حزب طالباني مهدد بثاني أكبر انشقاق في تاريخه....بارزاني يطالب بتسليح الأكراد لحماية أنفسهم والمالكي يأمر الطيران بمساندة «البيشمركة»...بارزاني يأمر قوات البيشمركة بمهاجمة «داعش» على كافة المحاور..

بارزاني يهاجم المالكي و«داعش» يتطلع إلى أربيل ....خامنئي يؤيد الدعوة إلى التغيير وكتلة المالكي تطرح الخزاعي بديلاً

تاريخ الإضافة الأربعاء 6 آب 2014 - 7:31 ص    عدد الزيارات 2264    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

بارزاني يهاجم المالكي و«داعش» يتطلع إلى أربيل
المستقبل....بغداد ـ علي البغدادي
ما زال صدى استيلاء عناصر تنظيم «داعش» على مدينة سنجار ذات الأغلبية الأيزيدية يتردد ويزداد، في وقت صوّب عناصر التنظيم أنظارهم باتجاه أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، الذي تعهد رئيسه أمس بتحرير مدينة سنجار ومواجهة المتشددين من دون أن يغفل توجيه سلسلة انتقادات إلى حكومة نوري المالكي لـ»تقاعسها» في حماية المدن .

وتحاول قوات البيشمركة الكردية استعادة توازنها الذي اضطرب أول من أمس بخوض معارك جديدة واستعادة أراض فقدتها على أيدي «داعش« الذي يبدو أنه تمكن من جر أكراد العراق إلى مواجهة عسكرية مفتوحة لاستنزاف قدراته وإشراكه في أتون المحرقة العراقية المستعرة منذ استيلاء التنظيمات السنية المسلحة على مناطق شاسعة من البلاد .

ووسط الفوضى الأمنية التي تشهدها مناطق عراقية عدة، ما زالت الأزمة السياسية ترخي بظلالها على أجواء المشهد العراقي المشغول حالياً بالاتفاق على مرشح بديل لرئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي الذي ما زال متمسكاً بترشّحه لولاية ثالثة برغم أن أغلب المؤشرات تفيد بتضاؤل فرصه لرفض أطراف مهمة شيعية وسنية وكردية هذه الخطوة.

وفي ما يتعلق بالأوضاع في محافظة نينوى (شمال العراق)، تعهد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بتحرير قضاء سنجار من قبضة تنظيم «داعش».

وقال بارزاني أثناء استقباله أمس الأب الروحي لعموم الأيزيدية في العالم بابا شيخ ووفداً من رؤساء عشائر ووجهاء قضاء سنجار لبحث الوضع الحالي في مناطق سنجار وزمار إن إقليم كردستان سيدافع بالأرواح والأنفس وبكل ما أوتي من قوة عن أرض وكرامة الأيزيديين الذين نزحوا من قضاء سنجار خوفاً من بطش المتشددين، معرباً عن «قلقه وأساه للمأساة التي تحل دوماً بالأيزيديين».

وبشأن الحرب ضد الإرهاب، ذكر رئيس الإقليم أن «قوات البيشمركة تدافع بمفردها وبإمكاناتها البسيطة عن كردستان منذ نحو شهرين». أضاف أن «الحكومة العراقية والقوات الدولية لم تقدما أي مساعدة لشعب كردستان في حربه ضد الإرهاب، بل كانتا تعرقلان حصول الشعب الكردي على الأسلحة التي تمكنه من الدفاع عن نفسه».

وفي جانب آخر من اللقاء تم التباحث بشأن «الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه التطورات في ساحات القتال في منطقة سنجار»، حيث أكد بارزاني «عدم جواز الإبقاء على أي إهمال أو تقصير في أي مجال»، متعهداً بـ«محاسبة كل من يتقاعس في الدفاع عن المواطنين».

وطالب بابا شيخ الرئيس بارزاني بـ«بذل كل إمكاناته لحل المأساة التي حلت بالأيزيديين وأهالي تلك المنطقة وأن يفسح المجال أمامهم للدفاع جنباً إلى جنب مع قوات البيشمركة لتحرير أراضيهم من الإرهابيين».

وفي محاولة لتدارك الآثار السيئة لسقوط سنجار، أعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة أن المالكي أصدر أوامر بتقديم الدعم الجوي لقوات البيشمركة لمحاربة «داعش».

وقال الناطق الرسمي باسم مكتب القائد العام الفريق قاسم عطا في بيان صحافي إن «القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي أصدر أوامر لقيادتي القوة الجوية وطيران الجيش بتقديم الإسناد الجوي لقوات البيشمركة ضد عصابات داعش».

وأضاف عطا أن «طيران الجيش قصف أمس مقرات تنظيم داعش وأماكن تواجدهم في قضاء سنجار (شمال غربي الموصل) بعد مباشرة قيادة القوة الجوية قصف أماكن تجمعهم في مناطق البعاج وسنجار والقرى التابعة لهما».

في غضون ذلك، أفاد مصدر في قوات البيشمركة أن «أعداداً كبيرة من قوات البيشمركة قدمت إلى سدة الموصل وأعادت تمركزها فيه بالتزامن مع انسحاب قوة أخرى من البيشمركة».

وفي السياق ذاته، حشد مسلحو «داعش» قواتهم قرب قضاء مخمور القريب من أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق تمهيداً لدخوله. وقال مصدر مطلع إن «مجاميع كبيرة من المسلحين بدأوا ظهر أمس تحشيد قواتهم تمهيداً لدخول قضاء مخمور، (80 كيلومتراً جنوب شرقي الموصل)»، لافتاً إلى أن «قوات البيشمركة تتحصن حالياً في القضاء من أجل صد هجوم المسلحين»، مشيراً إلى أن «عناصر داعش يتطلعون إلى أن يكونوا في محاذاة الحدود مع أربيل بهدف الضغط على الإقليم».

