«حرب الأنفاق» مستمرة ومقاتلو المعارضة يخترقون خنادق النظام...«الحر» يسيطر على معبر القائم مع العراق ويخوض معارك في دمشق والأمم المتحدة: الحرب في سوريا تهدد المنطقة برمتها ...إيران توسع نفوذها في سوريا وسلسلة فنادق في دمشق باسم سفارتها والنظام يدرس تأجير منازل النازحين..

النظام يطلب متطوعين... ويسحب ميليشيات عراقية من دمشق و«المجلس الإسلامي» يشرع قتال «داعش»: صار أساس إجهاض المقاومة ضد الأسد

تاريخ الإضافة الخميس 19 حزيران 2014 - 6:34 ص    عدد الزيارات 2281    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

إيران توسع نفوذها في سوريا وسلسلة فنادق في دمشق باسم سفارتها والنظام يدرس تأجير منازل النازحين.. وعضو في الائتلاف يحذر من توطين الموالين له

بيروت: «الشرق الأوسط» .... فجرت كتائب المعارضة السورية قبل أيام فندقًا بحي البحصة في العاصمة دمشق يقع قرب المركز الثقافي الإيراني، بعد اشتباهها بوجود قيادات من ميليشيا «أبو الفضل العبّاس» العراقية في داخله. وبدا لافتًا أن ملكية هذا الفندق تعود إلى السفارة الإيرانية في دمشق التي عمدت خلال الفترة الأخيرة، وفق ناشطين معارضين، إلى «استغلال الظرف الأمني والاقتصادي الذي تمر به العاصمة لشراء فنادق كثيرة في منطقة البحصة بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق شراء جزئي أو كامل وبأسماء شخصيات تدور في فلكها»، تزامنًا مع إعلان وزير العمل الإيراني علي ربيعي «استعداد بلاده للتعاون من أجل إعادة الإعمار في سوريا»، وهو ما عدته المعارضة السورية «محاولة لتمكين الاستيطان على اعتبار سوريا دولة محتلة من الجانب الإيراني».
ويؤكد ناشطون معارضون أن فنادق «كالدة والإيوان وآسيا ودمشق الدولي وفينيسيا والبتراء، باتت جميعها ملكًا للسفارة الإيرانية، إضافة إلى أسهم في فندق سميراميس»، مشيرين إلى أن«السفارة الإيرانية سعت أيضًا إلى شراء عقارات واسعة جدًّا في مدينة دمشق القديمة في المنطقة الممتدة من خلف الجامع الأموي وحتى منطقة باب توما وخصوصًا في منطقة غرب المريمية». وغالبًا ما تشتري السفارة العقارات بغض النظر عن كونها منازل أو فنادق أو مطاعم، وفق المصادر نفسها.
هذه الإجراءات الإيرانية ليست جديدة، بحسب ما يؤكد عضو الائتلاف الوطني المعارض هشام مروة، لـ«الشرق الأوسط»، موضحًا أن «إيران كان تعمد إلى شراء العقارات القريبة من مراكزها في دمشق لاعتبارات أمنية، في ظل تسهيلات من قبل النظام الحاكم»، رابطًا بين شراء هذه العقارات و«استراتيجية التبشير المذهبي التي اتبعتها الجمهورية الإسلامية في سوريا بهدف إحداث تغييرات ديموغرافية في البلاد تصب في مصلحتها».
وتخشى المعارضة السورية من اتساع النفوذ الإيراني في سوريا خصوصًا بعد إبداء وزير العمل الإيراني علي ربيعي استعداد بلاده للتعاون من أجل إعادة الإعمار في سوريا، موضحًا بعد اجتماعه مع وزير العمل السوري حسن حجازي أن «الشركات الإيرانية لديها الإمكانات المناسبة للمساهمة في إعادة إعمار سوريا التي تضررت بفعل الأزمة الحالية». تصريحات المسؤول الإيراني استدعت ردا عنيفًا من قبل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الذي اقترح على لسان عضو هيئته السياسية نصر الحريري على الحكومة الإيرانية «تقديم مشروع مشاركتها بإعادة إعمار سوريا إلى المرشد الأعلى في إيران، حيث لم يعد هناك أي قرار لبشار الأسد، الذي لا يعدو كونه حجر شطرنج بأيدي الميليشيات الإرهابية للنظام الإيراني».
ونقل المكتب الإعلامي للائتلاف عن الحريري قوله إن «سوريا اليوم هي دولة محتلة من الجانب الإيراني بامتياز، وأي مشاريع يقوم المحتل بها في البلد الذي يسيطر عليه هي مشاريع اقتصادية تخدم مصالحه بالدرجة الأولى، ومن الدجل السياسي والاقتصادي القول بأنّه محاولة لإعادة الإعمار، لأنّها في الحقيقة محاولة لتمكين الاستيطان».
لكن مروة، وضع النوايا الإيرانية لإعادة إعمار سوريا في إطار المشاكل الاقتصادية التي تعانيها الجمهورية الإسلامية، مؤكدًا أن «هذا المشروع سيكون مربحًا لها من الناحية الاقتصادية»، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن «المشاركة في إعادة الإعمار سوف تستتبع مشاركة في القرار السياسي».
من جهة أخرى، لفت مروة إلى مسألة فتح المنازل المغلقة من قبل النظام وتأجيرها بأسعار رخيصة للموالين إليه، مشددا على أن هذا الإجراء «هدفه حرمان أصحاب الحقوق من منازلهم وتوطين كتلة سكانية موالية للأسد مكانهم».
وكانت صحيفة «البعث» التابعة للحزب الحاكم في سوريا نقلت قبل نحو شهر عن رئيس لجنة الإيجارات التابعة لوزارة العدل السورية، كمال جنيات قوله إن «التدارس ما يزال مستمرا حول فتح المنازل الآمنة والمغلقة من باب الحرص للتخفيف من معاناة الكثير من السوريين الذين تشردوا وهلكت منازلهم، على أن يتمّ تأجير تلك المنازل بأجور تقدرها اللجنة والاحتفاظ بالأجور في صندوق خاص وتُعطى لأصحابها عند عودتهم من خلال كشوف تسليم تنظمها اللجنة».
 
