري». (للمزيد)
ودعا الأمين العام، في بيان، «دول المنطقة والمجتمع الدولي، لا سيما روسيا والولايات المتحدة بصفتهما الدولتين اللتين شجعتا مؤتمر جنيف حول سورية، إلى اتخاذ اجراءات واضحة لاعادة تحريك عملية جنيف». ووجّه نداء للنظام والمعارضة لـ «التحلي بالمسؤولية والرؤية والليونة لمواجهة هذا التحدي». وأكد أن «الحل السياسي وحده قادر على انهاء الكابوس الذي يعيشه السوريون».
ومن المقرر أن يقدم الابراهيمي صباح اليوم تقريراً حول حصيلة المفاوضات في جنيف. وسمع الإبراهيمي من الأمين العام وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن كلاماً واضحاً حول «ضرورة مواصلة مهمته، خصوصاً أن إيجاد بديل منه لن يكون أمراً سهلاً»، بحسب الديبلوماسي الغربي الذي نقل عن الإبراهيمي أن «إجراء الجولة الثالثة من المفاوضات في جنيف لن يكون ممكناً ما لم يتم الاتفاق على المسألتين الأساسيتين: مفاوضات متوازية حول نقطتي الإرهاب وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية، ومعالجة مشكلة إجراء الانتخابات الرئاسية التي ستقضي على العملية الانتقالية في حال إجرائها».
وبحسب الديبلوماسي «أقترح أحد السفراء خلال المشاورات التي كان الإبراهيمي جزءاً منها أن تسعى روسيا الى إقناع النظام السوري بإرجاء الانتخابات، لكن موافقة روسيا على ذلك مستبعد لأنها تراهن على انتصار النظام ولن تقبل بفرض أي ضغوط عليه». في المقابل، نقل عن المبعوث الدولي - العربي قوله ان انتخاب الأسد لولاية جديدة «سيضع المعارضة أمام حقيقة أن النظام غير معني بالتفاوض على بند تشكيل هيئة الحكم الانتقالية، وهو أمر يعيه الإبراهيمي تماماً. وهو متشائم جداً حيال إمكان عقد جولة ثالثة من المفاوضات، وهو سيوضح أمام مجلس الأمن (اليوم) أن رفض النظام السوري للتفاوض على تشكيل الهيئة الانتقالية كان السبب وراء توقف المفاوضات». وقال الديبلوماسي نفسه إن «الإبراهيمي أعرب موارب’، عن عزمه على الاستقالة، إلا أنه سمع موقفاً شديد الوضوح من الأمين العام للأمم المتحدة والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بضرورة مواصلته مهمته، والتمسك باستمرار مسار جنيف».
وأوضح أن الإبراهيمي طلب من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الضغط على دمشق «كي يقبل النظام السوري بالتفاوض على تشكيل الهيئة الانتقالية في موازاة مناقشة البند المتعلق بوقف العنف والإرهاب، وهو أمر رفضه النظام حتى الآن».
الى ذلك، أكد مشروع البيان الفرنسي على أن المجلس «يدعم بالكامل» الإبراهيمي ويقدر جهوده و»يدعم استئناف مفاوضات جنيف لتكون مبنية على الانخراط الكامل من كل الأطراف المعنية بتطبيق بيان جنيف١».
ويشدد المشروع على دعم مجلس الأمن اجندة الإبراهيمي للمفاوضات بنقاطها الأربع، وهي: العنف والإرهاب، هيئة الحكم الانتقالية، والمؤسسات الوطنية، والمصالحة الوطنية. كما «يعرب مجلس الأمن عن دعمه الكامل لمقاربة الإبراهيمي بالتعامل مع النقطتين الأوليين بشكل متواز ، مؤكداً على ضرورة الانخراط الكامل في تشكيل هيئة الحكم الانتقالية».
في بروكسيل، صادق القضاء الأوروبي أمس على العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي ضد بشرى شقيقة الرئيس الأسد، على اعتبار أنها مرتبطة جداً بالنظام كونها من أفراد الأسرة.
 
