عباس ومشعل يتفقان على وقف إطلاق النار أولا ثم بلورة اتفاق للتهدئة...إسرائيل تبحث عن مخرج لوقف النار و«حماس» تحدد 6 شروط لاتفاق تهدئة

غزة تواجه العدوان: 25 جندياً إسرائيلياً قتيلاً ...أوباما وهولاند يدعوان إلى وقف النار.. أكثر من 570 شهيداً والقصف طاول المستشفيات

تاريخ الإضافة الأربعاء 23 تموز 2014 - 6:26 ص    عدد الزيارات 2414    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

أوباما وهولاند يدعوان إلى وقف النار.. أكثر من 570 شهيداً والقصف طاول المستشفيات
غزة تواجه العدوان: 25 جندياً إسرائيلياً قتيلاً
المستقبل....أ ف ب، رويترز، وفا، قنا، العربية، الحرة، بي بي سي
غداة المحرقة الاسرائيلية في حي الشجاعية، وبعد أسبوعين من عدوان همجي براً وجواً وبحراً، تحركت أمس عجلة الديبلوماسية الدولية بحثاً عن حل بأسرع وقت، ربما بتأثير الضمير الذي راعه غزارة الدم الفلسطيني المراق، وربما أكثر ضناً بإسرائيل التي وجدت نفسها تنجرف في علمية «الجرف الصامد» نحو قعر لا هوادة فيه وخسائر في جنودها لم تألفها منذ زمن، هي التي لم تؤذها «صواريخ المقاومة» بقدر ما جرح عنجهيتها «الفلسطيني المقاوم».

فقد أعلنت «كتائب القسام« أنها استطاعت القضاء على 23 جندياً إسرائيلياً منذ صباح أمس حسبما نقلت فضائية «العربية»، فيما اعترف الإعلام الإسرائيلي بسقوط 7 من جنود الاحتلال قتلى بسلاح المقاومة أمس، بما يرفع عدد قتلى الجانب الإسرائيلي المعترف بهم من جيش الاحتلال إلى 25 قتيلا منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة.

ولفت أمس إعلان الولايات المتحدة انها تحذر رعاياها من السفر إلى إسرائيل وقطاع غزة.

وفي الحسابات الميدانية، واصلت الطائرات الحربية والمدفعية الاسرائيلية قصفها لمناطق مختلفة من قطاع غزة أمس، فنفذت مجزرة جديدة على مائدة الافطار باستشهاد 23 مواطناً لترتفع حصيلة شهداء الأمس الى 103 شهداء، وحصيلة العدوان الى 571 شهيداً واكثر من 3360 جريحاً.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة إن 11 فلسطينياً بينهم خمسة اطفال استشهدوا وأصيب عدد آخر في قصف اسرائيلي استهدف برج الاسراء وسط مدينة غزة المحاذي لمنتزه البلدية في شارع عمر المختار، بينهم ابراهيم الكيلاني وزوجته وأطفالهم الـ5 يحملون الجنسية الالمانية.

ويواصل الجيش الاسرائيلي هجومه الجوي والمدفعي على قطاع غزة أمس في اليوم الرابع عشر من عملية واسعة هدفها المعلن وقف اطلاق الصواريخ وشل حركة حماس اوقعت اكثر من 570 قتيلاً فلسطينياً، برغم تكثيف جهود التهدئة.

وغداة يومٍ دامٍ شهد مقتل 140 فلسطينياً منهم 70 في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، تم انتشالهم من بين الانقاض، استمرت حصيلة القتلى في الارتفاع.

أكدت حكومة نتانياهو تصميمها على مواصلة العمليات البرية والجوية حتى وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة، والتي سقط منها العشرات على الاراضي الاسرائيلية.

ومنذ الفجر وحتى ساعة متأخرة من الليل، استمر القصف عنيفاً على القطاع، ونفذ الجيش الاسرائيلي عشرات الغارات استهدفت آخر غارة منها برجاً سكنياً في وسط مدينة غزة وادت الى قتل 11 فلسطينياً بينهم خمسة اطفال.

واستهدف القصف المدفعي خصوصاً مستشفى شهداء الاقصى حيث قتل أربعة اشخاص، وفق المصادر الطبية الفلسطينية.

وامام كثافة القصف الذي لا يهدأ والدمار والخراب الرهيب الذي حل بمنازلهم، وفي حين لا يوجد اي منفذ يهرب منه سكان قطاع غزة المحاصر الى خارج القطاع، يلجأ السكان الى مدارس الانروا ومقار تشرف عليها الامم المتحدة حيث ينام النساء والاطفال على الارض حتى في الممرات بسبب الاكتظاظ.

واعلنت الامم المتحدة أمس، في بيان ان «عدد الذين يبحثون عن مأوى لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) تجاوز عتبة المئة الف».

ومنذ بدء الهجوم في 8 تموز ادى الهجوم الجوي والعملية البرية التي بدأت في 17 تموز الى مقتل 573 فلسطينياً، وإصابة اكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة شخص بجروح، معظمهم من المدنيين، وبينهم عدد كبير من الاطفال.

وفي الجانب الاسرائيلي قتل 25 جندياً إسرائيلياً منذ بداية الهجوم البري، وهي اكبر خسارة يتكبدها الجيش الاسرائيلي منذ حرب تموز 2006. وقتل مدنيان اسرائيليان جراء اصابتهما بشظايا صواريخ اطلقت من غزة.

وفي مواجهة اعمال العنف الكثيفة، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجدداً من القاهرة الى وقف «فوري» لاطلاق النار، قبل توجهه اليوم الى اسرائيل، في حين وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى القاهرة، بهدف دفع جهود وقف اطلاق النار «فوراً»، كما اعلن الرئيس باراك اوباما.

وقال وزير الاستخبارات الاسرائيلي يوفال ستينتز ان «المعارك يمكن ان تستمر» في حين قال وزير الاتصالات جلعاد اردان ان «الوقت ليس وقت الحديث عن وقف اطلاق النار».

وتوعد نتانياهو بأن العملية «ستتجاوز التوقعات» بشأن هدم الانفاق، وهو الهدف المعلن للعملية البرية، مؤكداً ان اسرائيل «تحظى بتأييد قوي جداً من الاسرة الدولية».

واستمر تصعيد العنف رغم دعوة مجلس الامن الدولي الى «الوقف الفوري» للأعمال العسكرية و«حماية المدنيين» في غزة حيث يتعذر على السكان التوجه الى أي مكان بسب الحصار الاسرائيلي المحكم منذ 2006، وحيث تفتقد المستشفيات للوازم الطبية والمعدات الأساسية.