كيماويات شبيهة بغاز الكلور ربما استخدمت في الحرب في سوريا واللجنة الدولية للتحقيق في الجرائم تحذر من «فاجعة للقضاء الدولي»

أمستردام - لندن: «الشرق الأوسط» ... أعلنت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق حول سوريا أن الحرب الأهلية الجارية في البلاد بلغت «مرحلة حرجة تهدد المنطقة برمتها». جاء ذلك فيما كشفت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن لدى مفتشيها معلومات تفيد بأن أسلحة كيماوية شبيهة بغاز الكلور استخدمت خلال الصراع في سوريا.
وقالت المنظمة، المكلفة بتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، أمس، إن مفتشي الأسلحة الكيماوية لديهم معلومات تفيد بأن أسلحة كيماوية شبيهة بغاز الكلور استخدمت خلال الحرب. وأضافت في بيان «المعلومات المتوافرة لبعثة تقصي الحقائق تعطي مصداقية للرأي القائل بأن كيماويات سامة - هي على الأرجح مواد تسبب تهيجا في الرئة مثل الكلور - استخدمت في سوريا».
وفي غضون ذلك، قال رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق حول سوريا باولو سيرجيو بينييرو إن الحرب الأهلية في سوريا بلغت «مرحلة حرجة تهدد المنطقة برمتها»، وذلك إبان تقديم تقريرها الأخير إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، وأن «هناك تصعيدا غير مسبوق للعنف في سوريا».
وأوضحت العضو الآخر في اللجنة كارلا ديل بونتي، في لقاء صحافي، أن مهمة اللجنة كانت بدء «ملاحقات قضائية ضد أفراد» ارتكبوا جرائم حرب وليس ضد «مجموعات» على غرار تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المتشدد الذي يقاتل النظام السوري، ويشن حاليا هجوما في العراق حيث نفذ الكثير من الجرائم وأعمال الانتقام.
وتابعت ديل بونتي «المشكلة هي أننا بحاجة إلى الإرادة السياسية» لإنشاء محكمة مكلفة بمقاضاة مرتكبي جرائم الحرب وإلا سيكون الأمر «فاجعة للقضاء الدولي». واستخدمت الصين وروسيا في الشهر الفائت حقهما في النقض لوقف مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي دعمته 65 دولة لإحالة ملف الجرائم المرتكبة في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
 
معارك طاحنة في دير الزور.. و«داعش» يفجر سيارتين استهدفت إحداهما مقرا لـ«النصرة» وكتائب معارضة تطلق «معركة النهروان» ضد التنظيم وتعلن قرى مناطق عسكرية مغلقة

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: نذير رضا ... احتدمت المعارك الطاحنة مرة أخرى، أمس، بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وكتائب أخرى معارضة للنظام السوري في ريف دير الزور، شرق سوريا، وفي ريف حلب، شمالها. وفجر عناصر تنظيم «داعش» سيارتين مفخختين في دير الزور استهدفت الأولى مقرا لجبهة النصرة مما أسفر عن مقتل سبعة والثانية منزل قيادي في «لواء صدام حسين» ما أدى إلى إصابته ومقتل عدد من أفراد أسرته. وفي ريف حلب أطلقت كتائب المعارضة «معركة النهروان»، وأعلنت عددا من القرى على خط التماس مع «داعش» مناطق عسكرية.
واستؤنفت المعارك في ريف دير الزور الليلة قبل الماضية إثر مرور حوالي أسبوعين على توقفها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وسبق اندلاع الاشتباكات انفجاران استهدف الأول تجمعا لكتائب المعارضة بينها جبهة النصرة المتطرفة، وتسبب بمقتل سبعة أشخاص، والآخر استهدف قياديا في كتيبة مقاتلة قتل فيه ثلاثة من أفراد عائلته.
وقال المرصد في بريد إلكتروني «دارت بعد منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على أطراف بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي في محاولة من الدولة الإسلامية في العراق والشام للتقدم».
وكانت المعارك بين الطرفين شهدت تصعيدا منذ الأول من مايو (أيار) في مناطق عدة من دير الزور قريبة من الحدود العراقية في محاولة من «الدولة الإسلامية» للتواصل مع عناصر تنظيمها في العراق، وتوسيع سيطرتها لتحقيق تواصل جغرافي لها من الرقة في سوريا شمالا مرورا بالحسكة وصولا إلى دير الزور.
إلا أن المعارك هدأت بعد بدء الهجوم الكبير لـ«داعش» في شمال العراق الذي أدى إلى سيطرته على مناطق عراقية واسعة.
وسبق استئناف الاشتباكات ليلا انفجار سيارة مفخخة قرب تجمع لمقار جبهة النصرة والحركة الإسلامية في بلدة الشميطية بريف دير الزور الغربي، بحسب ما ذكر المرصد، ما تسبب بمقتل سبعة أشخاص، بينهم «أمير» حركة أحرار الشام الإسلامية في ريف دير الزور الغربي، وقاض في الهيئة الشرعية من جبهة النصرة، ومقاتلان من النصرة، بالإضافة إلى رجل واثنين من أولاده.
كما أفاد المرصد أن انتحاريا من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» فجر نفسه بعد منتصف ليل أمس بمنزل قيادي في «لواء صدام حسين» المقاتل في بلدة الحوايج في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى إصابة القيادي بجروح ومقتل والده وشقيقه وأحد أقاربه. وكانت حصيلة أولية أشارت إلى مقتل أربعة أشخاص.
وفي حلب، أعلنت غرفة عمليات الريف الشمالي في محافظة حلب استئناف ما سمته «معركة النهروان» ضد تنظيم «داعش». وقالت الغرفة في بيان إن الهدف من المعركة السيطرة على قرى وبلدات الريف الشمالي التي يسيطر عليها التنظيم. وأعلنت قرى الخفتلي وتل بطال وتل شعير وكدريش والزيادية وتل جيجان وحليصة وجميع القرى الواقعة على خط التماس «مناطق عسكرية مغلقة». وناشدت المدنيين الابتعاد عنها.
واستهدفت الكتائب المقاتلة في ريف حلب مواقع لـ«داعش» بقذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع، وسط اشتباكات عنيفة اندلعت صباح أمس.
وفي غضون ذلك، ارتفع إلى 32 عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي السكري أول من أمس، بينهم أربعة من عناصر الدفاع المدني، وطفلان وامرأة على الأقل، ورجلان من أعضاء المجلس المحلي لحي السكري. وكان قتل ستة أشخاص في قصف بالبراميل المتفجرة على حي آخر في حلب.
وأطلقت كتائب المعارضة قذائف صاروخية على بلدتي نبل والزهراء وسكانهما من الطائفة الشيعية في ريف حلب بالتزامن مع خروج الأهالي بمظاهرة تندد بالحصار المفروض على البلدتين منذ أكثر من سنة، كانت تطالب بإدخال مساعدات غذائية إلى البلدتين.
وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن مقاتلي الجيش الحر اكتشفوا أنفاقا في بلدة جوبر حفرها النظام، وأسفر تفجيرها عن هدم عدة أبنية تتمركز فيها قوات نظامية على خط التماس بين بلدة جوبر وحي العباسيين شرق العاصمة. فيما شهد القصف المدفعي على البلدة تصعيدا كبيرا أمس بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف على بلدات المليحة ومحيطها وجسرين وكفربطنا وخان الشيح بريف دمشق.
وفي اللاذقية، سقطت عدة صواريخ في محيط سقوبين في المدينة فيما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي. وجاء ذلك غداة استعادة قوات النظام مدينة كسب وعدة قرى محيطة بها.
 
