450 غارة إسرائيلية على غزة أوقعت 51 قتيلاً ومئات الجرحى صواريخ المقاومة وصلت إلى حيفا وبلدة ديمونا
حرب مفتوحة متصاعدة بين إسرائيل و"حماس" تكثيف الغارات على غزة وصواريخ تستهدف ديمونا
الجمعة 11 تموز 2014 - 7:07 ص 2232 0 عربية |
حرب مفتوحة متصاعدة بين إسرائيل و"حماس" تكثيف الغارات على غزة وصواريخ تستهدف ديمونا
النهار...المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
كثفت اسرائيل أمس غاراتها الجوية على غزة ، وهددت بتوسيع عملية "الجرف الصامد" ضد حركة المقاومة الاسلامية "حماس" وغيرها من التنظيمات في القطاع، وحركت آلافاً من جنودها على طول الحدود مع غزة استعداداً لعملية برية محتملة، فيما واصل ناشطو الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ لتصيب عمق إسرائيل وتستهدف للمرة الاولى بلدة ديمونا التي تضم المفاعل النووي الاسرائيلي، في دوامة جديدة من العنف هي الاخطر منذ العملية العسكرية على غزة اواخر 2012.
واطلقت حركة المقاومة الاسلامية " حماس" دفعات جديدة من الصواريخ على رغم الغارات الجوية الاسرائيلية الكثيفة على غزة والتي أوقعت أكثر من 30 قتيلاً ومئات الجرحى أمس، استنادا الى وزارة الصحة في القطاع. وانطلقت لليوم الثاني تواليا صواريخ من نظام "القبة الحديد" لاعتراض الصواريخ الفلسطينية الموجهة الى تل ابيب وبلدات أخرى في وسط اسرائيل. وأصاب صاروخ مستوطنة "زخرون ياكوف" التي تقع على مسافة 115 كيلومترا شمال غزة، وهو أبعد مدى تبلغه الصواريخ منذ كثفت إسرائيل هجماتها.
وأفاد الجيش الاسرائيلي أن 48 صاروخا ضربت إسرائيل، وأن نظام "القبة الحديد" اعترض 14 صاروخا آخر. وقال إنه قصف 550 موقعا لـ"حماس" بينها 60 منصة لإطلاق الصواريخ و11 منزلا لأعضاء كبار في الحركة. وأضاف أن هذه المنازل تستخدم أيضا مراكز قيادة.
وفيما يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطا قوية من وزرائه المتشددين لاطلاق هجوم بري على غزة، احتشدت الدبابات الاسرائيلية على الحدود بين جنوب اسرائيل وغزة، و حذر زعماء إسرائيليون من هجوم طويل واحتمال غزو بري للقطاع.
وقال نتنياهو في بيان: "قررنا تكثيف الهجمات أكثر على حماس والمنظمات الارهابية في غزة... جيش الدفاع الاسرائيلي مستعد لكل الخيارات. حماس ستدفع ثمنا باهظا لإطلاق الصواريخ على المواطنين الاسرائيليين".
ردود فعل
وفي ردود الفعل، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقال تنشره صحيفة ألمانية اليوم: "في وقت خطير كهذا يجب أن يحمي الجميع الأبرياء ويتصرفوا بطريقة عقلانية ومحسوبة وليس بطريقة انتقامية وثأرية".
وأجرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري محادثات هاتفية مع نتنياهو، وهو ينوي الاتصال بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في الساعات الـ24 المقبلة.
واتصل كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل بنتنياهو ليعربا له عن تضامنهما مع اسرائيل في مواجهة اطلاق "حماس" الصواريخ على اسرائيل.
وندد الناطق باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول بـ "تسارع وتيرة اطلاق النار من الجانب الفلسطيني والرد الاسرائيلي على مصادر النيران".
وأعلنت مصر انها تسعى الى وقف "العنف المتبادل" بين اسرائيل و"حماس"، لكنها لا تقوم بوساطة "بالمعنى المعروف" كما فعلت في الماضي.
كذلك، نددت الحكومة الاردنية بشدة بالعملية العسكرية الاسرائيلية مطالبة اسرائيل بوقف "الاعتداء الوحشي" فورا.
واستنكر المغرب "بشدة التصعيد العسكري الخطير لقوات الاحتلال الإسرائيلي" ضد قطاع غزة، ودعا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته كاملة والتدخل فورا من أجل "الوقف الفوري لهذا العدوان".
وفي نيويورك، دعت المجموعة العربية في الامم المتحدة الى جلسة طارئة لمجلس الامن وتحرك فوري لانهاء المذبحة الاسرائيلية في حق الفلسطينيين، وخصوصاً في غزة.
450 غارة إسرائيلية على غزة أوقعت 51 قتيلاً ومئات الجرحى صواريخ المقاومة وصلت إلى حيفا وبلدة ديمونا
النهار...رام الله – محمد هواش
لليوم الثاني، واصلت اسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة مستهدفة ناشطي الفصائل الفلسطينية وبيوتهم وعائلاتهم، اضافة الى مواقع اطلاق الصواريخ وتخزينها ومواقع امنية اخليت قبل بدء العملية ومبان حكومية. بينما واصلت الفصائل الفلسطينية اطلاق الصواريخ على التجمعات السكانية الاسرائيلية في محيط القطاع الى المدن الكبرى بجنوب اسرائيل ووسطها. وبلغ عدد الغارات في الساعات الـ 48 الأخيرة 450 غارة.
ارتفعت امس حصيلة الضحايا من الفلسطينيين نتيجة الغارات الجوية الاسرائيلية الى 51 قتيلاً ومئات الجرحى. ولا تزال الحصيلة مرشحة للارتفاع نظراً الى استمرار الغارات واستهداف بيوت عائلات الناشطين في فصائل المقاومة. ولم تفتح الاتصالات السياسية بعد افقا سياسيا للحرب على غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية مساء امس "ان حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة بلغت 49 شهيدا وأكثر من 350 جريحا، جراء الغارات العنيفة التي استهدفت في غالبيتها منازل مدنية مأهولة". ونشرت اسماء القتلى واعمارهم.
واكد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية من غزة اشرف القدرة ان" حصيلة الشهداء حتى اللحظة (مساء امس) 49 شهيداً وأكثر من 350 جريحاً في كل مناطق قطاع غزة، اكثر من نصفهم نساء واطفال"، مشيرا الى ان "الشهداء وصلوا الى المستشفيات أشلاء ومصابين بحروق مختلفة". واوضح ان" نحو 20 طفلا وسيدة من الشهداء منذ بدء العدوان على غزة".
ولم تسلم المستشفيات من القصف الاسرائيلي، فقد أصيب 17 فلسطينياً فجر الأربعاء نتيجة استهداف محيط مستشفى غزة الأوروبي بالقصف جلهم من الاطفال والنساء.
في المقابل، قصفت الفصائل الفلسطينية احراج الكرمل جنوب حيفا على مسافة 140 كيلومتراً بصاروخين سقط احدهما في "حوف هاكرميل" جنوب حيفا ، والاخر قرب قيسارية المدينة التي تقيم فيها عائلة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو . وتبنت "كتائب القسام" مسؤولية القصف، مشيرة الى ان الصاروخين من طراز "ار 160".
عباس
ورأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أن ما يحصل في فلسطين حاليا هو حرب على شعبنا والايام المقبلة ستكون صعبة"، ملاحظاً "ان هذه الحرب بدأت في الخليل بحصار المحافظة والاعتداء على سكانها، ثم انتقلت الى القدس بقتل الفتى محمد أبو خضير، والآن امتدت إلى غزة وباقي أنحاء فلسطين".
