مسؤول في وحدة «غولاني» يؤكد ضراوة القتال أكثر من الحرب على لبنان في تموز 2006 ... تقرير لفريق خبراء إيطاليين: الجيش الإسرائيلي يستخدم أسلحة فتّاكة محرّمة دولياً

مذبحة إسرائيلية في «الشجاعية».. وعباس يعلن الحداد وحماس تتعهد بالانتقام...نتنياهو يتحدّث عن دعم دولي «كبير للغاية» والجيش الإسرائيلي يعترف بـ13 قتيلاً و«حماس» تأسر جندياً

تاريخ الإضافة الإثنين 21 تموز 2014 - 8:02 ص    عدد الزيارات 2621    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

نتنياهو يتحدّث عن دعم دولي «كبير للغاية» والجيش الإسرائيلي يعترف بـ13 قتيلاً و«حماس» تأسر جندياً ومحرقة إسرائيلية في حيّ الشجاعية
المستقبل....أ ف ب، رويترز، يو بي أي، وفا، قنا، وام، العربية
حوّلت اسرائيل أمس قطاع غزة الى أرض محروقة بكل معنى الكلمة فصبت قذائفها بـ»دقة عالية» لتصيب فلسطينيين مدنيين لم يجدوا فوق رؤوسهم سقفاً يحميهم، حتى تحول حي الشجاعية الى مقبرة مفتوحة لعشرات الشهداء منهم أطفال كثر، ليبدأ النهار بصور مروعة لأشلاء عائلات بكاملها ولينتهي بإعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وجود دعم دولي «كبير للغاية» للعدوان، فيما بدا أن حجم الدم الفلسطيني أكبر مما قد يتحمله «الضمير العالمي» لتصدر مواقف خجولة معبرة عن «القلق« بحسب تصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس.

عسكرياً، أكد الناطق باسم الجيش الاسرائيلي مقتل 13 جندياً اسرائيلياً في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، مع اعترافه صباحاً بإصابة قائد لواء النخبة غولاني بجراح متوسطة في اشتباك مع مقاتلي المقاومة شرق حي الشجاعية، وبرز في ساعة متقدمة مساء إعلان حركة حماس أسر جندي إسرائيلي خلال الاشتباكات الدائرة في القطاع.

ففي قطاع غزة تواصل آلة الحرب الإسرائيلية لليوم الثالث عشر على التوالي، إطلاق صواريخها وقذائفها الثقيلة تجاه المواطنين في قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 100 مواطن وإصابة 400 آخرين بجروح متفاوتة.

وقام الجيش الإسرائيلي بقصف منازل المواطنين الآمنين في مدن القطاع من الجو والبر والبحر، كان أعنفها على حي الشجاعية شرق مدينة غزة الذي استشهد فيه نحو 70 مواطناً وأصيب أكثر من 350 آخرين بجروح مختلفة، وبتر في الأطراف وحروق من الدرجتين الثانية والثالثة، وتقطّعت أجساد الشهداء وتمزقت وتحولت إلى أشلاء بفعل قذائف دبابات الاحتلال المتوغلة إلى الشرق من الحي، وسط هجوم جوي من الطائرات الحربية.

وأكد أن الاحتلال شرّد نحو 35 ألف مواطن عن مساكنهم من المنطقة الشرقية في مدينة غزة، وتحديداً من أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون، وأصبحوا بلا مأوى في ظروف إنسانية صعبة للغاية، مع إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» نفاد المواد التموينية والأغذية والدواء من مخازنها بشكل تام.

وشهدت كافة مناطق القطاع عدواناً إسرائيلياً شرساً طال البشر والشجر والحجر من رفح جنوباً مروراً بالمحافظة الوسطى ومدينة غزة حتى بيت حانون شمالاً.

ودمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء منزلاً لعائلة دلول قرب مفرق النديم بحي الزيتون في مدينة غزة بصاروخين وسوته بالأرض، كما قصفت منزلاً لعائلة أبو دية في الحي نفسه.

واستشهد، مساء الأحد، الطفل ريان تيسير أبو جامع (8 أعوام) والمسنة فاطمة محمود أبو جامع (60 عاماً) واستشهد ثالث ما زال مجهول الهوية، وأصيب ثلاثة آخرون بجراح متفاوتة، بقصف مدفعي استهدف منزلهم شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع.

وقصفت طائرة حربية إسرائيلية شقة سكنية في عمار قرطبة بحي الرمال غرب مدينة غزة، قبيل موعد الإفطار بأقل من ساعة، ما أدى إلى استشهاد المواطنين: سمر أسامة الحلاق (29 عاماً) وكنان أكرم الحلاق (5 أعوام) وهاني محمد الحلاق (29 عاماً) وسعاد محمد الحلاق (62 عاماً) وساجي الحلاق وإبراهيم خليل عمار وأحمد ياسين، وشهيد ثامن لا يزال مجهول الهوية، فيما أصيب 16 مواطناً آخرين بينهم إصابة خطرة، ونقلوا إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة.

واستشهد الفتى محمد رجاء هندم (15 عاماً) وإصيب والده بجراح خطيرة جراء قصف منزلهم في مدينة رفح، جنوب القطاع، وتم نقلهما إلى مستشفى أبو يوسف النجار في المدينة.

ولا تزال حصيلة الشهداء مرشحة للارتفاع بسبب الأعداد الكبيرة من الجرحى ذوي الحالات الصعبة للغاية.

ولكن اعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي ان 13 جندياً اسرائيلياً قتلوا في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وكان جيش الاحتلال قد اعترف صباحاً بإصابة قائد لواء النخبة غولاني بجراح متوسطة بعد تعرضه مع مجموعة من الجنود لاشتباك شرق حي الشجاعية حيث تم نقله للعلاج في مستشفى شيبا بتل أبيب.

وذكرت إذاعة الجيش أن 26 جندياً إسرائيلياً أصيبوا بجراح مختلفة منذ ساعات الليل وحتى الصباح بعد ليلة حافلة بالاشتباكات في أكثر من مكان من القطاع.

ووصف الناطق باسم الجيش الاسرائيلي المعارك التي خاضها جنود الاحتلال مع المقاومة الفلسطينية بأنها طاحنة.

وكانت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس أعلنت في ساعة مبكرة من فجر اليوم أنها قتلت 14 جندياً إسرائيلياً في كمين.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، انها اختطفت جندياً اسرائيلياً ليل أمس في قطاع غزة، في خبر اثار فرحة عارمة في القطاع حيث خرج الآلاف الى الشوارع احتفالاً به.

