الراعي يقترح استمرار الرئيس بصلاحيته حتى انتخاب خَلَفه والحريري أبلغ الراعي عدم ممانعته التمديد....ماذا تتوقع المخابرات الغربية؟

مجموعة الدعم الدولية لتجنّب الشغور الرئاسي / السباق مع الفراغ أمام المرحلة الحاسمة..."MTV": حزب الله يفرج عن المصور السوري محمد الحدّار بعد 9 أيام من إحتجازه

تاريخ الإضافة الأربعاء 14 أيار 2014 - 6:06 ص    عدد الزيارات 2071    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

مجموعة الدعم الدولية لتجنّب الشغور الرئاسي / السباق مع الفراغ أمام المرحلة الحاسمة
النهار
اذا كانت نبرة بكركي وسيدها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وكذلك زوارها قد اتسمت في الساعات الاخيرة بما يشبه دق جرس الانذار المتقدم بأقوى العبارات حيال خطر الفراغ الرئاسي الزاحف، فان الوقائع السياسية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي قبل 12 يوما فقط من انتهاء المهلة الدستورية لم تترك سوى هامش هزيل جدا لـ"أعجوبة" انتخابية في ربع الساعة الاخير تنقذ قصر بعبدا من استعادة مشهد رئيس يغادره من غير ان يسلم خلفا منتخبا مقاليد الرئاسة.
فقد علمت "النهار" ان رئيس الجمهورية المشارفة ولايته على النهاية العماد ميشال سليمان لا يعتبر نفسه معنيا بكل ما أثير في الايام الاخيرة من اقتراحات انخرط فيها بعض القريبين منه كوزير الشباب والرياضة العميد الركن عبد المطلب حناوي في شأن استمرار الرئاسة الى حين انتخاب رئيس جديد، وهو يمضي في الترتيبات لمغادرة القصر منتصف ليل 24 - 25 ايار الجاري مع سائر مستشاريه ومعاونيه بعد احتفال تجري الاستعدادات لاقامته ويلقي فيه سليمان خطاب الوداع، علما ان هذه الترتيبات لم تستكمل بعد لانها لا تزال تلحظ ضرورة انتظار الايام الاخيرة التي تسبق نهاية الولاية "علَّ وعسى" تطورا يحصل ويحمل رئيسا جديدا الى بعبدا. واذ تكشف هذه الاستعدادات ان أي مفاجآت غير محسوبة في شأن اقتراح استمرار الولاية الرئاسية بعد 25 ايار ليست واردة واقعيا ودستوريا لتعذر التوافق الصعب على تعديل دستوري يحتمه هذا الاقتراح، تماما كتعذر التوافق الذي يضمن تأمين نصاب الجلسات الانتخابية، فان معالم التشاؤم حيال انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية راحت تتسع بقوة وعكستها حركة الاستنفار السياسية التي تشهدها بكركي وسواها من مقار المراجع المعنية.
بلامبلي والامم المتحدة
كما ان البيان الذي أصدره امس الممثل الخاص للامم المتحدة ديريك بلامبلي عقب زيارته لرئيس مجلس النواب نبيه بري باسم مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان غلبت عليه نبرة التخوف من الفراغ الرئاسي والتشديد على ضرورة تجنب الشغور. وقد شدد بلامبلي على نقطتين اساسيتين: الاولى "الاصرار على ان الاستحقاق الانتخابي الرئاسي هو عملية لبنانية بحتة وضرورة ابقائها خالية من التدخل الخارجي"، مشيرا الى ان "لا علم لدينا بأي عقبة خارجية ممكن ان تعرقل حصول الانتخابات بنجاح في الموعد المحدد". اما النقطة الثانية فهي "التشديد على ان اصدقاء لبنان في المجتمع الدولي لديهم اهتمام كبير باتمام الاستحقاق بنجاح في الموعد المحدد"، داعيا الى "تجنب الشغور في موقع الرئاسة"، وحاضا النواب على "العمل بشكل دؤوب في الايام المقبلة لتأمين انتخاب رئيس في الموعد الذي يحدده القانون".
وأفاد مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى ان الأمم المتحدة أكدت أمس أن "الانتخابات الرئاسية في لبنان عملية محليّة صرفة، وينبغي أن تبقى خالية من أي تدخل خارجي". وأعلنت من جهة اخرى أن القوة الموقتة للمنظمة الدولية في لبنان "اليونيفيل" باشرت تحقيقاً للتثبت من الحقائق المتصلة بالخرق الإسرائيلي الأخير في منطقة الناقورة - اللبونة.
ورداً على سؤال لـ"النهار" عن الإنتهاك الإسرائيلي الأخير للخط الأزرق قرب رأس الناقورة - اللبونة، صرح الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بأنه "صبيحة الأحد الماضي، وفي مهلة وجيزة، أبلغ الجيش الإسرائيلي اليونيفيل خططا سيقوم بها لأعمال الصيانة على طول الخط التقني في المنطقة جنوب الخط الأزرق في الجانب الإسرائيلي"، مضيفاً أن "اليونيفيل في المقابل أوصلت المعلومات الى الجيش اللبناني، طبقاً لتدابير الإتصال والتنسيق القائمة. ونشرت اليونيفيل دوريات في المكان لمعاينة الأعمال التي يجريها الجيش الإسرائيلي". وأوضح أنه "في ضوء الهواجس التي أثارها لبنان في هذا السياق، قرر قائد اليونيفيل الميجر جنرال باولو سييرا اطلاق تحقيق للتثبت من الحقائق وملابسات هذه التطورات"، مشيراً الى أن "الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل وعلى طول الخط الأزرق لا يزال هادئاً واليونيفيل تواصل عملياتها المعتادة بالتعاون مع الجيش اللبناني".
في بكركي
أما على الصعيد الداخلي، فبدت ملامح السباق مع خطر الفراغ الرئاسي عبر الحركة الاستثنائية التي تشهدها بكركي حيث كان من ابرز زوارها امس الرئيس امين الجميل الذي خرج من لقائه والبطريرك الراعي ليطلق سلسلة تحذيرات جديدة من الفراغ الرئاسي "ونتائجه الخطيرة جدا خصوصا انه يشكل خللا كبيرا في التوازن الميثاقي في البلد". كما زار بكركي مدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري موفدا من الرئيس السابق للحكومة معلنا "اننا كفريق سياسي نتخوف من الفراغ ولا نعتبره امرا طبيعيا ويهمنا بقاء المكون المسيحي كرمز للبلاد وهو ما نسعى اليه". ويشار الى ان الرئيس الحريري كان التقى في باريس النائب سامي الجميل.
وقالت أوساط كتائبية ان البطريرك الراعي سأل الرئيس الجميل خلال لقائهما امس: "لماذا لا يتفقون على ترشيحك ما دمت تمد الجسور بين الجميع؟" اما زيارة السيد نادر الحريري لبكركي فقد كانت من اجل تأكيد تيار "المستقبل" انه ضد الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية ومع عدم تعطيل جلسة انتخاب رئيس جديد. وفيما كان نادر الحريري يغادر بكركي كان الجميل قد وصل فكان لقاء عابر على الواقف ضم الجميل والراعي والحريري.
من جهة أخرى، ذكر ان البطريرك تابع خلال الايام الثلاثة الاخيرة التشاور مع المرجعيات الداخلية في شأن فكرة بقاء الرئيس سليمان في منصبه بعد 25 أيار الجاري اذا لم تجر الانتخابات على ان يقترن تعديل المادة 62 من الدستور بعبارة "لمرة واحدة". فانتهت هذه المشاورات الى عدم الحصول على جواب واضح من رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جانب رفض لهذه الفكرة من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر". اما في ما يتعلق بقوى 14 آذار ودول اوروبا والولايات المتحدة والخليج وايضا روسيا فلم تمانع باعتماد هذا المخرج. في موازاة ذلك، يرى ديبلوماسيون من دول كبرى ان الظروف لا تبدو مؤاتية لاجراء الانتخابات الرئاسية قبل 25 أيار، وان هناك مشاورات فرنسية – اميركية - ايرانية في شأن الاستحقاق.
وعلمت "النهار" ان البطريرك الراعي سيستقبل اليوم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذي اوضح لـ"النهار" ان اللقاء يدخل ضمن مشاورات يجريها في شأن اقتراح أعده تحت عنوان "عهد وميثاق اخلاقي بين المسلمين والمسيحيين لحماية الوحدة الوطنية" سيعلن بعد ان يوقعه رؤساء الطوائف.
 