وأضاف في كلمة له في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية في رام الله "أنه يجري التحرك في أكثر من اتجاه من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، بما فيه الحديث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون، والرئيس التونسي محمد عبد المنصف المرزوقي". وأضاف أن ما يحدث من قتل لعائلات بأكملها هو إبادة جماعية تمارس بحق شعبنا الفلسطيني، وأن ما يحصل هو حرب على الشعب الفلسطيني بكامله وليس ضد فصيل بعينه، وأن الأيام المقبلة ستكون أياما صعبة".
مشعل
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل ان" على نتنياهو وقف حربه على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وتغيير سياساته في الاستيطان والقتل والاعتقال كشرط لتثبيت الهدوء من جديد".
وجاء في كلمة متلفزة له مساء امس: "نتلقى اتصالات ووساطات من جهات غربية وعربية بهدف وقف إطلاق النار، من يطالبنا بالتهدئة مقابل التهدئة نقول له يجب العودة الى الاساس والضغط على نتنياهو لوقف العدوان".
وطالب الشعب الاسرائيلي بـ"الضغط على نتنياهو لتغيير سياسته تجاه الشعب الفلسطيني، لان ما تعانونه اليوم واختباءكم في الملاجئ هو بسبب سياسة نتنياهو... فهو يقودكم من فشل الى فشل ".
ووجه مشعل رسائل أولاها الى فصائل المقاومة في غزة، وطالبها بتحمل مسؤوليتها، وطالب السلطة الفلسطينية واجهزتها الامنية بالوقوف مع شعبها "فنحن في خندق واحد والعدو لا يفرق بيننا"، واهالي الضفة الى" الانتفاضة في وجه المحتل"، والشعوب العربية الى" التظاهر في الميادين لنصرة الشعب الفلسطيني".
نتنياهو
وصرح نتنياهو بأن "الحكومة قررت تكثيف الهجمات على حركة حماس والتنظيمات الفلسطينية الاخرى في قطاع غزة وتوسيع العملية العسكرية ومواصلتها الى ان يتوقف اطلاق القذائف الصاروخية على التجمعات السكنية الاسرائيلية ويستتب الهدوء ".
وقال خلال جولة تفقدية لقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي في حضور وزير الدفاع موشي يعالون ورئيس الاركان اللفتنانت جنرال بني غانتس وقائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان ان "حماس ستدفع ثمنا باهظا لاستمرارها في اطلاق النار على مواطني اسرائيل"، وشدد على ان "الجيش قوي والجبهة الداخلية صامدة والشعب الاسرائيلي موحد".
ودعا نائب وزير الدفاع الاسرائيلي داني دانون الى "وقف تزويد قطاع غزة الوقود والكهرباء بسبب استمرار الاعتداءات الصاروخية المنطلقة منه". وقال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في مقابلة مع قناة "سي ان ان" الاميركية "انه اذا توقفت الصواريخ مساء اليوم ( امس) فلن تكون ثمة عملية برية".
يعلون
وكان وزير الدفاع الاسرائيلي تعهد عقب اجتماعه امس مع قادة الجيش "توسيع رقعة المعركة ضد "حماس" خلال الايام المقبلة"، مشيراً الى ان "الغارات الجوية في هذه المرحلة تتوسع وتستهدف البنى التحتية للارهاب، بالاضافة الى وسائل قتالية وقواعد للقيادة والسيطرة في غزة".
وقال ضابط اسرائيلي رفيع: "ان التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة تمتلك بضع مئات من الصواريخ البعيدة المدى، وان بعضها أخفي في اماكن لا يمكن استهدافها". واشار الى ان "سلاح الجو قصف قطاع غزة خلال اليومين الاخيرين بنحو 400 طن من القنابل والصواريخ وبالتالي يزداد حجم الدمار في القطاع"، والى ان "اسرائيل تقوم بتحركات عسكرية وسياسية بشكل متواز".
وصرح الناطق باسم الجيش الاسرائيلي بان "طائرات سلاح الجو اغارت الاربعاء على نحو 180 هدفا للتنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة . وبذلك بلغ عدد الاهداف التي قصفت منذ بدء عملية "الجرف الصامد" (الاسم الذي اطلقته اسرائيل على العملية) نحو 600 هدف".
في المقابل، واصل الفلسطينيون نهار امس اطلاق عشرات الصواريخ على بلدات اسرائيلية في محيط قطاع غزة وجنوب اسرائيل كما اطلقت بضعة صواريخ على مدن تل ابيب والقدس وحيفا، من دون وقوع اصابات.
ومساء أعلن الجيش الاسرائيلي سقوط صاروخين اطلقا من قطاع غزة على بلدة ديمونا جنوب اسرائيل حيث المفاعل النووي. وكتب في صفحته الرسمية بموقع "تويتر": "قبل دقائق، اطلق ارهابيون فلسطينيون ثلاثة صواريخ على ديمونا، وقع اثنان في مناطق مفتوحة بينما اعترضت منظومة القبة الحديد الآخر".
وقبل ذلك، اعترضت منظومة "القبة الحديد " صواريخ بعيدة المدى اطلقت في اتجاه منطقة تل ابيب الكبرى والمجلس الاقليمي ماتيه يهودا جنوب غرب القدس . وتمكنت من اعتراض صاروخين احدهما في اجواء اشكلون والآخر فوق اشدود.
كما اعترضت صاروخين آخرين في اجواء منطقة تل ابيب الكبرى. وبذلك بلغ عدد الصواريخ التي اعترضت منذ عملية "الجرف الصامد" نحو 47. ويشار الى ان 30 قذيفة صاروخية اطلقها فلسطينيون سقطت في اراضي قطاع غزة.
وتعمل حاليا في انحاء اسرائيل سبع بطاريات لمنظومة "القبة الحديد" بينها بطارية نشرت في منطقة القدس.
وسقطت في محيط المجلس الاقليمي اشكول جنوب اسرائيل بعد ظهر امس ست قذائف صاروخية، والحقت ثلاث منها اضرارا بمبان وبطريق داخل احدى القرى، كما تسببت بانقطاع التيار الكهربائي عن القرية.
عشرات الشهداء ومئات الجرحى في غزة وبيريز يهدّد بهجوم بري على القطاع وصاروخان على ديمونا وعباس يرى إبادة جماعية
المستقبل...ا ف ب، رويترز، يو بي آي، سكاي نيوز، سي ان ان
تتصاعد حرب الصواريخ والتصريحات النارية وتشتعل جبهة غزة بالغارات الإسرائيلية التي أودت خلال يومين بعشرات القتلى ومئات الجرحى في القطاع المنكوب، المهدد بهجوم برّي من عشرات آلاف الجنود الإسرائيليين المجهزين بأحدث آلات الحرب التي تفتك على مدار الساعة براً وبحراً وجواً، بالأطفال والنساء والمدنيين العزل وممتلكاتهم.
وردّت المقاومة الفلسطينية أمس بصاروخين أطلقا من قطاع غزة على بلدة ديمونا شمالي القطاع حيث يوجد مفاعل نووي، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وكتب الجيش على صفحته الرسمية في موقع «تويتر»، «قبل دقائق، أطلق إرهابيون فلسطينيون ثلاثة صواريخ على ديمونا، وقع اثنان في مناطق مفتوحة واعترضت منظومة القبة الحديدية الآخر».
وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان إطلاق الصواريخ، وأكدت في بيان «إطلاق ثلاثة صواريخ من طراز أم 75 على ديمونا» في إشارة الى صواريخ يصل مداها الى نحو 80 كيلومتراً.
ويوجد مفاعلان نوويان في إسرائيل أحدهما ديمونا في صحراء النقب والآخر في ناحل سوريك غرب القدس.
