سقوط أول مدينة شيعية وأنباء عن اعتقال قائد قوات نينوى...أوساط ديبلوماسية سعودية: إيران اقتنعت بضرورة تنحّي المالكي...قيادي كردي: الغارات الأميركية ستضاعف الاحتقان الطائفي

السيستاني يدعو للابتعاد عن الطائفية والمالكي يستنسخ تجربة «الباسيج» والولايات المتحدة تفتح قنوات اتصال مع الثوار العراقيين

تاريخ الإضافة الثلاثاء 17 حزيران 2014 - 6:44 ص    عدد الزيارات 2410    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

السيستاني يدعو للابتعاد عن الطائفية والمالكي يستنسخ تجربة «الباسيج»  والولايات المتحدة تفتح قنوات اتصال مع الثوار العراقيين
 المستقبل..بغداد ـ علي البغدادي
يبدو أن الجماعات المسلحة العراقية التي حققت نتائج ميدانية لافتة في المناطق السنية العراقية، تستعد لاستثمار تقدمها هذا عبر فتح قنوات اتصال مع قوى محلية واقليمية ودولية مؤثرة في مجريات الوضع العراقي، وذلك وسط معلومات عن توجه أميركي لفتح قنوات اتصال مع الثوار.
أمّا ميدانياً، وعلى الرغم من تباطؤ تلك المجاميع المعارضة لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومن بينها تنظيم «داعش«، بالزحف باتجاه العاصمة العراقية بغداد التي تشهد استنفاراً أمنياً وشعبياً واسعاً وتشديداً وتعزيزاً أمنياً حول السفارة الأميركية، فإن المسلحين حققوا امس مكاسب جديدة
في غرب وشمال وشمال شرقي العاصمة عبر استيلائهم على عدد من البلدات السنية برغم استعادة القوات العراقية لتوازنها نوعاً ما من خلال شن هجمات مضادة على معاقلهم.
ويحاول مسلحون عراقيون باستثناء جماعة «داعش»، ترتيب أوراقهم بشكل يؤهلهم إلى فرض سلطتهم على المناطق «المحررة» وخوض مفاوضات الأمر الواقع مع الأطراف المعنية بالازمة العراقية ومنها الولايات المتحدة .
فقد أفادت مصادر سياسية مطلعة عن عزم نائب الرئيس العراقي السابق عزة ابراهيم الدوري عقد اجتماع موسع يضم قيادات بعثية وعسكرية عراقية في اربيل لترتيب الأوضاع في المرحلة المقبلة.
وقالت المصادر في تصريح لـ«المستقبل» ان «عزة الدوري أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي ونائب الرئيس السابق يعكف على ترتيب اجتماع يعقد في اربيل خلال الايام المقبلة ويضم قيادات بعثية وعسكرية لترتيب اوراق المرحلة المقبلة خصوصاً بعد سيطرة مسلحين ينتمي اغلبهم الى فصائل تحت قيادته على تكريت والموصل ومناطق من ديالى وكركوك والانبار».
وافادت المصادر ان «الدوري يملك سطوة ونفوذاً كبيرين على أغلب الفصائل المقاتلة وبالتالي امكانية استثمار هذه القوة لتولي مقاليد الامور في المناطق الخاضعة لسلطتهم والعمل على التخلص من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام لفرض شروط لعبة جديدة قد تؤدي الى حدوث تغيير في المشهد السياسي العراقي اذا ما جرت الامور مثلما يريد الدوري».
وبينت المصادر ان «هناك اتصالات استخباراتية اميركية مع المجاميع المسلحة التي ظهرت على الملأ ما عدا داعش، حيث يسود الاعتقاد بأن هؤلاء الثوار ميالون الى حل سياسي مقنع، وهذا ما ستعمل اميركا عليه»، مشيرة الى ان «هناك شبه اجماع في واشنطن بأن بداية الحل والخطوة التي عليها ان تسبق اي تدخل اميركي استراتيجي في العراق هو وجوب قيام التحالف الشيعي باستبدال القيادة السياسية له بطاقم يحظى بمقبولية لدى القيادات السياسية السنية والكردية، لأن واشنطن ترى أن المشكلة هي سياسية في الاساس اكثر مما هي عسكرية».
ولفتت المصادر الى ان «الموقف الآخر لدى واشنطن يتمثل برفض اي ابتزاز ايراني لتسهيل الامر في العراق واستحصال تنازلات اميركية في الشأنين العراقي والسوري في سبيل الحصول على الضوء الاخضر من ايران لتغيير المالكي»، لافتاً الى ان «القناعة في واشنطن هو ان قابلية ايران على احتواء التدهور محدودة، ومحاولة استنساخ الاستراتيجية الايرانية في سوريا على الحالة العراقية من خلال احياء الميليشيات وتواجد ايراني عسكري ـ لوجستي مباشر، كما يسعى الى ذلك قائد قوة القدس الجنرال قاسم سليماني في بغداد، سيرتد عليها». وأشارت المصادر الى ان «القراءة الاستراتيجية الاميركية تقول بأن الكفة العسكرية ستميل ضد بشار الاسد قريباً بسبب الترسانة العسكرية التي غنمتها داعش من العراق، والتي تم نقل جزء منها الى سوريا».
وفي ظل استمرار تدهور الاوضاع يبدو ان المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني يحاول ضبط ايقاع الشارع الشيعي بعد فتواه بالجهاد ضد «داعش»، خصوصاً انها الفتوى الاولى من نوعها التي تصدرها المرجعية الشيعية منذ الغزو البريطاني في عام 1920، من خلال تراجعه التكتيكي لمنع انفلات الامور عندما دعا امس الى «تجنب المظاهر المسلحة خارج الأطر القانونية» بعدما لمس الاقبال الواسع على التطوع والمخاوف المحيطة به من احتمال حصول صدام مذهبي بين السنة والشيعة وهو ما دفع الحكومة العراقية ايضاً الى تنظيم تلك الحملات من خلال استنساخ تجربة «الباسيج الايراني» وانشاء «هيئة للتعبئة الشعبية» التي ستشرف على جيش المتطوعين الشيعة.
وقال مصدر مسؤول في مكتب السيستاني في تصريح صحافي إن «المرجعية الدينية العليا تناشد جميع المواطنين ولا سيما في المناطق المختلطة بأن يتحلّوا بأعلى درجات ضبط النفس في هذه الظروف الحرجة»، مؤكداً ضرورة أن «يعمل الجميع على ما يشدّ من أواصر الالفة والمحبة بين مختلف مكوّنات الشعب».
ونقل المصدر عن السيستاني دعوته إلى «الابتعاد عن أيّ تصرف ذي توجه قومي أو طائفي يسيء إلى وحدة النسيج الوطني للشعب العراقي»، مشدداً على ضرورة «اجتناب المظاهر المسلحة خارج الأطر القانونية»، ولافتاً في الوقت ذاته إلى أن «المرجعية تطالب الجهات الرسمية ذات العلاقة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعها».
وفي خطوة لشرعنة انشاء جيش من المتطوعين الشيعة على غرار تشكيل «الباسيج» الايراني اعلن مستشار الامن الوطني فالح الفياض أن المالكي امر بتشكيل مديرية الحشد الشعبي لتنظيم تدفق المتطوعين، مبيناً انه «تم البدء بتوفير جميع الامكانات المالية والسلاح ولا يواجهنا غير تنظيم التدفق».ويأتي ذلك التطور في وقت اعلن مصدر امني عراقي امس وصول اعداد كبيرة من المتطوعين الى سامراء لمساندة الجيش العراقي.
وواصلت السلطات العراقية حملة التعبئة الاعلامية عبر توالي المؤتمرات الصحافية والايجازات الخاصة بتحركات الجيش العراقي لمواكبة المعارك المتواصلة في اكثر من منطقة عراقية.
واعلن الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا مقتل 279 مسلحاً خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال عطا في مؤتمر صحافي امس إن «قوات الجيش بدأت بالتحرك التدريجي باتجاه المناطق التي تنتشر فيها عناصر داعش»، نافياً أن تكون القوات الامنية تحفر خندقاً حول بغداد، ومبيناً أن «الوضع الامني في بغداد مسيطر عليه بشكل كامل».
ويحاول مسلحو «داعش» والثوار فرض سيطرتهم على كل مدن وبلدات محافظات نينوى بعد أن أحكموا قبضتهم على مدينة الموصل وبدأوا زحفهم صوب مناطق اخرى في المحافظة والتوجه شرقاً وغرباً والى الجنوب في مسعى للوصول إلى بغداد وسط توقعات بسيطرتهم على محافظة الانبار (غرب) على الرغم من تباطؤ تحركاتهم العسكرية بسبب اصطدامهم بالقوات العراقية في اكثر من مكان.
وبهذا الصدد توقعت النائب لقاء وردي عن الأنبار إمكانية سيطرة المسلحين على المحافظة قريباً نتيجة الانسحاب المتكرر لقوات الجيش منها، مشيرة إلى أن «الساعات الأخيرة شهدت انسحاب قوات الجيش من أقضية راوة وعانة والقائم وكبيسة، غرب الأنبار»،لافتة إلى أن «قضاء هيت (65 غرب الرمادي)، لا يزال يشهد اشتباكات بين المسلحين وقوات الجيش خارج مركزه».
وأضافت وردي أن «قوات الجيش انسحبت أيضاً من الصقلاوية وبعض أحياء مدينة الرمادي»، مبينة أن «مناطق السجر القريبة من الرمادي، والهضبة والحبانية، لا تزال تشهد اشتباكات بين المسلحين والقوات العسكرية المتمركزة هناك».
وفي الولايات المتحدة، قالت وزارة الخارجية الأميركية الأحد إن الولايات المتحدة ستعزز التدابير الأمنية في سفارتها في بغداد وستنقل بعض الموظفين إلى خارج العاصمة العراقية.
وأضافت الخارجية الأميركية أن المواطنين الأميركيين في العراق نصحوا بالتزام الحذر والحد من تحركاتهم في خمس محافظات منها الأنبار في الغرب وكركوك في الشمال. وأضافت الخارجية أن السفارة في بغداد تراجع احتياجاتها بشأن وجود طاقم العاملين ولكن ستبقى «أغلبية كبيرة» من العاملين في السفارة. وتابع بيان الوزارة «بعض موظفي الأمن الإضافيين التابعين للحكومة الأميركية سيضمون إلى العاملين في بغداد. وسينقل بعض الموظفين موقتاً إلى قنصليتنا العامة في كل من البصرة وأربيل وإلى وحدة دعم العراق في عمان».
ودانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جينفير ساكي في بيان «تبني «داعش» مجزرة ارتكبتها بحق 1700 عراقي شيعي في تكريت».
وقال السناتور لينزي غراهام الأحد إن الولايات المتحدة بحاجة إلى تدخل إيران لمنع انهيار الحكومة في العراق وينبغي ان تبدأ محادثات من أجل تحقيق هذه الغاية. ووصف هذه بأنها خطوة ليست محبذة ولكن ربما يكون لا مناص منها.
وأضاف لينزي المنتمي للحزب الجمهوري في مقابلة مع شبكة (سي.بي.إس.): «ربما نحتاج مساعدتهم للحفاظ على بغداد» من أن يستولي عليها تنظيم «داعش».
 