«الحر» يسيطر على معبر القائم مع العراق ويخوض معارك في دمشق والأمم المتحدة: الحرب في سوريا تهدد المنطقة برمتها
المستقبل...أ ف ب، الائتلاف
أعلنت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق حول سوريا أمس أن الحرب الأهلية الجارية في البلاد بلغت «مرحلة حرجة تهدد المنطقة برمتها»، في وقت احتدمت المعارك أمس وسيطر «الجيش السوري الحر» على معبر القائم الحدودي مع العراق، وخاض مقاتلوه معارك طاحنة مع قوات بشار الأسد في بعض أحياء دمشق.

وصرح رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينييرو، خلال تقديم تقريرها الأخير الى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، «هناك تصعيد غير مسبوق للعنف في سوريا» مضيفاً أن هذا العنف يهدد المنطقة برمتها.

وأوضحت العضو الآخر في اللجنة كارلا دل بونتي في لقاء صحافي أن مهمة اللجنة كانت بدء «ملاحقات قضائية ضد أفراد» ارتكبوا جرائم حرب وليس ضد «مجموعات» على غرار تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المتشدد الذي يقاتل النظام السوري. ويشن حالياً هجوماً في العراق حيث نفذ الكثير من الجرائم وأعمال الانتقام.

وتابعت دل بونتي «المشكلة هي أننا بحاجة الى الإرادة السياسية» لإنشاء محكمة مكلفة مقاضاة مرتكبي جرائم الحرب وإلا سيكون الأمر «فاجعة للقضاء الدولي». واستخدمت الصين وروسيا في الشهر الفائت حقهما في النقض لوقف مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي دعمته 65 دولة لإحالة ملف الجرائم المرتكبة في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية.

وحصلت اللجنة المؤلفة من باولو سيرجيو بينييرو (البرازيل، رئيس) وكارن أبو زيد (الولايات المتحدة) وكارلا دل بونتي (سويسرا) وفيتيت مانتاربورن (تايلاند) على تفويض من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة للتحقيق في جميع انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان في سوريا وتسجيلها.

وأنشئت اللجنة قبل 3 سنوات وبدأت تنشر مذاك التقارير وتحديثاتها بخصوص الوضع في سوريا.

ويتعلق التحديث المنشور أمس بفترة 15 آذار الى 15 حزيران.

وأفاد التقرير أن «التحقيقات الجارية عززت السيناريو القائل بأن السبب الرئيسي لخسارة أرواح المدنيين والنزوح الهائل للسكان هو الاستهداف المتعمد للمدنيين والهجمات بلا تمييز وفرض عقوبة الحصار والحظر».

وأجرت اللجنة أكثر من 3000 مقابلة أشارت الى عدد «هائل من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية».

كما تمكنت من إثبات «ذنب مئات المرتكبين» وسبق أن سلمت أربع لوائح سرية بهذه الأسماء الى مجلس حقوق الإنسان.

كما حذرت اللجنة من عواقب هذا النزاع المستمر منذ 3 أعوام. وصرح بينييرو «كلما طال النزاع يتفاقم خطر حجب معاناة الملايين خلف الأرقام».

وتابع «خلف 9,3 ملايين شخص يحتاجون الى مساعدة إنسانية عاجلة تتوارى قصص معاناة فردية لا تعقل».

احتدام المعارك

وأمس سيطر «الجيش السوري الحر» على معبر القائم الحدودي الرسمي مع سوريا والواقع في محافظة الأنبار غرب العراق بعد انسحاب الجيش والشرطة من محيط المعبر الثلاثاء، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وعسكرية.

وأوضحت المصادر لوكالة «فرانس برس» أن مسلحين قالت إنهم قريبون من «الجيش السوري الحر» و«جبهة النصرة» هم الذين سيطروا على المعبر، علماً أن عناصر «الجيش السوري الحر» يسيطرون منذ أشهر على الجهة السورية المقابلة من المعبر في مدينة البوكمال.

وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن «مسلحين سيطروا صباح اليوم (أمس) على معبر القائم (340 كلم غرب بغداد) الحدودي مع سوريا بعد انسحاب عناصر الأمن والجيش والمسؤولين».

وأكد ضابط برتبة رائد في الجيش انتشار مسلحين على المعبر، مرجحاً أن يكونوا قريبين «من عناصر الجيش الحر وجبهة النصرة».

كما أكد شهود عيان من أهالي القائم لـ«فرانس برس» انتشار مسلحين عند المعبر.

يُذكر أن معبر ربيعة الرسمي الحدودي بين العراق وسوريا والواقع في محافظة نينوى شمال البلاد يخضع حالياً لسيطرة قوات البشمركة الكردية بعد انسحاب القوات الحكومية العراقية منه.

ولم تعد الحكومة المركزية في بغداد تسيطر إلا على معبر واحد مع سوريا التي تشترك مع العراق بحدود تمتد لنحو 600 كلم، هو معبر الوليد والواقع أيضاً في محافظة الأنبار قرب الحدود مع الأردن.

وتستمر المعارك بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وكتائب أخرى معارضة للنظام السوري في ريف دير الزور (شرق) بعد أن استؤنفت الليلة قبل الماضية إثر مرور نحو أسبوعين على توقفها.

وسبق اندلاع الاشتباكات انفجاران استهدف أحدهما تجمعاً لهذه الكتائب وبينها جبهة النصرة المتطرفة، وتسبب بمقتل سبعة أشخاص، والآخر قيادياً في كتيبة مقاتلة قتل فيه ثلاثة من أفراد عائلته.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بريد الكتروني «دارت بعد منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على أطراف بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي في محاولة من الدولة الإسلامية في العراق والشام التقدم».

وكانت المعارك بين الطرفين شهدت تصعيداً منذ الأول من أيار في مناطق عدة من دير الزور قريبة من الحدود العراقية في محاولة من «الدولة الإسلامية» التواصل مع عناصر تنظيمها في العراق، وتوسيع سيطرتها لتحقيق تواصل جغرافي لها من الرقة في سوريا شمالاً مروراً بالحسكة وصولاً الى دير الزور.

إلا أن المعارك هدأت بعد بدء الهجوم الكبير في شمال العراق والذي أدى الى سيطرتها على مناطق عراقية واسعة.

وسبق استئناف الاشتباكات ليلاً انفجار سيارة مفخخة قرب تجمع لمقار جبهة النصرة والحركة الإسلامية في بلدة الشميطية بريف دير الزور الغربي، بحسب ما ذكر المرصد، ما تسبب بمقتل سبعة أشخاص، بينهم أمير «حركة أحرار الشام الإسلامية» في ريف دير الزور الغربي وقاضٍ من جبهة النصرة في الهيئة الشرعية بريف دير الزور الغربي، ومقاتلان من النصرة، بالإضافة الى رجل واثنين من أولاده.

كما أفاد المرصد أن انتحارياً من «داعش» فجر نفسه بعد منتصف ليل أمس بمنزل قيادي في «لواء صدام حسين» المقاتل في بلدة الحوايج في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى الى إصابة القيادي بجروح ومقتل والده وشقيقه وأحد أقاربه. وكانت حصيلة أولية أشارت الى مقتل أربعة أشخاص.

وفي دمشق، ألقى طيران الأسد خمسة براميل متفجرة على مزارع العباسة بالقرب من خان الشيح في ريف دمشق. كما تعرضت جرود بلدة حوش عرب لقصف بأربعة براميل متفجرة ما أدى لجرح عدد من المدنيين وحدوث أضرار مادية.

وقصفت قوات الأسد بلدة الطيبة في ريف دمشق وسط اشتباكات بين الثوار وعناصر الأسد في محاولة من الأخير اقتحام البلدة.

كما اشتبك «الجيش السوري الحر» مع عناصر «حزب الله» على أطراف بلدة المليحة في ريف دمشق. وسيطر الجيش السوري الحر على مرصد الجبة في القلمون بريف دمشق وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد أسفرت عن مقتل 9 عناصر وجرح آخرين.

وسقط صاروخ أرض أرض على بلدة جسرين ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وأضرار مادية في مساكن المدنيين. هذا وقد اعتقلت قوات الأسد أربعة شبان في سوق الجمعة في حي الصالحية بدمشق واقتادتهم إلى جهة مجهولة.

وفي حمص اشتبك الجيش الحر مع قوات الأسد على جبهات عدة في أم شرشوح والوعرة والثورة وسط قصف مدفعية الأسد المنطقة. وقصف الطيران الحربي لقوات الأسد بالرشاشات الثقيلة الأحياء السكنية لمدينة تلبيسة في ريف حمص ما أدى لجرح عدد من الأشخاص. كما قصفت قوات الأسد بالأسطوانات المتفجرة وقذائف الهاون والشيلكا حي الوعر ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين وحدوث دمار كبير في الحي.

وفي مدينة حلب (شمال)، ارتفع الى 32 عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي السكري الاثنين، بينهم أربعة من عناصر الدفاع المدني، وطفلان وامرأة على الأقل، ورجلان من أعضاء المجلس المحلي لحي السكري. وكان قتل ستة أشخاص في قصف بالبراميل المتفجرة على حي آخر في حلب الاثنين.

وأطلق مقاتلون معارضون الثلاثاء قذائف صاروخية على بلدتي نبل والزهراء وسكانهما من الطائفة الشيعية في ريف حلب بالتزامن مع خروج الأهالي بتظاهرة تندد بالحصار المفروض على البلدتين منذ أكثر من سنة، كانت تطالب بإدخال مساعدات غذائية الى البلدتين.