افتتاح مؤتمر "مذكّرة بكركي مشروع وطن" / مظلوم: تجربتنا استثنائية ■ الخازن: المجلس يزيد عطلاً على عطل
النهار..
افتتح صباح أمس في فندق "هيلتون الحبتور" في سن الفيل مؤتمر "مذكرة بكركي... مشروع وطن" الذي دعت اليه "الهيئة المدنية لدعم المذكرة الوطنية لبكركي" برئاسة الوزير السابق فريد هيكل الخازن والذي يستمر حتى مساء اليوم الثلثاء ويُختتم بكلمة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في حضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وحضر الجلسة الافتتاحية أمس ممثل رئيس الجمهورية وزير السياحة ميشال فرعون، وممثل البطريرك الماروني النائب البطريركي المطران سمير مظلوم، وبطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، وحشد من الوزراء والنواب وممثلي رؤساء الاحزاب والكتل النيابية، ومثّل الرئيس أمين الجميّل وزير العمل سجعان قزي، ولفتت مشاركة السيد تيمور جنبلاط ووزير الزراعة أكرم شهيب ممثلين النائب وليد جنبلاط، وقيادات ورجال فكر.
وألقى الخازن كلمة جاء فيها: " يغمرني شعور متناقض بين الامل واليأس ونحن نفتتح اليوم المؤتمر الاول للهيئة المدنية لدعم مذكرة بكركي الوطنية تحت عنوان "مذكرة بكركي... مشروع وطن". يأس لأن حوار اهل السلطة كما واكبناه وشهدناه موجود في العناية الفائقة في حال حرجة دون ان تحرك الطبقة السياسية ساكناً لنجدته (…)
الأمن اللبناني يعيش الازمة السورية كأننا في سوريا، وفي بعض المنعطفات نعيشها على نحو اكثر حدة من بعض المناطق السورية. من النأي بالنفس الى الحياد السلبي الى الحياد الايجابي لم تجد لها دولتنا نأياً الا ومارسته حتى نأت بنفسها عن نفسها، واستفاقت ذات يوم على تكفيريات باتت تجوب مدنها وضواحيها وبلدنا منها براء! فيما تستمر اسرائيل في تغذية الارهاب وفي احتلال اراضينا، وبدل ان يذهب المجتمع الدولي الى تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الامن التي تحمي لبنان وسيادة اراضيه وتضع حداً للعدوان الاسرائيلي المتمادي، نرى المجتمع الدولي يغض النظر لا بل يدعم في الباطن مطامع المشروع الصهيوني الذي دمر المنطقة".
واضاف: "المذكرة محاولة لتفادي الهاوية. إنها مشروع وطن وليست مشروعاً منزلاً ولا مشروعاً مقفلاً. للأسف الشديد، يذهب المجلس النيابي الى شغور في سدة الرئاسة، ليضيف على الاعطال والاعطاب عطلاً جديداً وعطباً جديداً... ولكن هذه المرة عطل قد لا يصلح، وعطب قد لا يصحح.
مذكرة بكركي الوطنية ميثاقية، واذا اعتل الميثاق، اعتلت الصيغة. الميثاق بلا صيغة روح بلا جسد، والصيغة بلا ميثاق جسد بلا روح".
مظلوم
ثم ألقى المطران مظلوم كلمة حمل فيها بركة البطريرك وتحياته، وقال: "مذكرة بكركي الوطنية هي تجسيد جديد لفعل الايمان بلبنان الذي انتهجه البطاركة الأوائل ودينامية محفزة لكل اللبنانيين حتى يتيقنوا في الأزمنة العجاف أن تجربتنا الحضارية استثنائية، تجربة التعددية ضمن احتِرامِ الخصوصية ومسارِ الانفِتاح والحداثة.
واليوم، في ظِل المنعطف المصيري الذي يمر بهِ لبنان لا بد من أن نتوقف عند الإستحقاقات الداهمة التي يتوقف عليها مصير الديمقراطية الميثاقيّة وفرادة الصيغة اللبنانية، أعني مسألة انتخاب رئيسٍ جديد ضِمن المِهل الدستورية وبعيداً عن أي جدال دستوري، كما عن مسائِل سيادة الدولة وحيادِها، من دون أن يعني ذلك عدم التِزام لبنان قضايا العدالة والسلام في محيطِه.
هذه الثوابت هي المِدماك وكل الإصلاحات في نِظام لبنان السياسي تصبِح مدار نقاش للتطوير ومواكبة الحداثة وضمان الاستقرار، وكل زعزعة للثوابت تزعزع الهيكل الوطني بأسرِه".
جلسات نقاش
ثم بدأت جلسات نقاش، وتناولت الحلقة الاولى عنوان "الديموقراطية الميثاقية في مذكرة بكركي"، وتكلم فيها الدكتور أدونيس العكرا والدكتور داود الصايغ والدكتور عباس الحلبي والمهندس هنري صفير والوزير السابق سليم جريصاتي.
وتناولت الحلقة الثانية عنوان "بين العيش المشترك في الدستور والعيش معاً في مذكرة بكركي الوطنية"، وشارك فيها المهندس نعمت افرام والدكتور خالد قباني والنائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي والوزير السابق محمد جواد خليفة والوزير السابق يوسف سعادة والاب جورج حبيقة.
وتناولت الحلقة الثالثة عنوان "رسالة المسيحيين ودورهم في لبنان والمشرق في ضوء مذكرة بكركي الوطنية" وشارك فيها وزير التنمية الادارية نبيل دو فريج والدكتور جورج سعد والدكتور سامي نادر والوزير السابق عصام نعمان وناشر جريدة "السفير" طلال سلمان.
أما الحلقة الرابعة فتناولت عنوان "قرار السلم والحرب في مذكرة بكركي الوطنية"، وأدارها الاعلامي وليد عبود وشارك فيها العميد المتقاعد أمين حطيط والنائب السابق صلاح حنين والعميد المتقاعد الياس حنا.
 
