مفاوضات القاهرة في «غرف مغلقة» برعاية مصرية ـ أميركية...«يونيسف»: مقتل 296 طفلاً وفتى حتى الآن...رفح: الشهداء في الشوارع والمستشفيات إما مستهدفة أو مكتظة...اسرائيل وحماس تعلنان التصميم على مواصلة الحرب

إسرائيل نحو انسحاب أحادي من غزة يجنبها الاستحقاقات و«لا ترى طائلا» من مفاوضة حماس و«غموض» بشأن ارسال وفدا للقاهرة.. والحركة الإسلامية: دليل ارتباك

تاريخ الإضافة الإثنين 4 آب 2014 - 6:20 ص    عدد الزيارات 2113    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

إسرائيل نحو انسحاب أحادي من غزة يجنبها الاستحقاقات
الحياة...غزة - فتحي صبّاح
واصل الجيش الإسرائيلي هجومه الوحشي على قطاع غزة، خصوصاً منطقة رفح، رغم نفي حركة «حماس» أسر أي عسكري إسرائيلي، في وقت قررت الحكومة الأمنية المصغرة عدم إيفاد بعثة إلى القاهرة للتفاوض على وقف للنار، وسط أنباء بأنها تميل إلى تنفيذ انسحاب أحادي الجانب على أساس معادلة «هدوء مقابل هدوء». بموازاة ذلك، تتواصل الاستعدادات في القاهرة لعقد اجتماعات غير مباشرة، بحضور أميركي، في وقت أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن المبادرة المصرية هي فرصة حقيقية للتهدئة وإدخال المساعدات وبدء مفاوضات، وأنه يمكن البناء عليها من أجل حل شامل للصراع
وفي اليوم السادس والعشرين للحرب، بدا أن إسرائيل تتجه الى انسحاب أحادي الجانب من القطاع تتهرب من خلاله من دفع استحقاقات التهدئة وتلبية مطالب المقاومة، وعلى رأسها رفع الحصار وفتح المعابر. وأفادت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن بعض القوات البرية انسحب فعلاً من قطاع غزة، بعدما قال الجيش إنه أوشك على تحقيق هدفه الأساسي وهو تدمير الأنفاق. في الوقت نفسه، أعلن الجيش أمس أن بإمكان الفلسطينيين الذين فروا من القتال في بلدة بيت لاهيا، العودة إليها بعد انتهاء عملياته في المنطقة. وبذلك تكون القوات الإسرائيلية انسحبت من منطقة خزاعة جنوب شرقي خان يونس، والزنة شمال شرقي خان يونس، ومن الشجاعية في غزة، لكنها ما زالت موجودة في بيت حانون في المدينة، وفي رفح جنوب القطاع.
في هذا الصدد، أكد موقع «واللا» العبري أن الحكومة المصغرة بحثت خلال جلستها ليل الجمعة - السبت «إمكان وقف النار من جانب واحد». ونقل عن مسؤول قوله إن «حماس أثبتت بأنه لا جدوى من التباحث معها في الموضوع». كما نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: «بعد الانتهاء من الأنفاق، سنتخذ قرارات في شأن الخطوات المقبلة، لكن الاتجاه الآن هو الاعتماد على الردع ومبدأ الهدوء مقابل الهدوء».
بموازاة ذلك، قررت الحكومة الإسرائيلية المصغرة عدم إرسال وفد إلى محادثات القاهرة الخاصة بوقف النار. وقال مسؤول إسرائيلي للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن إسرائيل أبلغت مصر بذلك، متهماً «حماس» بتضليل الوسطاء الدوليين بنفيها خطف الضابط الإسرائيلي، ومعتبراً أنها «ليست مهتمة بالتوصل إلى تسوية».
وكانت «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكري لـ»حماس»، نفت معرفتها بمصير الضابط الاسرائيلي المفقود هدار غولدن. وقالت في بيان إنها فقدت الاتصال بـ «مجموعة المجاهدين المشاركين في هذا الكمين، ونرجح بأن جميعهم استشهد في القصف الصهيوني، بمن فيهم الضابط الذي يتحدث العدو عن اختفائه، على افتراض ان هذه المجموعة أسرته أثناء الاشتباك».
ومن غير المعروف إن كان الموقف الإسرائيلي من محادثات القاهرة نهائياً، خصوصاً أن مسؤولاً إسرائيلياً رفيعاً قال لوكالة «فرانس برس» إن الإسرائيليين لن يبتوا في مسألة استئناف المفاوضات قبل مساء السبت. رغم ذلك، وصل وفد فلسطيني موحد من الفصائل كافة إلى القاهرة، باستثناء قياديين في «حماس» و»الجهاد» مقيمين في قطاع غزة ولم يستطيعوا مغادرته بسبب العدوان الإسرائيلي.
في هذه الأثناء، قال السيسي في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي إن المبادرة المصرية «تتيح فرصة حقيقية للتهدئة ولدخول المساعدات ومن ثم المفاوضات»، مصراً على أنه «لا يوجد حل ثان». وشدد على ضرورة أن «نقول إن لدينا فرصة حقيقية لأن ننهي الأزمة الحالية ونبني عليها حلاً شاملاً للقضية الفلسطينية».
وصرح القيادي في حركة «فتح» عزام الأحمد بأنه لن تكون هناك لقاءات مباشرة بين أعضاء الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، وبأن الوفد المصري هو الذي سيقوم بنقل الاقتراحات والأفكار بين الوفدين، وأنه بعد التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، سيعلن وسيصاغ في مبادرة ستعرض على الدول الكبرى والدول المؤيدة للفلسطينيين قبل إعلانه وبدء تنفيذه فوراً. وكشف أن الوفد الفلسطيني أُبلغ بوجود وفد أميركي لحضور الاجتماعات.
ميدانياً، أعلنت «كتائب القسام» مساء أمس قتل 30 جندياً إسرائيلياً خلال اشتباكات خاضها مقاتلوها مع قوات الاحتلال في حي الشجاعية في 20 الشهر الماضي، فيما قالت القناة الثانية الإسرائيلية إن جندييْن قتلا في اشتباكات عنيفة في قطاع غزة أمس.
وتعرض قطاع غزة لقصف عنيف أمس أدى إلى استشهاد نحو 90 فلسطينياً، وإصابة عشرات آخرين، لترتفع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان إلى حوالي 1677، والجرحى الى تسعة آلاف. واستشهد في رفح ثلاثة مسعفين وصحافي.
كما منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إلى المناطق التي لا تزال تحتلها في بلدة بيت حانون شمال القطاع، ووسطه، وفي مدينة رفح أقصى جنوبه. واتهمت «حماس» اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تجري الاتصالات مع إسرائيل للتنسيق لدخول سيارات الإسعاف، بالتقصير وعدم فضح الاحتلال على هذه جرائم الحرب التي ترتكبها.
في هذه الأثناء، أعلنت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف) أمس مقتل 296 طفلاً وفتى فلسطينياً على الأقل في قطاع غزة منذ بداية الهجوم الإسرائيلي. كما أظهرت أرقام الأمم المتحدة أن القتال أجبر 25 في المئة من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة، على النزوح، وأن حوالى ربع مليون منهم لجأوا إلى مدارس «أونروا» أو إلى بيوت أقارب لهم. من جانبها، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة أن الجيش الإسرائيلي دمر أكثر من 41 مسجداً بشكل كلي، و120 مسجداً بشكل جزئي منذ بدء العملية في 8 الشهر الماضي.
 
