مبادرة مرتقبة للرئيس الحريري اليوم... ما أبرز خطوطها؟...معارك «النصرة» و«حزب الله» تتصاعد.. وعرسال تتخوف من امتداد نار القلمون ...الأسعد: نعوش الشباب الشيعة اللبنانيين تنعش نظام الأسد وتضخ الحياة فيه

برّي لـ «الجمهورية»: إلى فراغ فوق فــراغ ولا رواتب بلا قانون...ومساع لالتئام مجلس الوزراء ودعوة فرنسية للإسراع في ملء الفراغ.. والراعي يطلق خطة تحرك جديدة الأسبوع المقبل

تاريخ الإضافة السبت 19 تموز 2014 - 7:49 ص    عدد الزيارات 2091    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

حوار ثلاثي لحل الخلافات الحكومية الراعي: لا مرشح ولا فيتو لبكركي
النهار..
بدا امس ان شبح التأزيم الذي هدد الحكومة بالتعطيل اسوة بمجلس النواب وسط انسداد اي أفق لنهاية قريبة لأزمة الفراغ الرئاسي أعاد ترتيب الاولويات الملحة بحيث تكثفت الاتصالات والمشاورات لتذليل العقد التي حالت دون انعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع وتوفير الاجواء التوافقية ضمانا لعودة العمل الحكومي اعتبارا من الاسبوع المقبل.
وكشفت مصادر وزارية لـ"النهار" ان الاتصالات التي أجراها امس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام استمع خلالها الى مطالبة بإعادة تحريك العمل في المجلس من خلال معاودة جلسات الحكومة. وفي هذا الصدد قال احد الوزراء انه لا يجوز تعطيل عمل 23 وزيرا كرمى لوزير كما انه لا يجوز تعطيل جدول أعمال من أجل بند الجامعة اللبنانية، مشيرا الى ان الحكومة سبق لها ان عقدت اربع جلسات من دون جدول اعمال. في المقابل يرى الرئيس سلام كما تقول المصادر المواكبة لهذه الاتصالات، انه لا يرى ضيرا في عدم انعقاد مجلس الوزراء أسبوعا أو أكثر في انتظار ترتيب توافقات على الملفات الخلافية ومنها ملف الجامعة اللبنانية. لكن المصادر نفسها أشارت الى ان ثمة ملفات حيوية اخرى في طريقها الى الطرح ووجوب اتخاذ الخطوات الاجرائية لبتها بما يملي الاسراع في معالجة التعقيدات التي اعترضت منهجية التصويت واتخاذ القرارات في مجلس الوزراء ومن أبرزها توقيع المراسيم المتعلقة بدورة تخريج نحو 300 ضابط في عيد الجيش في الاول من آب، علما انه يستبعد ان يجرى هذه السنة حفل التخريج التقليدي للتلامذة الضباط المتخرجين نظرا الى شغور رئاسة الجمهورية. ويبدو ان هذا الامر كان محور لقاء الرئيس سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي امس تحضيرا للخطوات اللازمة لضمان توقيع مراسيم تخريج الضباط في ظل الواقع الحكومي السائد الذي ينيط بمجلس الوزراء وكالة صلاحيات رئاسة الجمهورية.
وكان وزير الاتصالات بطرس حرب أوضح عقب لقائه الرئيس سلام امس ان البحث تناول ايجاد مخارج لعمل مجلس الوزراء "بحيث يتكرس مبدأ التوافق على القضايا المهمة ولا يتعطل مجلس الوزراء وقراراته اذا ارتأى احد الوزراء الاعتراض على قرار". وحذر من ان "الاستسلام لهذه الحال يقضي على مؤسسات البلد ويطيح النظام السياسي"، مشيرا الى انه طرح افكارا على الرئيس سلام.
كما ان وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس شدد على ان سلام "ليس في وارد تعطيل مجلس الوزراء، ولكنه أراد ان يعلن للشعب اللبناني على طريقته ان ما اتفق عليه لتسيير الامور يجب ان يكون محترما ومصونا".
في غضون ذلك، أفادت معلومات ان الاتصالات تجددت بين ممثل حركة "أمل" وزير المال علي حسن خليل وممثل تيار "المستقبل" مدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري اللذين عقدا اجتماعا مساء امس في وزارة المال في حضور وزير الصحة وائل ابو فاعور للمضي في محاولة التوصل الى توافق على مجموعة الملفات الخلافية المطروحة ومن أبرزها ملف الانفاق المالي وسلسلة الرتب والرواتب واصدار سندات باليوروبوند.
وتتجه الانظار الى الكلمة التي سيلقيها غروب اليوم الرئيس الحريري في الافطار المركزي لتيار "المستقبل " في مجمع "البيال" والتي يتوقع ان تتناول الازمة الرئاسية وملفات اخرى منها عمل الحكومة ومجلس النواب. وأفادت أوساط قريبة من "المستقبل" ان كلمة الحريري ستتضمن مواقف وأفكارا بارزة في شأن توفير مخارج للازمات التي تتخبط فيها البلاد علما انها تنطلق اساسا من الالحاح على اجراء الانتخابات الرئاسية كأولوية مطلقة وأساس لأي حل. كما ان الحريري سيؤكد مضيه في سياسة الانفتاح على سائر القوى السياسية ومنها "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل"، وسيتناول بعض الامور المهمة كرفض التطرف في الشارع السني وكل شارع آخر.
مجلس النواب
الى ذلك أجرت دوائر مجلس النواب امس اتصالات مع أعضاء المجلس والحكومة من أجل حضور جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية الاربعاء المقبل. وأوضحت مصادر وزارية لـ"النهار" ان لا معطيات تؤكد حتى الان ان الجلسة المقبلة ستكون أفضل من سابقاتها، إلا انها تدعم وجهة نظر رئيس مجلس النواب نبيه بري التي تقول انه لا يجوز الانتظار طويلا لانجاز هذا الاستحقاق.
وفي اطار المساعي لايجاد حلول للملفات العالقة وصف النائب مروان حماده الرئيس بري بأنه "الاطفائي الكبير" متمنيا عليه ان "يوجّه خراطيم المياه هذه المرّة" صوب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون لتسهيل ولادة هذه الحلول.
وفي موقف جديد له من الازمة الرئاسية، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال تخريج طلاب المدرسة الالمانية "عدم القبول بواقع امعان أصحاب المصالح بانتهاك الدستور"، وطالب النواب بجلسات يومية لانتخاب رئيس الجمهورية. وقال: "ليس لبكركي اي مرشح رئاسي وهي لا تضع فيتو على أحد".