الجميّل في بكركي يخشى تأجيلاً بعد تأجيل وموفد الحريري يتخوّف من الفراغ الرئاسي
النهار..
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي أمس، رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل، في زيارة ركزت على أبرز ما توصلت اليه المساعي المبذولة لاتمام الاستحقاق الرئاسي.
وبعد اللقاء قال الجميل: أطلعت غبطته على نتيجة الاتصالات التي قمت بها في الآونة الأخيرة حول الاستحقاق الرئاسي، وكان هناك توافق كامل في وجهات النظر، وخصوصا لجهة الخوف الكبير من قضية الفراغ في 25 أيار. لذلك من الضروري تكثيف كل الجهود من أجل اتمام الاستحقاق في الموعد المحدد، لأن أي تقاعس او شغور في موقع الرئاسة، ستكون نتائجه خطيرة جداً ووخيمة على مستقبل البلد. اذاً لا يمكن ابقاء هذا الموقع الخاص بالمسيحيين شاغراً، لأنه سيشكل خللاً كبيراً في التوازن الوطني وستكون انعكاساته خطيرة جداً على مستقبل البلد، اضافة الى أننا نرمي البلد في ارباك دستوري كبير، وهذا لربما ولا سمح الله، قد تكون نتائجه سلبية على الأرض وتحديداً على الصعيد الأمني، فلا يمكن للبلد على الاطلاق أن يحتمل أي خضة أمنية في الوقت الحاضر(...). من الضروري ايجاد كل الوسائل لعدم حصول فراغ في سدة الرئاسة بالموعد المحدد".
وسئل: هل تتضمن خريطة جولته على المعنيين بالملف الرئاسي طريق الضاحية الجنوبية؟ فأجاب: "لا أعتقد أن الضاحية الجنوبية هي خارج اطار الجغرافيا اللبنانية، ولا يمكن أن نفكر لحظة في ذلك. يهمنا أن تتحمل جميع مكونات المجتمع اللبناني مسؤولياتها في هذه المرحلة، وما نسعى اليه هو التواصل بين الجميع لننتشل البلد من المستنقع الذي يتخبط فيه منذ سنوات".
وعن التواصل مع القيادات المسيحية قال: "البعد جفاء، والتواصل مع كل القيادات أمر مهم، ونعرف أنه منذ زمن هناك تباعد وغياب للتواصل بين فريق 14 آذار و 8 آذار مع المستقلين. نحن تمكنا في هذه المرحلة من اعادة وصل ما انقطع أكان مع العماد عون أو مع سليمان بك فرنجية أم وليد بك جنبلاط، وكل هذه الاتصالات ايجابية جداً، وأذابت بعض الجليد الذي كان بين القيادات، وتوضحت أمور كثيرة، وعلى الأقل تميزت بالصراحة والحوار، وهذا لا بد من أن يؤدي الى نتيجة".
وعن الطروحات التي تم تداولها وامكان التمديد للرئيس ميشال سليمان، قال: "كما ذكرت في حديثي يهمنا منع الفراغ في سدة الرئاسة، وغبطة البطريرك يحمل هذا التوجه لايجاد أي حل، وأعتبر أن الفراغ أمر خطير جداً، واذا صح التعبير، مدمر وانتحاري لمستقبل المؤسسات في البلد، واذا لم نحقق الانتخاب في 25 أيار لا أعرف اذا كان سيتم في 25 حزيران أو 25 آب. ان الأمر خطير فاذا بدأنا بالتأجيل نعلّق هذه المؤسسات (...)".
وهل أخذ جوابا صريحا من الرئيس سعد الحريري بالنسبة الى ترشحه، وخصوصا أن الدكتور سمير جعجع أخذ فرصته في الترشح، قال: "لا نتعامل بعضنا مع بعض بطريقة البازار. نريد كفريق 14 آذار، التفاهم ومصلحة البلد، نريد مرشحا يدافع عن مصلحة 14 آذار وهي ليست أهدافا فئوية بل أهداف تتعلق بمصلحة الوطن وسيادة البلد والمصلحة الوطنية، ولا أحد يفتش عن هدف شخصي".
نادر الحريري
ثم استقبل غبطته نادر الحريري موفدا من الرئيس سعد الحريري الذي قال: "اللقاء مع غبطته دائما مثمر، وقد أتيت بتكليف من الرئيس الحريري كي نتشاور مع غبطته في موضوع الاستحقاق الرئاسي، ونحن كفريق سياسي نتخوف من الفراغ، ولا نعتبره أمراً طبيعياً، وما يهمنا هو بقاء المكون المسيحي رمزا للبلاد، وهذا أمر نسعى اليه".
 
التمديد يُضعف الرئاسة والتمسُّك بالدســتور قوة للمسيحييِّن
الجمهورية..
أثارَ كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بأنّ «الفراغ يلغي المسيحيين» تفسيراتٍ متناقضة، منها أنّ بكركي مع تعديل الدستور لبقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في منصبه تحت عنوان تصريف الأعمال، منعاً لتغييب المسيحيين عن التمثيل الرسمي الرئاسي، ولكنّ موقف الراعي لا يحتمل الالتباس، وشأنه شأن أسلافه في بكركي لجهة تمسّكهم بالدستور ورفض التعديلات الموسمية في استعادةٍ لتجاربَ مريرة من قبيل «لِمرّة واحدة وأخيرة»، وبالتالي موقفُه لا يخرج عن سياق الضغط والتحذير من الفراغ بغية الدفع لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء المهلة الدستورية. وموقف بكركي يتقاطع مع موقف كلّ القوى المسيحية على اختلافها التي ترفض أيّ تعديل دستوري يُضعِف موقع رئاسة الجمهورية ويُظهرها بمظهر العاجزة عن إتمام هذا الاستحقاق الذي وإنْ حالَت الظروف إلى تَأخُّر إتمامِه، إلّا أنّها في الوقت نفسه لن تخضع لضغط اللحظة السياسية والمهل الدستورية بغية أن تسجّل على نفسها سابقة لطالما شكّلت نقطة قوّة لمصلحتها ضدّ ممارسات نظام الوصاية السورية.
التمديد تحت أيّ عنوان مرفوض من قِبل كلّ المسيحيين، بمن فيهم سليمان الذي من مصلحته قطع الطريق على هذا الكلام الذي يسيء إلى دوره بعد خروجه من بعبدا منتصف ليل 24-25 الجاري، خصوصاً أنّه أكّد مراراً رفضه الاستمرار في موقعه واحترامه للدستور الذي يشكّل التمسك بنصوصه ومندرجاته نقطة قوّة للمسيحيين، فهل يتراجع عن تعهداته والتزماته ويضرب عرض الحائط بقدسيّة الدستور، فيما يبدو أنّ هناك من يريد أن يدفعهم عمداً إلى فتح باب التعديلات الدستورية من باب المصلحة المسيحية لجَرّهم إلى تنازلات من باب المصالح الفئوية الأخرى التي لا يمكن التكهّن بحدودها وسقفها، علماً أنّ سليمان نفسه كان حذّر من «مؤتمر تأسيسي» يستبدل المناصفة بالمثالثة، وهذه أسهل الطرق للانزلاق إلى مؤتمر من هذا النوع، لأنّ من يقبل بالتعديل لنفسه عليه أن يقبل بالتعديل لغيره، فتُفتح حينذاك «سوق عكاظ» دستورية يدفع المسيحيون ثمنها، وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه: من سيتحمّل أمام التاريخ مسؤولية جَر المسيحيين إلى تعديلات دستورية تفتح الشهيّة والباب أمام تعديلات تقلّص من الشراكة المسيحية في القرار الوطني؟

وفي هذا السياق أكّد مرجع روحي كبير لـ«الجمهورية» أنّ التحذير من الفراغ لا يعني إطلاقاً الموافقة على تعديل الدستور الذي يضرب كلّ تراث بكركي والمواقف المسيحية السيادية، ورأى أنّ المجلس النيابي القادر على توفير نصاب الثلثين للتعديل من الأَولى به انتخاب رئيس للجمهورية، وشدّد على التمسّك بـ»الكتاب» ورفض أيّ تعديل تحت ضغط اللحظة الوطنية، وقال إنّ أيّ تعديلات يجب أن تكون تقنية لا ميثاقية ويعاد النظر فيها في لحظة إجماع وطني لا انقسام عمودي، على غرار الوضع القائم اليوم.