«يونيسف»: مقتل 296 طفلاً وفتى حتى الآن
الحياة...القدس المحتلة - أ ف ب -
أعلنت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسف) أمس مقتل 296 طفلاً وفتًى فلسطينياً على الأقل في قطاع غزة منذ بداية الهجوم الإسرائيلي في الثامن من تموز (يوليو).
واعتبرت «يونيسف» التي قد ترتفع الحصيلة التي أعدتها بناء على أعداد القتلى الذين تمكنت من إحصائهم حتى الآن، أن «الأطفال يشكلون 30 في المئة من الضحايا المدنيين». وأضافت أن «عدد الضحايا بين الأطفال القتلى في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، قد يرتفع بعد عمليات التحقق الجارية». وأوضحت أن هذه الأرقام موقتة ومؤكدة «قدر الإمكان في الوقت الراهن».
لكن المنظمة الدولية أوضحت أنه «بين 8 تموز والثاني من آب (أغسطس)، تأكد مقتل 296 طفلاً فلسطينياً على الأقل» إثر إطلاق نار وعمليات قصف إسرائيلية. ومن بين هؤلاء الأطفال، 187 صبياً و109 بنات، وتقل أعمار 203 منهم عن 12 عاماً.
 
«القسام» تنفي أسر الضابط الإسرائيلي... وإسرائيل تدرس الانسحاب الأحادي
الحياة...غزة - فتحي صبّاح
نفت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، في بيان فجر أمس أن تكون أسرت الضابط في لواء «غفعاتي» هادار غولدن، وقالت إنه قد يكون قتل مع مجموعة من مقاتليها الذين قتلوا جنديين آخرين وفقدت الاتصال معهم. جاء ذلك في وقت تدرس إسرائيل الانسحاب من القطاع من جانب واحد، والعمل على قاعدة «هدوء في مقابل هدوء»، وهو ما ترفضه فصائل المقاومة التي ما تزال متمسكة بشروطها لوقف العدوان والتوصل إلى تهدئة شاملة.
يأتي ذلك في وقت واصلت قوات الاحتلال ارتكاب مجازر بشعة، خصوصاً في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، حيث استشهد في عمليات قصف ليل الجمعة- السبت 45 فلسطينياً، إضافة إلى أكثر من 70 قبلهم، ما رفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان في الثامن من الشهر الماضي إلى 1677، والجرحى إلى تسعة آلاف.
إسرائيل ومفاوضات القاهرة
في غضون ذلك، قرر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر عدم إيفاد بعثة إسرائيلية إلى القاهرة للتفاوض على وقف النار في قطاع غزة، فيما وصل الوفد الفلسطيني المفاوض إلى العاصمة المصرية للغرض نفسه. ولم يتمكن القياديان في حركة «حماس» خليل الحية وعماد العلمي، والقيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» خالد البطش من التوجه إلى القاهرة عبر معبر رفح بسبب المحرقة المستمرة في مدينة رفح واحتلال الدبابات الإسرائيلية منطقة المعبر. وبدا عضو الوفد، عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية قيس عبد الكريم متشائماً، مشيراً إلى «صعوبة الوضع والأجواء المحيطة بزيارة الوفد» للقاهرة.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع لقناة التلفزة الثانية الإسرائيلية، إن «إسرائيل أبلغت مصر أنها لن ترسل وفداً إلى القاهرة لبحث مساعي وقف النار». ووصف إنكار «حماس» أسر غولدن بأنه «خطوة ذكية تريد من خلالها خداع إسرائيل».
وأوضح موقع «واللا» العبري أن الحكومة المصغرة بحثت خلال جلستها ليل الجمعة- السبت «إمكان وقف النار من جانب واحد». ونقل عن مسؤول سياسي قوله إن «حماس أثبتت بأنه لا جدوى من التباحث معها في الموضوع».
ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن موظف إسرائيلي كبير قوله إنه «لا حديث الآن عن وقف النار. إسرائيل ستعمل بموجب مصالحها. سنعمل ضد الهجمات من غزة وننهي معالجة الأنفاق. وبعد الانتهاء من الأنفاق، سنتخذ قرارات في شأن الخطوات المقبلة، لكن الاتجاه الآن هو الاعتماد على الردع ومبدأ الهدوء مقابل الهدوء».
وقال المعلق الإسرائيلي يوسي فيرطر في صحيفة «هآرتس» أمس إن «نتانياهو يتحرق لوقف القتال في الجنوب، لكن الظروف السياسية لم تنضج بعد، ومن جهة أخرى هو يواجه انتقادات حادة علنية من وزراء في حزبه وفي حكومته في شأن إدارته الأمور». ولفت إلى أن «الحقيقة التي تقلق نتانياهو هي أن إنهاء القتال في شكل يعتبره الجمهور الإسرائيلي ضعفاً وتنازلاً وإرهاقاً قد يكون ثمنه سلطته».
