المبادرة القطرية لوقف النار ومصر تقرر دعوة مشعل للتشاور:مبادرتنا تنص على «فتح المعابر»

تظاهرات دعم غزة تعمّ المدن الأوروبية وفابيوس يعلن فشل محاولات إبرام هدنة وسقوط 14 جندياً إسرائيلياً في فخ التوغل البرّي

تاريخ الإضافة الإثنين 21 تموز 2014 - 6:33 ص    عدد الزيارات 2358    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تظاهرات دعم غزة تعمّ المدن الأوروبية وفابيوس يعلن فشل محاولات إبرام هدنة وسقوط 14 جندياً إسرائيلياً في فخ التوغل البرّي
المستقبل...(ا ف ب، رويترز، العربية،سكاي نيوز، وفا، «القسام»)
وقع الجنود الاسرائيليون في فخ التوغل البري في قطاع غزة، حيث سقط للجيش الاسرائيلي أمس 14 قتيلاً في عمليتين نوعيتين نفذهما مقاتلو المقاومة في القطاع الذي يتعرض لقصف شديد سقط معه أمس أكثر من 47 شهيدا ولا سيما في المنطقة الوسطى من القطاع، التي يعتبر الاسرائيليون انها تتضمن عدداً من الأنفاق الهجومية تجاه الأراضي المحتلة.

وفيما كانت التظاهرات تعمّ المدن الأوروبية وفي كاليفورنيا الأميركية دعماً لقطاع غزة في وجه الهجوم الاسرائيلي، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعد لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن محاولات إبرام اتفاق هدنة في غزة فشلت، مع مغادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس تركيا إلى قطر حيث سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.

ففي عملية نوعية جديدة نفذت «كتائب القسام« عملية تسلل خلف خطوط الجيش الاسرائيلي بمنطقة صوفا، وجاء في التفاصيل أن مجموعة من قوات النخبة في المقاومة تسللت عبر نفق خلف خطوط العدو في منطقة الريان في محيط صوفا. وأكدت حركة حماس أن مقاتليها باغتوا العدو واشتبكوا معه وأنه تم قتل 5 جنود اسرائيليين بالرصاص. وكشفت «القسام» كذلك أن مقاتليها هاجموا دورية من أربع جيبات عسكرية اسرائيلية في القطاع، وأكدوا قتل 6 جنود وأصابوا عدداً آخر بجراح، وغنموا اثنتين من بنادق الجنود.

وفي ساعة متقدمة من مساء امس نقل موقع «سكاي نيوز» عن «القسام» انها قتلت 14 جندياً اسرائيلياً.

وفي القدس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعد محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، إن محاولات ابرام اتفاق هدنة في الصراع الذي مضى عليه 12 يوما في غزة باءت بالفشل.

وقال فابيوس الذي جاء إلى إسرائيل بعد محادثات في مصر والأردن للصحافيين بعد الاجتماع مع نتنياهو «مع الأسف يمكنني القول إن الدعوة إلى وقف إطلاق النار لم يستجب لها بل على النقيض لاح خطر وقوع مزيد من الخسائر بين المدنيين وهو ما يثير قلقنا«.

وقال مسؤول فلسطيني مقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء ان الاخير سيلتقي اليوم في الدوحة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لبحث التهدئة في غزة.

وقال هذا المسؤول طالبا عدم الكشف عن اسمه «ان الرئيس سيلتقي مشعل لبحث التوصل الى تهدئة في قطاع غزة».

واضاف ان عباس سيصل الاحد الى قطر «للقاء اميرها وذلك في اطار الجهود التي يبذلها الرئيس عباس لوقف المجازر الاسرائيلية ضد شعبنا في قطاع غزة وعموم الاراضي الفلسطينية».

واكد هذا المسؤول وجود «تشاور دائم مع كافة الفصائل الفلسطينية ومنها حماس والجهاد الاسلامي من اجل التوصل باقرب وقت ممكن الى وقف لاطلاق نار تليه بعد 48 ساعه لقاءات مكثفة لمدة خمسة ايام يتم فيها التوصل الى هدنة».

واوضح ان الرئيس عباس يتبنى مع القيادة الفلسطينية «جميع مطالب الفصائل الفلسطينية ومطالب حركة حماس من اجل التوصل الى هدنة مع اسرائيل، لكن الرئيس عباس يريد اولاً وقف العدوان على غزة ومن ثم بحث اتفاق التهدئة او الهدنة مع اسرائيل».

وحمل المسؤول الفلسطيني حكومة نتنياهو «مسؤولية ارواح المدنيين الذين يتم استهدافهم بشكل متعمد من قبل جيش الاحتلال وهذه جرائم حرب ترتكبها اسرائيل امام العالم اجمع ضد شعبنا».