وفي سياق متصل قالت أوساط نيابية بارزة لـ»الجمهورية» إنّ مجلس النواب إذا استطاع أن يجتمع لتعديل المادة 62 الذي يتطلب موافقة اكثرية ثلثي اعضاء مجلس النواب (اي 86 نائبا) ففي إمكانه في هذه الحال ان ينتخب رئيساً جديداً ولا يطرح تعديلاً دستورياً.

«
التيار الحر»

وأكّدت مصادر بارزة في «التيار الوطني الحر» لـ»الجمهورية» أنّ «التيار» ضد كلّ أشكال التمديد، وموقفه يستند إلى الآتي:

أوّلاً، رفض التمديد لمجلس النواب وللمؤسسة العسكرية، وضمن هذا الإطار يرفض التمديد لرئيس الجمهورية لأنّه يعتبر ذلك ضرباً للدستور.

ثانياً: رئيس الجمهورية قطع بإرادته كلّ جسور التواصل مع كلّ القوى، خصوصاً القوى التي تمثّل الشارع المسيحي، فلماذا إذن سنمدّد له؟

ثالثاً: بالتمديد نكون نقول للمجتمع الدولي إنّنا عاجزون عن انتخاب رئيس لذلك نمدّد للأمر الواقع، أي معناه نمدّد مجدداً لمفاعيل اتّفاق الدوحة. فهل إنّ الذين يسوّقون التمديد يؤيّدون تمديد مفاعيل اتفاق الدوحة؟ إذا كان الجواب بنَعم فليعلنوا ذلك جهاراً.

واعتبرت المصادر أنّ فكرة التمديد لسليمان ستكون حظوظها صِفراً، وأبدت اعتقادها بأنّ بكركي يجب ان تكون اوّل من يجب ان يقف ضد التمديد بكلّ اشكاله المقنّعة والصريحة. ولم تبدِ المصادر ايّ تخوّف من وقوع الفراغ، وقالت: وقع الفراغ في السابق، «فشو صار»؟

«
القوات»

في المقابل، أكّد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم لـ»الجمهورية» أنّ القوات ترفض بالمطلق التمديد للرئيس ميشال سليمان، وتعتبره طعنة قوية للدستور إن حصل، خصوصاً أنّ هناك عدداً كبيراً من المرشحين، وفي استطاعتنا انتخاب مرشّح من بينهم، وفق الأصول القانونية المتبعة، فلماذا نقدِم على خطوة تخرق الدستور، مع تقديرنا لمواقف سليمان الأخيرة ودعمنا له»، وأشار كرم الى «وجود إجماع مسيحي رافض للتمديد، تكرّس عبر الإتصالات بين مختلف الأفرقاء المسيحيّين، بمن فيهم القوات التي ترفض كلّ تعديل دستوري».

«
حزب الله»

وقالت مصادر «حزب الله» لـ»الجمهورية»: «إنّ مجرّد التفكير بالتمديد هو أمر مرفوض ولا أساس له، ونحن نعمل على انتخاب رئيس قبل 25 أيّار. أمّا في حال وصلنا إلى هذا الموعد وتعذّرَ هذا الأمر فعلينا انتظار تسوية ما تُنتج توافقاً على رئيس.

أمّا مسار البلاد فسيكون بألف خير لأنّ حكومة الرئيس تمام سلام ستتسلّم زمام الأمور، ونستبعد بروز أيّ خلاف بين مكوّناتها، لأنّ التوافق المحلي يغلب فيها على التقاطع الاقليمي، وهناك قرار بعدم ترك البلاد، والإمساك بزمام الأمور، ولا مؤشّر يوحي بتغيير في هذا المناخ».

الأمم المتحدة

في غضون ذلك، اعتبر الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه برّي أنّ «عملية الانتخابات الرئاسية تدخل الآن مرحلة مهمّة مع بقاء أقلّ من اسبوعين قبل يوم 25 أيار، مكرّراً أنّها عملية لبنانية بحتة، ويجب إبقائها خالية من التدخّل الخارجي، وأكّد الاهتمام الكبير لأصدقاء لبنان في المجتمع الدولي في إنجاز الانتخاب بنجاح في الموعد المحدّد».

فرنسا

من جهته، دعا السفير الفرنسي باتريس باولي المسؤولين السياسيين إلى «القيام بدورهم من خلال المشاركة في جلسات التصويت لانتخاب رئيس للجمهورية»، وأملَ في أن «يكون للبنان رئيس ضمن المهل الدستورية». وأكّد «أننا لا نتدخّل في الشؤون اللبنانية الداخلية، لكنّنا مع المؤسسات، والحكومة حصلت على الثقة لإنعاش الحياة في البلد عبر الخطة الأمنية وانتخاب الرئيس».

روسيا

وكرّر السفير الروسي موقف بلاده المؤيّد لإجراء الانتخابات قبل 25 أيّار «لأنّ رئاسة الجمهورية تُعتبر إحدى الركائز الأساسية للسلطة في لبنان، على السواء مع البرلمان ومجلس الوزراء، ويجب التنسيق الكامل بين فروع السلطة لتأمين الاستقرار والأمن في لبنان الذي يُعتبر الهدف الأساسي لجميع الاطراف المعنية».

سليمان في الشوف

وفي هذه الأجواء، كشفت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» أنّ جلسة مجلس الوزراء لهذا الأسبوع ستُعقد عصر يوم الجمعة المقبل في السراي الحكومي، ولن يحمل جدول الأعمال أيّ بندٍ يتصل بالتعيينات الإدارية، بعدما كُشف النقاب عن تمضية سليمان يوم الجمعة في الشوف.

فإلى الغداء الذي سيجمعه والبطريرك الماروني إلى مائدة النائب وليد جنبلاط في المختارة، بحضور حشدٍ رسمي وسياسي وحزبي كبير، سيرعى سليمان لقاءَ المصالحة النهائي في بريح قبل أن ينتقل الى دير القمر ليدشّن «مستشفى الرئيس ميشال سليمان الحكومي» في دير القمر.

وقالت المصادر إنّ خطابَي رئيس الجمهورية في المناسبتين سيعبّران عن مجمل الثوابت الوطنية، وسيتناول في جانب منها ما تعنيه المصالحة النهائية في بريح، وسيذكّر بالجهود التي بُذلت لهذه الغاية مؤكّداً أهمّية توفير ظروف العودة والإنماء المتوازن بين المناطق. كذلك سيتناول الأوضاع الصحية والإجتماعية في احتفال تدشين مستشفى دير القمر الحكومي.

الحوار

وكان سليمان رأسَ أمس في بعبدا جانباً من الإجتماع الأخير للّجنة التحضيرية للحوار الوطني، تمَّ في خلاله تقويم البيان الصادر عن الاجتماع الأخير لهيئة الحوار، وما ورد فيه من بنود تؤكّد ضرورة إجراء الاستحقاقات الرئاسية والنيابية واستكمال تنفيذ بنود اتفاق الطائف، وخصوصاً الحفاظ على المناصفة الذي تمّ إدراجه للمرّة الأولى في بيان على هذا المستوى، حيث أبدى المتحاورون رغبة أكيدة في الحفاظ على مبدأ المناصفة في كافة المجالس التمثيلية. وأملَ المجتمعون في استمرار الحوار لاحقاً برعاية رئيس الجمهورية.

وقالت مصادر اطّلعَت على أجواء الإجتماع لـ«الجمهورية» إنّه اللقاء الأخير للّجنة التي تنعقد ثاني إثنين من كلّ شهر، وشارك سليمان في جانب منه، فيما كانت اللجنة مجتمعة برئاسة منسّقها الوزير السابق ناظم الخوري لتقويم ما أُنجِز على كلّ المستويات ولا سيّما «إعلان بعبدا» و«الإستراتيجية الدفاعية»، وما يمكن أن تسلّمه الى الرئيس العتيد، خصوصاً في ضوء ما اعتُبر إنجازاً وطنيا في اللقاء الأخير الذي شهد تأكيدات على حماية المناصفة في كلّ المجالس التمثيلية، أي في مجلس النواب ومجلس الشيوخ متى تمّ تشكيله، إضافةً الى رفض كلّ ما يتحدّث عن المثالثة فيها.