بغداد تستعيد المبادرة العسكرية ضد "داعش" واشنطن تتّخذ إجراءات وطهران تستبعد تعاوناً
النهار..
نجحت القوات العراقية الاحد في وقف الهجوم الذي تشنه مجموعات مسلحة في مقدمها تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) منذ نحو اسبوع وتمكنت من استعادة المبادرة العسكرية بعد صدمة فقدان مناطق واسعة في الشمال، فيما سيطرت القوات الكردية على احد المنافذ الحدودية الرسمية مع سوريا. واعلنت الولايات المتحدة تحريك حاملة طائرات في اتجاه مياه الخليج استعداداً لاحتمال اطلاق عملية عسكرية لما وصفته بحماية ارواح الاميركيين او حماية المصالح الاميركية في العراق. أما ايران فقالت انها تعارض أي تدخل عسكري أجنبي في العراق واستبعدت أي تعاون مع واشنطن في ما يتعلق بهذا البلد، واشارت الى انها تدرس تقديم مساعدة لبغداد في اطار القوانين الدولية. ونشر تنظيم "داعش" مجموعة من الصور التي تظهر اعدام مقاتليه عشرات الجنود العراقيين في محافظة صلاح الدين.
واذا كان زحف المجموعات المسلحة قد توقف في اتجاه بغداد فإن الحال لم تكن كذلك في محافظة نينوى بشمال العراق حيث سيطر مقاتلو "داعش" على قضاء تلعفر. وأفاد أشخاص عدة أمكن الاتصال بهم هاتفيا أن المتشددين هاجموا القضاء وسيطروا عليه بعد قتال مع قوى الأمن.
وقال ضابط برتبة عقيد في شرطة تلعفر ان "مسلحين كانوا يحاولون اقتحام القضاء قصفوا مناطق فيه مما ادى الى مقتل عشرة اشخاص واصابة 40 بجروح". وتسكن القضاء غالبية من التركمان الشيعة.
إجراءات أميركية
وبينما تتصدى القوات الحكومية العراقية لمتشددي "داعش"، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ستعزز التدابير الأمنية في سفارتها في بغداد وستنقل بعض الموظفين إلى خارج العاصمة العراقية. وأضافت أن المواطنين الأميركيين في العراق نصحوا بالتزام الحذر والحد من تحركاتهم في خمس محافظات منها الأنبار في الغرب وكركوك في الشمال. وأوضحت أن السفارة الأميركية في بغداد تراجع حاجاتها من حيث وجود طاقم العاملين ولكن ستبقى "غالبية كبيرة" من العاملين في السفارة. ولفت الى ان "بعض موظفي الأمن الإضافيين التابعين للحكومة الأميركية سيضمون إلى العاملين في بغداد. وسينقل بعض الموظفين موقتا إلى قنصليتنا العامة في كل من البصرة وأربيل وإلى وحدة دعم العراق في عمان".
ولاحقاً اعلنت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" ان الجيش الأميركي يقدم المساعدة الأمنية للسفارة الأميركية في بغداد وأن عددا قليلا من أفراد وزارة الدفاع الأميركية يعززون أمن السفارة.
المالكي
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن مدينة الموصل لم تسقط، وإن السياسيين الذين راهنوا على اسقاط العراق هم الذين سقطوا. وأضاف في كلمة امام حشد من المتطوعين في منطقة المحمودية جنوب بغداد، إن العراق وشعبه والأمة جميعا رهن اشارة المرجعية ورهن ارادة الوطن والواجب المقدس. وأكد استعادة زمام المبادرة ضد تنظيم " داعش". قائلا: "استعدنا المبادرة والزمام ونحن نتقدم عليهم... سنزحف على كل شبر دنسوه لنطهره من دنسهم من اقصى نقطة في الجنوب الى اقصى نقطة في الشمال". وخاطب بعض السياسيين ممن اتهمهم بمساندة "داعش" فضلا عن بعض الدول: "إن قاتلتمونا بالغدرة والمرتزقة سنقاتلكم بالأحرار والشرفاء... هذه رسالتنا لكم". كما خاطب المتطوعين: "مهمتكم لا تنتهي بتطهير العراق من عصابات داعش والسياسيين الداعشيين، وإنما مهمتكم تشكيل الجيش العراقي".
في غضون ذلك، أثار محافظ الموصل السابق اثيل النجيفي في حديث الى صحيفة "حريت" التركية فكرة شن الولايات المتحدة وتركيا غارات جوية على الجهاديين الذين استولوا على مدينته. وقال من منفاه في كردستان العراق في اربيل انه "يمكن ان تشن غارات جوية على قواعد المقاتلين في "الدولة الاسلامية في العراق والشام" ليس في المدن بل في المناطق غير المأهولة".
وكان المسؤول السابق يرد على سؤال وجه اليه عما ينتظره من واشنطن وأنقرة بعد الهجوم المباغت للجهاديين الذين استولوا الاسبوع الماضي على مدينة الموصل ومناطق عراقية اخرى. لكنه عبر عن رفضه لـ"وجود جنود أجانب في منطقتنا"، وتحدث عن فكرة القيام بعمليات جوية فقط وليس برية. وندد ايضا بنهب المصرف المركزي. وأكد "انهم وزعوا 500 مليون دولار على السكان لتنظيف الشوارع وبذلك اصبح (تنظيم) الدولة الاسلامية في العراق والشام الاكثر قوة".
 
الفساد والسياسة وراء انهيار الجيش العراقي
المستقبل... رويترز
كان الجيش العراقي الذي تداعى أمام هجوم المقاتلين الاسلاميين هذا الأسبوع قوة جوفاء يعصف بها الفساد وضعف القيادة والانقسامات الطائفية.. شتان بينه وبين الجيش الذي كانت واشنطن ترجو أن تترك له مهمة حماية البلاد.

قامت الولايات المتحدة بتسريح جيش صدام حسين بعد أن اجتاحت قواتها العراق عام 2003 وأنفقت 20 مليار دولار لبناء قوة جديدة قوامها 800 ألف جندي وعولت على قدرتها على الحفاظ على السلم عند انسحاب القوات الاميركية عام 2011.

وأدى قرار تسريح الجيش العراقي عام 2003 إلى حرب أهلية لكن كان الرأي ان القوات العراقية تتمتع بالكفاءة بصفة عامة بحلول عام 2011 وكانت حدة القتال الطائفي قد خفت ما منح الرئيس الاميركي باراك أوباما الثقة باتخاذ قرار سحب القوات الاميركية كلها.

