تقارير ...تقرير عن «التوازن الخليجي العسكري للعام 2012»: 5 قوى تمسك بالمنطقة.. و«عدم التكافؤ» يربك أميركا..ما بعد الضربة.. أخطر من الضربة نفسها!

دراسة إسرائيلية: "حزب الله" سيخوض المواجهة المقبلة مع إسرائيل تنفيذاً لقرارات إيران لحماية الأسد...ثروة نجلي عباس مثار جدل في المجتمع الفلسطيني...نساء المناطق العشوائية في القاهرة بين وعد «الرئيس» و الجهود الذاتية...ضياع العرب بين عروبة وإسلام: من المسؤول؟ II...أوباما يلهث خلف الصوت اليهودي: نافذة السلام مع الفلسطينيين أُغلقت!

تاريخ الإضافة الجمعة 8 حزيران 2012 - 6:16 ص    عدد الزيارات 1977    القسم دولية

        


 

فورين بوليسي: ثروة نجلي عباس مثار جدل في المجتمع الفلسطيني
موقع إيلاف..أشرف أبو جلالة            
اتَهم مسؤولون فلسطينيون محمد رشيد أحد المستشارين الاقتصاديين لعرفات باختلاس أموالاً عامة، ومن المنتظر أن تبدأ محاكمته اليوم. وبينما يواجه رشيد تلك الاتهامات فإنه يزعم أن عباس تحصل على 100 مليون دولار من خلال مكاسب غير مشروعة.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: طرحت مجلة فورن بوليسي الأميركية تساؤلات حول ثرورة أبناء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، موضحة أن تضخم ثروات نجلي الرئيس يثير المزيد من علامات الاستفهام بشأن الطريقة التي نجحوا من خلالها في الحصول على كل هذه الأموال، وهو ما جعل المجلة تتساءل عمّا إن كانوا حققوا ذلك على حساب المواطنين الفلسطينيين أو إنهم جمعوا كل هذه الثروات من خلال دافعي الضرائب الأميركيين.
لفتت المجلة في هذا الإطار إلى الجدل الذي أثير أخيرًا بشأن ثروة الرئيس محمود عبّاس نفسه، خلال التحقيق الذي يجري مع محمد رشيد، أحد المستشارين الاقتصاديين للرئيس الراحل ياسر عرفات، في قضية فساد كبرى. حيث اتَهم مسؤولون فلسطينيون رشيد، في الشهر الماضي، باختلاس ملايين الدولارات من الأموال العامة، ومن المنتظر أن تبدأ محاكمته في هذا الخصوص اليوم الخميس السابع من حزيران/ يونيو.
 ووفقاً لمستشار فلسطيني سابق، فإن عباس يحمل ضغينة ضد رشيد منذ محادثات السلام التي عقدت في آخر أيام الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون. فإلى جانب اختلافه معه بشأن الطريقة، التي كان يدير من خلالها المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، فإن عباس كان يمقت رشيد أيضاً لأنه كان كردياً عراقياً – وليس حتى فلسطينياً – ويحظى بثقة عرفات، وكان واحداً من المقربين إليه، وهو ما ولّد غيرة بينهما.
وبينما يواجه رشيد تلك الاتهامات الآن، فإنه بدأ يردد بعض المزاعم التي تتحدث عن أن عباس نفسه تحصل على 100 مليون دولار. لكن مطاردة رشيد على هذا النحو جاءت لتلقي الضوء من جديد على نجلي عباس، ياسر وطارق، التي أضحت مثاراً للجدل في المجتمع الفلسطيني منذ العام 2009 على الأقل، حين نشرت رويترز أولاً سلسلة مقالات ربطتهما بصفقات عدة، منها عدد قليل تم تدعيمه بأموال دافعي الضرائب الأميركيين.
ومضت المجلة تقول إن ياسر، الابن الأكبر، الحاصل على شهادة في الهندسة المدنية من جامعة واشنطن عام 1983، ويحمل جوازي سفر، أحدهما فلسطيني والآخر كندي، سبق له العمل لدى مجموعة من شركات المقاولات في الخليج في الفترة من ثمانينات وحتى منتصف تسعينات القرن الماضي، قبل أن يعود إلى رام الله عام 1997، لبدء أعمال تجارية خاصة به. وهو إذ يمتلك الآن شركة يطلق عليها "فالكون للتبغ"، يقال إنها تحتكر بيع سجائر أميركية الصنع في الأراضي الفلسطينية.
وكما ذكرت صحيفة تورنتو ستار الكندية أيضاً، فإن ياسر يترأس كذلك مجموعة فالكون القابضة، وهي عبارة تكتل لشركات فلسطينية عدة. وأفاد تقرير خاص بوكالة رويترز بأن نجاح ياسر العملي ناتج من دعم الولايات المتحدة له، حيث تبين أن شركة ياسر تحصلت على مبلغ قدره 1.89 مليون دولار من وكالة المعونة الأميركية عام 2005، لبناء نظام صرفي صحي في بلدة الخليل الموجودة في الضفة الغربية.
ومن خلال الأعمال التي تقوم بها شركة فالكون، نوهت المجلة بأن ياسر سبق له أن تباهى في مقابلة أجراها مع مجلة إماراتية عام 2009 بقوله إن عائدات الشركات الإجمالية تقدر بحوالى 35 مليون دولار سنويًا. لكن مجموعة شركات فالكون ليست كل شيء بالنسبة إلى ياسر، حيث تم إدراجه من جانب إحدى المؤسسات، التي تعنى بحفظ قواعد بيانات المعلومات المالية، باعتباره رئيساً لشركة المشرق للتأمين، التي يوجد لديها 11 مكتباً في كل أنحاء الأراضي الفلسطينية. ولفتت فورين بوليسي إلى أن قيمة الشركة في البورصة الفلسطينية تقدر بـ 3.25 مليون دولار.
