لافروف: يعجّل الحل تحوّل أزمة سورية عابرة للحدود....الطيران السوري يكثف غاراته على مقرات «داعش» في دير الزور والائتلاف يدعو المقاتلين لاستكمال التقدم بالغوطة بعد المليحة

المعارضة تقصف بالصواريخ مقرات حكومية في دمشق....تجدد المواجهات في مخيم اليرموك واستمرارها في القلمون.. وأكثر من 300 حاجز تقطع أوصال العاصمة وتقسمها إلى مربعات أمنية

تاريخ الإضافة الخميس 7 آب 2014 - 7:03 ص    عدد الزيارات 2360    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

المعارضة تقصف بالصواريخ مقرات حكومية في دمشق
لندن - «الحياة»
قال نشطاء معارضون ان كتائب مقاتلة قصفت امس بعدد من الصواريخ والقذائف المحلية الصنع مقرات امنية وحكومية في العاصمة دمشق، ما ادى الى اصابة بعضها واثار حالا من التوتر في احياء العاصمة.
وقال «الاتحاد الاسلامي لاجناد الشام» في بيان ان مقاتليه قصفوا بقذائف احياء في دمشق وان احداها سقطت قرب مبنى القصر الجمهوري في حي المهاجرين، لافتا الى انه استخدم «صواريخ كاتيوشا محلية الصنع» ردا على قصف قوات النظام بلدة كفربطنا ومدينة دوما شرق دمشق قبل يومين ما ادى الى مقتل 64 مدنيا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان». وقال شهود عيان انهم سمعوا صفارات انذار واصوات قصف جديدة لم تسمع من قبل.
من جهة ثانية، فرض تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) حظر تجول في بعض مناطق «دولته» في شمال شرقي سورية، وقرر نفي أحد قادة الفصائل المسلحة المعارضة الى خارج مدينة دير الزور، بالتزامن مع منع الأهالي من مغادرة مناطق تخضع لسيطرته في الرقة، في وقت تجددت المواجهات بين قوات النظام السوري والمعارضة في مخيم اليرموك مع استمرارها في القلمون.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن تنظيم «داعش» حظر التجول في بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي من الساعة الحادية عشرة من ليل الإثنين حتى صباح أمس، مشيراً إلى أن محكمة تابعة للتنظيم «حكمت على شجاع نويجي قائد لواء المهاجرين إلى الله وشقيقه بالنفي خارج دير الزور». وأفرج عن نويجي من قبل «داعش» مطلع الشهر الجاري عقب اعتقاله خلال سيطرة التنظيم على دير الزور الشهر الماضي. وأفاد «مكتب الرقة الإعلامي» بأن «داعش» منع السفر خارج الرقة «وتمت إعادة عدد من البولمانات (الحافلات) من حاجز الرصافة» في المدينة.
الى ذلك، عثر مقاتلو «داعش» على أربعة مخازن أسلحة لمقاتلي «جبهة النصرة» وحركة إسلامية كانت مخبأة في مدينة دير الزور، في حين انفجرت بعد منتصف ليل أمس «سيارة مفخخة في مبنى الأمن السياسي سابقاً الذي يتخذه داعش مقراً». وقال «المرصد» إن المهاجمين «تمكنوا من إدخال السيارة المفخخة إلى داخل المقر متجاوزين بذلك الإجراءات الأمنية كافة، وإن الانفجار أدى إلى تدمير قسم كبير من المبنى ومصرع وجرح مقاتلين عدة من التنظيم».
في المقابل، نفذ الطيران الحربي السوري غارة على منطقة العتال قرب بلدة الشحيل معقل «النصرة». وأشار «المرصد» الى مقتل رجلين برصاص قناص في بلدة الجرذي التي سيطر عليها «داعش» عقب اشتباكات مع مسلحين عشائرين، حيث انسحب المسلحون إلى بلدة أبو حمام في الريف الشرقي لدير الزور.
الى ذلك، تجددت المواجهات في مخيم اليرموك جنوب دمشق مع استمرار الاشتباكات في جرود القلمون شمال العاصمة. وقال «المرصد» إن «اشتباكات دارت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى في جرود عرسال على الحدود السورية- اللبنانية في منطقة القلمون» شمال العاصمة وقرب حدود لبنان.
وأفاد «المرصد» بارتفاع عدد المدنيين الذين قتلوا بغارات على مدينة دوما وبلدة كفربطنا شرق دمشق قبل يومين إلى 64 شخصاً. وأعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان أمس، أن النظام كثف غاراته شرق العاصمة «انتقاماً» من المعارضة لأنها نجحت في فك الحصار عن المليحة شرق دمشق.
 
