من الصحافة الأجنبية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 4 تشرين الأول 2011 - 6:39 ص    عدد الزيارات 694    التعليقات 0

        

 

من الصحافة الأجنبية
* ليبيا بين التنافس القبلي والتدخّل الخارجي
باتريك حايمزاده...لوموند
 يؤكّد سقوط نظام معمّر القذافي قوّة زخم الثورة في البلاد العربية، لا سيّما في سوريا، لا يزال هناك الكثير الذي يتعيّن القيام به لبناء السلام· المجلس الوطني الانتقالي يعد بانتخابات، لكن عليه أن يزيل ركائز النظام البائد الواحدة تلو الأخرى، وأن يتعلّم كيف يتعامل مع القبائل، خاصّة تلك في الغرب التي لعبت دوراً حاسماً في صنع الانتصار·
ظنّ الكثير من المراقبين، أنّه في سياق ثورتي تونس ومصر، اللّتان أسقطتا في غضون بضعة أسابيع حاكمان مُطلقا السلطة، أن الأمر سيكون سيّان مع الانتفاضة الليبية التي اندلعت في 17 شباط/ فبراير 2011· وأمام الصور التي كانت تُبثّ باستمرار من قبل كافة القنوات الفضائية، عن ثوار برقة (الشرق الليبي) الذين انطلقوا في بداية آذار/ مارس في شاحناتهم الصغيرة على الطريق الصحراوية باتّجاه الغرب، لم يمكننا سوى التأثّر، في الواقع، بحماسة وشجاعة هؤلاء الذين كانوا يؤكّدون باعتزاز على قدرتهم على <تحرير> طرابلس خلال يومين·
مع ذلك، وبعد أكثر من ستّة أشهر من الحرب الأهلية، وثمانية آلاف عملية قصف نفّذها حلف شمال الأطلسي، لم تسجّل جبهتا البريقة ومصراته سوى تطوّراً ضئيلاً· والتحرّكات الحاسمة على الصعيد العسكري التي أدّت إلى سقوط طرابلس الغرب خلال بضعة أيام لم تأتي من سكّان الشرق، بل بشكل أساسي من سكّان بعض المدن الغربية بقيادة قبيلة عربية كبيرة من جبال الغرب (جبل نفوسة): هي الزنتان·
بغيّة فهم خصوصيّات هذه الحرب الأهلية والتحديات الضخمة لحقبة ما بعد القذّافي، يجب العودة أوّلاً إلى الميّزات الأساسية لنظام القذّافي القائم منذ 42 سنة· إذ كان نظام السلطة في <الجماهيرية> يرتكز على ثلاث مصادر للشرعية: ثوريّة وعسكرية وقبلية· وقد سمحت تلك الركائز الثلاث بتأمين استمرارية النظام طويلاً، وظلّت تعمل خلال الأشهر الستّة التي استتبعت اندلاع الانتفاضة، وإن على نمط متداعٍ·
ثلاث مصادر للشرعية أوّل هذه الركائز هو اللجان الثورية، التي يمكن تشبيهها بأحزاب البعث في عراق صدّام حسين وسوريا الأسد· إذ يُفترض بهذه اللّجان المتواجدة داخل كافّة تركيبات الدولة والشركات الكبرى، أن تكون الضامنة للعقيدة الجماهيرية ولتعبئة الحشود، وفق نموذج الحرس الأحمر الصيني أو حرّاس الثورة الإيرانيين· وكان الأعضاء المختارين لتلك اللجان، الذين يصل عددها إلى ثلاثين ألفاً، يتمتّعون بترقيات وعلاوات ماديّة· وهم الذين تدخّلوا في بنغازي لقمع التظاهرة الأولى في 15 شباط/فبراير 2011، الأمر الذي تسبّب بعد يومين باندلاع الثورة·
وكانت اللّجان الثورية تعتمد على ميليشيات مختلفة متواجدة في مجمل أنحاء البلد، جمعت تحت التسمية العامة: <للحرس الثوري>· وقد لعب هؤلاء الرجال المسلّحون الذين يتحرّكون باللباس المدني، دوراً رادعاً وحتّى قمعياً، حتّى انتصار الانتفاضة·