وارتفع عدد قتلى الهجوم الاسرائيلي الواسع على قطاع غزة الى اكثر من 340.

وأعلن متحدث باسم حركة حماس أمس، ان الحركة سلمت رسميا مطالب الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة للالتزام بتهدئة مع اسرائيل الى الرئيس الفلسطيني وتركيا واطراف عربية.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس «سلمت حماس رسميا مطالب المقاومة الفلسطينية للاطراف المعنية بما فيها قطر وتركيا والجامعة العربية والسيد محمود عباس».

وقال مصدر مقرب من حماس فضل عدم ذكر اسمه ان اهم المطالب التي اشترطتها فصائل المقاومة وعلى راسها حماس ووردت في اللائحة التي سلمت هي «وقف العدوان والحرب على قطاع غزة، ورفع كامل للحصار عن القطاع، وفتح كافة المعابر وحرية الصيد بعمق 12 ميلا بحريا».

واشار الى ان من بين المطالب ايضا «حرية الحركة في المناطق الحدودية والافراج عن المعتقلين في صفقة شاليط الذين اعتقلوا أخيرا في الضفة الغربية».

وشهدت العديد من المدن الاوروبية أمس تظاهرات حاشدة دعما للفلسطينيين في قطاع غزة الذي يتعرض لهجوم اسرائيلي واسع منذ اكثر من عشرة ايام، في حين ادى حظر تظاهرة باريس الى مواجهات مع الشرطة اوقعت جرحى.

ونتيجة اصرار المتظاهرين في بارس على التظاهر برغم عدم الحصول على ترخيص بذلك، شهد حي باربيس في باريس مواجهات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة استخدمت فيها الحجارة والزجاجات الفارغة في حين استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع.

وفي ساعات المساء الاولى، هاجم نحو مئة متظاهر عناصر الشرطة بالحجارة حسب ما افادت الشرطة التي استخدم عناصرها القنابل المسيلة للدموع.

ووفق مصدر في الشرطة، تم اعتقال 33 شخصا بتهمة القيام باعمال عنف ضد قوات الشرطة. واشار الى اصابة ثلاثة شرطيين.

وحصلت عملية كر وفر بين المتظاهرين ورجال الشرطة في الحي الذي امتلأ بالحجارة والزجاجات الفارغة والقنابل المسيلة للدموع. وعمد متظاهرون الى احراق صناديق خشبية في محطة مترو، كما احرقت النفايات وتضررت غرفة هاتف.

ومنعت تظاهرة باريس على الرغم من شكوى قضائية قدمها المنظمون ذلك ان السلطات تخشى «الاخلال بالنظام العام» اثر التجاوزات التي حصلت مع تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في 13 تموز.

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في نجامينا أمس، ان «الذين يريدون التظاهر بأي ثمن سيتحملون المسؤولية».

وشملت التظاهرات المماثلة العديد من المدن الفرنسية الاخرى مثل ليون في الوسط الشرقي (4000 متظاهر) ومرسيليا في الجنوب (ثلاثة الاف متظاهر) وستراسبورغ في الشرق (1300 متظاهر). ودعا المتظاهرون بشكل خاص الى وقف القصف الاسرائيلي للقطاع المحاصر.

وفي لندن تظاهر عشرات الاف الاشخاص كذلك للمطالبة بوقف عمليات القصف ورفع الحصار عن غزة، كما اعلنت اثنتان من سبع جمعيات نظمت التظاهرة وهما «حملة التضامن مع فلسطين» و»اوقفوا الحرب».

والتظاهرة التي نظمت بدعوة من سبع هيئات منها هيئة «اوقفوا الحرب» و»حملة التضامن مع فلسطين» و»المنتدى الاسلامي لاوروبا»، بدأت امام مدخل 10 داونينغ ستريت مقر الاقامة الرسمي ومكتب رئيس الوزراء، ثم توجهت التظاهرة الى سفارة اسرائيل في حي كنسينغتون غرب العاصمة.

وانتهت التظاهرة تحت شمس حارقة من دون صدامات ولا توقيفات، كما اوضحت الشرطة التي رفضت اعطاء اي تعداد رسمي.

واوضحت «حملة التضامن مع فلسطين» على موقعها على تويتر ان تظاهرتين جديدتين متوقعتان الثلاثاء امام سفارة اسرائيل في لندن والسبت في وايتهول حي الوزراء في لندن.

واوضحت المنظمة على موقعها على فيسبوك ان «عشرات الاف الاشخاص» تظاهروا في لندن «من اجل السلام والعدالة وفلسطين حرة». ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «اوقفوا الهجمات الاسرائيلية على غزة» و»حرروا فلسطين» و»غزة، اوقفوا المجزرة». وارتفعت بين الجموع اعلام فلسطينية حمراء وبيضاء وخضراء وسوداء.

