جنبلاط جال في الشويفات ودير قوبل: الآتي أصعب سأقوم بخطوة نحو القادة المسيحيين لنخرج من الدوامة...قهوجي يحذّر من «تفلّت» الوضع.. ومفاوضات لانسحاب المسلّحين من عرسال وتحرير الأسرى وسلام لـ«المستقبل»: الوضع خطير.. ووحدتنا حصنُ الجيش

لبنان عرضة للإرهاب والجيش يواجه تفاوض غير مباشر لم يتوصل إلى وقف النار

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 آب 2014 - 7:31 ص    عدد الزيارات 2661    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

لبنان عرضة للإرهاب السوري والجيش يواجه تفاوض غير مباشر لم يتوصل إلى وقف النار
النهار...
عاش لبنان منذ السبت اسوأ انعكاس للازمة السورية منذ بدء الحرب الاهلية في سوريا قبل ثلاث سنوات ونيف، الأمر الذي أشاع جواً ضبابياً حول امكان اعادة ضبط الامور في ظل انقسام داخلي حاد، ووجود اكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري، وحدود غير مرسمة بين البلدين وشبه متفلتة في الاتجاهين. وارتفعت وتيرة الخوف بعد التهديدات التي وجهها "تنظيم احرار السنة - بعلبك" في الايام الأخيرة، اذ انتقلت المعارك الميدانية من سوريا الى لبنان من بوابة عرسال، وأدت المواجهة بين الارهابيين والجيش اللبناني الى استشهاد عشرة عسكريين واصابة نحو 35 وأسر 14. وسرب ليلاً خبر عن تصفية ضابطين في صفوف الاسرى، وارتفاع عدد الأسرى الى ما فوق العشرين.
واذا كانت المعارك الميدانية استمرت في جو ضبابي، فان الانقسام السياسي المذهبي المزمن حول عرسال دفع في اتجاه قيام مفاوضات سياسية غير مباشرة تولتها "هيئة علماء المسلمين" في رعاية وزيري العدل والداخلية اشرف ريفي ونهاد المشنوق، وهو تفاوض غير مباشر كما وصفته مصادر لـ "النهار"، لكنه لم يتوصل الى نتيجة حتى ساعة متقدمة من الليل، استناداً الى مصدر في"هيئة علماء المسلمين" اكد لـ"النهار"ان نجاح التسوية في ازمة عرسال مستبعد.
وكانت مصادر عسكرية أبلغت "النهار" ان المعركة مستمرة بين الجيش والمجموعات الارهابية ويجب ان تنتهي بما يخدم استقرار البلد. "هناك مسلحون اجانب يهددون منطقة طويلة عريضة والجيش ليس معنياً بكل ما يطرح في السياسة، بل فقط بالسقف الذي وضعه قائد الجيش في مؤتمره الصحافي".
وقالت هذه المصادر: "إن كل كلام عن وقف لاطلاق النار يكون بين دولتين أو بين جيشين وليس مع مسلحين ارهابيين اجانب يعتدون على الجيش وعلى منطقة بكاملها، ويدفع ثمن وجودهم ابناء عرسال، لذلك فإن الحل لا يكون إلا بالقضاء على الارهاب، وكل ارهاب له ثمن والضريبة التي يدفعها الجيش عن كل البلد هي قليلة نسبة الى ما سيدفعه البلد فيما لو لم يتم القضاء على الارهاب".
وأوضحت ان التفاصيل الميدانية على الارض تتغير كل لحظة، وهناك كر وفر مع المجموعات المسلٰحة، والوضع المستجد هو المشكلة الانسانية والاجتماعية التي يعانيها أبناء عرسال الذين بدأوا ينزحون تحت وطأة الوجود المسلٰح للمجموعات الارهابية، والمضايقات التي يتعرضون لها منهم.
الميس
وسألت "النهار" مفتي زحلة الشيخ خليل الميس، الذي رعى مساء أمس لقاء لعدد من نواب البقاع والعلماء في مقر أزهر البقاع سعيا الى وساطة لانهاء الازمة عن آخر التطورات، فأجاب: "اتصل بنا مشكوراً قائد الجيش وأثرنا معه قصف مسجدين في عرسال وهو أمر يرفضه الجيش بل هو من فعل آخرين. وسنتابع العمل على تهدئة الامور كي لا ينزل الناس الى الشوارع منعاً لمخطط جر عرسال والسوريين الى مواجهات. وقد أكد امامنا وجهاء عرسال أنهم درع الجيش اللبناني. ونأمل خلال 12 ساعة ان نوفق في الوصول الى وقف اطلاق النار".
التفاوض
وعلمت "النهار" ان الوساطة بدأت ظهر الاحد عبر عدد من المشايخ اتصلوا بالوزيرين المشنوق وريفي وبقائد الجيش، لكن المراجع الرسمية رفضت الدخول في تفاوض مباشر، مما أدى الى اقتراح ان تتولى الامر مديرية المخابرات أو فرع المعلومات، وهذا الامر لقي اعتراضاً من الجيش، فترك الامر أخيراً للعلماء بالتنسيق مع اللواء محمد خير.
وتركزت نقاط التفاوض على ثلاث نقاط: وقف النار، اطلاق المخطوفين والموقوفين لدى الطرفين أو إخضاع بعضهم من المطلوبين لمحاكمة مخففة، انسحاب المسلحين الى خارج بلدة عرسال.
وعرضت هذه المعلومات في الاجتماع الامني الطارئ أمس، وستكون مدار بحث اليوم مع العلماء، وفي جلسة مجلس الوزراء الطارئة ظهراً.
مجلس الوزراء
وعلمت "النهار" ان الدعوة التي تلقاها الوزراء أمس لحضور الجلسة الاستثنائية ظهر اليوم في السرايا تضمنت بنداً وحيداً هو الموقف في بلدة عرسال، على ان تنتهي الجلسة ببيان يدعم الجيش وقوى الامن دفاعا عن السيادة اللبنانية. وقد استبق رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام الجلسة باجراء اتصالات مع كل الافرقاء من أجل ان تكون الجلسة على مستوى التحديات باعتبار ان الحكومة جامعة لكل القوى السياسية والطوائف وبمثابة رديف لهيئة الحوار الوطني. وفي هذا السياق برز تحرك خارجي وخصوصاً من الولايات المتحدة وفرنسا دعماً للبنان في موازاة تحرك خارجي في اتجاه دول اقليمية وعربية لها تأثير على التنظيمات المتورطة في الصراع من اجل تحييد لبنان الذي يختلف أمره عن أمر العراق وسوريا. وقد انتهى التحرك الخارجي الى نتيجة عملية مفادها تقديم مساعدات فورية للجيش اللبناني للتعامل مع الموقف الميداني، خصوصاً ان المعضلة تتعلق بالواقع الانساني في عرسال التي تضم 30 الف مواطن.
الكتائب
وعلمت "النهار" ان وزراء حزب الكتائب الثلاثة سيطرحون اليوم أمام مجلس الوزراء اقتراحا للرئيس امين الجميل يقضي بتحرك لبنان في اتجاه الامم المتحدة لتوسيع نطاق عمليات القرار 1701 لتشمل الحدود اللبنانية الشرقية مع سوريا.
وقد استغرب وزير العمل سجعان قزي "تورط اللاجئين السوريين في عرسال في المعارك ضد الجيش اللبناني". ودعا وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين وتشغيلهم "الاونروا" الى "اعادة النظر في سياستها الخاصة بمساعدة هؤلاء اللاجئين ما داموا يخرجون من خيم الوكالة حاملين الاسلحة المتوسطة والثقيلة".
 