ثانياً، هناك حرس الرئيس الُمكلّف بحماية العقيد القذّافي وعائلته، الذي كان يُقدّر عديده قبل الثورة بخمسة عشر ألف شخص، موزّعين على ثلاث كتائب يقال لها الكتائب الأمنية (منها كتيبة بنغازي التي تشتّتت منذ الأيام الأولى، إنّما الذي انكفأ عدد كبير من كوادرها وجنودها إلى طرابلس)، وثلاث ألوية مختلفة الأسلحة· انتمى أعضاء تلك الوحدات بشكل رئيسي إلى القبيلتين الأساسيتين في وسط وجنوب ليبيا، المعروفتين بولائهما للنظام (القذاذفة والمقارحة)· وكانوا يتمتّعون بالكثير من الامتيازات المالية أو العينيّة (كالسيارات أو الرحلات إلى الخارج)· تلك الوحدات هي التي حاربت حوالي ستّة أشهر على الجبهات الثلاث (البريقة، مصراته، وجبل نفوسة)، والتي تدخّلت بانتظام في المدن الطرابلسية (الزاوية، صبراتا، زوارة) لقمع بدايات الثورة في شباط/فبراير وآذار/مارس· كان الإبن الأصغر للعقيد القذّافي، خميس، هو الذي يقود إحدى الألوية الثلاث على جبهة مصراته؛ في حين كان شقيقه الأكبر، معتصم، يترأس لواءاً آخر·
أخيراً، بقي الشعور بالانتماء القبلي عنصراً أساسياً· خلال السنوات الأولى لليبيا الثورية، من العام 1969 إلى العام 1975، لم يأتِ النظام على ذكر القبائل· لكن في العام 1975، أعاد <الكتاب الأخضر> لها اعتبارها، مخصّصاً لها فصلاً كاملاً [1]· وستصبح بعد ذلك عنصراً لا يمكن فصله عن الزبائنية التي تصبّ في قلب آليّة النظام· الأمر يقضي بتوزيع المنّة النفطية، مع الحرص على احترام التوازنات بن القبائل والمناطق، خوفاً من تهديد السلم الاجتماعي وحتّى وحدة البلاد·
 لا تشكّل القبيلة الليبية المعاصرة أبداً تركيبة أحادية أو هرمية التنظيم، بل هي أشبه في زمن السلم بشبكة تضامنية مرنة، تسمح بالحصول على موارد أو مناصب، كما تمكّن وجود استراتيجيات شخصية أو جماعية· هكذا يؤمّن الانتماء إلى قبيلةٍ ما، بحسب تقارب أو تخاصم أحد أعضائها مع الأمير، إمّا الامتيازات، أو يشكّل، على العكس، عائقاً· فقد تمتّع سكّان مصراته مثلاً [2] - العائلات الكبرى المقيمة في المدن، بالرغم من عدم تشكيلها قبيلة بالمعنى الصرف للكلمة [3] - بحظوة لدى السيد القذّافي حتى العام 1975· ثم، بسبب خلافات شخصيّة وعقائدية مع العقيد عمر المحيشي، أحد رفاقه في بدايات الدرب، والذي كان ينتمي إلى مصراته، قطع القائد تحالفه معهم ليتوجّه إلى أخصامهم التاريخيين الورفاله، الذين ينتمون إلى بني وليد· منذ ذلك الحين، تمّت إزاحة سكّان مصراته عن المناصب الحسّاسة (حرس الرئيس، الأجهزة الأمنية) وأُحيلوا إلى مناصب تكنوقراطية·
في زمن الحرب، يمكن أن تشكّل القبائل أداة تعبئة فعّالة، بشكل خاص في المناطق الريفية وفي المدن، حيث تجتمع كلّ مجموعة من السكّان تنتمي إلى ذات المنطقة في حيّ واحد· هنا أيضاً، تتقسّم هذه القبائل إلى عشرات المجموعات المتفرّعة، لدى كلّ واحدة منها شيخها الخاص·
هكذا شهدنا مع بداية الصراع تصريحات من المعسكرين عن حصولهما على ولاء شيوخ ينتمون إلى القبيلة نفسها: مثلاً، أقسم بعض أعضاء قبيلة القذاذفة المقيمين في بنغازي الولاء للمجلس الوطني الانتقالي، لكنّهم امتنعوا عن الالتزام عسكرياً إلى جانبه· إذاً لا تعني كثيراً تلك اللوائح التي عرضتها الصحافة في بداية الصراع عن أسماء القبائل المتحالفة مع المجلس الانتقالي أو تلك التابعة للسيّد القذّافي·
في وسط وغرب وجنوب البلد، لم تنتفض المناطق الريفية والمدن التي تسكنها غالبية من أعضاء القبائل الكبرى المتورّطة جداً مع نظام القذّافي· وبعضها زوّد النظام بالمحاربين ورجال الميلشيات· وهذه بشكلٍ خاص هي حال مناطق بني وليد معقل الورفاله، وترحونا معقل الاتّحاد القبلي المهمّ لأعضاء قبيلة ترحونا، وسرت معقل القذاذفة، وفزّان معقل القذاذفة والمقارحة والحساونة والطوارق (الذين تمّ تجنيدهم ودفع الأجور لهم من قبل النظام منذ زمن طويل)، وكذلك تاورغا التي يبدي سكّانها حذراً قديماً إزاء سكّان مصراته القريبة جداً، أو حتّى غدامس، عند الحدود الجزائرية، التي ظلّ معظم سكّانها من قبيلة الجارامنة أوفياء حتّى الآن للسلطة·