لافروف: يعجّل الحل تحوّل أزمة سورية عابرة للحدود
لندن - «الحياة»
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان تحول الوضع في سورية الى ازمة عابرة للحدود سيعجل من الوصول الى حل سياسي فيها.
وقال لافروف في حديث لوكالة «ايتار-تاس» الروسية رداً على سؤال حول مدى اقتراب تسوية الأزمة في سورية: «أعتقد أنها تصبح أقرب، لكن، للأسف، فقط لأنه تزهق في هذه الأزمة الرهيبة أرواح أكثر فأكثر وتتحول الأزمة في شكل مكشوف الى عابرة للحدود لأن تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) الذي باتوا يسمونه الآن الخلافة الاسلامية، قد سيطر ليس على مناطق سورية فقط بل وصار يسيطر أكثر وأكثر على مناطق عراقية (...) هؤلاء الارهابيون عندما كانوا في سورية فقط كانوا يبدون في نظر شركائنا الغربيين، خاصة في نظر واشنطن، كقوة، حتى وإن لم ترق الى قيم الغرب العالية، الا أنها تحارب مع ذلك النظام الدموي السوري».
وتابع لافروف، بحسب ما نقل موقع «روسيا اليوم»، امس: «حين كنا نثير الانتباه الى خطر التساهل مع مثل هذه المجموعات، كانت تصريحات شركائنا الأميركيين والأوروبيين تتلخص بأنهم سيخلعون الأسد بمساعدة هؤلاء ومن ثم سيكون لهم موقف ازاءهم/ لكن هذه المجموعة (داعش) للاسف تعبث حالياً في العراق. وهنا ارتبك الأميركيون، وهذا ما يشير الى غياب أية استراتيجية مدروسة عند الولايات المتحدة في هذه المنطقة».
وأشار الوزير الروسي الى ان جميع محاولات موسكو لاجراء «حديث واضح في مرحلة مبكرة من الأزمة السورية لم تؤد الى شيء للأسف، مع أن اقتراحاتنا كانت بسيطة، اذ يجب دائماً عدم اخضاع التصرفات على الساحة الدولية للمصالح الذاتية الداخلية الآنية ولا يجوز اخضاع السياسة الخارجية لمشاعر الاعجاب أو عدم الاعجاب الشخصي، كما حصل ذلك في ليبيا».
 