أمن الحدود
في غضون ذلك تفاوتت صورة التطورات الامنية على الحدود الجنوبية والشرقية اذ انحسر التوتر على الاولى إذ لم يسجل اطلاق مزيد من الصواريخ، أما الجبهة الشرقية فشهدت مزيدا من الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي "حزب الله" ومسلحي المعارضة السورية ولا سيما منهم عناصر "جبهة النصرة". ودارت بعد الظهر اشتباكات عنيفة في وادي عطا في جرود عرسال. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في "حزب الله" ومقاتل في جبهة النصرة ان الفريقين اشتبكا في معركة دامية طوال خمسة أيام قرب الحدود مع لبنان. وقال عضو في "جبهة النصرة" ان "حزب الله" فقد كثيرا من مقاتليه وان هؤلاء المقاتلين حاولوا الاربعاء دخول سوريا من قريتين شيعيتين على الحدود حينما نصب لهم مقاتلو "النصرة" مكمنا. وأكد مصدر في الحزب حصول الهجوم وقال ان الحزب فقد ثلاثة من مقاتليه خلال هجوم الاربعاء مما زاد عدد القتلى في صفوف الحزب الى تسعة في تلك المنطقة هذا الاسبوع. وقال مقاتل "النصرة" ان وحداته فقدت قتلى لم يحدد عددهم.
 
عرسال ترفض تحويل أرضها ميداناً للمسلحين السوريين بذريعة الثورة: لا ندعم غير الجيش والقوى الأمنية اللبنانية في حفظ أمن المنطقة
النهار...محمد نمر
بات "حزب الله" سيد اللعبة في المعارك التي تدور عند الحدود اللبنانية – السورية، وأضحت القرى البقاعية الحدودية السبيل الوحيد لوصول الحزب الى جرود القلمون بآلياته وذخائره.
ووسط التعتيم المعتاد من الحزب على هذه المعارك وعدم نشر أي بيانات رسمية، يتخوف اللبنانيون من انتقال المعارك الى الداخل اللبناني، لسببين: الاول تهديدات المقاتلين بنقل المعركة الى لبنان، والثاني تواتر معلومات عن سيناريو يحضر لنقل المعارك الى عرسال.
يتابع نائب رئيس بلدية عرسال احمد فليطي من بلدته تطورات المعارك بين الحزب والمقاتلين السوريين، ويؤكد لـ"النهار" ان "لا اشتباكات في جرود عرسال كما تنقل وسائل الاعلام، بل تجري يوميا في جرود جوسيه والقاع وبين قارة السورية ورأس بعلبك وعند حدود فليطا السورية التي تلتقي بحدودها مع عرسال، وفي الجرود بين بلدة نحلة اللبنانية ورأس المعرة السورية التي تلتقي بحدودها مع عرسال"، مشيرا الى ان "الاشتباكات في اليومين الاخيرين حصلت في جرود نحلة ويونين وبريتال ضمن الاراضي اللبنانية".
"حزب الله لا يقترب من جرود عرسال. إنها خلاصة يعبّر عنها فليطي بغضب وثقة تامة، ويضيف: "وسائل الاعلام تتقصد القول ان الاشتباكات في جرودنا، لكن حزب الله عندما يتسلل الى القلمون ينطلق من قراه فيصطدم بالمسلحين في الجرود السورية". ولديه اقتناع بأن "مقاتلي المعارضة ومن بينهم جبهة النصرة لم يقتربوا من الحزب وقراه، بل ان حزب الله يحاول التسلل يوميا الى القلمون من مناطقه".
بحسب ابن بلدة عرسال، "هناك اكثر من 5 آلاف مقاتل في الجرود، ينتشرون على 60 او 70 كيلومترا من الحدود، تمركزوا هناك بناء على اتفاق مع النظام و"حزب الله" يقضي بلجوء المقاتلين الى الجرود والجبال ودخول النظام الى المدن، ويبدو ان قرار محاصرتهم بدأ من الحزب لبنانياً والنظام سورياً.
"نطعم المقاتلين ونعالجهم"
ويقر فليطي بأن عرسال تؤمن لأكثر من 5 آلاف مقاتل الغذاء والدواء والاستشفاء، ويقول: "مش عيبة، وما منستحي". ويتابع: "أي جريح سوري يصل الى عرسال نسارع الى تأمين علاجه. هل نقول للمقاتل: لا نريد اعطاءك الخبز لأنك مقاتل، فيما هناك من يجتاز الحدود لقتلهم وتهجيرهم وذبح أولادهم، وينقل دبابته وصواريخه والدولة تصرف النظر عنه؟" لكن فليطي يرفض القول إن عرسال تؤمن السلاح للمقاتلين "أكل وشرب وطبابة نعم، ولكن ليس لدينا سلاح ولا أحزاب مسلحة... يا ريت عنا سلاح كنا عطيناهم".
وتأمين الغذاء والدواء للمقاتلين ليس "تهمة" بالنسبة الى فليطي الذي يقول: "اذا أراد حزب الله ضرب عرسال ومحاسبتها لأنها تعالج الجرحى السوريين فأهلا وسهلا".
لكن كيف يؤمنون الغذاء من عرسال؟ يجيب نائب رئيس البلدية: "قبل يومين القى الجيش القبض على 4 سوريين ينقلون خزاني مياه، وحولهم الى المحكمة العسكرية".
ويذكر بأن "لحزب الله بين 30 و40 بلدة يستطيع ان يدخل عبرها سوريا، ولديه قواته من الناحية السورية، واذا أراد قطع الطعام عن المقاتلين عليه ان يخرج من جرد نحلة ويسيطر على جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة، ويسير على طول الحدود ويقطع هذه الطريق من الجهة السورية وليس من عرسال"، محذرا من ان "دخول الحزب عرسال يعني حربا سنية – شيعية علنية. ونحن لا ندعم سوى القوى الامنية والجيش اللبناني".
"عرسال جزء من الثورة"
مدير المركز الاعلامي في القلمون عضو الهيئة العامة لـ"الثورة السورية" عامر القلموني، يتابع المعارك عن قرب من الداخل السوري، ويستغرب زج عرسال في المشاكل ويؤكد ان "لا معارك في جرود هذه البلدة، وكلها تدور في جرود نحلة ورأس المعرة وعسال الورد" متسائلا: "ما الفائدة من زج اسم جرود عرسال التي لا يتعدى كونها مليئة بأشجار الكرز واللزاب ومخيمات النازحين السوريين".
ويوضح ان "من يدخلون عرسال عبر الجرود للحصول على طعام للمقاتلين هم من المدنيين. وناقل الغذاء يحتاج الى ساعة من أجل اتمام مهمته من عرسال الى موقع المقاتلين، ويواجه بذلك خطر الموت بغارة للطيران السوري او قصف مدفعي او القبض عليه من الجيش اللبناني على أحد حواجزه الحدودية".
