اخبار وتقارير...أوكرانيا تتجه إلى إعلان وقف للنار من جانب واحد وروسيا تطلق ملاحقات قضائية في حق أفاكوف....مواجهات الحوثيين و"الإخوان" إلى ضواحي صنعاء.....رئاسة الشؤون الدينية في تركيا تدعو العالم الإسلامي إلى تبني الاعتدال

أوباما يسعى إلى استراتيجية أبعد من العراق لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»....المقدسي في مرحلة صمت «لاستقراء واقع انقسام الجهاديين في الأردن»...إعلان عن فرع لـ «داعش» يثير قلق في الأردن...البنتاغون يمنح الجنود الأميركيين قدرات "سبايدر مان"!

تاريخ الإضافة الجمعة 20 حزيران 2014 - 7:12 ص    عدد الزيارات 2008    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

أوباما يسعى إلى استراتيجية أبعد من العراق لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»
الحياة...واشنطن- جويس كرم
التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس زعماء في الكونغرس من الحزبين الديموقراطي والجمهوري لمناقشة التطورات في العراق، فيما أكد مسؤولون في البيت الأبيض أنه قرر شن هجمات جوية في المدى المنظور، وأن رأب الصدع، على المستوى السياسي، بين الأطراف العراقيين يحتل الأولوية اليوم.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين في الادارة أن أوباما «قرر عدم تنفيذ ضربات جوية في المدى المنظور ضد المسلحين السنّة المتمردين في العراق، ويريد العمل على استراتيجيات أخرى تعزز التبادل الاستخباراتي مع العراق، وتتعاطى مع الانقسامات السياسية واستقطاب الدعم من الحلفاء الاقليميين».
وأوضحت أن الرئيس يريد «تفادي الضربات الجوية لأن واشنطن ليست لديها معلومات استخباراتية كافية عن الأهداف التي يمكن ضربها لتغير المـــــعطيات في ساحة المعركة ولأنها تفضل نهجاً يتعاطى مع الأسباب الرئيسية لاحتجاجات السنّة وانهيار الجيش».
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى أن أوباما «يركز على اعداد استراتيجية شاملة وليس على الرد السريع.
ويمكن أن يكون لهذه لاستراتيجية شق عسكري انما الجهد الذي يتم اعداده هو أكبر بكثير». وزاد أنه «قد يقرر في نهاية المطاف عدم شن ضربات جوية، وهذه الخطوة غير متوقعة اليوم انما تبقى على الطاولة في المدى الأبعد». ويشكّك البيت الأبيض ووزارة الدفاع في مدى فعالية الضربات الجوية ويدرسون، على ما أفادت الصحيفة امكان ارسال قوات خاصة لتوفير المعلومات الاستخباراتية المطلوبة للجيش العراقي لشن هجوم مضاد. أما الضربات الجوية فقد يدرسها أوباما لاحقاً في حال كانت «ضرورية».
وطلب أوباما من مستشاريه وضع توصيات سياسية للحكومة العراقية إضافة الى التدريب العسكري، أما الشق الثالث فهو اقليمي ويتخطى العراق كون تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» موجود أيضا في سورية. ولم يستبعد المسؤولون أن يشمل أي تحرك عسكري مناطق «داعش» فيها.
غير أن الصحيفة نقلت عن مسؤولين أميركيين تحذيراً ضمنياً إلى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي «اذا لم يتخذ خطوات لتشكيل حكومة شاملة ومشاركة الحكم مع الأقليات فان واشنطن قد تقرر عدم تقديم أي مساعدة عسكرية».
وتابعت أن البيت الأبيض «محبط من المالكي والمسؤولون ينتقدون أداءه الذي يغذي الانقسامات المذهبية ويفتح الباب أمام المتمردين».
ولم يستبعد وزير الخارجية جون كيري إمكان خروج المالكي، وقال أن هذا الأمر «ليس مزعزعاً للاستقرار بالضرورة، واذا كان هناك خلف معروف، واذا تم احترام نتائج الانتخابات وتشكيل حكومة شرعية تقوم بالاصلاحات الضرورية فهذا أمر قد يكون ايجابياً».
 
كاميرون يؤكد أن «الجهاديين في العراق» يعتزمون مهاجمة بريطانيا
الحياة..لندن - أ ف ب -
شدد ديفيد كاميرون أمس على ان بريطانيا لن تتساهل إزاء اقامة «نظام اسلامي متطرف» في العراق يقوده الجهاديون «الذين يعتزمون ايضاً مهاجمتنا هنا».
وقال خلال جلسة المساءلة الأسبوعية في البرلمان: «اخالف رأي الذين يعتبرون ان الوضع لا علاقة له بنا وأن قيام نظام اسلامي متطرف في العراق لن يؤثر فينا. ان الذين ينتمون الى هذا النظام، وإضافة الى رغبتهم في زيادة مساحة سيطرتهم، يعتزمون ايضاً مهاجمتنا هنا».
وأضاف ان تهديد الجهاديين البريطانيين العائدين الى البلاد لتنفيذ هجمات ارهابية بات «اكثر خطورة لدى العائدين من سورية والعراق منه لدى العائدين من افغانستان وباكستان». وزاد «سنضع تشريعاً يجعل من التخطيط لهجمات ارهابية في الخارج امراً غير قانوني. لقد اعتقلنا ناساً على الحدود، وصادرنا جوازات سفرهم».
وتابع: «نقدّر حتى اليوم عدد البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بـ 400. لكن هذا الرقم يستند الى ما يحصل في سورية اكثر منه في العراق حيث لدينا القليل جداً من المعلومات».
وفي الانتظار، اعلن كاميرون صرف مليوني جنيه استرليني (2.5 مليون يورو) لكي تضافا الى الثلاثة ملايين المقررة اصلاً لمساعدة النازحين إثر المعارك في العراق.
وأشار أيضاً الى ان «الرد الصائب هو ان نبقى براغماتيين مع التحلي بالصبر والذكاء. الأولوية هي العمل على ان تكون لدينا حكومات تمثيلية تتولى السلطة بدل المتطرفين»، مستبعداً أي تدخل عسكري في العراق.