وبرغم تكثيف عملياتها، أطلق المقاتلون الفلسطينيون الاثنين 84 صاروخاً على اسرائيل لم توقع ضحايا، ليرتفع عدد الصواريخ وقذائف الهاون التي اطلقت من غزة منذ 8 تموز الى 1500.

وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه تمكن من قتل «أكثر من عشرة إرهابيين» في إشارة الى مقاتلين فلسطينيين حاولوا التسلل الى اسرائيل عبر نفق شرق غزة.

واستنفرت اسرائيل 53200 رجل في عمليتها على غزة وهي شريط بحري لا تتجاوز مساحته 362 كيلومتراً مربعاً يعيش فيه 1,8 مليون نسمة، في اكثر بقاع العالم اكتظاظاً.

وفي الدوحة، طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل «وقف العدوان الاسرائيلي ورفع الحصار» في اول لقاء لهما منذ بدء الهجوم، وقررا «مواصلة المشاورات مع مختلف الفصائل الفلسطينية وتكثيف الاتصالات» مع الخارج توصلاً الى وقف لاطلاق النار. وجدد اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس أمس، شروط التهدئة مع اسرائيل والتي حددها برفع الحصار بكافة اشكاله عن قطاع غزة وتفادي تكرار الهجوم على القطاع، والافراج عن المعتقلين الذين اعتقلوا أخيراً في الضفة الغربية.

وفي الحراك الدولي، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، إن على العالم أن يُركّز على وقف إطلاق النار في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي من أجل وضع حد للأعداد المُتزايدة من الضحايا المدنيين.

وشدد أوباما على أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها في مواجهة الصواريخ التي يطلقها نشطاء حماس لكنه أضاف أن لديه مخاوف كبيرة من تزايد عدد القتلى المدنيين في المواجهة.

وقال أوباما للصحافيين في البيت الأبيض: «كما قلت أكثر من مرة.. إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها في مواجهة صواريخ حماس وهجماتها عبر الأنفاق. ونتيجة للعمليات فقد أحدثت إسرائيل بالفعل أضراراً كبيرة في بنية الإرهاب الأساسية في غزة. ولكنني قلت أيضاً إن لدينا بواعث قلق شديد بشأن تزايد عدد الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين وإزهاق الأرواح الإسرائيلية.. ولذا ينبغي أن يكون تركيزنا وتركيز المجتمع الدولي على وقف لإطلاق النار ينهي القتال ويمكن أن يوقف سقوط القتلى المدنيين الأبرياء». ووصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء الى القاهرة سعياً الى وقف لاطلاق النار في غزة، وذلك بعيد مطالبة الامين العام للامم المتحدة الموجود أيضاً في العاصمة المصرية بوقف أعمال العنف «فوراً».

وبعيد وصوله التقى كيري بان على وقع استمرار الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي خلف اكثر من 570 قتيلاً في الجانب الفلسطيني بينهم عشرات الاطفال و27 قتيلاً اسرائيلياً. وسيلتقي كيري أيضاً المسؤولين المصريين وفي مقدمهم الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأوضح مسؤولون يرافقون الوزير الاميركي أن الاخير سيبقى في القاهرة اقله حتى صباح الاربعاء وقد يتوجه الى دول أخرى في الشرق الاوسط.

وقال أحد هؤلاء المسؤولين رافضاً كشف هويته إن «الهدف هو ضمان وقف لاطلاق النار في أسرع وقت. هذا لا يعني أن الامر سيتم سريعاً كما انه لن يكون سهلاً». وكرر وزير الخارجية المصري سامح شكري مساء ان القاهرة لا تنوي تعديل مبادرتها. وتجري واشنطن أيضاً اتصالات مع قطر الداعمة لحماس. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس انه «لا بد من بذل كل الجهود الممكنة لانهاء معاناة السكان المدنيين في غزة على الفور».

وأضاف الاليزيه في بيان أعقب اتصالاً هاتفياً بين هولاند والامين العام للامم المتحدة بان كي مون أن الأخير أطلع الرئيس الفرنسي «على تفاصيل الجهود التي يقوم بها حالياً في الشرق الاوسط مع مجمل الشركاء والاطراف المعنيين توصلاً الى وقف لاطلاق النار في اسرع وقت، ثم إيجاد حل للازمة».

وأضاف البيان أن رئيس الجمهورية «قدم له كل الدعم في هذه المبادرة».

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي أنهى في ختام الاسبوع الماضي جولة قادته الى مصر والاردن واسرائيل، السبت عن «قلقه العميق» لغياب وقف لاطلاق النار في غزة.

ودعت الجامعة العربية أمس حركة حماس إلى قبول المبادرة المصرية.

وأعلنت تركيا امس الحداد لثلاثة ايام على الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا في الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، واصفة العملية العسكرية بـ«المجزرة».

وفي الناصرة، جرت الاثنين مواجهات بين قوات الشرطة الاسرائيلية وشبان عرب في مدينة الناصرة، في نهاية تظاهرة تضامنية مع قطاع غزة ضمت ثلاثة آلاف شخص، ألقى خلالها الشبان الحجارة باتجاه الشرطة الاسرائيلية التي ردت باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية. واعتقلت الشرطة 11 شاباً.

وجاب المتظاهرون شوارع المدينة وحملوا أعلاماً فلسطينية وتلفح الشبان والشابات بالكوفية الفلسطينية السوداء ورفعوا لافتات باللغة: الانكليزية والعربية والعبرية تتهم الجيش الاسرائيلي بارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين في القطاع .
 