ويشدد على ان "عرسال حاضن انساني للثورة، سواء للنازحين او للثوار الذين يعتمدون عليها كمصدر للغذاء فقط، وهي جزء من الثورة".
ويؤكد مراسل "النهار" في بعلبك وسام اسماعيل وفقا لمتابعته اليومية لتطورات المعارك، أن استعادة عناصر حزب الله بدعم من الجيش السوري السيطرة على بلدة الطفيل اللبنانية الحدودية قطعت أوصال مناطق المسلحين المعارضين للنظام، وبالتالي توجهوا بأعداد كبيرة الى امتداد جرود بلدات بريتال ونحلة ويونين وعرسال ورأس بعلبك والفاكهة والقاع المتداخلة حدوديا مع الاراضي السورية.
ويشدد على ان المعارك الاخيرة بين عناصر الحزب والمسلحين كانت عند تقاطع جرود بلدتي عرسال ويونين اللبنانيتين والمعرة السورية، قرب وادي الهوى الذي يقع في جرود عرسال، وتوسعت حلال اليومين الاخيرين لتطال جرود الفاكهة وعرسال، وتحصل عمليات كر وفر، مشيرا الى أن الحزب يحاول هناك إيجاد معابر آمنة تصله بالاراضي السورية ويضيق الخناق من خلال محاصرتهم وقطع الطرق الآمنة عليهم.
بيان الأهالي
الى ذلك، أكدت بلدية عرسال في بيان موقع من رئيسها علي الحجيري "رفضها تحويل ارضها الى ميدان للمسلحين"، وقالت: "نؤكد أننا نستقبل النازحين السوريين الفارين من الموت، مدنيين، ولا نرغب في أن تتحول أرضنا الى ميدان تتغلغل فيه مجموعات مسلحة بذريعة الثورة وتشكل خطرا علينا وعلى النازحين وتمارس عمليات نهب وترويع، فمن يريد الجهاد والنضال لأجل سوريا فليتوجه الى الجبهة المفتوحة في سوريا، ونكرر موقفنا الداعم للجيش وجهوده في حفظ أمن المنطقة".
 
الجيش عثر على منصّتَي صواريخ جنوب صور وواصل حملته الواسعة انتشاراً وتفتيشاً
المصدر: صور، حاصبيا - "النهار"
عثرت دورية عسكرية اثناء تنفيذ الجيش عملية انتشار وتفتيش ليل الاربعاء، على منصتين لإطلاق الصواريخ، داخل بستان حمضيات بين بلدتي القليلة والحنية (صور)، وعملت على تفكيكها وضربت طوقا حول المكان وباشرت التحقيقات... وكان الجيش نفذ عملية انتشار واسعة في قضاء صور.
وفي هذا الصدد، أفادت مديرية التوجيه في قيادة الجيش أن دورية عسكرية "عثرت بتاريخه الساعة 21:30، بعد تنفيذ عملية تفتيش واسعة، على منصتي إطلاق صواريخ داخل بستان حمضيات بين بلدتي القليلة والحنية. وبوشر التحقيق".
وفي القطاع الشرقي، كثف الجيش حواجزه وتشدد في إجراءاته، فيما كثفت قوات "اليونيفيل" دورياتها وعززت مراقبتها لطرفي الحدود الدولية.
ولوحظ ابتعاد المستوطنين الاسرائيليين عن الحدود، بينما رصدت حركة سيارات وشاحنات عسكرية إسرائيلية محملة بالذخائر والعتاد، على محور الغجر - مرتفعات الجولان المحتلة.
وفي اليرزة، أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش أن 3 طائرات استطلاع معادية خرقت
الأجواء اللبنانية اعتبارا من صباح أول من امس ولغاية صباح أمس، ونفذت طيرانا دائريا فوق مناطق رياق، بعلبك والجنوب.
 
الأسعد: نعوش الشباب الشيعة اللبنانيين تنعش نظام الأسد وتضخ الحياة فيه
النهار..
رأى المستشار العام لحزب "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد، تعليقاً على شكر الرئيس السوري بشّار الأسد لـ"حزب الله" على الدعم العسكري لنظامه، أن "هذا الشكر عائد إلى أن الدعم الإيراني للأسد بدماء الشباب الشيعة اللبنانيين، كانت له مساهمة كبيرة في منع سقوط نظامه حتى الآن".
وقال في موقفه الأسبوعي: "إذا كانت قمة الوقاحة تمثلت في وصف الأسد قتلة شعبه بأنهم أبطال، والمجازر المستمرة بأنها معارك مشرّفة، فإن الخلاصة من كلامه ومديحه لحزب الله، أن مشاركة الأخير في القتال في سوريا، لم تكن يوماً للدفاع عن المقدسات الشيعية، ولا لحماية ظهر المقاومة ولبنان، بل فقط لا غير، لحماية النظام الديكتاتوري المجرم".
أضاف: "لم تكن قوافل شبابنا القتلى التي يستمر تدفقها اليوم من القلمون وقبلها من مناطق أخرى إلى قرانا وبلداتنا، سوى جرعات دم لنظام الأسد. إنها نعوش لإنعاش هذا النظام، ليس إلاّ. كل تابوت يهدف إلى إنقاذ الطاغوت. كل جثة تضخ الحياة في جسم النظام الميت(...) لقد رمى حزب الله لبنان بأسره في أتون النار السورية، وورّطه في نزاع لا مصلحة له فيه. استدرج الإرهاب إلى البلد، ولا يزال مستمراً في زج اللبنانيين في مستنقع الدم السوري.
طبيعي أن يشكر بشّار الأسد حزب الله. ولكن اللبنانيين لن يشكروه طبعاً على كل هذه الجرائم في حق بلدهم".
 
لبنان: بري يدعو إلى جلسة تاسعة لانتخاب رئيس.. ومساع لالتئام مجلس الوزراء ودعوة فرنسية للإسراع في ملء الفراغ.. والراعي يطلق خطة تحرك جديدة الأسبوع المقبل

بيروت: «الشرق الأوسط» ... دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى جلسة تاسعة لانتخاب رئيس للجمهورية الأربعاء المقبل، فيما لا تزال الجهود السياسية تتكثّف لإيجاد حلول للقضايا الاجتماعية العالقة بفعل الخلافات السياسية، وبالتالي الدعوة إلى جلسة حكومية كان من المفترض أن تعقد يوم أمس؛ إذ لا يزال رئيس الحكومة تمام سلام مصرًّا على موقفه بعدم الدعوة إلى جلسة جديدة قبل التوافق على جدول الأعمال تفاديا لتكرار سيناريو جلسة الأسبوع الماضي التي أطاحت بملف تعيين العمداء وتثبيت أساتذة في الجامعة اللبنانية، لأسباب متعلّقة بالتوزيع السياسي والطائفي.