ثوّار حمص يتشبثون بالدفاع عمّا تبقى من "عاصمة الثورة"
الحياة...بيروت - أ ف ب
وجد الناشطون والمقاتلون المعارضون في مدينة حمص، والذين كانوا في طليعة المحتجين ضد النظام السوري، انفسهم يدافعون عن احياء مهجورة ومدمرة وجائعة، الا انهم يتمسكون بها خشية ان يؤدي تخليهم عنها، الى خسارتهم كامل المعركة، بحسب تقرير أعدته وكالة "فرانس برس".
واعتبرت حمص "عاصمة الثورة" ضد الرئيس بشار الاسد، وكانت منذ منتصف آذار (مارس) 2011، مسرحاً للتظاهرات السلمية والاعتصامات التي طبعت الاشهر الاولى من الاحتجاجات ضد النظام. إلا ان هذا الاخير تعامل مع الحراك بطريقة صارمة، فأوقف آلاف المحتجين، واطلق النار على التظاهرات. وبعد اشهر، تحولت الاحتجاجات السلمية الى نزاع دام، وقصفت القوات النظامية احياء معارضة لمدة اسابيع واحيانا اشهر من دون توقف.
وبقيت احياء في وسط المدينة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، الا انها تخضع منذ عشرين شهراً لحصار خانق. ويخشى هؤلاء ان يدفعهم الحصار، وتقدم النظام في مناطق اخرى، الى الخروج من مدينتهم.
ويقول ثائر، وهو ناشط معارض يبلغ من العمر 25 عاماً، ان "الخوف حاليا هو من ان يسيطر النظام على ما تبقى من احياء حمص المحاصرة".
ويضيف هذا الشاب الذي عمل بائعا للمجوهرات في حي الخالدية الذي استعادته القوات النظامية بعد حملة عسكرية شرسة: "اذا حصل ذلك، ستنتهي الثورة، وسنطرد من بالنا فكرة ان يعود اهلنا وسكان هذه الاحياء"، قائلاً انه في حال حصول ذلك "سيتمكن النظام بسهولة من ان يسيطر على ما تبقى من سورية".
وبات وسط حمص والاحياء المحيطة به، اشبه بمدينة اشباح مدمرة بشكل كامل، اذ يغطي الركام الشوارع، ويخفي خلفه منازل فارغة. الا ان المعارضين ما زالوا يتشبثون بهذا المكان الذي يحمل رمزية عالية، وهم مصممون على الا يسمحوا للنظام بان يحقق فيه مكسبا يستثمره اعلاميا.
ويقول الشيخ ابو الحارث ان "الثوار لا يدافعون عن حجارة بقدر ما يدافعون عن رمزية حمص كعاصمة للثورة".
وحتى شهر خلا، بقيت هذه الاحياء من دون اي غذاء او دواء منذ حزيران (يونيو) 2012، ما دفع السكان الى الاقتتات من الاعشاب. وعلى مدى اسبوع في شباط (فبراير) الماضي، أشرفت الامم المتحدة على ادخال مساعدات غذائية وخروج نحو 1400 مدني محاصر.
الا ان قرابة 1500 شخص ما زالوا محاصرين، ويواجهون خيارين: اما البقاء والمعاناة، او مغادرة الاحياء التي دافعوا عنها في احلك الظروف.
ويقول ثائر ان ثمة "ما يقارب مئة جريح داخل احياء حمص، في حاجة ماسة للعناية الصحية".
كما يواجه مقاتلو المعارضة خيارات صعبة، بعدما رأوا اللحمة التي جمعتهم في الايام الاولى للنزاع تتفتت، اذ اختارت بعض المجموعات تلقي أوامرها من اشخاص خارج المدينة، في حين استغلت مجموعات اخرى الفوضى لتحقيق مكاسب ذاتية.
ويبدو ضياء ابو جهاد الذي كان يعمل في مجال الكهرباء قبل ان يحمل سلاحا، ضائعا بين خيارين صعبين. ويقول الشاب البالغ من العمر 24 عاما: "اذا بقيت على الجبهة كون احمي تجار الثورات. واذا تركتها، اكون خائنا لرفاقي الذين استشهدوا ولم يسمحوا للجيش ان يدخل ويحتل حمص كلها". وأدى النزاع السوري الى مقتل اكثر من 140 الف شخص.
ويستعيد الناشطون ذكريات بداية الاحتجاجات ضد النظام، كفترة حراك عفوي سلمي قاده شبان بوحي من حركات "الربيع العربي"، ونزلوا الى الشوارع للمطالبة بانهاء النظام الذي يحكم سورية منذ اكثر من 40 عاما.
كما يستذكرون الحملة العنيفة التي شنتها القوات النظامية ضد حي بابا عمرو في شباط (فبراير) 2012، والتي ادت الى مقتل المئات، وساهمت الى درجة كبيرة في عسكرة النزاع.
ويبدي عدد من الناشطين تفهما للاسباب التي دفعت كثيرين الى حمل السلاح ضد النظام، والتحول الى مقاتلين يدافعون عن احيائهم ومنازلهم، الا انهم يسجلون ملاحظات على تصرفات بعض هؤلاء.
ويقول الناشط يزن (29 عاما) ان "ما اعرفه بأنه ثائر، يخرج من منزله ويقاتل ويضرب العدو ويعود نهاية الليل الى اهله ليرى امه، يتناول الطعام، ثم يهرب مجددا عبر سطح المنزل قبل بزوغ الفجر"، مضيفاً ان "ما حصل هو العكس"، ومشيراً الى ان عددا من الشبان حولوا الاحياء التي كانوا يقيمون فيها، الى ساحة حرب.
واستفاد اشخاص سيئو الصيت من هذا الوضع لتحقيق مكاسب ذاتية. ويقول يزن: "من يعرف بأنه ازعر، بات قائدا مدعوما من مجموعة مسلحة".
وارغم القتال عشرات الآلاف من عائلات حمص على مغادرتها، وباتوا جزءا من ملايين السوريين الذين لجأوا الى الدول المجاورة، او باتوا نازحين في مناطق اخرى من سورية.
ويقول الناشط ابو فهمي، المتطوع في احد المستشفيات الميدانية، ان ثمة حديث عن التوصل الى "مصالحة" ما في حمص، على غرار تلك التي عقدت في الاسابيع الماضية بين النظام ومقاتلي المعارضة قرب دمشق، مشيرا الى ان "اي نتيجة ملموسة" لم تتحقق بعد.
ويبدي يزن خيبته من ان احدا لم ينجد أحياء حمص المحاصرة من المأساة التي تعيشها. ويقول: "كنا نعتقد ان الناس لن يتركونا لنموت هنا".
 