الحرب تسابق التهدئة في غزة
غزة - فتحي صبّاح { الدوحة - محمد المكي أحمد { الناصرة - أسعد تلحمي { واشنطن، القاهرة، نيويورك - «الحياة»
في اليوم الرابع عشر من الحرب على قطاع غزة، وعلى وقع استمرار الهجمات الموجعة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، والإعلان عن استشهاد 80 فلسطينياً ومقتل سبعة جنود إسرائيليين، تسارعت التحركات الدولية والإقليمية من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة بدأت تلوح ملامحه في الأفق في ضوء دخول واشنطن بقوة على خط الأزمة، وإعلان القاهرة استعدادها لتعديل مبادرتها لوقف النار في غزة.
ونقل موقع «واللا» العبري مساء أمس عن مصادر فلسطينية قولها إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيُعلن من القاهرة اليوم «وقفاً إنسانياً لإطلاق نار طويل المدى» بحضور الرئيس محمود عباس ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، مشيراً إلى أن الجميع في انتظار رد حركة «حماس».
وللمرة الثانية في أقل من 24 ساعة أمس، دعا الرئيس باراك أوباما إلى العمل لوقف فوري للنار في غزة، مشيراً إلى أن الهدف من زيارة كيري للقاهرة هو «التوصل إلى وقف الاعتداءات» طبقاً لاتفاق الهدنة عام 2012. واعتبر في بيان مقتضب أن واشنطن «قلقة جداً من ازدياد عدد الضحايا الفلسطينيين المدنيين والإسرائيليين»، مضيفاً: «لا نريد رؤية المزيد من القتلى بين المدنيين». وكان أوباما هاتف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ونقل إليه هذا القلق، فيما أقرت الإدارة الأميركية بمقتل أميركيين كان يحاربان ضمن «لواء غولاني» الإسرائيلي للنخبة في غزة.
وانعكس نفاذ صبر الإدارة في حوار تم تسريبه لكيري قاله خلال استراحة بين مقابلات تلفزيونية أول من أمس، ومن دون أن يعلم أن المايكروفون ما يزال مفتوحاً، وفيه سخر من إصرار إسرائيل على أنها تبذل أقصى ما في وسعها لتفادي سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في الهجوم على غزة، وقال هاتفياً لأحد مساعديه: «يا لها من عملية دقيقة. يا لها من عملية دقيقة»، في إشارة إلى ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في الهجوم الاسرائيلي، مضيفاً: «أعتقد أن علينا الذهاب الليلة. أعتقد أن من الجنون الجلوس دون أن نفعل شيئاً».
وفي مؤشر إلى قرب التوصل إلى تهدئة، كشفت مصادر فلسطينية أن تقدماً طرأ على المحادثات التي أجراها مدير الاستخبارات العامة الفلسطينية ماجد فرج مع قيادة «حماس» في الدوحة أمس، فيما أكد ثلاثة مسؤولين مصريين أمس أن القاهرة يمكن أن تجري تعديلات على مبادرتها بما يلبي مطالب «حماس» التي كانت رفضت المبادرة. وقال مسؤول مصري كبير: «مصر لا تمانع في إضافة بعض شروط حماس شرط موافقة الأطراف المعنية».
كما صرح وزير الخارجية القطري خالد العطية خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الدوحة أمس: «إننا في قطر لا ندعي أن لدينا مبادرة خاصة. نحن فقط نقلنا مطالب الشعب الفلسطيني وليس من المهم عندئذ من يحقق شروط الشعب الفلسطيني، إذا تحققت له العدالة وإن كانت نسبية».
ومن المقرر أن يصل بان اليوم إلى إسرائيل قادماً من القاهرة بعد الكويت والدوحة. وقال الناطق باسمه ستيفان دوجاريك إنه اعتبر أن «العودة إلى الوضع السابق» في غزة «لن تمنع اندلاع أعمال العنف مجدداً»، مشدداً على «ضرورة التوصل إلى وقف فوري للنار مع ضرورة التوصل إلى خطة تسمح لغزة بمعالجة الجرحى والمعافاة وإعادة الإعمار».
والتقى بان في القاهرة أمس كلاً من كيري والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري سامح شكري، على أن يلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم. وقال الناطق باسمه إنه «سيخاطب مجلس الأمن الثلثاء عبر الفيديو من إسرائيل لإطلاع أعضاء المجلس على نتيجة مشاوراته»، مشدداً على أهمية الدور المصري في التوصل الى تهدئة. وأوضح مسؤول في الأمم المتحدة أن بان «تعمد زيارة الدوحة لما للقيادة القطرية من نفوذ لدى حماس»، وأنه يأمل في أن «تسهم قطر والكويت في التأثير على موقف الحركة».
وفي الدوحة أيضاً، اجتمع الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل أمس. وأعلن كبير المفاوضين صائب عريقات أن الجانبين طلبا «وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار»، في حين قال عضو المكتب السياسي لـ»حماس» عزت الرشق لـ «الحياة» إنه تم الاتفاق على «استمرار الاتصالات وبذل جهود أكثر لضمان وقف العدوان وكسر الحصار، كما تم التشاور في شأن المزيد من الخطوات التي نتحرك فيها كفلسطينيين مع الأطراف العربية والدولية، وبينها مصر». وأضاف: «سيتم تواصل أكثر مع كل الأطراف في شأن مطالب الشعب الفلسطيني والمقاومة». وكشف أن «عباس سيوفد مبعوثاً إلى القاهرة يحمل المطالب (حماس وفصائل أخرى) لمناقشتها».
ميدانياً، كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها الجوية وقصفها المدفعي البري والبحري على قطاع غزة، ما أسفر عن مجازر في حق عائلات واستشهاد 80 فلسطينياً، ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى نحو 550، من بينهم 120 طفلاً و42 امرأة و26 مسناً، والجرحى إلى أكثر من 3300.
في الوقت نفسه، أعلنت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، مقتل عشرة جنود إسرائيليين في مكمن شرق مدينة غزة أمس، وذلك بعد ساعات قليلة على إعلانها ليل الأحد - الإثنين عن خطف جندي إسرائيلي في عملية في حي التفاح. وأقرت إسرائيل رسمياً مساء أمس بمقتل أربعة ضباط وثلاثة جنود وإصابة 30 جندياً، ما يرفع عدد الجنود الإسرائيليين القتلى منذ بدء العدوان البري إلى 25 ونحو 150 مصاباً.
وقال المستشار الإعلامي لـ «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) عدنان أبو حسنة لـ «الحياة» مساء أمس إن عدد النازحين ارتفع إلى 101 ألفاً لجأوا إلى نحو 70 مدرسة في مناطق القطاع بعدما قصفت الطائرات مناطقهم.
في الوقت نفسه، قال مصدر أممي لـ»الحياة» إن الأمم المتحدة في انتظار موافقة إسرائيل على «تهدئة إنسانية» لمدة ست ساعات اليوم بناء على مبادرة من منسق عملية السلام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط روبرت سيري.
وأقر قائد «المنطقة الجنوبية» في جيش الاحتلال الميجر جنرال سامي تورجمان بأن قواته تخوض «قتالاً شديداً، والقوات البرية تقوم بعمل شاق وتكنولوجي واستخباراتي». واضاف أنه تم تدمير 14 نفقاً بالكامل اثنان منهما كانا يوصلان القطاع بمستوطنات إسرائيلية في «كرم سالم». وامتنع عن التعليق على خطف الجندي، لكنه قال إن العِبر ستُستخلَص بعد الحادثة».
ورغم حديث نتانياهو عن «الإنجازات الواضحة على الأرض»، و»عملية تدمير الأنفاق التي تفوق توقعاتنا»، وتهديد وزراء إسرائيليين بمواصلة الحرب على غزة «بحسب ما تقتضيه الضرورة»، إلا أن كبار المعلقين أشاروا إلى أن تل أبيب تبحث عن سلّم يقودها لوقف النار خشية تكبدها خسائر فادحة في أرواح جنودها.
 