الائتلاف يقوّم الوضع الميداني

وفي مبادرة لتقويم الوضع الميداني في المدن السورية وبحث سبل تمتين الروابط بين الائتلاف الوطني السوري وبين قاعدته الشعبية وبغية تعزيز العلاقة معها، زار وفد من الائتلاف بعض المدن السورية، بعض المواقع والمشاريع الخدمية كمشروع زراعة القمح. ومشروع البيوت الشبكية لزراعة بادئات البطاطا. ومشروع المطاحن والصوامع في أماكن مختلفة.

وقام المدير التنفيذي لمكتب التواصل مع المدن السورية بإجراء عدد من اللقاءات والمحادثات مع بعض الشخصيات القيادية في المجالين المدني والعسكري، وذلك تمهيداً لإنشاء آلية تواصل فاعلة ومستمرة بين القوى الشعبية والائتلاف الوطني.

كما زار الوفد أحد مقرات الجبهة الإسلامية واللقاء ببعض القياديين في الجبهة، وقد خيمت على اللقاء أجواء ودية، وأكد الوفد على ضرورة تذويب الجليد بين أطراف القوى الثورية والالتقاء على القواسم المشتركة ونبذ كل ما من شأنه أن يفرق بين أبناء الوطن الواحد.

وزار الوفد أيضاً بعض قرى جبل الزاوية واللقاء ببعض الفعاليات المدنية والعسكرية واللقاء ببعض الأهالي، كما قام الوفد بزيارة لمعهد إعداد المدرسين بقرية البارة، واطلعوا على ما تم إنجازه في هذا المعهد.

... وينتقد موقف روسيا

وفي المواقف السياسية، وصف لؤي صافي، الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري، تصريحات المسؤولين الروس ومستشارة الأسد بثينة شعبان خلال زيارة موسكو الأخيرة بأنها «تدلّ على عدم جدية الطرفين بالتعاطي مع واقع الثورة، التي يصرّ كلاهما حتى الآن على تجاهل مطالبها وتجاهل ممارسات النظام التي وصفتها المفوضية الأممية لحقوق الإنسان بأنها ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».

وأضاف صافي أن «محاولة نظام الأسد وحليفه الروسي وسم كل القوى الثائرة على استبداد النظام بالإرهاب، والسعي لخلط الأوراق بغية التهرب من مسؤوليات النظام القانونية والوطنية محاولة ساذجة ومؤسفة ولا تنطلي على أحد».

وكانت الخارجية الروسية قد أصدرت بعد لقائها بمندوبة الأسد أمس، بياناً جاء فيه: «تم البحث أثناء اللقاء بشكل مفصل في مسألة التسوية السياسية في سوريا على أساس بيان جنيف، إضافة إلى ضرورة توحيد جهود النظام والمعارضة الوطنية لمحاربة التهديد الإرهابي الذي أخذ مقاييس إقليمية خطيرة على خلفية الوضع في العراق».

وقال صافي في تصريحه لمكتب الائتلاف الإعلامي رداً على ما سبق: «إذا ما قارنا بين اتفاق وفد نظام الأسد مع روسيا بأنّ جنيف أساس مسألة تسوية الواقع السوري كما جاء في البيان، وتصريح الأسد أخيراً، بأنّه لم يعد هناك مكان لجنيف بعد الانتخابات، نرى أن التناقض الصارخ في الخطاب السياسي يؤكد مراوغة الأسد ومعاونيه وعدم وجود إرادة حقيقية في الوصول إلى حلّ سياسي ينقذ سوريا والمنطقة من تصعيد الصراع العسكري وتوسيع دائرته».

إلا أنّ صافي استبعد «احتمالية أن يخضع نظام الأسد للحلول السياسية، لأنّها ببساطة تعني سقوطه، فالإرهاب هو السياج الوحيد الذي يحمي الأسد بواسطته عرشه العسكري الملطخ بدماء الأطفال».

وفي إشارة إلى تأكيد الجانب الروسي والأسد على مكافحة الإرهاب أثناء لقائهما أضاف لؤي صافي أن «الواقع السلوكي لكلا النظامين في التعامل مع الإرهاب، يختلف جداً مع تصريحاتهما السياسية. وإذا أرادت القيادة الروسية استعادة مصداقيتها التي فقدتها عندما سمحت للنظام بالتهرب من استحقاق جنيف والامتناع عن تطبيق القرار الأممي 2118، فعليها إعادة النظر في طريقة تعاطيها مع الشأن السوري، وأن تبدأ بتسمية الأشياء بمسمياتها وتطالب النظام بوقف قصف المناطق السكانية المدنية واستهداف المدنيين، وتدرك بأنّ العلاقة الأوثق للحفاظ على مصالحها السياسية أو الاقتصادية، تكون بدعم كلمة الشعوب وليس بتغذية الديكتاتوريات التي تعمل على إنشاء وكالات خاصة لصناعة الإرهاب بغية التشويش على كلمة الشعوب!».
 