ويبعد قضاء مخمور عن مدينة أربيل بنحو (60 كيلومتراً) ويقع بين محافظات نينوى وأربيل وكركوك.

وفي بغداد، شن مسلحون سنة هجومين على مداخل بغداد الشمالية والغربية في محاولة جس نبض على ما يبدو لاختبار قدرات القوات العراقية المكلفة حماية العاصمة.

وقال عضو مجلس محافظة بابل رياض عداي في تصريح صحافي إن «موكب عضو مجلس النواب سالم المسلماوي وأعضاء مجلس المحافظة علي فرحان وأسعد المسلماوي ورياض عداي تعرض أمس لهجوم من نيران قناص تابع لتنظيم «داعش» لدى توجههم لمنطقة الروعية (60 كيلومتراً شمال بابل)»، مبيناً أن «المسؤولين لم يصابوا بأي أذى».

وبينما تتواصل العمليات العسكرية الأمنية مدعومة بالميليشيات والقصف الجوي لإخراج تنظيم «داعش» من المناطق التي ينتشر فيها في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى والأنبار، بدأت فكرة تشكيل جيش عسكري سني تتبلور على أرض الواقع من أجل نشره في المناطق المضطربة.

وفي هذا الصدد، كشف مصدر مطلع عن اتفاق على تشكيل جيش يضم متطوعين من أربع محافظات سنية يتم نشره لحفظ الأمن ومواجهة مسلحي «داعش».

وقال المصدر في تصريح لصحيفة «المستقبل» إن «القيادات المحلية في محافظات الأنبار وديالى والموصل وصلاح الدين ستعقد خلال الأيام القليلة المقبلة اجتماعاً جديداً بعد اجتماع عقد قبل يومين في أربيل لمناقشة آلية تشكيل جيش وطني مرتبط بالحكومة المركزية»، مبيناً أن «الجيش المقترح سيأخذ على عاتقه مهمة تطهير المحافظات المذكورة من تنظيم «داعش» وكل الخارجين على القانون وسيكون على غرار البيشمركة ويضم ضباطاً كباراً من الجيش السابق على أن لا تسري عليه أحكام قانون اجتثاث البعث».

سياسياً، يواجه الرئيس العراقي محمد فؤاد معصوم عشية الجلسة المقررة للبرلمان العراقي اليوم ضغوطاً شديدة لمنعه من تكليف رئيس الوزراء نوري المالكي المنتهية ولايته لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة والتوجه لتأجيل التكليف الى وقت آخر.

وقال مصدر سياسي إن «معصوم يرفض اعتبار دولة القانون الكتلة الأكبر بسبب عدم توافق التحالف الوطني على مرشح لمنصب رئاسة الوزراء فضلاً عن رفض الكتل الرئيسية تولي المالكي الولاية الثالثة».

وأوضح المصدر أن «معصوم يواجه ضغوطاً كردية وسنية وأخرى من مكونات التحالف الشيعي لعدم منح المالكي الفرصة لتشكيل الحكومة المقبلة والفوز بولاية ثالثة»، مرجحاً أن «تكون مرجعية النجف هي الأخرى طلبت من معصوم التريث بتكليف المالكي حتى اختيار شخصية أخرى من التحالف الوطني تحظى بالقبول».

وأشار المصدر إلى أن «اجتماعاً جمع معصوم ورئيس التحالف الشيعي إبراهيم الجعفري خرج باتفاق أولي يقضي بتأجيل تكليف رئيس الوزراء المقبل إلى ما بعد 15 يوماً بغية الاتفاق على مرشح التحالف الوطني لرئاسة الوزراء.

وقال المصدر إن «سبب تأجيل تكليف رئيس الوزراء يعود الى فشل التحالف الوطني في اختيار مرشح لرئاسة الوزراء فضلاً عن الخلافات داخل مكونات التحالف الوطني التي بعضها يرفض الولاية الثالية للمالكي حيث تصر كتلتا الأحرار والمواطن على رفض الولاية الثالثة للمالكي».

ومن المقرر أن يعقد البرلمان العراقي اليوم جلسة جديدة يتوقع أن يتم فيها تكليف الكتلة الأكبر نيابياً بتقديم مرشح لرئاسة الحكومة حيث يصر ائتلاف دولة القانون على اعتباره الكتلة الأكبر بينما يشدد التحالف الشيعي الذي يضم جميع الائتلافات والاحزاب الشيعية على تمسكه بهذه التسمية.
 
بارزاني يأمر قوات البيشمركة بمهاجمة «داعش» على كافة المحاور.. والمالكي يوجه بإسنادها جوا ومصدر عسكري كردي لـ «الشرق الأوسط»: أمنا سد الموصل بالكامل.. ونخوض معارك في سنجار