وأخيراً، اتضح أن ياسر يعمل أيضاً كعضو منتدب لشركة مشروع الخيار الأول لإدارة البناء، التي يقول موقعها الإلكتروني، إنها نفّذت عددًا كبيرًا من مشروعات الأعمال العامة، كتشييد طرق ومدارس، نيابةً عن السلطة الفلسطينية. ويعمل لدى الشركة ما لا يقلّ عن 15 موظفاً في مكاتب في عمان وتونس والقاهرة ومونتنغرو ورام الله. وأفاد تقرير آخر بثته وكالة أنباء رويترز أن تلك الشركة تحصلت على مبلغ يقدر بحوالى 300 ألف دولار من وكالة المعونة الأميركية بين 2005 و2008.
أما طارق فيبدو أقل ميلاً من شقيق الأكبر، ياسر، إلى الانخراط في الجانب السياسي للقضية الفلسطينية، لكنه طموح مثله تماماً في عالم المال والأعمال. وتشير سيرته الذاتية على شبكة الإنترنت إلى أنه يسير على خطى شقيقه الأكبر، حيث سبق له العمل في شركات المقاولات الخليجية نفسها، وكذلك في شركة للتداول في تونس أوائل التسعينات.
وها هو الآن يبدو واحداً من أنجح المقاولين. ونوهت المجلة بأن مشروعه الرئيس، وهو شركة سكاي أدفرتايزنج، يعمل فيها 40 موظفاً، وسبق لها أن حققت مبيعات سنوية بقيمة 7.5 مليون دولار عام 2010. وأفاد تقرير لرويترز ضمن هذا السياق بأن الشركة سبق لها أن تحصلت كذلك عام 2009 على منحة تقدر بحوالى مليون دولار من وكالة المعونة الأميركية لتعزيز الرأي العام الأميركي في الأراضي الفلسطينية. كما يعمل طارق كنائب لرئيس مجلس إدارة "مراكز التسوق العربية".
 
نساء المناطق العشوائية في القاهرة بين وعد «الرئيس» و الجهود الذاتية
الحياة...القاهرة – أمينة خيري
يمكن الأبجدية أن تكون واحدة، وربما تتّسم بطاقة الرقم القومي (الهوية) بخلفية واحدة، ويمكن أن يكون المكتب الذي يصدر شهادات الميلاد والوفاة واحداً، لكن شتّان ما بين العالمين. قد لا يفصل بينهما سوى شارع واحد، وقد يتداخل الاثنان، أو يتعايشان تعايشاً سلمياً، ولكن إلى حين.
نحو 85 منطقة عشوائية تطوّق القاهرة تطويقاً منذ سنوات. ومنذ سنوات، والدراسات تصدر، والتصريحات تنهال، والهمم تُشحذ، والوعود تتدفق، وفجأة يعود كل شيء إلى ما كان عليه، فتنغمس العشوائيات في عشوائيتها، وتغرق الأحياء الراقية والمتوسطة في تفاصيل حياتها اليومية. لكن الحزام الناسف المحيط بالعاصمة، ومثله يحيط ببقية المدن الكبرى، لم يعد يلوح بالانفجار، بل بدأ ينفجر بالفعل، إلّا أن فاعليات الثورة المستمرة وجهود المرحلة الانتقالية المتعثرة لا تزال تحجب الرؤية عنه.
لكن الرؤية واضحة تماماً في عيني نسمة ابنة إحدى العشوائيات التي تحكم قبضتها على حي مصر الجديدة الراقي في شرق القاهرة. نسمة (28 عاماً) تزوجت قبل أشهر، بيت الزوجية هو الغرفة التي كانت مخصصة لأشقائها الذكور قبل أن تتزوج. وحين هدّد العريس بفسخ الخطبة لعدم توافر إمكانات مادية تتيح له استئجار شقة، ورفض والد نسمة المساعدة بحكم كونه عاطلاً من العمل ولا يملك سوى مصروفه الذي يتقاضاه عنوة من زوجته العاملة في النظافة، قررت الأم إنقاذ الزيجة بهذه الطريقة.
تنتظر نسمة وصول مولودها الأول، لكنه انتظار مزرٍ. فهي ورثت عن والدتها مهنة عاملة النظافة، وزوجها ورث عن الكثير من شباب المنطقة ورجالها سمة البطالة. فهو يتنقل من مهنة سائق ميكروباص أجرة إلى عامل باليومية ثم يعود أدراجه إلى المقهى ليجلس مع حماه وأصدقائه يحتسون الشاي وأشياء أخرى ويسدّدون الفاتورة من عمل الزوجات والأمهات والبنات.
وتقول نسمة التي أتمت تعليمها الإعدادي ثم انضمت إلى والدتها في سلك العمل المنزلي لتوفير مصروف البيت، إنها تتمنى في قرارة نفسها لو لم تكن ولدت من الأصل، وتقول: «لولا أن الانتحار حرام، لكنت تخلصت من حياتي»، وتضيف: «سألد ابني في بيت والدتي، وسيعيش في فقر وحرمان وجهل. وسأستمر في العمل في مهنة دونية كي أنفق عليه وعلى زوجي، وربما على أبناء آخرين أنجبهم في المستقبل. وهو على الأرجح سيتزوج هنا، وسينجب في الغرفة نفسها التي لا يدخلها الهواء أو الشمس لعدم وجود نافذة فيها».
والحقيقة أن المشكلة في مسكن نسمة لا تقتصر على عدم وجود نافذة في الغرفة، فالقائمة طويلة، مياه الصرف الصحي «تطفح» داخل البيت بمعدل مرّتين في الشهر بسبب تداخل أنابيب الصرف الصحي، ومياه الشرب لعشوائية البنية التحتية، وحمام الجيران في الطبقة العلوية يؤدي إلى تسرّب مياه في الجدران، ويكاد أن يهدم السقف لعشوائية البنية الفوقية، ونافذة الشرفة لا تكاد تفتح لأن المسافة بينها وبين الشرفة المقابلة أقلّ من متر، وتابعة لمصنع بلاسيتك غير مرخص لعشوائية التصنيع والقرار والتخطيط والحياة.
وبين فساد المحليات، والجهات الرسمية المسؤولة عن قرارات البناء والهدم وغيرها، وتجاهل القانون، وانتشار الفساد، وجميعها أسباب أدّت إلى بزوغ ظاهرة العشوائيات منذ سبعينات القرن الماضي، وبين استمرار النمو العشوائي المتوحش لهذه العشوائيات من دون رقيب، يجد سكان هذه العشوائيات أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه.