جماعات «القاعدة» تخطف روح الثورة... والنظام يعزز وجودها
الحياة..كيليس (الحدود التركية - السورية) - رويترز -
عمت البهجة بين اللاجئين السوريين في موقع كيليس الحدودي عندما سمعوا أنباء تحرير بلدتهم أعزاز، ليس من قوات بشار الأسد بل من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) التابع لـ «القاعدة»، الذين أخضعوهم لنظام يستخدم التعذيب والإعدام بقطع الرأس في العلن.
ورأى سوريون ثاروا قبل ثلاث سنوات على حكم عائلة الأسد المستمر منذ 43 عاماً، أن العيش تحت حكم الجهاديين السنة المتشددين الذين قالوا إنهم جاؤوا لحمايتهم من فظائع الأسد، أسوأ حتى من العيش تحت حكم الأسد نفسه.
ولا يرجح مسار الحرب حتى الآن كفة أي من الجانبيين، لا الأسد ولا المعارضة المسلحة. لكن معارضيه الأجانب يتزايد شعورهم بأن المعركة من أجل سورية أضحت عملية ذات محورين، حيث لا تقل هزيمة الجهاديين أهمية عن الإطاحة بالأسد. وتحدث السوريون النازحون من المناطق التي سقطت تحت سيطرة الجماعات المرتبطة بـ «القاعدة» عن الطريقة التي فرض بها الجهاديون على غيرهم من المسلمين تفسيرهم القاسي والمتسم بالعنف في كثير من الحالات للإسلام.
وكان كثير من السوريين يأملون عندما بدأت الانتفاضة في آذار (مارس) 2011 ضمن موجة انتفاضات «الربيع العربي» إما في الإصلاح وإما في نهاية سريعة لحكم الأسد. لكن بعد مرور ثلاث سنوات ما زال الأسد في السلطة وتعرض مواطنوه للغازات السامة والتجويع والنفي والقصف مع بقاء مرتكبي كل هذه الأعمال بمنأى عن العقاب. إذ سرعان ما وجد كثير ممن نجحوا في البداية في تحرير أجزاء كبيرة من شمال سورية من سيطرة الحكومة أنفسهم تحت نير جهاديين أجانب.
واجتذب الصراع السوري مقاتلين أجانب يفترض أنهم احتشدوا للوقوف مع إخوانهم المسلمين ضد الأسد، لكنهم وجهوا بنادقهم نحو جماعات المعارضة المنافسة. وهم يتهمون تلك الجماعات بالردة لعدم اتباعها تفسيرهم المتشدد للإسلام وهو تفسير يقول قدامى مقاتلي المعارضة إنه دخيل على التقاليد السورية.
والأولوية بالنسبة إلى «داعش» كما صرح أحد مقاتليه لـ «رويترز» إقامة خلافة إسلامية في الشرق الأوسط على أعتاب أوروبا وليس محاربة الأسد.
وضع متشابك
يتسم الوضع في شمال سورية وشرقها بالفوضى حيث تتوزع فيها عشرات من جبهات القتال التي يتواجه فيها مقاتلو المعارضة مع القوات الحكومية أو مع جهاديين متطرفين. وفقدت المعارضة السورية في الخارج المعترف بها دولياً صدقيتها لدى المقاتلين في الميدان الذين باتوا يستخفون بأعضائها على أنهم ثوار فنادق خمسة نجوم يتشاحنون في اجتماعات لا تهم أحداً تعقد في أماكن مثل إسطنبول وجنيف.
وفي الوقت نفسه شهدت المنطقة حملة على تنظيم «داعش» الذي انسحب مقاتلوه إلى معاقلهم المتاخمة لحدود العراق وهي حملة لم تقتصر المشاركة فيها على الجماعات المعتدلة والجماعات الإسلامية المنتمية للتيار الرئيسي للإسلام السياسي، بل وشارك فيها المقاتلون المنافسون المرتبطون بـ «القاعدة» مثل مقاتلي «جبهة النصرة» التي تتألف في أغلبها من سوريين وتركز على محاربة الحكومة.
وتقول الأمم المتحدة إن اللاجئين السوريين يوشكون على تجاوز الأفغان إلى المرتبة الأولى كأكبر مجموعة من اللاجئين في العالم. إذ فر زهاء 2.4 مليون نسمة حتى الآن من الصراع الذي أودى بحياة 140 ألفاً.
وقال مسؤول خليجي إن القوى العالمية تدرك الآن أن عدم التدخل كان خطأ زاد عدد الأفراد الذين يحتمل أن يكونوا إرهابيين ويمثلون خطراً في المنطقة وخارجها. وأضاف أن هناك الآن هدفين في سوريا هما هزيمة هؤلاء «الإرهابيين» و»التعجيل بخروج الأسد».
الجهاديون الأجانب
المعلومات المؤكدة شحيحة للغاية، لكن أحد الخبراء يقدر عدد مقاتلي «القاعدة» بنحو 25 ألفاً. ويقدر عدد الأجانب بعشرة آلاف أجنبي ألفان منهم من أوروبا.
وفي داخل سوريا يتحدث السكان عن غياب القانون والترويع وعن حالة من الفوضى وانهيار سلطة الدولة.
ويسيطر الأسد على معظم الأراضي في المنطقة الممتدة من دمشق إلى ساحل البحر المتوسط والتي تضم أغلب أبناء طائفته العلوية وغيرها من الأقليات.
وإلى الشمال يسيطر مقاتلون سنة معتدلون على المنطقة الواقعة قرب الحدود التركية بينما شدد تنظيم «داعش» قبضته على المنطقة الممتدة بحذاء نهر الفرات نحو العراق والتي تتيح له الاتصال بـ «القاعدة» في العراق.
وفي شمال شرقي البلاد، أقام الأكراد شكلاً من أشكال الحكم الذاتي على غرار ما يتمتع به الأكراد العراقيون في شمال العراق.
أما في الجنوب، فيسيطر مقاتلون سنة على المناطق الممتدة من درعا قرب الأردن إلى القنيطرة الواقعة تحت سفوح مرتفعات الجولان المحتلة من إسرائيل.
وتنطوي هذه الصورة على تبسيط شديد لمدى التفتت في سورية حيث يختلف الممسكون بزمام السيطرة من حي إلى حي، بل من شارع إلى شارع، ومن نقطة تفتيش إلى أخرى. لكن الواقع المسيطر هو أنه لا غلبة لا للأسد ولا للمعارضة المسلحة.
شقاء
كان تدفق الجهاديين على البلاد نذيراً فيما بدأ بتغير الموازين في غير مصلحة الأسد. لكن واقع الأمر أنه جلب الشقاء على السوريين الذين يعيشون في مناطق سيطرة المعارضة وشوّه قضيتهم بربطها بالإرهاب. وإفادات من عاشوا هذا الواقع مروعة.
ويستعيد عبد الله خليل، وهو ناشط عمره 25 سنة وطالب يدرس الشريعة، ذكرى الفرح بتحرير أعزاز (شمال حلب قرب حدود تركيا) العام 2011. وقال: «حررنا أعزاز رمضان 2011. فرحنا كتير وبدأنا نشتغل على تنظيم البلاد والإغاثة لحد ما بدأ المهاجرون يوصلوا». وأضاف: «أول شيء دخلوا على أعزاز وعملوا معسكرات وكان بقيادة مهاجر من مصر معروف بأبوعبيده المهاجر. كان يدرب الشباب على السلاح. أول شيء قال في التظاهرة ممنوع التصفيق والغناء، ثم اغتالوا مرشد الثورة الشيخ يوسف لأنه كان معتدلاً. كانوا بيقولوا لنا احنا كفار مرتدين ونحن لا نطبق الشريعة وماشيين على الخطيئة». وتابع: «الإسلام موجود كثير في سورية، لكن ليس هذا النوع من الإسلام. هم شوهوا الدين وشوهوا الثورة».
ويصف بعض النشطاء نزاعاً داخل «القاعدة». ويقولون إن تنظيم «داعش» بقيادة العراقي أبو بكر البغدادي حاول في إطار ذلك النزاع السيطرة على «النصرة» التي يقودها أبو محمد الجولاني، لكن أيمن الظواهري الذي خلف أسامة بن لادن في زعامة «القاعدة» رفض. وقالوا إن المقاتلين السوريين ظلوا مع الجولاني و»النصرة»، لكن الأمر انتهى بأعزاز إلى الوقوع تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية». وعندها عرف أهل المنطقة ما الذي تعنيه الأعلام السوداء التي يرفعها الجهاديون الساعون لإقامة الخلافة.
وقال محمود عثمان (27 سنة): «أول شيء عملوه أن دخلوا على طلاب روضة 5 سنين 6 سنين وأرادوا فصل الصبيان عن البنات ثم بدأوا بالذهاب إلى مدارس البنات للتأكد إذا كانت البنات ملتزمات بلبس الخمار ويطلبون الزواج منهن. فتوقف الأهل عن إرسال بناتهم إلى المدرسة».
الأولوية ليست للأسد
وحرمت «القاعدة» التدخين والموسيقى وأي اختلاط بين الرجال والنساء ما لم تجمعهم قرابة وثيقة. وقال نشطاء إنهم فرضوا جزية على المسيحيين. وأعدموا بعض الرجال في الساحات العامة لأنهم حاربوا مع «الجيش الحر» المعارض. وقال عثمان: «كنا نسمع عنهم بالأفلام الآن بنشوفهم في الواقع. كله عندهم حرام الموسيقى حرام والأفراح حرام والدخان حرام».
ويقول سكان في أعزاز إن مقاتلي «داعش» انسحبوا إلى معقلهم في الرقة إلى الشرق بعدما أعلن بعض علماء الدين المحليين شرعية قتالهم. وقال نشطاء إن الحكومة لم تمس البلدات أثناء سيطرة مقاتلي «داعش» عليها ولم تقصفها بالبراميل المتفجرة إلا بعد أن غادروها. ويقولون إن هذا دليل على أن الأسد يريد أن تكون الغلبة لأكثر الإسلاميين تشدداً في مناطق المعارضة حتى يستطيع أن يصور حربه على أنها معركة مع «القاعدة». ويشير الأسد إلى أعدائه بشكل متكرر على أنهم «إرهابيون».
ويصف خالد إبراهيم (30 سنة) وهو من الرقة (شمال شرق) وكان يعمل في مجال الإعلان قبل الحرب منطقته بأنها محافظة تابعة لتنظيم «داعش» يحكمها الإرهاب. وقال إنهم يعدمون في كل يوم جمعة في ميدان عام نشطاء ومقاتلين من «الجيش الحر» وبعض الأشخاص ممن يمارسون النهب سواء بالسيف أو رمياً بالرصاص.
وقال هو وآخرون إن كل من عمل مع منظمة غير حكومية أجنبية أو إحدى وسائل الإعلام الأجنبية يعتبر «عميلاً للكفار». وقال أبو ثائر (25 سنة) وهو طالب يدرس علوم الكمبيوتر وناشط إعلامي احتجزه تنظيم «داعش» مع مقاتلين من «الجيش الحر» وموظفين لدى منظمات غير حكومية: «كان الواحد يدخل علينا بالسيف ويقول لنا انتوا كفرة مرتدين جيناكم بالدبح بدنا نقطع رقابكم. كان الواحد يشتهي الموت كل يوم. كانوا بدأوا أول شيء بتعذيب الجيش الحر وكل يوم يعذبوا الواحد. يوم يقطعوا اصبعه يوم يقطعوا شقفة من إذنه».
وانشق أبو علاء (25 سنة) عن «داعش» ويقيم حالياً في كيليس. وكان قبل انضمامه لـ «داعش» عضواً في «الجيش الحر». وقاتل ستة أشهر مع الجهادي المخضرم المعروف بالاسم المستعار «أبو عمر الشيشاني»، وهو القائد التابع لـ «داعش» الذي استولى على قاعدة جوية حكومية قرب حلب الصيف الماضي.
وسجن أبو علاء وهرب من السجن بعد أن حاول مساعدة أصدقاء قبض عليهم وتعرضوا للتعذيب ثم أعدموا. وقال أبو علاء: «كانوا عم بيعذبوا بالكهرباء وبالضرب. قاموا بتصفية عدد كبير على أساس إن هدول عملاء للغرب».
وزاد عدد مقاتلي «داعش» بانضمام 500 جهادي فروا من سجن أبو غريب في العراق و700 آخرين أطلق سراحهم من سجن صيدنايا العسكري قرب دمشق، فيما اعتبر في دوائر المعارضة والدوائر الغربية محاولة من جانب الأسد لتعزيز قوات الجهاديين في سورية على حساب التيار الرئيسي للمعارضة المسلحة.
وقال أبو خالد، الجندي السابق في الجيش النظامي والضابط في «داعش» الآن: «هدف تنظيم الدولة الإسلامية هو إقامة دولة الخلافة الإسلامية التي تستقطب المسلمين في كل أنحاء العالم. عندنا مخيمات تدريب في سورية والعراق وهدفنا هو قتال الكفار إن كان بشار أو الجيش الحر». وأضاف: «الكافر يقطع رأسه وواجب المرأة أن تتبع الشريعة».
 