وقال ابو عبيدة المتحدث باسم الكتائب في خطاب متلفز ان القسام «تمكنت من أسر الجندي الصهيوني شاؤول أرون صاحب الرقم (العسكري) 6092065»، مؤكداً أن الجندي المختطف في «قبضة كتائب القسام».

وعلى الاثر خرج آلاف الفلسطينيون في شوارع غزة للاحتفال بالخبر فيما اطلق عناصر مسلحون النار في الهواء وعلا التكبير من مآذن المساجد.

وعقب اعلان كتائب القسام قال سامي ابو زهري المتحدث باسم «حماس» في بيان مقتضب ان «إعلان القسام أسر أحد الجنود الصهاينة هو انتصار كبير للمقاومة وانتقام لدماء الشهداء».

ورداً على سؤال عن الواقعة اكد الجيش الاسرائيلي انه «يتحقق» من صحة ما اعلنته القسام.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، انه يحظى بدعم عالمي «كبير للغاية» في العملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة التي قتل فيها 437 فلسطينياً في 13 يوماً.

وقال نتانياهو: «نحن نقوم بعملية معقدة ومكثفة وعميقة داخل قطاع غزة، وهي تحظى بدعم دولي. وهذا الدعم من قبل المجتمع الدولي للعملية التي يقوم بها الجيش كبير للغاية».

وبحسب نتانياهو، فان اسرائيل كسبت «الشرعية الدولية» لعمليتها العسكرية ضد قطاع غزة بعد قبولها لمقترح هدنة تقدمت به مصر في الخامس عشر من تموز الماضي رفضته حركة حماس.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون الذي شارك في المؤتمر الصحافي الى جانب نتانياهو ان عملية تدمير الانفاق بين قطاع غزة واسرائيل ستنتهي سريعاً. وقال: «اعتقد ان القسم الاكبر من الانفاق سيدمر خلال يومين او ثلاثة».

وتأتي تصريحات نتانياهو بعد وقت قصير من إلقاء وزير الخارجية الاميركي جون كيري اللوم على حركة حماس في استمرار النزاع في قطاع غزة، مؤكداً انها ترفض جميع الجهود لوقف اطلاق النار.

وقال كيري لتلفزيون اي بي سي: «عرض عليهم وقف اطلاق النار الا انهم رفضوه»، مشيراً الى ان حماس رفضت «بتعنت» جهود وقف النزاع «برغم ان مصر وآخرين دعوا الى وقف اطلاق النار».

وقال ان حماس تسببت بذلك في «مزيد من التحركات» من قبل الاسرائيليين لوقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب اسرائيل.

وأبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس، قلقه البالغ من تزايد عدد الضحايا في حرب غزة.

وقال أوباما ان وزير الخارجية جون كيري سيتوجه الى القاهرة في مسعى لانهاء القتال.

وقال البيت الابيض ان اوباما دان الهجمات التي تشنها حركة حماس على اسرائيل كما اعرب عن «قلقه البالغ بشأن ارتفاع عدد القتلى بما في ذلك ارتفاع عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين في غزة وسقوط جنود اسرائيليين»، مضيفاً أن كيري سيتوجه الى العاصمة المصرية «قريباً».

وجاء بيان البيت الابيض في اليوم الذي يعد الاكثر دموية في النزاع في غزة منذ خمس سنوات حيث تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين المئة، كما قتل 13 جندياً اسرائيلياً.

وقال البيت الابيض إن «الرئيس أوباما ورئيس الوزراء نتانياهو تحدثا مرة اخرى صباح اليوم (أمس) عبر الهاتف في ثاني مكالمة لهما خلال ثلاثة ايام لمناقشة الوضع في غزة». واضاف انهما «ناقشا العملية العسكرية الاسرائيلية المتواصلة» بما في ذلك «سقوط جنود اسرائيليين»، مشيراً إلى أن أوباما «اعاد التأكيد على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها».

وقال البيت الابيض ان كيري سيسعى الى التوصل الى «وقف فوري للاعمال العدائية استناداً الى العودة الى اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني 2012»، مؤكداً ضرورة حماية حياة المدنيين «في غزة وفي اسرائيل».

وكانت الصدفة سبباً في الاستماع الى وزير الخارجية الأميركي بطريق الخطأ أمس، وهو يعبر عن قلقه على ما يبدو لمقتل مدنيين خلال الحملة الإسرائيلية على غزة.

وفي حوار تسرب عبر مكبر صوت مفتوح قبل إجراء مقابلة ألقى كيري ما يبدو أنه تعليق تهكمي عن إصرار إسرائيل على أنها تبذل أقصى ما في وسعها لتفادي سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في العملية ضد نشطاء حماس.

وقال خلال مكالمة هاتفية «يا لها من عملية دقيقة. يا لها من عملية دقيقة». وقال كيري في تعليقه المسرب وهو يتحدث مع أحد مساعديه على ما يبدو «يجب أن نذهب الى هناك. أعتقد يا جون أن علينا الذهاب الليلة. أعتقد أن من الجنون الجلوس من دون أن نفعل شيئاً».

وحين طلب من كيري تفسير تعليقاته لم ينتقد اسرائيل وأكد حقها في الدفاع عن نفسها. وقال: «رد فعلي هو رد فعل أي شخص في ما يتعلق بالأطفال الصغار والمدنيين. لكن الحرب قاسية».

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء مجلس الامن الى عقد جلسة طارئة من اجل تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وقال عباس في خطاب بثه تلفزيون فلسطين: «فشل مجلس الامن في وقف العدوان ضد شعبنا لا يعفيه من مسؤولياته وفق القانون الدولي. لذلك فانني ادعو لجلسة طارئة اخرى وعاجلة هذه الليلة (أمس) لمجلس الامن».

واضاف: «ما قامت به قوات الاحتلال الغاشم اليوم (أمس) في حي الشجاعية بقطاع غزة هو جريمة في حق الإنسانية ومجزرة بشعة ستحاسب عليها ولن يفلت مرتكبوها من العقاب».

وبحسب عباس، فان «الوضع لا يحتمل»، مطالباً المجتمع الدولي «بتحمل مسؤولياته في هذه اللحظة الخطيرة ونطالب بحماية فورية دولية لشعبنا الفلسطيني». وكرر عباس على «ضرورة التزام الجميع بوقف اطلاق النار وفق المبادرة المصرية حقنا للدماء».
 