غير أن ضابطا في الجيش العراقي في محافظة الانبار السنية التي ظلت أجزاء منها خارج السيطرة الحكومية منذ أكثر من ستة أشهر قال إن الفساد استنزف الأموال المخصصة لجرايات الجنود ولصيانة العربات وللوقود. وأضاف أن المناصب العسكرية العليا كثيرا ما تعرض للبيع وأن الجنود يلجأون للأسواق المحلية لشراء قطع الغيار لأن المخازن الحكومية خاوية.

وقال اللفتنانت جنرال المتقاعد جيم دوبيك الذي قاد مساعي الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي لتدريب القوات العراقية عامي 2007 و2008 إن الجيش العراقي اصطبغ بدرجة كبيرة بصبغة سياسية في ظل رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي. وأضاف دوبيك الذي يعمل الآن باحثا بمعهد دراسة الحرب في واشنطن «تآكلت القيادة... إذا كنت مقاتلا وكنت تعتقد أن فريقك سيخسر فأنت لا تحارب حتى آخر رجل. بل تنقذ نفسك».

وقال مسؤول أميركي سابق في العراق إن سوء معاملة الجنود من جانب رؤسائهم كان له دور في هروب جماعي من الخدمة. وأضاف «ضعفت الروح المعنوية لدى هؤلاء الأفراد وهذه الوحدات. فهم يتقاضون أجورا زهيدة ويستنزفهم ضباطهم الذين يسرقون مخصصاتهم ويستغلون مناصبهم القيادية كوسيلة لتكوين ثروة شخصية».

وقال المسؤول السابق إنه باستثناء عدد قليل من الوحدات مثل القوات الخاصة التي تحملت العبء الأكبر في القتال فإن «الجيش أجوف».

وكان أداء القوات العراقية أبعد ما يكون عن الأداء المثالي حتى قبل انسحاب القوات الاميركية.

ولم يستطع الجيش الاميركي حل مشاكل متجذرة مثل الاحتيال في التعاقدات العسكرية والابتزاز في نقاط التفتيش والسيطرة وملء قوائم الأجور بجنود لا وجود لهم بل كان يتجاهلها في بعض الأحيان.

بدأ الانهيار الاسبوع الماضي من القمة عندما هجرت القيادات العليا مواقعها في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء مع اجتياح مقاتلين يتشحون بالسواد من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق. صمد المدافعون عن الموصل ثلاثة أيام حتى مساء يوم الاثنين لكن القوة المدافعة تهاوت خلال ساعات قليلة وهرب قائدها في محافظة نينوى اللواء مهدي الغراوي.

وقال مسؤول عراقي وخبير أمني غربي إن كلا من قائد القوات البرية علي غيدان ونائب رئيس الاركان عبود قنبر ترك موقعه.

وانهارت البنية العسكرية الكاملة التي استخدمتها الحكومة الشيعية في بغداد لحماية شمال البلاد وغربها أمام المقاتلين السنة المسلحين تسليحا جيدا الذين يتقدمون منذ أسابيع على امتداد أراضي غرب العراق.

وقال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم وزارة الدفاع في واشنطن «ما من شك أن هناك انهيارا بنيويا في الموصل».

وطوى تقدم المقاتلين السنة مدنا مدينة تلو الأخرى ما سمح لهم بالاستيلاء على أسلحة ومعدات أخرى جانب كبير منها من الولايات المتحدة. وبعد يومين من سقوط الموصل نظم مقاتلو «الدولة الاسلامية في العراق والشام» استعراضا لعربات الهمفي الأميركية. وقال شهود عيان إنهم شاهدوا طائرتي هليكوبتر استولى عليهما المقاتلون تحلقان فوق المدينة.

وأبدى الرئيس أوباما شعوره بالاحباط يوم الجمعة.

ومنذ انسحاب القوات الاميركية كان الدعم الاميركي للقوات العراقية متواضعا وتمثل في أغلبه في عدد صغير من المستشارين ملحقين بالسفارة الاميركية في بغداد بعضهم يتعاون في جمع المعلومات وفي شحنات أسلحة محدودة. وتغير ذلك بعد أن تفجرت الحرب في سوريا عام 2013 وغذت تصاعد العنف من جديد. وبدأت قوات أميركية خاصة تدريب أعداد صغيرة من القوات العراقية الخاصة في الاردن كما عجلت واشنطن بمبيعات السلاح. وشملت هذه الصفقات طائرات هجومية من طراز أباتشي وصواريخ من طراز هلفاير وطائرات استطلاع دون طيار لكن أغلب هذا العتاد لم يصل بعد إلى العراق. وامتنع وارن المتحدث باسم البيت الابيض عن مناقشة احتمال سقوط أي أسلحة باعتها الولايات المتحدة إلى العراق في أيدي مقاتلي الدولة الاسلامية لكنه قال إن المقاتلين بالغوا في تقدير مكاسبهم.

ومن الممكن تتبع خيوط الانهيار العسكري إلى إخفاق المالكي في وقت سابق في صد مقاتلي الدولة الاسلامية في محافظة الأنبار الغربية التي أصبحت معقلا للمتشددين مع احتدام القتال في سوريا.

وتقول مصادر طبية عراقية إنه بعد استيلاء مقاتلي الدولة الاسلامية على الفلوجة ومناطق أخرى في الأنبار في أواخر العام الماضي لقي نحو ستة الاف جندي حتفهم هناك.

ويقول ديبلوماسيون أجانب يعملون في العراق إن 12 ألف جندي هربوا من الخدمة. ولم تتمكن القوات العراقية من استعادة الفلوجة أو استعادة السيطرة على مدينة الرمادي عاصمة المحافظة بالكامل.

ويقدر خبراء حكوميون أميركيون أن قوات الجيش العراقي كانت أكثر عددا بفارق كبير من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في معركة الموصل. ومع ذلك استولى المقاتلون بسهولة على المدينة.

وقال ضابط عسكري أميركي كبير سابق إن كبار المسؤولين العسكريين في العراق «يقع عليهم الاختيار لأن المالكي يقدر ولاءهم له قبل أي نوع من المهارات القتالية. وهم لا يدركون المطلوب للتصدي لتمرد كهذا». وأضاف «فشلوا في تنظيم تدريب جيد (للجنود). وفشلوا في استثمار الصيانة واللوجستيات كما قلنا لهم. وحذرناهم من أن هذا سيكون كعب أخيل لهم» أي نقطة ضعفهم.
 
«داعش» يهاجم بلدة شيعية غرب الموصل ومخاوف من سيطرة المسلحين على الأنبار
الموصل – «الحياة»
هاجم تنظيم «داعش» أمس بلدة تلعفر الشيعية غرب الموصل وسط مخاوف من حصول أزمة طائفية في حال اقتحامها والتعرض لسكانها مثلما حصل في بلدات وقرى علوية في سورية، فيما يتوقع سيطرة المسلحين على الأنبار بعد انسحابات لعدد من قوات الجيش وانحسار العمليات العسكرية فيها. وقال مسؤول محلي في قضاء تلعفر لـ «الحياة» إن «عناصر من «داعش» نفذوا هجوماً واسعاً على القضاء من خلال قصف القضاء بقنابل الهاون وبعدها بساعات نفذوا هجوماً برياً على القضاء من ثلاثة محاور فشلت جميعها باختراق القضاء». وأوضح أن «وحدة من القوات الخاصة في المدينة وعدداً من أفواج الجيش التي انسحبت من الموصل بعد سقوطها بيد «داعش» الثلثاء واستقرت في تلعفر صدّت الهجوم بعد اشتباكات استمرت ثلاث ساعات وأجبرت المسلحين على الانسحاب»، وأشار إلى أن مروحية تابعة للجيش شاركت في عملية صد الهجوم حيث تمكنت من ضرب رتل لـ «داعش» على الطريق الرئيسية المؤدية إلى القضاء. وأضاف أن «وجهاء المدينة ورجال الدين بالتعاون مع القوات الأمنية قرروا تشكيل قوة دعم من الأهالي ومن شيوخ العشائر لحماية القضاء من محاولات جديدة لاقتحامها من قبل داعش».
وفي سامراء شمال بغداد، قال مصدر أمني في قيادة عمليات سامراء لـ «الحياة» إن «داعش سيطر على ناحية يثرب جنوب تكريت، وقام بتفخيخ الطرق المؤدية إليها من سامراء لمنع القوات الأمنية من الدخول إليها، فيما شهدت الناحية موجات نزوح من الأهالي باتجاه ناحية الضلوعية التي سيطرت عليها القوات الأمنية قبل يومين». وأشار المصدر إلى أن «قاعدة سبايكر الجوية قرب مدينة تكريت تعرضت لهجوم بقذائف الهاون، فيما شهدت منطقة الاسحاقي اشتباكات بين قوات الأمن وقوات «داعش» التي حاولت السيطرة على المنطقة».
 