 
رئاسة الشؤون الدينية في تركيا تدعو العالم الإسلامي إلى تبني الاعتدال
انقرة - «الحياة»
أصدرت رئاسة الشؤون الدينية في تركيا بياناً في شأن تطور الأوضاع الأخيرة في العراق وما تبعها من فتاوى «دينية» صدرت من جهات عدة هناك، محذرة من تفاقم الأوضاع في العراق ومن أن يؤدي ذلك إلى انقسامات قوية وكبيرة في العالم الإسلامي أجمع. مطالبة بأن تسمو الهوية الإسلامية على ما سواها من انتماءات طائفية أو مناطقية أو سياسية. واقترح بيان رئاسة الشؤون الدينية التابعة لرئاسة الوزراء في تركيا خطوات عدة للتعامل مع الأزمة في العراق وحلها وفق عدد من الأسس والأفكار فصلتها في بيان بعنوان «دعوة للعالم الإسلامي إلى تبني الاعتدال». وجاء في البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين معلم الأمة ومرشدها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
لقد وصلت الأزمات الاجتماعية والتوترات السياسيةُ والعسكرية والصراعات التي يرغب البعض في إسنادها إلى الطوائف والمذاهب والطبائع، والتي يشهدها العالم الإسلاميُ منذ فترة ليست بالقصيرة، إلى أبعاد تهدّد أمن المنطقة، بل والعالم الإسلامي بأسره، بطريقة لا يمكن معها تعويض خسائر يمكن أن تَحدُثَ من جرّائها. وزاد هذا التوتر الحاصل أكثر بسبب الفوضى التي شهدتها المدن العراقية والسورية أخيراً، وفي مقدمها مدينة الموصل. إن الرأي العام العالمي يتابع هذه الأحداث كافة بقلق كبير. وتُعتبر التصريحات المتضمنة عبارات العنف المتبادَل في إطار هذه الوتيرة، والبيانات الجهادية، والتهديدات الموجَّهة لتدمير الأماكن المقدسة، وعمليات خطفِ الأشخاص وقتلهم؛ تعتبر بمثابة الهزات الأولية للكوارث الضخمة التي شارفت على الوقوع. وإذا ما تفاقم حجم هذه الأحداث ووصلت إلى نقطة لا تمكن معها الحيلولة دون وقوع ما يمكن أن يحدث في المستقبل، فلا ريبَ في أن العالم الإسلامي سيشهد وقتها انقسامات دائمة من النواحي الإنسانية والاجتماعية والدينية والمذهبية على حد سواء.
وفي هذا السياق، ندعو الجميع إلى التكاتف من أجل إيجاد حل للمشكلة، والتصرف في إطار النقاط التالية:
1- إن الهوية الإسلامية تسمو على كل أنواع الانتماءات المذهبية والاجتماعية والسياسية. ولا يجب أن يَسمح أي كيان ديني للمساعي ذات المضامين السياسية أن تتطور لتصل إلى حد الإضرار بالأخوة والوحدة الإسلامية. ولقد حرّم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة المساس بأرواح الناس ودمائهم وأموالهم وأعراضهم. كما اعتَبرَ قتلُ النفس بغير حق أكبرَ الجرائم من الناحية الدينية.
2 - لا يمكن بأي شكل من الأشكال إدارة مجتمع عاش منذ 1400 عام متجانساً، بالرغم من اختلافات أعضائه، من خلال كيان يعتمد على الأسس الدينية والمذهبية والعرقية. هذا إضافة إلى أنه لا يمكن أي شخص أو جماعة أن تعلن الحرب على معتقد أي شخص أو قيمه وأفكاره. وينبغي للجميع أن يكون لهم الحق في العيش بحرية على أراضيهم بالطريقة التي تتناسب مع تراثهم التاريخي. ويجب أن يُنظَر إلى أي موقف أو تصرف عكس هذا الاتجاه على أنه عنصر راغب في إحداث الفتنة في هذه الأراضي موطن السلام والأمان.
3 - يجب أن يعتبر الجميع أن هناك فتنة كبرى في النظر إلى الاختلافات بين أهل السنة وأهل البيت، الفريقين اللذين ظهرا في إطار التطور التاريخي للإسلام، على أنها عداوة بين الجانبين، وتطوير استراتيجية صراع سياسي يومي من خلال هذا المفهوم الخاطئ. فأهل السنة وأهل البيت ينتمون إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولا يمكن قبول الادعاء الذي يقول إن هذين العنصرين يعيشان صراعاً في ما بينهما، ومن ثم الدفاع عن هذه الفكرة.
4 - لا يمكن بأي حال من الأحوال الموافقة على اعتبار أي جماعة أو فرقة أو طائفة مسلمة مفهومها الديني أنه الحقيقة المطلقة، وأن تُقْصي المفاهيم الأخرى، وتكفرها، وتحكم بالقتل على من تكفرهم. كما أنه من المستحيل أن يتلقى أي منهج أو مفهوم أو رؤية تضفي صبغة شرعية على مثل هذه المفاهيم، الدعمَ من الدين الإسلامي.
5 - إن كل شخص يقول «أنا مسلم» يدخل في دائرة الإسلام، وليس لأحد صلاحية إخراج أي شخص من الإسلام. وكما أن الجماعات التي تتخذ التكفير أساساً لتفكيرها قد حُكم عليها من قبل الضمائر المسلمة في الماضي، فمن الواضح أن هذه الأفكار البدعية حديثة الظهور لن تَلقْى قبولاً اليوم من جانب الضمير الجماعي. ولن تسمح بصيرة المسلمين من أصحاب العقل والضمير وفراستهم لهذه الكيانات أن تُرَسِّخ أقدامها في أراضي العالم الإسلامي.
6 - لا يقبل أحد أن يقوم كيانٌ سينشأ على أنقاض عمليات إبادة الرجال والأطفال والنساء الأبرياء العُزلِ من ضحايا صراعات المصالح وإخراج الناس من ديارهم بغير حق، بالادّعاء أن منهجه متوافق مع الدين الإسلامي.
7 - لا يمكن قبول أحد الأطراف المتنازعة في العراق أن يطلق تصريحات تهديدية موجهة لهدم أضرحة شخصيات معنوية ذات أهمية لدى أهل البيت مثل سيدنا علي وسيدنا الحسين وأبي الفضل العباس الموجودة في النجف وكربلاء. وإن هذه الوضعية تُظهر كيف سيبتعد المسلمون عن الاستماع لصوت العقل والحكمة. ذلك أن الأماكن الاستثنائية مثل النجف وكربلاء، وكذا كبراء أهل البيت مثل سيدنا علي وسيدنا الحسين وأبي الفضل العباس، ليسوا قيما خاصة بالشيعة أو السنة فقط، بل هم قيمٌ كبيرة ومشتركة للأمة الإسلامية بأسرها.