المعارضة تستأنف قتال «داعش» ... بغطاء سني
لندن، جنيف، بيروت - «الحياة»، أ ف ب -
استؤنفت المعارك بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وكتائب أخرى معارضة للنظام السوري في شمال شرقي البلاد وسط دعوة «المجلس الإسلامي»، الذي يشكل مرجعية سنية للمعارضة، مقاتلي «الجيش الحر» إلى مواجهة «داعش». وتأكد سحب النظام ميليشيات عراقية من شرق دمشق بعد تقدم «داعش» في غرب العراق في وقت حض أهالي دير الزور على التطوع لقتال «داعش».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «دارت اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية من جهة ومقاتلي «جبهة النصرة» ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على أطراف بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي في محاولة من الدولة الإسلامية للتقدم».
وكانت المعارك بين الطرفين شهدت تصعيداً منذ الأول من أيار (مايو) الماضي في مناطق عدة من دير الزور قريبة من الحدود العراقية في محاولة من «الدولة الإسلامية» التواصل مع عناصر التنظيم في العراق، وتوسيع سيطرته لتحقيق تواصل جغرافي له من الرقة في سورية شمالاً مروراً بالحسكة وصولاً إلى دير الزور. لكن المعارك هدأت بعد بدء الهجوم الكبير لـ «داعش» في شمال العراق الذي أدى إلى سيطرته على مناطق واسعة، قبل ان تُستأنف أمس.
وحض «المجلس الإسلامي السوري» في بيان فصائل المعارضة المسلحة على قتال «داعش» بعدما أظهرت «كل القرائن والدلائل أن هذا التنظيم صار أساساً في إجهاض المقاومة ضد (الرئيس بشار) الأسد ونظامه في سورية وبث الفرقة والقتل والتخريب ونهب خيرات البلاد»، داعياً إلى «قتال تنظيم «داعش» وإبطال مشروعه حتى «ينتهي أثرهم في السوريين وبلادهم».
في المقابل، قال ناشطون إن النظام أطلق حملة لتطويع ميليشيات في دير الزور للعمل في «قوات الدفاع الشعبي». ووعد المتطوعين بإغراءات مادية ونفوذ وإعفاءات. ونقل «المرصد» عن «مصادر موثوق فيها، أن قوات النظام سحبت عدداً من المسلحين الموالين لها من الجنسية العراقية من المليحة ومحيطها (شرق العاصمة) وخففت من حدة عملياتها الهجومية في المنطقة، بالتزامن مع دخول مقاتلي الدولة الإسلامية مدينة الموصل العراقية وسيطرتهم عليها».
في جنيف، أعلنت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق حول سورية، أن الحرب الأهلية الجارية في البلاد بلغت «مرحلة حرجة تهدد المنطقة برمتها»، ذلك إبان تقديم تقريرها الأخير إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف.
وصرح رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينييرو أمس: «هناك تصعيد غير مسبوق للعنف في سورية»، مضيفاً أن هذا العنف يهدد المنطقة برمتها.
 
«المجلس الإسلامي» يشرع قتال «داعش»: صار أساس إجهاض المقاومة ضد الأسد
لندن - «الحياة»
دعا «المجلس الإسلامي السوري» الذي يشكل مرجعية سنية للمعارضة، فصائل المعارضة المسلحة إلى «قتال» تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بعدما أظهرت «كل القرائن والدلائل أنه صار أساساً في إجهاض المقاومة ضد (الرئيس بشار) الأسد ونظامه».
وكان «المجلس الإسلامي» تأسس بداية العام ليكون مرجعية سنية تجمع الهيئات الشرعية والمنظمات الإسلامية السورية. وضم 128 عالم دين وداعية إسلامياً يدعمون «الثورة السورية ويسعون لتوحيد الموقف الصادر عن العلماء في الفتاوى والقضايا ذات الشأن السوري العام وأمام الدول والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية». ويضم أيضاً مجلس أمناء من 21 عالماً برئاسة الشيخ أسامة الرفاعي. وقال الناطق باسم المجلس فداء مجذوب إن المجلس «مرجعية إسلامية لأهل السنة» وليس جسماً سياسياً.
وقال المجلس في بيان أمس إن «داعش» قام بـ «مخالفات شرعية وأعمال إجرامية واضحة، وصريحة» بينها «الافتئات على السوريين بإعلان «الدولة» بلا نهج شرعي معتبر ولا وضوح رؤية، ولا مشورة ومن غير وجود حقيقي لأي من مكوناتها الشرعية أو الواقعية والادعاء أنهم على المنهج الحق، وأن غيرهم إما أن يكون كافراً أو مبتدعاً ضالاً، ورتبوا على ذلك أحكاماً خطيرة»، إضافة إلى «الغلو في إطلاق أحكام التكفير ورمي من يخالفهم بالعمالة وخيانة الجهاد وبـ «الصحوات» حتى وإن كان من العدول أو من أهل الجهاد ضد نظام (الرئيس بشار) الأسد وحلفائه»، ذلك في إشارة إلى «الصحوات العراقية» التي قاتلت تنظيم «دولة العراق الإسلامية» قبل سنوات.
وأشار البيان إلى أن رفض «داعش» اللجوء إلى التحاكم إلى «الجهات الشرعية المختصة في التنازع أو الخلاف، إلا ما كان خاضعاً لسلطة» التنظيم، إضافة إلى «إشعال الكتائب المجاهدة ضد نظام الطاغوت الأسدي بمواجهات جانبية تهدف إلى توسيع رقعة «دولتهم» وأخذ البيعة لها، والانشغال عن مجاهدة العدو المشترك» وإلى «تعمد المواجهة والصدام مع مختلف الفصائل في سورية، والتورط في سفك الدماء» و «اعتقال النشطاء والإعلاميين والمجاهدة، وإعاقة الأعمال الخيرية والدعوية والغدر وذلك بعد منح الأمان للرسل ولعامة المجاهدين واعتقالهم وتعذيبهم وقتل كثير منهم».
وخلص البيان إلى أن «كل القرائن والدلائل تثبت أن هذا التنظيم صار أساساً في إجهاض المقاومة ضد الأسد ونظامه في سورية وبث الفرقة والقتل والتخريب ونهب خيرات البلاد»، داعياً إلى «قتال تنظيم «داعش»، وإبطال مشروعهم حتى «ينتهي أثرهم في السوريين وبلادهم».
 