إسرائيل تبحث عن مخرج لوقف النار
الحياة....الناصرة – أسعد تلحمي
جدّد وزراء إسرائيليون التهديد بمواصلة الحرب على قطاع غزة «بحسب ما تقتضيه الضرورة» معتبرين كل الخيارات بما فيها توسيع نطاق الحرب أو احتلال القطاع «مطروحة على الطاولة»، فيما أشار كبار المعلقين إلى أن إسرائيل تبحث عن سلّم يقودها لوقف النار خشية تكبد جنودها خسائر فادحة في الأرواح، في أعقاب مقتل 13 من لواء «جولاني» النخبوي في حي الشجاعية ما تسبب في تبدّل المزاج العام في إسرائيل مع نشر وسائل الإعلام صور الجنود القتلى، فحلّ المزاج العكر محلّ نشوة ضرب القطاع.
وقال رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في اختتام جولة له جنوب إسرائيل إن «الجيش يواصل تقدمه ميدانياً وفقاً للخطط التي وضعناها، وأنه سيستمر في ذلك حتى نحقق الهدوء لفترة طويلة». وأضاف أن «الانجازات الواضحة على الأرض والعملية التي نقوم بها لتدمير الأنفاق تفوق توقعاتنا».
وذكر وزير الدفاع موشيه يعالون إن الجيش نجح في «إبطال مفعول السلاح الصاروخي» لحركة «حماس» التي توقعت أن يكون «سلاح يوم الدين» لكن خاب أملها بفضل منظومة «القبة الحديد». وأضاف أن الجيش يركز عملياته الآن في تدمير الأنفاق التفجيرية «التي باتت التهديد الجدي الأكبر». وشدد على أن الجيش مستعد لمواصلة عملياته طالما طُلب منه ذلك، وأن هناك ألوية احتياط لم تشغَّل بعد وهي جاهزة للمشاركة في العمليات، «وإذا اقتضت الضرورة سنقوم بتجنيد المزيد من جنود الاحتياط حتى نكمل المهمة ونحقق الهدوء في أنحاء إسرائيل».
وأعلنت وزيرة القضاء تسيبي ليفني أن المجتمع الدولي كله، بما فيه السلطة الفلسطينية، لا يزال يدعم المبادرة المصرية لوقف النار، «لكن إذا واصلت حماس عملياتها فإننا سندرس كل الاحتمالات المطروحة أمامنا».
ولا تزال الأوساط السياسية والأمنية تركّز في تصريحاتها على «خطر الأنفاق» لتبرير القصف المتواصل والاجتياح البري، وتتضارب التقارير عن عدد هذه الأنفاق، علماً بأن جميع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية تتغذى من بيانات الجيش الإسرائيلي فقط في هذه المسألة وكل ما يتعلق بالعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش.
في هذا السياق لم يعقب الجيش على إعلان «حماس» أسر جندي إسرائيلي. واكتفت «يديعوت احرونوت» بعنوان من دون تفاصيل جاء فيه «حماس تتبجح: خطفنا جندياً. الجيش: نشكّك لكننا نفحص». من جهته نفى السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة رون بروسؤور الخبر.
وبدا كأن الإسرائيليين لا يحسبون أن الحرب مستمرة منذ 14 يوماً مع ضحاياها من الفلسطينيين، إنما فقط منذ أربعة أيام وبدء الاجتياح البري مساء الخميس الماضي ومقتل 18 جندياً حتى أمس (بحسب اعتراف الجيش). وطغى حادث مقتل جنود من لواء «جولاني»، مصدر فخر سلاح المشاة، على عناوين الصحف وتعليقات محلليها.
وكتب كبير معلقي «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع أن الجنود القتلى «خلّفوا انقباضاً ثقيلاً في الصدر شطبَ خلال لحظة واحدة الانتشاء من الأيام الأولى من العملية العسكرية». وأضاف أن ما حصل في الشجاعية مماثل لما حصل في عمليات سابقة «التي تبدأ بمشاعر انتشاء ثم تتحول غمّاً». وأردف أن كل الذين طالبوا الحكومة بـ «دك الفلسطينيين دكاً يدركون اليوم أن الدكّ يكلّف ثمناً». وزاد أن الوزراء يدركون بحكم تجربتهم ان «النشوة مع بدء العملية والقلق من مقتل الجنود يهيئان لغضب الغد. هذا ما في العمليات العسكرية الأخيرة ولا شيء يحصّن الجرف الصامد من مصير مماثل». وتابع أنه في نهاية الأمر تقف كل الحكومات «أمام معضلة ذلك الرجل الذي وعد بالصعود على سطح السيرك ليقفز منه، وبعد ان صعد بقي هناك، فناداه الجمهور: اقفز اقفز، فردّ عليهم: لا مكان للحديث عن القفز. السؤال هو كيف ينزلون من هنا».
ورأى المعلق أن تصريح يعالون أن الجيش «سينهي تدمير الأنفاق خلال يومين أو ثلاثة» يرمز إلى نيته تحديد موعد نهائي للعملية، «وينمّ عن قول إسرائيلي صريح بأن الحكومة الإسرائيلية تخشى التورط في غزة، وهي تريد الخروج بأسرع ما يمكن. لكن في الوقت الراهن حماس هي التي تقرر متى وكيف تنتهي العملية».
من جهته بدأ المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل طرح أسئلة حول «عيوب تقشعر لها الأبدان في عملية الجيش»، منها استخدامه ناقلة جنود قديمة استخدمها الجيش الأميركي في الحرب في فيتنام «كانت سبباً في مقتل الجنود التي على متنها». وأضاف أن ثمة خللاً أيضاً في عدم الجهوزية للقيام بعملية برية، مشيراً إلى أن الجيش لم يشارك في عملية برية منذ سنوات طويلة، خصوصاً في قطاع غزة، «فضلاً عن التآكل في مستوى التدريبات في السنة الأخيرة».
وفي الناصرة، كبرى المدن الفلسطينية في أراضي 1948، تظاهر الآلاف احتجاجاً على الحرب العدوانية وهتفوا ورفعوا شعارات تندد بسياسة الحكومة وصور أطفال غزيّين راحوا ضحية المجازر. وعمّ الإضراب البلدات العربية بقرار من «لجنة المتابعة العليا» ما أغاظ وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي دعا في صفحته على «الفايسبوك» اليهود إلى مقاطعة كل المحلات العربية التي شاركت في الإضراب.
 
