مخاطر من تصاعد صفقات بيع لاجئين عراقيين في سوريا

تاريخ الإضافة الأربعاء 27 تشرين الأول 2010 - 6:34 ص    عدد الزيارات 794    التعليقات 0

        

مخاطر من تصاعد صفقات بيع لاجئين عراقيين في سوريا

 


 

ترجمة: د·عبد الوهاب حميد رشيد *

 

 نساء عراقيات هربهن من حرب الولايات المتحدة على العراق، يواجهن شكلاً آخر من العنف: بيعهن لبيوت الدعارة من قبل الأقارب المحتاجين بشكل يائس للمال· صعّدت دمشق ردها القانوني لمكافحة هذا النوع من الإتجار، لكن المخاطر لا زالت مرتفعة·

أم علي خائفة·· تقول أن أقاربها الذكور يريدون قتلها وبيع بناتها في زواج شكلي هو في حقيقته ترتيبات للإتجار بالجنس بتشغيل البنات في محلات البغاء بالخارج·

إنها تعيش في الخفاء، وتغير أماكن سكنها في الكثير من الأحيان· تزداد مخاوفها مع كل مرة تتسلم فيها رسالة من خلال هاتفها الخلوي· تضمنت رسالة التهديد الأخيرة من أخيها كلمتان بمعنى واضح : <العالم صغير·>

أم علي هي واحدة من جموع اللاجئين الأكثر من مليون نسمة ممن وجدوا ملجأهم في سوريا منذ دخول القوات المحتلة العراق العام 2003· غادرت البلاد العام 2006 مع زوجها وأطفالها هرباً من موجة عنف المليشيات ضد العراقيين العاملين مع الأميركيين·

بعض بنات ونساء هؤلاء اللاجئين يواجهن الإتجار بالجنس بدفع من أشخاص داخل أسرهن·· لا توجد دراسات أو إحصاءات متاحة بشأن هذه المشكلة بعينها، لكن قصصاً متداولة كثيرة من قبل العديد من الذكور تتحدث عن بيع بنات لا تتجاوز أعمارهن 13 سنة من قبل أقربائهن في سوق النخاسة باسم الزواج·

من الصعب على النساء تفادي هذه التهديدات، بخاصة عندما تأتي من داخل الأسرة·· النساء ممن يهربن من هذا الواقع- تجارة الجنس- عرضة للقتل على يد ذوي القربى من الذكور بدعوى <غسل العار!>

<المرأة العراقية تهرب من عنف الوطن وأيضاً من عنف العائلة··· المجتمع السوري ونساء مثل أم علي يدفعون ثمن الحرب الأميركية على العراق،> قالتها الطبيبة النفسانية ماري سمعان··

وأضافت: كلما عاشت إمرأة مثل أم على بالاعتماد على نفسها، فالاحتمال الأكبر أن أقاربها من الذكور يشكون بأنها تتعامل بالجنس· كثرة من هؤلاء النسوة يفتقرن إلى المهارات المهنية· الزواج من الشباب والاعتماد على الرجل طوال حياتهن هي طريقة حياتهن· إنهن يكافحن من أجل مواجهة صعوبات الحياة في غياب العائل والحامي/ الزوج في سوريا·

تقاليد قاسية التقاليد العراقية قاسية، وحسب سمعان <أية إمرأة بدون زوج أو عائلة تسهر عليها، عندئذ يُنظر إليها باعتبارها عاهرة·

رأيت بنات اغتصبن (في العراق) من قبل العسكر والمليشيات، ثم قتلن من قبل أسرهن·> ورغم تصاعد الجهود السورية لمنع الإتجار بالجنس، فإن كثرة من النساء يواجهن مخاطر كتلك التي تحاول أم علي التهرب منها·

بعد زواجها، وهي بنت الأثنى عشر عاماً من رجل يمارس الضرب والجلد معها على مدى 21 عاماً، تُريد أم على مصيراً مختلفاً لبناتها الثلاث وهُنّ في سن المراهقة·