غزة تحترق... ولا أفق للحل
غزة، الناصرة، رام الله، جدة، الدوحة، طهران - «الحياة»
وفي اليوم الثالث عشر من العدوان الإسرائيلي، شهد قطاع غزة أكثر الأيام دموية بعدما استهدف الجيش حيي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، ناشراً الرعب والموت والدمار. وسجل عدد الشهداء أعلى مستوى له بمقتل 97 فلسطينياً، بينهم 62 شهيداً و250 جريحاً على الأقل في الحييْن، كما أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل 13 جندياً من «لواء غولاني» لقوات النخبة ليل السبت - الأحد. في هذه الأثناء، تواصلت مساعي التهدئة على أكثر من محور، في وقت تستضيف مصر وقطر عدداً من المسؤولين، على رأسهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، من دون أن يظهر أي أفق لانفراج وشيك...
وبعد ليل طويل من القصف الإسرائيلي المكثّف، خرج آلاف الفلسطينيين صباحاً بملابس نومهم حفاة للهرب من حي الشجاعية، فيما بقي آخرون عالقين في الحي المكتظ الذي يزيد عدد سكانه عن مئة ألف.
وشوهدت جثث القتلى محترقة أو أشلاء في الشوارع، كما في المنازل، بمن فيهم أطفال ونساء وعائلات، فيما لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين بسبب كثافة القصف، وكثرة أعداد الضحايا. وفي مستشفى الشفاء، كانت سيارات الإسعاف تصل كل خمس دقائق محملة بالمصابين.
ووصف النازحون ساعات من الرعب عاشوها بينما كانت المدفعية الإسرائيلية تقصف منازلهم المحرومة من الكهرباء، وفي ظل غياب أي طريقة للهرب. وقالت المواطنة مرح الوادية (23 سنة) من شارع النزاز في حي الشجاعية عبر الهاتف لوكالة «فرانس برس»: «هذا أحد اسوأ أيام حياتنا. نجلس جميعنا في غرفة واحدة منذ ليل أمس (السبت - الأحد) بانتظار توقف القذائف لنخرج من هنا، والشظايا تدخل المنزل من كل جهة». وتابعت: «حالتنا النفسية مدمرة للغاية، والجميع يبكي. الأطفال يشعرون بالرعب، ولا نعرف كيف سينتهي مصيرنا».
رغم ذلك، واصل المقاومون في غزة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وكبّدوها خسائر في أرواح جنودها، إذ أعلن الجيش مساء أمس أن 13 جندياً من «لواء غولاني» قتلوا ليل السبت - الأحد في مكمن في قطاع غزة، ما يرفع عدد الجنود القتلى إلى 18 منذ بدء الحرب البرية الخميس، علماً أن عدد الجنود القتلى خلال حرب العام 2008 بلغ عشرة بـ «نيران صديقة»، فيما قتل جنديان وأربعة مدنيين في حرب العام 2012.
وبدا أن الهجوم البري أخفق حتى الآن في تحقيق أهدافه بإخضاع «حماس» ووقف الصواريخ وتدمير الأنفاق، إذ أعلن الجيش إطلاق أكثر من 90 صاروخاً على إسرائيل أول من أمس، فيما أقر كبار الضباط بوقوع «معارك ضارية» مع المقاومين رأى مراقبون أنها قد تمهد لتهدئة أو إلى مزيد من التصعيد. وقال زعيم حزب «يش عتيد» الوسطي، وزير المال يئير لبيد إن الحكومة ستبحث في كل الخيارات، بما في ذلك احتلال القطاع، مضيفاً أن القتال «كان شرساً».
ولم يجد رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ما يدافع به عن الجرائم المرتكبة سوى اتهام «حماس» باستخدام الفلسطينيين في غزة دروعاً بشرية، مؤكداً أن إسرائيل لم تستهدف إلا «مواقع عسكرية». وقال لمحطة «سي. إن. إن.» الأميركية إنه سيفعل كل ما هو ضروري لاستعادة الهدوء والأمن ووقف الصواريخ. ورداً على سؤال عن الفترة التي سيستغرقها تدمير الأنفاق، اجاب: «سريعاً نسبياً»، داعياً المجتمع الدولي إلى» تنفيذ برنامج لنزع أسلحة غزة وتغيير هذا الوضع غير المقبول».
ودخلت واشنطن بقوة أمس على خط التهدئة، إذ أعلن وزير خارجيتها جون كيري أن الرئيس باراك أوباما سيطلب منه التوجه إلى الشرق الأوسط للمساعدة في جهود وقف النار، مضيفاً: «نحتاج إلى التوصل إلى وقف للنار» في غزة. وحمّل «حماس» مسؤولية تدهور الأوضاع، وقال لتلفزيون «إي. بي. سي.» إنه «عُرض عليها وقف للنار، إلا أنها رفضته بتعنت... على رغم أن مصر وآخرين دعوا إلى وقف النار». وفي مقابلة منفصلة مع محطة «فوكس نيوز»، دعا «حماس» إلى «التحلي الآن بالعقلانية» لإنقاذ الأرواح.
في غضون ذلك، تواصلت مساعي التهدئة، إذ استضافت الدوحة مساء أمس اجتماعاً بين الرئيس محمود عباس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون برئاسة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد. وأوضح مصدر قطري كبير لوكالة «رويترز» أن أمير قطر يعمل «كقناة اتصال» بين «حماس» والمجتمع الدولي، وأن «قطر عرضت مطالب حماس على المجتمع الدولي، وأن هذه القائمة قدمت لفرنسا وللأمم المتحدة، واللقاءات (في الدوحة) ستكون لمزيد من التفاوض على هذه الشروط».
وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل زار الكويت أمس حيث أجرى محادثات مع أمير الكويت الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للجامعة العربية، فيما رجح مصدر فلسطيني أن يجتمع عباس مع مشعل عقب عودته من الكويت.
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أمس أن بان سيزور القاهرة اليوم لإجراء محادثات تتناول المبادرة المصرية لوقف النار في غزة، مضيفة في بيان أنه سيلتقي «الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري وكبار المسؤولين».
ونفى شكري في تصريح إلى «الحياة» وجود أي بنود سرية للمبادرة المصرية أو أوراق أخرى غير الورقة التي أعلنتها القاهرة في 14 الجاري، مشيراً إلى أن كل ما يردده بعض قيادات «حماس» عن وجود بنود أخرى تتعلق بنزع سلاح الحركة «عار تماماً من الصحة، ومحض كذب وهراء». وأكد أن فرض السيادة المصرية على معبر رفح أمر لا تقبل مصر بطرحه على طاولة النقاش مهما كانت العواقب.
يذكر أن مصر رفضت تعديل مبادرتها لوقف النار، في حين رفضت «حماس» استجابة دعوة لزيارة وفد منها برئاسة مشعل القاهرة لمناقشة المبادرة، مؤكدة في بيان استعدادها «للتعاون مع أي تحرك من أي طرف بما يحقق المطالب الفلسطينية المحددة والتي تم تسليمها للأطراف المختلفة في الأيام الماضية».
على أن مصادر إيرانية رسمية انتقدت رفض «حماس» المبادرة المصرية، ودعتها إلى التعامل مع المبادرات بعيداً من المواقف السياسية المسبقة، في إشارة إلى علاقتها بـ «الإخوان المسلمين».
 