8 - لا تمكن الموافقة على أن يعلن أحد الأطراف الجهادَ على طرف آخر. ذلك أن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لم يأمرا بالجهاد الذي يَعتبِر فيه مسلمٌ دمَ أخيه المسلم وروحه حلالاً يفعل فيهما ما يشاء. وإن أكبر أنواع الجهاد الذي يجب على المسلمين جميعاً اليوم الاهتمام به هو الجهاد ضد الجهل والتعصب والفتنة والفرقة. ولا يستطيع أحد أن يرى أنه مشروع أن يعيش الآخرين الظلم في إطار ادعاء الجهاد ضد الظلم.
9 - من المُقْلقِ للغاية أن تصدر فتاوى من علماء ومؤسسات دينية بطريقة عفوية في ظل مثل هذه الأحداث التي تعيشها الأمة حالياً. ويجب أن تكون أكبر مسؤولية تقع على عاتق علماء الدين اليوم هي إعادة تأسيس أخلاق وقوانين العيش جنباً إلى جنب في سلام، مع الأخذ بعين الاعتبار الاختلافات الدينية واللغوية والطبائعية والمذهبية الأيديولوجية الموجودة في العالم الإسلامي، وذلك بدلاً من أن يصدروا فتاوى داعية لتقسيم المجتمعات المسلمة. واليوم، كما أن ليس هناك قيمة لكلمة لا تطفئ نيرات الفتنة المشتعلة، فإن الفتاوى التي تتسبب في إراقةِ الدماء ليست ذات قيمة هي الأخرى. وإلا فإن العالم الإسلامي سيتحول بأسره إلى بيئة مليئة بالجريمة، والعلماء المسلمون سيتحولون هم أيضاً إلى شركاء في هذه الجريمة. وإن متابعة هذه التطورات بقلق فقط لا يكفي، فعلينا جميعاً التكاتف والتضامن وبذل الجهد المشترك من أجل إطفاء نار هذه الفتنة وشيكةِ الوقوع قبل أن تَنشُبَ في المنطقة الجغرافية كافة.
10- ينبغي لممثلي المؤسسات والهيئات الدينية في مناطق النزاعات الساخنة أن يجتمعوا سوياً ويُطلقوا مبادرات للحل الديني والأخلاقي الدائم للقضايا التي تعيشها مناطق الصراعات، والتي يأتي على رأسها العراق وسورية. كما يجب على هيئة تتشكل من قادة الرأي في المجال الديني– المعنوي في العالم الإسلامي، أن تبادر إلى طرح مبادرة من أجل القضاء على حالات الاستقطاب التي تركز على الاختلافات المذهبية. ذلك فضلاً عن ضرورة تحمل المؤسسات والهيئات الإسلامية المتمتعة بالصفة الدولية، المسؤولية في هذا الإطار. وتتشرف رئاسة الشؤون الدينية في تركيا أن تتزعم مثل هذه الجهود الرامية لجمع شمل علماء الدين من الشيعة والسنة في جميع أنحاء العالم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يعلَن هذا البيان للرأي العام مع كامل الاحترام والتقدير...
 
إعلان عن فرع لـ «داعش» يثير قلق في الأردن
الحياة..عمان - تامر الصمادي
أثار إعلان مريب لـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بثته وكالة الأنباء الألمانية أول من أمس، قلق العاصمة الأردنية عمان، بعد أن زعم شخص يدعى «أبو محمد البكر» أن الأردن «سيصبح جزءاً من الدولة الإسلامية الذي يريد التنظيم إقامتها»، معلناً إنشاء فرع لدى المملكة لتجنيد مقاتلين وإرسال أسلحة إلى العاملين في البلدان المجاورة، وعلى رأسها العراق.
ولم يمضِ يوم واحد على هذا الإعلان، حتى ترأس العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ظهر أمس اجتماعاً لمجلس الوزراء، أكد خلاله اطلاع الأردن «على تطورات الأوضاع في المنطقة»، قائلاً في تصريح مقتضب بثته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن «الأردن قادر دوماً على اتخاذ الإجراءات التي تحمي شعبه وأمنه واستقراره».
وكانت الوكالة الألمانية نقلت عن «أبو محمد البكر: قوله إن «الأردن جار العراق إلى الغرب، سيستخدم كمركز للخدمات اللوجيستية»، مؤكداً أنه لا يُعتزم شن هجمات على المملكة نفسها في الوقت الراهن. وأضاف أن «هدف الدولة هو إقامة الخلافة الإسلامية، سواء من خلال وسائل عسكرية أو غير عسكرية». وتابع: «بمرور الوقت، وبغض النظر عن أي مسار، فإن الأردن سيصبح جزءاً من الخلافة الإسلامية وفقاً لمشيئة الله». لكن زعيم السلفيين الجهاديين في جنوب الأردن محمد الشلبي الشهير بـ «أبو سياف» نفى إنشاء فرع لتنظيم «الدولة» على الأرض الأردنية.
وقال لـ»الحياة»: «لا يوجد نية إطلاقاً لافتتاح فرع لتنظيم الدولة داخل الأردن، لا لدعم المقاتلين الإسلاميين في دول الجوار، ولا لأي أسباب أخرى». وأردف: «ليس من مصلحة التنظيم توسيع دائرة المواجهة ونقلها إلى المملكة تحت أي مسوغ». وزاد: «ما ينشر من أخبار حول إنشاء فرع أردني لتنظيم الدولة الإسلامية يبعث على القلق (...) نخشى أن تؤدي هذه الأخبار والإشاعات إلى حملة اعتقالات جديدة في صفوف السلفيين الأردنيين».
وكان التيار السلفي الأردني أعلن مراراً تدفق المئات من مقاتليه إلى سورية، وانخراطهم في المواجهات ضد قوات الرئيس بشار الأسد.
وكشف التيار في آخر إحصائية له، أن هناك أكثر من ألفي مقاتل أردني يتوزعون على الكتائب التابعة لـ «جبهة النصرة» و «داعش». وتحاول الحكومة الأردنية منع هؤلاء من عبور الحدود للانضمام إلى المعارك، التي طال أمدها. واعتقلت السلطات مئات السلفيين قبل تمكنهم من الوصول إلى سورية، ويحاكم بعضهم الآن أمام محكمة أمن الدولة.