جنبلاط جال في الشويفات ودير قوبل: الآتي أصعب سأقوم بخطوة نحو القادة المسيحيين لنخرج من الدوامة
النهار..الشويفات - رمزي مشرّفيّة
هي الجولة الأولى من جولات سيقوم بها رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لقرى الجبل وبلداته والتي تمتد أسابيع، وقد بدأها أمس من ساحل قضاء عاليه، حيث أطلق سلسلة مواقف عبرت عن رؤية ومخاوف مستقبلية على الوطن، مشدداً على أن "مهمة الجميع واحدة هي التضامن وتأييد الجيش اللبناني والقوى والاجهزة الامنية في مواجهة المجموعات المسلحة والفكر التكفيري".
بدأ جنبلاط جولته من ديرقوبل، يرافقه نجله تيمور والوزير أكرم شهيب والنواب هنري حلو، غازي العريضي وفؤاد السعد، بلقاء الجماعة الدينية المعروفة بــ" الداعية عمار" حيث كان عرض للتطورات. ثم انتقل الى قاعة البلدة حيث عقد لقاء شعبي حضره الوزير السابق سامي يونس، وألقى خلاله جنبلاط كلمة قال فيها: "اليوم الوطن في خطر من الارهاب وتلك المجموعات المسلحة التي تعتدي على سيادة الوطن وعلى جيشنا الباسل، لذلك فوق كل اعتبار وكل خلاف داخلي او نقاش عقيم، مهمتنا واحدة هي التضامن وتأييد الجيش اللبناني والقوى الامنية والاجهزة الامنية في مواجهة هذه المجموعات المسلحة وفي مواجهة الفكر التكفيري".
والى الشويفات، إنتقل وصحبه حيث زار دار الشيخ أبو هيثم شوقي الخشن، ثم كنيسة مار مخائيل – المدبر الأرثوذكسية في ضهور الشويفات حيث استقبله كاهن الرعية الأب الياس كرم وأعضاء مجلس الرعية وأبناؤها، في حضور سليم حماده ممثلاً النائب طلال أرسلان.
وفي لقاء في القاعة الإجتماعية، تخللته كلمة لفاروق الجردي، قال جنبلاط: "(...) مررنا بأيام أصعب بكثير من اليوم ولكن الآتي أصعب بكثير من اليوم(...) يجب أن نرى ما الآتي. ذكرت "داعش"، هي الآن آتية، بفكر مغلق، التطرف آت، الجراد آت، الذي يهدم الكنائس والمساجد آت، الذي يفجر نفسه بالنساء والأطفال آت، الخطر الكبير على كل الوطن اللبناني دون استثناء او تمييز بين مسيحي ومسلم. لذلك نحن في حاجة الى التعاون مع الشيخ سعد الحريري ممثل التيار الإعتدالي الإسلامي السني العريض، مع الرئيس بري وهو ايضا من طليعة هذا التيار، مع السيد حسن الذي رأيته من اسبوع وأنا أخذت المبادرة وذهبت لأراه، لأني رأيت ان الخطر مشترك علينا وعليه. وأكثر من ذلك، رغم بعض الكلام - الاسطوانة - الذي يصدر دائما، انه لولا تدخل "حزب الله" في سوريا لما أتت "داعش" فهذا غير صحيح. كنت دقيقا في توصيفي إعادة تصويب البندقية، أي ان تعود تلك البندقية لتحمي لبنان في الجنوب. ولكن اليوم عندما نرى الهواء الأصفر، نرى ان كبار الذين قاتلوا ودافعوا عن لبنان وليس الجنوب فقط يستشهدون، أنا أسميهم شهداء، وغيري سماهم قتلى. أحدهم استشهد بالأمس في العراق، بطل مارون الراس استشهد في العراق، رأيتم المؤامرة أين؟ انظروا الى المؤامرة في تهجير المسيحيين، مما تبقى من مسيحيين في الشرق في العراق انتهوا، ما تبقى ذهب الى مسعود البرزاني "اذا بقي هناك"، وفي فلسطين لا يزال واحد بالمئة وهم خميرة الأرض العربية بقي واحد في المئة في فلسطين. في لبنان موجودون والحمدلله، سأقوم بخطوة نحوهم، نحو قادتهم، لنخرج من الدوامة العقيمة حول الرئاسة لأننا نضيع وقتنا، هذا رئيس أو ذاك رئيس وكل واحد معطل الثاني ولكنهم يعطلون الوجود المسيحي والوجود اللبناني انهم يضعفوننا جميعنا. سأقوم بخطوة مع الأستاذ هنري حلو، والأستاذ هنري لم يتقدم ليكون عقبة، قلنا لا يمشي الا الخط الوسطي، لا يمشي تحد بذاك او بهذا". وتفقد أيضاً كنيسة مار الياس المارونية في حي القبة، وإختتم زيارته بلقاء كوادر حزبية في مركز الحزب التقدمي الإشتراكي.
¶ التقى جنبلاط في قصر المختارة ("النهار") رئيس اساقفة الفرزل وزحلة للروم الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش الذي نقل اليه رسالة شكر وتقدير من البطريرك غريغوريوس الثالث لحام.
كذلك التقى في حضور نجله تيمور، والوزيرين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، والمرشح الرئاسي النائب هنري حلو، والنواب مروان حمادة، نعمة طعمة، علاء الدين ترو ، وفدا من اساتذة الجامعة اللبنانية الذين شملهم موضوع التفرغ مع لجنة المتابعة، فوفدا من منظمة فرسان مالطا برئاسة نائب الرئيس بول صغبيني ووفودا .
 