قتلى قرب يبرود... ومقتل قيادي من «داعش» وسط مفاوضات لتبادل أسرى
لندن - «الحياة»
قتل عدد من قوات النظام السوري والميلشيات الموالية في مواجهات عنيفة جرت أمس في أطراف مدينة يبرود شمال دمشق في القلمون قرب حدود لبنان، في وقت أكدت مصادر في المعارضة مقتل أحد قادة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في شمال شرقي سورية وسط مفاوضات بين «داعش» و «لواء ثوار الرقة» لتبادل الأسرى.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن مناطق في حي جوبر شرق العاصمة تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية وسمع دوي انفجار في المنطقة بين حيي القصور والتجارة المجاورين لجوبر، في حين دارت اشتباكات بين مقاتلي «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل ومقاتلي «جبهة النصرة» ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في مخيم اليرموك جنوب العاصمة.
وفي ريف العاصمة، قصفت قوات النظام مناطق في مدينة يبرود في القلمون قرب حدود لبنان بعد تقدم هذه القوات وعناصر من «حزب الله» في مزارع ريما المحيطة في يبرود أول من أمس وأطراف مدينة عدرا حيث زار الرئيس بشار الأسد أمس مهجرين منها أمس، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وقال «المرصد» لاحقاً إن مقاتلي المعارضة «دمروا آليتين للقوات النظامية في منطقتي ريما والعقبة، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وما لا يقل عن سبعة مقاتلين من الكتائب الإسلامية المقاتلة». وتابع: «تعرضت مناطق في جرود تلفيتا المجاورة ليبرود لقصف من القوات النظامية منذ صباح اليوم (أمس) في حين قتل في منطقة وادي بردى، عشرة من قوات النظام».
وفي شمال شرقي البلاد، أفاد «مكتب الرقة الإعلامي» بمقتل «أبو محمد المصري» الذي كان «أمير سد تشرين» من قبل مقاتلي «لواء ثوار الرقة»، علماً أن سجن سد تشرين قرب الواقع على سد الفرات في شمال شرقي سورية وقرب حدود تركيا، أحد السجون الأساسية لـ «داعش»، حيث يتوقع أن يضم السجناء والمخطوفين البارزين بينهم الأب باولو دالوليو.
وقالت مصادر لـ «الحياة» إن الجولة الأولى من المفاوضات بين «داعش» و «ثوار الرقة» فشلت بسبب رفض التنظيم إدخال أسماء الناشطين المدنيين في صفقة التبادل. وأوضح ناطق إعلامي باسم «ثوار الرقة» صحة الأنباء المتداولة حول بدء مفاوضات، حيث كانت «الجولة الأولى كانت فاشلة، في حين تجري الآن جولة ثانية يتم فيها تبادل الآراء».
وقال إن مسؤولي «داعش» أعربوا عن انزعاجهم من المطالبة بالإفراج كل الناشطين والإعلاميين، لافتاً إلى أن بين الأسرى لدى «ثوار الرقة» قادة كباراً من «داعش». ونشر «لواء الرقة» قائمتين بأسماء 30 شخصاً من «داعش» ومئة شخص من النشطاء والمقاتلين والشخصيات العامة لدى «داعش»، بينهم المحامي عبدالله الخليل والناشط فراس الحاج صالح والأب باولو.
إلى ذلك، قال «المرصد» إن قوات النظام قصفت أمس منطقة المشفى الوطني في الرقة التي كانت سيطرت عليها قوات المعارضة في آذار (مارس) العام الماضي، لافتاً إلى أن «القوات النظامية قصفت أيضاً مناطق في مدينة دير الزور المجاورة في وقت دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في حي العمال وسط استهداف الكتائب الإسلامية المقاتلة بالرشاشات الثقيلة مراكز القوات النظامية في الحي».
وفي شمال غربي البلاد، قال «المرصد» إن «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة ولواء الأمة من جهة أخرى في محيط حاجز السلام غرب مدينة خان شيخون في ريف ادلب، وسط قصف متبادل بقذائف الهاون بين الطرفين. كما تعرضت مناطق في بلدة بنش في ادلب لقصف من قبل القوات النظامية».
وفي حماة الواقعة بين ادلب وحمص في وسط البلاد، أفاد «المرصد» أن قوات النظام قصفت مناطق في ريف حماه الشمالي، في حين استهدف مقاتلو الكتائب المقاتلة بعدد من الصواريخ محلية الصنع رتلا للقوات النظامية على الطريق العام قرب مورك وسط اشتباكات قرب مورك، لافتاً إلى أن قوات النظام قصفت مناطق في البلدة و «قتل خمسة عناصر من قوات الدفاع الوطني وأصيب ما لا يقل عن 9 آخرين خلال اشتباكات مع لواء إسلامي مقاتل عند حاجز المجبل في ريف السلمية» في حماة.
 