وقال وزير الداخلية الأردني حسين المجالي خلال جلسة استماع أمام البرلمان أمس إن «حدود الأردن مع العراق وسورية، باتت بيئة مناسبة لتنامي التطرف. على المجتمع أن يساهم في محاربة الإرهاب بكل الوسائل الممكنة، حتى لا تجد الدولة نفسها مضطرة في المستقبل لمحاربته بقوة السلاح».
عسكرياً، تفقد رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن أمس واجهة الحدود الأردنية - العراقية، حيث «قام بجولة شملت عدداً من التشكيلات والوحدات العسكرية الموجودة على الحدود من مختلف الصنوف والمراقبات الأمامية» وفق بيان أصدره الجيش.
وقال البيان إن «الزبن استمع إلى إيجازات عسكرية من القادة حول مختلف الأمور المتعلقة بواجبات ومهام هذه التشكيلات والوحدات، واطلع على مختلف الإجراءات المتخذة لحماية أمن الحدود، ومنع أية محاولات للتسلل والتهريب، أو أية محاولات من شأنها المساس بأمن المملكة ومواطنيها أو حرمة أراضيها».
 
المشروع مستوحى من أسلوب الزواحف
البنتاغون يمنح الجنود الأميركيين قدرات "سبايدر مان"!
لميس فرحات
في اختراق علمي جديد للذراع البحثية في البنتاغون، قد يحصل الجنود الاميركيون قريباً على قدرات تمكنهم من تسلق الجدران والمباني المرتفعة تماماً مثل سبايدر مان أو الرجل العنكبوت.
بيروت: وكالة المشاريع البحثية المتقدمة للدفاع (DARPA) أعلنت مؤخراً أن جندياً يزن  218 باوند ويحمل على ظهره حمولة بوزن 50 باوند تمكن من تسلق جدار زجاحي يبلغ ارتفاعه 25 قدماً باستخدام تكنولوجيا جديدة مستوحاة من سبايدرمان.
وكان هذا الاختبار تتويجاً لبحوث أجريت من أجل مشروع يحمل عنوان "زي مان".
وقالت الوكالة انها استوحت هذا المشروع من قدرات الزواحف وتحديداً "أبو بريص" الذي يعتبر من أمهر الحيوانات المتسلقة.
"كان من الطبيعي أن تستمد الوكالة الإلهام من هذا الحيوان للتغلب على بعض التحديات والمناورات التي تواجه القوات الأميركية في البيئات الحضرية" قال مات غودمان، مدير برنامج (زي مان) هذا الأسبوع.
 التقنية
الاختبار يعتمد في الوقت الحاضر على استخدام مجاذيف مجهزة بمواد اصطناعية يطلق عليها اسم "غيك سكين" Geckskin أو جلد أبو بريص، والتي يمكن أن تحمل وزناً كبيراً يصل إلى 660 باوند على سطح بسماكة 16 بوصة مربعة، وفقاً لموقع الدفاع للتكنولوجيا.
"هذه المادة تحتوي على أوتار اصطناعية قادرة على الالتصاق بالسطح لتحقيق أقصى قدر من الاتصال، تماماً كجلد السحالي التي تتسلق الأسطح. وتماماً بنفس السهولة التي يمكن لأبو بريص الابتعاد عن الاسطح التي يتسلقها، باستطاعة هذه المادة الانفصال عن الأسطح من خلال السحب البسيط".
هذه التكنولوجيا الجديدة سوف تتيح للجنود الأميركيين تسلق الجدران في البيئات الحضرية بسرعة، الأمر الذي يوفر عليهم حمل المعدات المرهقة مثل السلالم وأدوات التسلق الأخرى.
ومن المرجح أن تستخدم التكنولوجيا الجديدة هذه في مشروع آخر للبنتاغون وهو بدلة "الرجل الحديدي" المخصصة للقتال، إذ يتوقع الاميرال وليام مكرافن، الرجل المسؤول عن قيادة العمليات الأميركية الخاصة، أن يتم تجهيز هذه البدلة بالعتاد المتقدمة بحلول عام 2018.
 
اليمن: اعتقال أمير “القاعدة” في الحديدة ونجاة ضابط مخابرات من محاولة اغتيال
السياسة..صنعاء – من يحيى السدمي:
أعلنت وزارة الداخلية اليمنية, أمس, أن أمن محافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن اعتقل أمير تنظيم “القاعدة” بالمحافظة الإرهابي عبدالرحمن شعيب محجب وشخص آخر معه من التنظيم.
وأوضحت الوزارة في بيان, أن محجب, الذي يكنى بأبي مصعب الحديدي, يعد من أخطر العناصر الإرهابية المطلوبة للأجهزة الأمنية وله علاقة بالخلايا الإرهابية المتواجدة في حزم العدين بمحافظة إب, حيث شارك في تنفيذ عمليات إرهابية عدة من بينها نهب البنك الزراعي بالحديدة والاستيلاء على 104 ملايين ريال في هجوم شنه التنظيم على البنك في 17 أكتوبر ,2012 ما أسفر عن مقتل مدير العمليات في البنك وجنديين ومدني وإصابة ثلاثة آخرين من الحراسة.
وأشارت إلى أن محجب شارك أيضاً, في اختطاف مواطن جنوب إفريقي وزوجته من مدينة تعز مطلع العام ,2013 حيث كان قد أفرج عن الزوجة فيما لا يزال الزوج مختطفا لدى التنظيم.
وتزامن ذلك مع اعتقال قوة من مكافحة الإرهاب خلية إرهابية تابعة لـ “القاعدة” مكونة من ثلاثة أشخاص في فندق قرب الجامعة الجديدة بصنعاء.
من ناحية ثانية, نجا الضابط في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) العقيد علي الشرفي من محاولة اغتيال نفذها مسلحين اثنين يستقلان دراجة نارية.
وقال مصدر أمني ل¯ “السياسة” إن “المسلحين أطلقا النار على الشرفي في جولة سبأ وسط صنعاء ولاذا بالفرار”.
وفي محافظة حضرموت شرق اليمن, استهدف مجهولون طاقماً عسكرياً تابعا لقوات الأمن الخاصة عندما انفجرت عبوة ناسفة أثناء مروره قرب ميناء المكلا القديم, ولكن الإنفجار لم يسفر عن ضحايا.