السيستاني يطمئن سكان «المناطق المختلطة» بعد قلق من تشكل «مليشيات» جديدة
بغداد - «الحياة»
شهدت العاصمة العراقية أمس اجراءات أمنية مشددة وانتشاراً مكثفاً لقوات الجيش والشرطة، خصوصاً عند مداخلها الشمالية والجنوبية، وسط قلق وارتباك عمّ السكان، في وقت دعت المرجعية الشيعية إلى اجتناب المظاهر المسلحة وأي تصرف طائفي في «المناطق المختلطة»، فيما قتل تسعة أشخاص على الأقل وأصيب 23 آخرون بجروح في تفجير استهدف سوقاً شعبية في وسط بغداد أمس، وفق ما افادت مصادر أمنية. وأوضح مصدر في وزارة الداخلية أن «عبوة ناسفة انفجرت في سوق باب الشرقي وسط العاصمة ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة 23 بجروح». وقال ضابط شرطة برتبة عقيد إن الهجوم ناجم عن عبوة وتفجير انتحاري.
وساد القلق في الأحياء السنية من بغداد من احتمال تشكيل مليشيات شيعية على خلفية فتوى السيد السيستاني، فيما ازدحمت مكاتب الطيران بالراغبين في المغادرة إلى إقليم كردستان أو خارج العراق. وأكد المرجع الشيعي علي السيستاني، ضرورة ابتعاد المواطنين عن أي تصرف ذي توجه قومي أو طائفي يسيء إلى وحدة النسيج الوطني. وقال في بيان إن «على جميع المواطنين، ولاسيما في المناطق المختلطة، أن يكونوا بأعلى درجات ضبط النفس في هذه الظروف الحرجة، وعليهم أن يعملوا على ما يشدّ من أواصر الإلفة والمحبة بين مختلف مكوّناتهم». وطالب السيستاني بعض القنوات التي تضع صورته باستبدالها بالعلم العراقي وخريطة العراق.
وعلى غير العادة لم يشهد أول أيام الأسبوع، أمس، زحاماً في شوارع بغداد حيث فضّل الكثيرون البقاء في منازلهم وترقب الأحداث، خصوصاً بعد انشار خبر تعرض وزارة الداخلية إلى هجوم مسلح وسط العاصمة رغم أن الوزارة نفت تلك الأنباء واعتبرت الحديث عنه يقع ضمن «الإشاعات المغرضة». وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في بيان «نحن كوزارة داخلية ننفي الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول وجود هجوم على الوزارة»، مبيناً أن «هذه الأنباء تأتي ضمن الإشاعة والحرب النفسية». وتابع «سنحتفظ بالرد القانوني ضد كل من يروج لمعلومات خاطئة عن الوزارة التي تعتبر سور الوطن. فالعزيمة والثبات اللذان يحملهما رجال الداخلية كبيران ولا تثنيهما هذه الشائعات».
إلى ذلك، استمر تدفق المتطوعين للقتال بعد فتوى السيستاني، حيث شرع الكثير من الأحزاب والتيارات الدينية إلى فتح باب التطوع واستقبل الآلاف منهم يوم أمس.
وعلمت «الحياة» أن السيستاني تلقى خلال اليومين الماضيين رسائل وطلبات من وجهاء وزعماء عشائر ورجال دين في بغداد، ابدوا قلقهم من احتمال استثمار الفتوى لتشكيل مليشيات تستهدف السكان السنة في بغداد، في استعادة لأحداث 2006. وكان القيادي في «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» الشيخ جلال الدين الصغير أكد أن «المتطوعين ينتظرون عناصر داعش وسيرونهم مصيراً غير الذي لعبوه مع القيادات الأمنية الفاشلة والخائنة». وذكر الصغير في صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» خلال اجتماعه بمجموعة من المتطوعين أن « الدواعش يمنون أنفسهم في القدوم إلى بغداد، أهلاً بهم وسوف يرون المصير الذي ينتظرهم».
 
الوقف السني يدعو أبناءه إلى التطوع في الجيش والحكومة المحلية تطالب بتشكيل وزارة دفاع رديفة
الحياة...البصرة – أحمد وحيد
دعا الوقف السني في المنطقة الجنوبية أبناء المكوّن السني إلى التطوع للقتال في المحافظة التي سيطر عليها تنظيم «داعش»، في الوقت الذي طالبت الحكومة المحلية بتشكيل وزارة دفاع رديفة يكون قوامها من المتطوعين، تزامناً مع فعاليات حكومية على مستوى المحافظة لتنظيم عملية التطوع التي باتت مشتتة وغير ممنهجة. وقال مدير إعلام الوقف السني في المنطقة الجنوبية محمد بلاسم في تصريح لـ «الحياة» إن «الوقف يدعو أبناءه إلى الإنضمام إلى حملات التطوع التي تجري حالياً في المنطقة الجنوبية في شكل مكثف للمشاركة في الحرب الدائرة مع الجماعات المسلحة في محافظات وسط العراق». وأضاف أن «الوقف يقف مع القوات المسلحة، وقد تلقى مكتبنا اتصالات مكثفة من العشائر السنية في المحافظة للتطوع في صفوف القوات الأمنية». وتابع أن «الوقف السني استجاب لفتوى المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني بوجوب التطوع في صفوف الأمن المختلفة لغرض إعادة سيطرة الدولة إلى المحافظات التي سيطر عليها داعش، حيث أننا تجاوبنا معها لكونها فتوى تعبّر عن حس وطني يتجاوز كافة الطوائف ويدعو إلى عراق واحد يتطوع فيه أبناء محافظات لإنقاذ محافظات أخرى بعيداً من الإنتماء المذهبي».
ودعا النائب منصور التميمي، شيخ عام قبيلة تميم في العراق، الحكومة المركزية إلى استحداث وزارة رديفة لوزارة الدفاع. وقال في توصية عن مؤتمر شاركت الحكومة المحلية في صياغة مقرراته إن «الحكومة العراقية مدعوة إلى استحداث وزارة الحرس الوطني لتكون وزارة سيادية رديفة لوزارة الدفاع حيث أن الوزارة ينبغي أن تضم قوات الصحوات العشائرية وأفراد التنظيمات الجهادية التي كرست إمكاناتها لمحاربة التنظيمات الإرهابية، فضلاً عن المدنيين الذين تطوعوا في الآونة الأخيرة تلبية لفتوى المرجعية».
 
المالكي يشكل مديرية لتجنيد «جيش رديف» وسط مخاوف من الإخلال بالتوازن الوطني والقوات الحكومية تستعيد المبادرة.. والبيشمركة الكردية تسيطر على معبر حدودي مع سوريا