في ما يتعلّق بالعاصمة طرابلس، يمكن تفسير غياب انتفاضة عامّة إلى حين وصول المحاربين من المدن <المحرّرة> في الغرب، بعاملين: هناك من جهة كثافة الجهاز الأمني والقمعي؛ ومن جهة أخرى التركيبة الاجتماعية للمدينة· إذ على عكس بنغازي، حيث سمح تآزر القبائل الكبرى في منطقة برقة الشرقية الذين تشاركوا في رفضهم للسلطة، بالعمل موحّدين، نصف سكّان طرابلس أعضاء في القبائل الكبرى التي تنتمي إلى مناطق بن وليد وترهونة وفزّان، ويرتبط مصيرهم بشكلٍ وثيق بمصير نظام القذّافي، في حين يتألّف النصف الثاني من أعضاء في قبائل صغيرة أو أبناء المدينة الذين لا يشكّلون مجموعات كبيرة قادرة على التحوّل إلى هيكليات تعبئة وحرب·
مجلس انتقالي لا يمثّل كثيرين <القطيعة التكتيكية> التي كان يتمّ الإعلان عنها طوال خمسة أشهر على أنّها ستأتي سريعاً على جبهات البريقة ومصراته من قبل الناطقين الرسميين باسم المجلس الوطني الانتقالي ومنظمة حلف الأطلسي، نفذّتها في نهاية المطاف قبيلة الزنتان العربية القوية، والتي لم تكن تحصي أكثر من 3000 محارب في بداية آيار/ مايو· وتكمن إحدى مفاتيح نجاحها في قدرتها على الاندماج بالتقاليد الليبية، التي تقضي بتغليب الطابع المحلّي على المناطقي، والمناطقي على الوطني، أي أنّه يعود إلى السكّان المنتمين إلى كلّ منطقة أو مدينة أن يقوموا بمعركتهم للتحرير· وقد حرص الزنتان، رأس حربة ومشجّعو الانتفاضة في الغرب، في الواقع على تجنيد وتشكيل وتجهيز كتائب تنتمي إلى المدن التي يجب تحريرها (الزاوية وصرمان وغريان)، وقد قادت فيما بعد الهجوم المتزامن على تلك المدن الثلاث·
عبثاً يحاول الناطقون باسم حلف الأطلسي والمسؤولون السياسيون الفرنسيون والبريطانيون الإشادة بالدور الحاسم الذي لعبته عملياتهم للقصف، إذ لم يأتِ التقدّم الحاسم الذي كان يتم الإعلان باستمرار عن حصوله على جبهتي البريقة ومصراته، ولا التفكّك المرتقب للنظام بفضل قصف المواقع الاستراتيجية في طرابلس أو مقرّات العقيد القذّافي وعائلته، بالتأثير الحاسم لمسار الحرب·
إعادة التوازن هذه نحو الغرب للواقع العسكري لانتفاضة حقّقت انتصاراتها أوّلاً لجهة الشرق، باتت تطرح مسألة الصفة التمثيلية الفعلية للمجلس الانتقالي الوطني، الذي لا يضمّ حالياً في صفوفه مسؤولين عن هذه الانتفاضة المنتصرة في الغرب· بتعبيرٍ آخر، يجب على المجلس الانتقالي، في حال أراد أن يستمرّ بالتباهي بصفة <الممثّل الشرعي للشعب الليبي>، التي تمّ الاعتراف له بها منذ شهر آذار/مارس من قبل فرنسا وبريطانيا، أن يلجأ بسرعة إلى تخصيص تمثيل سياسيّ إلى ثوّار الغرب، يتلاءم مع دورهم العسكري الأساسي في الانتصار النهائي، وإلاّ شهدوا على ظهور بنى مستقلّة في الغرب·
للخروج من الحرب، يُفترض بالآليات التقليدية البدوية للتوسّط والتفاوض، أن تلعب دوراً أساسياً· فإن كانت بعض القبائل قد قدّمت دعمها للقذّافي لفترة طويلة، فلا شيء ثابت في التقليد البدوي، حيث تتغلّب ذرائعية ومصلحة المجموعة في غالبية الأحيان على منطق الشرف الذي تشدّد عليه التصويرات الكاريكاتورية أحياناً لتلك المجتمعات في الغرب· وتقضي المصلحة العامّة في تصدير النفط بسرعة، وتوزيع أرباحه وفق نمطٍ شفّاف ومتوازن بين المناطق؛ ما يمكنه أن يلعب أيضاً دوراً في استقرار الأوضاع، شرط أن تحرص السلطة الجديدة على منح المناطق والمدن إستقلالية كبيرة في إدارة شؤونها العادية·
سيشكّل الخروج من الحرب الأهلية إذاً تحدّياً فعلياً، في بلدٍ أصبح فيه السلاح متداولاً ولا يتمتّع بأيّة ثقافة سياسية، وحيث لا يزال الطابع المحلّي فيه غالباً على المصلحة الوطنيّة.
 