وردد المتظاهرون «حرروا، حرروا فلسطين» و»ديفيد كاميرون، عار عليك».

ومن المتوقع ان تجري تظاهرات مماثلة اليوم في فيينا وامستردام وستوكهولم.

وتظاهر بضع مئات من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية والمناصرين للقضية في مدن سانتياغو، واهانيمن، وايرافاين في جنوب ولاية كاليفورنيا الاميركية أمس، بدعوة من الكونغرس الفلسطيني - الأميركي والمنظمات الطلابية، وهتفوا بشعارات التأييد والتضامن مع غزة وفلسطين، مؤكدين أنهم لن ينسوا جرائم الاحتلال ولن ينسوا شهداء غزة وجرحاها، وطالبوا برفع الحصار الظالم عنها فورا.

كما طالبوا بضرورة تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين للعدالة، والمجتمع الدولي والمنظمات الانسانية وهيئة الامم المتحدة وقف هذه الحرب الهمجية ضد لشعب الفلسطيني الأعزل ومحاكمة المعتدين على جرائمهم، كما طالبوا الادارة الأميركية بوقف المساعدات التي تدفعها لإسرائيل.


 
يوم دام في غزة
غزة، القاهرة، نيويورك - «الحياة»
تتزاحم المبادرات والتحركات الديبلوماسية من أجل التوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وحركة «حماس»، من دون أن تنجح في وقف الهجوم الإسرائيلي الدامي والمتواصل منذ 12 يوماً. في هذه الأثناء، تلقت أمس المبادرة المصرية للتهدئة دعماً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، في وقت قررت القاهرة توجيه دعوة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل. وفي تطور لاحق، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على موقعها الإلكتروني أن إسرائيل وافقت على مناقشة التعديلات التي وضعتها الفصائل الفلسطينية على المبادرة المصرية، وأبلغت مصر رسمياً بهذا الموقف.
وفي ثاني أيام الهجوم البري الإسرائيلي، شهد قطاع غزة يوماً دامياً انتشر خلاله الموت والدمار، وأسفر حتى مساء أمس عن استشهاد نحو 45 فلسطينياً، بينهم 71 طفلاً، و26 سيدة، و17 مسناً، ليرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بدء العدوان الى نحو 440 شهيداً، والجرحى إلى 1400، عدد كبير منهم بُترت أطرافه. يضاف إلى ذلك نزوح آلاف الفلسطينيين من منازلهم بسبب الغارات الإسرائيلية، قدرت «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) عددهم بنحو 50 ألفاً.
ترافق ذلك مع تحذير وزارة الصحة في غزة من «كارثة حقيقية» تطاول القطاع الصحي نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية في المستشفيات، ونقص الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل الأجهزة الطبية، في ظل عجز في التيار يُقدر بنحو 80 في المئة نتيجة قطع إسرائيل التيار الواصل إلى القطاع.
وعلى صعيد مساعي التهدئة، قال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير إيهاب بدوي إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي حرص على تأكيد دعم المملكة العربية السعودية للمبادرة المصرية الرامية لوقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة في قطاع غزة.
وعلمت «الحياة» أنه تقرر توجيه الدعوة إلى مشعل لزيارة القاهرة في إطار الجهود الرامية الى إقناع «حماس» بقبول المبادرة المصرية، في وقت دافعت مصر عن مبادرتها، مؤكدة أنها تنص بشكل واضح على رفع الحصار الإسرائيلي في القطاع، وأشارت إلى أن «الفقرة الثالثة تنص بوضوح على فتح المعابر، وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية». واعتبرت أن المبادرة متكاملة و»لا تسعى فقط إلى وقف العنف، وإنما فك الحصار وفتح المعابر، والتوجه نحو مفاوضات سياسية».
غير أن نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة لـ «الحياة» قال إنه غادر القاهرة أمس بسبب «الانسداد في الموقف»، مشيراً إلى فشل المحادثات التي أجراها ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق مع كل من الجانب المصري والرئيس محمود عباس على مدى 5 أيام من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف النار. وقال: «نطالب بإنهاء كل مظاهر الحصار البري والبحري والتجاري، والأمر لا يتعلق فقط بمعبر رفح ... وأبلغنا المصريين أن هذا الموقف ليس سياسي بل يتوافق مع إرادة معظم أبناء غزة».