«حماس» تحدد 6 شروط لاتفاق تهدئة
غزة - فتحي صبّاح { القاهرة - جيهان الحسيني
في ظل الحراك الدولي للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، حددت حركة «حماس» ستة شروط للتوصل إلى تهدئة، فيما أكدت حركة «الجهاد الإسلامي» أن إسرائيل ستخضع في نهاية المطاف لشروط المقاومة.
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية إن «شروط المقاومة تمثل الحد الأدنى لأي تهدئة يمكن إبرامها مع الاحتلال الإسرائيلي، ولا يمكن المقاومة وأبناء شعبنا الذين قدموا كل هذه التضحيات خلال هذه الحرب، القبول بأقل من ذلك».
وأضاف هنية في كلمة مسجلة، إن «على العالم أن يفهم أن غزة قررت إنهاء حصارها بدمها ومقاومتها وصمودها»، مشدداً على أنه «لا عودة للوراء». وجدد مطالب المقاومة وقطاع غزة المتمثلة في «وقف العدوان الإسرائيلي، وضمان عدم تكراره، ورفع الحصار الظالم بكل تداعياته، وإطلاق المعتقلين بعد أحداث الضفة الغربية الأخيرة». ووصف هذه المطالب بأنها «ثابتة وإنسانية عادلة تتماشي مع القوانين الدولية وتنطلق من الاتفاقات السابقة»، داعيا شعوب العالم الحر إلى «تبني مطالب غزة حتى يتوقف العدوان وتحقن دماء شعبنا».
واعتبر أن «مجازر الاحتلال المتصاعدة في غزة دليلاً على تخبط الاحتلال، وعلى أنه غير قادر على مواجهة رجال القسام والمقاومة وهي تسدد له الضربات وتوقع فيه القتلى والأسرى».
وأشار إلى أن الحرب البرية التي شنتها قوات الاحتلال اعتباراً من فجر الجمعة الماضي «جاءت بعد فشل غاراته الجوية، وتحمل إعلاناً صريحاً عن فشل العدو في حربه الجوية وقصفه المتواصل من أن يحقق أهدافه أو يدفع شعبنا ومقاومته عن مطالبه العادلة». وقال إن «الحرب البرية حملت صورة عظيمة عن مواجهة المقاومة للحرب البرية، فما ألحقته المقاومة بالاحتلال ستظل الأجيال تتغني به على مر الزمان».
وحدد المكتب الإعلامي للمجلس التشريعي، في تصريح أرسله إلى «الحياة» أمس، شروط المقاومة المتمثلة في: «أولاً الوقف الفوري للعدوان على شعبنا في غزة براً وبحراً وجواً، وضمان وقف سياسة التوغل والاجتياحات والاغتيالات وهدم البيوت وتحليق طيرانه فوق القطاع.
ثانياً: فك الحصار البري والبحري عن قطاع غزة في شكل كامل، بما في ذلك فتح المعابر وتشغيل ميناء غزة، وإدخال جميع السلع والكهرباء والوقود ومواد البناء وكل حاجات شعبنا، وفك الحصار الاقتصادي والمالي، وضمان حرية الصيد والملاحة حتى 12 ميلاً بحرياً، وحرية الحركة في المناطق الحدودية لقطاع غزة، وعدم وجود منطقة عازلة.
ثالثاً: إلغاء جميع الإجراءات والعقوبات الجماعية في حق شعبنا في الضفة الغربية التي تمت بعد 12 الشهر الماضي (أي اختفاء المستوطنين الثلاثة قرب الخليل)، بما فيها الإفراج عن جميع المعتقلين، خصوصاً محرري صفقة وفاء الأحرار ورئيس وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، وفتح المؤسسات وإعادة الممتلكات الخاصة والعامة التي تمت مصادرتها. رابعاً: وقف سياسة الاعتقال الإداري المتكرر، ورفع العقوبات عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. خامساً: تسهيل تنفيذ برنامج إعادة إعمار ما دمره العدوان المتكرر على قطاع غزة. وسادساً: ضرورة وضع جداول زمنية لتنفيذ بنود هذه المطالب».
من جهته، شدد الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري على رفض الحركة وفصائل المقاومة الضغوط الممارسة عليها لإجبارها على التخلي عن شروطها. وقال في تصريح مقتضب أمس، إن «الحراك الدولي يهدف إلى إنقاذ الاحتلال من الورطة، والمقاومة لن تستجيب للضغوط، وهي ستفرض شروطها من خلال تفوقها في الميدان».
من جانبه، قال نائب الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة لـ «الحياة» في القاهرة، إن «المقاومة فقط هي الضامن الوحيد لأي اتفاق وقف للنار مع إسرائيل، وإن الميدان سيشهد مزيداً من الإنجازات للمقاومة، معتبراً أن ما يجري الآن هو «مفاوضات بين العدو وبيننا على أرض المعركة... نتائجها سترسم اتفاقاً جديداً يحفظ كرامة الفلسطيني». وزاد: «أخبرنا المصريين أن قرارنا برفض المبادرة ليس سياسياً بل هو تلبيه لمطالب من هم تحت النار، إذ لن نقبل بأي اتفاق لا ينهي حصار غزة».
