بزشكيان يرسم ملامح «سياسة جديدة» مع روسيا..
الحرس الثوري: لن نكشف عن طبيعة ردنا على الكيان.. لكنه سيكون مفاجئاً..
الجريدة... روسيا اليوم.. قال مسؤول عمليات قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني محسن جيذري إن رد بلاده على الاحتلال «قادم حتماً ولن تكشف إيران عن طبيعته لأنه يعتمد على الظروف». وأضاف جيذري في تصريح «لابد أن يكون الرد مفاجئا للعدو وفي الوقت المناسب كي يحقق أهدافه ويثأر لدماء الشهيد إسماعيل هنية». وذكر أن «ظروف المنطقة كلها تصب في مصلحة محور المقاومة»، مشيراً إلى أن «الكيان الصهيوني سيفشل ولن يحقق أهدافه». وقد وصلت التوترات بين إيران والاحتلال إلى مستوى جديد خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فشنت طهران هجوماً غير مسبوق بالطائرات المسيرة والصواريخ على الاحتلال في أبريل الماضي بعد سنوات من الحرب الخفية بين البلدين التي بلغت ذروتها مع الهجوم الإسرائيلي الواضح على مبنى القنصلية الإيرانية في سورية والذي أسفر عن مقتل اثنين من الجنرالات الإيرانيين وآخرين. ويشار إلى أن عيون الاحتلال والعالم كله كانت مثبتة على إيران منذ اغتيال زعيم «حماس» إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في لبنان. وتوعد الحرس الثوري الإيراني برد «قاس» و«مؤلم» على اغتيال هنية في الأرض الإيرانية.
بزشكيان يرسم ملامح «سياسة جديدة» مع روسيا
الرئيس الإيراني يتجنب أن تكون موسكو محطته الخارجية الأولى
الجريدة... طهران - فرزاد قاسمي ...في خطوة تظهر ملامح خطوط عريضة لسياسة إيرانية جديدة تجاه روسيا، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الاثنين السفير الروسي في طهران للاعتراض على موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته الأخيرة إلى باكو، الداعم لإنشاء «ممر زنغزور» الذي يربط أراضي جمهورية نخجوان الأذربيجانية الحدودية مع تركيا بأراضي أذربيجان عبر الأراضي الأرمنية، وهو ما تعتبر طهران أنه سيؤثر على طريقها البري عبر أرمينيا الى أوروبا، بالتزامن مع نشر «الجريدة» تقريراً عن تدخّل الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان لإيقاف إرسال الحرس الثوري قوات خاصة الى روسيا، للمشاركة في القتال بمنطقة كورسك الروسية التي هاجمها الجيش الأوكراني مباغتةً الشهر الماضي. وأكد مصدر في «الخارجية» الإيرانية أن استدعاء السفير الروسي لدى طهران جاء بعد أن أبدى بزشكيان شخصياً انزعاجه من موقف موسكو بشأن الممر، وطلب من وزارة الخارجية تقديم اعتراض وتوضيح بشأن هذا الموقف الروسي الذي يتعارض مع المصالح القومية والأمن القومي الإيراني. وقال المصدر إن بزشكيان كان قد طلب من وزارة الخارجية تحضير زيارة له إلى العراق لتكون الأولى له إلى الخارج بعد تسلّمه الرئاسة، وهذا يناقض عرفاً بأن تكون موسكو المحطة الخارجية الأولى لأي رئيس إيراني جديد. وأضاف أنه، وفق البروتوكول، كان الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي قد زار موسكو، ما يعني أن الزيارة المقبلة بين البلدين على هذا المستوى يجب أن يجريها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران. وكان مقرراً أن يتم التوقيع خلال هذه الزيارة على اتفاقية التعاون الاستراتيجي الطويل المدى بين موسكو وطهران، لكن الإيرانيين فوجئوا بأن الدبلوماسيين الروس باتوا يقترحون أن يتم توقيع الاتفاق خلال زيارة بزشكيان بزيارة الى روسيا في أكتوبر المقبل، للمشاركة في قمة مجموعة بريكس التي تستضيفها روسيا في قازان. وفي يونيو الماضي أعلنت وزارة الخارجية الروسية تعليق الاتفاق الاستراتيجي الموقّع بين البلدين، متحدثة عن تأخير إجرائي في