بغداد: حمزة مصطفى أربيل: «الشرق الأوسط» .... أعلن في بغداد أمس، عن تشكيل «مديرية الحشد الشعبي» بهدف تنظيم عملية التطوع الشعبي بناء على الفتوى التي أصدرها المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني بما سماه «الجهاد الكفائي» لمقاتلة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).
وقال مستشار الأمن الوطني فالح الفياض في مؤتمر صحافي عقده أمس إن «رئيس الوزراء نوري المالكي أمر بتشكيل مديرية الحشد الشعبي لتنظيم تدفق المتطوعين». وأضاف أن «حجم التطوع أكبر بعشرات المرات من الحاجة الميدانية»، مبينا أنه «جرى تشكيل لجنة في كل محافظة برئاسة قائد الشرطة هناك لتنظيم عملية التطوع وتحديد الآليات الخاصة بذلك». وأشار إلى أن «عملية التطوع ليست وقتية بل ستكون بمثابة جيش رديف تحدد له مهمات مستقبلية لحماية العراق».
وبينما عد التحالف الكردستاني أن «هذه العملية هي عسكرة للمجتمع باتجاه أكثر خطورة مما كان قد جرى التحذير منه في الماضي»، فإن كتلا سنية طالبت بتوضيح مفهوم «الجهاد الكفائي» بعد رواج أنباء عن أن الهدف من هذا الجهاد هو ضد «أبناء السنة». وقال ائتلاف العربية الذي يتزعمه نائب رئيس الوزراء صالح المطلك في بيان: «إننا في الوقت الذي نثمن فيه المواقف الوطنية لمرجعياتنا السنية والشيعية في الحفاظ على وحدة العراق ونسيجه الداخلي وبنائه المتراص، فإننا في الوقت عينه نطالب المرجعية الدينية الرشيدة في النجف الأشرف بالمداومة على إيضاح ما صدر عنها في البيان الذي ألقاه ممثلها الشيخ عبد المهدي الكربلائي وشرحه في أكثر من محفل، حيث إن دعوة الجهاد التي أطلقتها المرجعية ضد الإرهاب قد فسرت من قبل بعض الموتورين والذين لهم أجندة طائفية خاصة، ومن بعض الجهلة على أنها جهاد ضد أبناء السنة، وعليه فإننا نطالب بتوضيح هذا الأمر والتركيز عليه في أكثر من محفل وقناة اتصالية حفاظا على اللحمة الوطنية ودرءا للفتنة الطائفية التي يراهن عليها البعض».
من ناحيته، أعرب ائتلاف متحدون للإصلاح الذي يتزعمه رئيس البرلمان أسامة النجيفي عن قلقه من اتساع رقعة العنف التي تعود في الكثير من أسبابها إلى الاحتقان والإحباط الذي عانته جماهير المحافظات الغربية الست ذات الغالبية السنية. وقال بيان صدر عن الائتلاف أمس: «إننا ننتظر وفي ظل ظروف بالغة الحرج كالتي نعيشها اليوم أن يقدم رئيس الوزراء تطمينات فعلية وجادة لأبناء هذه المحافظات بما يجعلهم يستشعرون مواطنتهم، فالمعركة مع الإرهاب لا يمكن لأي دولة أن تكسبها بينما تخسر السكان المحليين». وأكد الائتلاف أنه «في الوقت الذي ندين فيه الجماعات التكفيرية ومنهجها التدميري للحياة واستهدافها للجميع دون تمييز ونشدد على ضرورة مطاردتها، فإن الناقمين اليوم في هذه المحافظات هم في أغلبيتهم الساحقة من أبناء العشائر الكريمة الذين هبوا للدفاع عن أنفسهم ومدنهم من الأخطار المحدقة بهم، وكذلك من المجموعات التي جرى إبعادها وحرمانها من الاندماج في العملية السياسية، ومن المواطنين المقهورين المنادين بحقوقهم عبر اعتصامات استمرت لما يقارب العام ونصف العام، وبالتالي فإن أي محاولة لاستهداف كل هذا الطيف بالقمع العسكري منهج مرفوض ولن يزيد الأمور إلا تعقيدا ويخلق أعداء جددا».
وأشار إلى أن «دعوات التطوع العشوائية التي شاعت مؤخرا، جرت ترجمتها عمليا وكأنه إطلاق ليد الميليشيات المرتبطة بأجندات خارجية معروفة للإيغال في منهجها التدميري وتمكينها من استهداف وقتل المواطنين بدوافع فئوية تحت غطاء الدولة ومؤسساتها الأمنية، وهو منهج لا يقل أذى إن لم يزد على منهج الجماعات التكفيرية».
في السياق ذاته، أكد القيادي الكردي وعضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية السابق، شوان محمد طه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «بصرف النظر عن الدوافع والمبررات لكننا كنا قد حذرنا في السابق من أن لعسكرة المجتمع تداعيات سلبية والآن المسألة بدأت تتخذ بعدا آخر ويتمثل في أن هذه العسكرة هي في مناطق معينة دون مناطق أخرى وبالتالي فإن هذا الأمر من شأنه الإخلال بمبدأ التوازن الوطني بين المكونات بسبب أن الغالبية العظمى من المتطوعين اليوم هم من الشيعة».
من ناحية ثانية، وبعد أيام من دعوته إلى تشكيل «سرايا السلام» التي تقتصر مهمتها على الدفاع عن الأماكن والمراقد الشيعية المقدسة في سامراء وبغداد (الكاظمية) والنجف وكربلاء، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره إلى تنظيم استعراض عسكري، السبت المقبل، لتبيان قوة التشكيل.
وجاء إعلان الصدر تشكيل هذه السرايا بمثابة الإعلان النهائي لحل «جيش المهدي»، الذي أسسه بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، وأعلن تجميده أوائل عام 2012 عقب الانسحاب الأميركي من العراق.
وقال الصدر في بيان: «لكي نكون موحدي الصف وعلى أهبة الاستعداد، أدعوكم إلى استعراض عسكري موحد في كل محافظة على حدة، في آن واحد، لكي نبين للعالم عددنا وعدتنا، بما لا يرهب المدنيين بل العدو».
وفي هذا السياق، أعلن وزير التخطيط علي الشكري، المرشح من قبل التيار الصدري لهذا المنصب، دون أن يكون منتميا إليه، تطوعه في «سرايا السلام».
ميدانيا، نجحت القوات العراقية أمس في وقف هجوم «داعش» وتمكنت من استعادة المبادرة العسكرية بعد صدمة فقدان مناطق واسعة في الشمال، بينما سيطرت القوات الكردية على أحد المنافذ الحدودية الرسمية مع سوريا.
وقال المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحافي في بغداد: «خلال الـ24 ساعة الماضية جرى قتل أكثر من 279 إرهابيا في مختلف المناطق»، معتبرا أن القوات الأمنية «استعادت المبادرة».
وفي محافظة ديالى قتل ستة من عناصر قوات البيشمركة الكردية وأصيب نحو 20 آخرين بجروح في ضربة جوية لطائرة عراقية أصابت رتلا للقوات الكردية قرب قضاء خانقين (150 كلم شمال شرقي بغداد) في شرق العراق، بحسب ما أفادت به أمس مصادر أمنية. ولم يتضح ما إذا كان القصف متعمدا أم عن طريق الخطأ.
وقتل أيضا ستة أشخاص بينهم ثلاثة جنود في قصف بقذائف الهاون استهدف الأحد مركزا في شرق العراق لتطوع المدنيين لقتال المسلحين الذين يشنون هجوما في أنحاء متفرقة في البلاد.
في غضون ذلك، سيطرت القوات الكردية على أحد المنافذ الحدودية الرسمية مع سوريا بعد انسحاب قوات الجيش العراقي. وأوضح جبار ياور المتحدث باسم قوات البيشمركة الكردية لوكالة الصحافة الفرنسة: «تسلمت قوات البيشمركة السيطرة على منفذ ربيعة (محافظة نينوى) بعد سقوط الموصل (350 كلم شمال بغداد) في أيدي المسلحين وانسحاب الجيش».
 
كيري لزيباري: الدعم الأميركي لن يكون فعالا ما لم يضع القادة العراقيون خلافاتهم جانبا والخارجية الإيرانية تؤكد رفض طهران أي تدخل عسكري أجنبي

واشنطن - لندن: «الشرق الأوسط» .... أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظيره العراقي هوشيار زيباري، أمس، أن الولايات المتحدة «ملتزمة» بدعم العراق في معركته ضد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن كيري أكد خلال اتصال هاتفي مع زيباري، أن الولايات المتحدة «ملتزمة بدعم العراق».
وأضاف كيري، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن «مساعدة من الولايات المتحدة لن تكون فعالة ما لم يكن لدى القادة العراقيين إرادة في وضع خلافاتهم جانبا وتطبيق معالجة منسقة وفعالة لضمان وحدة البلاد الضرورية من أجل التقدم ومواجهة تهديد (الدولة الإسلامية في العراق والشام)».
ودعا وزير الخارجية الأميركي الحكومة العراقية إلى المصادقة على نتائج الانتخابات «بلا تأخير» وتشكيل حكومة جديدة واحترام حقوق كل المواطنين من مختلف الانتماءات الدينية والقومية. وقالت الخارجية الأميركية، إن كيري «أكد لوزير الخارجية (العراقي) أن الولايات المتحدة على اتصال مع الأسرة الدولية والدول المجاورة للعراق للتأكيد على التهديد الذي يواجهه العراق والمنطقة بوجود (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وضرورة مساعدة العراق في هذا الوضع الحرج».
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن أول من أمس أنه لن يرسل قوات برية إلى العراق لوقف هجوم المتطرفين السنة، لكنه سيبحث خيارات مختلفة أخرى «في الأيام المقبلة». وفي نفس اليوم أمرت الولايات المتحدة الجمعة بإرسال حاملة الطائرات «يو إس إس جورج إتش دبليو بوش» إلى الخليج بسبب الأزمة في العراق. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، إن الأمر الذي أصدره وزير الدفاع تشاك هيغل «سيعطي القائد الأعلى مرونة أكبر في حال تطلب الأمر شن عملية عسكرية أميركية لحماية أرواح أميركيين ومواطنين ومصالحنا في العراق».
من ناحية ثانية، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أمس، بأن إيران تعارض «كل تدخل عسكري أجنبي» في العراق. وقالت أفخم في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطلابية (إيسنا)، إن «العراق لديه القدرة والاستعداد اللازمان لمكافحة الإرهاب والتطرف، وأي تحرك يمكن أن يعقد الوضع في العراق ليس في مصلحة هذا البلد والمنطقة».
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن أول من أمس، أن طهران مستعدة لمساعدة بغداد من دون أن تتدخل عسكريا. ولم يستبعد روحاني أيضا تعاونا مع الولايات المتحدة إذا قررت واشنطن التدخل ضد الجهاديين في العراق. وقال: «إذا رأينا أن الولايات المتحدة تتحرك ضد المجموعات الإرهابية، فعندئذ يمكننا التفكير».
وفي القاهرة، أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين «جميع الأعمال الإرهابية» التي يقوم بها تنظيم «داعش» في العراق. وحسب وكالة الأنباء الألمانية، جدد المجلس إدانته للإرهاب بكل أشكاله وصوره وكل الممارسات الإرهابية التي من شأنها أن تهدد السلامة الإقليمية للعراق ووئامه المجتمعي، ودعم الجهود التي يبذلها العراق في هذا الإطار. ودعا المجلس، في ختام اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين التي عقدت أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة المغرب والمخصصة لبحث موضوعي العراق ودعم الجيش اللبناني، إلى تحقيق الوئام والوفاق الوطني بين جميع القوى والفعاليات السياسية العراقية، وذلك عبر الانخراط في حوار جدي شامل يفضي إلى تحقيق توافق وطني حول الخطوات المطلوبة لتجاوز الأزمة الراهنة ومواجهة التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها أمن العراق واستقراره ووحدة أراضيه، فضلا عن تشكيل حكومة وفاق وطني، كما أكد مجددا الالتزام باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه واستقراره السياسي ووحدته الوطنية ورفض التدخل في شؤونه الداخلية. كما نوه البيان بأنه جرى الاتفاق على إبقاء هذا الموضوع قيد المتابعة لمواكبة المستجدات بما في ذلك مواصلة المشاورات لعقد اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب على هامش الدورة 41 لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المزمع عقدها يومي 18 - 19 الشهر الحالي بالسعودية.
 
مقاتل شيعي عراقي عائد من سوريا: الجيش يفتقر إلى خبرتنا ومستشار للمالكي يقر بأن تسليح المدنيين أمر خطير

جريدة الشرق الاوسط.... أليسا جيه روبن ورود نوردلاند ... عندما سمع أبو علي العقابي الثلاثاء الماضي أنباء عن سيطرة الميليشيات على الموصل، التي تعد ثاني أكبر المدن العراقية، أدرك ما الذي يتعين عليه القيام به؛ فسريعا ما قام أبو علي، الذي يعد أحد القادة العراقيين الشيعة والذي كان يقاتل لحساب الرئيس السوري بشار الأسد في السنوات الأخيرة، بجمع أغراضه وغادر متجها إلى بغداد؛ حيث وصلت إليه أنباء تفيد بوصول الميليشيات بالفعل إلى الضواحي الشمالية.
قال أبو علي: «عقب استيلائهم على الموصل، قررنا العودة من سوريا من أجل دعم القوات الأمنية هنا». وصل أبو علي إلى بغداد الثلاثاء الماضي، وانضم إلى حشد متزايد من قادة الميليشيات العراقية والمقاتلين ممن يحرصون على استغلال ما لديهم من مهارات اكتسبوها خلال سنوات من القتال في سوريا ضد بعض الميليشيات السنية المشابهة لتلك الميليشيات التي تهاجم العراق. وحسب ما أفاد به أبو علي: «نحن الآن نتمتع بخبرة كبيرة فيما يتعلق بالقتال في حرب العصابات»، وأوضح أن الجيش العراقي «ليست لديه الخبرة التي تمكنه من القيام بذلك».
وبينما كان أبو علي يتحدث مساء الجمعة الماضي، احتشد مئات من الشباب الشيعة في ساحة كرة السلة بشرق بغداد من أجل التضامن معه، حيث كانوا يصطفون أمام المسؤولين عن تجنيدهم مثلهم مثل طلاب الجامعات في معرض فرص العمل. وقام المسؤولون بتسجيل أسماء هؤلاء الشباب وعناوين إقامتهم لإجراء التحريات اللازمة عنهم قبل إلحاقهم بصفوف الميليشيا.
ولم تكن هناك ميليشيا شيعية واحدة تعمل على تجنيد الشباب، بل كان هناك ما لا يقل عن أربع ميليشيات، وربما أكثر. وقد استجاب الآلاف من الشيعة للدعوة للقتال وحمل السلام التي أطلقها في وقت سابق آية الله العظمى علي السيستاني، من أجل حماية الشيعة، ودعما للحكومة الشيعية التي يرأسها نوري المالكي.
وأصابت فكرة عودة الميليشيات الشيعية كثيرين بالقشعريرة والخوف؛ إذ إن ذلك الأمر يجلب إلى الأذهان ذكريات تقشعر لها الأبدان فيما يتعلق بالحرب الطائفية التي اندلعت في العراق في الفترة من 2005 حتى عام 2008، وما ارتبط بها من أعمال تعذيب وحملات التطهير العرقي في الأحياء السكنية، فضلا عن الجثث الملقاة في نهر دجلة، والثقوب المحفورة في رؤوس الضحايا، فإذا قامت مثل تلك الحرب، فسيكون من الصعب إخمادها، ويدرك القادة الشيعة جيدا أن الميليشيات السنية على استعداد لخوض تلك الحرب.
وحتى الآن تدعي الميليشيات الشيعية التي يجري تشكيلها أنها ليست مناهضة للسنة، لكن من الواضح أنه يوجد نوع من عدم الثقة، إن لم تكن كراهية غير معلنة، والمؤشرات تعد مقلقة بالنسبة للأيام المقبلة.
مستشار لرئيس الوزراء نوري المالكي قال: «بالطبع، يعد الأمر خطيرا في حال القيام بتسليح المدنيين، لكن يجب أن يدافع الناس عن طوائفهم وأماكن وجودهم»، وأضاف موضحا أن الحكومة ترحب بتأييد آية الله علي السيستاني لها.
يعد شعور الشيعة بأهمية تشكيل ميليشيات من أجل ضمان حمايتهم مؤشرا يوحي بانزلاق البلاد إلى حالة من الفوضى، فالجيش العراقي، الذي أنفقت عليه الولايات المتحدة الأميركية نحو 20 مليار دولار في محاولة لإعادة بنائه بوصفه قوة متعددة الأعراق، تحركه الطائفية؛ بحيث أصبح غير قادر أو غير راغب في حماية المواطنين العراقيين ومحاربة أعداء الدولة العراقية بطريقة منصفة.
واليوم تعد الميليشيات الشيعية مختلفة بعض الشيء عن تلك الميليشيات النشطة التي كانت موجودة أثناء أسوأ أيام القتال الطائفي، عندما كانت الميليشيات الشيعية ترتبط إلى حد كبير بالأحزاب السياسية والدينية وتعمل بشكل منفصل، وغالبا ما تكون معارضة للجيش العراقي، أما الميليشيات الشيعية الحالية، التي كان البعض منها موجودا منذ عدة سنوات، فتعمل جنبا إلى جنب قوات الأمن بطريقة شبه متكاملة، وذلك حسب ما ذكره العديد من قادة الميليشيات.
وبينما تحدث أحد القادة عن المشكلات، الذي تمكن من خلال الهاتف من الوصول إلى أحد قواعد الجيش العراقي؛ حيث يساعد في تدريب الجنود والعمل مع القادة في استراتيجية مكافحة الإرهاب، كان يبدو كأنه متعال؛ فقد شبه هذا القائد، الذي عرف نفسه فقط باسم محمد لأسباب أمنية، الوضع بشيء أقرب إلى نظام تعاوني، ينضم بموجبه أعضاء الميليشيات إلى القوات ويدفعونهم للتمسك برأيهم وموقفهم. وأوضح، قائلا: «الذي يشهده العراق الآن ما هو إلا نسخة مما قمنا به في سوريا، فقد وضعنا الخطة، ونقترح تحرك القوات».
 