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون إن «تصريحات الجيش عن انتهاء العملية في غزة، رسالة للمجتمع الدولي والولايات المتحدة مفادها أن الجيش يرغب في وقف النار».
ونسبت وسائل إعلام إسرائيلية إلى مصدر عسكري قوله إن الجيش قصف خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة نحو 200 هدف في القطاع، مدعيا أن «غالبيتها مقرات قيادية»، في حين كان كلها مدنياً، ومنازل دمرت فوق رؤوس ساكنيها.
وعن أسر غولدن، قال المصدر إن «الجيش لم يرجح بعد أياً من فرضيتي مقتله أو كونه لا يزال على قيد الحياة». وأضاف أنه عندما وقع الاشتباك مع عناصر المقاومة في منطقة مفتوحة قرب أحد المنازل جنوب شرق رفح «تبين وجود فتحة نفق في المكان من المرجح أنهم خرجوا منها، واقتادوا الضابط الإسرائيلي إليها».
لكن «كتائب القسام» قالت إنه «لا علم لديها، حتى اللحظة، بموضوع الجندي المفقود، ولا مكان وجوده أو ظروف اختفائه»، وقدمت روايتها لما حدث في المنطقة، والتوغل الإسرائيلي فيها والقصف الجوي على مجموعة لها في المكان. وأوضحت في بيان أنها فقدت الاتصال مع مجموعتها، مرجحة أن يكون «جميع أفراد هذه المجموعة استشهدوا في القصف الصهيوني، بمن فيهم الجندي الذي يتحدث العدو عن اختفائه، على افتراض أن هذه المجموعة من مقاتلينا أسرت هذا الجندي أثناء الاشتباك».
«حماس» تتهم بان
من جهته، انتقد الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، معتبراً أن اعتماده على الرواية الإسرائيلية المتضاربة في شأن غولدن «وفر الشرعية للاحتلال لارتكاب مجزرة رفح، ما يحمله شخصياً قدراً من المسؤولية عن دماء شهداء رفح».
كما انتقد في تصريح سابق بان ووزير الخارجية الأميركي جون كيري اللذين حملا «حماس» مسؤولية اختراق التهدئة ووصفهما بأنهما منحازان لصالح الاحتلال «لأن الاشتباكات وقعت داخل حدود القطاع نتيجة التوغل الإسرائيلي، وكانت المقاومة في حال دفاع عن النفس». وقال إن بان وكيري ركزا على «قصة جندي اختفى خلال عدوانه على المدنيين، بينما تم تجاهل مجزرة المدنيين الذين سقط منهم 72 نتيجة العدوان».
91 شهيداً
ميدانيا، استشهد 91 فلسطينياً أمس، ما رفع عدد شهداء العدوان إلى نحو 1677، إضافة إلى تسعة آلاف جريح. وسقط خمسة شهداء عصر أمس في مجزرتين في رفح، إحداها في حق عائلة البحابصة، وأربعة في منزل محمد أبو طه، الموظف الكبير في وكالة «أونروا» الموجود حالياً في الأردن في مهمة عمل.
وشعر سكان حي الصبرة بصدمة كبيرة عندما قصفت طائرة حربية إسرائيلية من طراز «أف 16» الأميركية الصنع منزل المواطن أحمد محمد عبد الله النيرب من دون سابق إنذار فجر أمس، ما أسفر عن استشهاده وزوجته وأولاده الثلاثة.
واتهمت «حماس» الاحتلال بارتكاب جرائم حرب عبر منع نقل الجرحى إلى المستشفيات، خصوصاً من مدينة رفح. كما اتهمت الصليب الأحمر بالتقصير في القيام بمسؤولياته في نقل المصابين وفضح سياسة الاحتلال التي تتسبب في إهدار حياتهم.
وتمنع قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من انتشال جثث شهداء ومصابين في مناطق منكوبة، أو من رفح إلى مستشفيات مدينة غزة.
صواريخ المقاومة
في هذه الأثناء، واصلت فصائل المقاومة الرد على العدوان باستهداف المواقع والمستوطنات بالصواريخ المختلفة وقذائف الهاون في اليوم الـ26 للعدوان.
وأطلقت «كتائب القسام» صباح أمس صاروخاً على حيفا وثلاثة على تل أبيب وعشرات الصواريخ على بلدات جنوب إسرائيل ووسطها والتجمعات العسكرية داخل القطاع.
كما أطلقت «سرايا القدس» والأجنحة العسكرية المختلفة مئات الصواريخ القصيرة المدى والقذائف على المستوطنات وقوات الاحتلال، وخاضت اشتباكات معها أسفرت عن جرح 17 جندياً، وفق مصادر إسرائيلية.
 