على صعيد آخر, تواصلت المواجهات العنيفة بين قوات الجيش والحوثيين حول جبل ضين بمحافظة عمران شمال صنعاء.
وقال مصدر أمني ل¯”السياسة” إن “قوات اللواء 310 مدرع دمرت سيارة تقل حوثيين في منطقة بني ميمون ما أدى إلى مصرع ستة منهم وإصابة اثنين, فيما قتل جندي وأصيب ثمانية برصاص الحوثيين الذين يحاولون منذ أربعة أيام السيطرة على الجبل”.
إلى ذلك, أعلن مصدر قبلي في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء (الريف) ل¯”السياسة” أن الحوثيين رفضوا مغادرة قرية الظفير التي سيطروا عليها أول من أمس, بعد محاولة قامت بها وساطة قبلية من زعماء ووجهاء قبائل المنطقة لإقناعهم بمغادرة القرية, وإقناع مسلحي حزب “الإصلاح” بمغادرة جبل يتحصنون فيه على مقربة من الظفير.
من جانب آخر, ضبطت قوات خفر السواحل قطاع خليج عدن, أمس, سفينة تقل مواد سامة ومخدرة قبالة جزيرة ميون في المياه اليمنية.
 
مواجهات الحوثيين و"الإخوان" إلى ضواحي صنعاء
النهار...صنعاء - أبو بكر عبدالله
توسعت المواجهات بين مسلحي جماعة "أنصار الله" الحوثية ومسلحي جماعة "الإخوان المسلمين" إلى ضواحي صنعاء، حيث شهدت مناطق الظفير وبني الحطاب وضروان مواجهات عنيفة بين الجانبين أوقعت قتلى وجرحى واسفرت عن سيطرة المسلحين الحوثيين على أكثر هذه المناطق.
واحتدمت المواجهات ليل الثلثاء في مناطق الظفير وبني الحطاب وضروان وبني ميمون وجبلي الضبر والجنات بمديرية همدان التابعة لمحافظة صنعاء، فيما اكد وجهاء استمرار التوتر في بعض المناطق بعد انتشار مئات المسلحين من رجال القبائل الموالين لـ"الاخوان" وبينهم عسكريون، وقطع الطريق الدولية بين صعدة وعمران.
وأبلغ وجهاء قبائل "النهار" أن المواجهات في منطقة الظفير توقفت مساء الأربعاء بعد سيطرة مسلحي جماعة "أنصار الله" على أجزاء كبيرة من المنطقة وانسحاب اكثر المسلحين الموالين لـ"الاخوان"، فيما شوهدت جثث مسلحين من "الإخوان" في بعض مناطق المواجهات وهم يرتدون بزات عسكرية كانت مخصصة سابقاً لقوات الفرقة الأولى المدرعة المنحلة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، كما شوهدت آليات عسكرية محترقة.
 
أوكرانيا تتجه إلى إعلان وقف للنار من جانب واحد وروسيا تطلق ملاحقات قضائية في حق أفاكوف
النهار...المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
بعد محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت متقدم من مساء الثلثاء، عرض الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو اقتراحات خاصة بخطة سلام في شرق أوكرانيا تشمل وقف القوات الحكومية النار من جانب واحد.
تحدث بوروشنكو أمام طلاب الجامعة الوطنية للدفاع في كييف خطة من 14 نقطة تشمل العفو عن المقاتلين الانفصاليين الذين يلقون اسلحتهم وإحكام السيطرة على الحدود مع روسيا. وأوضح ان الخطة " تبدأ باعلان وقف للنار من جانب واحد... وبعد ذلك على الفور من المفترض ان نحصل على دعم لهذه الخطة الرئاسية من جميع الاطراف. ويفترض أن يتم ذلك على نحو سريع جداً".
وفي خطته للسلام، يدعو الرئيس الاوكراني ايضاً بوتين الى الاعتراف رسميا بالزعماء الجدد للبلاد بعد سقوط السلطة الموالية لروسيا في نهاية شباط الماضي.
وأبلغ وزير الدفاع الموقت ميخائيل كوفال الى الصحافيين في كييف أن وقف النار "سيسري خلال الايام القريبة".
وتتهم كييف موسكو بمساندة الانفصاليين في الشرق الصناعي الذي يتحدث سكانه الروسية والذين هبوا ضد الحكومة بعدما اطاحت احتجاجات حاشدة في كييف الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش المتعاطف مع موسكو. وتقول كييف إن الانفصاليين يأتون بالاسلحة عبر الحدود الروسية.
وكان بوروشنكو أعلن الاثنين أنه يمكن بدء وقف النار اذا كانت الحدود آمنة، وإنه اصدر أمراً الى القوات باستعادة السيطرة على الحدود تمهيداً لاعلان هدنة وبدء محادثات السلام.
وأوضح الكرملين أن المحادثة مع بوروشنكو "تناولت فكرة وقف محتمل للنار في منطقة العمل العسكري في جنوب شرق أوكرانيا".
ورد ناطق باسم "جمهورية دونتسك الانفصالية" المعلنة من جانب واحد ميروسلاف رودينكو برفض الدعوة الى إلقاء السلاح.
ونقلت عنه وكالة "انترفاكس" الروسية المستقلة: "لماذا نلقي السلاح؟ لا نثق ببوروشنكو، انها مجرد حيلة".
وزير الخارجية
الى ذلك، عين الرئيس الاوكراني بافلو كليمكين وزيراً للخارجية، وهو أقل عدائية من سلفه أندري ديشتشيتسا الذي اثار الاسبوع الماضي اشكالاً ديبلوماسيا بين كييف وموسكو.
وكليمكين هو الممثل الاوكراني في المفاوضات مع روسيا لتطبيق "خريطة الطريق" التي وضعتها منظمة الامن والتعاون في اوروبا لنزع فتيل الازمة.
وكان ديشتشيتسا وصف بوتين بأنه "وغد حقير" لتهدئة الحشود الغاضبة السبت امام السفارة الروسية في كييف بعد اسقاط طائرة عسكرية اوكرانية.
ودعا مسؤولون روس الرئيس الاوكراني الى اقالة الوزير.
وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه يجب وقف سفك الدماء في أوكرانيا في أقرب وقت. وجاء في بيان لمكتبه أنه أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس لمناقشة الاضطرابات في أوكرانيا.