النظام يطلب متطوعين... ويسحب ميليشيات عراقية من دمشق
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب -
استؤنفت المعارك بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وكتائب أخرى معارضة للنظام السوري في شمال شرقي البلاد بعد حوالى أسبوعين على توقفها، في وقت تأكدت معلومات عن سحب النظام ميليشيات عراقية من شرق دمشق بعد تقدم «داعش» في غرب العراق بالتزامن حض أهالي دير الزور على التطوع لقتال «داعش».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «دارت بعد منتصف ليل الإثنين - الثلثاء اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية من جهة، ومقاتلي «جبهة النصرة» ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على أطراف بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي في محاولة من الدولة الإسلامية التقدم».
وكانت المعارك بين الطرفين شهدت تصعيداً منذ الأول من أيار (مايو) الماضي في مناطق عدة من دير الزور قريبة من الحدود العراقية في محاولة من «الدولة الإسلامية» التواصل مع عناصر التنظيم في العراق، وتوسيع سيطرته لتحقيق تواصل جغرافي له من الرقة في سورية شمالاً مروراً بالحسكة وصولاً إلى دير الزور. لكن المعارك هدأت بعد بدء الهجوم الكبير لـ «داعش» في شمال العراق الذي أدى إلى سيطرته على مناطق واسعة.
وسبق استئناف الاشتباكات ليلاً انفجار سيارة مفخخة قرب تجمع لمقار «جبهة النصرة» والحركة الإسلامية في بلدة الشميطية في ريف دير الزور الغربي، وفق «المرصد»، ما تسبب بمقتل سبعة عناصر من «جبهة النصرة» ومقاتلي حركة «أحرار الشام الإسلامية» بينهم قيادي في الحركة وقاض من الهيئة الشرعية التابعة لـ «النصرة».
كما أفاد «المرصد» بأن انتحارياً من «الدولة الإسلامية» فجر نفسه بعد منتصف ليل أول من أمس بمنزل قيادي في «لواء صدام حسين» المقاتل في بلدة الحوايج في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى إصابة القيادي بجروح ومقتل ولديه واثنين من أقربائه.
في هذا المجال، قال ناشطون إن النظام أطلق حملة لتطويع ميليشيات في دير الزور للعمل في «قوات الدفاع الشعبي»، حيث وزعت بيانات تدعو «جميع أهالي دير الزور الشرفاء الغيورين على بلادهم والراغبين في مساندة الجيش العربي السوري في الدفاع عن سورية أرضاً وشعباً لتطهيرها من عصابات عفنة للمبادرة في الانتساب إلى قوات الحماية والدفاع الشعبي». ووعد المتطوعين بإغراءات مادية ونفوذ وإعفاءات، بحيث يكونون تابعين لقوات الحرس الجمهوري في سورية.
وإذ ارتفع إلى 32 عدد القتلى الذين سقطوا بـ «براميل متفجرة» في حي السكري في حلب شمالاً أول من أمس، ألقى الطيران المروحي أمس «برميلين متفجرين على منطقة المعامل في عين التل ووردت أنباء عن استشهاد مواطنين وسقوط جرحى. كما استشهد مواطن وسيدة مسنّة نتيجة سقوط قذائف على مناطق في حي الميدان الخاضع لسيطرة قوات النظام»، وفق «المرصد» الذي أفاد بأن مقاتلي المعارضة «استهدفوا بقذائف صاروخية مناطق في بلدتي نبل والزهراء اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية بالتزامن مع خروج الأهالي بتظاهرة تندد بالحصار المفروض على البلدتين من جانب الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة. وطالبوا بإدخال المساعدات الغذائية إلى البلدتين». ودارت أمس اشتباكات عنيفة في منطقة تل جيجان في ريف حلب الشرقي «في محاولة من «جبهة النصرة» والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة استعادة النقاط التي خسرتها في اشتباكات» أول من أمس وسط توافر معلومات عن سقوط «قتلى في صفوف الطرفين».
وألقى مقاتلو «الدولة الإسلامية» أمس بياناً في الساحة العامة في مدينة جرابلس قرب حدود تركيا التي يسيطر عليها مقاتلو التنظيم، قالوا فيه إنهم «عزلوا أمير منطقة جرابلس وريفها وهو مصري الجنسية عن الإمارة وسيحاسبونه بدعوى تجاوزه أخلاق الدين، ذلك بعد تسريب تسجيل مصور يظهره وهو يستهزئ بشيخ طاعن في السن ومختل عقلياً».
في ريف دمشق، قال «المرصد» قتل رجلان تحت التعذيب في المعتقلات الأمنية للنظام، في وقت «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة محيط طريق السلام قرب مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية» بين دمشق والجولان. وأضاف: «استهدفت الكتائب الإسلامية بقذائف الهاون مراكز قوات النظام على أطراف بلدة المليحة ووردت أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام»، لافتاً إلى أن «مصادر موثوقة أبلغته (المرصد) أن قوات النظام سحبت أعداداً من المسلحين الموالين لها من الجنسية العراقية من المليحة ومحيطها (شرق العاصمة) وخففت من حدة عملياتها الهجومية في المنطقة، بالتزامن مع دخول مقاتلي الدولة الإسلامية مدينة الموصل العراقية وسيطرتهم عليها. ونفذ الطيران الحربي غارات جوية عدة على مناطق في بلدة المليحة وسط سقوط صواريخ جديدة عدة من نوع أرض - أرض ترافق مع قصف قوات النظام بقذائف الهاون مناطق في البلدة ومزارعها».
بين دمشق وحدود الأردن جنوباً، نفذ الطيران الحربي أربع غارات على مناطق في بلدة تسيل في درعا وسط «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الإسلامية في الجهة الجنوبية من بلدة عتمان ووردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، وفق «المرصد» الذي أفاد بقيام الطيران المروحي بإلقاء «البراميل المتفجرة على مناطق في مدينة انخل وسط تنفيذ الطيران الحربي غارتين جويتين على مناطق في تل الجموع قرب مدينة نوى الذي سيطرت عليه «جبهة النصرة» والكتائب الإسلامية قبل أيام».
في وسط البلاد، استهدفت الكتائب الإسلامية بصواريخ محلية الصنع حاجز الرهجان في ريف حماة الشرقي ووردت «أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام»، في وقت تعرضت منطقة برج سيريتل في قرية شيزر، لقصف من جانب قوات النظام ترافق مع اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الإسلامية على أطراف قرية الحويز وقصف الطيران المروحي بـ «البراميل المتفجرة» الأراضي الزراعية لقرية الزكاة في ريف حماة الشمالي، وفق «المرصد». وأردف: «استهدفت الكتائب الإسلامية بالصواريخ تمركزات قوات النظام في بلدة السعن في ريف مدينة سلمية، ما أسفر عن مقتل عنصر من الدفاع الوطني وفقدان ضابط وإصابة عناصر عدة من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بجروح».
في شمال غربي البلاد، سمع دوي ثلاثة انفجارات في منطقة سقوبين التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في محيط مدينة اللاذقية يعتقد أنها ناجمة عن سقوط ثلاثة صواريخ محلية الصنع في المنطقة، وفق «المرصد» الذي أفاد بأن الطيران المروحي ألقى «براميل» على مناطق في جبل التركمان ووردت «أنباء عن شهيد وسقوط جرحى».
 