تجدد المواجهات في مخيم اليرموك واستمرارها في القلمون
لندن - «الحياة»
تجددت أمس المواجهات في مخيم اليرموك جنوب دمشق مع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام السوري وعناصر «حزب الله» من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية في جرود القلمون شمال دمشق مع ارتفاع عدد القتلى بغارات وقعت قبل يومين شرق دمشق الى 64 مدنياً، في وقت صد مقاتلو المعارضة هجوماً للقوات الحكومية في ريف حلب شمالاً.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «اشتباكات دارت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى في جرود عرسال على الحدود السورية- اللبنانية في منطقة القلمون».
ونفذ الطيران أمس عدداً من الغارات على بلدة المليحة شرق العاصمة بعد فك مقاتلي المعارضة الحصار عنها أول امس، بالتزامن مع قصف قوات النظام مدينة سقبا بالغوطة الشرقية يوم أمس. وأشار «المرصد» الى حصول «اشتباكات بين الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى قرب استراحة الصفا على طريق دمشق- بغداد». ونفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة عدرا في الغوطة الشرقية بالتزامن مع سقوط قذائف على المنطقة. وشن الطيران غارتين على حي جوبر شرق العاصمة.
وأشار «المرصد» إلى أن الغارات التي شنتها قوات النظام على مدينة دوما وبلدة كفربطنا في الغوطة الشرقية أول من أمس أسفرت عن مقتل 64 مدنياً وسط تقديرات بسقوط 150 قتيلاً يومياً في الصراع الذي أدى إلى مقتل 170 ألف شخص منذ بدئه قبل ثلاث سنوات.
وفي جنوب دمشق، قال «المرصد» إن «اشتباكات دارت بين مقاتلي المعارضة من جهة وقوات النظام و «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» الموالية من جهة أخرى في أول مخيم اليرموك أثناء توزيع المساعدات الغذائية على أهالي المخيم، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى ومقتل عنصر، بينما استشهدت مواطنة متأثرة بإصابتها في سقوط قذائف بالقرب من منطقة توزيع المساعدات الغذائية».
بين دمشق وحدود الأردن، دارت «اشتباكات بين الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في الحي الجنوبي لمدينة بصرى الشام في درعا وسط قصف قوات النظام لمناطق في الحي الشمالي للمدينة»، وفق «المرصد»، وأضاف أن الطيران المروحي ألقى «برميلاً متفجراً» على مناطق في بلدتي بصر الحرير وجاسم.
وفي شمال البلاد، دارت «اشتباكات متقطعة بين جبهة النصرة وجيش المجاهدين وجيش المهاجرين والأنصار الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية وكتائب إسلامية وكتائب مقاتلة من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني من جهة أخرى في منطقة الشيخ نجار في حلب، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جيش المجاهدين وكتائب نور الدين الزنكي ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة أخرى في محيط مدرسة الحكمة على الجهة الجنوبية الغربي لمدينة حلب. كما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة رفعت ما أدى لاستشهاد مواطن وأنباء عن سقوط عدد من الجرحى، كذلك قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة عندان ما أدى لاضرار مادية ترافق مع قصف قوات النظام مناطق في البلدة، بينما نفذ الطيران الحربي غارة على قرية بشقاتين التابعة لبلدة عنجارة بالريف الغربي لحلب».
وقالت مصادر المعارضة ان «جيش المجاهدين» تمكن من استعادة السيطرة على رحبة المحروقات قرب بلدة خان طومان في ريف حلب الجنوبي، مشيرة إلى أن كتائب من «جيش المجاهدين» صدت لقوات النظام التي حاولت التقدم باتجاه القرية ودمرت دبابة لقوات النظام. وأوضح «مركز حلب الإعلامي»: «ما إن هدأت المعارك قليلاً غرب حلب بين الثوار وجيش النظام حتى عادت واشتعلت جنوباً، فبعد أن تقدم جيش (الرئيس بشار) الأسد إلى مواقع في بلدة خان طومان بمساعدة من سلاح الجو، جاء رد جيش المجاهدين مساءً بإعلانه استعادة السيطرة على معظم النقاط التي كان قد خسرها، إضافةً إلى قتل وجرح العشرات من جنود النظام ذلك بعد معارك دامية، استخدم فيها كلا الطرفين الأسلحة الثقيلة والمتوسطة».
في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» إن الطيران شن عدداً من الغارات على ريف إدلب كان بينها غارتان على الطريق الواصل بين بلدتي كفرنبل وكنصفرة في ريف معرة النعمان الغربي.
وتابع «المرصد» ان قذائف سقطت في مناطق وسط مدينة الحسكة في شمال شرقي البلاد «بالتزامن مع سماع أصوات إطلاق نار يعتقد أنها ناجمة من تبادل إطلاق نار بين وحدات حماية الشعب الكردي من طرف ومسلحين من حي غويران من طرف آخر قرب جسر البيروتي». وكان رتل من مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» حاول ليل أمس الدخول الى حي غويران في مدينة الحسكة لإلقاء القبض على «ما تبقى من مسلحين في الحي. لكنه تعرض لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين قرب جسر البيروتي في المدخل الشمالي لحي غويران الذي يصله بمركز مدينة الحسكة».
 
النظام السوري يعرقل هدنة بمدينة داريا في المرحلة الأخيرة بعد اتفاق على تسليم مقاتلي المعارضة سلاحهم الثقيل