* احتلال الناتو لليبيا توقّف عند حدود العاصمة
ترجمة عبد الوهاب رشيد*
 لا أحد يعرف، في الواقع، ماذا يجري في الصحراء· جدول الأعمال الحقيقي لحلف هو الانتظار·· هذا في الوقت الذي يقوم القذافي بإعادة تجميع قواته وإعادة تسليحها في النايجر وجنوب الجزائر، والبدء بحرب العصابات· وبذلك ستتوفر للناتو ذريعة مثالية للبقاء في ليبيا·· كما هو الحال في أفغانستان·
هناك أيضاً مسألة ليست بسيطة، تشمل مئات وربما آلاف الأفارقة ممن تعرضوا للانتهاكات أو الذبح على أيدي متمردي الناتو·· وهذا ما يضمن تأييداً واسعاً من الأفارقة جنوب الصحراء الكبرى لدعم نشاط القذافي·
مع توقع توسيع/ تمديد الناتو لمتعته/ مهزلته، فلا عجب من عدم اهتمام عشاق الانلكو فرنسي بقول مضيفهم <جليل> برمي ليبيا العلمانية إلى المزبلة، لتصبح (الشريعة <الإسلامية> المصدر الرئيس للقانون)·
سبب آخر يجعل الغرب يقظاً vigilant هو توقع المعارك الرئيسة القادمة·· وبالعلاقة مع علي ا- سلبي Ali as-Salabi- المتشدد <الإسلامي> إلى جانب يوسف القرضاوي·· الحرب بدأت بالفعل ضد رئيس وزراء المجلس الليبي TNC - محمود جبريل·· تعريف سلبي لـ جبريل بأنه وجماعته من <المتشددين العلمانيين الذين يقودون ليبيا نحو حقبة جديدة من الاستبداد والدكتاتورية·
منظمة القاعدة تقدم بلحاج - الذي يقود آلاف المتمردين المسلّحين حتى أسنانهم- الحليف المقرب جداً من سلبي·
ليس هناك من دليل بأن المجلس الليبي TNC لديه القوة لنزع الأسلحة الحالية·· فعلى غرار النموذج العراقي، بدأ جحيم المليشيات في طرابلس وخارجها· لن يحرك المجلس الليبي ساكناً أزاء هذا التسلح، ومنظمة الناتو ستقبل هذا الواقع بسعادة·
?في هذه الحالة، هل تميل الرهانات إلى عدم تحول ليبيا·· التحول نحو نموذج أفغانستان··؟? التحول نحو النموذج العراقي··؟? لكن القادم، ربما، هو النموذج الصومالي·
نهاية اللعبة؟
·· إرسال مشاة البحرية الأميركية وتحويل طرابلس إلى فلوجة··
بل حتى باراك اوباما قد يفوز في انتخابات العام 2012 في سياق هذا النموذج·· هذه الألعاب والمهازل المأساوية·· مجرد بداية··
لننتظر كَمْ من الوقت·· سينتظر الملك <ساركو> و <الصغير ديفيد> ليكررا? تمثيلية النصر·· وفي إطار أي نموذج: طرابلس·· كابول··
بغداد·· أم·· مقديشو!؟
* كاتب عراقي·

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,501,442

عدد الزوار: 7,030,874

المتواجدون الآن: 78