مصادر سلام لـ«الجمهورية»

ونَقل زوّار رئيس الحكومة تمّام سلام لـ»الجمهورية» أملَه في انتخاب رئيس جديد، مُجدّداً التأكيد أنّه وعند تأليف الحكومة لم يكن يخطر بباله أنّها حكومة لإدارة الشغور، كما تقول المادة 62 من الدستور.

وقال: كانت حكومة لإدارة الانتخابات النيابية قبل أن تؤجّل، ومن ثمّ باتت حكومة على أبواب انتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما يرغب به ويحضّ إليه أمام من يلتقيه من المعنيّين بهذا الإستحقاق الكبير. وأبدى سلام ارتياحه الى ما انجزته الحكومة على مستوى التعيينات الإدارية، وهي امور تحتاجها المؤسسات العامة منذ سنوات طويلة وقد طال انتظارها.

وقال هؤلاء الزوّار إنّ ما يأمله سلام هو «أن ينكبّ المجلس النيابي على البحث في مشروع سلسلة الرتب والرواتب والموازنة بين الحقوق والقدرات المالية للدولة، فلا نعطي بيدٍ للموظفين والمعلّمين، ونسلب منهم اقتصادياً ومالياً أكثر ممّا ينالونه، في حال اهتزّ الوضع المالي.

الجميّل في بكركي

وفي الحراك الرئاسي، زار رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل بكركي أمس، ودعا بعد لقائه البطريرك الماروني الى إيجاد الوسائل لعدم حصول فراغ في سدّة الرئاسة في الموعد المحدّد، معتبراً أنّ هذه المسؤولية ليست مسيحية فقط بل ايضاً وطنية. وكشف الجميّل عن لقاء عُقد في باريس بين الرئيس سعد الحريري والنائب سامي الجميّل.

لقاءات باريس وبكركي

وذكرت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» أنّ اللقاء بين الجميّل والحريري عُقد قبيل ظهر امس الأوّل في دارة الأخير في باريس، وخُصّص للبحث في المستجدّات التي أعقبَت جولة الرئيس الجميّل وحصيلة اللقاءات مع الأقطاب الموارنة وجنبلاط، ومستقبل التحضيرات الجارية لإحداث خرق ما يؤدّي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 الجاري.

وقالت المصادر إنّ مدير مكتب الحريري، نادر الحريري شارك في جزء من اللقاء قبل ان يعود الى بيروت منتصف ليل الأحد – الإثنين ليزور بكركي امس ناقلاً إلى الراعي أجوبة على الأسئلة التي طرحها البطريرك على الحريري في لقائهما الأخير في باريس بداية الشهر الجاري.

ولفتَت المصادر إلى أنّ هذه الأسئلة تتصل بمجملها بالحركة الناشطة للإتفاق على انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية وبعض البدائل في حال لم ينجح مجلس النواب في إجراء العملية الإنتخابية. وكشفت المصادر أنّ نادر الحريري أكّد للراعي وقوف الرئيس الحريري الى جانب ما يُجمع عليه اللبنانيون في هذه المرحلة.

خوري عند عون

وفي إطار حركة موفدي الرئيس الحريري، كُشف عن زيارة قام بها النائب السابق غطاس خوري الى الرابية التقى خلالها عون موفداً من الحريري، وناقش معه التطوّرات الأخيرة وحصيلة لقائه والرئيس الجميّل، إضافةً إلى قضايا مرتبطة بنتائج لقاء الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل قبل عشرة أيام في باريس، علماً أنّ الأخير سافر الى الرياض امس للمشاركة في «المنتدى الاقتصادي الاوّل للدول العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان.

ريفي

وفي مجال آخر سلم وفد من دائرة المحامين في «الحزب السوري القومي الاجتماعي» برئاسة مدير الدائرة ريشار رياشي إلى وزير العدل أشرف ريفي مذكرة تطالب بتحريك الملف القضائي المتعلق بمجزرة حلبا في 10-5-2008، وقد رد ريفي على الوفد قائلا: هذا الملف هو جزء لا يتجزأ مما حصل في أحداث 7 أيار 2008، حيث ارتكبت جرائم قتل وتعديات على المواطنين وإحراق لوسائل إعلام في بيروت، وبالتالي لا يمكن أن يثار هذا الملف بشكل مجتزأ واستنسابي بمعزل عن محاسبة كل ما ارتكب في السابع من ايار في بيروت والجبل.

تحضيرات «يوم الغضب»

إلى ذلك، تواصلت التحضيرات أمس لـ«يوم الغضب» الموعود، غداً الأربعاء، بالتزامن مع انعقاد جلستي مجلس النواب قبل الظهر وبعده لمناقشة مشروع سلسلة الرتب والرواتب.

وقد نفّذت هيئة التنسيق النقابية اعتصاماً مركزياً أمام وزارة الشؤون الاجتماعية في بدارو، على ان تستكمله اليوم باعتصام أمام وزارتي الإعلام والسياحة في العاشرة والنصف صباحاً.

توازياً، تواصلت اللقاءات السياسية بهدف تقريب وجهات النظر، والاتفاق على صيغة تسمح بإقرار السلسلة غداً. وفي هذا الإطار اجتمع وزير المالية علي حسن خليل مع وفدٍ من اللجنة النيابية ضمَّ النواب جورج عدوان وغازي يوسف وجمال الجرّاح.

وأكّد عدوان بعد اللقاء «أنّ الهدف من لقائنا إقرار السلسلة في أسرع وقت، وهدفنا أن نصل الى يوم الأربعاء لنقرّ سلسلة تؤمّن الحقوق والتوازانات بشكل لا تنعكس سلباً على التوازن ومالية الدولة والاقتصاد».

من جهته، أبدى وزير المال «بعض الملاحظات التي يراها جوهرية وتتّصل بحجم الإيرادات المتوقّعة وانعكاساتها»، وتمّت «مناقشة جداول المقارنة التي تمّ إعدادها بشأن كلّ بند بمفرده، والأرقام أصبحت واضحة، وتمّت مطابقتها ولم يعُد من التباسات حولها، والنقاش أصبح اليوم حول الموقف منها لدى كلّ كتلة نيابية».
 
ماذا تتوقع المخابرات الغربية؟
الجمهوية... جورج سولاج
في الشكل، لم يتفق المسيحيون على مرشح لرئاسة الجمهورية، ولن يتفقوا، وبالتالي هم السبب الظاهر في تعطيل النصاب والإنتخاب وشغور الموقع الأول في الدولة اللبنانية.

أما في المضمون، فلا إنتخاب حتى لو اتفقوا، والسبب اختلاف الأجندات الدولية والإقليمية وتعطّل لغة الكلام من سوريا إلى أوكرانيا.
وتؤكد معلومات إستخبارية وردت في تقرير غربي، أن المواجهة الأميركية - الروسية في أوروبا امتدت الى منطقة الشرق الأوسط، وأن موسكو تجهد الآن بحثاً عن فرص لتطويق الدور الأميركي وعرقلته، كوسيلة ضغط لفتح باب التسوية مع موسكو.

وتتّجه الأنظار الى إيران كأولوية في استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للتصويب على واشنطن الحساسة في شكل خاص تجاه أي محاولة لتخريب مفاوضاتها مع طهران.