إيران تدعو «حماس» الى التعامل مع المبادرات بعيداً من المواقف السياسية المسبقة
الحياة..طهران – محمد صالح صدقيان
تعتقد طهران أن المبادرة المصرية لحل الأزمة الحالية في قطاع غزة أقرب إلی الواقع من المبادرة القطرية - التركية بسبب ارتباط مصر جيوسياسياً بالأراضي الفلسطينية وتحديداً مع قطاع غزة، لذلك انتقدت مصادر إيرانية سلوك حركة «حماس» في رفضها المبادرة المصرية من دون أن تناقشها مع الجانب المصري، معتبرة أن «خلافها مع النظام الجديد في مصر على خلفية «الإخوان المسلمين» يجب ألا ينعكس على تعامل حركات المقاومة مع القضية المركزية والاحتلال الإسرائيلي».
وتعتقد طهران أن القاهرة تستطيع، بما لديها من إمكانات، إيجاد حل للأزمة يحقق طموح سكان غزة، بما في ذلك إزالة الحصار عن القطاع المفروض منذ سنوات، وتحقيق مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أجل رفع حال الصمود والتصدي للأطماع الإسرائيلية.
وقالت مصادر فلسطينية في طهران إن القاهرة أعطت نسخة من المبادرة إلى مسؤولين في «حماس» تختلف عن تلك التي أعطيت لإسرائيل، وإن «المسؤولين المصريين بدأوا مبادرتهم بعيداً من التشاور مع حماس في الوقت الذي كانت الحركة تنسق مع قطر وتركيا لطرح مبادرة كادت أن تحصل على الموافقة الإسرائيلية بفك الحصار عن قطاع غزة».
واعتبرت المصادر الإيرانية أن إسرائيل تريد الدور المصري بديلاً من الدور القطري - التركي لإبعاد مصر عن الواقع العربي بسبب أخطار رجوعها إلى الحظيرة العربية التي تتناغم مع طموحات الرئيس عبدالفتاح السيسي.
 