أكد لـ "السياسة" أن المالكي سيزداد ديكتاتورية ويعزز موقعه للحصول على ولاية ثالثة
قيادي كردي: الغارات الأميركية ستضاعف الاحتقان الطائفي
بغداد – باسل محمد:
اعتبر قيادي كردي بارز, أن أي تدخل عسكري أميركي عبر الضربات الجوية من دون بلورة خريطة تسوية سياسية للأزمة الراهنة, خطأ ستراتيجي سيؤدي الى نتائج كارثية على المستويين العراقي والإقليمي.
وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لـ”السياسة” إن الاتصالات التي جرت بين ائتلافي اياد علاوي وأسامة النجيفي وبارزاني, خلصت إلى بلورة قناعة بأن الضربات الجوية الأميركية المحتملة لدعم القوات الأمنية العراقية في مواجهات الجماعات المسلحة في المحافظات الشمالية والغربية ستؤدي الى تقوية الموقف السياسي لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي وتعزيز فرصه للذهاب الى ولاية ثالثة.
وأوضح أن كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما عن ضرورة اتفاق القادة العراقيين وتوحدهم قبل أي دعم ومن أي نوع هو كلام مطمئن, غير أنه يوجد قلق جدي لدى القوى السياسية السنية والكردية وحتى شخصيات شيعية تابعة لإئتلافي الزعيمين عمار الحكيم ومقتدى الصدر, من أن يستثمر المالكي الازمة الأمنية الاستثنائية لإعادة التفاهم مع المرجع الشيعي الديني الاعلى علي السيستاني, سيما بعد فتوى الجهاد الكفائي ضد الارهابيين, وبالتالي يمكن للأخير ان يتراجع عن تحفظاته لتولي المالكي مجدداً رئاسة الحكومة في بغداد تحت ضغط ما يسمى بالهجمة الطائفية للتكفيريين على الشيعة, إضافة إلى استغلال المالكي للأزمة لجمع ايران والولايات المتحدة على موقف سياسي واحد يفضي في ما بعد الى دعم الدولتين الولاية الثالثة له في السلطة.
ورأى القيادي الكردي أن هناك فرقاً شاسعاً بين مساعدة العراق على تحقيق انتصار على القوى الإرهابية في مقدمها تنظيم “داعش” ومنعه من التوسع واحتلال المدن, وبين مساعدة المالكي على تحقيق انتصار عسكري يجعله على الارجح اكثر ديكتاتورية في التعامل مع خصومه السياسيين وشركاءه “لأن من المؤكد أن المالكي سيستثمر اي نصر محتمل على الارهابيين ليقول للعراقيين وللشيعة بشكل خاص بأنه واجه مؤامرة ارهابية ذات ابعاد اقليمية وأنه انتصر عليها, ما يرسخ فكرة الهبة الشيعية العفوية لمساندته, ولذلك فإن التيار الصدري بالتحديد فهم تداعيات ما يمكن أن يحدث اذا تدخلت الولايات المتحدة عسكرياً في ظل غياب أي أفق سياسي للحل وغياب اي رؤية شاملة لتشكيل حكومة عراقية جديدة من دون المالكي”.
واعتبر القيادي الكردي أن “المشكلة في البيت السياسي الشيعي أنه تعاطى مع الأزمة من زواية واحدة وهو أن الارهابيين يهددون الشيعة وهم على خطأ في ذلك, لأن الأرهاب يستهدف السنة والأكراد والشيعة والمسلمين والمسيحيين وكل الاقليات وكل مكونات الشعب العراقي, ولذلك فإن الشيعة ذهبوا لنجدة رئيس حكومتهم باسم الدفاع عن طائفتهم, رغم أن بعض القادة الشيعة يعرفون أن طبيعة المالكي تميل الى المراهنة دائماً على الخوف لدى المكون الشيعي, لكنهم رغم علمهم بهذه الحقيقة عاضدوه بقوة”.
وحذر القيادي في “الحزب الديمقراطي الكردستاني” من أن حدوث ضربات جوية أميركية من دون حل سياسي شامل للوضع العراقي, ستكون لها انعكاسات خطيرة في المنطقة, لأن المحور السوري – الايراني سيستفيد من هذه الضربات رغم المواقف الايدلوجية التي يتبناها المحور بأنه يقف ضد الولايات المتحدة, وفي المحصلة هذه الضربات ستعزيز الموقف الميداني لقوات النظام السوري في مواجهة الثورة السورية”.
وشدد على أن “في صدارة هذه التداعيات أن الضربات الاميركية ستصب في عملية كسر شوكة السنة بشكل نهائي وحاسم في العراق, باسم محاربة “داعش” وهذا التطور سيضاعف من حدة الاحتقان الطائفي في العالم الاسلامي برمته, ما يسفر عنه زيادة في العنف والتطرف ولذلك يجب التوجه الى تسوية سياسية عميقة قبل اي ضربات”.
 
أوساط ديبلوماسية سعودية: إيران اقتنعت بضرورة تنحّي المالكي
الأجهزة الأمنية الخليجية تبحث كيفية مواجهة «داعش»
الرأي..الرياض - د ب أ - أكد مسؤول كبير في الخارجية السعودية في لقاء خاص جمعه مع بعض السفراء الغربيين اخيرا أن بلاده تقف ضد كل حركات الإرهاب أيا كان مصدرها ومن بينها تنظيم «داعش»، مشيرا إلى أن «التنظيم مدرج على قائمة الإرهاب السعودية مثله مثل تنظيم القاعدة أو حزب الله السعودي أو حركة الحوثيين.. الخ ».
وتفيد معلومات يتداولها الوسط الديبلوماسي في الرياض بأن إيران التي دعمت نوري المالكي وكانت وراء العديد من قراراته ومواقفه «باتت الآن مقتنعة بضرورة إيجاد بديل له ويكون مقبولا لدى الطائفة السنية التي عانت الكثير نتيجة سياسة المالكي العنصرية التي دأبت على تهميشهم واضطهادهم بتعليمات من طهران».
وتضيف تلك الأوساط أن «اجتماعا عقد مؤخرا لكبار المسؤولين الأمنيين الإيرانيين برئاسة الرئيس (حسن) روحاني خلص إلى ضرورة التخلص من المالكي كبداية لحل المشكلة».
وتساءل ديبلوماسي سعودي عن كيف تم نقل معدات عسكرية من العراق عبر الحدود إلى داخل سورية في حين أن قادة التنظيم يتوعدون بالزحف على بغداد لتصفية الحساب وكيف يفهم أن «داعش» لم يقاتل أبدا ضد النظام السوري بل يعمل بتنسيق موثق مع عملائه المحليين وبالتالي ماذا يعني إعلان دمشق أنها وبغداد تقاتلان عدواً واحداً ولماذا انهار الأمن العراقي على هذا النحو المريب رغم انه استطاع أن يصمد في سامراء مثلا للدفاع عن مرقدي الإمامين العسكريين.
ويضيف: «هذه الأسئلة وسواها فشلت في تمكين حكومة المالكي من البدء بحملة مضادة لاسترجاع المناطق المحتلة على افتراض أنها مصممة فعلا على استعادتها».
ويتفق عدد من المحللين على أن الحل الوحيد أمام الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة ودول المنطقة لمنع تحويل المنطقة إلى مرتع خصب للإرهاب وإثبات صدقيتها هو «إنهاء الأزمة السورية من خلال إرغام الرئيس بشار الأسد على التنحي وتشكيل حكومة وحدة وطنية وكذلك الأمر بالنسبة مع العراق ووقف سياسة التوسع ومحاولات فرض النفوذ الإيرانية التي لن تصب أبدا في مصلحة العالم بأسره».
وكشف مصدر خليجي مطلع طلب عدم الإشارة إلى اسمه إلى أن اتصالات «محمومة» تجري حاليا بين واشنطن وعواصم خليجية «مؤثرة» للبحث في تطورات الساحة العراقية.
كما كشف المصدر عن اجتماعات تمت ولا تزال مستمرة حتى الآن بين الأجهزة الأمنية في دول مجلس التعاون الخليجي لبحث مواجهة خطط تنظيم «داعش» بعد أن بات يمثل تهديدا لكل دول المنطقة.
ومن المنتظر أن تعقد لقاءات لرؤساء تلك الأجهزة خلال الأيام القليلة المقبلة لتوحيد الموقف الخليجي وإقرار خطة موحدة إزاء ذلك.
 