وأبدى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو استعداد موسكو لمواجهة أى سيناريو في أوكرانيا، قائلاً إن الجيش الروسي سيضطلع بالمهمات التي يأمر بها الرئيس الروسي القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ملاحقات قضائية
على صعيد آخر، اعلنت لجنة التحقيق الروسية اطلاق ملاحقات قضائية في حق وزير الداخلية الاوكراني ارسين افاكوف وغيره من المسؤولين عن العملية العسكرية في شرق أوكرانيا بتهمة "قتل مدنيين عمداً".
وقالت في بيان، ان افاكوف وحاكم منطقة دنيبروبتروفسك ايغور كولومويسكي يشتبه في إقدامهما على "تنظيم عمليات قتل واللجوء الى وسائل واساليب حربية محظورة وعمليات خطف وعرقلة عمل صحافيين"، مشيرة الى انها تعتزم اصدار مذكرة توقيف دولية قريبا في حق هذين المسؤولين.
واضافت انه خلال العملية المسلحة في مدن شرق البلاد بينها سلافيانسك وكراماتورسك ودونتسك وماريوبول "وفي انتهاك للقانون الدولي وعبر استهداف عدد غير محدد من المدنيين عمدا بالقتل... استخدمت انظمة قاذفات صواريخ متعددة من نوع غراد وصواريخ أرض- جو غير موجهة وانشطارية وانواع أخرى من الاسلحة الهجومية".
وأدت العملية الى "مقتل أكثر من مئة مدني بينهم مواطنون روس خلال اداء واجباتهم المهنية مثل الصحافيين كورنليوك وفولوشين والمدافع عن حقوق الانسان ميرونوف والمصور الايطالي اندريا روتشيلي" الذين قتلوا جميعا بقذائف هاون في ايار وحزيران.
 
المقدسي في مرحلة صمت «لاستقراء واقع انقسام الجهاديين في الأردن»
الحياة..عمان - تامر الصمادي
في منزله المتواضع المشيّد على أحد المنحدرات المتعرجة في حي مهمش فقير يتبع منطقة الرصيفة، الملاصقة لمدينة الزرقاء، معقل التيار السلفي الجهادي الأردني ومنبته، يواظب الشيخ عصام البرقاوي الشهير بـ «أبو محمد المقدسي» على استقبال أتباعه القادمين من معان وعمان والسلط وإربد وعدد من المخيمات الفلسطينية (وهي مدن وتجمعات أرسلت مئات من أبنائها للقتال في سورية والعراق وغيرها)، بعد أربع سنوات من الاعتقال أنهاها قبل أيام إثر إدانته بتهم «الإرهاب». و«أبو محمد المقدسي» هو منظّر التيار السلفي الأردني ومرشده الروحي، وهو أيضاً أحد أبرز وجوه التيار على مستوى العالم.
يصفه أتباعه الجهاديون وهم كثر بـ «شيخ المنهج»، و «الإمام العالم المجاهد».
«الحياة» زارت منزل المقدسي، وتمكنت من لقائه لساعات، بعد أن قضى عقوبته كاملة في سجن «ارميمين» الأردني، كما التقت عدداً من رفاقه ومريديه الأردنيين، الذين عاد بعضهم حديثاً من معسكرات القتال في سورية، فيما يعتزم بعضهم الآخر شد الرحال إلى العراق مرة أخرى، حيث يتهيأ «إخوان» لهم هناك من بينهم أردنيون إلى إنجاز حلمهم الموعود بإعلان «دولة الإسلام».
في منزله الذي يعد واحداً من مئات منازل الحي المكتظ، التي تشكل كتلاً طينية مبنية فوق بعضها بعضاً، التقى المجاهدون السلفيون في ذلك المساء من الأسبوع الجاري، مهنئين الشيخ وأنفسهم بإطلاق سراحه.
وفي غرف صغيرة خصصت لاستقبال الزوار، جلس هؤلاء يتجاذبون أطراف الحديث مع شيخهم، الذي استضافته السجون الأردنية لأكثر من 16 سنة منذ العام 1993.
اللقاء كان أشبه بكرنفال احتفالي على الطريقة «الجهادية». فداخل تلك الغرف وضعت مقاعد بلاستيكية خضراء اللون، لتتسع لأعداد كبيرة من الوافدين، وهم شيوخ وشبان أطلقوا لحاهم وشعور رؤوسهم، وارتدى بعضهم ثياباً طويلة بيضاء (الدشداش)، وآخرون الثوب الأفغاني، وهو اللباس الذي اشتهر به الأفغان الأردنيون، الذين قاتلوا على فترات متباعدة تحت راية «القاعدة» في أفغانستان، ذلك البلد الذي احتضن لعقود ألوف الجهاديين من مختلف الدول، ومثّل الأردن أحد خزاناته السلفية المقاتلة.
في منزل المقدسي أيضاً، برز شبان في مقتبل العمر، كانوا يرتدون ملابس عسكرية، وكانت ضفائر وجدائل من شعورهم تتدلى على أكتافهم من تحت عمائم وقبعات سود.
بعض هؤلاء كان آتياً للتو من معاقل القتال، قال أحدهم متحدثاً إلى «الحياة» إنه تعرض لإصابة بالغة ألزمته العودة إلى الأردن لتلقي العلاج، ورفض آخر الإفصاح عن أسباب عودته، وتمنّع ثالث عن الحديث، لدواعٍ أمنية، كما قال.
وسط هذا المشهد، كان بعض أبناء «أبو محمد» وأشقائه يطلّون بصوانٍ مستديرة عليها أطباق حلوى (الكنافة النابلسية) وعبوات من العصير البارد.
كانت هذه الصورة تعبيراً عن احتفاء العائلة بالضيوف المهنئين.
أحد هؤلاء الضيوف كان شاباً عشرينياً يدعى قتادة، وهو الابن البكر لرجل الدين البارز عمر عثمان، الذي يحاكم في الأردن بتهم «الإرهاب» منذ ترحيله من لندن إلى عمان في تموز (يوليو) الماضي، وينتظر أن يصدر الحكم عليه نهاية الشهر الجاري.
كانت هذه المرة الأولى التي يظهر فيها قتادة، وقد ارتدى دشداشة طويلة بنيّة اللون وأطلق لحيته، في مناسبة علنية لأتباع التيار الجهادي الأردني، منذ عودته من بريطانيا.