أربيل: دلشاد عبد الله ... بدأت قوات البيشمركة الكردية أمس هجوما مضادا شاملا على «داعش» ومن كافة المحاور بأمر من مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، الذي قرر أيضا الخروج من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم في المعركة مع التنظيم المتطرف الذي سيطر على عدة بلدات غرب الموصل كانت خاضعة لسيطرة القوات الكردية واقتربت من سد الموصل، أكبر سدود العراق.
وأصدر البارزاني أمر إلى قيادات البيشمركة والجهات المعنية في الإقليم ببدء الهجوم على داعش من كافة المحاور، في الوقت ذاته أعلنت وزارة البيشمركة في الإقليم أنها وصلت مشارف قضاء سنجار، مبينة أنها تحاصر سنجار وزمار وكافة المناطق التي سيطرت عليها داعش خلال الأيام الماضية.
وقال مسعود بارزاني في بيان «إن أبناء الشعب الكردي اعتادوا على التعايش السلمي وثقافة تعدد الأديان والمحبة، ولم يعتدوا على أي شخص طوال التاريخ، وكانوا دائما يدافعون عن أنفسهم». وتابع بارزاني «بعد أحداث الموصل اتخذت كردستان موقفا دفاعيا، إلا أن الإرهابيين هاجموا كردستان والتي نتج عنها أحداث محزنة خلال الأيام الماضية، لذا قررنا الخروج من مرحلة الدفاع، ومحاربة الإرهابيين إلى آخر نفس، أصدرنا الأوامر لقوات البيشمركة والجهات المعنية الأخرى بمهاجمة المتطرفين وأعداء الكرد وكردستان بكل ما أوتوا من قوة».
من جانبها نقلت شبكة «روداو» الإعلامية المقربة من رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني عن فلاح مصطفى مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم: قوله «أبلغنا القنصلية الأميركية في أربيل والسفارة في بغداد أن مرحلة إبداء الشكر انتهت ويجب على الولايات المتحدة أن تساعد إقليم كردستان عسكريا، لأن الإقليم لا يمكنه أن يحارب الإرهاب لوحده»، وأشار إلى أن الجانب الأميركي لم يرفض طلب الإقليم ووعد بدراسته.
بدورها، أعلنت وزارة البيشمركة أنها بدأت منذ فجر أمس هجوما كبيرا من عدة محاور على كافة المناطق التي استولى عليها المسلحون خلال الأيام الماضية، مؤكدة مقتل العشرات من «داعش» خلال المعارك. وقال هلكورد حكمت، المسؤول الإعلامي لوزارة البيشمركة لـ«الشرق الأوسط»: «قواتنا بدأت هجوما كبيرا وبإسناد من الأسلحة الثقيلة التي نملكها على كافة المناطق التي استولى عليها داعش، نحن في تقدم مستمر والعدو بدأ بالانسحاب».
وحول تسليح البيشمركة من قبل الولايات المتحدة، قال حكمت «هذا من اختصاص حكومة الإقليم لكن الولايات المتحدة دخلت على الخط بيننا وبين بغداد للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين لمهاجمة داعش».
وكان الفريق قاسم عطا الناطق الرسمي باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أعلن في بتصريح أمس أن رئيس الوزراء نوري المالكي «أصدر الأوامر لقيادتي القوة الجوية وطيران الجيش بتقديم الإسناد الجوي لقوات البيشمركة ضد عصابات داعش». وبالفعل أكدت مصادر مطلعة في أن منطقتا نصر ومجمع خانا سور كانا من بين المناطق التي قصفته الطائرات العراقية أمس.
وفي الشأن ذاته ذكر مصدر عسكري كردي أن قوات البيشمركة التي كانت تحاصر سنجار والمكونة من أكثر من 10 آلاف مقاتل استطاعت مساء أمس دخول المدينة «بعد معارك عنيفة دامت لساعات تمثلت بقصف مكثف لمسلحي داعش داخل المدينة ومن ثم دخولها»، مشيرة إلى أن «اشتباكات عنيفة كانت جارية وسط سنجار بين البيشمركة ومسلحي داعش تكبد خلالها التنظيم المتطرف خسائر كبيرة في الأرواح والآليات». وأضاف المصدر، أن قوات البيشمركة وصلت أيضا إلى جبل سنجار واستطاعت نجدة آلاف الإيزيديين العالقين هناك منذ أيام»، مشيرا في الوقت ذاته أن قوات البيشمركة مستمرة في التقدم باتجاه السيطرة على طريق ربيعة - سحيلا الحدودي لمنع مسلحي داعش من الفرار باتجاه سوريا.
كما ذكر مصدر أمني في قضاء تلكيف أن البيشمركة تتقدم باتجاه زمار، مشيرا إلى أن معارك طاحنة دارت بين البيشمركة وداعش، مبينا أن قوات البيشمركة تستخدم أسلحة ثقيلة ومدافع بعيدة المدى.
وقال المصدر بأن «البيشمركة استعادت السيطرة على ناحية وانة التي تبعد عن سد الموصل بنحو 20 كلم، وأصبح السد الآن آمنا بالكامل»، علما بأن «الشرق الأوسط» كانت الوحيدة من بين كبرى وسائل الإعلام العربية والعالمية التي لم تشر إلى سقوط السد بيد «داعش» بل نقلت عن مصادرها أن السد ظل تحت سيطرة القوات الكردية. وأشار المصدر الأمني كذلك إلى أن قوات البيشمركة «تتقدم لتحرير كافة مناطق الربيعة الحدودية واستطاعت أن تستعيد قريتا الوليد والقاهرة في المنطقة».
 