مرتزقة أميركيون يقاتلون دفاعاً عن بشار الأسد
 المصدر : العربية
تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات لاثنين من المرتزقة قادمين من لوس أنجلوس الأميركية للمساهمة في الحرب الدائرة في سوريا للدفاع عن بشار الأسد.
وذكر موقع الإذاعة الفرنسية باللغة الفارسية أن المرتزقين اللذين يظهران في الصور والفيديو هما من أعضاء العصابات الإجرامية اللاتينية في الولايات المتحدة، فأحدهما يدعى "كريبر" من عصابة "جي دبليو13" وزميله "وينو" من عصابة "وست سايد" المعروفة بـ"أرمينيان باور".
ومن خلال النظرة الأولية للفيدو يبدو أن المرتزقين يحاولان الظهور بمظهر أعضاء العصابات الإجرامية مكونة من أميركيين من أصول أميركية جنوبية والمعروفين بـ"لاتينو".
في صفوف حزب الله أم الجيش السوري؟
بعض المواقع على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي القريبة من معارضي بشار الأسد تقول إن المرتزقين الأميركيين من أعضاء حزب الله اللبناني، وذلك استنادا إلى صورة يظهر فيها وينو وهو يحمل وشاحا عليه دعائية لحزب الله اللبناني، إلى جانب أحد عناصر هذا الحزب الموالي للأسد، والبعض الآخر يقول إنهما يقاتلان في صفوف الجيش النظامي السوري.
ولكن في واقع الأمر هذان المرتزقان أميركيان من أصول أرمنية سورية، هاجرت أسرتهما منذ سنين إلى لوس أنجلوس، والتحقا بصفوف العصابات الإجرامية في هذه المدينة.
وتفيد التقارير بأن الاسم الحقيقي لوينو هو نرسس كيلاجيان، حيث نشر قبل فترة صورا له على "فيسبوك"، كان التقطها أثناء تواجده في سوريا.
كما نشرت عصابة "أرمينين باور" الأميركية مؤخرا الفديو الذي يظهر فيه "فينو" و"كريبر" مسلحين في سوريا، وتناقلته مواقع عدة على الإنرنت.
نحن نحارب "الإرهابيين"
ويبرر هاروتيون سليمان، قس أرمني حلبي في حديث له مع متعاون مع الإذاعة الفرنسية على اتصال بأرمن سوريا، يبرر تواجد المرتزقة إلى جانب قوات الأسد بذريعة محاربة الإرهاب، قائلا: "أحد الشابين في الفيديو الذي يعرف نفسه "كريبر" اسمه الحقيقي "ديفيد مادريان"، وأسرته كانت من الأسر الأرمنية العريقة في حلب".
وأضاف: "إنه لم يكن مجرماً ولكن عندما واجه مشاكل قضائية انتقل إلى سوريا ورأيناه وشم جسده من رأسه حتى قدميه، وظهر يحمل السلاح وهو حالق الرأس بعد التحاقه بالقوات الدفاعية التي شكلتها الحكومة، وتفيد أسرته بأنه جرح مؤخرا".
وأعرب القس عن استغرابه لنشر صورهما بهذه السرعة، مؤكدا أنهما من الأرمن، مضيفا أن الكثير من المسيحيين يفضلون البقاء إلى جانب بشار الأسد هروبا من ضغوط وهجمات المجموعات الجهادية، على حد قوله.
وتفيد آخر التقارير بأن 35 ألفا من الأرمن غادروا منطقة حلب متوجهين إلى جمهورية أرمينيا ولبنان، ولم يبق منهم في هذه المدينة إلا 20 ألف نسمة فقط.
 