إيران بسبب الانتخابات الرئاسية المفاجئة التي فرضها مقتل رئيسي بتحطّم مروحيته على حدود أذربيجان. وبعد مصرع رئيسي أظهرت تعليقات بعض المسؤولين الروس تشككاً في أن تتراجع طهران عن بعض الاتفاقيات التي عقدها رئيسي مع موسكو. وعلّق أحد مسؤولي «الخارجية» على نبأ الوفاة بأن موسكو تتوقع أن تنفذ إيران جميع الاتفاقات التي تم التوصل اليها. وأكد المصدر لـ «الجريدة» أن بزشكيان ليست لديه خبرة في التعاملات الدبلوماسية، ويبدو أن فريقه الدبلوماسي الذي يترأسه وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف هو الذي نصحه بألا تكون زيارته الخارجية الأولى الى موسكو. وقال إن السفير الروسي في طهران دافع عن دعم موسكو لـ «ممر زنغزور»، بالإشارة الى محاولات رئيس الوزراء الأرمني نيكولا باشينيان التقرب من الغرب وإجرائه مناورات عسكرية مع الأميركيين، وأنه على إيران أن تأخذ هذه التطورات في الاعتبار، وأن يريفان قد تصبح بؤرة تهديد لإيران. وأضاف المصدر أن السفير الروسي أبلغ الجانب الإيراني بأن إسرائيل طلبت وساطة موسكو للتوصل الى صيغة تفاهم واتفاقية مكتوبة أو غير مكتوبة لترسيم الخطوط الحمر بين الجانبين ووقف الحرب والتصعيد في المنطقة. في الوقت نفسه قال السفير الروسي، إن بلاده تعتبر أن قيام إيران بتسليح الضفة الغربية يزيد من التعقيدات، وسيحول الضفة الى غزة ثانية. وأجرى المساعد العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة إلى موسكو قبل أيام، تصدّرها ملف إيران، وفق وسائل إعلام عبرية.
إيران تُطلق سراح ثلاثة ناشطين في مجال حقوق العمال
طهران: «الشرق الأوسط».. أطلقت إيران سراح ثلاثة ناشطين إيرانيين في مجال حقوق العمال بينهم مترجم لزوجين فرنسيين اعتقلا في عام 2022، حسبما أفاد المحامي حسين تاج لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم الأربعاء. وقال محامي الناشطين الثلاثة: «أُطلق سراح موكلي كيوان مهتدي ورضا شهابي وحسن سعيدي، الأحد، بعدما خفّف القضاء الأحكام الصادرة في حقهم». وأوقف مهتدي وهو مترجِم وناشط يبلغ 38 عاماً مع زوجته أنيشا أسد الله في 9 مايو (أيار) 2022 في منزلهما في طهران. وقبل توقيفهما عمل مهتدي وأسد الله كمترجمين للفرنسيين سيسيل كولر النقابية الناشطة في قطاع التعليم الفرنسي وشريكها جاك باري اللذين أوقفا في 7 مايو (أيار) 2022 أثناء قيامهما بجولة سياحية في إيران خلال عطلة عيد الفصح بحسب مصدر نقابي فرنسي. وتتهم طهران الفرنسيين بالسعي إلى «زعزعة استقرار» البلاد. وتعتبر الحكومة الفرنسية أن كولر وباري «رهينا دولة» وتطالب بـ«الإفراج الفوري» عنهما. وأوقفت السلطات الإيرانية الناشطَين رضا شهابي وحسن سعيدي النقابيين في هيئة حافلات طهران، الأول في أبريل (نيسان) والثاني في مايو 2022. وأوقفت السلطات شهابي مرات عدة في السابق، وهو أحد مؤسسي نقابة العمال في شركة الحافلات في طهران. وأكد تاج أن الناشطين الثلاثة أُطلق سراحهم بعدما خفّف القضاء الأحكام الصادرة في حقهم خلال محاكمة جديدة في أغسطس (آب). وأكد المحامي أن بعد صدور قرار تخفيف الأحكام طُبّق على «الرجال الثلاثة مرسوم عفو من المرشد الأعلى» للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي صدر في فبراير (شباط) 2023. وأفرجت السلطات حينها عن عدد غير مسبوق من السجناء أوقفوا خلال الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) إثر توقيفها من جانب شرطة الأخلاق في سبتمبر (أيلول) 2022 بسبب عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
ألمانيا: تأييد حكم سجن بحق شاب إيراني تواصل مع «داعش» وخطط لهجوم بالسم