رفح: الشهداء في الشوارع والمستشفيات إما مستهدفة أو مكتظة
المستقبل....غزة ـ ميسرة شعبان
لا يعرف المسعفون بسيارات إسعافهم إلى أي مستشفى يتوجهون بالجرحى والشهداء الذين ينتشلونهم من بين الطرقات ومن تحت الأنقاض في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

فما حدث شرق مدينة رفح صباح يوم الجمعة، كان مجزرة مروعة، ترتعد لها الأبدان، حين بدأت طائرات الاستطلاع والطائرات الحربية باصطياد السكان النازحين وهم عائدون لتفقد منازلهم تزامناً مع إطلاق سيل من القذائف المسمارية والحارقة محدثة قتلاً ودماراً هائلاً.

وما هي إلا دقائق معدودة، حتى غصت الشوارع بجثامين الشهداء والجرحى، وتناثرت الأشلاء في كل مكان، وعلا صراخ المصابين المحاصرين داخل منازلهم.

ولم يكتفِ الاحتلال بقصف المنازل والطرقات بل استهدف أكبر وأهم مستشفيات رفح، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح أمس، إخلاء مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة من الجرحى والمرضى بعد تعرض المستشفى للقصف من المدفعية الإسرائيلية أمس الجمعة.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس، عن ارتفاع حصيلة مجزرة رفح إلى 100 شهيد بينهم نساء وأطفال وثلاثة مسعفين وأكثر من 400 جريح بينهم العشرات في حال الخطر«.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية الطبيب أشرف القدرة: «إن مستشفى أبو يوسف النجار (أكبر وأهم مستشفيات مدينة رفح) تعرض لقصف من المدفعية الإسرائيلية مرات عدة ما اضطرنا إلى توقف العمل فيه وإخلائه تماماً والامتناع عن نقل جرحى الغارات الإسرائيلية إليه خشية من استهدافه مجدداً«.

وكان الاحتلال في وقت سابق استهدف مستشفى الأوروبي في رفح لتبقى المحافظة من دون مستشفيات كبرى تعمل على إسعاف وإنقاذ الجرحى والمصابين.

وأفاد وكيل وزارة الصحة الطبيب يوسف أبو الريش أنه تم إخلاء كافة الطواقم الطبية والجرحى إلى مستشفيين صغيرين وسط مدينة رفح وهما مستشفى الكويتي غرب المدينة والمستشفى الإماراتي للتوليد، لعدم توفر تطمينات من الاحتلال بعدم قصفه بعد تعرض المنطقة المحيطة لقصف مدفعي كثيف وعشوائي.

وقال أبو الريش «حاولنا التواصل مع عدد من الجهات للاستفسار منهم عن تأمين مستشفى النجار من جرائم الاحتلال، ولكن لم يردنا رد، لذلك اضطررنا لإخلاء المستشفى بجميع الطواقم الطبية والجرحى باستثناء جثث الشهداء الذين ما زالوا في المكان».

وأضاف أبو الريش خلال مؤتمر صحافي في مستشفى الشفاء في غزة، أن المستشفيتين غير مجهزين لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة من الجرحى وهناك عشرات المصابين لم يتلقوا علاجاً، كم أن المستشفتين لا يوجد بهما غير 12 سرير للمرضى ولا يوجد بنك كافٍ للدم، كما توجد غرفتا عمليات صغيرتان غير مجهزتين لاستقبال هذا الكم الهائل من الجرحى.

وأوضح أنّ المجازر التي تنفذها آلة الاحتلال كل يوم لا تستثني أحداً، بل وصل الأمر لمنع طواقم الإسعاف من إخلاء المصابين والشهداء، إضافةً لاستهداف سيارة إسعاف أمس ما أدى لاستشهاد 3 مسعفين في مدينة رفح، ووصل الحد لقصف المستشفيات نفسها والمناطق المحيطة بها.

وناشد كل أحرار العالم والمؤسسات الدولية «التدخل لتوفير طرق آمنة للإسعافات لنقل المصابين إلى مشافي مدينتي خانيونس وغزة ليتمكنوا من الحصول على العلاج اللازم قبل أن يهلكوا»، داعياً لفتح معبر رفح فوراً أمام الجرحى لتحويلهم للمستشفيات الخارجية، ومستهجناً إغلاق المعبر أمام المساعدات الإنسانية والطبية.

ووفقاً لإحصائية وزارة الصحة فقد استهدفت قوات الاحتلال أكثر من 52 طاقماً طبياً ومستشفيات وخدمات طبية وعيادات، من بينهم كانت مستشفى الوفاء للمسنين (مستشفى بيت حانون) شرق مدينة غزة، ومستشفى الدرة للأطفال المعاقين شرق مدينة غزة، ومستشفى شهداء الأقصى الوحيدة في دير البلح وسط قطاع غزة، ومستشفى ناصر الطبي أكبر المستشفيات وسط محافظة خان يونس جنوب القطاع، ومستشفى الجزائري شرق خانيونس، ومستشفى الشفاء بغزة، ومستشفى أبو يوسف النجار في رفح جنوب القطاع، والمستشفى الأوروبي برفح.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود الدولية، ومقرها في باريس، أدانت استهداف الجيش الإسرائيلي للمستشفيات بقطاع غزة، أثناء وجود آلاف الجرحى ومئات الأطباء والعاملين فيه.

