في الصحافة العالميّة حروب المنطقة وصعود الإسلام الجهـادي في أوروبا

 

كتب جان- بيار فيلو استاذ في العلوم السياسية: "يتركز النقاش بعد أعمال القتل في باريس على المشاكل الداخلية للمهاجرين. ولكن من الضروي لفت الانتباه الى شبكة المتطوعين للقتال في العراق التي كشفت بين 2004 و2005، والتي كان سبب ظهورها الغزو الأميركي للعراق عام 2003. فقد ساهم هذا الغزو في اضعاف الأمن في أوروبا وأوجد نوعاً من ذريعة يمكن استغلالها من اجل زعزعة الاستقرار. وساعد في ذلك الزعماء الاستبداديون العرب الذين قدموا أنفسهم امام الغرب حاجزاً وحيداً في وجه القاعدة... بشار الأسد في دمشق وعلي عبدالله صالح في اليمن زرعا باستمرار الخوف الجهادي. وفي اليمن وقفت الولايات المتحدة الى جانب علي عبدالله صالح وتخلت عن الديموقراطيين السوريين واليمنيين الذين وقفوا في الخط الاول ضد وحشية الجهاديين".

 

اجرت المجلة حواراً مع جوزف مايلا خبير العلاقات الدولية والاديان سألته فيه عن دور الحروب الشرق الأوسطية في تأجيج الهجمات الجهادية في أوروبا، فاجاب: "النزاعات الجارية في سوريا والعمليات العسكرية في العراق وعدم حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي تساهم في اثارة المشاعر وتشجع على العداء البغيض للسامية... لكن الهجمات الجهادية في أوروبا وفرنسا هي نتيجة المزج بين المشاكل النابعة من الحياة الداخلية مثل التهميش والاهمال، وساحة اخرى حيث تدور معارك حقيقية دفاعاً عن الدين. فالأشخاص المهمشون يرمون أنفسهم في ساحات أخرى حيث يعتقدون انهم سيجدون مغزى لحياتهم يعوضون من خلاله فشلهم واحباطهم. وهكذا تختفي الحدود بصورة وهمية، ويصير العنف اداة بين أيدي ابناء الجمهورية الضالين من اجل السيطرة رمزياً على عالم استبعدوا عنه".

 

كتب بيار- جان لويزار مدير الابحاث في المركز الوطني للبحث العلمي: "في الهجمات التي حصلت بين 7 كانون الثاني و9 منه، ثمة هجوم واحد استهدف الطائفة اليهودية وتبنته "الدولة الإسلامية". ويعكس ذلك رغبة هذا التنظيم الجهادي السلفي في عولمة الصراع الذي يخوضه ضد الكفار. وهدف هذه الاستراتيجية خروج التنظيم من اطاره العربي السني المحدود وظهوره منارة للجهاد العالمي".