وكانت الحكومة اللبنانية قد أجمعت الشهر الماضي على إدارة الفراغ الرئاسي المستمر منذ نحو الشهرين، بالتوافق في كل المواضيع وعدم طرح القضايا الخلافية، وهو «التوافق» الذي يؤدي اليوم إلى تعطيل عمل الحكومة، بسبب التباينات الحاصلة بين الأفرقاء، كما أنّ هذا الوضع لا يختلف عن الملف الرئاسي شبه المجمّد ومجلس النواب المعطّل، في ظل تمسّك كل من فريقي 8 و14 آذار بموقفيهما، إن لجهة رفض التشريع في غياب رئيس للجمهورية أو مقاطعة فريق 8 آذار لجلسات الانتخاب وتمسّكها برئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون مرشحا من قبلها.
وسجّل حراك أمس، على صعيد الملفين الرئاسي والحكومي فيما أعلن النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم في حديث لـ»وكالة الأنباء المركزية،أنّ هناك خطة تحرك جديدة سرية ستتبعها البطريركية المارونية خلال المرحلة المقبلة، للضغط أكثر نحو منع استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، مشيرا إلى أنّ تحرّك البطريرك الماروني بشارة الراعي والمطالب والمناشدات المستمرة لم تتوقف يوما ولم تتغير.
مع العلم أنّه من المتوقّع أن يعلن رئيس تيار المستقبل (رئيس الحكومة السابق) سعد الحريري، مبادرة شاملة اليوم، أشارت بعض المعلومات إلى أنّه سيدعو خلالها إلى البحث في أسماء مرشّحين جدد من خارج الفريقين، وهو المخرج الذي سبق لأوساط كل من «رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري، أن لمحت إليه قبل ذلك.
ودعا السفير الفرنسي باتريس باولي أمس إلى انتخاب رئيس، وقال بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري: «لا يمكنني إلا أن أكرر المواقف التي أعلناها سابقا لجهة دعم المؤسسات اللبنانية وتسييرها لكي تتحمل كل المسؤوليات التي على عاتقها». وأضاف: «على اللبنانيين أن لا يتعودوا الفراغ في رئاسة الجمهورية، ونحن نطلب ذلك بصفتنا أصدقاء، وليس لنا أي مرشح أو أي فيتو على أحد، ولكن ننادي اللبنانيين لانتخاب الرئيس في أقرب وقت، هذه هي الرسالة التي كانت من فرنسا إلى لبنان عبر رئيس مجلس النواب».
والموقف نفسه أطلقه المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، مشددا كذلك بعد لقائه بري على التأثير السلبي للشغور في منصب الرئاسة على عمل كل مؤسسات الدولة، وخصوصا مجلس النواب، الأمر الذي يزداد وضوحا يوما بعد يوم، ويبين ضرورة عمل جميع الأطراف من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن.
وأشار بلامبلي إلى «أنّ الوضع في جنوب لبنان وعلى الخط الأزرق كان ضمن المواضيع التي ناقشناها، واتفقنا على أهمية حماية الهدوء السائد هناك، وكذلك ضمان تطبيق القرار 1701 بشكل فعال، كما رحبنا بالخطوات والتعزيزات التي قام بها الجيش اللبناني وقوة (اليونيفيل) في هذا السياق».
وفي السياق نفسه، حذّر وزير الاتصالات بطرس حرب من أنّه «في حال الاستسلام إلى حالة الأزمة الوزاريّة من دون إبداء جهد لإيجاد مخارج، نقضي على مؤسسات البلد، ونطيح بالنظام السياسي ونكون بالنتيجة عطلنا مجلسي النوّاب والوزراء بعدما فرغنا البلد من موقع رئاسة الجمهوريّة بسبب بعض المواقف».
وقال حرب بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام: «من واجبنا في هذه الظروف، بوصفنا قوى سياسيّة، التعاون لإيجاد مخارج لتفعيل مجلس الوزراء، واحترام أحكام الدستور لتسيير أمور البلد، وتوفير الأجواء لانتخاب رئيس لتعود البلاد إلى حالتها الطبيعيّة».
وأوضح حرب أن البحث مع سلام تناول «أفكارا جديدة ومتعددة يمكن أن تساهم في تجاوز هذه المرحلة بما لا يعطل مجلس الوزراء وصلاحياته»، مضيفا أنّه «لا بد من النقاش لإيجاد المخارج بحيث يتكرس مبدأ التوافق على العمل في القضايا المهمة ولا يتعطل مجلس الوزراء وقراراته، إذا ارتأى أحد الوزراء الاعتراض على قرار».
وأشار إلى أنه تمّ البحث في موقف سلام بعدم الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء، وفي حسنات القرار وسيئاتها، ووجوب السعي إلى إعادة طرحه على مجلس الوزراء وانعقاد المجلس لمتابعة حاجات البلد والمواطنين. وأكّد حرب أنّ «سلام يعطي هذا الموضوع الأهمية الكبرى، وهو سيتّخذ القرار المناسب بذلك». أما عن إمكانية العودة إلى التصويت في مجلس الوزراء، قال حرب: «نتمسك بمبدأ التوافق، ولكن في هذا الظرف الدقيق وبغية تفادي تعطيل السلطة التنفيذيّة حاولنا خلق جو توافقي، إلّا أنّ الجو لا يجعلنا أسرى لمزاجات أي وزير، ويجب أن لا يكون مجلس الوزراء أسيرا لمزاج أي وزير».
 
برّي لـ «الجمهورية»: إلى فراغ فوق فــراغ ولا رواتب بلا قانون
رشَح من حصيلة المشاورات والاتصالات أمس أنّ البلاد مقبلة على مرحلة من التشنّج السياسي قد تنطلق نهاية الشهر الجاري حيث ستصادف عطلة عيد الفطر، في حال لم يقبض موظّفو القطاع العام رواتبهم التي تحتاج إلى قانون، وكذلك في حال لم يتمّ إقرار سلسلة الرتب والرواتب، لأنّ وزير التربية الياس بوصعب أبلغَ إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي أنه في حال عدم تصحيح مسابقات الامتحانات الرسمية من الآن وحتى عشرة أيام، فإنه لن يكون في مقدور أيّ طالب الالتحاق بأيّ جامعة في الخارج.