بارزاني يطالب بتسليح الأكراد لحماية أنفسهم والمالكي يأمر الطيران بمساندة «البيشمركة»
بغداد - «الحياة»
اتهم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني «الحكومة العراقية وبعض الدول» بعرقلة تسليح الشعب، وهدد بمحاسبة المقصرين في سقوط قضاء سنجار في يد «داعش»، فيما أمر رئيس الوزراء نوري المالكي القوات الجوية بمساندة «البيشمركة» في حربها على التنظيم.
وأرسلت قوات «البيشمركة» الكردية تعزيزات بقيادة منصور بارزاني، نجل رئيس الإقليم، لاستعادة السيطرة على مناطق سنجار وزمار وربيعة الحدودية، إثر اشتباكات عنيفة مع مسلحي «داعش»، وسط نزوح الآلاف من سكانها الإيزيديين، فضلاً عن تفجير مزار شرف الدين الذي يعد من أهم المزارات المقدسة لديهم ويعود تاريخه إلى 700 عام.
وأعلن الأمين العام لوزارة «البيشمركة» انها استعادت السيطرة على منطقة وانكي وتعد العدة لتنفيذ هجوم حاسم وواسع على عناصر «داعش». وقال الفريق جبار ياور ان قواته بدأت بالتوجه الى زمار.
وقال بارزاني خلال لقائه الزعيم الروحي للديانة الإيزدية بابا شيخ أمس إن «قدر الأكراد كان دائماً أن يكون لهم أعداء وواجهوا مآساة بعد أخرى، لكنهم لم يرضخوا، ونحن سندافع بكل إمكاناتنا عن اخوتنا الايزديين»، وأضاف: «نحن مستمرون في اتصالاتنا مع الأطراف العراقية والدولية لإيجاد حل عاجل للنازحين خصوصاً المحاصرين، والبيشمركة منذ شهرين وبإمكاناتها المتواضعة تدافع عن كردستان، لكن حكومة بغداد والقوى الدولية لم تقدم أي دعم لها لمحاربة الإرهاب، لا بل وقفت ضد حصول الشعب الكردي على السلاح للدفاع عن نفسه»، وأكد «محاسبة كل من قصر في الدفاع عن سنجار».
ميدانياً، قال القيادي في تنظيمات نينوى لحزب «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني غياث سورجي في اتصال هاتفي مع «الحياة» إن «قوات البيشمركة تمكنت من استعادة السيطرة على ناحية وانه قرب سد الموصل، كما تم إرسال تعزيزات وأسلحة ثقيلة وتم نشرها حول قضاء سنجار وناحية زمار وهي في انتظار ساعة الصفر لشن هجوم لاستعادتها، وكذلك من أجل إنقاذ النازحين المحاصرين في جبل سنجار».
وأفادت وسائل إعلام كردية أن البيشمركة «تمكنت من استعادة السيطرة على ناحية ربيعة بدعم من قوات الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري»، المقرب من حزب العمال.
وفي تطور لافت أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة قاسم عطا أنه «أصدر أوامر بتقديم الإسناد الجوي لقوات البيشمركة». وهو أول تنسيق من نوعه بين الجانبين منذ سيطرة «داعش» على الموصل في 10 من حزيران (يونيو) الماضي، بسبب الخلافات القائمة بين اربيل وبغداد.
وأوضح سورجي «وردتنا معلومات أن المواطنين من الأكراد السوريين على الحدود ارسلوا بعض المساعدات للمحاصرين عبر منفذ وعر بين الجبل والحدود، لكن إذا استمرت أوضاع المحاصرين وأغلبهم من الأطفال والنساء، على هذا النحو ستحصل كارثة إنسانية، فقد توفي منهم أمس نحو 24 شخصاً»، مشيراً إلى أن «العديد من الأسر لم تتمكن من الفرار والخروج من سنجار، واضطرت للبقاء تحت رحمة جرائم داعش، وقد أجبروا على إشهار إسلامهم وبخلافه ستقطع رؤوسهم، كما تم خطف عدد من النساء والفتيات ولا نعرف مصيرهم، ونتوقع أن يكون بعض من كوادرنا وأسرهم قد تعرض إلى القتل بعد أن انقطع الإتصال بهم».
وقال العضو الإيزيدي في مجلس محافظة نينوى سيدو جتو حسو لـ»الحياة» إن «القتال توقف في سنجار الآن، وبعض الأهالي وقع تحت سيطرة داعش، فيما يعيش النازحون الذين التجأوا إلى المناطق والمجمعات القريبة أوضاعاً مأسوية، والعديد منهم ينامون في العراء، وقدمت بعض المنظمات المحلية مساعدات تبدو شحيحة بالمقارنة مع حجم النازحين».
إلى ذلك أكد النائب عن محافظة نينوى حنين قدو، خلال مؤتمر صحافي أمس أن «نحو 500 عائلة إيزيدية محاصرة من قبل داعش في جبل سنجار، ولا يمكن إيصال المساعدات إليهم إلا من طريق الجو».
وفي السياق، شددت وزارة الخارجية الأميركية في بيان على أن «اعتداء تنظيم داعش على المناطق الحدودية لإقليم كردستان والتركيز على المدن والقرى المأهولة بالأقليات يبين مرة أخرى أن هذا التنظيم الإرهابي يشكل تهديداً خطراً لجميع العراقيين والمنطقة بأسرها والمجتمع الدولي».
 
