أردوغان: سوريا لا تتعامل بصورة إنسانية ولن نسمح بحماة أخرى

بعد أن بات يتعين على أنقرة الاهتمام بانتفاضات الشعوب في المنطقة السياسية الخارجية الجديدة لتركيا تجاهد لمواكبة الربيع العربي

تاريخ الإضافة السبت 11 حزيران 2011 - 6:57 ص    عدد الزيارات 2360    القسم دولية

        


 

بعد أن بات يتعين على أنقرة الاهتمام بانتفاضات الشعوب في المنطقة السياسية الخارجية الجديدة لتركيا تجاهد لمواكبة الربيع العربي
أشرف أبو جلالة من القاهرة
يركز حزب العدالة والتنمية التركي منذ وصوله إلى سدة الحكم في العام 2002 على منع وجود مشاكل مع دول الجوار، فيما تسعى أنقرة لاتباع سياسة جديدة في تعاملاتها الخارجية لتكون متواكبة مع الثورات العربية وغير متعارضة معها.
بينما يتحضر الأتراك للانتخابات العامة المزمع إجرائها في الثاني عشر من الشهر الجاري، تسبب الصعود النيزكي لتركيا باعتبارها قوة إقليمية في جذب اهتمام العالم. وتوقعت مجلة فورين بوليسي الأميركية أن تعمل الانتفاضات التي اجتاحت العالم العربي مؤخراً وأبرزت وتحدت هذا الاتجاه، وكذلك الطريقة التي تفاعلت من خلالها تركيا مع تلك الأحداث، على فعل الكثير لتحديد هويتها الدولية على مدار سنوات قادمة.
وقالت المجلة إنه منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم عام 2002، وهو يرتكز على سياسة "انعدام المشاكل" مع دول الجوار، في محاولة لتسوية النزاعات طويلة الأمد والتأكيد على التعاون عن طريق المواجهة. وأطلق الحزب سياسة تقارب مع سوريا ودول عربية أخرى، وهو ما أسفر عن تحسن العلاقات التركية – السورية بصورة كبيرة، وكانت البداية عام 2003. ورأى حزب العدالة والتنمية أن تأسيس علاقات مع الشعوب المسلمة حول تركيا سوف يمنح أنقرة القوة الناعمة.
لكن الخطة التي وضعها الحزب في هذا الاتجاه كانت تعاني من ثمة خلل، هو أن أنقرة لم تكن توسِّع من نطاق علاقاتها مع الشعوب في بلدان غير ديمقراطية مثل سوريا وليبيا، بل كان تحرص على فعل ذلك مع قادة متوحشين من أمثال بشار الأسد ومعمر القذافي. لكن مع نجاح الربيع العربي في الإطاحة ببعض الطغاة، لم يعد يتعين على تركيا فحسب أن تراعي علاقاتها بالحكام المستبدين، بل أن تهتم كذلك بالانتفاضات الشعبية التي تتحدى هؤلاء الحكام. وهنا، شددت "فورين بوليسي" على أن الطريقة التي سيتعامل من خلالها حزب العدالة والتنمية مع هذا اللغز سيكون الموضوع المحدد لسياسة تركيا الخارجية بالنسبة لحكومة البلاد المقبلة.
وتابعت المجلة بقولها إن سوريا تمثل حالة اختبار هامة، سيما وأن أنقرة لم تطلب من الأسد حتى الآن سوى الإصلاح، وليس التنحي، رغم قتله أكثر من 1200 من مواطنيه، طبقاً لما ذكرته منظمات تعمل في حقوق الإنسان. لكن المجلة أوضحت أن تركيا بدأت تتحرك تدريجياًَ صوب دعم الشعب السوري. فقد سهَّلت الحكومة التركية في البداية إقامة مؤتمر صحافي للمعارضة السورية في أسطنبول، وهناك أدان قادة جماعة الإخوان المسلمين السورية نظام الأسد. ثم عقدت المعارضة السورية في الأول من حزيران / يونيو الجاري مؤتمراً في مدينة أنطاليا بشمال تركيا، حيث اجتذب هذا المؤتمر دعماً كبيراً من المجتمع المدني التركي وعُقِد تحت حماية الدولة.
ثم مضت المجلة تؤكد أن تدليل تركيا لنظام الأسد لم يكن عملاً خيرياً، بل كان لمصلحة ما. فحين كان يتطلع حزب العدالة والتنمية عام 2003 لأن يمد النفوذ التركي باتجاه الشرق – كانت سوريا – بما تحظي به من نفوذ بين اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين – بمثابة البوابة المنطقة التي يمكن الانطلاق من خلالها. وكان يبدو وقتها أن القيادة السورية تمسك جيداً بزمام الأمور على الصعيد الداخلي، لكنها كانت تحت وطأة ضغوط دولية كبيرة نابعة من الاشتباه في تورطها باغتيالات سياسية في لبنان، واستضافتها لحركة حماس، وتدفق المقاتلين الأجانب من أراضيها لمهاجمة القوات الأميركية في العراق. وقد أمدت تركيا في تلك الفترة نظام الأسد بالإغاثة السياسية والاقتصادية التي كان في أشد الحاجة إليها، وساعدته على الخروج من عزلته الدولية وجذب الاستثمارات الأجنبية التي كان بحاجة إليها.
ثم مضت المجلة تقول إن التقاء المصالح هذا قد أصيغ بشكل رسمي من خلال أول زيارة يقوم بها رئيس سوري إلى تركيا في كانون الثاني/ يناير عام 2004 والتوقيع على معاهدة شراكة إستراتيجية بين البلدين نهاية هذا العام. وقالت المجلة في السياق عينه إن الانتفاضة التي تشهدها سوريا حالياً أدت لوقت تلك الشراكة الإستراتيجية المزدهرة.
وأوضحت المجلة أن آخر محاولات تركيا للمساعدة في تنظيم صفوف المعارضة تعكس أيضاً رغبة لا لبس فيها لأن تكون صانعة قرار سياسي في المشهد السياسي السوري الداخلي وفي بلاد الشام على حد سواء. ورأت فورين بوليسي في ختام حديثها إن تركيا تتمتع بنفوذ كبير لدى سوريا، على عكس الولايات المتحدة وأوروبا وباقي القوى الإقليمية، وتحظي بوضعية فريدة لتصميم "هبوط سهل" للانتفاضة الحالية. لكنها قد تفقد الشعوب العربية وحكامها، إذا راهنت على الحصان الخطأ.