مع قتادة
تعانق المقدسي وقتادة عناقاً حاراً سرق أعين الحاضرين. وجلس نجل عثمان (الذي طالب تلاميذه من داخل السجن بالامتثال لفتاوى المقدسي) إلى جوار «أبو محمد». استقبل معه المهنئين، وتبادلا أطراف الحديث.
لم تفارق الابتسامة وجه المقدسي على رغم طول اللقاء، لكنه كان حزيناً على فراق زوجته التي توفيت أثناء مكوثه في السجن، وأول عمل قام به عقب الإفراج عنه كان التوجه إلى قبرها.
وللحزن أسباب أخرى لم يفصح عنها الرجل، فإطلاق سراحه جاء على وقع انقسام واقتتال حاد بين جناحي التيار في سورية (تنظيم الدولة وجبهة النصرة). هذا الانقسام وجد طريقه إلى صفوف «إخوانه» الأردنيين.
صحيح أن مشاعر الفرح بإطلاق المقدسي كانت تطغى على المكان، لكن وجوه الضيوف كانت تخفي شيئاً ما. فبعض الرجال الحاضرين يتبعون جبهة النصرة ويبذلون من أجلها الغالي والنفيس، وآخرون يتبعون تنظيم الدولة، لم يستطيعوا إخفاء فرحهم من التقدم «المفاجئ» الذي حققه هذا التنظيم على مدى الأيام الماضية في العراق، لكنهم كانوا يبتعدون عن أعين الإعلام.
لم يكن حضور المؤيدين لدولة الشام والعراق مفاجئاً لدائرة المقدسي الأقرب، الذي أظهر مواقف متشددة وغير مسبوقة تجاه أبو بكر البغدادي ودولته عندما كان معتقلاً.
قالها أحد منظّري التيار في مدينة السلط خاصرة عمان العشائرية التي تبعد منها 20 كليومتراً فقط، والتي قتل العشرات من أبنائها في معارك «القاعدة» خارج الأردن: «قدومهم ليس مفاجئاً (...) ربما يسعون للتأثير في الصورة التي وضع فيها الشيخ عن ممارسات الدولة، بخاصة أن كثيرين منهم يرون أنه ربما أبلغ بمعلومات مغلوطة أثناء وجوده في السجن».
وأردف بصوت خافت: «بعض هؤلاء يريد التأكد من أن الشيخ لم يتعرض لضغوط في ما قاله، وبعضهم يريد إظهار صورة أخرى، وآخرون مغيّبون يبحثون عن الحقيقة. وهؤلاء جميعاً يعلمون جيداً أن المقدسي مرجعية هامة لا يستطيعون تجاوزها».
ومضى يقول: «سيسعى المقدسي إلى رأب الصدع وإلى نزع فتيل الأزمة بين اعضاء التيار الذين نال منهم الخلاف (...) وعلينا أن نعترف بأن التيار يشهد انقساماً حاداً، وأولوية الشيخ الأولى كما أكد لنا فور إطلاقه هي رص الصف وترتيب البيت الداخلي».
هذا البيت بدا مبعثراً، وبحاجة إلى من يعيد إليه التماسك، فأجواء الارتباك والاحتقان المكتوم كانت حاضرة وإن بشكل خفي.
لكن أحد الشيوخ المسنّين وقف على الملأ، وطالب المقدسي بأن يمنع الحضور من التطرق إلى الخلافات بين جناحي التيار، على اعتبار أن المناسبة غير مخصصة لمناقشة مثل هذه الأمور.
الرجل الذي يدعى «أبو عبدالله»، ويبدو أن المرض قد تمكن منه إذ كان يؤدي الصلاة على مقعد بلاستيكي، أشار إلى زاوية كانت تجلس فيها مجموعة من الشبان يتحدثون بصوت خافت عن مظاهر الخلاف، بين مؤيد لنهج الدولة ومناصر للجبهة.
لكن المقدسي كان حريصاً على عدم إذكاء الخلاف في ذلك اللقاء.
تفهم مطالبة الرجل الذي بدا أنه من أبرز المؤيدين لنهج تنظيم الدولة، وقال ممازحاً ومخاطباً الجميع: فلنطوِ الكتاب ونضعه على الرف.
الحرص الذي أبداه المقدسي على عدم الخوض في الانقسام ولو مرحلياً، وصل إلى حد رفضه الحديث إلى عدد محصور لا يتجاوز أصابع اليد من الصحافيين الذين سمح لهم بحضور اللقاء، رافضاً كذلك التحدث عن رسائله الأخيرة التي حملت انتقادات لاذعة وغير مسبوقة لتنظيم الدولة، واكتفى بالقول إنه سيسعى الى استقراء الواقع قبل أن يعلن أي موقف.
«الجهادي» البارز منيف سمارة، القادم من الزرقاء (خزان السلفيين الفلسطينيين)، والذي يعتبر الحلقة الأقرب إلى المقدسي، فسر امتناعه عن الحديث بالقول إنه «آثر عدم التحدث في هذه المرحلة بالذات لأنه في فترة جمع معلومات، وهو يريد أن يتبين الكثير من الحقائق».
وأضاف: «أولوية الإمام المجاهد حالياً، هي إعادة ترتيب ولملمة صفوف التيار، بعد الخلافات التي شهدتها الساحة الجهادية خلال الفترة الماضية».
وتابع: «الإخوة المجاهدون ينتظرون بفارغ الصبر أن يعيد الشيخ رص صفوفهم».
وما من شك في أن التيار الجهادي في الأردن منقسم على نفسه، على رغم أنه بات رقماً صعباً في المعادلتين الإقليمية والدولية.
وجاء حديث سمارة منسجماً مع ما قاله زعيم السلفيين في جنوب الأردن محمد الشـلبي الشـــهير بـ «أبو سياف»، الذي يحفظ الكثير من أسرار المقدسي ويعد الأقرب إليه عندما كان في السجن، وهو كان مسؤولاً عن استقبال رسائله وتسريبها إلى الإعلام.
الشلبي الذي جاء مسرعاً من مدينة معان الغائرة في عمق الصحراء (160 كيلومتراً جنوب عمان) مع عدد كبير من «الجهاديين» إلى بيت شيخه المقدسي، سارع إلى وصف الأخير بـ «شيخ المنهج»، وبادر إلى تهنئة «الأرض جمعاء» بالإفراج عنه، وتمنى أن يفك الله «أسر الموحدين في سجون الأردن وسجون الأرض».