وتحولت كلمة عشوائيات إلى «صرعة»، يتباهى بها السياسيون بين الحين والآخر. وتقول نسمة إنها تتذكر جيداً أن برامج التلفزيون ركّزت قبل سنوات على اهتمام الرئيس السابق محمد حسني مبارك بالعشوائيات. وتقول: «أتذكر تماماً ما قاله المذيع قبل الانتخابات الرئاسية التي لم يكن فيها مرشحون سوى مبارك من أن الرئيس سيجعل من العشوائيات جنّة، وأنه سيرفع مستوى معيشة سكانها، ويقنن أوضاع البيوت فيها، ويجمّلها، ويبني المساكن بنوافذ كبيرة، وكذلك المدارس، ويوفر فرص العمل... وسقط النظام وما زلنا ننتظر».
انتظار نسمة لم يطل كثيراً، فقد باغتها مرشحو الرئاسة في الانتخابات الرئاسية المصرية بمقدار هائل من الغزل للعشوائيات وسكّانها وكذلك لسكان الأحياء الراقية المتخوفين كل الخوف من هجمة شرسة قد يتعرضون لها من جيرانهم «العشوائيين» في ظل استمرار الأوضاع المرتبكة الحالية. ارتباك الأوضاع لم يمنع مرشحي الرئاسة من اندماج العشوائيات في برامجهم الانتخابية التي على الأرجح لم يقرأها أحد. وتقول نسمة رداً على سؤال عن مدى علمها بما ورد في برامج المرشحين في ما يختص بالمناطق العشوائية: «الحقيقة لا أتذكر شيئاً من هذا القبيل، فهم تحدثوا عن إسرائيل، الحجاب، الغاز، شهداء الثورة، الشريعة، الخمور والتعليم. لكن، لا أتذكر أنني سمعت شيئاً عن العشوائيات إلا من خلال الفنان محمد صبحي وعمرو خالد».
وعلى رغم ضلوع كل من الداعية عمرو خالد والفنانة حنان ترك والفنان محمد صبحي وآخرين في مشروع أهلي ضخم لتطوير العشوائيات، إلّا أن ما قالته نسمة لا يعني أن العشوائيات كانت غائبة عن برامج المرشحين، وإن لم تتحوّل إلى مادة جاذبة لأحاديث الـ «توك شو» التي تشكّل المحرك الرئيس للرأي العام المصري. فالدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح وعد بزيادة مخصّصات صندوق العشوائيات، وعمرو موسى أكد أنه سيقنن أوضاعها، ويؤهّل سكانها، وحمدين صباحي وعد بالقضاء عليها في خلال أربع سنوات بعد نقل سكانها إلى مساكن «آدمية». أمّا المرشح المتأهل لجولة النهائيات الرئاسية الدكتور محمد مرسي فقال إنه سيخصّص حوافز لحضّ سكانها على الانتقال منها، في حين أكد الفريق أحمد شفيق أنه سيعيّن مفوضاً رئاسياً مهمته تطويرها. وسواء وفى رئيس مصر المقبل بوعده أم لم يفِ، فمن المؤكد أن أبرز مفاتيح الحلول يكمن في أيدٍ أهلية. واحدة من هذه الأيادي هي مشروع تطوير العشوائيات الذي تبنّاه عمرو خالد ومحمد صبحي وحنان ترك والإعلامي عمرو الليثي. ولكن بين الحين والآخر تبزغ فكرة أهلية مؤهلة للنجاح في حال تم تصعيدها من مجرد فكرة إلى عمل. وأحدث هذه الأفكار برزت من مبادرة «الحق فى السكن: مجتمعات عادلة ومستدامة». وتعتمد المبادرة على توثيق القضايا العمرانية المختلفة من أخطار وحرمان ونقص فى الخدمات من خلال تجارب المواطنين، مع الاستناد إلى الدراسات العمرانية المتاحة. ثم يتم عرض هذه القضايا بطرق مختلفة تضمن انتشارها ومن ثم الوصول إلى أفضل السبل لحلها.
 محنة 18 مليون أسرة مصرية
 التوثيق لا يهدف فقط إلى تحديد مطالب أساسية لـ«العشوائيات» وسكانها، بل يهدف أيضاً إلى إدماج سكان العشوائيات وعدم تهميشهم في حل مشكلاتهم. وتضم المبادرة مدونة «وزارة الإسكان الظل»، التي تعمل على طرح قضايا العمران المصري ومناقشتها وحركة «مصر للصحافة الشعبية»، كما يتم دعمها جزئياً من «مؤسسة التعبير الرقمي العربي».
التوثيق الأول الصادر عن المبادرة هو فيلم وثائقي يحمل عنواناً عاكساً للمشكلة وأطرافها القادرة على حلّها: «عشوائية؟! لا يا بيه، دي مجهودات ذاتية!».
 أرقام
> 18 مليون أسرة مصرية تعيش في العشوائيات.
> نحو 37 في المئة من سكان المناطق الحضرية في مصر يعيشون في عشوائيات.
> أكثر من 80 في المئة من سكان العشوائيات يعملون في القطاع غير الحكومي.
> الكثافة السكانية في المناطق العشوائية تبلغ نحو 128 ألف نسمة في المتر المربع، وهو يمثل خمسة أضعاف المعدل في مدينة كالقاهرة.
 
ضياع العرب بين عروبة وإسلام: من المسؤول؟ II
جريدة السفير...جورج قرم
مسؤولية أنصار القومية العربية في تصاعد التيارات الإسلامية....