سلام رأس اجتماعاً أمنياً طارئاً: الحكومة حريصة على تأمين مستلزمات الجيش
النهار...
رأس رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام في السرايا، اجتماعا أمنيا طارئاً لمتابعة التطورات في البقاع، حضره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، ووزير الداخلية نهاد المشنوق، ووزير العدل اشرف ريفي، ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، والمدعي العام التمييزي سمير حمود.
كذلك حضر قائد الجيش العماد جان قهوجي، والمدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص، ومدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل، ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد عماد عثمان.
عرض قادة المؤسسات والأجهزة الامنية المعطيات المتعلقة بالاعتداء على السيادة اللبنانية في بلدة عرسال وجوارها، والجهود التي يبذلها الجيش والقوى الأمنية للتصدي للمخطط الذي بدأ المسلحون الارهابيون تنفيذه في المنطقة.
واطّلع المجتمعون على آخر ما توصلت اليه التحقيقات مع الموقوف عماد أحمد جمعة المنتمي الى "جبهة النصرة".
وأوضح القادة الأمنيون ان الموقف في البلدة داعم للجيش والقوى الأمنية، وأن المسلحين لم يتمكنوا من تأمين قاعدة تأييد ومساندة لهم داخل عرسال.
وتدارس المجتمعون حاجات الجيش في المعركة "التي يخوضها دفاعا عن السيادة اللبنانية". وأكد سلام "حرص الحكومة على عدم توفير أي جهد لتأمين مستلزمات الجيش وأهمية الحفاظ على أعلى درجات الاستنفار واليقظة، والتنسيق بين جميع الاجهزة العسكرية والامنية والقضائية".
وبعد الاجتماع قال مقبل إن "الجيش هو الوحيد الموجود في عرسال، وان العملية العسكرية مستمرة، ولا تسوية على حساب الجيش".
 