الائتلاف: الصمت الدولي عن الأسد يهدد السلم الأهلي
 ا ف ب، رويترز، قنا، الائتلاف الوطني السوري، «المستقبل»
حذر الائتلاف الوطني السوري أمس من أن استمرار القصف الذي تقوم به قوات بشار الأسد للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا، «تهديد مباشر للسلم الأهلي وإشعال لنار الفتنة الطائفية«، مع مناشدة الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون لروسيا والولايات المتحدة المساعدة في إنهاء الحرب الأهلية في سوريا التي «تشهد الآن أكبر أزمة إنسانية تهدد السلم والأمن في العالم مع بلوغ العنف مستويات لا يمكن تصورها«.
وصد مقاتلو المعارضة أمس هجمات قامت بها قوات الأسد والميليشيات المقاتلة معها يرافقها قصف عنيف على مناطق القلمون ويبرود من ريف دمشق وعلى حماه.
سياسياً، حذر الائتلاف الوطني السوري في بيان له من «استمرار القصف والقتل من قبل قوات النظام لبلدة الزارة والحصن بريف حمص»، واعتبرها «تهديدا مباشرا للسلم الأهلي وإشعالا لنار الفتنة الطائفية».
ودعا الائتلاف في بيانه «الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبابا الفاتيكان فرنسيس إلى التدخل العاجل والفوري لحماية المدنيين»، مشيدا أثناء بيانه بـ»مواقف الجيش السوري الحر والتزامهم بضبط النفس والتخلق بمبادئ الثورة السورية ومثلها العليا». وأشار البيان في ختامه إلى «أن أي خرق للعهود والمواثيق الدولية سيظل محل إدانة، وسيحاسب مرتكبوه كائناً من كانوا أمام قضاء عادل ونزيه».
ودعا الائتلاف الوطني «إلى التمسك بالوحدة الوطنية، وعدم الوقوع في فخ التفرقة الذي ينصبه نظام الأسد في محاولات يائسة لتفكيك المجتمع السوري والقضاء على ثورته»، وقال: «إن عجز المجتمع الدولي عن وضع حد للجرائم التي ترتكبها قوات الأسد على مدار ثلاث سنوات، ساهم ولا يزال بشكل مباشر وغير مباشر في تشجيع هذه القوات والميليشيات التابعة لها على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الأبرياء في سوريا«.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون روسيا والولايات المتحدة أمس، المساعدة في إحياء محادثات السلام المتوقفة التي تستهدف إنهاء الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ثلاث سنوات، قائلا إن الوقت حان لوضع حد لإراقة الدماء والحرب التي مزقت سوريا.
وقال المكتب الصحافي لبان في بيان صدر بمناسبة الذكرى الثالثة للانتفاضة السورية «سوريا فيها الآن أكبر أزمة إنسانية تهدد السلم والأمن في العالم مع بلوغ العنف مستويات لا يمكن تصورها». وأضاف البيان «جيران سوريا يتحملون الآثار الإنسانية والأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة لهذا الصراع والتي يصعب تحملها».
ميدانياً، شهدت قرية إفرة القريبة من اللواء 104 التابع للحرس الجمهوري في وادي بردى بريف دمشق قصفا عنيفا من قبل قوات الأسد، ما أسفر عن سقوط 4 شهداء وعدد من الجرحى، بالتزامن مع اشتباكات في المنطقة أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الثوار وقوات الأسد.
وفي القلمون، واصلت قوات الأسد وعناصر حزب الله محاولاتها التقدم على محوري ريما والعقبة، إلا أن الثوار تصدوا لهم واستطاعوا تدمير دبابة وآلية عسكرية وقتل 9 عناصر منها، فيما قتل عنصران من الثوار.
كما قتل ضابطان من الحرس الجمهوري في اشتباكات مع الثوار أمس الثلاثاء على جبهة ريما، في حين ردت قوات الأسد بقصف مدينة يبرود ومحيطها بالمدفعية والصواريخ، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
وتصدت كتائب الثوار لمحاولات تسلل إلى بلدة معلولا بالقلمون في ريف دمشق من قبل قوات الأسد المدعومة بعناصر من ميليشيا اللجان الشعبية من بلدتي عين التينة ومعلولا. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 7 من القوات المتسللة التي أجبرت على التراجع.
وفي محيط يبرود، حاول عناصر من حزب الله اقتحام منطقتي مزارع ريما والسحل مصحوبة بغطاء جوي كثيف من طيران الأسد، حيث تصدى الثوار لهم وقتلوا 5 من عناصر الميليشيا و6 من قوات الأسد ودمروا آلية عسكرية، بينما قتل 4 عناصر من كتائب الثوار في تلك الاشتباكات.
في الأثناء، حاولت قوات الأسد التقدم من ناحية العقبة عدة مرات باتجاه يبرود غير أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، ونجم عنها مقتل ضابط وعدد من مرافقيه خلال كمين نصبته لهم كتائب الثوار في محيط مدينة يبرود.
بموازاة ذلك، استهدف الطيران المروحي مدينة يبرود بـ 6 براميل متفجرة أدت إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وتصدت كتائب الثوار الأربعاء لأعداد كبيرة من ميليشيات الشبيحة كانت متوجهة إلى مورك بحماه لمؤازرة قوات الأسد التي تسعى إلى السيطرة على المنطقة.
وقدم الشبيحة من مدينة حماه والقرى الموالية لنظام الأسد لمساندة قواته التي حاولت منذ الصباح استعادة السيطرة على الطريق الدولي الواصل بين بلدتي مورك وخان شيخون، لكن الثوار تصدوا لها ودمروا آلية عسكرية، وقتلوا عنصرين منها.
كما استهدف الثوار مطار حماه العسكري ومعاقل الشبيحة في قرية ربيعة الموالية لنظام الأسد بقذائف مدفعية.
وكان الثوار سيطروا الثلاثاء على حاجز المجبل في قرية الشيخ هلال، وتمكنوا من قتل جميع عناصر قوات الأسد التي كانت متمركزة على الحاجز، كما غنموا أسلحة ثقيلة ومضادا للطيران ودبابتين.
وقال المرصد السوري إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في الحي الغربي لبلدة بصرى الشام في درعا. وفي نفس المحافظة، قتل طفل متأثرا بجراح أصيب بها جراء قصف القوات النظامية لمناطق في مدينة نوى يوم أول من أمس، وقتل رجل من بلدة طفس تحت التعذيب في سجون القوات النظامية.
وفي محافظة دمشق، اغتال مسلحون مجهولون ليل أمس عميدا متقاعدا في منطقة التجارة، تبعه انتشار للقوات النظامية في المنطقة، بحسب ناشطين.
كما تعرضت أطراف شارع الـ 30 ومخيم اليرموك لقصف من قبل القوات النظامية، واستهدفت الكتائب الإسلامية المقاتلة بقذائف الهاون تمركزات القوات النظامية قرب برج 8 آذار بمنطقة الزبلطاني، فيما استشهد رجل من مخيم اليرموك جراء إطلاق نار مجهول المصدر في المخيم.
وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حيي الصاخور ومساكن هنانو ما أدى الى مقتل رجل في حي مساكن هنانو وسقوط جرحى، كما تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي لواء مقاتل في حي الأشرفية.
وفي سياق آخر، قرر نظام دمشق اغلاق سفارتيه في الكويت والسعودية بسبب رفض هذين البلدين الموافقة على اعتماد ديبلوماسيين سوريين لديهما، وفق ما قال الاربعاء ديبلوماسيون في دمشق.
وقال هؤلاء الديبلوماسيون ان «سفارتي سوريا في الكويت والسعودية ستغلقان ابوابهما لان هذين البلدين يرفضان منذ بدء الازمة الموافقة على اعتماد ديبلوماسيين تقترحهم دمشق، وينحازان لمصلحة المعارضة» التي تقاتل نظام الاسد.