وقال: «إنهاء حصار غزة سيتحقق من خلال الإسرائيليين»، مشدداً على أن «هناك معادلة جديدة فرضتها الحرب، بل أصبحت أمراً واقعاً يجب أن تحترم من الجميع، وهو أنه إذا أرادت إسرائيل الحفاظ على أمنها وأمن مستوطناتها، فيجب أن تدفع ثمن ذلك... فنحن لدينا القدرة على أن نؤذيها، ولقد أوقعنا كماً كبيراً من الخسائر في صفوف جنودها».
في هذه الأثناء، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الرابع عشر على التوالي، ارتكاب المزيد من المجازر والفظائع في حق الفلسطينيين، فقصفت المستشفيات والمنازل فوق رؤوس قاطنيها، في وقت دارت اشتباكات مسلحة عنيفة شمال القطاع وشرقه وفي كل المناطق التي توغلت فيها إسرائيل منذ بدء العدوان البري فجر الجمعة الماضية. وسقط أكثر من 75 شهيداً أمس، ما رفع عدد الشهداء إلى 553 شهيداً، ونحو 3200 جريح.
واشتد القصف بعد ظهر أمس من الجو والبر والبحر، فسقط مزيد من الشهداء، من بينهم خمسة ممرضين ومريض وثلاثة مرافقين، فيما أصيب 70 آخرون جراء قصف مدفعي على مستشفى شهداء الأقصى. وقال شهود إن عدداً من القذائف دمرت غرفة العمليات، وغرف المرضى والمصعد الكهربائي، وأكد أطباء تدمير غرفة العمليات، كما تعرضت سيارات الإسعاف التي نقلت الجرحى من المستشفى إلى مستشفى الشفاء في غزة، إلى قصف أدى إلى الحاق أضرار بسيارتين منها.
وجاء آخر المجازر عندما قصفت طائرة حربية إسرائيلية أميركية الصنع منزل إياد القصاص وسط مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد زوجته وتسعة من أبنائه وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة.
وأعلنت «كتائب القسام» عن استشهاد عشرة من مقاتليها في عملية «إنزال خلف خطوط العدو» في بلدة بيت حانون عند الطرف الشمالي الشرقي للقطاع، ثأراً لشهداء محرقة الشجاعية والتفاح. وأفادت في بيان أن مجموعتين من مقاتليها أوقعتا سيارات عسكرية إسرائيلية في مكمن وأجهزتا على كل من فيها، إلا أن طائرة حربية أطلقت الصواريخ على المجموعتين أثناء انسحابهما، فاستشهد عشرة ونجا اثنان.
وقالت «سرايا القدس» ليل الأحد- الإثنين إنها قصفت تجمعاً لآليات الاحتلال جنوب شرقي رفح، ما أسفر عن مقتل ضابط وجندي.
وكان عدد شهداء أول من أمس ارتفع إلى 110، من بينهم 75 في مجزرة حيي الشجاعية والتفاح، وذلك بعد العثور على عدد من الجثث أثناء عملية البحث تحت أنقاض المنازل المدمرة أمس وأول من أمس، 80 في المئة منهم من النساء والأطفال.
كما ارتكبت طائرات الاحتلال أكبر مجزرة في حق عائلة واحدة منذ بدء العدوان في الثامن من الشهر الجاري، إذ قصفت منزل لعائلة أبو جامع في المنطقة الشرقية من مدينة خان يونس، فقتلت 28 كانوا موجودين فيه، معظمهم من أبناء العائلة، فيما لا يزال سبعة منهم مجهولي الهوية.
وفي مجزرة أخرى في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، استشهد 11 فرداً من عائلة المختار محروس صيام في قصف استهدف منزلهم فجر أمس، من بينهم سبعة أطفال.
كما استشهد أمس ثلاثة من عائلة جندية في قصف على حي الشجاعية، وأربعة من عائلة اليازجي، وطفل مجهول الهوية في قصف استهدف حي الكرامة شمال مدينة غزة، وأربعة آخرون في منطقة الزنة شمال شرقي خان يونس. وانتشلت طواقم الإسعاف ظهر أمس جثمان الشهيد محمود حسين النخالة من تحت أنقاض منزل نائب الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة في حي النصر وسط مدينة غزة، والذي قصفته طائرة إسرائيلية من طراز «أف 16» أميركية الصنع، وأسفر عن إصابة 11 آخرون، معظمهم من الأطفال والنساء.
وقالت «كتائب القسام» إنها أطلقت صاروخ «آر 160» على مدينة حيفا وصواريخ أخرى على عدد من المدن والبلدات الإسرائيلية، أمس في إطار عملية «العصف المأكول».
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن عشرة صواريخ سقطت على مدن عدة، من بينها تل أبيب والقدس وبيت شيميش وحولون وريشون لتسيون واللد وأسدود وعسقلان وكريات ملاخي وبئير طوبياه وغديرا ويفني، فيما اعترضت القبة الحديد أربعة منها.
وقالت «سرايا القدس» إنها قنصت جندياً شرق غزة، وأطلقت ستة صواريخ «غراد» على عسقلان وغان يافني، وثلاثة صواريخ 107 على سديروت، ما أسفر عن إصابة أربعة إسرائيليين.
 