«حرب الأنفاق» مستمرة ومقاتلو المعارضة يخترقون خنادق النظام
لندن - «الحياة»
انتقلت «حرب الأنفاق» بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة إلى حي جوبر في شرق دمشق، حيث اخترق معارضون ضمن «معركة كسر الأسوار» عن العاصمة عدداً من الأنفاق التي جهزها الجيش الحكومي منذ أسابيع.
وكان نشطاء ومعارضون أكدوا بنسف مركز لقوات النظام في حي جوبر عبر حفر نفق، ما أدى إلى مقتل نحو 40 عنصراً من القوات الحكومية قبل يومين.
في المقابل، أفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض، أمس أنه جرى «اكتشاف عدد من الأنفاق شرق دمشق، وتبين أنه تم تجهيزها بمستلزمات الإنارة. وكانت حفرت بحفارات كهربائية تبدأ بحفرة عميقة تصل لحد أدنى عشرة أمتار وتتشعب بطرق وفروع تحت الأرض. وهي تحمل طابعاً احترافياً إذ وصل الحفر لأغلب مقرات الجيش الحر في المنطقة وكادت أن تنتهي من تجهيزها» قبل اختراقها من المعارضين.
وكانت «فرانس برس» تحدثت عن غرف مراقبة للأنفاق وضعت فيها أجهزة كومبيوتر وشاشات متصلة بكاميرات منصوبة في الأنفاق التي حفرتها القوات النظامية. وشرح أحد العسكريين أن المعارك في حي جوبر يقسم إلى قسمين: أولهما «حرب ناعمة» تدور فوق الأرض وتشمل نشر كل طرف قناصة تابعين له في مبان تبعد عن بعضها أمتاراً قليلة أحياناً. وتترافق المعارك مع قصف من الطرفين واستخدام النظام للطيران الحربي.
لكن «الحرب الفعلية» تدور تحت الأرض، حيث توجد مدينتان: واحدة فوق الأرض، وأخرى سفلية وهي أكثر واقعية من الأولى. ولتفادي نيران القناصة، حفرت أنفاق ضيقة وضعت فيها مصابيح إضاءة. والطبقة السفلية الأولى من الأنفاق مخصصة للإمداد، والثانية للتواصل بين المواقع، والثالثة لإجلاء الجرحى. أما الطبقة الأخيرة التي قد يصل عمقها إلى 12 متراً، فتكون مفخخة.
وتتفادى قوات النظام ومقاتلي المعارضة حفر الأنفاق في مستوى واحد، إذ إن ذلك يجعل عملية كشفها سهلة. إلا أن عملية «كسر الأسوار» التي تبناها «جيش الإسلام» و «تجمع جند دمشق»، كانت عملية استباقية لكشف هذه الأنفاق السرية والعميقة التي حفرت بصمت من دون أن يعلم عنها الثوار. ونقل «كلنا شركاء» عن القائد الميداني أبو عمار القيادي في «جند دمشق» قوله إنه بعد فشل قوات النظام من اقتحام حي جوبر الدمشقي بدأ بنقل فكرة الأنفاق التي بدأ بها الثوار منذ أكثر من سنة التي أدت لتفجير عشرات المباني ومقتل المئات من عناصر النظام».
وقال ناطق باسم «جيش الإسلام» إن الأنفاق التي تم اكتشافها كانت جهزت في الكامل لـ «تفجير واقتحام مقرات الثوار في حي جوبر الدمشقي. النظام أعلن أن منطقة العباسيين منطقة عسكرية وبدأ بحفر الأنفاق تجاه حي جوبر الدمشقي بعد عدم قدرته على اقتحام جوبر بطريقة القتال المباشر وبدأنا بسماع صوت الحفريات من حوالي شهر كامل».
كما انتقلت «حرب الأنفاق» إلى بلدة المليحة شرق دمشق التي يحاول النظام مدعوماً بميلشيات شيعية السيطرة عليها منذ أكثر من شهرين وإلى مدينة داريا جنوب غربي العاصمة.
وفيما يستخدم النظام وسائل حديثة وأدوات كهربائية بحماية الطيران، أفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أن «الثوار يقضون شهوراً لإنجاز الحفر والوصول إلى النقطة المستهدفة وهم يستخدمون وسائلهم البدائية ويتغلبون على نقص الأوكسيجين والعتمة أيضاً بالوسائل المتاحة، ويحدث أحياناً أن يتم اكتشاف النفق قبل إتمامه، وتكون النتيجة تفجيره وضياع شهور من التعب».
وتمكن مقاتلو المعارضة من حفر أنفاق يبلغ طول بعضها إلى نحو كيلومتر لنسف مقرات لقوات النظام في ريف ادلب شمال غربي البلاد وحلب في شمال البلاد
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,602,975

عدد الزوار: 7,639,480

المتواجدون الآن: 0