جماعة مسلحة تقتل قيادياً في «داعش» وتهدده بمزيد من العمليات
الحياة...بغداد - بشرى المظفر { بعقوبة - محمد التميمي
خاضت قوات الأمن العراقية أمس اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم «داعش» شمال بغداد. وأكدت مصادر أمنية سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، فيما هددت جماعة مسلحة اطلقت على نفسها اسم «أحرار السعدية»، شمال شرقي بغداد، مسلحي «داعش» بمزيد من العمليات، وتبنت قتل قيادي بارز في التنظيم وعلقت جثته شرق الناحية.
وأضافت أن «اشتباكات عنيفة اندلعت، ظهر اليوم (أمس)، بين قوة من الجيش العراقي ومسلحي داعش، في قرية المشاهدة التابعة لقضاء الطارمية، شمال بغداد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر الجيش وعنصر من داعش، وإصابة ثمانية من جنوده وأربعة مسلحين».
وفي صلاح الدين أكد عواد سعيد العصمان، قائد مسلحي العشائر في حديثة «تطهير منطقتي الخفاجية الأولى والثانية بالكامل، وهي مناطق زراعية وبساتين كان يتخذها المسلحون مقراً». وأضاف لـ «الحياة» ان «المعارك مستمرة منذ ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً، بدعم من طيران الجيش لتطهير القضاء الذي اصبح تقريباً خالياً من المسلحين الا بعض الجيوب والقناصة». واشار الى «وصول أفواج من المغاوير لمساندة قوات الامن والعشائر، فضلاً عن المدرعات».
وكان قائممقام قضاء حديثة عبدالحكيم الجغيفي قال إن «القوة الجوية وطيران الجيش مشط قرى وبساتين جنوب بروانة «، موضحاً أن «فلول تنظيم داعش الإرهابي فقدت توازنها».
وأفاد مصدر مطلع في صلاح الدين أن «قوات الأمن ومتطوعي الحشد الشعبي، بإسناد الطيران احبطت، مساء الأحد، هجوماً على ناحية آمرلي التابعة لقضاء طوزخورماتو، شرق تكريت». وأضاف أن «الهجوم اسفر عن مقتل تسعة من عناصر التنظيم وتدمير 12 عربة تابعة له».
واكد «تطهير ناحية العوجة القديمة والجديدة بالكامل» وزاد أن «قوات الجيش تحاول الدخول الى تكريت مدعومة بقصف جوي ومدفعي الا انها اصطدمت بمقاومة عنيفة اضطرتها الى التراجع بسبب قلة اعدادها مقارنة بقوة المسلحين».
وفي بابل افاد مصدر أمني أن العملية العسكرية الواسعة التي بدأتها امس قوة مشتركة من قيادتي عمليات بابل وبغداد مستمرة بمشاركة الفرقة الذهبية وطيران الجيش والدبابات في بعض مناطق ناحية جرف الصخر جنوب بغداد». ان «العملية اسفرت حتى الان عن مقتل العشرات من مسلحي التنظيم وتدمير اوكار ومخابئ تابعة لهم».
في ديالى، أكد أحد مؤسسي حركة «أحرار السعدية» الملقب أبو مناف في اتصال مع «الحياة» ان «مجوعة من الشباب وضباط الجيش السابق شكلوا الحركة، وهدفهم طرد «داعش» من الناحية التي تخضع لسيطرته وقد طبق معتقداته الخاصة بنسف المساجد والقبور والتعرض لشيوخ العشائر ورجال الدين المعارضين».
واضاف ان «الحركة قتلت قيادياً بارزاً في التنظيم بعد خطفه وعلقت جثته على عمود كهرباء كرسالة تحذيرية إلى «داعش» وسننفذ المزيد من العمليات».
وكانت صور لجثة معلقة على عمود كهرباء انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي، وأكدت مواقع تابعة لمجموعات مسلحة ان مليشيات اقدمت على التمثيل بالجثة.
من جهة اخرى، شن مسلحو «الدولة الاسلامية» حملة اعتقال ودهم لعشرات المنازل، بحثاً عن مسلحي الحركة، وامهلوا العائلات 72 ساعة لتطوع ابناءها والقتال بين صفوف التنظيم، وتسليم ما في حوزتها من اسلحة ، فيما هدموا عشرات القبور بدعوى مخالفتها الشريعة.
واوضح القيادي في تنظيم «الصحوة» أبو الفوز العراقي لـ «الحياة» ان «ارهابيي داعش اقدموا على جرف مقبرة في الناحية، بدعوى انها مخالفة للشريعة الاسلامية، واعدموا مدنيين اثنين رمياً بالرصاص».
وقد نزحت عشرات الأسر من ناحية جلولاء التي تقطنها غالبية كردية شيعية، بعد تعزيز التنظيم وجوده في احياء الوحدة والتجنيد بمقاتلين تمهيداً لشن هجوم للسيطرة على الناحية ( 7 كلم شمال بعقوبة).
وتشهد بلدات ونواحي في شمال شرقي بعقوبة معارك كر وفر بين الجيش والمتطوعين من جهة ومسلحي البغدادي من جهة ثانية.
 