وأعلن متحدث باسم «حماس» ليل أمس ان الحركة سلمت رسميا مطالب الفصائل في قطاع غزة للالتزام بتهدئة مع اسرائيل الى الرئيس محمود عباس وتركيا واطراف عربية.
وقال ابو مرزوق أن «المعركه على الميدان هي التي ستقرر وسنتظر». ولفت إلى أن الخلاف بين مصر و»حماس» ألقى بظلاله على المحادثات، وقال: «هناك شعور مصري بأن حماس تزايد على المصريين، وأنها تتمسك بأن يكون لكل من قطر وتركيا دور».
في هذه الأثناء، أكدت مصادر فلسطينية لـ «الحياة» ما نشره موقع «واللا» العبري عن الوثيقة القطرية لوقف النار بين إسرائيل و»حماس»، مشيرة إلى أن الشروط التي تضمنتها هي شروط طرحتها المقاومة الفلسطينية. وأفادت «واللا» أن المبادرة سلمت الى أميركا قبل الاجتياح البري الإسرائيلي، وأن تركيا شريك في الجهود القطرية.
وتتضمن المبادرة القطرية ستة نقاط هي: أن تفرج إسرائيل عن كل الأسرى المحررين في «صفقة شاليت» ممن أعيد اعتقالهم في الضفة الغربية أخيراً، وأن ترفع الحصار من خلال السماح بإقامة ميناء في غزة، وفتح معبر رفح 24 ساعة يومياً، وجميع المعابر مع غزة بشكل كامل، والسماح بالصيد 12 ميلاً من شواطئ غزة، وأن تكون واشنطن الوسيط والضامن لهذا الاتفاق.
ومن المقرر أن يتوجه عباس إلى الدوحة لمقابلة أمير قطر تميم بن حمد، لكن لم يتضح هل سيلتقي مشعل الذي يعيش في قطر.
وعلمت «الحياة» في نيويورك أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون غادر على متن طائرة قدمتها الحكومة القطرية، وأن أولى محطات زيارته للشرق الأوسط ستكون الدوحة، قبل أن يتوجه إلى مصر، ثم إسرائيل، فرام الله، من دون أن تكون غزة على جدول الزيارة الآن. وكان مساعده للشؤون السياسية جيفري فيلتمان أعلن أول من أمس في مستهل اجتماع لمجلس الأمن أن الزيارة تهدف إلى التعبير عن تضامن بان مع الفلسطينيين والإسرائيليين، والسعي إلى التوصل إلى اتفاق لوقف النار.
ميدانياً، شنت إسرائيل أكثر من 60 غارة على القطاع، فيما أطلقت الفصائل نحو 80 صاروخاً على مدن إسرائيلية، من بينها تل أبيب وأسدود وبئر السبع وديمونا النووية حيث أعلن عن مقتل بدوي نتيجة إصابته بالشظايا.
وأعلنت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، مساء أمس مقتل ستة ضباط وجنود إسرائيليين وتدمير ثلاث سيارات عسكرية وفرار رابعة في عملية «تسلل خلف خطوط العدو» نفذتها مجموعة من 12 قسامياً في مستوطنة العين الثالثة وراء الخط الأخضر، استشهد أحدهم وعاد البقية، كما دارت اشتباكات عنيفة على محاور مختلفة شمال القطاع وجنوبه ووسطه بين الفصائل وقوات الاحتلال المتوغلة.
واعترفت إسرائيل بمقتل جندي وإصابة 17 آخرين منذ بدء العدوان البري، وأكدت إطلاق 69 صاروخاً من غزة، فيما أفادت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن الصواريخ انطلقت من أماكن قريبة من القوات الإسرائيلية المتوغلة في القطاع.
وقال الجيش إن مهندسيه يقيمون منطقة عازلة بعرض 2.5 كيلومتر، ويسعون إلى تدمير الأنفاق ومنصات إطلاق الصواريخ.
وأعلنت مصادر فلسطينية أن «القسام» أطلقت ألف صاروخ على إسرائيل، في حين أطلقت «سرايا القدس» 850 صاروخاً منذ بدء الهجوم الاسرائيلي قبل 12 يوماً.
وعلى خلفية التصعيد، شهدت مدن أوروبية أمس تظاهرات حاشدة تضامناً مع غزة، كان أكبرها في لندن حيث شارك نحو 20 الف متظاهر، وشملت أكثر من 10 مدن فرنسية، في تحد للحظر الذي فرضته الحكومة، ما أدى إلى وقوع اشتباكات مع الشرطة.
 
المبادرة القطرية لوقف النار
لندن - «الحياة»
أكدت مصادر فلسطينية لـ «الحياة» ما نشره موقع «والا» العبري عن الوثيقة القطرية لوقف النار بين إسرائيل و «حماس»، مشيرة إلى أن الشروط التي تضمنتها هي شروط طرحتها المقاومة الفلسطينية. وأضافت أن المبادرة سلمت إلى أميركا قبل الاجتياح البري الإسرائيلي، وأن تركيا شريك في الجهود القطرية.
وتتضمن المبادرة القطرية ست نقاط هي: أن تفرج إسرائيل عن كل الأسرى الذي أعيد اعتقالهم في الضفة الغربية أخيراً ممن حرروا في «صفقة شاليط»، وأن ترفض الحصار من خلال السماح بإقامة ميناء في غزة، وفتح معبر رفح 24 ساعة يومياً، وفتح جميع المعابر مع غزة في شكل كامل، والسماح بالصيد 12 ميلاً من شواطئ غزة، وأن تكون واشنطن هي الوسيط والضامن لهذا الاتفاق.
 