«محرقة» في حيي الشجاعية والتفاح: 70 شهيداً و400 جريح
الحياة..غزة - فتحي صبّاح
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي «محرقة» في حيي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، إذ قتلت 70 فلسطينياً وأصابت أكثر من 400، جروح بعضهم خطيرة، ليرتفع عدد الشهداء إلى نحو 420 شهيداً منذ بداية العدوان في الثامن من الجاري.
وتم انتشال اكثر من نصف عدد الشهداء خلال «تهدئة إنسانية» لمدة ساعتين ظهر أمس عرضتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ووافقت عليها الفصائل وإسرائيل، فيما لا يزال عدد، غير معروف، من الشهداء تحت أنقاض المنازل المدمرة.
وشهد الحيان قصفاً عنيفاً ومركزاً ليل السبت - الأحد منذ ساعة إفطار رمضان وحتى بزوغ الفجر من قبل مدفعية الدبابات وطائرات حربية إسرائيلية من طراز «أف 16» النفاثة ومروحيات «أباتشي» الأميركية الصنع، بمعدل قذيفة أو صاروخ كل دقيقة، وأحياناً أكثر من قذيفة في الدقيقة الواحدة.
وشهد الحيان ومناطق أخرى اشتباكات ضارية مع مقاومين من الفصائل المختلفة، خصوصاً «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، و»كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» التي أعلنت مقتل 14 جندياً إسرائيلياً في مكمن في حي التفاح، فيما أعلنت إسرائيل مقتل 13 جندياً.
نزوح جماعي
ونزح الآلاف من الحيين في أعقاب المحرقة، بعدما رفضوا النزوح بناء على أوامر قوات الاحتلال، واندفعت عائلات بأكملها، وخرجت نساء وفتيات وأطفال وشباب بملابس المنزل، ومن دون أحذية على غير هدى إلى أن وصلوا إلى حديقة الجندي المجهول ومستشفى الشفاء غرب المدينة. وارتفع عدد النازحين من المدن المختلفة إلى مدارس تابعة لـ «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) إلى أكثر من 85 ألفاً.
ووصفت حركة «حماس» أن محرقة الشجاعية والتفاح بأنها «جريمة حرب»، مشددة على أنها «لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني». وقال الناطق باسمها سامي أبو زهري في تصريح مقتضب إن «المقاومة ستستمر في تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة، ولن تسمح لقواته بأن تطأ قدمه أرض غزة». وأضاف إن «عدداً كبيراً جداً من الشهداء ارتقى على مسمع المجتمع الدولي ومرآه، فالاحتلال يحاول تعويض فشله أمام المقاومة من خلال استهداف المدنيين، عبر تنفيذه سياسة الأرض المحروقة في الميدان».
وقالت حركة «الجهاد الإسلامي» في بيان إن جريمة الشجاعية والتفاح «كشفت عن مستوى الوحشية والحقد الذي يتملك قادة العدو، وهم يحاولون حفظ ماء وجوههم بعد الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة لجيشهم المعتدي». وأكدت أن «هذه المذابح لن تدفع شعبنا للاستسلام، وستواصل المقاومة استبسالها في ميدان المعركة».
وأكدت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أن «جرائم الاحتلال لن تمر من دون عقاب، وسيبقى خيارنا مقاومة حرب الإبادة الصهيونية التي يشنها الكيان الإسرائيلي ضد شعبنا ومقدراته، ولن تُعلي سوى راية الصمود والمواجهة والمقاومة».
ودعت «الشعبية» و»الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في بيانين منفصلين قيادة منظمة التحرير والسلطة إلى «الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية، وملاحقة قادة دولة الاحتلال وقواته الفاشية على جرائمهم في حق الشعب الفلسطيني، والإسراع في توحيد الموقف الفلسطيني في التعامل مع العدوان سياسياً وميدانياً».
ودانت «الديموقراطية ما وصفته «المجزرة البشعة... وجريمة حرب كبرى تتجاوز كل الخطوط الحمر». وأشارت إلى أن قوات الاحتلال «تصعد من عدوانها البري باستهداف مباشر للمدنيين في القتل والتهجير».
ميدانياً
ميدانياً، أحصى شهود سقوط صاروخ أو قذيفة مدفعية في كل دقيقة تقريباً، وأحياناً أكثر من قذيفة في الدقيقة الواحدة، تزامنا مع قصف بحري على المناطق الساحلية الغربية. وقال شهود ونازحون عن منازلهم في حيي الشجاعية والتفاح لـ «الحياة» إن الصواريخ وقذائف المدفعية انهمرت على المنازل بشكل كثيف وعشوائي ساعة إفطار رمضان أول من أمس، ما أدى إلى تدمير عشرات المنازل واستشهاد عشرات وإصابة المئات. وأضافوا أن الرجال والنساء والأطفال فروا من منازلهم بعد القصف، واختبأ بعضهم تحت الأشجار في مزارع صغيرة متناثرة إلى أن خف القصف قليلاً مع بزوغ شمس الأحد. وأشاروا إلى أن معظمهم وصل إلى مدارس تابعة لـ»أونروا» أو للحكومة، وآخرون إلى مستشفى الشفاء.
وفي المستشفى الحكومي الصغير غير القادر على استيعاب كل هؤلاء الشهداء والجرحى، كان هناك مشهدان مأسويان، الأول جثث الشهداء المقطعة والمتفحمة من الرجال والنساء والأطفال والجرحى وبعض المشوية لحومهم، ومشهد أكثر من ألف لجأوا إليه، كثير منهم ساعة الظهر كانوا ينامون على الأرض فيما النساء، بملابس المنزل أو بأغطية الصلاة، ترعى أطفالاً حفاة بعضهم لا يستره شيء.
وصباحاً، عرضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر «تهدئة إنسانية» لمدة ثلاث ساعات لإخلاء الشهداء والجرحى، ووافقت الفصائل فوراً، بحسب ما أعلن أبو زهري، لكن إسرائيل رفضت وواصلت القصف، ثم عادت ووافقت على تهدئة لساعتين في الحيين فقط، فيما استمر القصف في باقي مناطق القطاع، واشتد اعتباراً من عصر أمس.
واشتد القصف بعد منتصف الليل بعدما أعلنت الأجنحة العسكرية أنها تخوض معارك ضارية مع قوات الاحتلال التي عجزت عن التقدم على الأرض أكثر من 500 متر في أحسن الأحوال.
«أونروا» تستغيث
من جهتها، أعلنت «أونروا» أن «غزة تتجه نحو كارثة حقيقية في حال استمرار العمليات الحربية، ومستوى اللجوء والنزوح الكبير من أحياء عدة في القطاع إلى داخل المدن». وقال المستشار الإعلامي لـ»أونروا» عدنان أبو حسنة خلال مؤتمر صحافي أمس إن «احتياطي أونروا من الفراش والأغطية والأدوات الصحية نفدت تماماً، وهي تواجه مشكلة حقيقية في كيفية استيعاب هذه الأعداد الرهيبة التي لا تملك أي شيء وتركت وراءها كل شيء». وجدد توجيه نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي والمانحين العرب والقطاع الخاص في الدول العربية «للتحرك العاجل لمساعدة أونروا لأنها الجسم الوحيد الذي بقي متماسكاً يقدم خدمات وبقية منظمات الأمم المتحدة لكل سكان القطاع».
وأشار إلى أن «الأزمة ليست في مدارس أونروا فقط، بل هناك مدارس حكومية ومؤسسات خاصة فتحت أبوابها لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الناس».
مكمن يحصد 14 جندياً
في هذه الأثناء، أعلنت «كتائب القسام» فجر أمس عن قتل 14 جندياً إسرائيلياً في «مكمن محكم» لقوة إسرائيلية متوغلة شرق حي التفاح. وأوضحت أن «المجاهدين استدرجوا الدبابات لتدخل حقل ألغام مكون من عبوات برميلية، وبعدما تبعتها ناقلتا جند إلى داخل المكمن فجر مجاهدونا حقل الألغام بالقوة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل». وقالت إن مجاهديها «تقدموا صوب ناقلات الجند وفتحوا أبوابها وأجهزوا على جميع من فيها وعددهم 14 جندياً إسرائيلياً» في إطار عملية «العصف المأكول».
كما أعلنت الكتائب إطلاق عشرات صواريخ «107» و»غراد» و»أم 75» وقذائف هاون على مستوطنات، وعلى مدينة تل أبيب أيضاً.
من جانبها، أعلنت «سرايا القدس» مواصلة قصف أهداف إسرائيلية برشقات صاروخية من نوع «غراد» و»براق 70» و»107» و»آر بي جى»، واستمرار التصدي لمحاولات التوغل الصهيونية على حدود القطاع في إطار معركة «البنيان المرصوص»، وقنص جنود. وقالت في بيان إن «وحدة المغاوير التابعة لها خاضت ولا تزال تخوض اشتباكات عنيفة مع قوات صهيونية خاصة في منطقة الزنة شرق خان يونس» جنوب القطاع، وأنه تم «قنص جندي صهيوني شرق حي الشجاعية، وأصابته إصابة مباشرة».
كما أعلنت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى»، الذراع العسكرية لـ»الشعبية»، و»كتائب المقاومة الوطنية»، الذراع العسكرية لـ»الديموقراطية»، وألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، تصدي للقوات المتوغلة وقنص جنود وإطلاق صواريخ وقذائف على بلدات إسرائيلية.
 