من هذا المنظور، فإن أنصار القومية العربية يتحملون أيضا مسؤولية كبيرة، إذ لم يتمكنوا من الحفاظ على مكتسبات النهضة العربية ولم يبنوا عليها لتطوير نظام إدراكي ومعرفي سليم يُعيد تكوين التاريخ العربي وقراءته قراءة متأنية ومعمّقة، تسمح للعرب بأن يفهموا الأسباب الوضعية التي أخرجتهم من التاريخ ابتداء من القرن العاشر الميلادي، خاصة في منطقة المشرق العربي حيث تنازلوا بالتدريج عن حكم وإدارة المجتمعات العربية الى العنصر العسكري الفارسي والتركي؛ بينما في الأندلس دخلت السلالات العربية أو البربرية في حرب ملوك الطوائف التي أدّت الى اندحار الوجود العربي والأمازيغي من شبه الجزيرة الأيبيرية. ذلك ان معاينة أسباب هذا التنازل عن الحكم مشرقياً، وهذا التنازع على الحكم مغربياً، قد يساعدنا في فهم فشل الدول العربية الحديثة في تأمين اللُحمة بين المجتمعات العربية وداخلها وصدّ النفوذ الأجنبي ومنع احتلال الأراضي العربية من قبل جيوش أجنبية والميل الشبه الفطري للأنظمة العربية باللجوء الى دول إقليمية أو دولية قوية لحمايتها نظرا لوهنها وتكاسلها في اكتساب وسائل الدفاع عن النفس عبر تملك العلم والتكنولوجيا والدخول في عملية التصنيع بكل أبعادها.
وقد فشل العرب في تأمين استقلالهم العلمي والتكنولوجي، إذ بعد فترة تصنيع وجيزة في حقبة محمد علي في مصر في بداية القرن التاسع عشر والحقبة الناصرية القصيرة في أواسط القرن العشرين، انتقلت معظم الدول العربية الى الاعتماد حصرياً على استغلال مصادر دخل ريعية الطابع لا تتطلب الجهد الإنتاجي ولا الممارسة الجماعية للعلم والتكنولوجيا. وقد بدأت مرحلة انتشار هيمنة النموذج الريعي على كل اقتصادات العالم العربي على اثر سياسة الانفتاح الاقتصادي التي دشنها الرئيس أنور السادات في مصر، وقد تعمّمت بعد ذلك الى معظم الدول العربية تحت ضغط مؤسسات التمويل الدولية والوصفات النيوليبرالية التي هي جزء لا يتجزأ من السياسات الغربية، وهي لا تناسب ولا تراعي وضع المجتمعات التي تخلّفت عن ركب التقدم العلمي والتكنولوجي والصناعي.
ان هذا الواقع الاقتصادي لكل الأقطار العربية هو الذي يفسر الى حدّ بعيد حالة البطالة العامة، خاصة لدى العنصر الشاب، وكذلك كثافة هجرة الأدمغة العربية نظرا لغياب سياسة تشغيل السكان واستنفار كامل القدرات البشرية العربية في عملية الانتقال من حالة الركود الحضاري والعلمي والتكنولوجي الى حالة التشغيل الكامل ضمن سياسة هدفها الرئيسي القضاء على الفجوة التنموية والعلمية والتكنولوجية مع الدول الغربية. وهذا ما فعلته العديد من الدول سابقاً مثل ألمانيا واليابان في القرن التاسع عشر وكوريا الجنوبية والصين وتايوان وسنغافورة في القرن العشرين. وفي غياب مثل هذه السياسة التي كان قد بدأ بتطبيقها الرئيس جمال عبد الناصر في مصر (وتمّ إفشالها في ما بعد على يدّ الرئيس أنور السادات)، تبقى المجتمعات العربية تحت سيطرة الاقتصاد الريعي المبني على قطاع المواد الخام والقطاع المالي والعقاري والسياحي والتجاري، وبالتالي لا يمكن أن توفر فرص العمل في المجالات والقطاعات الإنتاجية والخدماتية الحديثة ذات القيمة المضافة العالية والتي وحدها يمكن ان تؤمن مستوى تشغيل لائقاً، خاصة في ظروف تزايد سرعة نموّ عدد السكان التي تميّزت بها المجتمعات العربية في نصف القرن المنصرم.
وهذا الوضع بالذات هو الذي يفسر النجاح في انتشار الأفكار الدينية المتشددة ذات الطابع الغيبي التي تعمّ المجتمع في ظل وجود حالات فقر وبطالة متفشية. ضف على ذلك ما يتوافر لدى قيادات الحركات الأصولية من أموال مصدرها الدول النفطية الخليجية لبسط نفوذها على سائر المجتمعات العربية ومجتمعات إسلامية أخرى. مع الإشارة الى ان معظم حركات الإسلام السياسي بتلاوينها المختلفة، وعلى خلاف الحركات السياسية ذات العقائد الحديثة والوضعية، قد مدّت شبكاتها الخيرية في شرائح المجتمع الأكثر فقراً، ما يكسبها الأنصار والمؤيدين. وقلما تكون قيادات الأحزاب المدنية الطابع تعيش في الأحياء الشعبية وتشارك المواطنين العاديين القابعين في الفقر حياتهم اليومية أو همومهم. وهم استعملوا كثيرا في الماضي مقولات وتعابير غير مفهومة لعامة الشعب لأنها مستوردة من القاموس السياسي الغربي وليست متأصلة في المفاهيم واللغة العربية (البروليتاريا، القوى العاملة، الاشتراكية العلمية، المجتمع المدني..الخ.).
والشخصية السياسية العربية الوحيدة التي استعملت لغة مفهومة شعبياً كان الرئيس جمال عبد الناصر، فقد امتازت خطاباته الطويلة والشهيرة بجهد كبير في توضيح الرؤية وتفسيرها بشكل مبسط الى كل شرائح المجتمع بغض النظر عن مستواها الثقافي واطلاعها على المفاهيم السياسية الحديثة، بينما أتت الحركات السياسية الدينية لتعيد استعمال بعض المقولات الدينية خارج إطارها وبيئتها الأصلية لتبهر الجماهير وتستقطبها.