ويتوقع التقرير أن تعرض موسكو على القيادة الإيرانية:

1-
إتفاقات لتزويد إيران مفاعلات نووية وأسلحة متطورة.

2-
إتفاقات إقتصادية وتجارية لمساعدة إيران في التحايل على العقوبات الأميركية والغربية.

وعلى رغم أن بعض العروض الروسية قد تكون مغرية لإيران ويمكن استخدامها كورقة لتحسين الشروط مع الأميركيين، إلّا أنه من المرجح أن تحافظ طهران على مسافة من موسكو، وأن تبقي، بدل ذلك، الأولوية للتفاوض مع واشنطن.

اما في ما يتعلق بالمفاوضات النووية، فإن المنتظر أن يتمّ التغلب على بعض العقبات في المرحلة المقبلة، حيث أن الطرفين الأميركي والإيراني يريدان الإنتهاء في تموز المقبل، علماً أن المعارضة في الكونغرس الأميركي ستزداد ضد تقديم تنازلات في مسألة حق إيران في تخصيب اليورانيوم.

وسيُطلق معارضو المفاوضات في واشنطن حملة تحت شعار مواجهة «نشاطات إيران الإرهابية وانتهاك حقوق الإنسان»، لإبقاء سيف العقوبات مُصلتاً، وفي الوقت ذاته سيعاني الرئيس حسن روحاني من ضغوط داخلية تدفعه الى محاولة إرضاء متشدّدي النظام.

لذلك، من المرجح أن يكون روحاني حذراً في تنفيذ الإصلاحات قريباً، وسيستخدم شبح الإضطرابات السياسية الخطيرة في إيران لإثبات الحاجة الى تخفيف العقوبات أكثر فأكثر، عندما يلتقي المفاوضون الأميركيون والإيرانيون مجدداً.

وستواصل الإدارة الأميركية تحريك المفاوضات، رغم كل شيء، نحو إطار أكثر شمولاً. ويكشف التقرير أن المفاوضات الأميركية - الإيرانية والتدخّل السعودي - الروسي فيها سينعكسان على الإنتخابات الرئاسية في لبنان وسوريا.

وفي المعلومات أيضاً، أن «حزب الله» وسوريا وإيران تريد رئيساً محايداً يتجنّب مسألة المطالبة بنزع سلاح «الحزب»، ويعترف بالحاجة الى العمل مع دمشق، وأن الجدل بين قوى» 8 و14 آذار» من شأنه الإخلال بالجدول الزمني للإستحقاق الرئاسي.
 
"MTV": حزب الله يفرج عن المصور السوري محمد الحدّار بعد 9 أيام من إحتجازه
 
البطريركية تقود معركة إما رئيس جديد للبنان وإما بقاء سليمان
تقرير / الحريري أبلغ الراعي عدم ممانعته التمديد
 بيروت - «الراي»
الاستحقاق الرئاسي في «غرفة العناية المركّزة»، فإما يخرج منها قبل 25 مايو الجاري بانتخاب رئيس جديد، وإما يقع المحظور فيشغر الموقع المسيحي الاول في لبنان والوحيد في العالم العربي وتنفتح الامور على احتمالات غامضة تصبح معها الانتخابات الرئاسي رهينة لعبة خارجية بالكامل تُدخِل هذ الملف في «بازار» المساومات والمقايضات فتربطه بـ «صواعق» الأزمات المتفجرة في المنطقة كما بمساعي سحب «فتائل» بعض القضايا الساخنة.
وقبل 12 يوماً من انتهاء المهلة الدستورية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ارتفعت وتيرة «الضغط السياسي والنفسي» في اطار لعبة «عض الأصابع» التي بات فريقا 8 و 14 آذار في لبنان يمارسانها، الاول تحت عنوان «أهلاً بالفراغ الذي يبقى افضل من رئيس ضعيف او لا يحمي المقاومة» والثاني تحت عنوان «الفراغ ممنوع لأنه قاتل ويشكل خللاً في الميثاق الوطني» مع الترويج لمعادلة «إما رئيس جديد في الموعد الدستوري او التمديد للرئيس الحالي ميشال سليمان تحت شعار تأمين الاستمرارية».
وقد تقاطعت عوامل الضغط الداخلي والخارجي لإتمام الانتخابات الرئاسية في موعدها، وتداخل فيها البُعد السياسي مع العنصر الاقتصادي - المالي وفق الوقائع الآتية:
* تشكيل سفراء الاتحاد الاوروبي في لبنان مع السفير الاميركي ديفيد هيل ومن خلفهم الدول التي يمثلونها ما يشبه «خلية الأزمة» التي تجتمع مواكبةً للاستحقاق الرئاسي وسط معلومات عن ان بياناً سيصدر عنها في الساعات المقبلة وقبل الجلسة الرابعة للانتخابات الرئاسية بعد غد ويتلوه الممثل المقيم للامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، على ان يعّبر عن موقف المنظمة الدولية وعواصم القرار من الاستحقاق الرئاسي ويحضّ الاطراف على ضرورة اجرائه في موعده الدستوري.
وبحسب المعلومات فان الموقف الدولي يدعو الى اعتبار توفير النصاب القانوني لجلسة الانتخاب امراً ضرورياً وان حصول الانتخابات أهمّ من الشخص الذي يمكن ان يصل، وهو ما فُسّر على انه دعوة مضمرة ومن ضمن «الواقعية السياسية» الى تحييد «مرشحي المعركة» من الفريقيْن اي الدكتور سمير جعجع عن 14 آذار والعماد ميشال عون عن 8 آذار لمصلحة مرشح قادر على ان يؤمن العبور بالاستحقاق الرئاسي الى شاطىء الامان ولا سيما في هذه اللحظة العاصفة اقليمياً.
* تصدُّر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي واجهة المشهد الداخلي امس من خلال إطلاقه سلسلة اتصالات في اطار حض الأقطاب الموارنة وتحديداً العماد عون والنائب سليمان فرنجية على الوفاء بالتزاماتهم لجهة تأمين نصاب جلسات الانتخاب، ملوّحاً بـ «عصا» أن تعثر إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده يفرض ضرورة بقاء الرئيس سليمان في قصر بعبدا ريثما يُنتخب رئيس جديد.
وشكّل هذا العنوان محوراً في اللقاء الذي عقده الراعي امس مع الرئيس السابق رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» امين الجميّل الذي حرص على تظهير هذا الخيار من خلال اعلانه رداً على سؤال ان «البطريرك مع ايجاد اي توجه لتأمين الاستمرارية» بحال لم تحصل الانتخابات الرئاسية وعدم ترك الموقع الرئاسي شاغراً، موضحاً ان ثمة «ضرورة لايجاد كل الوسائل لعدم حصول فراغ في سدة الرئاسة لان الفراغ ليس طبيعياً كما يقول البعض بل هو خطير جداً ومدمّر وانتحاري لمستقبل المؤسسات في البلد»، ومطالباً «القيادات المسيحية بأن تتضافر الجهود لنتجاوز المحنة ونؤمن انجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده».
على ان الأكثر إثارة في هذا السياق كان الزيارة التي قام بها مدير مكتب زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري نادر الحريري للبطريرك الراعي وسط معلومات اشارت الى انه أبلغ الى رأس الكنيسة المارونية رسالة مفادها ان لا مانع لدى زعيم «المستقبل» من استمرار الرئيس سليمان في مهماته بعد 25 مايو.
وترافقت حركة الجميل والحريري باتجاه بكركي مع الكشف عن لقاء عقده الرئيس سعد الحريري في باريس مع النائب سامي امين الجميّل تخلله بحث في آفاق الاستحقاق الرئاسي والخيارات الممكنة لقوى 14 آذار في المرحلة المقبلة.
وكان إعلام 8 آذار تحدث عن إعداد احد مستشاري سليمان فقرة صغيرة تتيح له التمديد لنفسه في حال تعذُّر انتخاب خلف له انطلاقاً من ضرورة الإنصاف بين الطوائف ومعاملة الموقع المسيحي الأول بالأهمية ذاتها التي يتعامل فيها السنّة مع رئاسة الحكومة والشيعة مع رئاسة المجلس النيابي ثانياً، علماً ان مثل هذا «التمديد» وإن من باب «تصريف الاعمال» يحتاج الى تعديل دستوري في جلسة نيابية يحضرها ثلثا اعضاء البرلمان وهو الرقم الذي لم تنجح حتى اليوم قوى 8 و14 آذار في تأمينه لانتخاب رئيس جديد.
ويُذكر ان الرئيس سليمان قال في حديث صحافي رداً على سؤال حول ما تردد عن مساع يقوم بها البطريرك الراعي للتمديد أو تعليق المهل الدستورية: لم يتحدث معي في هذا الموضوع.
 