مصر تقرر دعوة مشعل للتشاور:مبادرتنا تنص على «فتح المعابر»
القاهرة - «الحياة»
أعادت القاهرة التشديد على أن المبادرة المصرية الخاصة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة تنص في شكل واضح على رفع الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في القطاع، مؤكدة أن «الفقرة الثالثة تنص بوضوح على فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية». يأتي ذلك في رد جديد على أن المبادرة متكاملة و «لا تسعى فقط إلى وقف العنف، وإنما تشمل فك الحصار وفتح المعابر، والتوجه نحو مفاوضات سياسية».
وعلمت «الحياة» أن الأجهزة المعنية قررت توجيه الدعوة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل لزيارة القاهرة في إطار الجهود الرامية إلى إقناع الحركة بقبول المبادرة المصرية.
وقال مسؤول إنه تقرر اتخاذ هذه الخطوة عقب فشل الاجتماع الذي عقده الرئيس محمود عباس (أبو مازن) مع نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق الأربعاء الماضي في القاهرة في إقناع «حماس» بقبول المبادرة المصرية.
وأضاف أنه في حال زيارة مشعل القاهرة، واستعداد «حماس» للتفاعل مع مبادرة وقف النار، سيتم توجيه الدعوة إلى مسؤولين إسرائيليين لزيارة القاهرة للبدء في التحرك نحو تنفيذ اتفاق وقف النار، وما يستتبعه من خطوات أخرى نحو التهدئة.
فابيوس
في هذه الأثناء، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن وقف النار في غزة أمر «عاجل وملح»، معرباً عن دعمه للمبادرة المصرية عقب استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي له أمس، وقبل أن يغادر إلى الأردن وإسرائيل. وقال: «ندعم كلياً جهود مصر». وندد بسقوط حصيلة بشرية كبيرة للغاية، وقال إن من الضروري وقف النار «من أجل وقف دوامة أعمال العنف وحماية السكان المدنيين». وأكد أن الأولوية المطلقة هي لوقف النار «لكن، يجب ضمان تهدئة دائمة تأخذ بالحسبان حاجات إسرائيل في مجال الأمن والمطالب الفلسطينية».
وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على أن القاهرة لا تعتزم تعديل مبادرتها، وقال في مؤتمر صحافي مع فابيوس إن المبادرة تلبي احتياجات الطرفين، وبالتالي سنستمر في طرحها، ونأمل في أن تحظى بموافقتهم في القريب العاجل.
وتلقى شكري اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني محمد جواد ظريف مساء الجمعة قدم خلاله شرحاً مفصلاً لعناصر المبادرة المصرية وما تنص عليه من فقرات واضحة تطالب بوقف النار لحقن دماء الفلسطينيين، فضلاً عن فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع عبر قطاع غزة ووضع آلية محددة للتنفيذ وفقاً لتوقيت زمني واضح. وشدد على أن الهدف الأساسي لهذه المبادرة هو وقف أعمال القتل اليومية في غزة.
وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية أن شكري تناول خلال الاتصال الجهود المكثفة التي تبذلها مصر بالاستجابة للاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، خصوصاً في ما يتعلق باستقبال الجرحى والمصابين نتيجة الغارات وتوفير العلاج لهم بالمستشفيات المصرية، إضافة إلى توفير المساعدات الإنسانية لهم سواء الأغذية أو الأدوية أو المهمات الطبية من خلال فتح معبر رفح. ودعا إيران إلى تأييد المبادرة المصرية باعتبارها السبيل الوحيد لحماية الأبرياء من الشعب الفلسطيني ووقف سفك الدماء المستمر والعمليات العسكرية وتصعيدها. كما التقى شكري أمس نائب وزير خارجية اليابان نوبو كيشي وبحثا في الأوضاع الملتهبة في قطاع غزة.
وكثف الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي خلال اليومين الماضيين اتصالاته ومشاوراته مع عدد من الأطراف العربية والدولية بهدف وقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ودعم المبادرة المصرية وضمان تنفيذها، إذ أجرى اتصالاً مع الرئيس عباس بحث خلاله سبل إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، والعمل على تنفيذ المبادرة المصرية، وكذلك دعم طلب الرئيس الفلسطيني الذي قدمه للأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
كما أجرى العربي اتصالات مع كل من شكري، ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، وكذلك مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وفابيوس، ووزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موجيريني بصفة إيطاليا الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي، وسفير سويسرا في القاهرة لدعم طلب فلسطين بعقد مؤتمر عاجل للدول السامية المتعاقدة على اتفاقات جنيف الأربع بهدف إجبار إسرائيل على الالتزام باتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي في ظل عدوانها وانتهاكاتها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، لضمان حماية الشعب الفلسطيني والأراضي الفلسطينية المحتلة.
واستنكر رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان بشدة الجرائم الصهيونية الأخيرة ضد الشعب الفلسطيني، خصوصاً تلك التي تستهدف الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، وآخرها التي أودت بحياة أربعة أطفال على شاطئ غزة وثلاثة أطفال آخرين أثناء لعبهم فوق سطح منزلهم. واستهجن الصمت الدولي المطبق على مثل هذه الجرائم المتوحشة ضد كل ما هو إنساني أو أخلاقي، داعياً مجلس الأمن إلى القيام بدوره والتدخل العاجل لوقف هذه المجازر.
 