ومن المشكلات التي نواجهها آنيا، خاصة بعد انتصار الحركات الدينية في انتخابات مصر وتونس والمغرب، هو ان العنصر القومي العربي أو العنصر القومي القطري بقي مهمشا أمام مدّ الأحزاب الإسلامية الطابع وأيضا أمام مدّ العنصر الديموقراطي الليبرالي العلماني الطابع الذي لعب دورا لا يمكن إنكاره في الحراك الأول في كل من تونس ومصر، وهو يمثل إجمالا أجزاء واسعة من الطبقة الوسطى المتأثرة بالأدبيات السياسية الغربية، خاصة عبر الأعداد الكبيرة من الطلاب العرب الدارسين في الدول الغربية أو عبر المغتربين الذين هجروا الى الغرب. وهي قوى تهتم بالدرجة الأولى بالحرية السياسية والتعددية الحزبية ونظام تداول السلطة وفصل السلطات وتتجنب الحديث عن قضايا العدالة الاجتماعية والفقر والبطالة، وهي القضايا التي تهم الفئات الشعبية الفقيرة بالدرجة الأولى. ضف على ذلك انها قوى مندرجة الى حد بعيد بحركة العولمة الاقتصادية التي تقودها الدول الغربية الكبرى والاتحاد الأوروبي، وهي قوى تساعد بشتى أنواع الوسائل ما يُسمى بمنظمات المجتمع المدني دون ان يعلم أحد معنى هذه العبارة بدقة، خاصة في البيئة العربية.
ضرورة التركيز على الخروج من هيمنة إقتصاد الريع
أما ما تبقى من القوى المعادية للاستعمار والصهيونية، سواء كانت عقيدتها القومية العربية الجامعة أم أنواعاً مختلفة من القوميات القطرية العربية التي تهدف أيضاً الى منع هيمنة الاستعمار على سيادة الدول القطرية العربية، فإنها تبقى هامشية على المشهد العربي الحالي. والحقيقة ان الاتجاه القومي العربي يحصر اهتمامه بالاحتفاظ بفكرة الممانعة للمشاريع الاستعمارية والصهيونية في المنطقة على خلاف تيارات أخرى، إسلامية أو ليبرالية. وفي هذه المعمعة الفكرية التي أسميتها في دراسة سابقة الـ«غوانتنامو الفكري العربي»، فإن القضية الرئيسية في الوطن العربي اليوم من المحيط الى الخليج هي القضية الاقتصادية والاجتماعية لإخراجنا من اقتصاد الريع وما يتولد منه من أمراض خطيرة استعرضناها في ما سبق، ذلك انه لا يمكن القومية العربية أن تعود الى سابق عهدها في غياب نهج اقتصادي جديد تطرحه بقوة وبقناعة على الشعوب العربية كمدخل لا مناص منه لنهضة الشعوب العربية والتخلص من الأوضاع الموصوفة.
فالسيادة هي أولاً قدرة المجتمع في الإنتاج المبدع الذي وحده يؤمّن السيادة السياسية والعسكرية. وما دمنا لا نفهم هذه المعادلة السهلة والبسيطة والتي يجب تحقيقها حتى في ظل العولمة (كما فعلته الصين ودول أخرى)، فسنستمرّ في الاعتقاد بأنّ مزيداً من الجهود التوفيقية بين القومية العربية الوضعية والقومية الإسلامية الطوباوية بتلاوينها المختلفة هو المدخل الى الخروج من التخلف والتبعية، سنبقى نعيش في الوهم ونساهم في تقوية هيمنة الإسلام السياسي على الساحة العربية والتي أدّت في العقود الماضية الى التوترات الكبيرة في كل أنحاء الوطن العربي، وزادت حالة التشرذم والتفكك، بل الانفصال (كما في السودان). والمهم في هذه المعركة، انها يجب أن تبقى سلمية وتحترم نتائج الانتخابات، لأن إقصاء الحركات الإسلامية من الساحة السياسية ليس هو الحلّ، بل يكمن الحلّ في الإقدام على تغيير نمط التفكير القومي العربي أو حتى القومي القطري المعادي للاستعمار بحيث يصبح الاهتمام مركزاً على وضع الفئات الشعبية ومعايشة همومها ومعاناتها والإتيان بالحلول الاقتصادية والاجتماعية المقنعة.
وفي هذا المجال لا بدّ من التذكير بأن الثروة النفطية العربية هي ثروة الشعوب وليست ثروة حكّامهم، ويجب ان تُدار إدارة مغايرة تماماً، وان تُستثمر ليس بشكل فوائض مالية تُوظف في الأسواق المالية والعقارية الدولية، بل يجب أن تُجنّد في المعركة لتوطين العلوم والتكنولوجيا والقضاء على الفقر والأمـية والبطالة وبناء البنية الصناعية والخدماتية القوية التي تتناسب وحجم تحديات العولمة وضرورة اكتساب القدرة التنافسية ليس في تصدير النفط بهذا الشكل الكبير، بينما هي ثروة ناضبة؛ كما يجب ان تستثمر في زيادة قدرة تصدير المنتجات الحديثة من سلع وخدمات ذات محتوى تكنولوجي وإبداعي. وان كان الطريق طويلا، فلا مفرّ من السير عليه لإخراجنا من السجن الذي نحن فيه منذ غزو نابليون بونابرت عام 1798 الى يومنا هذا حيث تتمركز القوات الصهيونية والأميركية بكثافة في ديارنا وتُملي على حكامنا المضيّ في الطريق المعاكس للاستقلال والنهضة واستعادة فلسطين السليبة.
لكل الأسباب المذكورة سابقاً، فالحقيقة اننا لا نرى أي حيز مشترك فعلي (وليس لفظياً) بين المنطق الإسلامي الأممي الحديث، المتمّركز حصراً على قضايا لا تمتّ بصلة الى مواجهة تحديات الشعوب العربية في عصر العولمة الحديثة المنبثق من عهد الاستعمار الغربي من جهة، ومنطق القوى الوطنية، قطرية كانت أم قومية، التي تسعى الى معالجة قضايا العرب الوضعية والواقعية من جهة اخرى. فمحاولات التوفيق لم تؤد الى نتيجة تذكر إلا الى إضعاف الفكر القومي وإخضاعه بالتدريج الى منطق القومية الإسلامية الأممية وهو منطق بعيد كل البعد عن مواجهة المشاكل الحقيقية للأمة العربية. والطريقة الوحيدة لإعادة نشر الوعي القومي، قطرياً كان أم قومياً، هو مزيد من الالتصاق بالمجتمع ودراسة مشاكله الاقتصادية والاجتماعية وطرح الحلول لإخراجه من وضع التبعية والتخلف والجمود الفكري.