كما أطلقت حركة حماس دفعات جديدة من الصواريخ أمس مستهدفة تل أبيب خصوصاً، على الرغم من القصف الجوي الإسرائيلي الكثيف على غزة الذي أودى بحياة أكثر من 60 و500 جريحفلسطينياً بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، «بالإبادة الجماعية» التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال عباس في بدء اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله «ما يحدث من قتل لعائلات بأكملها هو إبادة جماعية تُمارس بحق شعبنا الفلسطيني من قبل إسرائيل».
واعتبر عباس ما يحصل في قطاع غزة «حرباً على الشعب الفلسطيني بأكمله وليس ضد فصيل بعينه والأيام القادمة ستكون أياماً صعبة». وأضاف أن «التحرك يجري في أكثر من اتجاه من أجل وقف العدوان الإسرائيلي ووقف شلال الدم الفلسطيني بينها الحديث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس التونسي محمد عبد المنصف المرزوقي».
وقال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أمس، إن التدخل العسكري البري في قطاع غزة منوط بعمليات إطلاق الصواريخ، حيث انها إن لم تتوقف فسيكون هناك هجوم بري، ولا أستطيع أن أعلن موعده ومكانه بالتحديد ولكن هذا هو الاستنتاج المنطقي.
وتابع بيريز في مقابلة مع «سي ان ان»، «كل ما يمكننا فعله دون تدخل بري سنقوم به، ولهذا نحن ننتظر. لم نبدأ هذه الحرب اليوم، هم قاموا بإشعالها قبل بضعة أيام، نحن حذرناهم وطلبنا منهم التوقف ووقف إطلاق النار، وانتظرنا يوماً ويومين وثلاثة أيام وهم مستمرون وغطوا بنيرانهم مساحات أوسع من إسرائيل«.
ورداً على سؤال حول إلى متى ستبقى إسرائيل منتظرة، قال بيريز: «إلى حين نصل إلى استنتاج بأن هذه الخطوة يجب أن تكون التالية».
كذلك هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«تكثيف الهجمات ضد حماس وغيرها من المنظمات الإرهابية في قطاع غزة»، بعد أن أطلق جيشه قبل فجر الثلاثاء عملية جوية ضد الجيب الفلسطيني أودت بحياة أكثر من 55 فلسطينياً إضافة إلى مئات الجرحى منذ بدء العملية العسكرية، بينهم عدد كبير من المدنيين.
وأضاف أن «الجيش مستعد لأي احتمال»، مؤكداً أن «حماس ستدفع ثمناً باهظاً لإطلاق الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين. أمن مواطني إسرائيل أمر بالغ الأهمية وستستمر هذه العملية حتى يتوقف إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية ويعود الهدوء».
لكن هذه العملية لم تنجح في وقف الصواريخ التي يطلقها المقاتلون في غزة الذين أظهروا قدرتهم على الضرب فأصابوا مناطق القدس وتل أبيب وللمرة الأولى حيفا (شمال) على بعد 160 كلم من غزة. ولم تسجل إصابات في الجانب الإسرائيلي.
واحتشدت الدبابات الإسرائيلية على الحدود بين جنوب إسرائيل وغزة، فيما يواجه نتنياهو ضغوطاً قوية من وزرائه المتشددين لإطلاق هجوم بري على القطاع الفلسطيني الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي في العام 2005.
وهذه الدوامة الجديدة من العنف هي الأخطر منذ العملية العسكرية على غزة أواخر العام 2012 وكان هدفها أيضاً وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية.
وفي غزة قال الطبيب أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، إن طفلة وامرأة قتلتا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة الأنفاق في رفح جنوب قطاع غزة قرب الحدود بين القطاع ومصر مساء أمس.
وصرح القدرة «استشهدت الطفلة مريم العرجا وتبلغ من العمر 10 أعوام وامرأة هي سلمية العرجا 60 عاماً إثر إصابتهما بشظايا صاروخ أطلقته طائرات الاحتلال قرب منزلهما في رفح». وأكد أن سبعة مواطنين آخرين أصيبوا في الغارة نفسها.
وأكد مصدر أمني في رفح أن «طائرات أف 16 الحربية أطلقت صواريخ عدة في منطقة الأنفاق الحدودية وأصيبت منازل عدة بشظايا الصواريخ ما أدى الى استشهاد المراة والطفلة».
دولياً، قال ديبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيجتمع اليوم لبحث العمليات العسكرية المتصاعدة بين إسرائيل والفلسطينيين ومن المحتمل أن يطلع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجلس المؤلف من 15 دولة على تطورات الوضع.
ودانت الحكومة الأردنية بشدة العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة مطالبة إسرائيل بوقف «الاعتداء الوحشي» فوراً. وحذر وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة محمد المومني في بيان من «آثار الاعتداء الوحشي وما قد يجره من انعكاسات سلبية على القطاع والمنطقة باسرها».
وحثت الولايات المتحدة إسرائيل والفلسطينيين على تهدئة التوتر في غزة وعبرت عن القلق على سلامة المدنيين على الجانبين مع مواصلة إسرائيل حملة من الضربات الجوية واستمرار النشطاء في إطلاق صواريخ على إسرائيل.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي للصحافيين إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحدث في وقت سابق أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وإنه يعتزم التحدث مع الرئيس الفلسطيني «خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة».
وأضافت ساكي أن المسؤولين الأميركيين «يشجعون كل الأطراف على تهدئة الوضع» واستعادة الهدوء واتخاذ خطوات لحماية المدنيين.
وتابعت أن منسق البيت الأبيض في الشرق الأوسط فيليب غوردون موجود بالقدس والضفة الغربية والتقى بعباس. وقالت ساكي «نشعر بالقلق على سلامة وأمن المدنيين على الجانبين»، مشيرة الى «سكان جنوب إسرائيل الذين أجبروا على الحياة في منازلهم تحت نيران الصواريخ.. والمدنيين في غزة».
وشددت ساكي على موقف الولايات المتحدة بأن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الصاروخية. وقالت للصحافيين مشيرة إلى حماس «بالتأكيد لا يتوقع أحد أن تقف دولة مكتوفة الأيدي بينما تطلق منظمة إرهابية صواريخ على أراضيها مما يؤثر على مدنيين أبرياء«.
وأضافت أن كيري عبر أثناء مناقشته مع نتنياهو عن «رغبة الولايات المتحدة في المشاركة للمساعدة على وقف إطلاق الصواريخ والعودة إلى وقف إطلاق النار المبرم عام 2012 بأسرع ما يمكن».
ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس «بشدة» إطلاق حركة حماس للصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل وعبر عن «تضامن» فرنسا مع إسرائيل. كما دانت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل «دون تحفظ» إطلاق الصواريخ على إسرائيل وذلك خلال محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، حسب متحدث باسم الحكومة الألمانية.
ميدانياً وفي الاجمال، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف «550 موقعاً لحماس» في قطاع غزة، بما في ذلك 31 نفقاً و60 منصة إطلاق صواريخ.
لكن أصيب أيضاً عدد من المساكن. وشنت الضربة الإسرائيلية الأكثر دموية فجر الثلاثاء في شمال غزة. وقتل حافظ حمد أحد القادة المحليين لحركة الجهاد الإسلامي وخمسة من أفراد عائلته في تدمير منزلهم في بيت حانون. وقال أحد جيرانه ياسر أبو عودة «إنها مجزرة ارتكبتها طائرة أف-16 ضد أطفال ومدنيين والعالم أجمع جالس ويتابع».
وقتل ما لا يقل عن 60 فلسطينياً منذ بدء عملية «الجرف الصامد»، بينهم أكثر من 30 أمس. ومن بين قتلى الأمس أكثر من 17 بينهم سيدة وطفل بحسب مصادر طبية فيما أصيب أكثر من 500 فلسطيني بجروح.