يبقى الترقّب سيّد الموقف في انتظار ما ستؤول إليه الجهود الدولية والعربية المستمرة للتهدئة في غزّة في اليوم العاشر للعدوان الاسرائيلي على القطاع، والذي تجدّد بعد ظهر أمس عقب انتهاء فترة الهدنة الانسانية التي دامت خمس ساعات، وسط نفي كلّ من اسرائيل وحركة «حماس» التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
في الموازاة، يبقى لبنان أسير التجاذبات السياسية التي عرقلَت عقد جلسة لمجلس الوزراء، وأخرى تشريعية لمجلس النواب، ومدّدت أمدَ الشغور الرئاسي، فيما جدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري امس دعوته الى جلسة لانتخاب رئيس جمهورية جديد ظهر الأربعاء المقبل، أمّا اليوم فتشخصُ الأنظار الى «البيال» لترقّب المواقف التي سيعلنها الرئيس سعد الحريري في خلال سلسلة الإفطارات السنوية التي يقيمها تيار «المستقبل»في عدد من المناطق.
رائحة التمديد
وقال بري لـ «الجمهورية»، ردّاً على سؤال: هل من رائحة للتمديد للمجلس؟: «تبدأ الرائحة بالتصاعد إذا تخطّينا منتصف آب ولم ننتخب رئيس جمهورية، ويصبح التمديد عندئذٍ وارداً، لأنّ البعض، خصوصاً تيار «المستقبل»، يتبجّح بأنّ بدءَ مهلة الانتخابات وإجراءَها من دون انتخاب رئيس سيؤدّيان الى استقالة الحكومة، وعندئذٍ مَن يجري الاستشارات الملزمة لتكليف شخصية تأليف حكومة جديدة؟. ولذلك يجب انتخاب الرئيس من الآن وحتى شهر آب».
وأكّد برّي «أنّ الاوضاع الامنية السائدة الآن تسمح بإجراء الانتخابات، إلّا إذا حصل تطوّر أمني كبير، خصوصاً أنّ الدوائر المعنية تستعدّ لهذه الانتخابات»، وقال: «إنّ عدم التحوّط لإجراء الانتخابات سيجعل البلاد في فراغ فوق فراغ، لا رئيس جمهورية ولا حكومة ولا مجلس نيابياً».
وسُئل بري عن الجلسة النيابية التشريعية في شأن رواتب موظّفي القطاع العام، التي تجري الاتصالات لعقدِها، فقال: «لا اتّصالات ولا مشاورات، ولن تكون هناك رواتب للموظفين في نهاية الشهر إذا لم يقرّ مجلس النواب قانوناً لهذه الغاية».
وأكّد بري أنّه لن يسمح بمخالفة القانون في صرف الرواتب لموظفي القطاع العام «بالطريقة التي اعتُمدت منذ العام 2005، وهي ما يريدها تيار «المستقبل». وأشار الى «أنّ الحوار الجاري مع التيار سلبيّ، وهذه إشارة ليست لي، بل لوليد جنبلاط الذي يعمل على خط هذا الحوار مع تيار «المستقبل» حول موضوع الرواتب. وعندما يردّ التيار سلباً فإنّ الرسالة هي إلى جنبلاط».
وقال برّي: «لا يريدون اجتماع المجلس، إذن ماذا يفعل هذا المجلس، لا ينتخب رئيساً ولا يشرّع ولا يراقب، هل هو فقط لدفعِ معاشات النوّاب؟
وحول ما يطرحه البعض حول شراء مياه من تركيا، قال بري: «لدينا مياه شرب عذبة في ثلاث مناطق بحرية، هي صور وقبالة المعاملتين والشمال، ويمكن استخراج المياه منها، وهي مياه صالحة للشرب، وكنت قد اختبرتها شخصياً في وقت سابق قبالة صور.
علماً أنّني عرضت على القبارصة عندما زرتُ قبرص العام الماضي ان يمدّهم لبنان بهذه المياه، ومع ذلك يريد البعض في لبنان شراء المياه من تركيا، فيما استجرار هذه المياه من البحر لا يحتاج إلّا الى مَدّ قساطل فقط».
وعن موضوع صرف رواتب موظفي القطاع العام، قال بري: «المشكلة ليست ابنةَ اليوم، فقد كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عملَت على تأمين رواتب الموظفين لسَنة وأقِرّت بقانون في جلسة لمجلس النواب في حينِه، لكنّ الرئيس فؤاد السنيورة طلبَ يومها الاكتفاء بإقرار 80 في المئة من هذه الرواتب والإبقاء على عشرين في المئة، بغية حضّ حكومة ميقاتي على إنجاز الموازنة، وها قد أنجزها وزير المال علي حسن خليل الآن، فلماذا لا يقرّون المبلغ المتبقّي الذي يبلغ ألف وأربعمئة مليار ليرة لبنانية التي هي سبب المشكلة اليوم».
حراك ديبلوماسي
وكان بري أمس محورَ حراك ديبلوماسي لافت، حملَ تحذيرات من التأثير السلبي للشغور الرئاسي ودعوات متجدّدة الى استعجال انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت.
وفي هذا الإطار، حذَّر المنسّق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الذي التقاه برّي من «التأثير السلبي للشغور الرئاسي على عمل كلّ مؤسسات الدولة وخصوصاً مجلس النواب، الأمر الذي يزداد وضوحاً يوماً بعد يوم، ويبيّن هذا ضرورة عمل جميع الأطراف من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن».
باولي: لا فيتو على أحد
من جهته، شدّد السفير الفرنسي باتريس باولي على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية جديد في اقرب وقت. ووجّه رسالة من بلاده الى اللبنانيين عبر برّي مفادُها «أنّ عليهم أن لا يتعوّدوا على الفراغ في رئاسة الجمهورية». وقال: «نحن نطلب ذلك كأصدقاء، وليس لنا أيّ مرشّح أو أيّ فيتو على أحد، ولكنّنا ننادي اللبنانيين لانتخاب الرئيس في أقرب وقت».
التوافق الحكومي
وعلى الخط الحكومي، واصلَ رئيس الحكومة تمام سلام أمس لقاءاته مع الوزراء، كلّ على حِدة، مستكشفاً الأجواء تمهيداً لدعوتهم الى جلسة لمجلس الوزراء، لا يريدها أن تنعقد قبل التفاهم على أسُس جديدة للنقاش فيها، تمنع تجميد أعمال المجلس متى وقع خلاف بين أيّ وزير وآخر، ما دام شرط التوافق متحكّماً بمصير المواضيع المطروحة على جدول أعمال مجلس الوزراء.
وقالت مصادر مُطّلعة لـ»الجمهورية» إنّ سلام بدا يستطلع الأجواء سعياً إلى ترتيب جديد لعمل المجلس ينهي العمل بمبدأ التفاهم الشامل والكامل الذي يمكن أن يكون مستحيلاً في بعض الحالات غير الأساسية، بحيث يمكنه هو أو أيّ من الوزراء الدعوة الى التصويت على أيّ قرار يمكن ان يكون مطلوباً من المجلس، على أن يبقى موضوع الإجماع متصلاً بالقضايا الميثاقية والقرارات الكبرى التي لا يمكن إحالتها على التصويت طالما إنّ أيّ موقف رافض لها قد يسيء الى الميثاقية اللبنانية.