وهذا يتطلب الابتعاد عن خـوض مـعارك فكرية لا علاقة لها بنهضة الأمة الحقيقية والدخـول في عمــلية إعادة بناء الذات معرفياً وعلى صعيد القوة الإدراكية لتحديات العصر وبناء نظام قيَم وتصور تاريخي مشترك ضمن إطار بناء هذا النظام المعرفي المستقل، سواء عن الإشكاليات الغربية ام عن الإشكاليات التي تطرحها الأحزاب الإسلامية والتي تربطـنا بمـاضٍ ولى لا يمكن استعادته. فالتحدي الأكبر هو بناء المستقبل وليس إعادة إنتاج الماضي، مع الإشارة الى ان مجد ماضينا لم يكن مصدره التقوقع الثقافي والجمود والتشدّد الديني بل بالعكس كان في حريّة الاجتهاد بالنصوص الدينية والفـضول العلـمي المتعـدد الجوانب والتفاعل الحضاري مع الثقافات الأخرى الراقية مثل الثقافة الفارسية والهندية والصينية، وذلك في مرحلة من التاريخ حيث كانت أوروبا تعيش في التخلف الكبير وفي سطوة الأفكار الدينية الجامدة والطوبائية.
ومع الإشارة أيضا اان نهضة أوروبا ابتداء من نهاية قرونها الوسطى مصدرها التفاعل مع أعمال الفلاسفة العرب أو الفرس المسلمين ومع كبار أهل العلم في الحضارة العربية - الاسلامية، وهذا التفاعل ساهم الى حدّ بعيد بخلق الجو الذي سمح في ما بعد بالنهضة الأوروبية بينما في الوقت نفسه أخذ العرب يدخلون في عصر انحطاط ربما لأنهم ابتعدوا عن الاجتهاد الفكري والعلمي والاحتكاك بالتطورات في الثقافات والحضارات الاخرى.
ان الهروب من العالم الوضعي وتحدياته العديدة والتوجه الى مزج الدين بالسياسة وتوظيفه في الصراعات الداخلية أو الخارجية هو الطريق الى مزيد من الفتن والوهن كما تمّ توضيحه في هذه المراجعة التاريخية. ولا حاجة اذاً الى مساعي التوفيق بين الاتجاهات الإسلامية والطموح القومي الوضعي.
وزير سابق
 
 
أوباما يلهث خلف الصوت اليهودي: نافذة السلام مع الفلسطينيين أُغلقت!
جريدة السفير...
اعترف الرئيس باراك أوباما أمام مجموعة من اليهود الأميركيين بأن من الجائز أن تكون نافذة فرص تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين «قد أغلقت».
وبحسب ما نشرت «هآرتس» فإن هذا القول جاء في لقاء رئيس طاقم البيت الأبيض جاك لو، مع وفد من الطائفة اليهودية الأرثوذكسية الأميركية، انضم إليه فجأة الرئيس أوباما. وكان أوباما قد أعلن مراراً في الماضي أن نافذة الفرص لتحقيق السلام في الشرق الأوسط «لن تبقى مفتوحة إلى الأبد». وهذه هي المرة الأولى التي يفصح فيها أوباما عن تقديره بأن هذه النافذة «ربما تكون قد أغلقت».
ويبدو أن أوباما الطامح لكسب تأييد اليهود في أميركا في الانتخابات المقبلة، يحمّل الفلسطينيين المسؤولية عن إغلاق نافذة الفرص هذه. وهو الذي سبق وتصادم علناً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن الاستيطان. وقال أعترف أن مواقف الفلسطينيين «تدهورت»، لكنه مع ذلك أعرب عن أمله في أن يكون هناك مجال في المستقبل لتحقيق تقدم في المفاوضات. ووعد باستمرار محاولة بذل الجهود للتقدم في المفاوضات. وبحسب كلامه فإن الأحداث الأخيرة في سوريا ومصر وفرت نموذجاً إضافياً لأسباب الحاجة إلى حل الدولتين.
وأشارت «هآرتس» إلى أن أوباما قال أمام ضيوفه اليهود إلى أنه ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو «يتدبران الأمر جيداً» على الصعيد الشخصي، مضيفاً أنه يفهم أن نتنياهو لا يريد أن يبدو كشخص ضعيف، وكمن يخضع للضغط الأميركي، وهو مثل الزعماء في كل الدول، لا يريد فرض قيود عليه.
ويرمز انضمام أوباما إلى اجتماع اليهود الأرثوذكس مع رئيس طاقم البيت الأبيض إلى تكثيف محاولات مغازلة الصوت اليهودي في أميركا. وكان أوباما قد انضمّ في الأسبوع الفائت إلى اجتماع مشابه لزعماء الطائفة اليهودية المحافظة، ولكن بشكل بدا وكأنه صدفة.
وقد عقد الاجتماع مع القادة اليهود للبحث في المساعدات الفدرالية لمدارس الطائفة الأرثوذكسية. وقد أبلغهم أوباما أنه سيطلب من وزير التعليم في إدارته أرني دانكان، دراسة الأمر، لكنه نبّه إلى احتمال ألا يوافق الكونغرس على مناقشته بسبب اقتراب موعد الانتخابات. وبعد ذلك تطرق أوباما، وكأن الأمر عرضاً، إلى الموضوع السياسي بعدما كانت العلاقة مع إسرائيل قد أثيرت في الاجتماع مع المحافظين.
وكان الحاخام شموئيل غولدين، رئيس اتحاد الحاخامات في أميركا (RCA)، قد سأله إذا كان كرئيس لأميركا قد استخلص أية عبر من شكل إدارة العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين، في ضوء خطابه أمام مؤتمر اللوبي الصهيوني «إيباك» حين قال إنه لا ينوي الاعتذار على بذله الجهود للتوصل إلى اتفاق.