بيروت: «الشرق الأوسط» .... لم تتوقف المساعي المتواصلة لعقد هدنة أو التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف الحرب المستمرة في مدينة داريا بريف دمشق، من أجل إنهاء معاناة المدنيين من أبنائها، بعد أن شردتهم المواجهات منذ أكثر من عامين ونصف.
وكانت معلومات أفادت في الأيام الأخيرة عن هدنة وشيكة في داريا، بعد أن وافق المقاتلون فيها على تسليم سلاحهم الثقيل، مع احتفاظهم بالخفيف منه، شرط خروج القوات النظامية إلى خارج حدود المدينة، على أن يسبق ذلك بادرة تظهر حسن نية النظام بإطلاقه للمعتقلين من أبناء داريا.
لكن المعارضين اتهموا النظام السوري بأنه «عاد للمماطلة بتأجيله عقد اجتماع كان يفترض عقده قبل يومين إلى أجل غير مسمى».
وتأتي سياسة المماطلة هذه خلافاً لمساعي النظام السابقة، لعقد هدنة في داريا، على غرار ما جرى في مناطق متعددة في دمشق وريفها، استكمالاً لتنفيذ استراتيجية «القضم البطيء» التي تعتبر «الهدنة» نتيجة منطقية لمقدمة «الحصار» الطويل ضد المناطق المناهضة للنظام.
ورجح ناشطون من داخل داريا أن توقف مساعي الهدنة جاء إثر خلاف بين كل من قيادة المخابرات الجوية ممثلة باللواء جميل حسن وبين الفرقة الرابعة، حيث تريد الأخيرة تحقيق الهدنة من أجل «تأمين راحة قواتها على تلك الجبهة العصّية»، بينما يحاول الأول إبعاد مقاتلي داريا عن أن يكونوا على مقربة من تخوم مطار المزة العسكري في الجهة الغربية من المدينة المدمرة. وأدى هذا التباين إلى تأجيل الهدنة أو حتى إيقافها، وفق ما أكده عضو مجلس قيادة الثورة بريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» إسماعيل الداراني، الذي أشار إلى أن مقاتلي داريا من جهتهم، ونزولاً عند المصلحة العامة، وقعوا مجتمعين ميثاق شرف نص على «موافقتهم على الهدنة» وتفويضهم للوفد المتفق عليه اللقاء مع ممثلي النظام لتوقيع الهدنة، التي كان لمعاناة النازحين من أبناء داريا الدور الأبرز في السعي لإبرامها.
وأكد الداراني أن اتفاقاً جرى، نص على خروج الوفد المفاوض من داريا يوم الاثنين الماضي لمقابلة ممثلين من النظام، وفق موعد جرى تحديده الخميس الماضي. وكان من المفترض أن يتم التواصل مع الشيخ عدنان الأفيوني وبعض الفعاليات الحزبية في المدينة مساء الأحد الماضي، لترتيب تفاصيل الخروج، لكن قبل ساعات قليلة اتصل أحد الوسطاء وأبلغ لجنة التفاوض تأجيل استقبال الوفد إلى موعد لاحق لم يحدد بعد.
ويعود بدء محاولات التفاوض في داريا إلى بداية العام المنصرم. لكن النظام ومقاتلي المعارضة رفضوا مراراً تلك المحاولات، إذ سعى النظام لتقويض سلطة مقاتلي المعارضة بتجريدهم من سلاحهم الثقيل، إضافة إلى اشتراط دمجهم مع قواته في وحدات «حماية مشتركة»، الأمر الذي لقي رفض المعارضة التي اشترطت بدورها عدم دخول النظام إلى داريا بشكل مطلق. ورفضت المساومة على بقاء قوات النظام في الأجزاء التي تمكنت من السيطرة عليها داخل المدينة.
لكن الهدنة هذه المرة تأتي في ظروف إنسانية بالغة الحساسية فرضها الواقع الإنساني الصعب والحالة المزرية للنازحين من أبناء داريا الذين باتوا عرضة للمضايقات والتضييق والتنكيل من قبل النظام. وفي كثير من الأحيان، يعتقل شبانها على الحواجز بسبب أن بيانات بطاقاتهم الشخصية تحمل قيد داريا.
وكان النظام السوري أقدم قبل نحو شهر على محاولة تقسيم الريف الغربي من دمشق، بصنع ساتر ترابي يفصل معضمية الشام عن داريا، بعد إحراق مساحة من بساتين أشجار الزيتون، بعرض مائتي متر وبطول يزيد عن ألفي متر، من حدود كتيبة الكيمياء في الجهة الشمالية الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام، حتى القسم الجنوبي الغربي من بساتين «الشياح» الخاضعة لسيطرة مقاتلي داريا.
ووضع النظام أربع كتائب بملاك لواء مشاة «ميكا» على ذلك القاطع، منعاً من دخول أي إمدادات للمدينة، في محاولة لكشف مواقع تمركز مقاتلي المعارضة والتحكم بقرار العمليات بعد تقسيم منطقة الغوطة الغربية وعزلها عن بعضها بعضا. كما عمد إلى قطع الطريق على أهالي داريا المتبقين داخلها ومنعهم من التوجه إلى المعضمية استكمالاً لخنق المدينة وإجبارها على الرضوخ أو القبول بشروط الهدنة.
 