أوباما يرسل كيري «لوقف فوري لإطلاق النار» العطية: لم نطرح مبادرة بل نقلنا مطلب الفلسطينيين
استنكار عالمي لارتفاع عدد ضحايا العدوان والتظاهرات تعم المدن الأوروبية
الرأي...عواصم - وكالات - دفع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين في العدوان الاسرائيلي على غزة الى تنشيط الحركة الديبلوماسية في محاولة للتوصل الى وقف لاطلاق النار، فأرسل الرئيس الاميركي باراك اوباما وزير خارجيته جون كيري الى المنطقة، فيما يجول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالفعل في المنطقة، وذلك وسط مواقف عالمية منددة بالعدوان الاسرائيلي وتظاهرات تركزت خصوصا في المدن الأوروبية.
واعلن اوباما عن رحلة كيري التي بدأت أمس الى القاهرة خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، هي الثانية بينهما في غضون ثلاثة ايام.
وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان اوباما دان الهجمات التي تشنها حركة «حماس» على اسرائيل كما اعرب عن «قلقه البالغ بشان ارتفاع عدد القتلى بما في ذلك ارتفاع عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين في غزة وسقوط جنود اسرائيليين».
وأوضحت ان «الرئيس اوباما ورئيس الوزراء نتنياهو تحدثا مرة اخرى عبر الهاتف في ثاني مكالمة لهما خلال ثلاثة ايام لمناقشة الوضع في غزة».
واضاف انهما «ناقشا العملية العسكرية الاسرائيلية المتواصلة» بما في ذلك «سقوط جنود اسرائيليين»، مشيرا الى ان اوباما «اعاد التاكيد على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها».
وقال البيت الابيض ان كيري سيسعى الى التوصل الى «وقف فوري للاعمال العدائية استنادا الى العودة الى اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في نوفمبر 2012»، مؤكدا ضرورة حماية حياة المدنيين «في غزة وفي اسرائيل».
واوضح البيان ان «الرئيس شدد على ان الولايات المتحدة تعمل بتعاون وثيق مع اسرائيل والشركاء الاقليميين من اجل التوصل لوقف فوري لاطلاق النار».
من جهتها اوضحت الخارجية الاميركية ان كيري انتقل الى القاهرة امس للتباحث مع مسؤولين في مصر ودول اخرى في سبل وقف النزاع الدائر في قطاع غزة، مؤكدة ان كيري يدعم المبادرة المصرية للتهدئة في القطاع.
وكان كيري قال في مقابلات تلفزيونية أول من أمس انه قد يتوجه الى الشرق الاوسط للاجتماع خصوصا بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي بدأ اول من أمس جولة شرق اوسطية تهدف للتوصل الى وقف لاطلاق النار في القطاع.
ودعا بان كي مون خلال زيارة الى الدوحة اسرائيل الى «ممارسة اقصى درجات ضبط النفس» لتجنب سقوط مدنيين. كما دان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية القطري خالد العطية «العمل الفظيع» الذي قامت به اسرائيل في حي الشجاعية في قطاع غزة حيث شنت هجوما ادى الى مقتل اكثر من 72 فلسطينيا واصابة 400 اخرين على الاقل.
وأكد ان الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات «لا يمكن ان يكون دائما»، علما بأن رفع الحصار هو احد المطالب الاساسية لحركة «حماس» للموافقة على وقف لاطلاق النار في القطاع.
من جهته، قال الوزير القطري ان «المشاورات لا زالت جارية من أجل وقف إطلاق النار حيث يفترض على الجميع العمل والمساهمة في ذلك لأن الشعب الفلسطيني لم يعد يقبل بحالة الحصار الطويل وهو يرى عدم اهتمام المجتمع الدولي».
واضاف: «إننا في قطر لا ندعي أن لدينا مبادرة خاصة.. نحن فقط نقلنا مطالب الشعب الفلسطيني وليس من المهم عندئذ من يحقق شروط الشعب الفلسطيني، إذا تحققت له العدالة وإن كانت نسبية».
واضافة الى قطر، تشمل جولة بان كي مون كلا من الكويت والقاهرة والقدس ورام الله وعمان.
والتقى الامين العام في الدوحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحسب ما افادت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية «وفا».
وعقد مجلس الأمن جلسة الطارئة بدعوة من الاردن، لبحث الوضع في غزة تلبية لنداء بهذا الخصوص وجهه قبل ساعات عباس.
وأبدى المجلس قلقه البالغ بشأن تصاعد العنف في صراع غزة. وقال سفير رواندا في الامم المتحدة ورئيس المجلس لهذا الشهر أوجين جاسانا للصحافيين ان «أعضاء مجلس الامن أبدوا قلقهم البالغ ازاء تزايد عدد الضحايا. أعضاء مجلس الامن دعوا لوقف فوري للعمليات القتالية».
ودان الرئيس الايراني حسن روحاني مجددا «الجرائم الصهيونية الوحشية على غزة»، مؤكدا ان «الانكى من الهجمات الوحشية الصهيونية برا وجوا على غزة، هو الصمت العالمي تجاه هذه الكارثة الانسانية الكبرى، وصمت الدول التي تدعي الحضارة والتمدن، امام ارهاب الدولة».
وأوضح في اجتماع مجلس الوزراء ان حكومته ووزارة الخارجية «تبذلان قصارى جهودهما، في ضوء رئاسة ايران الحالية لحركة عدم الانحياز، للدفاع عن الشعب الفلسطيني المضطهد الاعزل».
واوضح: «أن يتم تمزيق اعضاء عائلة ما اربا اربا بقذائف الدبابات، فهذا ما لا يمكن تصديقه ولا يمكن تحمله اصلا، ان الصهاينة ارتكبوا ويرتكبون هذه الكارثة الانسانية الفظيعة تحت ذرائع واهية».
وفي تحركات الشوارع، حاولت مجموعة من المحتجين الأردنيين اقتحام السفارة الإسرائيلية في عمان مساء اول من أمس.
ودعا نحو ثلاثة آلاف متظاهر رفعوا رايات «حماس» والأعلام الفلسطينية إلى انتفاضة أكبر ضد إسرائيل مرددين هتاف «بالملايين قادمين نحرر فلسطين».
وطالب النشطاء خلال المسيرة التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل وطرد السفير الإسرائيلي في البلاد.
وحاول النشطاء التوجه إلى البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية وهتفوا بـ «الشعب يريد تدمير السفارة الصهيونية» وأحرقوا علم اسرائيل.
وشهد عدد من العواصم الاوروبية اول من أمس تظاهرات شارك فيها الالاف احتجاجا على العدوان غالبيتها اتسم بالهدوء باستثناء باريس حيث انتهت التظاهرة التي حظرتها السلطات باعمال شغب وتخريب.
وتظاهر قرابة 11 الف شخص في وسط فيينا للتنديد بـ «الجريمة والقمع في فلسطين»، وايضا في امستردام وستوكهولم حيث تظاهر ثلاثة الاف والف شخص تباعا.
وفي فيينا انتشرت الشرطة بشكل مكثف، كما دعت رئيسة الوزراء جوهانا ميكل لايتنر في وقت سابق الى التظاهر بشكل سلمي تخوفا من وقوع حوادث.
كما نظمت تظاهرات شارك فيها 600 شخص تقريبا في مدينتي غراتس ولينتس في النمسا.
وتظاهر في امستردام قرابة ثلاثة الاف شخص رفع العديد منهم اعلاما فلسطينية واعلام دول في الشرق الاوسط وتركيا وهتفوا «حرروا فلسطين».
وفي ستوكهولم، تظاهر نحو الف شخص بهدوء رافعين لافتات كتب عليها «قاوموا من اجل السلام» و»محرقة اليهود لا تبرر محرقة اخرى»، ايضا وسط انتشار امني بسيط.
في المقابل، انتهت تظاهرة داعمة للفلسطينيين وممنوعة من السلطات الفرنسية قرب العاصمة باريس باعمال شغب واحراق سيارات.
وتظاهر مئات المناصرين للفلسطينيين رغم قرار الحظر الذي اصدرته الحكومة الفرنسية، وتجمعوا قرب محطة قطارات في سارسيل بشمال باريس. ودانوا قرار منع التظاهر مؤكدين انهم لا يريدون التسبب باعمال شغب.
واحاطت قوات الشرطة بالمتظاهرين، ولكن في ختام التظاهرة عمد عدد من الشبان الى رمي النفايات واشعال المفرقعات. وقرب مبنى البلدية احرقت سيارتان على الاقل فيما تم تكسير زجاج سيارات اخرى، كما دمرت غرفة هاتف واحرقت سلال قمامة.