وردّ أوباما بأنه بات يعرف كم أن هذه العملية «صعبة»، وأنه على امتدادها ظهرت فرص كثيرة للوقوع في شرك سوء الفهم. وبحسب كلامه فإن التوترات بين الطرفين تنبع فقط من حقيقة أنهما يشعران بالضغط من أجل التسوية. وأشار إلى أن موقفه بشأن المستوطنات لا يختلف عن موقف الإدارات الأميركية السابقة، ولكن إدارته أولت بشكل مقصود انتباهاً أكبر لإسرائيل واحتياجاتها الأمنية. كذلك فإن الرئيس أوباما طلب من ضيوفه عدم الاستهانة بالتزاماته تجاه إسرائيل، برغم قناعته بأن الصداقة لا تعني التوافق بين طرفين على كل شيء.
وفي أول ردّ على مواقف أوباما، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: «نحن ملتزمون بسلام عادل وننتظر أن يلتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمرجعية عملية السلام وخريطة الطريق وأن يوقف الاستيطان ويلتزم بالحل على أساس حدود 1967».
وذكّر أبو ردينة بأن خريطة الطريق تشمل الموقف الأميركي من عملية السلام، داعياً اللجنة الرباعية إلى إجبار إسرائيل على العودة إلى المفاوضات وفق الاستحقاقات المطلوبة، وفي حال استمرّ الرفض الإسرائيلي على اللجنة أن تعلن عن الطرف المعطل للعملية السلمية.
 
تقرير عن «التوازن الخليجي العسكري للعام 2012»: 5 قوى تمسك بالمنطقة.. و«عدم التكافؤ» يربك أميركا
جريدة السفير...هيفاء زعيتر
ثمة عوامل عدة تحول دون إيجاد تقييم واضح لواقع التوازن العسكري في منطقة الخليج اليوم، فخيوط اللعبة في ميزان القوى تمسك بها أياد تختلف في الهدف والأسلوب والشكل. صحيح أن صعوبة رسم صورة واضحة كان لها أثر إيجابي على القوى المعنية التي استغلت الظرف لتطوير قدراتها من دون قيود، إلا أنها أربكت هذه القوى التي تجهل لمصلحة من يتجه التوازن العسكري في منطقة الخليج، بين «النظامي» و«غير النظامي».
هذا الواقع كان أكثر إرباكاً بالنسبة لأميركا، التي طالما اعتبر قادتها أمن الخليج قضيتهم الأولى وسعوا جاهدين لضبط التوازن في تلك البقعة، بما يخدم مصلحتهم. هذا الحال دفعهم مؤخراً لمناقشة فكرة «أطلسة» الخليج بقيادة أميركية، حيث يكون لدول الخليج «ناتو» خاص بها في ظل إدارة أميركية «تطمئن» هذه الدول التي ما زالت تتوجس من بعضها البعض بعد عقود من «التعاون».
«التوازن العسكري الخليجي للعام 2012» كان محور تقرير للباحث أنتوني كوردسمان أعده بالتعاون مع ألكسندر ويلنر ونشره «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» الأميركي. في التقرير، الذي يقع في 150 صفحة، يشير كوردسمان إلى أن ثمة أطرافا خمسة تضبط التوازن العسكري الخليجي وهي: دول الخليج، إيران، العراق، القوى الخارجية مثل أميركا، واللاعبون غير الحكوميين مثل «القاعدة» و«جيش المهدي» والجماعات القبلية المختلفة.
إيران والعراق.. وأميركا
برأي كوردسمان، تشكّل إيران حالياً خطراً لجهة قدرتها المتنامية في الحرب غير المتكافئة، فضلاً عن تهديدها الصاروخي المتزايد والنووي المحتمل ودعمها للوكلاء كـ«حزب الله» و«حماس» و«جيش المهدي». يُضاف إلى ذلك، الاضطراب السياسي الذي يهز المنطقة، وخطر الإرهاب، الذي على الرغم من احتوائه حتى الآن، لا يزال حقيقياً جداً. ما سبق، دفع بالعديد من الدول إلى زيادة الاستثمار في أمنها وعملياتها العسكرية الخاصة، كما جعل من الصعب تقييم التوازن العسكري. ويؤكد ذلك واقع أن الأرقام متاحة فقط لما يخص التدابير الكلاسيكية في القوة العسكرية والصاروخية، في المقابل، لا وسيلة واضحة لقياس ميزان القوى غير التقليدية في الحروب غير المتكافئة.
يفند كوردسمان قدرات كل واحدة من هذه القوى، فدول الخليج لديها موارد عسكرية ضخمة، والعديد منها تبذل أموالاً ضخمة لشراء السلاح. وفي الوقت نفسه، تصطدم عناصر القوة بعوائق العالم الواقعي، ما يجعلها تبذل مجهوداً لتحسين فعاليتها وقدرتها من خلال العمل مع أميركا وبريطانيا وفرنسا في سبيل احتواء إيران.
وهكذا أصبحت الولايات المتحدة اليوم من يهيمن على التوازن العسكري في الخليج، علماً أن قدرات أميركا نفسها على الأرض محدودة عندما يتعلق الأمر بالحرب غير المتكافئة. ويشير الباحث الأميركي إلى أن واشنطن تؤدي دوراً محورياً في الميزان العسكري لدول الخليج، حيث أقامت في الكويت قاعدتين عسكريتين لقواتها، وفي البحرين اختارت مكاناً لأسطولها الخامس، وفي قطر هناك مقر رئيسي ومركز للعمليات الجوية، أما في عمان فثمة تسهيلات جوية وبحرية، إلى جانب مرافق التخزين. إضافة إلى ما سبق، هناك مجموعة واسعة من المدربين والاستشاريين الأميركيين الذين ينسقون مع دول الخليج.
