هل تزيد وفاة منتظري حدة المواجهة بين النظام والمعارضة الخضراء؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 23 كانون الأول 2009 - 6:15 ص    عدد الزيارات 813    التعليقات 0

        

 

بقلم - روبن رايت: اشتهر آية الله حسين علي منتظري بأنه رجل ايراني الديني الجريء الذي لا يهاب شيئا ففي البداية تحدى حكم الشاه السلطوي ثم واجه فيما بعد الثورة نفسها التي ساعد هو في تحريكها وتأجيجها.

والسؤال الآن في طهران: هل يؤدي موت هذا الرجل على نحو مفاجئ الى توسيع حدة المواجهة بين النظام القائم وحركة المعارضة الخضراء؟

الحقيقة ان منتظري، الذي مات عن 87 عاما، كان واحدا من مجموعة صغيرة من آيات الله العظمى في عالم الشيعة، وكان مقرراً أيضا ان يخلف آية الله العظمى روح الله الخميني كمرشد اعلى، لكن انتقاده للنظام وفر غطاء لحركة المعارضة الخضراء، وأغضب اركان النظام الديني الذي يحكمه رجال دين من مرتبة ادنى من مستواه.

فبعد انتخابات الثاني عشر من يونيو الماضي المثيرة للجدل، تشكك منتظري علنا بفوز الرئيس محمود احمدي نجاد، وحذر قوات الامن في ايران بأن الله سوف يحاسبها من اعمالها المسيئة للمحتجين المعارضين لنتائج تلك الانتخابات.

بل وفي رسالة تبحث عن الذات وجهها الى رجال الدين والمنتديات الدينية، ذهب منتظري الى حد القول ان ما يجري اليوم باسم الثورة لا يقتصر ببساطة على تغيير الاسماء والشعارات بل ويعمل للاستمرار في عمليات القمع والاساءات التي مارسها النظام السابق وقال: الجميع يعلم اني من المدافعين عن الحكم الديني لكن ليس مثل هذا النوع منه، اني اريد ان يختار الشعب نوابه ويراقب اعمالهم لكنني اشعر الآن بالخجل من الطغيان الذي يمارسه البعض باسم الثورة، ان ما نراه الآن هو حكومة بوصاية عسكرية، وليس حكومة تحت اشراف علماء دين مسلمين.



انعكاس



من الواضح ان تحول منتظري هو انعكاس مصغر لتجربة ايران الثورية ولتطوير الانقسام بين رجال الدين وحول هذا يقول شاؤول بخاش مؤلف كتاب: «عهد آيات الله»: لقد بدأ منتظري حياته كشخص راديكالي وكمهندس لنظام في الحكم يضع الكثير من السلطة في يد المرشد الأعلى، وكان ايضا واحدا من اركان الحركة الاسلامية العالمية التي التزمت بتصدير الثورة الايرانية كما تلقى ابنه محمد تدريبا مع منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، لكن ما ان حلت الذكرى السنوية العاشرة للثورة حتى بدأ منتظري ينتقد النظام بجرأة لفشله في تحقيق وعوده.

وفي هذا الاطار، ادان منتظري اعدامات المنشقين الجماعية ودعا الحكومة لتصحيح «اخطاء الماضي» وبعد فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي مؤلف كتاب «آيات شيطانية» قال منتظري محذرا: لقد بدأ انطباع العالم عنا يشير الى ان عملنا في ايران هو قتل الناس فقط، ويضيف بخاش قائلا: ثم اصبح منتظير في وقت لاحق من حياته مدافعا عن حقوق الفرد التي تم تجاهلها خلال السنوات الاولى للثورة، وأخذ يدافع عن كل شيء بدأ من حرية الصحافة الى حرية التعبير.

غير ان صراحته التي اتسمت بجرأة واضحة جعلته يعيش رهن الاعتقال المنزلي بأمر من السلطات منذ عام 1997 عندما جرى اغلاق مدرسته الدينية، كما تعرض مكتبه للهجوم مرات عدة، ووصفه حراس مدنيون دينيون مرة بانه (من هراطقة العصر) في محاولة منهم لتشويه سمعته. وغالبا ما انتشر رجال الامن السري امام بيته لمنع اي اتصال مع الخارج.

الا انه ما لبث ان بدأ باستخدام الانترنت في عام 2000 ليتراسل مع رجال دين آخرين ومع مؤيديه الساعين لنصائحه.



خصم عنيد



ولو تذكرنا منزلته الدينية الرفيعة وآراءه الواضحة لما تعين علينا الشعور بالدهشة اذا ما اصبح منتظري خصما عنيدا لمرشد ايران الاعلى الراهن علي خامنئي، الذي لم يكن لديه اي رد حقيقي عندما وصف منتظري جمهوري ايران الاسلامية بانها «ليست اسلامية ولا جمهورية» وفقا لما يقوله كريم سادجادبور من معهد كارنيجي للسلام الدولي.

والواقع ان مكانة منتظري الكبيرة ظهرت من خلال تدفق آلاف الايرانيين الى مدينة قم لدى سماعهم خبر وفاته ومن خلال هتاف مؤيديه: «منتظري، سوف نتابع مسيرتك».

يقول سادجادبور: لقد فقدت الحركة الخضراء بموته معلمها الروحي، ولا شك ان موته يشكل ضربة للمعارضة لكن يتعين الا يؤثر عليها هذا بشكل كبير لانه يمكن ان يساعدها في تأمين المزيد من المناهضين للنظام، ولاسيما اذا ما تذكرنا انه توفي في شهر محرم الذي يمثل لدى الشيعة شهر الشهادة، كما ان اسبوع الحداد بعد موته يصادف ايضا مع «عاشوراء» الذي هو اقدس يوم للحداد بمناسبة ذكرى استشهاد الحسين حفيد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتشكل كل هذه المناسبات الروحية فرصة طيبة لمؤيدي المعارضة للتجمع والاحتجاج.

ويلاحظ سادجابور قائلا: ان ما جعل منتظري متميزا بين اقرانه هو استقامته فبينما جمع الكثيرون من رجال الدين السياسيين الثروات، وسعوا من اجل التمتع بالنفوذ السياسي، ترفع منتظري عن مثل هذه المكاسب وبقي محافظا على امانته.



تعريب نبيل زلف

 


تاريخ النشر 23/12/2009

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,364,361

عدد الزوار: 7,025,438

المتواجدون الآن: 66