عباس ومشعل يتفقان على وقف إطلاق النار أولا ثم بلورة اتفاق للتهدئة
مصادر مطلعة في حماس لـ «الشرق الأوسط»: الحركة ستوافق على المبادرة المصرية إذا عدلت
رام الله: كفاح زبون

أبدت حركة حماس مرونة في الموافقة على المبادرة المصرية التي كانت طرحتها القاهرة من أجل وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وجاء هذا غداة لقاء جمع بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في الدوحة أمس.

وقالت مصادر مطلعة في حماس ومقربة من مشعل لـ«الشرق الأوسط» إنه «إذا عدلت مصر على مبادرة وقف النار بطريقة تلبي تطلعات واحتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة فإن الحركة ستوافق عليها دون تردد».

وبحسب المصادر فإن هذا ما أبلغه مشعل لعباس خلال اجتماعهما في الدوحة، وأكدت أن مشعل تمسك بشروط المقاومة وسلمها ثانية لأبو مازن «الذي تفهمها ووعد بنقاشها مع المصريين».

وأكدت المصادر أن مشعل أبلغ عباس أنه «لا يمكن التنازل عن هذه الشروط بعد كل هذا الدم وهذه الإنجازات». وأضافت: «هذه ليست مطالبنا وحدنا، هذه مطالب جميع الفصائل ومطالب كل الناس في غزة وفلسطين.. يجب رفع الحصار أولا».

ونفى المصدر وجود صيغة جديدة لمبادرة جديدة اتفق عليها بين مشعل وعباس، لكنه تحدث عن «توافق عام على ضرورة وقف إطلاق النار ورفع الحصار».

وكان عباس التقى مشعل بمقر إقامته بالعاصمة القطرية الدوحة، وجرى خلال الاجتماع استعراض الجهود والاتصالات الجارية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجرى التوافق على استمرار التشاور وعلى مزيد من الخطوات من أجل وقف العدوان، وذلك من خلال الجهود المصرية وجهود الأشقاء والأصدقاء بحسب بيان للرئاسة الفلسطينية.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة في بيان بثته الوكالة الفلسطينية الرسمية: «إنه جرى التأكيد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي فورا، وتحقيق الأهداف الوطنية العليا للشعب الفلسطيني».

ويحاول عباس منذ أيام إيجاد قواسم مشتركة بين مصر وحماس، واجتمع بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومن ثم ذهب إلى تركيا والتقى رئيس وزرائها رجب طيب إردوغان وحط أخيرا في قطر والتقى شيخها الأمير تميم بن حمد آل ثاني في محاولة للضغط على حماس قبل أن يلتقي مشعل.

وأكدت مصادر في السلطة الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط» أن «عباس يسعى إلى وقف نزيف الدم الفلسطيني في غزة بأي ثمن، ولذلك فإنه يجوب العواصم المؤثرة على إسرائيل من جهة وحماس من جهة أخرى». وبحسب المصادر فإن «عباس أوفد مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج وعضو اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد إلى القاهرة (أمس) لاطلاع المصريين على نتائج لقائه بمشعل وتصوره لمسودة وقف النار الجديدة أو المعدلة».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الأحمد قوله إن لقاء عباس ومشعل «كان مهما واستعرض فيه كل الجهود الدولية والإقليمية من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة». وأكد: «اتفقنا على أن نبدأ بوقف إطلاق النار أولا ونستمر بالنقاش مع مصر وكل الأطراف الإقليمية والدولية حتى يجري بلورة الصيغة النهائية لاتفاق التهدئة».

وبحسب الأحمد فإن «المشاورات مع حماس متواصلة»، مشيرا إلى احتمال عقد «لقاء آخر مع مشعل اليوم (غدا)». وأضاف: «حماس والرئيس اتفقا على أن تعمل كل الأطراف الفلسطينية كفريق واحد هدفه وقف إطلاق النار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

وكانت مصر طرحت مبادرة الأسبوع الماضي لوقف النار في غزة تنص على وقف «الأعمال العدائية» من الطرفين، ومن ثم نقاش مسألة رفع الحصار عن قطاع غزة والاحتياجات الأخرى. ورفضت حماس المبادرة وقالت إنها تريد الاستجابة لشروطها بالتزامن مع وقف النار.

وتريد حماس الوقف الفوري للعدوان على غزة برا وبحرا وجوا، وضمان وقف سياسة التوغل والاجتياحات والاغتيالات وهدم البيوت وتحليق طيرانه فوق القطاع، وفك الحصار البري والبحري عن قطاع غزة بشكل كامل، بما في ذلك فتح المعابر وتشغيل ميناء غزة، وإدخال جميع السلع والكهرباء والوقود ومواد البناء وكل احتياجات الفلسطينيين، وفك الحصار الاقتصادي والمالي، وضمان حرية الصيد والملاحة حتى 12 ميلا بحريا، وحرية الحركة في المناطق الحدودية لقطاع غزة، وإلغاء المنطقة العازلة، وإلغاء جميع الإجراءات والعقوبات الجماعية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والإفراج عن جميع المعتقلين، وخصوصا محرري صفقة وفاء الأحرار ورئيس وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، وفتح المؤسسات وإعادة الممتلكات الخاصة والعامة التي صودرت، وتسهيل تنفيذ برنامج إعادة إعمار ما دمره العدوان المتكرر على قطاع غزة.

وتبدو بعض هذه الطلبات رهنا بموافقة عباس، إذ تصر مصر على أن فتح معبر رفح لن يحدث دون تسليمه إلى حرس الرئيس الخاص وانتشاره كذلك على طول الحدود مع غزة. ويطلب عباس الالتزام باتفاق 2005 وينص على وجود مراقبة دولية على المعبر وترفض حماس.

وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن شروط المقاومة هي الحد الأدنى لأية تهدئة يمكن إبرامها مع الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا: «لا يمكن للمقاومة وأبناء شعبنا الذين قدموا كل هذه التضحيات خلال هذه الحرب القبول بأقل من ذلك».

وقال هنية في خطاب مسجل بث مساء أمس: «شعبنا قرر إنهاء الحصار وإنهاء احتلال الأرض الفلسطينية». وأضاف: «لا يمكن أن نعود إلى الوراء».

وأكد هنية أن حركته منفتحة على أي وساطة لرفع العدوان: «حماس ترحب بأي تحرك جاد لوقف العدوان، ولكن مطالبنا ثابتة ولا تراجع عنها، وهي: وقف العدوان وضمان عدم تكراره، ورفع الحصار عن قطاع غزة، والإفراج عن المعتقلين».


المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,351,614

عدد الزوار: 7,629,490

المتواجدون الآن: 0