الطيران السوري يكثف غاراته على مقرات «داعش» في دير الزور والائتلاف يدعو المقاتلين لاستكمال التقدم بالغوطة بعد المليحة

بيروت: «الشرق الأوسط» ... تجددت الغارات الجوية النظامية السورية، أمس، على مواقع سيطرة تنظيم «داعش»، في شرق البلاد، مستهدفة مدينة دير الزور، مما أسفر عن مقتل خمسة مقاتلين متشددين على الأقل، فيما قصف الطيران قرية الجرذي في الريف الشرقي للمحافظة الحدودية مع العراق. وبموازاة ذلك، تجددت المعارك قرب قرية المليحة بريف دمشق، غداة تقدم مقاتلي المعارضة، وتمكنهم من فك الحصار عن المقاتلين فيها، وهي خطوة ثمنها الائتلاف الوطني السوري، معتبرا أنها خطوة تكتيكية نحو السيطرة على مناطق أخرى في الغوطة.
وعد عضو الائتلاف الوطني السوري محمد خير الوزير أن «التنسيق العسكري للمعركة الطاحنة التي قادها الثوار ضد قوات الأسد ومقاتلي حزب الله على مستوى عال بين كافة مقاتلي أحياء الغوطة»، واصفا المجازر العشوائية التي ارتكبها نظام الأسد ضد المدنيين في دوما وكفر بطنا باليومين السابقين، والتي راح ضحيتها ما يزيد على 45 شخصا بأنها «انتقام همجي أرعن». ودعا الوزير منظمات حقوق الإنسان لـ«تحمل مسؤولياتها تجاه أهالي الغوطة، والضغط على نظام الأسد من أجل إجباره على فك الحصار عنهم».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستمرار الاشتباكات بين قوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى في بلدة المليحة ومحيطها، بالتزامن مع قصف قوات النظام بقذائف الهاون والمدفعية مناطق في البلدة ومزارعها.
وفي ريف دمشق أيضا، وقعت اشتباكات بين مقاتلين معارضين من جهة، والجبهة الشعبية القيادة العامة الموالية للنظام وقوات النظام من جهة أخرى، عند مدخل مخيم اليرموك أثناء توزيع المساعدات الغذائية على أهالي المخيم، في حين قتلت مواطنة إثر سقوط قذائف بالقرب من منطقة توزيع المساعدات الغذائية، كما أفاد المرصد، مشيرا إلى سقوط قذيفتي هاون على منطقة في حي الشاغور، وأخرى على منطقة في حي الصالحية وفي منطقة باب توما.
وكانت ارتفعت حصيلة القصف الجوي الذي شنته طائرات حربية الأحد على مدينتي دوما وكفر بطنا قرب دمشق، إلى 64 شخصا بينهم 11 طفلا. قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن «هجمات جوية شنتها القوات الحكومية السورية في الضواحي الشرقية للعاصمة دمشق أسفرت عن مقتل 64 شخصا في مطلع الأسبوع».
وفي دير الزور، أوضح المرصد أن خمسة مقاتلين من «داعش» قتلوا إثر قصف الطيران الحربي منزلا في قرية الزر قرب بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، بينما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في قرية الجرذي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، بريف دير الزور الشرقي.
وسيطر التنظيم بشكل شبه كامل في يوليو (تموز) على محافظة دير الزور الغنية بالنفط، وربط بينها وبين المناطق التي يسيطر عليها في غرب العراق، وذلك بعد إعلانه قيام «الخلافة الإسلامية» في مناطق سيطرته في سوريا والعراق. وكثف الطيران السوري قصف معاقل التنظيم الجهادي منذ إعلانه إقامة «الخلافة».
وأشار المرصد إلى أن «سيارة مفخخة انفجرت بعد منتصف ليل أمس في مبنى الأمن السياسي سابقا والذي يتخذه (داعش) مقرا له» داخل مدينة دير الزور، لافتا إلى أن التفجير أدى إلى سقوط قتلى من «الدولة الإسلامية» لم يحدد عددهم، إضافة إلى تدمير كبير في المبنى.
وفي سياق متصل، حكمت محكمة تابعة لـ«داعش» على شجاع نويجي، قائد لواء المهاجرين إلى الله، وشقيقه، بـ«النفي خارج دير الزور»، وكانت قد أفرج عن قائد اللواء من قبل التنظيم مطلع الشهر الحالي، عقب اعتقاله أثناء دخول تنظيم «داعش» إلى مدينة دير الزور.
إلى ذلك، أفاد ناشطون باندلاع اشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي «داعش» في منطقة كري زاغروس (تل زاغروس) بالريف الغربي لمدينة عين العرب (كوباني). بالتزامن، قتل رجل من بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي إثر قصف قوات النظام لمناطق في البلدة، فيما سقطت قذيفة هاون على منطقة في حي باب النصر بأحياء حلب القديمة. وأفاد موقع «سمارت» المعارض، بسقوط قذيفة هاون على حي القلعجي بمدينة حلب، فيما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على أحياء المواصلات القديمة وقاضي عسكر وكرم حومد وباب الحديد ومساكن هنانو. وفي الأثناء، قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والرشاشات الثقيلة، منطقتي جمعية الزهراء الماحذية لمقر فرع المخابرات الجوية في حلب، إضافة إلى قصف دوار الحلوانية، وسط اشتباكات مع الجيش الحر ي حي بستان باشا.
ويعد مقر المخابرات الجوية واحدا من أكبر معاقل النظام في المنطقة الغربية من مدينة حلب. وتعد طرق الإمداد المفتوحة إليه، وسيلة مهمة بالنسبة للقوات النظامية لاستبدال آلياتها والدبابات التي يدمرها مقاتلو الجيش الحر. وتتمركز القوات الحكومية في القوات المحيطة وموقع الفرع المرتفع نسبيا، مما ساهم بشكل كبير في تأخر سيطرة قوات المعارضة عليه. وتعد خسارة القوات النظامية للمقر، طريقا أمام الحر للسيطرة على المواقع والأحياء المحاذية له، بينها جمعية الزهراء.
 