في العراق كان يُعاملني فقط بالضرب··· في سوريا، تحول إلى ضرب الفتيات· أُريدهن أن يخترن طريقهن في الحياة، على خلاف ما حصل لي·

إنهن ذكيات يُحببن الدراسة· إذا ما كُنّ في مأمن من هذه التهديدات، عندئذ يمكنهن إنهاء المدرسة بنجاح،> وفقاً لأُم علي لوكالة أخبار المرأة·

بعد أن تُركت أم علي وحدها مع بناتها الثلاث وإبنها، فقد وجدت الفرصة لطلب الطلاق· طُردت من قبل المالك لعجزها عن دفع الإيجار· أخذت حقائبها وأطفالها الأربعة وانتقلت إلى سكن مؤقت· صارت في كل مرة عرضة لممارسة الجنس من قبل المستأجرين والمالكين، لغاية حصولها على مأوى للنساء تابع للأمم المتحدة في أواخر العام 2009· لكن خلافها مع إدارة الملجأ وضعها في الشارع مرة أخرى بعد إنذار بالإخلاء خلال 24 ساعة فقط·

تعيش أم علي وبناتها الثلاث وأبنها حالياً في شقة تحتوي على غرفة واحدة وملحق بها مطبخ وحمام صغير· وتحصل على راتب قياسي شهري من الأمم المتحدة للأسر التي ترأسها نساء والبالغ 220 دولار·· لا تستطيع تحمل حتى نفقات شراء المياه الصالحة للشرب في الصيف عندما تجف الصنابير/ الحنفيات·· فهي تدفع 177 دولار للايجار وتنفق الباقي·· أي أقل من 1.5 دولار لمعيشة خمسة أنفار في اليوم! <نحن يائسون·· لا أحد يحمينا·· والأمم المتحدة فشلت في معالجة حالتنا،> قالتها للوكالة·

تعمل سوريا على تصعيد جهودها لحماية النساء اللاجئات، مثل أم علي، ممن يتعرضن لمخاطر الخطف، الإتجار بالجنس، والبغاء القسري، في حين يُحاولن البقاء على قيد الحياة بالعيش في الضواحي المنخفضة الدخل من دمشق·

دخل هذا القانون حيز التنفيذ في إبريل/ نيسان لزيادة ضمان تدابير حماية ضحايا هذا الإتجار، علاوة على زيادة العقوبة بالسجن سبع سنوات، على الأقل، لمرتكبي ومستفيدي هذه الجرائم··

وبغية تعزيز تنفيذ القانون وتبادل أفضل الخبرات، استضافت دمشق في حزيران/ يونيو مؤتمراً عالمياً بشأن الإتجار بالبشر· ضمّ المؤتمر أكثر من 120 عنصراً من عناصر منفذي القانون والخبراء غير الحكوميين لأكثر من 50 بلداً وبالتعاون مع الانتربول منظمة الشرطة الدولية، ومقرها ليون- فرنسا·

كذلك استضافت منظمات وطنية ودولية مجموعة متنوعة من مبادرات التوعية· ففي أيلول/ سبتمبر عقد الاتحاد النسائي السوري، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان والمنظمة الدولية للهجرة ورشة عمل لمدة يومين في دمشق بغرض تكثيف تدابير مكافحة الإتجار·

<الإتجار مشكلة بصورة متصاعدة بسبب الصراعات المسلحة في منطقتنا،> وفقاً لـ Majida Qutaiet- رئيسة اتحاد المرأة في سوريا، حيث يخطط الاتحاد لفتح مركز في العام 2011 لتقديم المشورة للناجين من الاتجار والعنف القائم على الجنس· وهناك بالفعل مركز واحد من هذا النوع في مدينة حلب الشمالية ومركز آخر في دمشق·

* كاتب من العراق

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,361,529

عدد الزوار: 6,946,697

المتواجدون الآن: 68