مقتل أكثر من 44 فلسطينيا.. و«القسام» تنفذ عملية خلف خطوط الجيش الإسرائيلي وارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 340 قتيلا و2400 مصاب.. وإسرائيل تكتشف 34 نفقا

جريدة الشرق الاوسط... رام الله: كفاح زبون .. اندلعت اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين فلسطينيين أمس على الحدود مع قطاع غزة، بينما أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان، تنفيذ «عملية إنزال خلف خطوط العدو». وجاء ذلك بينما ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل ملحوظ مع توسيع إسرائيل عمليتها البرية في القطاع. وقتل أمس 44 فلسطينيا على الأقل، وأصيب آخرون في هجمات متفرقة ليبلغ إجمالي عدد الضحايا منذ بدء العدوان قبل 12 يوما نحو 342 قتيلا وإصابة قرابة 2400.
وبحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة فإن المدنيين يشكلون أكثر من 80 في المائة من ضحايا الهجوم الذي قالت إسرائيل إنه يهدف إلى وقف إطلاق الصواريخ، قبل أن تبدأ ليل الخميس - الجمعة عملية برية تهدف إلى تدمير الأنفاق، على حد تعبيرها.
ويعد هذا الرقم من الضحايا الفلسطينيين في غزة - الأعلى منذ حرب إسرائيل على القطاع في نهاية 2008 عندما قتلت نحو 1500 فلسطيني وأصابت 4336 آخرين بجراح في حرب «الرصاص المصبوب» التي استمرت 22 يوما. وشنت إسرائيل في 2012 عملية «عمود السحاب» واستمرت أسبوعا وقتلت فيها أقل من 200 فلسطيني. وأعلن وزير الأمن العام الإسرائيلي إسحق أهارونوفيتش، أمس، أن اشتباكات دارت بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين فلسطينيين على الحدود مع قطاع غزة. وسمعت أصوات لتبادل إطلاق النار في منطقة الحدود. وقصفت إسرائيل، أمس، مزيدا من المنازل في المناطق الحدودية شمال غزة وجنوبها حيث تحاول قواتها اقتحامها، وكان من بين الضحايا عائلة كاملة في بيت حانون، محمود عبد الحميد الزويدي (25 سنة)، وطفلتاه نغم (سنتان)، ورؤى (ثلاث سنوات)، بالإضافة إلى داليا الزويدي (37 سنة).
كما قتل أمس فتى في الـ16 من عمره في رفح (جنوبا) ورجلان آخران في دير البلح (وسط). وأسفرت غارة جوية استهدفت بيت لاهيا (شمال) عن مقتل أربعة فلسطينيين، كما قتل اثنان في خانيونس (جنوب) وثلاثة آخرون في وسط القطاع المحاصر. وفي ساعات الصباح الأولى سقط سبعة قتلى جراء غارة استهدفتهم أثناء خروجهم من أحد المساجد في شرق خانيونس. كما عثر على جثث خمسة أشخاص بين أنقاض منزل قصف مساء الجمعة - السبت في غرب خانيونس. وعثر على ضحية أخرى أيضا بين حطام في خانيونس، كما توفي اثنان متأثران بجروح أصيبا بها في غارات سابقة. وأدت سياسة الأرض المحروقة التي تستخدمها إسرائيل منذ يومين على تخوم غزة في محاولة لتأمين دخول آمن للقوات البرية، إلى ارتفاع كبير في عدد الضحايا. ورغم ذلك فلم تتمكن القوات الإسرائيلية من التغلغل سوى مئات من الأمتار في اليوم الثاني من الحرب البرية.
ولاقى الجيش الإسرائيلي مقاومة عنيفة للغاية وصفها جنوده بـ«حرب أشباح» على بوابات بيت لاهيا وبيت حانون واضطر الجيش للعود إلى ثكناته عدة مرات. وفي غضون ذلك، تعهدت حركة حماس بهزيمة الجيش الإسرائيلي في غزة. وقال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام التابعة لحماس، في بيان متلفز، إن «المقاومة تكسب المعركة مع العدو الإسرائيلي في هذه الأيام»، متعهدا بأن «يحتفل الفلسطينيون في عيد الفطر المقبل بعيد آخر هو عيد النصر».