مذبحة إسرائيلية في «الشجاعية».. وعباس يعلن الحداد وحماس تتعهد بالانتقام وفرار 130 ألف فلسطيني من منازلهم.. وإسرائيل تقر بمقتل 13 من جنودها

جريدة الشرق الاوسط... رام الله: كفاح زبون .. في واحد من أكثر الأيام دموية منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي دخل أمس يومه الثالث عشر، لقي أكثر من 60 فلسطينيا حتفهم وأصيب العشرات في قصف مدفعي وغارات جوية استهدفت حي الشجاعية الحدودي، مما يرفع إجمالي الضحايا الفلسطينيين منذ بدء الحرب إلى نحو 450 قتيل و2800 جريح. كما أعلن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن نحو 130 ألف فلسطيني فروا من منازلهم في المناطق القريبة من الحدود. وفي المقابل، أقرت إسرائيل بمقتل 13 جنديا خلال العمليات التي جرت أمس.
وقضى الفلسطينيون في حي الشجاعية ليلة كاملة من الرعب الحقيقي تحت القصف الإسرائيلي العشوائي، وأبيدت عائلات بأكملها داخل منازلها وأخرى في الشوارع عندما حاولت الفرار، بينهم أسامة خليل الحية نجل المسؤول الكبير في حركة حماس، وزوجته وأبناؤه.
وقال شهود عيان إن بعض الضحايا نزفوا طويلا قبل أن يفارقوا الحياة بسبب تعثر سيارات الإسعاف في الدخول إلى الحي.
وأعلن الناطق باسم الصحة الفلسطينية انتشال 60 جثة، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما أصيب 200 في مجزرة الشجاعية. وحتى وقت متأخر من أمس، كانت لا تزال بعض الجثث مدفونة تحت ركام المنازل. وانتشل معظم الضحايا خلال فترة ساعة ونصف الساعة، وافقت فيها إسرائيل على هدنة إنسانية في الشجاعية، استجابة لطلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل نقل المصابين الفلسطينيين.
وكان يفترض أن تستمر الهدنة ساعتين، لكن إسرائيل قصفت الحي مجددا بعد نحو ساعة ونصف الساعة منذ بدء الهدنة، متهمة الفلسطينيين بخرقها. وشوهد الصحافيون وطواقم الإسعاف وهم يفرون من الحي بعد تجدد القصف الإسرائيلي.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية «المجزرة الجديدة» التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية، في حي الشجاعية، وطالبت إسرائيل بإيقاف عدوانها على القطاع فورا. ووجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فورا، نداء إلى المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وفرض وقف إطلاق النار.
وأعلن عباس، الحداد في فلسطين لمدة ثلاثة أيام «على أرواح شهداء شعبنا في قطاع غزة، وآخرهم شهداء مجزرة الشجاعية التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية بدم بارد فجر الأحد، وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى». وجاء في بيان رئاسي: «سيجري خلال أيام الحداد تنكيس الأعلام على الدوائر الرسمية والحكومية والسفارات الفلسطينية في الخارج».
وهاجمت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الصمت الدولي، قائلة إنه يشجع الحكومة الإسرائيلية، على المضي في «جريمتها الدموية البشعة وتوسيع نطاقها». وأضافت: «أنه لا يمكن ردع العدوان المجرم، ومنع إسرائيل من ارتكاب المزيد من المجازر إلا بمحاسبتها على هذه الجرائم ومنع إفلاتها من العقاب، بما في ذلك في المحكمة الجنائية الدولية، والكف عن المقولات الزائفة بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها». ودعت المنظمة الدول العربية المجاورة إلى «الإسراع في إرسال الطواقم والمساندة الطبية القادرة على التعامل مع حجم هذه المجزرة؛ بسبب نفاد مخزون معظم المواد الطبية، وازدحام المستشفيات بالمئات والآلاف من الضحايا».
وتعاني المستشفيات في غزة نقص الاحتياجات الطبية، وامتلأت ثلاجات مستشفى الشفاء بجثث الضحايا، واضطر الأطباء إلى تمديد جثث الأطفال على الأرض وبعض الطاولات الخشبية، فيما وصل الناجون إلى المستشفى يتفحصون وجوه الضحايا بحثا عن أقربائهم.
بدورها، تعهدت حماس بالانتقام وأن «تشرب إسرائيل من الكأس نفسها». وقال الناطق الرسمي باسم حماس، سامي أبو زهري، في بيان، إن حركته تندد بـ«جريمة الحرب» التي نفذها الاحتلال في حي الشجاعية ضد المدنيين، وتتعهد باستمرار المقاومة. وأضاف أن «المقاومة ستستمر في تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة، ولن تسمح للاحتلال بأن تطأ قدمه أرض غزة».
وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 13 جنديا قتلوا ليل السبت/ الأحد في قطاع غزة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أنه «قتل 13 جنديا من لواء جولاني للمشاة الليلة الماضية»، في إطار العملية الجارية في القطاع، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وبذلك، يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 18 جنديا. وكانت إسرائيل بررت مذبحة الشجاعية بقولها إن حماس تستخدمها قاعدة لإطلاق الصواريخ. واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس باستخدام الفلسطينيين في غزة «دروعا بشرية»، وناشد «سكان غزة بألا تبقوا هناك. حماس تريدكم أن تموتوا، ونحن نريد سلامتكم»، لكنه لم يوضح الأماكن الآمنة التي بوسعهم اللجوء إليها.
بدوره، قال أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي: «توجد تحت حي الشجاعية نحو عشرة أنفاق إرهابية، وبعضها يمتد إلى داخل إسرائيل، وهدفها هو التسلل إلى البلدات المحاذية للحدود وقتل سكانها المدنيين». وأضاف: «حماس تستخدم حي الشجاعية في غزة قاعدة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل وحولت الحي إلى منطقة عسكرية محصنة». بينما قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن «إسرائيل دعت سكان الشجاعية على مدار أيام إلى مغادرة منازلهم، لكن حماس منعتهم».
وطلب الجيش الإسرائيلي مجددا أمس من الفلسطينيين في بيت لاهيا وبيت حانون مغادرة منازلهم.
وبدأ القصف العنيف على الشجاعية بعد إصابة قائد وحدة جولاني التي تقاتل في الشجاعية وهو عربي درزي يدعى غسان عليان، ويعد أول عربي يقود وحدة جولاني بعد أن نال ترقية منذ نحو شهر. وقاد عليان الهجوم على الشجاعية قبل إصابته في كمين لكتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس، إلا أنه طلب من أطبائه، أمس، إعادته إلى غزة من أجل استئناف القتال.
وتشير تصريحات مسؤولين إسرائيليين إلى أنهم سيواصلون الحرب على غزة حتى وقت طويل.
وقرر المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، أمس، ألا يوافق على أي هدنة إنسانية جديدة في غزة قبل حلول عيد الفطر بعد نحو أسبوع.
وكانت «كتائب القسام» أعلنت مقتل أكثر من 31 جنديا إسرائيليا في كمائن وعمليات مختلفة وإصابة أكثر من 200 جندي.
 