كما قتل شاب فلسطيني في غارة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي مساء واستهدفت سيارته في غرب مدينة غزة.
وقال الطبيب أشرف القدرة «استشهد الشاب حامد شهاب (37 عاماً) وأصيب سبعة آخرون في غارة جوية استهدفت سيارة تابعة لطاقم صحافي في حي الرمال». وأشار الى أن اثنين من الجرحى في حالة «خطرة». ويعمل شهاب سائقاً في وكالة صحافة محلية تدعى «ميديا 24» بحسب مسؤول في هذه الوكالة.
كذلك قتل الجيش الإسرائيلي مساء ناشطين فلسطينيين من غزة بينما كانا يحاولان الوصول عبر البحر الى إسرائيل في المكان الذي قتل فيه أربعة فلسطينيين أمس في محاولة مماثلة، كما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة.
وردّت المقاومة الفلسطينية أمس بصاروخين أطلقا من قطاع غزة على بلدة ديمونا شمالي القطاع حيث يوجد مفاعل نووي، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وكتب الجيش على صفحته الرسمية في موقع «تويتر»، «قبل دقائق، أطلق إرهابيون فلسطينيون ثلاثة صواريخ على ديمونا، وقع اثنان في مناطق مفتوحة واعترضت منظومة القبة الحديدية الآخر».
وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان إطلاق الصواريخ، وأكدت في بيان «إطلاق ثلاثة صواريخ من طراز أم 75 على ديمونا» في إشارة الى صواريخ يصل مداها الى نحو 80 كيلومتراً.
ويوجد مفاعلان نوويان في إسرائيل أحدهما ديمونا في صحراء النقب والآخر في ناحل سوريك غرب القدس.
كما أطلقت حركة حماس دفعات جديدة من الصواريخ أمس مستهدفة تل أبيب خصوصاً، على الرغم من القصف الجوي الإسرائيلي الكثيف على غزة الذي أودى بحياة أكثر من 60 و500 جريحفلسطينياً بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، «بالإبادة الجماعية» التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال عباس في بدء اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله «ما يحدث من قتل لعائلات بأكملها هو إبادة جماعية تُمارس بحق شعبنا الفلسطيني من قبل إسرائيل».
واعتبر عباس ما يحصل في قطاع غزة «حرباً على الشعب الفلسطيني بأكمله وليس ضد فصيل بعينه والأيام القادمة ستكون أياماً صعبة». وأضاف أن «التحرك يجري في أكثر من اتجاه من أجل وقف العدوان الإسرائيلي ووقف شلال الدم الفلسطيني بينها الحديث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس التونسي محمد عبد المنصف المرزوقي».
وقال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أمس، إن التدخل العسكري البري في قطاع غزة منوط بعمليات إطلاق الصواريخ، حيث انها إن لم تتوقف فسيكون هناك هجوم بري، ولا أستطيع أن أعلن موعده ومكانه بالتحديد ولكن هذا هو الاستنتاج المنطقي.
وتابع بيريز في مقابلة مع «سي ان ان»، «كل ما يمكننا فعله دون تدخل بري سنقوم به، ولهذا نحن ننتظر. لم نبدأ هذه الحرب اليوم، هم قاموا بإشعالها قبل بضعة أيام، نحن حذرناهم وطلبنا منهم التوقف ووقف إطلاق النار، وانتظرنا يوماً ويومين وثلاثة أيام وهم مستمرون وغطوا بنيرانهم مساحات أوسع من إسرائيل«.
ورداً على سؤال حول إلى متى ستبقى إسرائيل منتظرة، قال بيريز: «إلى حين نصل إلى استنتاج بأن هذه الخطوة يجب أن تكون التالية».
كذلك هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«تكثيف الهجمات ضد حماس وغيرها من المنظمات الإرهابية في قطاع غزة»، بعد أن أطلق جيشه قبل فجر الثلاثاء عملية جوية ضد الجيب الفلسطيني أودت بحياة أكثر من 55 فلسطينياً إضافة إلى مئات الجرحى منذ بدء العملية العسكرية، بينهم عدد كبير من المدنيين.
وأضاف أن «الجيش مستعد لأي احتمال»، مؤكداً أن «حماس ستدفع ثمناً باهظاً لإطلاق الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين. أمن مواطني إسرائيل أمر بالغ الأهمية وستستمر هذه العملية حتى يتوقف إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية ويعود الهدوء».
لكن هذه العملية لم تنجح في وقف الصواريخ التي يطلقها المقاتلون في غزة الذين أظهروا قدرتهم على الضرب فأصابوا مناطق القدس وتل أبيب وللمرة الأولى حيفا (شمال) على بعد 160 كلم من غزة. ولم تسجل إصابات في الجانب الإسرائيلي.
واحتشدت الدبابات الإسرائيلية على الحدود بين جنوب إسرائيل وغزة، فيما يواجه نتنياهو ضغوطاً قوية من وزرائه المتشددين لإطلاق هجوم بري على القطاع الفلسطيني الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي في العام 2005.
وهذه الدوامة الجديدة من العنف هي الأخطر منذ العملية العسكرية على غزة أواخر العام 2012 وكان هدفها أيضاً وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية.
وفي غزة قال الطبيب أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، إن طفلة وامرأة قتلتا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة الأنفاق في رفح جنوب قطاع غزة قرب الحدود بين القطاع ومصر مساء أمس.
وصرح القدرة «استشهدت الطفلة مريم العرجا وتبلغ من العمر 10 أعوام وامرأة هي سلمية العرجا 60 عاماً إثر إصابتهما بشظايا صاروخ أطلقته طائرات الاحتلال قرب منزلهما في رفح». وأكد أن سبعة مواطنين آخرين أصيبوا في الغارة نفسها.
وأكد مصدر أمني في رفح أن «طائرات أف 16 الحربية أطلقت صواريخ عدة في منطقة الأنفاق الحدودية وأصيبت منازل عدة بشظايا الصواريخ ما أدى الى استشهاد المراة والطفلة».
دولياً، قال ديبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيجتمع اليوم لبحث العمليات العسكرية المتصاعدة بين إسرائيل والفلسطينيين ومن المحتمل أن يطلع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجلس المؤلف من 15 دولة على تطورات الوضع.
ودانت الحكومة الأردنية بشدة العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة مطالبة إسرائيل بوقف «الاعتداء الوحشي» فوراً. وحذر وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة محمد المومني في بيان من «آثار الاعتداء الوحشي وما قد يجره من انعكاسات سلبية على القطاع والمنطقة باسرها».
وحثت الولايات المتحدة إسرائيل والفلسطينيين على تهدئة التوتر في غزة وعبرت عن القلق على سلامة المدنيين على الجانبين مع مواصلة إسرائيل حملة من الضربات الجوية واستمرار النشطاء في إطلاق صواريخ على إسرائيل.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي للصحافيين إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحدث في وقت سابق أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وإنه يعتزم التحدث مع الرئيس الفلسطيني «خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة».
وأضافت ساكي أن المسؤولين الأميركيين «يشجعون كل الأطراف على تهدئة الوضع» واستعادة الهدوء واتخاذ خطوات لحماية المدنيين.
وتابعت أن منسق البيت الأبيض في الشرق الأوسط فيليب غوردون موجود بالقدس والضفة الغربية والتقى بعباس. وقالت ساكي «نشعر بالقلق على سلامة وأمن المدنيين على الجانبين»، مشيرة الى «سكان جنوب إسرائيل الذين أجبروا على الحياة في منازلهم تحت نيران الصواريخ.. والمدنيين في غزة».