الراعي يقترح استمرار الرئيس بصلاحيته حتى انتخاب خَلَفه
بيروت - «الحياة»
يسابق العد العكسي للمهلة الدستورية من أجل انتخاب رئيس للبنان مع ما أخذ يتركه من تفاعلات ومخاوف منذ الآن، استحقاق الملف الاجتماعي وسلسلة الرتب والرواتب الذي يشمل بدءاً من غد تصعيداً من هيئة التنسيق النقابية بالتظاهر والاعتصام، إضافة الى الإضراب العام المستمر منذ الأربعاء الماضي، بالتزامن مع انعقاد البرلمان للبت في السلسلة بصيغتها الجديدة المخفضة ومن دون مفعول رجعي كما أقرتها لجنة نيابية فرعية.
وأدى تصاعد المخاوف من الشغور الرئاسي بعد 25 أيار (مايو) الجاري الى تحرك على صعيدين، الأول دولي تمثل بدعوة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، بالنيابة عن دول المجموعة الدولية لدعم لبنان، الى تجنب الشغور في الرئاسة، مشدداً على اتمام الاستحقاق الرئاسي كعملية لبنانية بحتة خالية من التدخل الخارجي، في الموعد المحدد وعلى أساس الممارسات الدستورية وعلى أن لا علم لدينا بأي عقبة خارجية تعرقل حصول الانتخابات الرئاسية.
وأطلق السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي موقفاً خلال زيارة قام بها الى مدينة طرابلس للتأكيد على استمرار المؤسسات الفرنسية فيها، قال فيه: «ندعو كل المسؤولين السياسيين والأحزاب الى القيام بدورهم من خلال المشاركة في جلسات التصويت لانتخاب رئيس للجمهورية، ونأمل أن يكون للبنان رئيس ضمن إطار الدستور والمهل الدستورية، ونحن لا نتدخل في الشؤون اللبناني الداخلية، لكننا مع المؤسسات والحكومة الحالية حصلت على الثقة لإنعاش الحياة في البلد عبر الخطة الأمنية وانتخاب الرئيس».
واكتسبت زيارة باولي الى طرابلس أهمية خاصة لجهة عودة الحياة الطبيعية الى المدينة. وامتدح الخطة الأمنية التي تنفذ فيها، وأبدى استعداد بلاده لدعم المشاريع التي تخص الإنماء فيها، وتمويل بلاده لها كتأكيد على ثقة فرنسا بالحكومة القائمة. وقال: «نأمل أن يختار اللبنانيون رئيسهم من دون أي تدخل خارجي».
أما التحرك الثاني فتجلى في اللقاءات المسيحية – المسيحية، والتي تخللها اقتراح قدمه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي لبعض زواره، ومنهم رئيس حزب «الكتائب» رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، يقضي بتعليق المادة 62 من الدستور التي توكل صلاحيات الرئاسة في حال خلو سدتها لأي سبب كان الى مجلس الوزراء، على أن يضاف الى تلك المادة عبارة تنص على أن يستمر رئيس الجمهورية في ممارسة صلاحياته في حال لم ينتخب رئيس، الى أن يتم انتخاب الرئيس البديل.
وفيما قال بعض المصادر السياسية إن الاقتراح يوجب اتباع آلية تعديل الدستور لتحقيقه، ما يعني الحصول على أكثرية ثلثي أعضاء البرلمان، أي 86 صوتاً من أصل 128، فإن حيثية تقديم هذا الاقتراح من البعض والذي لقي قبولاً من البطريرك الراعي، هي أن شغور الموقع المسيحي والماروني الأول في الدولة يتطلب إيجاد آلية تشابه تلك التي تبقي على رئيس مجلس الوزراء في منصبه لتصريف الأعمال الى حين تسمية غيره وتأليف الحكومة الجديدة، وعلى رئيس البرلمان في منصبه على رأس السلطة التشريعية عن طريق التمديد للمجلس النيابي مدة ولايته مثلما حصل في التمديد الأخير قبل زهاء سنة، فاستمر الرئيس نبيه بري في منصبه على رغم انتهاء ولاية المجلس في حزيران (يونيو) من العام الماضي.
وقالت مصادر سياسية لـ «الحياة» إن الراعي طرح الأمر على الرئيس الجميل، الذي قال رداً على سؤال في تصريحه: «يهمنا منع الفراغ في سدة الرئاسة. وغبطة البطريرك يحمل هذا التوجه، لإيجاد أي حل ولتحميل موقع الرئاسة مسؤوليته في هذه المرحلة ونتعاون مع بعض المسؤولين كي نؤمن الاستمرارية لتجنب الفراغ». وأشار الى أن «غياب المكوّن المسيحي عن دوره له محاذير على الشراكة الوطنية». وأوضحت المصادر لـ «الحياة» أن الجميل لم يمانع اقتراح الراعي، الذي عاد فطرح الأمر على مدير مكتب زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري» نادر الحريري حين زاره ظهراً. ونقل الحريري الى الراعي رسالة تؤكد وقوف زعيم «المستقبل» ضد الفراغ في الرئاسة الأولى وتشديده على ضرورة انتخاب الرئيس الجديد في موعده الدستوري وأنه لم يكن مرة عقبة في وجه انتخابه، والدليل على ذلك التزام جميع النواب الأعضاء في كتلة «المستقبل» حضور كل جلسات الانتخاب التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي بما فيها تلك التي تعطلت لعدم توافر النصاب القانوني لانعقادها.
وعلمت «الحياة» أن نادر الحريري أبلغ الراعي، رداً على اقتراحه التوافق على استمرار سليمان في ممارسة صلاحياته الى حين انتخاب رئيس جديد، أن العقدة ليست عند فريقه في هذا المجال وأن هذا الأمر يحتاج الى توافق سياسي، وموقف الفريق الآخر، لا سيما «حزب الله» من التمديد للرئيس سليمان سلبي كما هو معروف وهو يعطّل نصاب الثلثين المطلوب لانعقاد المجلس النيابي من أجل انتخاب الرئيس وتحقيق هذا الاقتراح يعني تعديل الدستور الذي يحتاج بدوره الى نصاب الثلثين.
وفيما قالت مصادر نيابية إن بعضاً من محيط سليمان طرح الاقتراح وإن الراعي استشار بعض القيادات به ويستمزج البعض الآخر فيه معدلاً، فإن زوار سليمان نقلوا عنه قوله أمس، إنه نصح البطريرك الراعي بعدم طرح الاقتراح، «وعلى كل حال أنا سأغادر القصر الرئاسي في 24 الجاري وسأذهب الى بيتي».
من جهة ثانية، أثار الرئيس بري أمس في لقائه مع السفير بلامبلي مسألة الخرق الإسرائيلي للحدود في منطقة اللبونة قبل يومين وتعدياتها على الحدود. وطلب الرئيس سليمان من وزير الخارجية جبران باسيل تقديم شكوى الى مجلس الأمن لانتهاك إسرائيل القرار الدولي 1701. وكان حصل خرق إسرائيلي آخر بحراً من زوارق حربية أمس أيضاً.
 