تقرير لفريق خبراء إيطاليين: الجيش الإسرائيلي يستخدم أسلحة فتّاكة محرّمة دولياً
المستقبل...وفا
كشفت تقارير صادرة عن مؤسسات محلية ودولية مختلفة، أن الاحتلال استخدم في هجومه على قطاع غزة أسلحة محرمة دولياً، تشبه تلك التي استخدمها في الحرب على لبنان عام 2006، وهو ما أكده أطباء في مستشفيات القطاع، بأن الإصابات الناجمة عن سلسلة الغارات الإسرائيلية تراوحت ما بين الحروق العميقة التي تصل إلى العظم وبتر الأطراف.

وكشف تقرير أصدره خبراء إيطاليون يسمون أنفسهم فريق «ميديكا»، وجود دلائل تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم أسلحة محرمة دوليا في غزة، وهذه الأسلحة فتاكة وجديدة وغير معروفة.

وأظهر التقرير الذي أعده الفريق الإيطالي وجود أعراض جديدة وغريبة بين الجرحى والشهداء الفلسطينيين، وذلك استنادا لتقارير نشرت في عدد من المواقع المتخصصة حول الحرب الأخيرة على غزة، ومقابلات مع عدد من الأطباء العاملين في قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى أن تلك الأسلحة تسببت في بتر الأطراف السفلية بصورة وحشية وغير معروفة، وكثيرا ما يطلب الأطباء الفلسطينيون مساعدة المجتمع الدولي من أجل فهم أسباب هذه الجرح غير المؤلوفة والتي تحتوي على شظايا صغيرة وغالبا غير مرئية للأشعة السينية، إضافة إلى الحرارة العالية في الأطراف السفلية.

ووفقا لمجلة «Defense Tech« العسكرية، فإن السلام المستخدم في بتر الأطراف بشكل فوري وحرق الجسم، يسمى «Dime» ويعني اصطلاحاً «Explosive Dense Inert l«، وقد يكون هذا السلاح قذيفة كربونية تتحول إلى شظايا صغيرة عند انفجارها وتطلق غباراً يحتوي على طاقة تحرق وتدمر كل شيء في دائرة نصف قطرها أربعة أمتار، وهذه التكنولوجيا هي جزء من نوع جديد من الأسلحة «منخفضة الفتك« ولها أضرار جانبية كبيرة وقد تكون قاتلة.

ويقول رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان الحقوقي راجي الصوراني، إن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وتنتهك مواثيق القانون الدولي الإنساني باستهدافها المدنيين، وقتلهم بأبشع الصور، وإنّ على المجتمع الدولي ملاحقة قادة إسرائيل دوليا، وتقديمهم للعدالة عبر محكمة الجنايات الدولية.

وتابع: «إسرائيل، ترتكب جرائم حرب، وما من مكان إلا وتقوم إسرائيل بقصفه، بأشد الأسلحة فتكا، وتطال هذه الأسلحة، الأطفال والنساء وكبار السن، وتفتك بأجسادهم وتحيلهم إلى جثث متفحمة».

وشدد الصوراني، على ضرورة تحرك المؤسسات الحقوقية الدولية من أجل إخضاع القادة الإسرائيليين للمحاكمة الدولية، وثنيهم عن ارتكاب هذه الانتهاكات المتواصلة.

واتهمت «هيومان رايتس ووتش»، إسرائيل صراحة باستخدام قنابل الفوسفور الأبيض الممنوع استخدامها بالمناطق الآهلة بالسكان، في الحرب الإسرائيلية التي شنتّها على القطاع في عام 2009، كما اتهمت المنظمة إسرائيل باستخدام الفوسفور الأبيض المحظور على المدنيين دوليًّا، واستخدام «ذخائر المعدن الكثيف الخامل«Dime».

من جهته، قال سفير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط والأمين العام لمنظمة حقوق الإنسان الدولية في الأمم المتحدة هيثم أبو سعيد، إن إسرائيل استعملت أثناء بدئها بالعملية العسكرية البرية على غزّة الغاز الأبيض الذي ألحق الأذى البالغ بالعشرات من المدنيين الفلسطينيين.

وذكر أبو سعيد في تقرير أصدره مؤخرا، أن «إسرائيل« استخدمت هذه المادة خلال العملية البرية في بلدة بيت حانون ومنطقة الشوكة في رفح، وأوضح أن السلاح المذكور ضمناً هو عبارة عن سلاح يعمل عبر امتزاج الفوسفور فيه مع الأكسجين، وأن الفسفور الأبيض عبارة عن مادة شمعية شفافة وبيضاء ومائلة للاصفرار، وله رائحة تشبه رائحة الثوم ويصنع من الفوسفات، وهو يتفاعل مع الأكسجين بسرعة كبيرة منتجاً ناراً ودخاناً أبيض كثيفاً.

وتابع إنه في حال تعرض منطقة ما بالتلوث بالفسفور الأبيض يترسب في التربة أو قاع الأنهار والبحار أو حتى على أجسام الأسماك، وعند تعرض جسم الإنسان للفوسفور الأبيض يحترق الجلد واللحم فلا يتبقى إلا العظم.

وقال المسؤول الدولي، كما أشارت التقارير التي يتم التأكّد منها لجهة استعمال سلاح غاز السارين في المعارك الدائرة بالإضافة إلى الغاز الأبيض في المنطقة نفسها التي شهدت معارك عنيفة أثناء محاولة تقدّم للمشاة العسكرية «الإسرائيلية«، وهذا النوع من السلاح هو أحد غازات الأعصاب الصناعية مشابه لمجموعة من مضادات الحشرات المعروفة بالعضوية الفوسفاتية.

وتابع: «وفي ما لو ثبت استعمال ذلك، تكون إسرائيل قد خرقت مرّة أخرى كل القواعد والأسس المنصوص عليها دولياً والتي تُحرّم استعمال تلك الأنواع من الأسلحة وتُحاسِب عليها القوانين الدولية المعنية في هذه القضايا.
 
مسؤول في وحدة «غولاني» يؤكد ضراوة القتال أكثر من الحرب على لبنان في تموز 2006 ... ارتباك إسرائيلي وصدمة في أوساط الجيش من شراسة المقاومة في غزة
القدس المحتلة ـ «المستقبل»
سمحت الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة أمس، بالنشر عن مقتل ضابط رفيع المستوى وأربعة جنود من جيش الاحتلال فجر الجمعة في معارك مع المقاومة الفلسطينيّة، كما سمحت بنشر معلومات عن الجرحى الذين تمّ نقلهم إلى المستشفيات لمعالجتهم.