في دمشق.. «البقاء للأقوى» وأكثر من 300 حاجز تقطع أوصال العاصمة وتقسمها إلى مربعات أمنية

لندن: «الشرق الأوسط» ... منذ أكثر من عام لم يغادر أبو محمود (65 سنة) الحي الذي يسكنه وسط دمشق، ويقول إنه كره التنقل اليومي بين أحياء المدينة، وإذا تطلب الأمر جمع كل الأعمال التي يتطلب إنجازها الذهاب إلى أحياء بعيدة في يوم واحد، أو يوكل أمر إنجازها لأحد أبنائه، لأن استخدام وسائل النقل العامة معاناة كبيرة تتطلب أعصابا قوية وقلبا حيا، وسنه لم تعد تساعده على تحمل المزيد من المعاناة، لا سيما في أشهر الصيف والحر.
أما غادة الموظفة في دائرة حكومية في حي البرامكة، فهي مضطرة يوميا لتحمل عناء الذهاب من حي الدويلعة على أطراف المدينة الجنوبية إلى مقر عملها وسط دمشق التجاري المكتظ، وتشير إلى أنها اعتادت كغيرها من الموظفين استغراق وقت طويل عند الحواجز وازدحام السير نتيجة إغلاق معظم الطرقات، لكن ما لم تعتده بعد هو حالة التوتر التي تسود الشارع وقت الذروة، حيث تشعر بأن جميع من يتحرك في الشارع يعاني، ويكفي أن يوجد في الشارع شخصان أو ثلاثة يحملون بطاقة أمنية لعبور الخط العسكري، كي تشيع الفوضى وتحدث بلبلة، حيث لا ينتظر هؤلاء السيارات الأخرى للعبور بل يتجاوزون السيارات وإشارات المرور وتحصل مشاجرات وتسمع الشتائم وهم يطلقونها على من يعرقل عبورهم، وتلفت غادة إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون حامل البطاقة الأمنية عنصر أمن فربما حصل عليها بطريقة أو بأخرى. وتقول: «كل صباح أخرج من بيتي وقد رتبت أموري بأني قد لا أعود، فربما أموت بقذيفة هاون أو حادث مرور، أو أثناء مشاجرة». وتضيف: «لقد اعتدنا ذلك».
وينتشر في العاصمة دمشق أكثر من 300 حاجز تقطع أوصالها وتقسمها إلى مربعات أمنية يصعب التنقل الحر بينها، وبعد ثلاث سنوات تمكن سائقو الحافلات العامة والتاكسي من عقد علاقات مع الحواجز، الموجودة على خطوط سيرهم، فضلا عن ارتباط غالبيتهم بالأجهزة الأمنية، إلا أن ذلك لا يمنع وقوع مشاجرات بين السائقين لا سيما على الطرقات السريعة، بسبب رغبتهم في التجاوز التي غالبا تنتهي بتدخل من الجنود عند الحواجز، والسبب في السرعة والتجاوز هو إنجاز عدد أكبر من الرحلات خلال اليوم ليكون عمله مجزيا ماديا بعد ارتفاع أسعار البنزين، وتأكُّل محركات السيارات بسبب الانتظار الطويل عند الحواجز.