وقالت المصادر إنّ سلام لمّحَ أمام بعض الوزراء الى ضرورة استعادة المجلس نشاطَه العادي لتسيير شؤون الناس، على ان تُحال القضايا الخلافية الى التصويت، وهي التي تتّصل بتسيير شؤون الناس العادية والبسيطة غير الجوهرية، والتي لا تتصل بالميثاقية.
وعلى هذا الأساس فهمَ بعض الوزراء معنى التصريح الدستوري الذي أدلى به الوزير رشيد درباس بعد زيارته سلام أمس وأطلق فيه ما يشبه آلية جديدة للعمل في المجلس لتصحيح تلك السابقة التي تعطي حقّ «الفيتو» لهذا الوزير أو ذاك في أيّ قرار وزاريّ، وهو ما أدّى الى «كربجة» عمل المجلس نتيجة الخلاف على تعيين عميد أو موظف في وزارةٍ ما.
مشروع جلسة
على صعيد آخر، قالت مصادر مُطّلعة إنّ سلام، وفي ضوء ما استخلصَه من لقاءاته مع الوزراء، لم يقرّر بعد دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد، على رغم التشديد على ضرورة عودة المجلس الى جلساته الأسبوع المقبل، وإذا ما لم يتمّ التفاهم على ملفّ الجامعة اللبنانية فليوضع على الرفّ، ويستأنف المجلس عمله في ما لديه من قضايا وملفّات بالمئات تتصل بمصالح المواطنين في مختلف المجالات.
أندراوس
وفي المواقف، دعا نائب رئيس تيار «المستقبل» أنطوان اندراوس الى ترقّب ما سيعلنه الحريري اليوم، أملاً في سماع «كلام جديد، في ظلّ المرحلة الجديدة التي دخلت فيها البلاد ووسط غليان المنطقة».
وقال لـ»الجمهورية»: «إنّ الحريري زعيم سنّي معتدل، وهناك أصوات مسيحية تعتبره من أقرب الناس إليها، ومصلحتها تكمن في أن تكون قريبة من الاعتدال، وهو يمثّل الاعتدال الأكبر في لبنان». وأكّد «أنّ إفطارات «المستقبل» هذه السنة جاءت لتتحدّى الظروف الصعبة، فسياسة التيار مَبنية على الاعتدال والحياة، وليس على الموت».
وأضاف: «إنّ الحوار بين «المستقبل» ورئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لم يتوقّف، لكنّ عون هو مَن أوقفَ كلّ شيء، ولا يعتقدَنّ أحد أنّه ينتظر الحريري، بل على العكس الحريري هو من ينتظره، طلبَ منه التحدّث مع المسيحيين لكنّه لم يفعل، لا يرى على الارض إلّا نفسَه، حتى إنّه لا يتكلم مع البطريرك الراعي، «هو أو لا أحد»، وإنّ مبادرته مرفوضة، فالقانون الأرثوذكسي، أساساً نحن نرفضه، ثمّ إنّ انتخاب رئيس جمهورية من الشعب معناه نهاية المسيحيين في لبنان، فليسمح لنا».
وعن الحوار بين «المستقبل» وحركة «أمل» تمهيداً لعقد جلسة تشريعية، أشار أندراوس الى «أنّ الخلاف في موضوع الرواتب كبير، ووزير المال علي حسن خليل لا يملك خبرة كافية، وأنصحه بأن يستمع الى أصحاب الخبرة، خصوصاً الرئيس فؤاد السنيورة وغيره». واستبعدَ عقد جلسة تشريعية في المدى المنظور، مؤكّداً «أنّ الحلّ يكمن في انتخاب رئيس وتثبيت المؤسسات في لبنان».
وعن الوضع في طرابلس، قال: «الأمر واضح للعَيان، فكلّ من يريد أن «يدقّ» بتيار «المستقبل» والحريري يسارع إلى تحريك الوضع في المدينة، إذ إنّ القوّة الأكبر للتيار هي في الشمال، وفي كلّ فترة سيعاود النظام السوري وحلفاؤه في لبنان تحريك الوضع هناك».
رواتب الموظفين
على صعيد آخر، لا تزال قضية رواتب موظفي القطاع العام تدور في حلقة مفرغة، مع إصرار طرفي النزاع على مواقفهما، وتبادُل الاتهامات. ومع اقتراب نهاية شهر تمّوز بدأ هذا الملف يضغط أكثر فأكثر، مع إصرار وزير المال علي حسن خليل على ما يعتبره الأصول القانونية، وتمسّك قوى 14 آذار بالأعراف السائدة منذ العام 2005.
وفيما يطالب وزير المال، الموظفين، برفع الصوت باتّجاه الكتل النيابية لتتوجّه إلى مجلس النواب وتقرّ مشروع فتح اعتمادات إضافية، تُحمِّل قوى 14 آذار الوزير مسؤولية عدم حصول الموظفين على رواتبهم في نهاية الشهر.
وعُقد اجتماع في وزارة المال مساء أمس ضمّ خليل والوزير وائل ابو فاعور ونادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، وتناولَ المجتمعون بالبحث موضوع عقد جلسة نيابية تشريعية لإقرار قانون يجيز صرف رواتب موظفي الدولة نهاية الشهر الجاري.
فتفت
إلى ذلك، قال عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت إنّ امكانية تأمين رواتب الموظفين «موجودة قانوناً عند وزير المال لتأمين الرواتب»، معتبراً أنّ موقف وزير المال هو «موقف سياسيّ ولا علاقة له بالقانون، علماً أنّنا مستعدّون لتسهيل قانون عبر موازنة 2014، يكون شبيهاً بالمادة 32 في موازنة 2005 التي تسمح باستمرار الصرف للنفقات الدائمة حتى قبل إقرار الموازنة». الوضع الأمني
وقد حضرَ الوضع الأمني عموماً، وفي الجنوب خصوصاً في لقاء برّي مع بلامبلي الذي يلتقي اليوم عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض. وأكّد بلامبلي أنّه اتّفقَ وبري على أهمّية حماية الهدوء السائد هناك، وكذلك ضمان تطبيق القرار 1701 بنحو فعّال. كذلك حضرَ الوضع الأمني في لقاء سلام مع قائد الجيش العماد جان قهوجي.