إطلاق سجناء المدينة بعد معارك استمرت 8 ساعات
سقوط أول مدينة شيعية وأنباء عن اعتقال قائد قوات نينوى
إيلاف..د أسامة مهدي
اجتاح مسلحو داعش بلدة تلعفر العراقية ذات الغالبية الشيعية بعد قتال استمر 8 ساعات. وقالت أنباء إنّ المسلحين القوا القبض على قائد قوات نينوى اللواء الركن ابو الوليد.
أسامة مهدي: سقطت مدينة تلعفر العراقية الشمالية الشيعية ذات الكثافة السكانية بيد المسلحين الذين قالت انباء انهم القوا القبض على قائد قوات نينوى اللواء الركن ابو الوليد وعدد كبير من حماية قيادة العمليات في قلعة تلعفر.
وكان أبو الوليد قد حوصر في قلعة تلعفر وهو قائد عمليات نينوى الجديد الذي توعد بقتال المسلحين حتى اخر نقطة من دمه حيث خاضت قواته قتالا مع المهاجمين الذين هاجموا المدينة في معارك استمرت ثمان ساعات وانتهت في وقت متأخر من ليل الاحد الاثنين بالسيطرة على المدينة واعتقال اللواء الركن ابو الوليد كما اكدت بيانات لجماعات مسلحة تسلمتها "إيلاف" التي لم تتمكن بعد من التأكد من اعتقاله.
وكان مصدر امني قال قبل ذلك من داخل قضاء تلعفر (65 كلم غرب الموصل بمحافظة نينوى) شمالي البلاد إن الاشتباكات تجددت بعد أن قصف مقاتلو الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" المدينة بعشرات قذائف الهاون مجددا.
وأشار إلى أن المئات من العوائل التركمانية نزحت عن المدينة باتجاه مناطق ربيعة وسنجار (40 و30 كلم شمالا وغربا والخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة التركية.
وقال إن انقطاع مياه الشرب والطاقة الكهربائية والهجمات بقذائف الهاون تقف خلف نزوح أهالي المدينة.
ويعم الاضطراب مناطق شمال وغرب العراق بعد سيطرة تنظيم "داعش" ومسلحون متحالفون معهم من العراقيين على اجزاء واسعة من محافظة نينوى (مركزها الموصل 400 كلم شمال بغداد) بالكامل الثلاثاء الماضي بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد وراءهم.
وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين الغربية ومدينة كركوك في محافظة كركوك الشمالية وقبلها بأشهر في مدن الأنبار الغربية.
وكان مصدر امني قال الاربعاء الماضي أن قوة عسكرية كبيرة بقيادة اللواء الركن المعروف بـ"ابو الوليد" توجهت الى مدينة الموصل لتحريرها من تنظيم "داعش" بتكليف من القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي.
وقال إن "قوة عسكرية كبيرة بقيادة اللواء الركن ابو الوليد، الان قد وصلت الى قرب الموصل حيث تعهد ابو الوليد في تصريحات بتحرير جميع احياء الموصل وسحق رؤوس الارهابيين على حد قوله.
وأوضح المصدر أن "ابو الوليد كلف من قبل القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بقيادة عمليات الموصل وتطهيرها من داعش التي سيطرت على محافظة نينوى" مشيرا الى ان "ابو الوليد اعطي جميع الصلاحيات فضلا عن منحه قوة عسكرية كبيرة مصحوبة بدروع وطائرات لاقتحام الموصل".
واللواء الركن ابو الوليد، هو قائد لواء "الذيب" العسكري وعرف بقيادته لعمليات عسكرية كبيرة في مناطق الموصل في عام 2005.
ومدينة تلعفر تعتبر من المدن التركمانية العريقة وتقع على بعد حوالي 70 كم شمال غرب الموصل وهي أكبر قضاء في محافظة نينوى بل في العراق اجمع ويبلغ عدد السكان التركمان الشيعة فيها حوالي400 ألف نسمة.
وهي تبعد عن جنوب الحدود العراقية التركية بحوالي 55 كيلومترا وعن شرق الحدود العراقية السورية بحوالي 60 كيلومترا.
وجاء سقوط مدينة تلعفر بعد ساعات من اعلان المالكي ان قواته بدأت الزحف لسحق تنظيم داعش وتساءل قائلا : أين سيفرون؟ واشار الى ان الموصل لم تسقط وانما سياسيون راهنوا على اسقاط العراق.
واضاف المالكي خلال كلمة له بمتطوعين عراقيين تقدموا للمشاركة في القتال ضد "داعش" ان القوات العراقية استعادت زمام المبادرة وهي تتقدم لسحقهم .. وتساءل قائلا "فإلى اين سيفرون؟".
واضاف المالكي في كلمته ببلدة المحمودية جنوب بغداد ان القوات العراقية تزحف الان على كل شبر دنسوه لنطهيره من دنسهم من اقصى نقطة في الجنوب الى اقصى نقطة في الشمال".
وشدد بالقول: "مدينة الموصل لم تسقط .. وانما السياسيين الذين راهنوا على اسقاط العراق هم الذين سقطوا".
 
حادثة ستؤجج الغضب الشعبي والشد الطائفي
داعش: أعدمنا 1700 طالب بكلية الطيران العراقية
إيلاف..د أسامة مهدي
نشر تنظيم داعش صوراً لما قال إنها عملية اعدام جماعية نفذها بحق 1700 من طلبة كلية القوة الجوية في العراق، في وقت يتوقع أن تؤدي فيه مثل هذه الحوادث إلى زيادة حالة التوتر الطائفي وتأجيج الغضب الشعبي.
أسامة مهدي: قال تنظيم داعش إنه نفذ الاعدام بالمئات من طلبة الكلية الجوية العراقية في مدينة تكريت واصفاً اياهم بالروافض، ونشر صورًا لعمليات الاعدام الجماعية هذه.
وقدم تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" لنشر العديد من الصور عن عملية الاعدام بقوله "الله أكبر والعزة لله ولرسوله.. والله أن هذه الصور خمدت الروافض عن المطالبة بحقوقهم واستعلائهم في الجزيرة العربية وستكون لسنوات وأصبحوا مندهشين ومصدومين.. والله أن البركة تعود لله عز وجل ولدولة الخلافة وليس من الانظمة الخليجية ". واظهرت الصور التي اطلعت عليها "ايلاف"، والتي نشرها موقع الكتروني للتنظيم، الاحد، العشرات من المسلحين وهم يطلقون الرصاص باتجاه المئات من الشبان العراقيين الذين ظهروا بملابس مدنية وبعضهم من وضع يديه خلف رأسه وآخر ظهر مضرجاً بدمه.
  وقال انه نفذ الاعدام بـ 1700 من طلبة كلية القوة الجوية في قاعدة "سبايكر" شمال تكريت (175 كم شمال غرب بغداد) بعد أيام على تسليم انفسهم. واوضح أنه أفرج عن 800 من
"مرتدي السنة"، الذين يعملون بالقاعدة بناء على أوامر من اميرها ابو بكر البغدادي .
 وامس أعربت نافي بيلاي، رئيسة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن قلق كبير من معلومات تتحدث عن إعدامات تعسفية خارج إطار القضاء في العراق من قبل القوات الحكومية ومتطرفي 'الدولة الإسلامية للعراق والشام داعش، الذين يتقدمون على 3 محاور باتجاه بغداد، مؤكدة الحصول على معلومات تفيد بأن 'المئات' أعدموا دون محاكمات ونزح نصف مليون شخص إضافي.
 وقال روبرت كولفيل الناطق باسم بيلاي للصحافيين إنها 'تعبر عن قلقها الشديد من التدهور الكبير في الوضع بالعراق، حيث تتحدث معلومات عن عمليات 'إعدام تعسفية وخارج إطار القضاء ونزوح نصف مليون شخص لدى استيلاء المتطرفين تباعاً على عدة مدن مهمة'. وأضاف أن الأمم المتحدة تلقت معلومات تفيد أن 'جنوداً عراقيين أعدموا بلا محاكمة خلال الاستيلاء على الموصل، وكذلك 17 مدنياً يعملون لدى الشرطة بأحد شوارع المدينة .
 ووجهت بيلاي تحذيراً إلى القوات المشاركة في النزاع لتحترم القانون الدولي وتعامل المقاتلين الذين يستسلمون 'بشكل إنساني'. وقال الناطق إنه لا يملك حصيلة دقيقة للضحايا في العراق لكن التقديرات الأخيرة تفيد عن سقوط مئات القتلى وحوالي ألف جريح. وأضاف كولفيل أن القوات العراقية أوقفت أشخاصاً عند نقاط تفتيش ومنعتهم من الفرار من الموصل التي سيطر عليها متشددو 'داعش'، وبات التنظيم الإرهابي يستخدم نقاط تفتيشه الخاصة في اقتناص كل من هو مرتبط بالحكومة العراقية. وتابع أن لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق شبكة اتصالات خاصة بها وأجرت مقابلات مع عدد من الذين نزحوا من الموصل وعددهم 500 ألف. 
وأوضح كولفيل 'لدينا أيضاً تقارير تفيد بأن القوات الحكومية ارتكبت تجاوزات وبخاصة قصف مناطق مدنية في السادس والثامن من الشهر الحالي .. مما أسفر عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين فاق عددهم على الثلاثين . واشار المسؤول الدولي أن مكتبه تلقى تقارير تفيد بأن 4 نساء انتحرن بعد تعرضهن للاغتصاب، وأن 16 جورجياً اختطفوا. 
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

حداد في أوكرانيا بعد إسقاط طائرة عسكرية ومقتل 49 كانوا على ..وهادي يحذر من «الصوملة» وانهيار الهدنة في عمران.. والجيش والحوثيون يتبادلان القصف المدفعي ....البحرية الإيطالية: 10 قتلى في غرق زورق مهاجرين قبالة ليبيا

التالي

سلاح الجو السوري يشن غارات مكثفة على معاقل «داعش» في الرقة والحسكة واستهدفت آليات عسكرية أميركية ثقيلة أدخلت من العراق...الإفراج عن فارسِ سُجن 21 سنة لفوزه في سباق على باسل الأسد....مجزرة في ريف حلب وقصف لقوات الأسد على ريفي حماة ودرعا و«كسر الأسوار» للجيش الحر على أبواب دمشق

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,386,585

عدد الزوار: 7,630,574

المتواجدون الآن: 0