حزب طالباني مهدد بثاني أكبر انشقاق في تاريخه
بغداد – «الحياة»
قالت مصادر في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي يتزعمه الرئيس السابق جلال طالباني، ان الحزب مهدد بثاني أكبر انشقاق، على خلفية الصراعات بين أجنحته التي عمقتها آلية التصويت لاختيار رئيس الجمهورية، ما قد ينتهي الى إعلان عدد من قادته، يتقدمهم برهم صالح، تشكيل حزب جديد، على غرار انشقاق نيوشروان مصطفى عام 2009 وتشكيله حركة «التغيير».
وكشفت المصادر لـ»الحياة» ان طريقة التصويت لاختيار رئيس الجمهورية اخيراً، بين المتنافسين على المنصب، وهما الرئيس فؤاد معصوم الذي حاز 30 صوتاً، وبرهم صالح الذي نال 23 صوتاً وخلفيات الانقسام الكردي عموماً حول هذه القضية حملت دلالات كبيرة عن حجم الصراع الدائر داخل الاقليم، بشكل عام وداخل حزب طالباني بشكل خاص.
وأضافت هذه المصادر أن معصوم نال 8 اصوات من حزب «الاتحاد الوطني»، مقابل 11 صوتاً لبرهم صالح، في مقابل حصول الاخير على 3 أصوات من «الحزب الديموقراطي الكردستاني» الذي يتزعمه مسعود بارزاني، مقابل 15 صوتاً لمعصوم، وتقاسم الاثنان اصوات حركة «التغيير» والاحزاب الاسلامية الكردية.
واهم دلالات هذا التقسيم، ان قرار انتخاب معصوم جاء من حزب بارزاني في الدرجة الاساس، على عكس المتوقع، وبعد زيارة قام بها الاخير الى مقر الرئيس طالباني بعد عودته الى السليمانية قبيل التصويت بيوم واحد، ما يرجح حصول اتفاق بين الجناح الذي تقوده عائلة الرئيس طالباني، مع بارزاني حول ترتيبات ابعاد نائب الامين العام للحزب برهم صالح من المنصب.
ابعد من ذلك، تكشف المصادر ان صالح الذي عاد الى السليمانية من بغداد تلقى دعوات لتشكيل حركة مدنية تخوض الانتخابات بشكل مستقل عن الاتحاد الوطني الكردستاني، وتحاول استقطاب قيادات من داخل «الاتحاد» و»حركة التغيير» على حد سواء، لكنها لم تؤكد موقف صالح من هذه الدعوات، خصوصاً في ضوء التطورات الامنية الاخيرة في العراق، والتهديدات التي تواجه اقليم كردستان.
ويشهد حزب طالباني، خلافات عميقة بين اجنحته منذ غياب زعيمه، بسبب المرض قبل عام ونصف العام، حول الطريقة التي سيتم من خلالها قيادة الحزب في المرحلة المقبلة، وعودة طالباني ساهمت في تهدئة الخلافات بين اطراف الحزب، لكنها لم تنجح في حلها.
ويتمتع جناح عائلة طالباني الذي تقوده عقيلته هيرو ابراهيم، وابنه قباد، بإرث سياسي طويل، يمثله موقعه داخل الحركة الكردية، فيما يعد برهم صالح الذي طالما وصف بانه الابن الروحي لطالباني، من القيادات الشابة داخل الحزب، وله حضور داخل السليمانية، ووسط القواعد الوسطية للحزب، ويحظى كوسرت رسول بحضور فاعل وسط «البيشمركة» الكردية.
وعلى رغم ان صالح يعد أحد المقربين القلائل من حزب طالباني الى رئيس الاقليم مسعود بارزاني، فإن اتجاه الاخير لإبعاده عن رئاسة الجمهورية يشير الى حقيقتين :»الاولى رغبة رئيس الاقليم بعدم الانغماس في ازمات بغداد، والثانية رغبته بتكريس الصيغة العائلية لقيادة حزب طالباني، وهي الصيغة نفسها التي تقود الحزب الديموقراطي في اربيل».
من جهة ثانية يؤكد مقرب من المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني، ان الاخير، ارسل الى عدد من القوى السياسية في بغداد، قبيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية خطاباً شفوياً لدعم برهم صالح لتولي المنصب، وان مضمون الرسالة كان يشير الى ان المرجع يقدر ويحترم فؤاد معصوم الذي يمتلك تاريخاً سياسياً حافلاً، لكنه يعتقد ان عوامل مثل تقدم السن وحاجة البلد الى آليات عمل اكثر حيوية، تدعم تولي صالح للمنصب.
والموقف نفسه ورد على لسان قيادات في كتلتي «المواطن» و»الصدر» اللتين ابلغتا كتلة التحالف الكردستاني، رغبتهما بتولي صالح المسؤولية.
لكن عمق الخلافات داخل «الاتحاد الوطني» من جهة، ومضي الحزب «الديموقراطي الكردستاني» الى مشروع الاستقلال، كان يحتم نمطاً مختلفاً من الخيارات كما تشير المصادر الكردية، التي كشفت ايضاً ان رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، وضع خطاً احمر على اختيار برهم صالح، وانه يمهد بذلك كما تؤكد المصادر، لان يكون له دور اساسي في رسم سياسات رئاسة الجمهورية، في حال فشل في الحصول على ولاية ثالثة، وقبل بمنصب نائب رئيس الجمهورية.
 
«داعش» نجح في خلط أوراق التجاذبات العشائرية والسياسية لصالحه في العراق وخططه في الأنبار باتت معروفة فحول تركيزها شمالا إلى نينوى وصلاح الدين