وقال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في الأرض الفلسطينية المحتلة توماسو فابري «إن استهداف المستشفيات والمناطق المحيطة بها أمر غير مقبول تماماً، وانتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي«.

وأضاف «مهما كانت الظروف، يجب احترام المرافق الصحية والكوادر الطبية، لكن يبدو أن المستشفيات في غزة ليست الملاذ الآمن كما يجب أن تكون«.

وقال منسق مشروع لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة نيكولا بارالوس إنه بسبب القصف العنيف هناك صعوبة في وصول المرضى والجرحى إلى المستشفيات، فنصف المراكز الصحية في غزة لا تعمل، وكل أربعة أشخاص من أصل 15 فقط يجدون مركزياً صحياً مفتوحاً.

وأشار إلى أن عيادة العمليات الجراحية لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة تعمل بنسبة 10% إلى 30% من طاقتها فقط بسبب شدة القصف الذي يمنع الجرحى والمرضى من الوصول إلى العيادة، كما انقطعت الأنشطة العادية لمنظمة أطباء بلا حدود في مستشفى ناصر في خانيونس.
 
إسرائيل تتجه لانسحاب أحادي من غزة و«لا ترى طائلا» من مفاوضة حماس و«غموض» بشأن ارسال وفدا للقاهرة.. والحركة الإسلامية: دليل ارتباك

جريدة الشرق الاوسط.... رام الله: كفاح زبون ..... شاب الغموض الموقف الإسرائيلي أمس من عملية إجراء مفاوضات مع حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية، من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة. فعشية انطلاق المفاوضات المقررة في القاهرة اليوم، كشف مسؤولون إسرائيليون أن المجلس السياسي والأمني الإسرائيلي المصغر «الكابينت» يتجه إلى إنهاء العملية العسكرية في غزة من جانب واحد، بعد الانتهاء من عمليات تدمير الأنفاق على قاعدة «الهدوء يقابله هدوء والنار بالنار»، مؤكدين أنه «لا طائل» من إجراء محادثات مع حماس، التي بدت متحمسة للمفاوضات في مسعى لتحقيق ولو جزء من مطالبها وأبرزها رفع الحصار عن غزة.
وحتى وقت متأخر من أمس بدا وصول وفد إسرائيلي إلى القاهرة محل غموض، بعدما أعلن مسؤولون أن الوفد لن يذهب نهائيا إلى المباحثات، بينما قال آخرون إنه «لن يذهب السبت»، في إشارة إلى احتمالية ذهابه اليوم (الأحد).
ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن موظف كبير قوله إن إسرائيل لا تعتزم إرسال وفد مفاوضات إلى القاهرة في الوقت الراهن. وأضاف «لا نعتقد أن ثمة جدوى من إجراء تسوية في الوقت الراهن. نحن ندرس الانتهاء من العملية العسكرية على قاعدة الردع». وأضاف «إسرائيل ستعمل بموجب مصالحها. بعد الانتهاء من الأنفاق سنتخذ قرارات بشأن الخطوات المقبلة، لكننا نتجه إلى الاعتماد على مبدأ الهدوء يقابله هدوء والنار تقابلها نار».
ولاحقا، أكد مصدر سياسي كبير أن المجلس الوزاري المصغر «قرّر عدم إيفاد بعثة إسرائيلية إلى القاهرة للتفاوض حول وقف لإطلاق النار في قطاع غزة». وقال إن حركة حماس «أثبتت عدم مسؤوليتها وعدم مصداقيتها من خلال الأحداث الأخيرة»، مضيفا أنه «آن الأوان أن يدرك ذلك المجتمع الدولي أيضا». وأوضح المصدر أن إسرائيل بصدد استكمال عملية الجرف الصامد بالشكل الذي تراه مناسبا، وتفعل كل ما هو مطلوب للدفاع عن مواطنيها. بينما قال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل «لن ترسل المبعوثين اليوم السبت»، في إشارة ضمنية إلى أنه يمكن إيفادهم اليوم.
وعدت حماس قرار الحكومة الإسرائيلية عدم إرسال وفد إلى القاهرة للتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة يمثل «استخفافا بالجهود الدولية والعربية وإمعانا في الإجرام ضد شعبنا».
وقال القيادي في الحركة مشير المصري لوكالة الأنباء الألمانية، إن الموقف الإسرائيلي «دليل على الارتباك والعجز أمام المقاومة الفلسطينية ومحاولة للهروب من استحقاقات مطالبها بأي تهدئة».
وحذر من تداعيات إقدام إسرائيل على انسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة دون اتفاق متبادل لوقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية. وقال في هذا الصدد إن «المقاومة سيكون لها اليد الطولى في مواجهة أي انسحاب إسرائيلي أحادي دون الاستجابة للمطالب الفلسطينية».
وفي تلك الأثناء، قال مسؤولون إسرائيليون إن «الكابينت» قرر بعد جلسة مطولة انتهت فجر السبت «العمل على وقف إطلاق نار من جانب واحد خلال 48 ساعة وعدم التوصل إلى اتفاق جديد مع حماس». وأخذ «الكابينت» القرار بعد اتهامات إسرائيلية لحماس بخرق هدنة 72 ساعة واختطاف جندي إسرائيلي، وهو الأمر الذي نفته الحركة الإسلامية أمس. وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة «هآرتس» إن «الحكومة لن تجري مباحثات حول اتفاق لوقف إطلاق النار، وتخطط لإنهاء الحملة العسكرية من جانب واحد فقط على قاعدة الهدوء مقابل الهدوء».
وتزامن ذلك مع ما أورده موقع «واللا» الإسرائيلي نقلا عن مسؤول بأن «الكابينت» بحث فعلا هذا الخيار، لأنه «لا طائل من التباحث مع حماس».
وتشير تحركات إسرائيلية على الأرض إلى بدء تنفيذ هذا الخيار، إذ انسحبت قوات إسرائيلية أمس من مناطق في خان يونس جنوبا وبيت لاهيا شمالا، فيما أعلن مصدر عسكري مسؤول أن الجيش يحتاج إلى يوم أو يومين من أجل الانتهاء من تدمير الأنفاق العسكرية، التي كانت الهدف الأساسي للعملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
وقال المحلل الإسرائيلي المعروف إيهودا يعاري إن «الكابينت يريد منع حماس من تحقيق أي من مطالبها ويبقي قيادتها في دائرة الاستهداف». وفي المقابل، تعهدت حماس بعدم تمرير أي قرار يتعلق بإنهاء العملية من طرف واحد. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الحركة «لن تسمح لإسرائيل بالتوغل في الدم الفلسطيني ومن ثم المغادرة وقتما شاءت حتى تقرر ثانية وقتما تشاء التوغل في الدم ثانية». وأَضافت «حماس سترد في وقته إذا ما نفذت إسرائيل هذا الخيار».
وكان سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة حماس، قال في وقت سابق أمس «في حال انسحب الاحتلال من جانب واحد فهذا لن يلزمنا بشيء». وأضاف «المقاومة ستواصل». وتابع «على الاحتلال أن يدفع الثمن، لكن عليه أن يختار كيف، فإما أن يبقى في غزة ويدفع الثمن، أو ينسحب من طرف واحد ويدفع الثمن، أو يفاوض ويدفع الثمن».
ويرى مراقبون إسرائيليون أن الانسحاب الجزئي من غزة والتلويح بوقف العمليات من طرف واحد قد يكون مرتبطا بـ«مناورة» من أجل الضغط على حماس أثناء مباحثات القاهرة. وإذا ما وصل الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة فعلا، فمن المفترض أن تنطلق مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني تتوسط فيها مصر.
ويطالب الفلسطينيون بفتح المعابر وإلغاء الشريط الأمني والسماح بالصيد البحري على عمق 12 ميلا بحريا، وإطلاق سراح أسرى صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذين أعيد اعتقالهم مؤخرا وإطلاق سراح أسرى الدفعة الرابعة الذين اتفق عليهم أثناء المفاوضات مع الإسرائيليين ولم يفرج عنهم، والسماح بإدخال الاحتياجات ومواد البناء والأموال إلى غزة.
وفي المقابل، يطرح الإسرائيليون كذلك شروطا من ضمنها ضرورة تدمير الأنفاق، وسحب سلاح حماس، وإيجاد آلية لمنع تهريب الأسلحة والأموال إلى غزة، ووجود فلسطيني رسمي على معبر رفح وليس من حماس، وآلية مراقبة تهريب الأسلحة والأموال إلى القطاع.
 