شكوى بإسرائيل
توازياً، تقدّمت وزارة الخارجية أمس بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي على الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية وللقرار 1701، واعتبرَت في شكواها أنّ «إطلاق بعض الأفراد والعناصر المتفلّتة أو المجموعات الهامشية الصواريخَ في اتّجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة عملٌ مرفوض لا يخدم مصلحة لبنان أو مصلحة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، ويعطي الذرائع لإسرائيل للاعتداء على لبنان وسيادته، مهدّداً السلم والأمن الدوليّين».
من جهة ثانية، أفاد مندوبنا في الجنوب أنّ الجيش قطعَ طريق صور – الناقورة ذهاباً وإياباً لأسباب أمنية، ومشَّطَ أحد بساتين الحمضيات في رأس العين – القليلة، إثر الاشتباه بحركة داخله.
إلى ذلك، شهدَت منطقة المعلية عملية عسكرية، وتقول المعلومات إنّه أُلقِيَ القبض على فلسطيني، فيما فرَّ ثلاثة آخرون، والجيش قطع الطريق وانتشر بكثافة.
 
معارك «النصرة» و«حزب الله» تتصاعد.. وعرسال تتخوف من امتداد نار القلمون إليها والحزب اللبناني يسيطر على حدود قرى موالية له في الشرق ويفقد تسعة عناصر هذا الأسبوع

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا .. حذرت بلدية عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا، أمس، من امتداد الحرب الدائرة على أطرافها في سوريا إليها، وسط مؤشرات على تقدم مقاتلي «حزب الله» اللبناني والقوات الحكومية السورية من مناطق جنوب السلسلة الشرقية، إلى المناطق الجردية المتاخمة لعرسال، بعد اشتباكات عنيفة بدأت ليل السبت الماضي في القلمون بريف دمشق الشمالي والغربي.
وبدا بيان البلدية الذي وقعه رئيسها علي الحجيري، استباقيا لمعركة محتملة قد تنشب على حدود البلدة المحاذية لعدد من البلدات السورية التي تستعد فيها المعارضة لمعركة جديدة مع القوات الحكومية السورية وحزب الله. وفيما لم تشهد جرود عرسال أمس أي مواجهات أو اشتباكات، بحسب ما أكدته مصادر البلدة لـ«الشرق الأوسط»، تركزت المعارك في جرود بلدة نحلة المحاذية لجرود عرسال، قبالة بعلبك من الجهة الشرقية، وهي الجرود التي تفصل بلدة نحلة اللبنانية عن بلدتي راس المعرة والجبة السوريتين.
ويتضاعف الخوف في عرسال نتيجة وجود أكثر من مائة ألف لاجئ سوري، وسط معلومات عن أن المقاتلين المعارضين السوريين الذين يقيمون في جرود القلمون، يتنقلون إلى جرود البلدة اللبنانية للاحتماء من القصف، علما بأن سلاح الجو السوري نفذ خلال الأيام الماضية عدة غارات في جرود عرسال داخل الأراضي اللبنانية.
وأكدّت بلدية عرسال وأبناء البلدة، في بيان مشترك وقعه رئيس بلديتها علي الحجيري، أن «عرسال تستقبل النازحين إخوة فارين من الموت مدنيين»، لكن «لا نرغب في أن تتحول أرضنا إلى ميدان تتغلغل فيه مجموعات مسلحة بذريعة الثورة وتشكل خطرا علينا وعلى الإخوة النازحين في عرسال وتمارس عمليات نهب وترويع للأهالي هنا وهناك»، مضيفا: «من يُرِد الجهاد والنضال لأجل سوريا فليتوجه إلى الجبهة المفتوحة هناك».
وأكد أبناء البلدة في البيان موقفهم الداعم للجيش اللبناني «والجهود التي يقوم بها لحفظ الأمن في منطقتنا وبلدتنا رغم الصعوبات التي يتعرض لها»، معلنين رفضهم «لأي اعتداء على جيشنا»، ودعمه. وأشار البيان إلى دعم اللاجئين السوريين أيضا للجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية.
ولفت البيان إلى أن «المنطقة تشهد في الآونة الأخيرة أحداثا متسارعة ومتكررة وخطيرة باتجاه إشعال نار الفتنة في لبنان كامتداد للحرب الدائرة في سوريا ومنها ما طاول حدود أرضنا كبلدة وأحيانا داخل نطاقها، لذلك واجب علينا أن نعلن ونحذر من مغبة ما تؤول إليه الأمور». وجدد أهالي وبلدية عرسال إعلان التضامن مع النازحين السوريين «بما يفرضه علينا الواجب الإنساني والأخوي تجاههم رغم ضعف قدراتنا الذاتية وكبر العبء المترتب علينا جراء هذا الموقف».
وتعد عرسال أكبر بلدة لبنانية، وتمتد حدودها مع القلمون على نحو 55 كيلومترا، وتحاذي عددا من مناطق الاشتباك في القلمون السورية. لكن جرود البلدة التي شهدت عدة اشتباكات محاذية في جرود فليطا السورية: «كانت هادئة ولم نسمع دوي القذائف، كما لم نرَ طائرات حربية سورية»، كما قال نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدا أن الاشتباكات الدائرة حاليا «تقع في جرود المناطق السورية في القلمون المحاذية للبلدات الحدودية اللبنانية مثل بريتال ونحلة ورأس بعلبك وغيرها، لكنها لم تقرب من جرود عرسال».
وإذ أكد فليطي أن البلدة تحتضن نحو مائة ألف لاجئ سوري، أكد أن عرسال «لا تحضن أي مسلح، لا في البلدة ولا في الجرود السورية»، موضحا أن المسلحين المعارضين الذين يقاتلهم «حزب الله» والقوات الحكومية السورية «ينتشرون في جرود القلمون التي سمحت القوات الحكومية لهم باللجوء إليها حين شنت حملات واسعة عليهم في السابق، ولا يلجأون إلى أراضي عرسال بتاتا». ويخوض مقاتلو «جبهة النصرة» معارك عنيفة مع القوات الحكومية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني منذ السبت الماضي، حيث سيطرت على نقاط مرتفعة تربط البلدات السورية بالأراضي اللبناني، أبرزها مرتفعات قرن الصياد سلامة، وقرن شعبة الحمرا، فيما سيطرت على نقاط حدودية أخرى في جنوب القلمون.
وقالت مصادر ميدانية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات تركزت أمس في جرود نحلة اللبنانية، المتصلة بجرود راس المعرة والجبة السوريتين، مؤكدة أن جرود عرسال لم تقع فيها أي اشتباكات، كما لم تشهد المناطق السورية المقابلة لها أي معارك، رغم أن جرود نحلة متصلة بجرود عرسال. ووفق هذه السيطرة، بات «حزب الله» يسيطر على كامل المناطق السورية المحاذية لقرى وبلدات لبنانية خاضعة لنفوذه في بعلبك (شرق لبنان).