جريدة الشرق الاوسط..... بغداد: حمزة مصطفى .... في سياق شرحه للفرق بين قدرة عشائر الأنبار على طرد تنظيم «القاعدة» من مدن محافظة الأنبار وإعادة الاستقرار إليها عند تشكيل «الصحوات» عام 2007 وقدرتها حاليا في مواجهة «داعش»، يقول الشيخ محمد الهايس، رئيس مجلس أبناء العراق (إحدى فصائل الصحوات الجديدة التي تأسست أواخر العام الماضي بتنسيق مع الحكومة العراقية) لـ«الشرق الأوسط» إن «الأوضاع تغيرت كثيرا بين تلك الفترة وهذه الأيام».
وتابع الهايس «أن محافظة الأنبار ومنذ عام 2005 بدأت تعيش أوضاعا صعبة بسبب (القاعدة) آنذاك وممارساتها الأمر الذي جعل عشائر المحافظة تتكتل من أجل طرد هذه العناصر من مدن المحافظة وبالفعل نجحنا إلى حد كبير جدا بحيث تم فيما بعد وخلال السنوات اللاحقة تحقيق قدر من الأمن والاستقرار في كل العراق تقريبا برغم انتقال بعض خلاياها إلى مدن ومحافظات أخرى».
ويضيف الهايس، وهو شقيق رئيس مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس الذي لا يزال متحالفا مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن «الفرق اليوم بين ما حصل في محافظتي نينوى وصلاح الدين عما حصل في الأنبار هو أن عصابات داعش دخلوا أول الأمر باستراتيجية، أو لنقل بتكتيك جديد تمكنوا خلاله من استمالة عشائر وفصائل مسلحة وبعثيين وغيرهم من الجهات في كل من الموصل وتكريت وهو ما لم يحصل في الأنبار برغم أن الدواعش هم الذين أفشلوا أي اتفاقية مع الحكومة بشأن المطالب التي تقدم بها المتظاهرون على مدى أكثر من عام ونصف عندما اختطفوا ساحة الاعتصام». وردا على سؤال بشأن نجاحهم في احتلال الفلوجة وإقامة «إمارة إسلامية» فيها، قال الهايس بأن «هذا الأمر يقترب من أن يكون خدعة فهم تورطوا في الفلوجة وهم محاصرون فيها وقد تقطعت بهم السبل إلى حد كبير والحكومة الآن تقوم بعمليات قصف على مواقعهم»، كاشفا عن «بدء صراعات بين فصائلهم لا سيما مع رجال الطريقة النقشبندية وحزب البعث وهو صراع سيعمل على تفتيتهم تماما»، مشيرا إلى أن «داعش لم تتمكن من اختراق النسيج العشائري داخل الأنبار بالطريقة التي ربما تمكنت فيها في محافظات أخرى حيث لا توجد رؤيا ضبابية فمن هم مع داعش معروفون وهم الأقلية ومن هم ضدها معروفون وهم الأكثرية».
لكن رؤية الهايس، الذي قتل ابنه ليث العام الماضي على يد داعش في الأنبار الأمر الذي أدى إلى حصول مصادمات كبيرة بين الصحوات مدعومة بالقوات الحكومية وعناصر داعش، تبدو متقاربة إلى حد كبير مع الرؤية الرسمية لأن الفصيل الذي يتزعمه تم إنشاؤه بدعم وإسناد حكوميين.
غير أن الشيخ حميد الكرطاني، أحد شيوخ محافظة الأنبار المحايدين، أكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «أهالي الأنبار هم من هزم (القاعدة) لأنهم أول من تضرر من ممارساتها لكن الذي حصل منذ أواخر عام 2012 أن الحكومة للأسف خلطت الأوراق عندما لم تتعامل بجدية مع ساحات الاعتصام ومطالب المتظاهرين وتجاهلت ما يجري الأمر الذي انعكس على كل شيء في المحافظة ومن ثم امتد إلى المحافظات الأخرى المنتفضة مثل صلاح الدين وديالى وكركوك وأحياء بغداد السنية والموصل». ويرى الكرطاني أن «رؤية الحكومة اليوم لا تزال كما هي ولم تتغير فهي تنظر إلى ما يجري على أنه كله من عمل داعش ولا تعترف بوجود حراك شعبي ولا تميز بين ثوار العشائر وداعش وهو أمر خاطئ». وفيما ينفي الكرطاني أن يكون هو أحد قادة هؤلاء الثوار إلا أنه يؤكد أن «هناك انتفاضة شعبية ضد الظلم وإن محاولة خلط الأوراق لا تعبر إلا عن سياسة قاصرة»، مؤكدا أن «الحكومة تسعى إلى استمالة العشائر بطريقة فرق تسد بينما العمل على تمزيق النسيج العشائري في المحافظة أو غيرها من المحافظات لن يؤدي إلا إلى المزيد من الإرباك الأمني والسياسي».
وبينما باتت خطط داعش في الأنبار معروفة إلى حد كبير وهو ما جعل التنظيم يركز جهوده الآن على المحافظات الشمالية مع مناوشات في محيط بغداد بوجود خلايا نائمة هناك مع امتداد إلى جرف الصخر التابعة إلى محافظة بابل ذات الأغلبية الشيعية وهو امتداد بات يمثل مخاوف حقيقية للحكومة العراقية والقيادات الشيعية، بما فيها المرجعيات التي تعمل بكل جهد على حماية المراقد الدينية المقدسة للشيعة حتى لا تتحول المواجهات إلى حرب طائفية شاملة، فإن سياسة داعش في محافظتي نينوى وصلاح الدين نجحت إلى حد كبير في استمالة عشائر إلى جانبها مع وجود عشائر أخرى ضدها.
وبينما بدت داعش أقل صلابة عند أول احتلالها الموصل وتكريت عندما جعلت الواجهة في المحافظتين بعثية إلى حد كبير وذلك باختيار محافظين لنينوى وصلاح الدين كلاهما ينتمي إلى عهد صدام حسين فإن خلافاته مع الفصائل المسلحة وثوار العشائر ممن أرادوا أن يكونوا هم لا داعش في الواجهة انطلاقا من السمعة غير الحسنة لها بالقياس إلى تاريخها في سوريا، فإن التنظيم لم يرفع الراية البيضاء أمام الفصائل والعشائر معا وبدأ يقاتل على عدة جبهات في آن واحد: جبهة الحكومة، وجبهة الفصائل المسلحة، وجبهة العشائر التي بدأت تنتفض ضدها. ففي تكريت أكد شيخ عشائر الجبور هناك خميس آل جبارة لـ«الشرق الأوسط» أن «عشائر الجبور وحدها الآن هي من تتصدى لداعش وإن هناك عشائر (لم يسمها) انخرطت مع داعش». لكن الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا سمى هذه العشائر التكريتية في مؤتمره الصحافي أول من أمس قائلا إن «أطرافا في عشيرتي البوجواري والخزرج في صلاح الدين بدأوا يقاتلون أبناء جلدتهم مع داعش». الشيخ آل جبارة يضيف أن «موقفنا هذا نابع من قناعتنا بأن هذه العناصر عصابات لا تريد الخير لأحد»، مؤكدا صعوبة «الموقف من حيث عدم توفر الخدمات الأساسية وعدم وجود رواتب وهذه الأمور من شأنها أن تترك تأثيراتها ما لم يجر حلها».
وفي الموصل، أقصى الشمال العراقي، وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط» يقول سيد حاضر، أحد شيوخ العشائر هناك، لـ«الشرق الأوسط» بأن «هناك الكثير من المبالغات الإعلامية بشأن الدولة الإسلامية (رافضا تسميتها داعش)، إذ أن العشائر هي التي تتخذ الموقف الذي يناسبها دون إجبار من أحد»، مشيرا إلى أن «الجيش والشرطة ودوائر الدولة انسحبت وعناصر هذه الدولة هم الذين يتولون الآن تقديم الخدمات للناس من دون إكراه». ويضيف سيد حاضر إن «ما نعانيه الآن هو القصف الجوي بالطائرات والذي يستهدف المدنيين العزل ولا وجود لمسلحين في الكثير من القرى والنواحي بل عشائر تريد الحفاظ على وضعها وتأمين قوت يومها في ظل عدم اهتمام حكومي بالناس هنا».
 