وشددت ساكي على موقف الولايات المتحدة بأن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الصاروخية. وقالت للصحافيين مشيرة إلى حماس «بالتأكيد لا يتوقع أحد أن تقف دولة مكتوفة الأيدي بينما تطلق منظمة إرهابية صواريخ على أراضيها مما يؤثر على مدنيين أبرياء«.
وأضافت أن كيري عبر أثناء مناقشته مع نتنياهو عن «رغبة الولايات المتحدة في المشاركة للمساعدة على وقف إطلاق الصواريخ والعودة إلى وقف إطلاق النار المبرم عام 2012 بأسرع ما يمكن».
ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس «بشدة» إطلاق حركة حماس للصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل وعبر عن «تضامن» فرنسا مع إسرائيل. كما دانت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل «دون تحفظ» إطلاق الصواريخ على إسرائيل وذلك خلال محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، حسب متحدث باسم الحكومة الألمانية.
ميدانياً وفي الاجمال، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف «550 موقعاً لحماس» في قطاع غزة، بما في ذلك 31 نفقاً و60 منصة إطلاق صواريخ.
لكن أصيب أيضاً عدد من المساكن. وشنت الضربة الإسرائيلية الأكثر دموية فجر الثلاثاء في شمال غزة. وقتل حافظ حمد أحد القادة المحليين لحركة الجهاد الإسلامي وخمسة من أفراد عائلته في تدمير منزلهم في بيت حانون. وقال أحد جيرانه ياسر أبو عودة «إنها مجزرة ارتكبتها طائرة أف-16 ضد أطفال ومدنيين والعالم أجمع جالس ويتابع».
وقتل ما لا يقل عن 60 فلسطينياً منذ بدء عملية «الجرف الصامد»، بينهم أكثر من 30 أمس. ومن بين قتلى الأمس أكثر من 17 بينهم سيدة وطفل بحسب مصادر طبية فيما أصيب أكثر من 500 فلسطيني بجروح.
كما قتل شاب فلسطيني في غارة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي مساء واستهدفت سيارته في غرب مدينة غزة.
وقال الطبيب أشرف القدرة «استشهد الشاب حامد شهاب (37 عاماً) وأصيب سبعة آخرون في غارة جوية استهدفت سيارة تابعة لطاقم صحافي في حي الرمال». وأشار الى أن اثنين من الجرحى في حالة «خطرة». ويعمل شهاب سائقاً في وكالة صحافة محلية تدعى «ميديا 24» بحسب مسؤول في هذه الوكالة.
كذلك قتل الجيش الإسرائيلي مساء ناشطين فلسطينيين من غزة بينما كانا يحاولان الوصول عبر البحر الى إسرائيل في المكان الذي قتل فيه أربعة فلسطينيين أمس في محاولة مماثلة، كما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة.
600 غارة على غزة في يومين وإلقاء 500 طن عليها.. ومشعل: تراجع نتنياهو عن العدوان شرط للتهدئة وإسرائيل تخطط لاغتيالات نوعية وعباس يحذر من أيام صعبة.. وحماس تقصف حيفا وشمال تل أبيب
جريدة الشرق الاوسط... رام الله: كفاح زبون .. فيما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، داعيا شعبه إلى الوحدة والتماسك، ومحذرا من أيام قادمة صعبة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن جيشه سيواصل الهجوم على غزة وسيوسع دائرة الاستهداف لضرب البنى التحتية لحماس، حتى وقف الصواريخ المنطلقة من هناك. وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أمس، بتوسيع رقعة الحرب ضد حماس في غزة خلال الأيام القليلة المقبلة، وقال: إن الحركة يجب أن تدفع ثمنا باهظا.
وقتلت إسرائيل أمس حتى العصر، 28 فلسطينيا في غارات على القطاع، بينهم أطفال ونساء باستهداف منازل ناشطين فلسطينيين، ليرتفع عدد القتلى منذ بدء الغارات إلى نحو 50 إضافة إلى 300 مصاب. وقضى سكان غزة نهارهم تحت وابل من القصف الشديد والمتنوع والمتفرق الذي طال معظم مناطق القطاع، فيما انشغل المسعفون بإخراج الجثث المتقطعة والمتفحمة من تحت ركام المنازل المستهدفة.
وقال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي بأن سلاح الجو قصف قطاع غزة خلال اليومين الماضيين بنحو 400 طن من القنابل والصواريخ، ومع نهاية يوم أمس يعتقد أن تكون إسرائيل استخدمت أكثر من 500 طن في الهجمات.
وقال ناطق باسم الجيش بأن طائرات سلاح الجو أغارت أمس على نحو 130 هدفا للتنظيمات، في قطاع غزة، من بينها 31 نفقا، و60 منصة مطمورة لإطلاق الصواريخ، ومواقع استخدمت لنشاطات مسلحة، ومخزن للوسائل القتالية، بالإضافة إلى 12 موقعا استخدمها قادة كبار في حماس لأغراض القيادة والسيطرة. وبذلك بلغ عدد الأهداف التي جرى قصفها منذ بدء العملية العسكرية في القطاع أكثر من 550 هدفا. وقال إياد البزم المتحدث باسم الداخلية الفلسطينية في مؤتمر صحافي في غزة «إن الاحتلال دمر 55 منزلا على رؤوس ساكنيها، إضافة لاستهداف مقري جهاز الأمن والحماية وجهاز الأمن الداخلي». وارتفع العدد أمس مع تدمير مزيد من المنازل.
ويتضح من تسريبات إسرائيلية، أن المجلس السياسي والأمني المصغر الإسرائيلي قرر الانتقال إلى مرحلة اغتيالات مسؤولين من حماس والقسام.
وأكد مصدر سياسي إسرائيلي في القدس أنه ليس هناك أي هدف يمكن اعتباره في مأمن من الغارات الإسرائيلية.
وقال يوفال شتاينتز، وزير الشؤون الاستراتيجية، المقرب من نتنياهو، بأن المعركة ضد حماس لن تكون قصيرة، معربا عن اعتقاده بأن احتمالات دخول قوات برية إلى قطاع غزة تتزايد.
وأضاف شتاينتز، في حديث إذاعي: «لن يكون هناك مناص لاحقا من السيطرة لفترة قصيرة من الزمن على قطاع غزة بأكمله، لأنه لا يمكن التسليم بوجود جيش إرهابي مزود بآلاف الصواريخ على الحدود الجنوبية لدولة إسرائيل».
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية «بنك أهداف» الجيش الإسرائيلي، وشملت القائمة المستهدفة، محمد ضيف، القائد الأعلى للجناح العسكري لحماس، الذي نجا من الكثير من محاولات الاغتيال سابقا، ورائد العطار الذي تعده إسرائيل أحد أهم قادة القسام على الأرض، ومروان عيسى الذي يعتقد على نطاق واسع في إسرائيل بأنه رئيس أركان القسام بعد اغتيال محمد الجعبري في 2012. وروحي مشتهى، ويحيى السنوار، القائدين المهمين في القسام وصاحبي الخبرة والتأثير، إضافة إلى إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، الذي ترى فيه إسرائيل رمزا سياسيا للحركة.
وعقب وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على القائمة المستهدفة، قائلا: «يجب أن تكون التوجيهات للجيش واضحة: إزالة تهديد الصواريخ وسحق رأس الأفعى. لا تقريبا ولا نسبيا، بل حتى النهاية».
وحذرت حماس من المساس بقادتها ومن استمرار استهداف المدنيين في المنازل، وقالت في تصريح صحافي للناطق باسمها سامي أبو زهري إن «استمرار قصف البيوت واستهداف المدنيين هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء والاحتلال سيدفع الثمن غاليا».