 

 

الجيش الحر: إذا حوصرنا في القلمون سننقل المعركة إلى عقر دار "حزب الله" داخل لبنان

الجمهورية..
هدد قائد عسكري كبير في الجيش السوري الحر بمنطقة القلمون المحاذية للحدود اللبنانية بـ"نقل المعركة إلى عقر دار "حزب الله" في الجانب الآخر من الحدود"، مؤكداً أن القلمون مازالت عصية على جيش النظام والميليشيات الشيعية التي باتت "تحركه" وتدعمه، وأن صمودها مرده إلى ثبات الثوار الحقيقيين الذين لا يتلقون الدعم الكافي من المعارضة والمجالس العسكرية.
وفي حوار مطول مع "السياسة"، كشف القيادي الميداني قائد غرفة عمليات فليطة النقيب صفوان عودة، الذي يعتبر من أوائل الضباط الذين انشقوا عن النظام منذ بدايات الثورة في نيسان 2011، عن تفاصيل كثيرة تتعلق بالأوضاع الميدانية في القلمون ويبرود والمناطق الحدودية مع لبنان، ووجه انتقادات لاذعة إلى المعارضة السورية التي لا تدعم الثوار بالشكل المطلوب، وإلى الكتائب الإسلامية التي تسعى لبناء قواعد عسكرية وتنظيمية وتخطط لمرحلة ما بعد النظام قبل إسقاطه.
وأكد النقيب عودة أن قوات جيش النظام والميليشيات الشيعية التي تقاتل معه لم تتمكن حتى الآن من تحقيق أي تقدم يذكر على جبهة القلمون، سوى من جهة قرية السحل وجزء من مزارع ريما، وان القلمون لا تزال عصية على هذه القوات والميليشيات رغم محدودية السلاح وندرته مقارنة بسلاح جيش النظام الذي بدأ يستخدم لاستهداف الثوار كأفراد "سلاحاً صاروخياً مضاداً للدروع يسمى الكورنيت"، وهي صواريخ روسية الصنع تطلق من مسافة بعيدة تصل الى خمسة كيلومترات"، عازياً هذا التطور لـ"عجز العناصر الشيعية التي تقود المعركة على الأرض عن التقدم وخوض أي مواجهات مباشرة مع الثوار."
وأوضح أن سقوط قرية السحل ليس له أي تأثير مهم على سير المعركة، سيما أنها كانت تحسب "ساقطة عسكرياً لموقعها المطل على الكتيبة الـ23 التابعة لجيش النظام, التي تسيطر على أغلب تلال السحل."
وأشار النقيب عودة إلى أنه "منذ بداية الثورة كان الثوار يتسللون إلى السحل بسرية وبحذر، فيما تعتبر بلدة فليطة التي تبعد تسعة كيلومترات عن يبرود، الجبهة الأكثر أهمية بالنسبة لكتائب الجيش الحر، وذلك لموقعها الستراتيجي كونها منطقة جبلية مرتفعة، والأقرب الى الحدود اللبنانية، كما أنها صلة الوصل بين قرى القلمون ومدينة عرسال اللبنانية، ولذلك فإذا سقطت بلدة فليطة سقط القلمون بأكمله."
وبشأن التطورات العسكرية على جبهة القلمون، اوضح ان النظام لم يتوقف منذ عام ونصف العام عن شن غارات جوية على منطقة القلمون، وازدادت شراسة الهجمات بالبراميل المتفجرة في الأيام الاخيرة، "لكن حتى الآن لا يزال النظام عاجزاً عن تحقيق أي تقدم، والسبب يعود الى طبيعة المنطقة الجبلية الوعرة التي تساعد الثوار على الصمود"، لكنه أعرب عن خشيته من لجوء قوات النظام إلى أسلحة جديدة أكثر فتكاً أو أسلحة محرمة دولياً لإخضاع المنطقة.
وأكد النقيب عودة أن "عناصر جيش نظام الأسد مجرد أحجار شطرنج تحركها الميليشيات الشيعية من "حزب الله" اللبناني و"فيلق بدر" العراقي، كما يشاركهم في المعارك عناصر ما يسمى بجيش الدفاع الوطني التابع للنظام، وهو جيش مستحدث تم تشكيله وتجنيد المدنيين فيه على أساس طائفي."
واضاف ان الثوار في غالبية الأحيان يلتقطون عبر أجهزة اللاسلكي مشادات كلامية بين هذه العناصر التابعة لـ"جيش الدفاع" وبين قادة من "حزب الله"” يتم التعرف عليهم من لهجتهم اللبنانية، وهم يكيلون السباب والشتائم البذيئة لهذه العناصر عندما ترفض أن تكون في المقدمة أو تنفيذ مهمة التسلل والمخاطرة.
وأشار الى ان عناصر "حزب الله" تتعامل مع هؤلاء بفوقية عالية وبحال سقط أحدهم جريحاً أو قتيلاً يترك على أرض المعركة ولا يتم إنقاذه أو سحب جثته, في حين اذا سقط قتلى لـ"حزب الله" تعمد عناصره إلى رمي السلاح فوراً وسحب الجثث والفرار من أرض المعركة.
وبشأن المنافذ التي تسكلها عناصر "حزب الله" للوصول الى القلمون، قال عودة ان الحزب لا يمكنه المخاطرة والدخول من المناطق الحدودية اللبنانية المتاخمة لجبهة القلمون كون هذه المنطقة محصنة بشكل جيد، وأيضاً كي لا يثير عبورها القرى اللبنانية نقمة الشعب اللبناني لزجهم في معركة قد تنتقل الى أراضيهم.
وكشف عن أن عناصر الحزب تدخل الأراضي السورية عن طريق مدينة القصير في حمص أو الطريق الدولية دمشق- بيروت ومركز تجمعها مدينة قارة التي سقطت بيد النظام الصيف الماضي.
واستبعد النقيب عودة فرض حصار على الثوار في منطقة القلمون، مؤكداً أنه "في هذه الحالة سيضطرون عندها للتوجه غرباً ونقل المعركة الى عقر دار "حزب الله" داخل الأراضي اللبنانية."
 