وألمحت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنّ المستويين السياسيّ والأمنيّ لم يتوقّعا أنْ يصل حجم الخسائر البشريّة في ظرف يومين إلى هذا الكّم، فيما أكد محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل، أنّه من المتوقّع حدوث تصادم بين المستويين، لافتًا إلى أنّ الأوامر التي تلقّاها الجنود الإسرائيليين تتلخّص في التقدّم بشكل بطيء والسيطرة على مناطق محدّدّة، ولكنه أشار في المقابل إلى أنّ عدد القوات المشاركة في العملية كبير نسبيًا.

ونقل هارئيل عن ضباط رفيعي المستوى قولهم، إنّ قطعة الأرض التي تمّت السيطرة عليها داخل القطاع صغيرة جداً، الأمر الذي أدّى وسيؤدّي إلى وجود ثغرات كبيرة في الحفاظ على أمن وأمان الجنود الذين يبحثون عن الأنفاق لهدمها.

وشدّدّ على أنّ الوضع الثابت يجعل من مهمة المقاومة الفلسطينيّة لتنفيذ الأعمال الهجوميّة سهلةً جدًا. كما أشار إلى أنّ منح الجيش تصريحًا بتوسيع الاجتياح أكثر في قلب المناطق المأهولة في القطاع، من شأنه أنْ يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الاصابات في صفوف الجيش الإسرائيليّ.

وكشف النقاب عن أنّ المجلس الوزاريّ المُصغّر للشؤون الأمنيّة والسياسيّة ما زال يُفضّل عملية عسكريّة بريّة محدودة جدًا، وذلك من منطلق أمله في أنْ تُفرز الاتصالات السياسيّة الجارية على قدم وساق في المنطقة وقفًا لإطلاق النار بين الجانبين.

واستطرد قائلاً إنّه مقارنة مع عملية «عامود السحاب« في العام 2012، فإنّ حركة «حماس» ظهرت أكثر فاعلية وجهوزية في تفعيل الأنفاق للهجوم داخل الأراضي الإسرائيليّة، لافتًا إلى أنّه في الوقت الذي يبذل الجيش الإسرائيليّ جلّ جهوده في عمق الأراضي الفلسطينيّة، تقوم المقاومة الفلسطينيّة بمحاولات لمفاجأة إسرائيل بعمليات نوعيّة وإستراتيجيّة داخل الأراضي الإسرائيليّة.

وأكد نقلاً عن مصادر إسرائيلية مطلعة، أنّ حركة «حماس» تُحاول استغلال الأنفاق التي حفرتها، قبل أنْ يكتشفها الجيش الإسرائيليّ، وهذا الأمر يُفسّر برأيه، المحاولات التي قامت بها «حماس» على مدار اليومين الأخيرين، كما أنّ الأسلحة التي تمّ العثور عليها مع مقاتلي المقاومة، تؤكّد أنّ حماس تُخطط لعملية نوعيّة وإستراتيجيّة داخل العمق الإسرائيليّ.

وفي السياق نفسه، قال المُحلل أمير أور في صحيفة «هآرتس« أمس أنّ «كلّ يوم يمرّ من دون أنْ تتمكّن إسرائيل من حسم المعركة، يزيد من هيبة حركة «حماس« ونفوذها».

وبدوره قال مسؤول في وحدة «غولاني» في الجيش الإسرائيلي إن القتال الحاصل في قطاع غزة ضارٍ جدًا، وأكثر شراسة ما حصل في حرب لبنان عام 2006. وقال في مقابلةٍ مع موقع «روتر» الإسرائيلي أن «العديد من الإصابات في صفوف الجيش وقعت خلال الساعات الماضية بينها عشرات من الحالات الحرجة جدًا«، مشيراً إلى أن المعركة تشهد الكثير من إطلاق قذائف الـ «آر. بي. جي» ومضادات الدروع والقنابل اليدوية التي أصيب بها الجنود.

المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت احرونوت» رون بن يشاي، أكد في تحليل نشره، أن الجيش الإسرائيلي مستغرب لعدم استجابة غالبية سكان غزة لنداءات الجيش بإخلاء بيوتهم تمهيداً لقصفها، مشيراً إلى أن أقل من 20 ألف مواطن فقط أخلوا بيوتهم، من أصل 120 ألف يسكنون هذه الأحياء .

وقال بن يشاي إن الباقين انصاعوا لأوامر «حماس» بالبقاء في منازلهم ورفضوا النزوح، حيث لا يزال السكان هناك يشكلون حاضنة لـ»حماس« و«الجهاد الإسلامي»، في وقت تشهد علاقات الجانبين، تطوراً كبيراً حيث تبدو مواقفهما موحدة بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار .

أشار بين يشاي إلى وجود تململ ما، بين بعض سكان القطاع بخصوص العملية، حيث شخّص الأمن الإسرائيلي ذلك، كنقطة ضعف لـ»حماس» وظنوا أن أهداف العملية وعلى رأسها إضعاف «حماس» أصبحت قريبة، وتوقعوا أن تطلب «حماس» وقف إطلاق النار، ولكن الصدمة كانت كبيرة عندما رفضت «حماس« اتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب يشاي، فقد كان الاعتقاد السائد لدى الجيش بأن سكان شمال القطاع سينصاعون لتعليماته ويخلوا منازلهم كما حصل مع سكان جنوب لبنان إبان حرب لبنان الثانية عام 2006، حيث أخلى مئات الآلاف من سكان الجنوب بيوتهم ونزحوا نحو الشمال . وتحدث بن يشاي عن مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث قال إنها ستكون شاقة وطويلةً، وذلك لأن «حماس« لن تخرج من المعركة من دون إنجازات واضحة لجناحها العسكري، وبالذات إنجازات لتحسين ظروف معيشة سكان القطاع.

وقال: «حماس» بحاجة لأن تكون هذه الإنجازات واضحة، تبرر التصعيد الذي حصل مع إسرائيل، كما أنها لا تنظر إلى مصر كطرف نزيه في هذه المرحلة، وتفضل إدخال قطر أو تركيا إلى هذه الوساطة، في حين وصف ما يجري اليوم بأنه مفاوضات على المفاوضات، وعلى وقع إطلاق النار».
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,387,090

عدد الزوار: 7,630,581

المتواجدون الآن: 0