أم سامر كانت تستقل «سرفيس» (حافلة 12 راكبا) بين دمشق والكسوة عندما تجاوز سائق آخر سائق الحافلة التي تستقلها وراحا يتسابقان على الطريق بسرعة جنونية ويتراشقان الشتائم والكلمات البذيئة إلى أن توقفا عند الحاجز، وهناك نزلا وبدآ بالشكوى كل يحمل الآخر مسؤولية الخطأ، وعندما طلب الجنود على الحاجز منهما إبراز بطاقتيهما الشخصيتين تبين أن الشخصين عاملان في المخابرات الجوية، وأجبرهما الضابط المسؤول عن الحاجز على حل المشكلة وديا، وأبديا التراضي، ولكن بعد أن عاد السائق لمتابعة سيره، قال بصوت عال: «هل ظن أن الأمر انتهى؟! سأريه من يكون بعدما أوصل الركاب».
في حين أن سائق التاكسي العجوز النازح من ريف إدلب إلى دمشق كان يقف عند الإشارة عندما سمع صوت بوق سيارة مدنية فيها مسلحون تقف خلفه تماما، ليفسح لها الطريق، إلا أنه تجاهلها لأن شرطي المرور يقف أمامه وخشي من المخالفة، فما كان من المسلحين إلا أن نزل أحدهم من السيارة وأخرج السائق العجوز من سيارته وضربه وركله بأقدامه أمام الجميع وهو يشتمه، حدث ذلك أمام شرطي المرور وعشرات السيارات المتوقفة عند الإشارة التي تابعت سيرها بشكل عادي عندما فتحت الإشارة وكأن شيئا لم يكن.
والمفارقة أن صحيفة «الوطن» السورية القريبة من النظام نشرت أخيرا إحصائيات قضائية تفيد بأن عدد الدعاوى المنظورة أمام محاكم السير وصلت في سوريا إلى ما يقارب 130 ألف دعوى، منها نحو 40 ألفا في دمشق وريفها.
ونقلت صحيفة «الوطن» عن المحامي العام بدمشق زياد الحليبي قوله: «إن عدد الضبوط المسجلة يوميا في دمشق تصل في كثير من الأحيان إلى نحو 100 ضبط، بين حوادث سير ومخالفات أخرى، كتجاوز الإشارة والحديث في الجوال وعدم التقيد بحزام الأمان، إضافة إلى الكثير من المخالفات الأخرى». وأكد على ضرورة تشديد العقوبة على مرتكبي المخالفات المرورية وخاصة الذين يقودون السيارة وهم مخمورون، إضافة إلى أولئك الذين لا يتقيدون بإشارات المرور وبحزام الأمان، مبينا أن كثرة الحوادث تكون نتيجة إهمال هذه الأمور. دون أن يرد في تقرير «الوطن» أي ذكر للحالات التي يسميها العامة «التشبيح» أي المشاجرات؛ لأن أحد لا يجرؤ على تقديم شكوى بخصوصها.
وحسب ما قالته غادة التي باتت تكره التحرك في دمشق إلا للضرورة، فإن «القانون السائد في شوارع دمشق الآن هو قانون الغاب؛ فإما أن تأخذ حقك بيدك أو تتلقى الضربات بصمت حتى تموت».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,375,318

عدد الزوار: 7,630,295

المتواجدون الآن: 0