وتحدث أبو عبيدة عن «مفاجآت منتظرة»، وقال إن إحداها «تصنيع ربع مليون قنبلة ستكون في أيدي فتيان غزة ويستخدمونها بدل الحجارة في وجه الجنود الإسرائيليين». وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه موشيه يعلون «سيصابان بالخيبة والهزيمة وسيعود جيشهما مهزوما يجر أذيال الخيبة والذل، وكل من تآمر علينا وكل من وقف مع المغضوب عليهم سيعضون أصابع الندم». وتابع: «أعددنا أنفسنا لمعركة طويلة رأى العدو بعض فصولها؛ فإننا الأطول نفسا والأكثر إصرارا على تحقيق أهدافنا».
في المقابل، أعلنت حركة الجهاد تدمير دبابة ومدرعة في الاشتباكات. وقال أبو أحمد الناطق باسم السرايا التابعة للحركة إن «الجيش الإسرائيلي وقع في ورطة في الحرب البرية وبحاجة إلى من ينقذه».
ويستهدف الجيش الإسرائيلي في حربه البرية الحالية الدخول إلى مناطق سكنية للعثور على أنفاق، تقول إسرائيل إن حماس والفصائل الفلسطينية تستخدمها في شن هجمات وتصنيع وتخرين الأسلحة. وطلبت إسرائيل أمس من سكان مخيمي المواسي والبريج (وسط قطاع غزة) إخلاء منازلهم والتوجه إلى أماكن لا تجري قوات الجيش نشاطا عسكريا فيها. وسجل حتى الآن نزوح نحو 50 ألف فلسطيني عن منازلهم في شمال القطاع ووسطه.
وفي غضون ذلك، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، البريغادير موتي الموز، إن قوات الجيش اكتشفت في المناطق التي سيطرت عليها في القطاع مجموعة أنفاق واستهدفت بنى تحتية لحركة حماس. وأضاف: «ندرب حاليا قوات إضافية ونزودها بمختلف أنواع العتاد توطئة لاحتمال توسيع رقعة العملية البرية إذا اقتضت الضرورة ذلك». وبحسب الموز فإن الجيش يتحرك وفق معلومات دقيقة جمعتها هيئة الاستخبارات، لكنه أشار إلى غياب الضمانات لتدمير جميع الأنفاق. وبينما أكد الجيش الإسرائيلي أنه اكتشف خلال اليومين الماضيين 34 نفقا، فاجأت كتائب القسام إسرائيل، أمس، بعملية تسلل خلف خطوط الجيش الإسرائيلي مستخدمة أحد الأنفاق.
وقالت القسام إن «وحدة مختارة من مقاتليها نفذت عملية خلف خطوط العدو مقابل المحافظة الوسطى، وقد داس مجاهدونا رؤوس جنود العدو المذعورين بأحذيتهم وأحالوهم أشلاء؛ انتقاما وثأرا لدماء أطفال غزة الأبرياء».
لكن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه «أفشل» محاولة التسلل عبر نفق إلى موقع العين الثالثة، معترفا بأن المتسللين أطلقوا النار وقذائف على الجيش الإسرائيلي وتسببوا في إحداث إصابات.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أن اشتباكات عنيفة دارت «بين القوات العسكرية والعناصر الذين تسللوا إلى الأراضي الإسرائيلية عبر نفق وأطلقوا النار وصاروخا مضادا للدبابات باتجاه الجنود، وقد تمكنت القوة العسكرية من قتل أحد المخربين فيما فر الآخرون إلى القطاع، إلا أن طائرة من سلاح الجو لاحقتهم في غارة جوية استهدفتهم». وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية لاحقا وجود قتيلين في صفوف الجيش الإسرائيلي. وفي تلك الأثناء، واصلت حركتا حماس والجهاد وفصائل أخرى ضرب إسرائيل بمزيد من الصواريخ، وتسبب صاروخ سقط في ديمونا بمقتل إسرائيلي (بدوي درزي). كما أعلن الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليته عن إطلاق صاروخين من طراز «إم 75» باتجاه ديمونا، مؤكدا استهداف تل أبيب وأشكول وعسقلان.
 