وتقول إسرائيل بأن أيا من قادة حماس والجهاد والفصائل الأخرى لن يعود بعد الحرب ليجد منزله، في إشارة إلى نيتها تدمير مزيد من منازل المسؤولين الفلسطينيين على نطاق واسع.
وردت حماس أمس باستهداف حيفا وتل أبيب. وسقطت صواريخ فلسطينية في فترة الظهر في مدن الخضيرة شمال تل أبيب، وزخرون يعكوف جنوب حيفا، وذلك لأول مرة خلال جولات الحرب على غزة. ويعد الصاروخ الذي سقط في زخرون يعكوف على مشارف حيفا على بعد 120 كيلومترا من غزة أبعد مسافة تصلها صواريخ القطاع.
وأكد ضابط في سلاح الطيران الإسرائيلي سقوط الصاروخ جنوب حيفا. وأطلقت القسام على عمليات إطلاق الصواريخ على إسرائيل، اسم «العاشر من رمضان» ردا على الاسم الذي أطلقته إسرائيل على عمليتها وهو «الجرف الصامد» وأهدت القسام عملياتها إلى أرواح شهداء الجيش المصري.
وفي غضون ذلك، طلب الرئيس الفلسطيني، وقفا فوريا لإطلاق النار عبر اتصال أجراه أمس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وكان عباس أجرى اتصالات على نطاق واسع مع مسؤولين عرب وأوروبيين وأميركيين من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وطلب عباس من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التدخل لتثبيت تهدئة جديدة في القطاع. وأكد السيسي حرص مصر على سلامة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتجنيب القطاع هذا الهجوم الخطير ووقف التصعيد من أجل العمل على التوصل لوقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن، وأن جهود مصر لم تتوقف منذ بدء العدوان. ووعد السيسي باستمرار بذل الجهود المصرية لوقف إطلاق نار فوري وبأسرع وقت. وتبدو إمكانية تحقيق تهدئة في غزة واردة إذ تريد إسرائيل أولا وقف صواريخ حماس، وتريد حماس وقف العدوان. وكانت كتائب القسام حددت شروط التهدئة بوقف إسرائيل «للحملة العدوانية في الضفة الباسلة وفي القدس المحتلة ووقف العدوان الهمجي على قطاع غزة ووقف الغارات وتحليق الطائرات والالتزام بوقف إطلاق النار، والإفراج عن معتقلي صفقة أسرى وفاء الأحرار، والكف عن تخريب المصالحة الفلسطينية ورفع اليد عن التدخل في حكومة التوافق».
واجتمعت القيادة الفلسطينية أمس لبحث سبل وقف العدوان، وقال عباس في بداية الاجتماع بأن الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة ليست ضد حماس ولا ضد فصيل معين وإنما هي حرب ضد الشعب الفلسطيني. وأَضاف: «أن الأيام المقبلة ستكون أياما صعبة».
وعد عباس أن إسرائيل لا تدافع عن نفسها، كما تقول، وإنما تدافع عن الاستيطان، كونه مشروعها الأساسي. وأشار أبو مازن إلى أنه اتصل بكل الأطراف المعنية وعلى رأسها الرئيس المصري، حيث طلب منه أن يوجه نداء بالالتزام باتفاقية الهدنة التي وقعت في مصر عام 2012، فأكد له السيسي أنه سيفعل ذلك. وأوضح عباس أنه تحدث أيضا مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ومع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الأمن، لتطرح القضية على المجلس اليوم أو غدا.
وكان عباس أعلن أنه سيتوجه إلى كل المنظمات والمؤسسات الدولية من أجل إيقاف هذا العدوان، والحكومة ستوفر أقصى ما تستطيع من احتياجاتٍ إنسانية وغيرها لأبناء شعبنا، وبالذات في القدس وقطاع غزة.
من جهته، قال خالد مشعل زعيم حركة حماس بأن الاتصالات تتقاطر عليه من الشرق والغرب، من أجل تثبيت تهدئة في قطاع غزة، مؤكدا أن حماس لم تسع للمواجهة وإنما فرضت عليها. وحدد مشعل شروط قبول حركته للتهدئة، وقال: إن على نتنياهو أن يوقف حربه وسياسة الاحتلال التي يتبعها ضد الشعب الفلسطيني أولا. وقال مشعل في خطاب متلفز من الدوحة، مقر إقامته، بثته قناة الأقصى التابعة لحماس «نقول لهم (الوسطاء) عودوا إلى الوراء، إذا أراد العالم وقف شلال الدم وهذا التصعيد، فعليه أن يخطو خطوتين، أن يضغطوا على نتنياهو وعصابته المجرمة لتوقف عدوانها على غزة وعلى الضفة و48 وكل أرضنا، وأن يضغطوا على نتنياهو لكي يغير سياسته الاحتلالية».
وتابع: «تريدون هدوءا، نحن نريد الهدوء لا نحب التصعيد وهذا عدوان فرضه نتنياهو.. ليوقف عدوانه وسياسية الاحتلال أولا».
وتساءل مشعل «أقول للإدارة الأميركية والأوروبيين والأمم المتحدة، وأشقائنا العرب، هل مطلوب منا أن ننكسر ونستسلم ونموت موتا بطيئا».
وانتقد مشعل الانحياز الأميركي لإسرائيل، كما طلب من الزعماء العرب التدخل كل على قدر «رجولته» كما قال، وحرض الجماهير العربية على التظاهر مع فلسطين وغزة.
ووجه مشعل رسالة للإسرائيليين، وقال «ألم تعلموا أن قيادتكم ضيقت على الفلسطينيين كل الأبواب والزوايا ولم تترك للفلسطيني فسحة أو شيئا يندم عليه.. أنتم أوصلتم الناس إلى الحائط فلا تستغربوا إذا انفجر الشعب الفلسطيني الحر في وجوهكم». وأضاف: «الذي يتحمل أن تضرب حيفا هو نتنياهو.. لوموا نتنياهو وحكومته المتطرفة، إنهم من أجبروكم أن تعيشوا هذه الحالة من الرعب». وطالب مشعل من «فصائل المقاومة» في الضفة والقطاع أن «يتحملوا مسؤوليتهم»، ودعا إلى تنسيق الجهود، كما وجه دعوة للسلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية لأن «يقفوا مع شعبهم في خندق واحد».
غزة أمام التصعيد ومساعي التهدئة
غزة، الناصرة، رام الله، نيويورك، واشنطن - «الحياة»
في اليوم الثاني من التصعيد ضد قطاع غزة، تواصل القصف المتبادل بين إسرائيل وحركة «حماس» واشتدت وتيرته، وتسبب بحالة هلع في المجتمع الإسرائيلي وأكثر من 50 شهيداً والكثير من الدمار في القطاع خلال 48 ساعة. وفيما جددت واشنطن دعوتها كل الأطراف إلى تهدئة التوتر، مؤكدة في الوقت نفسه حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، بدأت تحركات على مستوى مجلس الأمن والوساطة المصرية بهدف استعادة التهدئة التي ربطها رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل بـ «وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة». وفي أخطر التطورات الميدانية مساء أمس، قال ناطق عسكري إسرائيلي إن ناشطين من غزة أطلقوا ثلاثة صواريخ تجاه مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي من دون أن تقع أضرار أو إصابات. وكتب الجيش في صفحته الرسمية على موقع «تويتر»: «قبل دقائق، وقع صاروخان في مناطق مفتوحة بينما اعترضت منظومة القبة الحديد الآخر».