برلين: «الشرق الأوسط».. أيدت المحكمة الاتحادية في ألمانيا حكم السجن الصادر بحق إيراني لإدانته بالتحضير لشن هجوم باستخدام مادة سامة. وكانت السلطات الألمانية ألقت القبض في أوائل العام الماضي، على الإيراني، الذي كان يبلغ من العمر 25 عاماً آنذاك، في مدينة كاستروب راوكسل غربي ألمانيا، قبل أن تصدر المحكمة الإقليمية في دورتموند لاحقاً، حكماً بالسجن لمدة أربعة أعوام مع إيداعه بعد قضاء العقوبة، في الحبس الوقائي. وذكرت المحكمة الاتحادية في حيثيات قرارها، أنها لم تعثر على أي أخطاء قانونية في الحكم. وبذلك يصبح الحكم الصادر بتهمة التحضير لجريمة عنف خطيرة تهدد الدولة وتشمل أيضاً تمويل الإرهاب، نافذ المفعول. وسبق للمحكمة الإقليمية في دورتموند أن ذكرت في حيثيات حكمها الصادر بحق المتهم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، أنها على قناعة بأن الإيراني «كان عازماً على شن هجوم في ألمانيا باستخدام مادة سامة قام بإنتاجها بنفسه، وكان هدفه قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص. وكان المتهم تواصل عبر الإنترنت مع تنظيم (داعش) الإرهابي، وبدأ بناءً على توجيهات شخص غير معروف، في شراء مواد لازمة لصنع مادة السيانيد. لكنه لم يكن يعلم أن المواد التي اشتراها غير مناسبة لصنع السم». وعدت المحكمة الاتحادية، «أن عدم وجود خطر موضوعي على السكان لا علاقة له بالمسؤولية الجنائية. كما أقرت المحكمة الاتحادية ما ذهبت إليه المحكمة الإقليمية في دورتموند من أن جمع مواد أساسية مختلفة يفترض أنها لازمة لصنع السم، يعدُ جريمة تمويل إرهاب». وألقت السلطات الألمانية القبض على الشاب الإيراني وشقيقه في يناير (كانون الثاني) 2023، بناءً على إشارة من جهاز استخبارات. وكانت دردشات مع عدة أشخاص يفترض أنهم مرتبطون بتنظيم «داعش» الإرهابي، لفتت انتباه السلطات والأجهزة المعنية.
«ممر زانجيزور» يعكر صفو التحالف الروسي ــ الإيراني
طهران استدعت سفير موسكو احتجاجاً على تأييد بوتين «خطة أذربيجان»
الشرق الاوسط...موسكو: رائد جبر.. أعلنت إيران، أمس الثلاثاء، استدعاء السفير الروسي لديها على خلفية إعلان موسكو التزامها فتح «ممر زانجيزور» بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم كاراباخ المتنازع عليه، وبدا أن هذا الممر بات يعكر صفو التحالف الروسي - الإيراني. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، إن مساعد وزير الخارجية الإيراني المدير العام للشؤون الأوراسية، مجتبی دمیرجی لو، أبلغ السفير الروسي، أليكسي ديدوف، «دعم طهران السلام والاستقرار الإقليميين ومعارضتها أي تغييرات في الحدود المعترف بها دولياً والوضع الجيوسياسي الراهن». وأضاف البيان أن «الدبلوماسيين تبادلا وجهات النظر حول الأحداث الجارية في القوقاز، وأشارا إلى احترام السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية والمصالح المتبادلة للدول» الذي، وفق البيان، هو «الضامن للسلام المستدام والتعاون الإقليمي». وكان لافتاً أن وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية سعت لتخفيف لهجتها في الحديث عن استدعاء السفير الروسي، ولم تُشِرْ إلى مظاهر احتجاجية خلال اللقاء، لكن في المقابل، بدا واضحاً أن التحرك الإيراني جاء رداً على تصريحات أطلقها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الاثنين، انتقد فيها تباطؤ تنفيذ بنود وقف إطلاق النار، خصوصاً ما يتعلق بفتح «ممر زانجيزور» الذي يربط أراضي أذربيجان بإقليم ناختشيفان الأذري المعزول. وفُسِّر حديث لافروف في طهران بأنه دعمٌ مباشر لمواقف باكو وتجاهلٌ لاعتراضات طهران التي ترى في تلك الاتفاقات انتهاكاً لمصالحها التجارية والاقتصادية.