 مخاوف مسيحية لبنانية من تغيير ديموغرافي جراء تفاقم اللجوء السوري
وزير الصحة حذر من أن يؤدي شحن النفوس تجاه النازحين إلى «شحذ السكاكين»
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
لم تكن السنوات الثلاث الماضية من اللجوء السوري في لبنان كفيلة بتبديد هواجس المسيحيين اللبنانيين، الذين تتصاعد مخاوفهم من تغيير ديموغرافي، بعدما فاق عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة في بيروت المليون و56 ألفا، معظمهم من المسلمين. ولا يتخطى عدد اللاجئين السوريين من الطائفة المسيحية الموجودين حاليا في لبنان الـ35 ألفا وفق رئيس «الرابطة السريانية» حبيب أفرام، يعيش معظمهم في شقق مستأجرة في مناطق مسيحية. وبعكس أبناء جلدتهم من المسلمين، لم يسجل سكن أي منهم في المخيمات العشوائية المنتشرة على الأراضي اللبنانية كافة. ويتلقى هؤلاء المساعدة من الكنائس والجمعيات المسيحية ويتوزعون على مناطق البقاع الشمالي ويعيش قسم كبير منهم في مدينة زحلة البقاعية وفي مناطق وبلدات في جبل لبنان وبيروت. ويشير أفرام في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن معظم اللاجئين السوريين المسيحيين ينظرون إلى لبنان كمحطة «ترانزيت» ينتقلون منها إلى دول غربية، مما يطرح إشكالية وجودية لمسيحيي الشرق الأوسط، على حد تعبيره.

ولم يتردد النائب نعمة الله أبي نصر، عضو تكتل «التغيير والإصلاح» التكتل المسيحي الأكبر في المجلس النيابي والذي يرأسه النائب ميشال عون، بوصف النزوح الكثيف للشعب السوري إلى لبنان بـ«المؤامرة الخبيثة» التي تهدف إلى تبديل جذري بالواقع الديموغرافي في لبنان.واعتبر أبي نصر في بيان له أمس، أن لبنان بصدد «خطر وجودي» ومهدد بتبديل جذري لواقعه السكاني ولتوازنه الطائفي الدقيق، مطالبا بإقفال الحدود، والاتصال بالحكومة السورية لإعادة من يمكن إعادتهم إلى أرضهم التي استعاد الجيش النظامي السيطرة عليها، «أما الذين تصعب عودتهم فلا بد من إقامة مخيمات لهم داخل الأراضي السورية المتاخمة للحدود اللبنانية بإشراف وحماية الأمم المتحدة وبدعم من المجتمع الدولي».

وليست هذه المرة الأولى التي يدعو فيها نواب وقياديو التيار الوطني الحر، الذي يتزعمه عون إلى وجوب ترحيل اللاجئين السوريين وإقفال الحدود. وكان الوزير السابق نقولا صحناوي والقيادي زياد عبس، وفي مؤتمر صحافي سابق خصصاه للبحث بتداعيات النزوح السوري على منطقة الأشرفية المسيحية في بيروت، طالبا بـ«إجراءات تحمي المواطنين اللبنانيين بسبب تداعيات تزايد وجود اللاجئين السوريين في الأشرفية»، منبهين إلى ارتفاع نسبة جرائم القتل «بشكل مريب».

وفيما يفضل اللبنانيون المسيحيون تأجير شقق يمتلكونها للاجئين سوريين من الطائفة المسيحية، يقبل بعضهم على مضض بإيواء سوريين من طوائف أخرى لتأمين مداخيل ثابتة وشهرية.

ويعيش عدد لا بأس به من اللاجئين السوريين في بيروت في مناطق الأشرفية والدكوانة وبرج حمود، فيسكن معظمهم في شقق صغيرة في الأحياء الفقيرة فيما يعيش بعضهم الآخر بإطار مجموعات ليتمكنوا من تأمين الإيجار المطلوب. ويلاقي اللاجئون السوريون المسيحيون معاملة أفضل من المسلمين في المناطق المسيحية، بحيث يعمد أصحاب الشقق في بعض الأحيان إلى تخفيض بدل الإيجار أو إعطائهم امتيازات معينة.

ويتفادى جورج (32 عاما)، اللاجئ السوري الذي يعيش في الأشرفية الاحتكاك بمحيطه على الرغم من أنه يعلم تماما أنه مرحب به في المنطقة المسيحية بعكس أبناء بلده المسلمين. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا أحتك سلفا بجيراني وبأصحاب المحال التجارية حتى لا أتعرض لمواقف قد لا تكون بالحسبان، خاصة في ظل ما نسمع ونرى من عنصرية في تعاطي بعض اللبنانيين معنا كسوريين بشكل عام». وكان رئيس بلدية الدكوانة، في منطقة المتن المتاخمة لبيروت، أنطوان شختورة، أفاد بوجود «عشرة آلاف سوري في منطقته، 80 في المائة منهم من المقاتلين»، محذرا من العودة إلى المخيمات، في إشارة إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الـ12 المنتشرة في المناطق اللبنانية.

وبدا لافتا أمس تنبيه وزير الصحة وائل أبو فاعور، والذي كان وزيرا للشؤون الاجتماعية في السنوات الثلاث الماضية وواكب عن كثب ظاهرة اللجوء السوري، من أن يؤدي «شحن النفوس تجاه النازحين السوريين إلى شحذ السكاكين». وشدد أبو فاعور في تصريح له على وجوب «التخفيف من حدة الخطاب العدائي تجاه النازحين، واتخاذ إجراءات عملية تساعد في الحد من تداعيات هذا النزوح لا تسعيره».

وفي محاولة منها لتنظيم دخول اللاجئين، بدأت الحكومة اللبنانية في الفترة الأخيرة تنفيذ سياسة متشددة في مراقبة دخول القادمين من سوريا، وأصدرت وزارة الداخلية الأسبوع الماضي قرارا يقضي بوضع معايير محددة لدخول الفلسطينيين الآتين من سوريا إلى لبنان، وذلك على خلفية ترحيل 49 شخصا في مطار بيروت بعد محاولتهم السفر من مطار بيروت الدولي بسمات سفر مزورة. وأعرب رئيس «الرابطة السريانية» حبيب أفرام، عن «تخوف مسيحي متصاعد في لبنان في ظل ما تشهده البلدان المحيطة من تعصب وأصوليات وتفتت»، لافتا إلى أن «ارتفاع حدة الصراع السني - الشيعي وتحوله عسكريا في كثير من الأحيان وتضخم أعداد النازحين، كلها عوامل تزيد من هواجس المسيحيين الذين لا يحملون إلا مشروع الدولة لحمايتهم».

ورفض أفرام الحديث عن «مؤامرة تسعى لتبديل الواقع الديموغرافي في لبنان»، مشيرا إلى أن «الحكومة السابقة لم تتعامل مع ملف اللاجئين ببعد نظر فيما كان المطلوب منها أن تضع سياسة واضحة لتنظيم دخولهم». وتابع: «المطلوب نظرة وطنية للملف أكثر منها مسيحية والانطلاق سريعا بورشة حكومية فنكون إنسانيين بالتعاطي مع ملف اللجوء ولكن وطنيين أولا».

           
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,574,605

عدد الزوار: 7,638,029

المتواجدون الآن: 0