وعلى رغم التطور النوعي في سلاح المقاومة الفلسطينية والذي تبدى في المعارك، خصوصاً استخدام صواريخ من طراز «جيه 80» و»آر 160» و»إم 302» سوري الصنع، و»براق 70»، ثم اتساع مدى هذه الصواريخ ووصولها للمرة الأولى إلى قيساريا والقدس وجنوب حيفا والخضيرة. وعلى رغم استهداف إسرائيل منازل المدنيين وقتل أكثر من 50 فلسطينياً، وإطلاق مئات الصواريخ وشن أكثر من 500 غارة على غزة، ثم قرار الحكومة الإسرائيلية توسيع عملياتها لتشمل البنى التحتية لـ «حماس» وناشطيها، إلا أنه بدا أمس أن المواجهة الدائرة ما زالت في إطار رسائل الردع، خصوصاً أن صواريخ المقاومة لم تتسبب بأي أذى حقيقي لإسرائيل من سقوط قتلى أو أضرار فادحة، كما رأى معلقون عسكريون إسرائيليون أن التصعيد يهدف إلى التفاهم مع «حماس» لا تصفيتها، وأن العمل العسكري «منضبط». في هذا الصدد، قال ديبلوماسي غربي لـ «الحياة» إن رئيس الحكومة بنيامين «نتانياهو لا يريد إضعاف حماس أو الجهاد والقضاء عليهما تحسباً لفوضى في القطاع، لكنه لا يريد أن تصل قوة حماس الى درجة تهدد إسرائيل».
وبعد 48 ساعة على التصعيد، بدأ الحديث عن التهدئة وبثت فضائية «الأقصى» في غزة خطاباً لمشعل المقيم في الدوحة، ربط فيه التهدئة بوقف العدوان الإسرائيلي وإطلاق الأسرى ورفع الحصار عن غزة. وقال: «هذا عدوان فرضه نتانياهو علينا. ليوقف عدوانه، وليوقف الهدم والقتل أولاً». ووضع شروطه للتهدئة، قائلاً: «شعبنا لم يعد يطيق أن يبقى تحت الاحتلال واستمرار اعتقال ستة آلاف أسير... ولا يقبل الحصار على غزة».
وتابع أنه مع بدء العملية العسكرية «تقاطرت علينا اتصالات من جهات عدة، منها أوروبية، تطلب التهدئة». ووضع رد «حماس» على العدوان في إطار الدفاع عن النفس، قائلاً: «نحن لا نهدد، لكن من حقنا أن ندافع عن أنفسنا»، مضيفاً: «سنخوض واجبنا في الدفاع في كل لحظة عن أرضنا حتى لو وقفنا وحدنا».
وفي واشنطن، تحوّل أركان الإدارة الأميركية من الحديث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، إلى التحذير من خطورة الواقع السياسي وضرورة إنعاش عملية السلام. وقال الرئيس باراك أوباما في مقال في صحيفة «دي ستايت» الألمانية امس إن على الإسرائيليين والفلسطينيين «تقبل مخاطر السلام»، وضبط النفس في الصراع المتصاعد بينهما وعدم التصرف بطريقة انتقامية. وكتب: «في وقت الخطر كهذا، يجب أن يحمي الجميع الأبرياء ويتصرف بطريقة عقلانية ومحسوبة وليس بطريقة انتقامية وثأرية». وأضاف: «يجب أن يكون الجانبان على استعداد لتقبل مخاطر السلام».
وجاء كلام أوباما في وقت وجه مستشاره في البيت الأبيض فيل غوردون انتقادات الى الحكومة الاسرائيلية، وقال في مؤتمر في القدس: «على إسرائيل ألا تأخذ فرصة التفاوض بشكل مجاني ولا شريك السلام الرئيس محمود عباس». واعتبر أن الدولة العبرية تواجه «واقعاً لا يمكن إنكاره: فهي لا يمكن أن تستمر بالسيطرة عسكرياً على شعب آخر إلى ما لا نهاية لأن ذلك ليس فقط خطأ بل يولّد الاحتقان وعدم الاستقرار». وأضاف في المؤتمر السنوي لصحيفة «هآرتس» أن الاحتلال «يقوي المتطرفين من الجانبين، ويمزق النسيج الديموقراطي الإسرائيلي ويغذي الحقد». وفيما أكد أن التزام واشنطن بدعم إسرائيل هو أقوى من أي يوم مضى، قال إن من حق الإدارة أن تتساءل: «كيف يمكن لإسرائيل أن تبقى ديموقراطية ويهودية إذا استمرت في حكم ملايين الفلسطينيين العرب الذين يعيشون في الضفة الغربية؟ كيف ستنعم بالسلام وهي لم ترسم حدودها أو تنهي الاحتلال وتسمح للفلسطينيين بالسيادة والأمن والسلام؟ وكيف ستمنع دولاً أخرى من دعم الفلسطينيين في المحافل الدولية اذا لم تلتزم السلام؟».
وعلى خلفية أصوات القصف والدمار، بدأت تحركات لاستعادة التهدئة، إذ أعلن الرئيس محمود عباس في مستهل اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله أنه طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي إعادة تفعيل اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية عام 2012. وقال إن «ما يحدث من قتل لعائلات بأكملها (في غزة) هو إبادة جماعية تمارسها إسرائيل بحق شعبنا الفلسطيني».
والتقى وفد يضم السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، والسفير الإيراني بصفته رئيس حركة عدم الانحياز، والسفير الكويتي رئيس المجموعة العربية ومندوب فلسطين رياض منصور، مع رئيس مجلس الأمن في نيويورك «للتشاور معه في عقد جلسة علنية لمجلس الأمن، أو تقديم موعد جلسة الشرق الأوسط الشهرية».وقال السفير السعودي: «لا نؤيد إطلاق الصواريخ، لكن لا يمكن النظر إلى ذلك بمعزل عما يحدث في الأراضي المحتلة. لا بد من النظر إلى الموضوع بكامله، وهو أن الاحتلال مستمر، وحصار غزة مستمر».
«حماس» الى الواجهة ومكانة عباس تتراجع
الحياة...رام الله – محمد يونس
أعاد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة حركة «حماس» الى واجهة الاحداث بعد ان توارت بعيداً وراء الحجم الكبير من المشكلات التي واجهتها في ادارة قطاع غزة، فيما دفع هذا العدوان مكانة الرئيس المعتدل محمود عباس الى الوراء.
وكانت مكانة «حماس» تراجعت كثيراً في الآونة الأخيرة بعد تعرضها الى حصار شديد من مصر واسرائيل تركها غير قادرة حتى على توفير رواتب موظفيها، او توفير الحد الأدنى من الخدمات لسكان قطاع غزة الذي ادارته حكومتها منذ منتصف عام 2007.
واضطرت الحركة امام فقدان الامل في اعادة فتح طريق القطاع الى العالم الخارجي عبر مصر، الى التوصل الى اتفاق مصالحة مع الرئيس عباس تنازلت بموجبه عن الحكومة، لكنها ابقت سيطرتها على اجهزة الامن في القطاع.
وقالت مصادر في «حماس» ان شعبيتها تراجعت أخيراً بصورة كبيرة في قطاع غزة الذي اعتبر معقلاً لها منذ سنين طويلة، فيما تنامت شعبية خصمها السياسي، حركة «فتح»، رغم فشل العملية السياسية التي قادتها الأخيرة، وذلك بسبب فشل «حماس» في توفير الحد الادنى من متطلبات البقاء في الحكم، وهو رواتب الموظفين.
ومع أول صاروخ وجهّته اسرائيل الى قطاع غزة، وأول صاروخ أطلقته «حماس» على العمق الاسرائيلي رداً على تعرض غزة الى القصف، ارتفع التعاطف مع الحركة، وعادت الى واجهة المشهد مجدداً وبقوة. وقالت مصادر متطابقة لـ «الحياة» ان جهات عديدة سارعت الى اجراء اتصالات مع «حماس» في الايام القليلة الماضية بهدف اعادة ترميم اتفاق التهدئة الموقع بين الحركة واسرائيل بعد الحرب الأخيرة عام 2012.