 

خامنئي يؤيد الدعوة إلى التغيير وكتلة المالكي تطرح الخزاعي بديلاً
الحياة...بغداد – مشرق عباس { طهران - محمد صالح صدقيان
أجری وفد من حزب «الدعوة» العراقي محادثات في طهران مع كبار المسؤولين ركزت علی مناقشة التطورات الأخيرة، خصوصاً ترشيح زعيمه رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثالثة. وعلمت «الحياة» من مصادر موثوق فيها أن مرشد الجمهورية علي خامنئي يؤيد موقف المرجع الديني آية الله علي السيستاني الداعي إلى التغيير في رئاسة الوزراء، أي إلى تنحي المالكي. (
وفيما أمر المالكي أمس القوات الجوية بمساندة قوات «البيشمركة» الكردية في حربها على «داعش» بعدما تمكنت هذه من استعادة بعض المواقع من مقاتلي التنظيم، أكدت مصادر شيعية عراقية مساء أمس، أن كتلة «دولة القانون» التي يتزعمها تخلت عن ترشيحه لولاية ثالثة، وطرحت بديلاً منه نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي.
من جهة أخرى خلصت اجتماعات سرية عقدت بين مسؤول حكومي ومحافظي المحافظات السنية وزعماء جماعات مسلحة، برعاية أميركية، إلى «اتفاق مبدئي» على تشكيل قوات من أبناء هذه المحافظات، على غرار «البيشمركة» الكردية.
والتقی وفد حزب «الدعوة» الذي رأسه عضو القيادة العامة علي الأديب في طهران رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، ورئيس مجلس الأمن القومي علي شمخاني، إضافة إلی عدد من المسؤولين الآخرين.
وأفادت المصادر أن قيادة الحزب أرسلت رسالة إلی خامنئي توضح فيها موقفها من ترشيح المالكي وحق كتلته الدستوري في ترشيحه باعتباره فاز بغالبية المقاعد البرلمانية، إلا أن المرشد انضم إلی موقف السيستاني الداعي إلى ضرورة إجراء تغيير في رئاسة الوزراء لتحقيق الوحدة الوطنية.
في هذا السياق، أشاد المرجع العراقي كمال الحيدري بالجهود التي يبذلها السيستاني لتعزيز القانون وتطبيقه في كل المدن العراقية، داعياً إلی تشكيل حكومة قوية تأخذ في الاعتبار الوضع الذي يمر فيه العراق والمنطقة.
في بغداد، أكدت مصادر سياسية شيعية مساء أمس، أن كتلة «دولة القانون» تمسكت بحقها في أن يكون رئيس الوزراء المقبل منها، في مقابل أن تتخلى عن ترشيح المالكي لولاية ثالثة.
وقالت هذه المصادر إن اجتماعاً عقدته كتلة المالكي تليت خلاله رسالة من السيستاني، تحضها على اختيار بديل للمالكي، وان هذا الأمر «تم بالفعل». وقررت إرسال طلب رسمي إلى «التحالف الوطني» في هذا المضمون.
وكان ائتلاف «دولة القانون»، أكد في بيان امس، تمسكه بحقه الدستوري باعتباره الكتلة الأكبر قانوناً في مجلس النواب، وأن مرشحه يجب أن يكلف تشكيل الحكومة، وهو جزء من «التحالف الوطني»، وللمرة الأولى لم يشر البيان إلى ترشيح المالكي.
من جهة أخرى، توجت المفاوضات السرية التي أجراها مسؤولون في السفارة الأميركية في بغداد مع مسؤولين سنة وقادة فصائل مسلحة بـ «اتفاق مبدئي» على تشكيل قوات في المحافظات السنية تابعة لوزارة الدفاع، ولكنها بإمرة مجالس المحافظات.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات في اتصال مع «الحياة»، إن «الاجتماع الذي عقد عصر أول من أمس تم بحضور محافظي ورؤساء مجالس المحافظات السنية في نينوى وديالى والأنبار وصلاح الدين، إضافة إلى وزير المال المقال رافع العيساوي، وكان أول خطوة جادة لتخليص المدن من تنظيم داعش».
وأوضح أن مسؤولاً أميركياً رفيع المستوى (رفض كشف اسمه) إضافة الى مستشار الأمن الوطني فالح الفياض، «أبلغوا المسؤولين السنة تفهم الحكومة والولايات المتحدة رفضهم اقتراح تشكيل صحوات جديدة، خشية إهمالها مستقبلاً، مثلما حصل مع الصحوات التي شكلت عامي 2006 و2007».
وأشار الى أن «المسؤولين السنة طالبوا بتشكيل قوات محلية يختار عناصرها المحافظون وشيوخ العشائر ولا تخضع لقانون الاجتثاث أو قرارات استبعاد عناصر الجيش السابق». وزاد أن «تسليح هذه القوات سيكون بأسلحة متوسطة من معدات وزارة الدفاع، ويقودها ضباط كبار في الجيش السابق، وتكون تابعة للمحافظين ولا تضطلع بأي دور أمني خارج المحافظة، وهو الدور نفسه الذي تضطلع به قوات البيشمركة الكردية».
ولفت إلى أن ممثل الحكومة والمسؤول الأميركي وافقا «مبدئياً على الاقتراح وستعقد اجتماعات أخرى للبحث في التفاصيل، فيما لم يتم الاتفاق على اسم هذه التشكيلات وتم طرح تسمية الحرس والكتائب».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,341,781

عدد الزوار: 7,628,966

المتواجدون الآن: 0