 
واشنطن مستمرة بالتعاون مع روسيا حول الكيميائي السوري والنووي الإيراني
طهران تستضيف مؤتمراً للمتعاطفين مع الأسد
 رويترز، يو بي أي
استضافت إيران نسخة منافسة لمؤتمر «أصدقاء سوريا» امس حيث اجتمع نواب من دول حليفة حول العالم للسعي من أجل حل ديبلوماسي للحرب الأهلية في سوريا والتنديد بالتدخل الغربي المزعوم.
وإيران حليف قديم لبشار الأسد إذ تقدم له الدعم المالي والعسكري والمعنوي في حربه ضد مسلحين يحاولون الإطاحة به. ويشبه المؤتمر الذي يستمر يوما واحدا فيما يبدو سلسلة من مؤتمرات «أصدقاء سوريا» التي تعهدت فيها دول غربية وعربية بالدعم السياسي والمالي لمسلحي المعارضة ولملايين السوريين الذين نزحوا عن ديارهم بسبب الحرب.
وفي المؤتمر الذي عقد في طهران وحضره مشرعون من روسيا والجزائر وسوريا والعراق ولبنان وكوبا وفنزويلا تحدى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني مسلحي المعارضة السورية أن يلقوا السلاح ويسعوا لخلع الأسد عبر صناديق الاقتراع.
وقال لاريجاني في تصريحات نقلتها قناة تلفزيون «برس» الإيرانية «الانتخابات هي أفضل سبيل لتحديد مصير بلد... أنتم لا تعتقدون أن الأسد يتمتع بقاعدة شعبية؟ حسنا. اتركوا الشعب يقرر ذلك».
وتطالب جماعات المعارضة السورية الأسد بالتنحي وتقول إنه لم تعد له أي شرعية. ويريدون أيضا استبعاده من أي انتخابات جديدة لأنها حسب قولهم لن تكون حرة أو نزيهة.
وانتقد المشرع الإيراني الكبير علاء الدين بوروجردي الدعم الأميركي للجماعات المسلحة السورية قائلا إن ذلك خلق «جيشا من الإرهابيين» أصبح يمثل تهديدا عالميا.
في واشنطن، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، استمرار التعاون مع روسيا حول قضايا عدة أبرزها البرنامج النووي الإيراني وتدمير الأسلحة الكيميائية السورية.
وسئل كارني، خلال مؤتمر صحافي، عما إذا كان الموقف الأميركي من روسيا بسبب أوكرانيا، سيؤثر على التعاون بينهما حول سوريا، أو تدمير الأسلحة الكيمائية، أو عملية السلام، فأجاب لدينا تعاون مهم جداً مع روسيا حول تدمير برنامج الأسلحة الكيميائية السورية.
وأضاف ثمة تعاون مهم مع روسيا حول شؤون أخرى، من بينها قضايا تخضع للتفاوض ضمن إطار مجموعة 5 +1 والبرنامج النووي الإيراني. وأردف كارني نحن نعتزم الاستمرار في العمل مع كل شركائنا حول هذه المسائل.
وقال أود ان أشير انه في ما يتعلق بالأسلحة الكيميائية في سوريا، لعبت روسيا دوراً رائداً في جعل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد يتعهد بجمع مخزون الأسلحة الكيميائية، وإخراجه من البلاد وتدميره، لذا فإن لديها مسؤوليات تجاه المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماتها.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

دراسة أميركية: الهدف العسكري للأسد تقليص المعارضة المسلّحة إلى تهديد إرهابي....حوار باكستاني مع أسياد الإرهاب...بوتين يريد الفوضى في أوكرانيا...ايران والاصطفاف الغربي ضد روسيا....تجفيف تمويل الدفاع..امبراطورية الوهم الروسي تضحّي بالاقتصاد

التالي

أوكرانيا على مفترق: جسر بين الشرق والغرب أم ساحة صراع؟...«الإسلام الكردي» إذ يستيقظ ....عصائب أهل الحق العراقية تبسط نفوذها بسوريا بالقتال مع الأسد.....في الذكرى الثالثة.. متفائلون بتحقيق أهداف الثورة رغم الصعوبات...السياسة الصينية والعالم العربي.. توجهات ومصالح وبكين من قوة إقليمية إلى نفوذ دولي

في غزة، الوقت الأكثر خطراً..

 الأربعاء 23 تشرين الأول 2024 - 7:38 م

في غزة، الوقت الأكثر خطراً.. لا ينبغي للولايات المتحدة أن تنتظر لترى إذا كان مقتل قائد حماس يحيى … تتمة »

عدد الزيارات: 175,150,354

عدد الزوار: 7,779,944

المتواجدون الآن: 1