وتصدر المتصلين بالحركة خصومها الأشد، خصوصا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي فرض عليها حصاراً شديداً منذ اواسط العام الماضي، متهماً اياها بتقديم دعم مسلح لجماعات اسلامية في مصر، والرئيس عباس الذي كان يتطلع الى التخلص من حكمها للقطاع واستبداله بحكم السلطة الفلسطينية.
عباس: ابادة جماعية
وأعلن الرئيس الفلسطيني أمس في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية في رام الله انه طلب من الرئيس المصري اعادة تفعيل اتفاق الهدنة الذي جرى التوصل اليه برعاية مصرية عام 2012.
ويحاول الرئيس عباس لعب دور في انهاء الحرب الاسرائيلية التي اظهرت ضعف قدرته على التأثير في الاحداث الجارية في غزة، رغم تولي حكومته ادارة القطاع من الناحية النظرية بعد التوصل الى اتفاق المصالحة في أواخر نيسان (ابريل) الماضي. وأصدر عباس في الايام الاخيرة سلسلة تصريحات اتسمت بالحدة تجاه اسرائيل، الامر الذي اعتبره البعض محاولة للعب دور بعد ان دفعته المواجهة بين اسرائيل و»حماس» الى خارج المشهد. وكان عباس تعرض الى انتقادات واسعة في الشارع الفلسطيني بسبب لغته «الناعمة» مع الجانب الاسرائيلي.
وشهدت الضفة الغربية خلال اليومين الماضيين تظاهرات تضامنية مع قطاع غزة، هتف المشاركون فيها مطالبين الرئيس بوقف التنسيق الامني مع اسرائيل، والانضمام فوراً الى محكمة الجنايات الدولية.
وهدد عباس اسرائيل في بياناته الاسرائيلية بأنها لم تترك له خياراً سوى الانضمام الى محكمة الجنايات الدولية. وكرر القول في اكثر من تصريح: «من يخشى المحاكم الدولية عليه ان يتوقف عن ارتكاب جرائم». ووصف امس الهجمات الاسرائيلية على غزة بأنها «ابادة جماعية»، مشيراً الى استهداف عدد كبير من العائلات في بيوتها. وقال: «كما سمعتم، عائلات، كل عيلة راح منها سبعة، وهي عائلة حمد وعائلة كوارع وعائلة مناصرة، هل كانت تطلق هذه العائلات صواريخ؟». وتساءل: «ماذا تسمّى هذه الجريمة؟ ماذا نسمّيها في عرف القانون الدولي؟ أن تقتل عائلة كاملة، هل هو عقاب جماعي؟ هذه اسمها إبادة جماعية». وشبّه حرق الفتى محمد أبو خضير وهو حي على ايدي مجموعة من اليهود، بحرق اليهود في معسكرات النازية.
ويعتقد على نطاق واسع ان الحرب الاسرائيلية على غزة ستكون محدودة ولن تتسع لتشمل اجتياحاً برياً شاملاً. وقال دبيلوماسي غربي لـ «الحياة»: «واضح ان نتانياهو يريد ان يضعف «حماس» و»الجهاد» وليس ان يقضي عليهما لانه يعرف ان القضاء على «حماس» سيؤدي الى اشاعة الفوضى في قطاع غزة، ما يهدد بشن هجمات دائمة على اسرائيل». واضاف: «نتانياهو يريد «حماس» في الحكم كي تحافظ على التهدئة، لكنه يريدها الا تصل الى القوة التي تتمكن عبرها من تهديد اسرائيل».
ويعتقد ان مكانة «حماس» بعد الحرب ستختلف عن مكانتها قبل الحرب. ويقول مسؤولون في «حماس» انهم لن يقبلوا بقاء الحصار على غزة في اي اتفاق قادم للتهدئة، مشيرين في ذلك الى مطلبهم المتكرر من النظام المصري برفع الحصار عن غزة، وهو المطلب الذي يحظى الآن برصيد أكبر نظراً لأن الشارع المصري لا يحتمل طويلاً مشاهد الدماء والدمار في القطاع.
وقال مسؤول كبير في الحركة لـ «الحياة»: «لم يعد لدى «حماس» ما تفقده، الحكومة ليست في يدنا، لذلك اما ان يكون اتفاق عادل يُرفع بموجبه الحصار عن غزة، خصوصا من جانب مصر التي تريد لعب دور الوساطة، وإلا فلتبقى المواجهة مفتوحة».
تونس والأردن وإيران تدين العدوان والإتحاد الأوروبي يدين إطلاق الصواريخ على اسرائيل
بروكسيل، جدة، عمان، تونس، طهران- «الحياة»، أ ف ب، رويترز -
دان الاتحاد الاوروبي «بشدة اطلاق النار العشوائي على اسرائيل من قبل جماعات مسلحة في قطاع غزة» وطالب بوقف فوري لإطلاق النار. وجاء في بيان لمكتب وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان «الاتحاد الاوروبي «يستنكر سقوط العدد المتزايد من الضحايا المدنيين بخاصة من الاطفال والذي تسببت به نيران الرد الاسرائيلية. يجب ان تكون لسلامة وأمن جميع المدنيين الاهمية القصوى».
ودعا البيان كل الاطراف الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس لتجنب وقوع ضحايا، والى استعادة الهدوء، وطالب «الاطراف في المنطقة ببذل كل ما في وسعها للتوصل الى وقف فوري لاطلاق النار».
وفي عمان، أعرب محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق باسم الحكومة، في بيان عن «شجب الحكومة وادانتها للعدوان العسكري الذي تشنه اسرائيل على قطاع غزة» محذراً من «آثار الاعتداء الوحشي وما قد يجره من انعكاسات سلبية على القطاع والمنطقة بأسرها».
وطالب «بوقف العدوان فوراً والابتعاد عن كل اشكال التصعيد والتحريض»، داعياً «المجتمع الدولي الى التدخل الفاعل لوقف التغول الاسرائيلي».
كما دانت وزارة الشؤون الخارجية التونسية «بشدة التصعيد العسكري الإسرائيلي الخطير في قطاع غزة» ودعت الى الوقف الفوري للاعتداءات التي وصفتها بأنها «غير مبررة».
ودعا البيان «»المجموعة الدولية ومجلس الأمن لتحمل مسؤولياتهما والتدخل العاجل لحمل الحكومة الإسرائيلية على الوقف الفوري والتام لهذه الاعتداءات غير المبررة». وحذر من ان الاعتداءات الاسرائيلية «تضع كل المنطقة مجدداً على شفا الانفجار.»
وفي طهران، دعت الناطقة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم «الدول الغربية والداعمة (لاسرائيل) الى اتخاذ موقف حازم لمنع كارثة انسانية ووقف الهجمات»، متسائلة عن «الذريعة غير الواقعية لخطف ثلاثة مستوطنين صهاينة».
في غضون ذلك، يبحث وزراء خارجية «منظمة التعاون الإسلامي» في اجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي الموسع الذي يعقد اليوم في مدينة جدة، خطة للتحرك الفوري في الأمم المتحدة، خصوصاً مجلس الأمن، ومحكمة الجنايات الدولية والمحافل الدولية والإقليمية، وذلك لمواجهة تصاعد العدوان العسكري الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، والتمادي في جرائم الخطف والتعذيب، والتي كان آخرها حرق الطفل الشهيد محمد أبوخضير حياً في مدينة القدس المحتلة.
المصدر: مصادر مختلفة