فوزي برهوم: يجب التفريق بين المبادرة المصرية المرفوضة والدور المصري المطلوب ودعا عباس إلى حمل «رؤية» حماس

جريدة الشرق الاوسط.. رام الله: كفاح زبون .... أكدت حركة حماس، أمس، أنها لن توقع على أي مبادرة للتهدئة في غزة لا تستجيب لشروط المقاومة الفلسطينية. وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم لـ«الشرق الأوسط» إن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بشكلها الحالي «مرفوضة» من الحركة، التي اعتذرت عنها دون أن يطرح على حماس أي شيء جديد.
ودعا برهوم إلى «التفريق بين المبادرة المصرية المرفوضة وبين الدور المصري المطلوب». وقال: «نحن لا نتجاهل أهمية مصر ودورها التاريخي في ضرورة التدخل لوقف الحرب على غزة ورفع الظلم الواقع على القطاع، ويجب أن نفرق بين المبادرة المصرية التي اعتذرت عنها حماس وبين ضرورة أن يستمر دور مصر في الضغط على الاحتلال من أجل وقف العدوان». وتابع: «المبادرة المصرية كما هي لا تلبي احتياجات قطاع غزة ولا طموحات شعبنا ولا تتوازى مع حجم الظلم والجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق القطاع، وبالتالي نقول بشكل واضح نعتذر عن هذه المبادرة، واتصالاتنا مع مصر لم تنقطع بعد، ونحن نريد دورا مصريا قويا وفاعلا ومثمرا لإنهاء العدوان ورفع الظلم».
وكان برهوم يرد على تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، أكد فيها أن بلاده لا تعتزم تعديل مبادرتها لوقف إطلاق النار في غزة.
وكانت مصر عرضت الثلاثاء الماضي مبادرة للتهدئة في غزة تنص على وقف جميع الأعمال «العدائية»، بين الطرفين على أن تفتح المعابر وتسهل حركة عبور الأشخاص والبضائع في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض، على أن تناقش باقي القضايا بما في ذلك موضوع الأمن لاحقا.
ورفضت حماس المبادرة فورا وقالت إنها تريد الموافقة على شروطها، وجاء رفض حماس وسط تحرك تركي قطري مشترك لوقف القتال في غزة.
وردا على سؤال ما إذا كانت حماس متمسكة بدور مصري أو منفتحة على أدوار أخرى عربية وإقليمية، قال برهوم: «نحن حريصون على الدور المصري ولكن ليس لدينا أي مشكلة في تكاتف الجهود من أجل رفع الظلم.. بل نحن نريد تكاتف كل الجهود». ورفض تأكيد أو نفي معلومات عن تسليم حماس شروطها إلى قطر وتركيا.
غير أن مصادر مطلعة في غزة قالت لـ«الشرق الأوسط» إن حماس وبالتنسيق مع الجهاد الإسلامي وضعت شروطا من أجل وقف النار، وسلمتها لكل الوسطاء بمن فيهم مصر وقطر وتركيا. وشملت الشروط وقف العدوان وفتح الممرات البرية والبحرية وإطلاق سراح أسرى صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم، بالإضافة إلى التزام إسرائيل بكل الاتفاقيات السابقة في عامي 2009 و2012 والتي تشير إلى حرية حركة الأفراد والبضائع والصيادين وإعادة إعمار غزة.
ويزور الرئيس الفلسطيني تركيا على أن يزور قطر لاحقا من أجل رأب الصدع وفي محاولة لإقناع قطر وتركيا بالضغط على حماس للقبول بالمبادرة المصرية. وكان عباس طلب من وزير الخارجية الفرنسي الذي التقاه الجمعة في مطار القاهرة الاتصال بتركيا وقطر لكي يقنعا حماس بقبول وقف إطلاق النار في غزة.
ومن المفترض أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى في وقت متأخر أمس بوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي أبدى دعمه هو الآخر للمبادرة المصرية. وقدر برهوم جهد عباس لكنه قال إن عليه أن «يحمل الرؤيا الفلسطينية بأكملها وليس رؤيته الخاصة لما يجري».
وأضاف: «الرؤية الفردية لا يمكن أن تكون بديلا عن رؤية المقاومة». وتابع «كل مكونات الشعب الفلسطيني لها رؤية واضحة الآن وهي وقف العدوان ورفع الظلم عن غزة، وعندما يسوق أبو مازن هذه المظلمة لأي دولة في العالم سيكون على صواب». وتابع «كل ما نطلبه مأخوذ من القانون الدولي ولا يتعارض معه.. رفع الظلم مطلب قانوني».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,365,217

عدد الزوار: 7,629,988

المتواجدون الآن: 0