جيش الاحتلال يسمح لسكان بيت لاهيا بالعودة إلى بيوتهم
القدس – أ ف ب: أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي, أمس, عن السماح لسكان بيت لاهيا والعطاطرة شمال غزة بالعودة الى بيوتهم ما يعني أن الجيش يعتبر أنه أنهى عمليته في هذه المنطقة التي اكد شهود انسحابه منها.
ونشر الجيش رسائل نصية على الجوال للسكان الفلسطينيين في بيت لاهيا ان بإمكانهم العودة الى بيوتهم.
ونصح الجيش الاهالي بالانتباه الى “العبوات الناسفة التي نشرتها حماس في المنطقة”.
واكدت الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي أن “هذه الرسائل مرسلة من الجيش لسكان هاتين المنطقتين”.
وقالت المتحدثة باسم الجيش “نتحدث فقط عن هاتين المنطقتين”, ورفضت التحدث عن “اي نية للجيش للانسحاب من القطاع”.
وقال شهود عيان في العطاطرة وهي جزء من بيت لاهيا انهم شاهدوا الجيش الاسرائيلي ينسحب باتجاه الحدود.
وفي الجنوب, قال سكان “شاهدنا الجيش الاسرائيلي ينسحب من قرى شرق خان يونس” لكن لا يوجد تأكيد من الجيش.
وتظهر أرقام الامم المتحدة ان القتال اجبر 25 في المئة من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1,8 مليون نسمة على الفرار من منازلهم وأن نحو ربع مليون منهم لجأوا الى المدارس التي تديرها وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين او الى بيوت اقارب لهم.
 
الكونغرس يوافق على تمويل لمنظومة القبة الحديدية لإسرائيل
واشنطن – أ ف ب: وافق الكونغرس الاميركي, على تخصيص 225 مليون دولار لتمويل منظومة القبة الحديدية الدفاعية لاعتراض الصواريخ التي تطلقها حركة “حماس” على إسرائيل, قبل وصولها الى اهدافها.
ووافق مجلس النواب على هذا التمويل بأغلبية 395 صوتا مقابل ثمانية, في تصويت جرى في وقت متأخر من مساء أول من أمس.
وكان مجلس الشيوخ اقر بالإجماع هذا التمويل قبل ان يبدأ عطلته الصيفية التي تستمر خمسة اسابيع.
ويفترض ان يوقع الرئيس الاميركي باراك اوباما على هذا القرار.
وهذا التمويل الطارئ الذي سيزيد العجز الاميركي, سيسمح بتزويد القبة الحديدية بصواريخ اعتراضية اضافية.
ويشكل هذا التمويل جزءا من 3,1 مليارات دولار طلبتها الادارة الاميركية للمساعدة العسكرية لاسرائيل المستفيدة الاولى في العالم من المساعدات الاجنبية الاميركية.
وكان الكونغرس خصص 235 مليون دولار للقبة الحديدية العام الماضي.
 