قالها «أبو سياف» في شكل حاسم: «العالم كله ينتظر كلمة من الشيخ المقدسي، وبخاصة أهل التوحيد الذين يعتبرونه إمام المنهج وينتظرون أي توجيه منه (...) إن قال لنا سيروا يميناً سنسير، وإن قال غير ذلك سنفعل».
بانتظار بيان حاسم
وعن الانتقادات التي وجّهها المقدسي الى تنظيم الدولة خلال مكوثه في السجن، قال «أبو سياف» إن «الشيخ المقدسي أصدر بعض البيانات حول الوضع في سورية، وشكك البعض في صحتها».
وأضاف أن «الجميع ينتظر بياناً حاسماً من المقدسي حول ما إذا كان سيثبت على ما صدر عنه، أو يعلن أن المعلومات التي كانت تصله مضللة».
لكنه أردف: «يقيننا أن الشيخ ليس من الذين يتم خداعهم، وحتى أثناء وجوده في السجن كانت الصورة واضحة لديه جداً».
وقد استطاع «أبو سياف» الذي التف حوله كثيرون من «الجهاديين» في ذلك اللقاء، أن ينتزع تأييداً واسعاً في أوساط الشباب المهمشين جنوب الأردن، فقد قضى عشر سنوات وراء القضبان بسبب نشاطات مرتبطة بالسلفيين الجهاديين، بما في ذلك مؤامرة لمهاجمة قوات اميركية في الأردن، لكنه لا يكترث في ما يبدو انه خاضع للمراقبة.
وقد شارك في اشتباكات مسلحة مع قوات الامن عام 2002، الأمر الذي أكسبه التعاطف وحماسة أعضاء التيار من فئة الشباب.
ويقول الخبير في شؤون التيارات السلفية، حسن أبو هنية، الذي انتقل من صفوف الجهاديين إلى صفوف المتخصصين في عالم «القاعدة»: «علينا أن ندرك جيداً أن المقدسي يتأثر بالواقع، وأن زلزال العراق الذي تصدره الداعشيون جعل كثيراً من الجهاديين وعلى رأسهم المقدسي نفسه يتريث ويأخذ قسطاً وافراً من الوقت لإعادة حساباته، بعد أن حسم أمره باتجاه دعم جبهة النصرة».
وأضاف: «هؤلاء لا يريدون الظهور وكأنهم أعداء لـــــسنّة العراق، لا سيما بعد أن نجح «داعش» في كســـب مجاميع كبيرة من أهل الطائفة السنية هناك، بل وتمثيلها».
وتابع: «الأرجح أن المقدسي سيراجع مواقفه التي أعلنها داخل السجن، وسينتظر تطورات الوضع في العراق وربما ردود الأفعال (...) خلال الأيام الماضية بدا أن لهجة الجهاديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتغير عند الحديث عن دور الدولة الإسلامية في العراق والشام والموقف منها، باستثناء بعض المتشددين في مواقفهم، وكل ذلك سببه التطورات المفاجئة التي يشهدها العراق».
ويرى أبو هنية أن «حرص أنصار الدولة الأردنيين على الحضور إلى منزل المقدسي يعكس رسائل ود يرسلها التنظيم (الذي يفتقر إلى شرعيين كبار) باتجاه المرجع الشرعي المعتبر، ويؤكد سعي الدولة إلى كسب وده في أحسن الأحوال أو إسكاته وتحييده في أسوأ الظروف»، معتبراً أن صمته «قد يطول».
لكن الباحث في الحركات الإسلامية وائل البتيري، الذي يعمل في صحيفة «السبيل» القريبة من الإخوان المسلمين، يرى أن «موقف المقدسي من تنظيم الدولة الإسلامية ثابت لا يتغير، وأنه كان يؤكد مراراً أنه يبني آراءه تجاه ما تشهده سورية على أخبار ثابتة ينقلها له الثقات».
يقول: «المؤكد أن المقدسي في هذه الفترة يريد أولاً أن يوفق أوضاعه الأسرية بعد وفاة زوجته، إضافة إلى ترتيب البيت الداخلي للتيار، حيث إن الاختلاف في الرأي أحدث انقساماً وشروخاً في بنية السلفيين الأردنيين، وهو لا يريد أن يبدأ خروجه من السجن بتوسيع دائرة الخلاف، وحدوث احتكاكات داخل التنظيم».
ويضيف أن «المقدسي اتهم من جانب أنصار تنظيم الدولة بأنه تبنى موقفه الرافض لتصرفاتها أثناء وجوده في الأسر، والأسير لا يؤخذ بكلامه لأنه غير مطلع على حقيقة الواقع على ما يقولون، فهو يريد أن يدحض هذه التهمة بالتروي قليلاً حتى إذا ما أصدر رأيه الحاسم؛ لم يعد لديهم حجة في قولهم إنه أسير».
المقاتلون في سورية
ويتوقع البتيري ألا تستمر فترة الصمت كثيراً لدى المقدسي، ويقول: «المتوقع أن يحسم موقفه في مدة أقصاها شهر واحد».
ويشجع التيار السلفي الجهادي في الأردن على تدفق مقاتليه إلى سورية، والانخراط في المواجهات مع قوات الرئيس بشار الأسد.
وهناك أكثر من ألفي مقاتل أردني توزعوا على الكتائب التابعة لجبهة النصرة وتنظيم الدولة، وقتل منهم العشرات وفق قيادة التيار.
وتحاول الحكومة الأردنية منع هؤلاء من عبور الحدود للانضمام إلى المعارك، التي طال أمدها.
وكانت السلطات اعتقلت مئات السلفيين قبل تمكنهم من الوصول إلى سورية، ويحاكم بعضهم الآن أمام محكمة أمن الدولة.
ويقول مسؤولون أردنيون إن الجيش وقوات الامن يبذلون قصارى جهدهم للسيطرة على الحدود بين البلدين التي يسهل اختراقها وتمتد لمسافة 370 كيلومتراً.
ويقول الناطق باسم الحكومة، الوزير محمد المومني إن الأردن يراقب تحركات أي تيار أو جماعة على اراضيه ويتعامل معها وفق القانون، ولا يسمح بعبور اسلحة أو مقاتلين إلى سورية، ولا ينحاز إلى طرف هناك او يتدخل في شؤونها.
لكنه أضاف: «واضح أن أي سيطرة لجماعات متطرفة في سورية هي مصدر قلق للمنطقة وللأردن».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,574,379

عدد الزوار: 7,637,988

المتواجدون الآن: 0