 

 

 

أردوغان: سوريا لا تتعامل بصورة إنسانية ولن نسمح بحماة أخرى
الجمعة، 10 حزيران/يونيو 2011،
أردوغان قال إن النظام السوري لا يتصرف بطريقة إنسانية حيال الأوضاع
أنقرة، تركيا (CNN) -- قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إنه اتصل بالرئيس السوري، بشار الأسد، قبل 4 أو 5 أيام، لمناقشة الوضع في سوريا، مضيفاً أن الإدارة السورية لا تتعامل مع الوضع بصورة إنسانية.
وقال، في حديث لقناة "إيه تي في" الخاصة الخميس، إن الوضع في سوريا ليس كالوضع في ليبيا بالنسبة لتركيا، فهو أقرب ما يكون إلى وضع داخلي، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول.
وقال: "لدينا حدود مع سوريا تمتد مسافة 800-900 كيلومتر.. ولا يمكننا أن نغلق أبوابنا أمام السوريين الذين يحاولون النجاة من العنف.. ولكن إلى متى سنظل فاتحي الأبواب، هذا سؤال آخر."
وتابع قائلاً إنه علم أن نحو 2500 سوري على وشك الدخول إلى تركيا، وأنه تحدث مع الأسد قبل أربع أو خمسة أيام، غير أن الإدارة السورية لا تتصرف بطريقة إنسانية.
وتابع يقول إن مجلس الأمن الدولي يعمل على قرار بشأن سوري، ولمواجهة العنف، لا يمكننا الاستمرار بدعم سوريا,, فلدينا أقارب هناك.
وكانت العلاقات التركية السورية قد أخذت تشهد توتراً ملحوظاً مؤخراً، بلغت حد استضافة مدينة أنطاليا التركية مؤتمراً للمعارضة السورية.
وهذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها أردوغان النظام السوري، فقد سبق له أن انتقده "لاستخدام العنف والقتل لقمع الاحتجاجات في سوريا"، الأمر الذي دفع صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطة إلى شن هجوما على موقف تركيا من الحركة الاحتجاجية في سورية، معتبرة أن رد فعل تركيا كان "متسرعا وارتجاليا."
ونقلت صحيفة أخبار العالم التركية الناطقة بالعربية على موقعها على الإنترنت عن أردوغان قوله: "إن تركيا لا يمكن أن تقبل بحماة أخرى."
من ناحية ثانية، كشف وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، من العاصمة الإماراتية الخميس أن عدد السوريين اللاجئين إلى الأراضي التركية هرباً من الأحداث الدامية في بلادهم ارتفع إلى 2400 شخص، وقال إن موقف أنقرة واضح بضرورة حصول إصلاح في سوريا، وأن مطالب الشعب "محقة."
وقال داود أوغلو، في مؤتمر صحفي على هامش اجتماع لجنة الاتصال حول ليبيا في أبوظبي: "نحن بحاجة للإصلاح في سوريا، وقد حان الوقت للتصرف بشكل أكثر حزماً على طريق الإصلاح."

المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,655,308

عدد الزوار: 6,959,456

المتواجدون الآن: 63