بزشكيان يطبّع العلاقات مع كردستان وطهران تستدعي سفراء أوروبيين..
بزشكيان يطبّع العلاقات مع كردستان وطهران تستدعي سفراء أوروبيين..
الجريدة....زار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي يتحدث الكردية، أمس، مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، التي تهيمن عليها عائلة البارزاني السياسية، ومدينة السليمانية التي تعتبر مقرا لعائلة الطالباني التي كانت أقرب تاريخياً لطهران. وبزشكيان هو أول رئيس إيراني يزور كردستان العراق، وفق المسؤولين في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، وذلك في انعكاس لتحسّن العلاقات بين طهران وأربيل بعد سنوات من التوترات والضربات الإيرانية على شمال العراق. وبعدما حطت طائرته في مطار أربيل الدولي صباح أمس، اجتمع بزشكيان برئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني ورئيس وزراء الإقليم مسرور البارزاني ومسؤولين آخرين. وأعرب خلال الاجتماع، وفق ما ذكر موقع الرئاسة الإيرانية، عن عزم طهران على «توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري مع إقليم كردستان العراق». من جهته، قال البارزاني «لطالما اعتبرنا إيران سندا لنا في الأوقات الصعبة (...) ونتمنى تطوير علاقاتنا أكثر بعد هذه الزيارة التاريخية وفي كل المجالات». في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب نقطة خلاف رئيسية تتمثل بالمجموعات المسلحة للمعارضة الكردية الإيرانية، التي تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم التي شهدت حربا استمرت 8 أعوام مع إيران. وفي مارس 2023 وقّع العراق وإيران اتفاقا أمنيا بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات كردية معارِضة في شمال العراق. وفي نهاية العام، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات. وأكد كردستان العراق أنه «لن يشكل أبدا تهديدا لإيران والدول المجاورة، ويلتزم تماما بالاتفاقية الأمنية بين العراق وإيران»، حسبما جاء في بيان صدر عن رئاسة الإقليم في ختام اجتماع أمس. وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قال أمس الأول، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بزشكيان، إن بغداد أكدت «موقفها المبدئي والدستوري والقانوني بعدم السماح لأي جهة بارتكاب عدوان أو عمل مسلح أو تهديد عابر للحدود ضد إيران يتخذ منطلقا من الأراضي العراقية». وأضاف: «نجحنا في الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية عند المناطق الحدودية». والتقى بزشكيان كذلك مسعود البارزاني، الزعيم التاريخي للحزب الديموقراطي الكردستاني، وأكدا «التنسيق وتعزيز العلاقات (...) في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية» وفق ما جاء في بيان صدر عن مكتب بارزاني. وأشار البيان إلى أن بزشكيان وجّه دعوة رسمية إلى الزعيم الكردي لزيارة طهران. ويقول مدير المركز الفرنسي لأبحاث العراق، عادل بكوان، لوكالة فرانس برس «أصبحنا حاليا في مرحلة التطبيع» في العلاقات بين أربيل وطهران. ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية «حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي»، مما يجعل «تطبيع العلاقات مع إيران ضروريا للغاية»، وفق المحلل. الى ذلك، استدعت طهران، أمس، سفراء فرنسا وألمانيا وبريطانيا التي أعلنت فرض عقوبات على الطيران الإيراني بسبب تسليم إيران صواريخ بالستية متوسطة المدى لروسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا.