المخيمات الفلسطينية في لبنان..حال طوارئ..
بعدما طلبت اسرائيل إخلاء 4 منها في الجنوب ووسّعت اغتيال قادة فيها..
المخيمات الفلسطينية في لبنان..حال طوارئ..
| بيروت - «الراي» |
صعّدت إسرائيل عدوانها المفتوح على لبنان، مضيفةً إلى بنك أهدافها العسكري القوى السياسية والمخيمات الفلسطينية، بعد سلسلة من الاغتيالات والغارات الجوية التي استهدفت مختلف المناطق، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، بالإضافة إلى الجنوب والبقاع وجبل لبنان والشمال.وأكدت مصادر فلسطينية لـ «الراي» أن بنك الأهداف الإسرائيلي توسع ليشمل استهداف المخيمات الفلسطينية بشكل مباشر، مثل مخيمي عين الحلوة (صيدا) والبص (صور) وصولاً إلى البداوي القريب من طرابلس، إلى جانب تصعيد عمليات اغتيال القيادات الفلسطينية.كما أضيفت فصائل وقوى مثل «الجبهة الشعبية» و«كتائب شهداء الأقصى» إلى لائحة الأهداف بعدما كانت في السابق تقتصر على حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي».ورأت المصادر أن استهداف الوجود الفلسطيني يشير بوضوح إلى نية إسرائيلية لخوض حرب مفتوحة على كل الجبهات من دون حدود أو قيود، بلا تفرقة بين مقاومة لبنانية أو فلسطينية، أو مناطق أو مخيمات.وقد تُرجِم هذا بطلب إسرائيل إخلاء أربعة مخيمات فلسطينية جنوب نهر الليطاني، وهي: الرشيدية، البص، البرج الشمالي، والقاسمية، ضمن قائمة البلدات والقرى اللبنانية التي تمت دعوة سكانها لإخلائها، بالتزامن مع إعلانها بدء العملية البرية «المحدودة» على طول الحدود الجنوبية.وفي آخر الاستهدافات، نفّذت مسيرة إسرائيلية، أمس، وللمرة الأولى غارةً على شقة سكنية في مخيم البداوي موقعةً 4 قتلى، نعتْهم «حماس» وهم المسؤول فيها سعيد عطاالله علي وزوجته وابنتاه، في موازاة اغتيال محمد حسين علي المحمود في البقاع، والذي أعلن الجيش الاسرائيلي أنه لعب دور الذراع التنفيذية للحركة في لبنان «والتي وجّهت أعمالاً إرهابية إلى منطقة يهودا والسامرة».وقبْلها نجا اللواء منير المقدح، القيادي في حركة «فتح» وقائد «كتائب شهداء الأقصى»، من محاولة اغتيال بعد استهداف منزل في حي المنشية داخل مخيم عين الحلوة (1 اكتوبر الجاري) عبر غارة نفذتها طائرة مُسيَّرة.وأسفر الهجوم عن سقوط نجله حسن، وزوجته نظمية رائف حمودة، إضافةً إلى أربعة مدنيين آخَرين من سكان المنازل المجاورة.وتتّهم إسرائيل، المقدح، بدعم وتمويل مجموعات «كتائب شهداء الأقصى» في الضفة الغربية المحتلة لتنفيذ عمليات ضدّها.وسبق أن اغتالت شقيقه خليل المقدح (في 21 اغسطس 2024) في منطقة الفيلات - صيدا، بعد اغتيال القيادي في «حماس» سامر الحاج (9 اغسطس) عند مستديرة حسبة صيدا، كما فشلت في اغتيال نضال حليحل (26 أغسطس) على أوتوستراد الشماع في حارة صيدا.واستهدفتْ إسرائيل مخيم البص في منطقة صور، وكانت المرة الأولى يتم فيها قصف مخيم فلسطيني بشكل مباشر منذ بدء عملية «طوفان الأقصى». واغتالت فتح شريف «أبوالأمين»، قائد حركة «حماس» في لبنان وعضو قيادتها في الخارج، الذي سقط مع زوجته واثنين من أبنائه في منزله (1 اكتوبر الجاري).علماً أن إسرائيل اغتالت عدداً من قيادات الحركة في لبنان، أبرزهم الشيخ صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» (2 يناير 2024) في الضاحية الجنوبية لبيروت.وخارج إطار المخيمات، وللمرة الأولى، طالت عمليات الاغتيال قيادات فلسطينية لا تنتمي إلى حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«كتائب شهداء الأقصى».فقد اغتالت إسرائيل مسؤولين بارزين في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، في منطقة الكولا - بيروت (30 سبتمبر 2024)، وهم محمد عبدالعال (أبوغازي)، عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول الدائرة العسكرية الأمنية، وعماد عودة (أبوزياد)، قائد الجبهة العسكري في لبنان، إلى جانب عبدالرحمن عبدالعال، بذريعة مسؤوليتهم عن تخطيط وتنفيذ عمليات مسلحة ضد إسرائيل في الضفة الغربية.ومع هذه الاستهدافات، أعلنت القوى الفلسطينية حال الطوارئ القصوى في كل المخيمات واستنفارها العام داخلها وخارجها من الجنوب إلى الشمال، ولا سيما عين الحلوة، تحسباً لتطور العدوان على لبنان والتوغل البري.وفي الوقت ذاته، اتخذت قيادات بارزة إجراءات أمنية احترازية وبدأت تقلل من تنقلاتها واتصالاتها خشية عمليات اغتيال جديدة.