قهوجي يحذّر من «تفلّت» الوضع.. ومفاوضات لانسحاب المسلّحين من عرسال وتحرير الأسرى وسلام لـ«المستقبل»: الوضع خطير.. ووحدتنا حصنُ الجيش
المستقبل..
بعدما تكبّدت وكبّدت من خسائر في حرب الشوارع والتلال والأودية التي أشعلتها في مواجهة الجيش والقوى الأمنية والمواطنين في عرسال والجوار، تخوض المجموعات المسلحة العابرة للحدود غمار مفاوضات غير مباشرة مع الدولة اللبنانية لوقف إطلاق النار بينما «السيف المسلّط»، وفق ما أطلق الجيش على عملياته العسكرية في عرسال ومحيطها، يواصل ضرباته لجبه المسلحين واستعادة المواقع التي حاولوا الاستيلاء عليها وآخرها مساء أمس مبنى مهنية البلدة. في حين بدا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام جازماً في تحديد شروط الدولة في هذه المفاوضات بالقول لـ«المستقبل»: «شروطنا واضحة أولها انسحاب المسلحين إلى الجرود ومنها إلى خارج الأراضي اللبنانية، وتحرير أسرى القوى العسكرية والأمنية»، وأضاف: «الوضع صعب وخطير وهناك محاولات لوقف إطلاق النار نأمل نجاحها»، معرباً كذلك عن أمله في أن تكون المواقف خلال جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية اليوم والمخصصة لبحث أوضاع عرسال «منسجمة ومتكاملة، لأنّ الموقف السياسي الموحّد هو حصنُ الجيش».

وإذ أكد أنّ الاجتماع الأمني الذي ترأسه أمس «اتخذ إجراءات لدعم الجيش وقوى الأمن في كل ما يلزم لمحاربة الإرهاب من دون أي تردد»، قال سلام في معرض تأكيده قيام بعض الجهات بمساع لوقف النار: «نحن لا نمانع ذلك إذا كان سيؤدي إلى وقف النار وانسحاب المسلحين من عرسال»، غير أنه لفت الانتباه في الوقت عينه إلى أنّ هذه المساعي «تحتاج إلى متابعة ريثما تنضج»، وأردف: «نحن نقف خلف الجيش والقوى الأمنية وخلف أهالي عرسال الذين أصبحوا رهائن لدى المسلحين»، مشدداً في هذا الإطار على «عدم وجود بيئة حاضنة في عرسال لهؤلاء المسلحين»، مع إشارته في المقابل إلى أنّ «هناك للأسف كما يبدو بيئة مسهّلة يحتمي فيها المسلحون في مخيمات النازحين السوريين»، محذراً من كونه «أمراً خطيراً يوجب فتح ملف هذه المخيمات وضبطها لا سيما وأنّه أصبح هناك 40 مخيّماً للنازحين في البلد».

وفي ما خصّ الهدنة التي جرى الحديث عن التوصل إليها مساء أمس عبر هيئة العلماء المسلمين، اكتفى سلام بالقول: «الساعات القليلة المقبلة ستبيّن مدى جدّيتها».

بنود «وقف النار»

وكانت «المستقبل» قد علمت أنّ المسلحين فتحوا قناة اتصال وتفاوض مع الدولة اللبنانية مستخدمين في ذلك أحد مواطني عرسال كصلة وصل وتواصل مع وزير العدل أشرف ريفي الذي نقل بدوره ما تبلّغه عبر هذه الاتصالات إلى الرئيس سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي كما أطلع الرئيس سعد الحريري على مضمون المفاوضات الجارية، وهي متمحورة حول النقاط التالية:

1 وقف إطلاق النار.

2- تأمين نقل المصابين إلى المستشفيات.

3- إنسحاب المسلحين في مرحلة أولى إلى جرود عرسال تمهيداً لخروجهم كلياً من الأراضي اللبنانية إلى سوريا.

4 تحرير أسرى الجيش والقوى الأمنية.

5 تأمين محاكمة عادلة للموقوف عماد أحمد جمعة.

ريفي

ولدى سؤاله عن الموضوع، أكد الوزير ريفي صحة هذه المعلومات وأوضح لـ«المستقبل»: «حصل اتفاق مبدئي على هذه النقاط وكان يتضمن وقفاً لإطلاق النار لم يتم التقيّد به بين الساعة الرابعة والسادسة (من مساء أمس) وحالياً نعمل على تحديد موعد جديد لوقف النار»، مشيراً إلى أنّ «الاتصالات التي أجريت في هذا الشأن نجحت مبدئياً لكنّ تطبيقها يحتاج إلى بعض الوقت».

الاجتماع الأمني

وفي ما يتعلق بمجريات الاجتماع الأمني الاستثنائي الذي عُقد مساء أمس في السرايا الحكومية برئاسة سلام وحضور وزراء الدفاع والداخلية والعدل والشؤون الاجتماعية والمدعي العام التمييزي والقادة العسكريين والأمنيين، فقد استعرض خلاله المجتمعون «آخر المعطيات حول الاعتداء على السيادة في عرسال وجوارها، كما اطلعوا على ما توصلت إليه التحقيقات مع الموقوف عماد أحمد جمعة المنتمي إلى «جبهة النصرة»، وعرضوا لملابسات عملية احتجاز عناصر قوى الأمن في عرسال»، وفق ما أشار نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل إثر انتهاء الاجتماع، موضحاً أنّ «القادة الأمنيين أكدوا أنّ الموقف في البلدة موقف داعم للجيش والقوى الأمنية، وأن المسلحين لم يتمكنوا من تأمين قاعدة تأييد ومساندة لهم داخل عرسال».

ورداً على سؤال، أكد مقبل أنّ العملية العسكرية مستمرة، مشدداً على كون الجيش اللبناني هو الوحيد الموجود في عمليات محاربة الإرهابيين في عرسال وجوارها.

قهوجي

وكان العماد قهوجي قد عرض في مؤتمر صحافي عقده في اليرزة أمس للوضع الميداني في عرسال منذ توقيف جمعة الذي وصفه بـ»أحد أخطر المطلوبين»، وأعرب عن اعتقاده بأنّ الهجوم الواسع الذي شنه المسلحون في ما بعد على «كافة المراكز الأمنية الأمامية» كان هجوماً «محضّراً بدقة على ما يبدو منذ وقت طويل في انتظار التوقيت المناسب»، مؤكداً سقوط «10 شهداء للجيش و25 جريحاً بينهم 4 ضباط بالإضافة إلى فقدان 13 جندياً هم في عداد المفقودين وقد يكونون أسرى لدى التنظيمات الإرهابية».

وفي حين أوضح أنّ العناصر المسلحة التي هاجمت عرسال «غريبة عن لبنان وتكفيرية تضم جنسيات مختلفة آتية من خارج الحدود بالتنسيق مع أناس مزروعين داخل مخيمات النازحين«، ذكّر قهوجي بأنّ «الجيش كان أول من نادى منذ أكثر من ثلاث سنوات بضرورة معالجة الوضع الأمني للنازحين السوريين« داعيًا «جميع المسؤولين السياسيين والروحيين إلى التنبّه لما يُرسم للبنان ومن الآتي علينا، لأنّ أي تفلت في أي منطقة ينذر بخطورة كبيرة أن يصبح عرضة للانتشار، ولن تكون كل الجغرافيا اللبنانية بعيدة عن هذا الخطر«.
 

 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,490,840

عدد الزوار: 7,635,709

المتواجدون الآن: 0