طهران تطالب «الحليف» الروسي باحترام مصالحها في جنوب القوقاز
تباين المواقف حول «ممر زانجيزور» ينغص الشراكة الوثيقة في أوكرانيا
الشرق الاوسط... موسكو: رائد جبر... في تحرك دبلوماسي نادر بالنسبة إلى العلاقات الوثيقة بين موسكو وطهران، حمل استدعاء السفير الروسي إلى مقر وزارة الخارجية الإيرانية وإبلاغه بـ«ضرورة مراعاة مصالح الأطراف واحترام مبادئ السيادة الوطنية وسلامة أراضي الدول الأخرى»، إشارة جديدة إلى استمرار تباين المواقف بين موسكو وطهران حيال ترتيبات الوضع الإقليمي في منطقة جنوب القوقاز، خصوصاً على خلفية إعلان موسكو التزامها بتنفيذ «اتفاقات فتح المعابر». وكان لافتاً أن وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية سعت إلى تخفيف لهجتها في الحديث عن استدعاء السفير أليكسي ديدوف، ولم تُشِرْ إلى مظاهر احتجاجية خلال اللقاء. وكتبت وكالة أنباء «إرنا» الرسمية أن مساعد وزير الخارجية الإيراني المدير العام للشؤون الأوراسية، مجتبی دمیرجی لو، أعرب عن «دعم طهران السلام والاستقرار الإقليميين، ومعارضتها أي تغييرات في الحدود المعترف بها دولياً والوضع الجيوسياسي الراهن». وأكد خلال الاجتماع مع السفير الروسي في طهران، مساء الاثنين، على «ضرورة الاهتمام بالمصالح والمخاوف المشروعة لجميع دول المنطقة». ووفقاً للوكالة، فقد «تبادل الدبلوماسيان وجهات النظر حول الأحداث الجارية في القوقاز، وأشارا إلى احترام السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية والمصالح المتبادلة للدول، والتي، وفق رأيهما، هي الضامن للسلام المستدام والتعاون الإقليمي». كما أكد دمیرجی لو والسفير ديدوف على «ضرورة استغلال إمكانات دول المنطقة لحل المشكلات، والمساهمة في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وتنفيذ الخطط الاقتصادية، مع الأخذ في الحسبان مصالح جميع الأطراف». وناقش الطرفان خلال اللقاء الاجتماع المرتقب للصيغة التشاورية «3+3»، التي تضم 3 دول من جنوب القوقاز هي أرمينيا وجورجيا وأذربيجان، بالإضافة إلى روسيا وتركيا وإيران. ويأخذ هذا التنسيق في الحسبان قضايا الأمن، وفتح الروابط الاقتصادية، والنقل، في المنطقة. لكن في مقابل هذه اللهجة الدبلوماسية الهادئة، بدا واضحاً أن التحرك الاحتجاجي الإيراني جاء رداً على تصريحات أطلقها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الاثنين. وكان لافروف انتقد، خلال حديث مع طلاب «معهد العلاقات الدولية» التابع لوزارة الخارجية الروسية، رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الذي نفى في تصريحات سابقة أن تكون بلاده تباطأت في تنفيذ بعض بنود اتفاقات وقف النار مع أذربيجان، خصوصاً في الشق المتعلق بفتح «ممر زانجيزور» الذي يفترض، وفقاً للاتفاقات، أن يربط أراضي أذربيجان بإقليم ناختشيفان الأذري المعزول. وقال لافروف في هذا الصدد إن «إحدى المهام المطروحة هي استئناف خطوط النقل بين الجزء الرئيسي من أذربيجان وناختشيفان. تنص الوثيقة المؤرخة في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، التي وقعها الرؤساء بوتين وعلييف ورئيس الوزراء باشينيان، على أنه ستتم استعادة حركة المرور؛ سواء عبر السكك الحديدية والطرق البرية، وستتم حمايتها من طرف قوات الحدود التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي». وفسر حديث لافروف في طهران بأنه دعم مباشر لمواقف باكو وتجاهل لاعتراضات طهران التي ترى في تلك الاتفاقات التي جرى التوصل إليها من دون مشاركة إيران انتهاكاً لمصالحها التجارية والاقتصادية. وكانت