وقالت المصادر إن مقاتلي «حزب الله» «استطاعوا قطع أوصال السلسلة الشرقية، عبر السيطرة على المنطقة الممتدة من الطفيل إلى حدود عرسال، بينها جرود عرسال الورد ورنكوس، ما قطع خط اتصال المعارضة بين الزبداني وسرغايا في جنوب القلمون مع البلدات التي شهدت اشتباكات في وسط القلمون وشمالها، في وادي الصهريج».
في غضون ذلك، قال عضو في «جبهة النصرة» إن «حزب الله» فقد كثيرا من مقاتليه خلال الأيام القليلة الماضية خلال اشتباكات في جبال القلمون في سوريا. وحاول مقاتلو «حزب الله» أول من أمس دخول سوريا من قريتين لبنانيتين شيعيتين على الحدود حينما نصب لهم مقاتلو «جبهة النصرة» كمينا. ونقلت «رويترز» عن القيادي بـ«النصرة» قوله: «رأيناهم وهم يحاولون التسلل.. انتظرناهم وحينما وصلوا وقبل أن يتمكنوا من تسليح بنادقهم أو قاذفاتهم الصاروخية عاجلناهم بالهجوم.. ولاذ بعضهم بالفرار».
من جهته، أكد مصدر في «حزب الله» وقوع هجوم قائلا إن الجماعة فقدت ثلاثة من مقاتليها خلال هجوم الأربعاء مما زاد عدد القتلى في صفوف «حزب الله» إلى تسعة في تلك المنطقة هذا الأسبوع.
وقال مقاتل «جبهة النصرة» إن وحداته فقدت مقاتلين، لكنه لم يعطِ رقما محددا. وقال مصدر أمني لبناني إن 26 من مقاتلي «جبهة النصرة» قتلوا هذا الأسبوع في منطقة المعارك التي تقع على بعد ثلاثة كيلومترات عن بلدة عرسال اللبنانية.
 
مبادرة مرتقبة للرئيس الحريري اليوم... ما أبرز خطوطها؟
 المصدر : خاص... خالد موسى
في ظل الفراغ المستمر في سدة رئاسة الجمهورية والتعطيل المستمر لجلسات انتخاب الرئيس وللجلسات التشريعية لمجلس النواب الذي من غير المستبعد أن ينسحب إلى الجلسات الحكومية. وفي ظل موجة الإرهاب التي تضرب لبنان والمحيط العربي ومجريات العدوان الإسرائيلي على غزة، تتجه الأنظار اليوم الى الكلمة المتلفزة المرتقبة التي سيلقيها الرئيس سعد الحريري في الإفطار السنوي الذي يقيمه "تيار المستقبل" في مجمع بيروت للمعارض – البيال، بالتوازي مع إفطارات يقيمها في المحافظات.
كشف عضو كتلة "المستقبل" النائب والوزير السابق سمير الجسر، العائد من مشاورات جدة التي أجراها الحريري مع كوادر التيار ووزرائه ونوابه، عن "الأجواء الإيجابية التي سادت المشاورات التي أجرها الرئيس الحريري في مكان إقامته في جدة"، واضعاً المشاورات في إطارها الطبيعي، ويقول: "في كل فترة يقوم الرئيس الحريري بسلسلة من المشاورات إما فردية أو جماعية للإطلاع عن أحوال المناطق والأحوال العامة في البلاد والخروج بحلول للملفات العالقة والمواضيع الخلافية على الساحة الداخلية".
المشاورات شملت وضع طرابلس
وأوضح الجسر أن "المشاورات تطرقت الى ملفات عدة ابرزها الى الوضع الأمني في مدينة طرابلس وضرورة العمل على ضبطه وإحتوائه من أجل عدم عودة المدينة الى ما كانت عليه في السابق وإنجاح الخطة الأمنية التي ما زالت مستمرة في الفيحاء والتي بدأت بها حكومة المصلحة الوطنية برئاسة الرئيس تمام سلام"، لافتاً الى أن "المشاورات تطرقت أيضاً الى الوضع العام في البلد، خصوصاً ما يتعلق بالإنتخابات الرئاسية والنيابية والعمل الحكومي والتشريعي، ومن الطبيعي أن نتناقش في هذه المواضيع".
وأشار الى أن "الجزء المتعلق بمدينة طرابلس، تم فيه عرض الأوضاع العامة في المدينة ومحاولة إفشال الخطة الأمنية في المدينة من قبل بعض الجهات غير المستفيدة من أجواء الإستقرار التي تنعم بها المدينة منذ بدء تنفيذ الخطة، وجرى التشديد على ضرورة إحتواء هذه الظواهر ومنع أي شخص تسول له نفسه زعزعة أمن المدينة وإستقرارها"، موضحاً أنه "جرى أيضاً مناقشة ملف إنتخابات رئاسة الجمهورية، وهناك موقف ثابت للرئيس الحريري وهو ترك المجال للتوافق المسيحي – المسيحي قدر الإمكان في هذا الملف، لأنه لا يريد إعطاء أي إيحاء بأنه هو من يحدد رئيس الجمهورية، وجرى التشديد على ضرورة عدم إستمرار التجاذب المسيحي – المسيحي لفترة طويلة لأنه لا يوصل الى اي شيء، وفي النهاية المسيحيين هم المتضررون الأوائل من هذا التجاذب الى جانب مؤسسات الدولة وباقي اللبنانيين، وهذا المضوع لا يقتصر على المسيحيين فحسب بل يشمل لبنان بأكمله من اقصى شمالة الى أقصى جنوبه، ولا بد من إيجاد المخرج المناسب لهذا الملف وإنتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن".
مبادرة للخروج من المأزق
ولفت الى أن "هذه الملفات وغيرها هي أبرز الخطوط العريضة الذي سيتطرق إليها الرئيس الحريري في كلمته المتلفزة اليوم، وهي ستشكل بمثابة مبادرة للخروج من المأزق الواقع فيه البلد"، مشدداً على أن "مسألة الحوار في لبنان لا يجب أن تكون ظرفية ويجب أن تكون مستمرة بين جميع الأطراف، بالرغم من نقاط الخلاف السياسية الموجودة بينهم، لكن هذا لا يمنع من الحوار الذي يبدل الكثير من الأمور ويغيير الكثير من الأوهام ويقرب وجهات النظر بين الأطراف، ومن هذا المنطلق حوارنا مستمر إن كان مع التيار الوطني الحر والآن مع الرئيس نبيه بري وحركة "أمل" الذي نأمل أن يستمر ويتطور أكثر من أجل مصلحة البلد واللبنانيين".
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,370,284

عدد الزوار: 7,630,127

المتواجدون الآن: 0