 
    1712 قتيلا فلسطينيا على الاقل منذ بدء العمليات العسكرية
اسرائيل وحماس تعلنان التصميم على مواصلة الحرب
إيلاف...أ. ف. ب.
اعلنت اسرائيل وحركة حماس مساء السبت التصميم على مواصلة الحرب في قطاع غزة التي اوقعت 1712 قتيلا فلسطينيا على الاقل منذ بدء العمليات العسكرية الاسرائيلية في الثامن من تموز/يوليو الماضي.
غزة: قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في مؤتمر صحافي مساء السبت في تل ابيب "لقد وعدنا منذ البداية باعادة الهدوء الى مواطني اسرائيل. سنواصل العمل الى ان نحقق هذا الهدف طالما تطلب الامر ذلك وبكل ما يلزم من قوة".
وسرعان ما جاء الرد من حماس على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم الذي قال في تصريح خاص لوكالة فرانس برس "انه خطاب مرتبك ينم عن ازمة حقيقية يواجهها في الحرب على غزة"، مضيفا "اراد ان يصنع نصرا وهميا لحكومته وجيشه ونحن مستمرون في المقاومة حتى نحقق اهدافنا".
 بدورها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في بيان ان "تصريحات نتانياهو و(موشيه) يعالون (وزير الدفاع الاسرائيلي) اعتراف صريح بالهزيمة وسنواصل القتال حتى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني".
وكانت اسرائيل اعطت السبت اولى الاشارات لانهاء عملياتها في مناطق معينة من قطاع غزة، وافاد شاهد احد صحافيي فرانس برس انه شاهد الجنود الاسرائيليين ينسحبون من قرى قريبة من بيت لاهيا في الشمال وخان يونس في الجنوب.
وفي الوقت نفسه اعلن الجيش الاسرائيلي انه سيكون بامكان المدنيين "العودة بكل امان الى بيت لاهيا والعطاطرة" بحسب ما قالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي لوكالة فرانس برس، ملمحة بذلك الى ان الجيش قد يكون انهى عملياته في هاتين المنطقتين.
وكان الجيش امر السكان باخلاء المنطقتين حتى ينهي عملياته العسكرية فيهما.
ورغم هذا الانسحاب المحدود، اكد نتانياهو مساء السبت ان "العملية متواصلة والجيش سيواصل العمل بكل قواه للنجاح في مهامه واعادة الهدوء والامن لمواطني اسرائيل مع توجيه ضربات قاسية جدا للبنية التحتية للارهاب".
واضاف "قواتنا المسلحة بصدد القضاء على الانفاق في غزة".
وبقيت كافة مناطق القطاع الاخرى تحت النيران الاسرائيلية بعد 24 ساعة على تهدئة تم الاتفاق عليها دوليا ولم تصمد سوى بضع ساعات.
ومساء السبت، قتل فلسطينيان من عائلة واحدة في غارة اسرائيلية على جباليا شمال قطاع غزة.
وقال اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة "استشهد فلسطينيان من عائلة واحدة في جباليا شمال قطاع غزة في غارة اسرائيلية ما يرفع عدد الذين استشهدوا اليوم والذين تم انتشال جثثهم ومن توفي متاثرا بجروحه الى 112 شهيدا فضلا عن 330 جريحا".
واضاف ان "الحصيلة الاجمالية للشهداء منذ بدء العملية الاسرائيلية (في الثامن من تموز/يوليو) ارتفعت الى 1712 شهيدا من بينهم 398 طفلا و207 نساء و74 مسنا اضافة الى جرح اكثر من 9000 فلسطيني".
في المقابل، فقدت اسرائيل 63 جنديا وثلاثة مدنيين.
ونالت منطقة رفح النصيب الاكبر من الة الحرب الاسرائيلية اثر فقدان ضابط الصف الاسرائيلي هدار غولدن الذي يقول الجيش الاسرائيلي انه اسر صباح الجمعة خلال عملية تدمير لاحد الانفاق كان الجيش الاسرائيلي يقوم بها.
لكن كتائب القسام الجناح العسكري لحماس اكدت ان لا معلومات لديها عن مصير الجندي من دون ان تستبعد ان يكون لقي حتفه مع المجموعة الفلسطينية المقاتلة في منطقة رفح.
وقالت القسام في بيان فجر السبت ان "لا علم لنا حتى اللحظة بموضوع الجندي المفقود ولا بمكان وجوده او ظروف اختفائه".
من جهتها، طالبت هيدفا غولدن والدة الجندي المفقود السبت اسرائيل بالا تسحب قواتها من قطاع غزة قبل استعادة ابنها، فيما صرح والده سيمشا "لا استطيع ان اتصور ان الجيش يتخلى عن احد مقاتليه".
واعلن الجيش الاسرائيلي ان نظام القبة الحديدية الدفاعي اعترض صباح السبت صاروخين اطلقا على تل ابيب وآخر اطلق على بئر السبع.
ومع هذه التطورات العسكرية تعقدت المساعي لاقرار تهدئة جديدة.
ووصل وفد فلسطيني يضم ممثلين عن حماس والجهاد الاسلامي وفتح الى القاهرة مساء السبت في مسعى للتوصل الى تهدئة.
وكان من المقرر ان يصل الوفد الفلسطيني الى مصر الجمعة وارجىء الامر الى السبت بسبب التطورات الميدانية في رفح خاصة.
ونقلت الصحافة الاسرائيلية معلومات تفيد بان الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة قررت عدم ارسال وفد الى القاهرة رافضة التحادث ولو بشكل غير مباشر مع حركة حماس.
وتمهيدا لهذه المفاوضات، اكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت ان المبادرة التي عرضتها مصر هي "فرصة حقيقية" لوقف اطلاق النار. وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء ايطاليا ماتيو رينزي "المبادرة المصرية هي الفرصة الحقيقية لايجاد حل حقيقي للازمة في غزة وايقاف نزيف الدم".
واضاف ان "الوقت حاسم، لابد من استثماره وبسرعة لايقاف اطلاق النيران وايقاف نزيف الدم الفلسطيني"، مؤكدا ضرورة ان "ننتهز الظرف الصعب ونقول ان لدينا فرصة حقيقية ان ننهي الازمة الحالية ونبني عليها حلا شاملا للقضية الفلسطينية".
وكانت الرئاسة الفلسطينية اعلنت الجمعة ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "شكل الوفد الذي سيتوجه غدا السبت إلى القاهرة مهما كانت الظروف". ويضم الوفد 12 ممثلا عن حركة فتح بزعامة عباس وعن حركتي حماس والجهاد الاسلامي.
 