التطورات التي شهدتها المنطقة بعد العملية العسكرية الخاطفة لأذربيجان صيف العام الماضي والتي انتهت بفرض واقع عسكري وسياسي جديد حول إقليم ناغورنو كاراباخ، أضرت بمصالح طهران التي بات الجزء الأكبر من حدودها البرية مع أذربيجان، وفقدت ممرات التجارة النشطة التي كانت أقامتها لسنوات مع الجارة أرمينيا. ووفقاً لخبراء، فإن القلق الإيراني ناجم عن أن انقطاع حدودها مع أرمينيا سوف يسفر عن تطويق إيران كلياً (في القوقاز) من قِبَل تركيا وأذربيجان صاحبتَيْ العلاقات غير الودية بها، لا سيما أذربيجان صاحبة العلاقات الوطيدة بإسرائيل، والتي اتُّهِمَت باستمرار بأنها قاعدة للنشاطات الاستخباراتية الإسرائيلية الموجَّهة ضد إيران. وفي وقت سابق قال الخبير الإيراني جورجي ميرزابِكيان، في حديث مع «أوراسيا نِت»، إن «أرمينيا تقول إنها لا تستطيع التخلي عن خطوط النقل التي تربطها بإيران، وإلا فإنها قد تفقد حدودها معها، مما يُمثِّل ضربة كبيرة لسيادة أرمينيا». ويعدّ هذا من بين أسباب معارضة طهران فتح الطريق التي ستربط الجزء الرئيسي من أذربيجان مع ناختشيفان عبر أراضي أرمينيا، كما تحدثت طهران أكثر من مرة عن رفضها إدخال تعديلات على الخرائط وطرق الإمداد في المنطقة. وفي وقت سابق، قال عالم السياسة التركي، إقبال دوري، إنه من المهم للغاية بالنسبة إلى روسيا وتركيا وأذربيجان إنجاز افتتاح «ممر زانجيزور». ولم يستبعد أن تعمل باكو وموسكو من الآن فصاعداً معاً لافتتاح هذا الممر، المصمم ليصبح جزءاً من مشروع النقل بين الشمال والجنوب ذي الأهمية الاستراتيجية. وأعرب عن الثقة بأن اللاعبين العالميين، مثل الصين وكازاخستان، مهتمون أيضاً بإتاحة العبور على طول «زانجيزور»؛ أي عبر أراضي أرمينيا، لكن هذه الطريق تقلص الأهمية الاستراتيجية لطهران بوصفها معبراً للبضائع بين الشمال والجنوب. علماً بأن إيران تعدّ شريكاً رئيسياً لروسيا في مشروع «ممر الشمال - الجنوب»، لكنها ترغب في دفع موسكو إلى مراجعة سياساتها حيال الشق المتعلق بـ«ممر زانجيزور». وتفضل طهران التعاون مع موسكو لإيجاد حلول أخرى لترتيبات خطوط النقل في المنطقة، وأشارت المحللة أرمين ماركاريان، في تصريح أدلت به لموقع «أوراسيا نِت»، إلى أن «يريفان تريد الفصل بين خطوط السكك الحديدية، التي اتُّفِق عليها بالفعل، وبقية الطرق، حيث عرضت أرمينيا طرقها الداخلية الخاصة بُغية منع باكو من أن تضع هذه الطرق والخطوط في سلة واحدة، وأن تطالب بنمط تشغيل خاص بها يُماثل وضع (ممر لاتشين)»، الذي كان قبل الحرب الأخيرة يربط أرمينيا بمرتفعات كاراباخ. ويحظى هذا الموقف بدعم كامل من جانب طهران. ولكن أذربيجان تعارض الطرح الأرميني. على هذه الخلفية بدا أن موسكو وطهران تسعيان لمنع تأثر علاقات التحالف الوثيقة، خصوصاً التي تعززت أكثر خلال الحرب الأوكرانية، بالتباينات حيال ترتيبات الوضع في منطقة جنوب القوقاز. ويستعد الطرفان لإبرام اتفاقية استراتيجية شاملة قال مسؤولون روس وإيرانيون إنها ستحدد شكل العلاقة وتوجهاتها لعقود مقبلة. وقال لافروف قبل يومين إن موسكو وطهران استكملتا خطوات الإعداد لاتفاق شامل جديد سوف يوقَّع في «المستقبل القريب جداً». ولم يتبق سوى «بعض التفاصيل الفنية». في هذا التوجه نفسه، جاء الإعلان، الاثنين، عن احتمال أن تزود إيران روسيا بصواريخ باليستية في المستقبل القريب، وفق ما ذكرت وكالة «بلومبرغ». ولم تكشف مصادر الوكالة عن حجم وتوقيت التسليمات، وكذلك أنواع الصواريخ. ومع ذلك، فقد قال أحد المسؤولين إن عمليات التسليم قد تبدأ في غضون أيام قليلة.