مفاوضات القاهرة في «غرف مغلقة» برعاية مصرية ـ أميركية
الوفد الفلسطيني تحرك من رام الله ولبنان وقطر وتركيا
القاهرة: أحمد الغمراوي وسوسن أبو حسين - رام الله: «الشرق الأوسط»
تنتظر القاهرة وفدي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي لبدء مرحلة المفاوضات اليوم بين الطرفين من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وفق المبادرة المصرية. وجاء ذلك بينما لم يتمكن اثنان من أعضاء الوفد الفلسطيني من مغادرة قطاع غزة، للالتحاق بزملائهم الآخرين بسبب ظروف أمنية. وقالت مصادر مصرية إن اللقاءات المزمع عقدها ستكون منفردة مع كل وفد على حدة في شكلها الأولي، وذلك برعاية مصرية ومشاركة أميركية عبر نائب وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز.

ووصل الوفد الفلسطيني إلى القاهرة في وقت متأخر من مساء أمس قادما من العاصمة الأردنية عمان، فيما لم يعرف تحديدا موقف الوفد الإسرائيلي، بينما ينتظر وصول بيرنز في خلال ساعات.

وقالت مصادر مصرية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» إن أماكن إقامة الوفدين ستكون سرية لـ«دواع أمنية»، وإن كان مراقبون يرجحون أن تكون إقامة الوفود في عدد من فنادق ضاحية مصر الجديدة بالقرب من المطار، والتي يقع في محيطها أيضا مقر الحكم في مصر. وأوضحت المصادر كذلك أن اللقاءات ستكون في «غرف مغلقة» مع كلا الوفدين على حدة، برعاية الجانب المصري وحضور أميركي ممثلا في بيرنز.

وفي غضون ذلك، لم يتمكن اثنان من أعضاء الوفد الفلسطيني من مغادرة قطاع غزة، للالتحاق بزملائهم الآخرين الذي انطلقوا للقاهرة قادمين من رام الله ولبنان وقطر وتركيا، بسبب ظروف أمنية.

واعتذر كل من خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس وخالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عن الالتحاق بالوفد أمس بسبب الظروف الأمنية المعقدة في رفح الحدودية. وأبلغ القياديان أعضاء الوفد أن ثمة محاولات ستجري اليوم. وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن غياب الحية والبطش لن يؤثر على سير المفاوضات في مصر لأن ثمة اتفاقا على أن الوفد المشكل من جميع الفصائل يمثل الموقف الفلسطيني الموحد.

ووصل إلى مطار القاهرة الدولي، كل من عزام الأحمد رئيس الوفد (فتح) وماجد فرج (فتح) وبسام الصالحي (حزب الشعب)، وقيس عبد الكريم (الجبهة الديمقراطية) قادمين على الخطوط المملكة الأردنية.

وكان المسؤولون الأربعة قد غادروا رام الله صباحا إلى أريحا شرق الضفة الغربية وعبر جسر اللنبي الإسرائيلي برا إلى الأردن وعقدوا اجتماعات في عمان قبل التوجه إلى مصر.

ويفترض أن يكون بقية أعضاء الوفد وصلوا في وقت متأخر أمس أو اليوم صباحا، وهم عزت الرشق (حماس) إلى جانب محمد نصر (حماس) قادمين من قطر، وعماد العلمي (حماس) قادما من تركيا، وزياد النخالة (جهاد إسلامي) قادما من لبنان، وماهر الطاهر (جبهة شعبية) قادما من سوريا، فيما ينتظرهم جميعا موسى أبو مرزوق القيادي في حركة حماس الذي يقيم أصلا في القاهرة.

أما الوفد الإسرائيلي، فيضم رئيس الشاباك (الأمن العام) يورام كوهين رئيسا، ورئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد والمحامي يتسحاق مولخو مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخاص.

ويفترض أن يغادر الوفد اليوم مطار بن غوريون على متن طائرة خاصة إلى مطار القاهرة إذا حسمت إسرائيل أمرها من المشاركة في المباحثات.


المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,351,952

عدد الزوار: 7,629,507

المتواجدون الآن: 0