من جهتها، تستفيد إيران من موارد عديدة للحرب غير المتكافئة، والصواريخ البعيدة المدى، وتهدّد بالتحول إلى قوة نووية في السنوات الثلاث أو الخمس المقبلة. ومع ذلك، فإن أسلحتها التقليدية تتقادم في السن، وتفتقر إلى الفعالية، كما أن قدرتها الإجمالية آخذة في الانخفاض. بالنسبة لإيران، ما زال مستقبل قواتها العسكرية النظامية غير واضح. ما زالت تعاني من ضرورة تطوير الجيش وقدراته من خلال الأسلحة العصرية. غير أنها تحاول العمل على تطوير قواتها من خلال قوة محلية لصناعة الدفاع، تقوم بتصميم وإنتاج أنظمتها العسكرية الخاصة. كما أنها أظهرت قدرة على تأمين السلاح من الصين وكوريا الشمالية وروسيا، وقد أظهرت ان بإمكانها الاستفادة من تلك الصفقات لتطوير قدراتها في مجال الحرب غير المتكافئة، كما اشترت بعض الطائرات الحديثة والدبابات من روسيا. وتنشر إيران صواريخ طويلة المدى، وهذا يتضمن زيادة في صواريخ «سكود»، ونشر صواريخ «شهاب 3»، ولكن ليس من الواضح ما ستكون النتيجة النهائية لهذا النوع من الانتشار، أو كيف سيتم تسليح رؤوسها.
أما العراق فلا يزال في مرحلة التطور وهو يركز عمله على مكافحة الإرهاب. يُذكر أن العراق خسر تقريباً كل أنواع الأسلحة الثقيلة خلال الغزو الأميركي في العام 2003. وفيما عقدت العديد من الصفقات لتعويض هذه الأسلحة، إلا أن بغداد ستظل عاجزة عن التحرك منفردة على نطاق واسع في الحروب التقليدية قبل خمس سنوات على الأقل. ويشكل نجاح هذا الأمر أو فشله عاملاً أساسياً بالنسبة للطموحات الإيرانية في العراق، والتركية في كردستان على ضوء الأزمة المحتدمة في سوريا.
أما الجهات غير الحكومية فتلعب دوراً متزايداً في تشكيل الوضع الأمني، لكن قدرتها لا تزال محدودة للقيام بأكثر من هجمات «إرهابية» أو عمليات على نطاق ضيّق.
دول الخليج و«التعاون»
بدأت دول الخليج بضبط الخطط المتعلقة بقواتها الوطنية، آخذة بالاعتبار زوال العراق كتهديد إقليمي كما الحاجة إلى احتواء إيران. في السياق، لا بدّ من الإشارة إلى افتقاد مجلس التعاون الخليجي الفعالية في توحيد الجهود في الحرب والردع وتنمية القدرات. منذ تأسيسه في بداية الثمانينيات، اقترح المجلس مجوعة واسعة من المشاريع لتحسين القدرات العسكرية، ولكن الأعضاء أظهروا تقدما محدوداً للغاية:
- قوة التدخل السريع التي أنشأها كانت وظيفتها جوفاء، ولطالما كان وجودها رمزيا. وتمّ حلّها في العام 2005.
- أعضاء المجلس لم ينجحوا في توحيد السلاح والمعدات في كل دول المجلس.
- تمّ تطوير بعض التعاون في مجال المناورات البحرية، وفي مناطق تتعرّض لحرب الألغام، ولكن القوات البحرية الخليجية لن تمتلك الكثير من الفعالية في ساحة الحرب الحقيقية من دون الحصول على الدعم الأميركي أو البريطاني.
أضف إلى ذلك أن مسارات شراء السلاح ما زالت تختلف إلى حدّ كبير بين دول الخليج. لا وجود لمعيار موحد أو تركيز لتعزيز قوة معينة بشكل مشترك.
لقد بدأت دول مجلس التعاون الخليجي في بناء قوات الدفاع الصاروخي للتعامل مع القوات الصاروخية الإيرانية المتضاعفة، كما في بناء القوات البحرية والجوية لاحتواء القدرات الإيرانية في الحرب غير المتكافئة. وهي تبحث عن سبل تمكنها من استيعاب إيران نووية كما هو منتظر. كما تعمل على ضبط قواتها للحدّ من مخاطر توسع النفوذ الإيراني في العراق في ظلّ غياب السلطة الحقيقية.
من جهة ثانية، تبذل دول الخليج الكثير لشراء السلاح في سبيل تحديث قواتها، حيث تعمل المملكة على تطوير قدراتها الجوية، وتحسين قدراتها في العمليات الخاصة ومكافحة التمرد. يُذكر أن معظم دول الخليج تتشارك في زيادة التركيز على اقتناء الصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى، ولكن عملياً هي بالكاد نجحت في إيجاد مستوى معين من الاستخبارات وأجهزة الاستشعار وقدرات الاستطلاع اللازمة لتأمين دفاع جوي وصاروخي فعال.
مع ذلك، لا بدّ لدول الخليج أن تتغلب على إرث قديم من انعدام الثقة والتوتر الداخلي بين بعضها البعض. وهو ما ظهر صعباً مع طرح الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لفكرة الاتحاد الخليجي. العديد من أعضاء مجلس التعاون لم يتقبلوا فكرة الاتحاد، كالإمارات والكويت وعمان.
في هذا الإطار يشير كوردسمان إلى أن تداعيات الاتحاد المحتمل على ميزان القوى الخليجي غير واضحة بعد. ليس هناك من ضمانة على أن اتحاداً مماثلاً سيكتب له النجاح، وقد تعود الجهود لبناء اتحاد سياسي بمفعول عكسي يقوض التوازن والأمن الإقليميين.
 
 
ما بعد الضربة.. أخطر من الضربة نفسها!
جريدة السفير...
لم يُستبعد قرار استهداف إسرائيل لإيران من دائرة النقاش تماماً. وهكذا يبقى ما يعرف بـ«السيناريو الأسوأ» وارداً في ظلّ ما يتسم به المشهد الإقليمي في الشرق الأوسط من تعقيد واحتمالات مشرعة على المجهول. ومقابل الضربة الإسرائيلية المحتملة، لا بدّ من الأخذ بالاعتبار شكل الردّ الإيراني وما سيواكب مرحلة ما بعد «الخطوة الإسرائيلية»، وهو قد يعد الجانب الأهم في مجمل السيناريو المطروح.
في الواقع، يرتبط قرار إسرائيل توجيه ضربة استباقية لإيران بعوامل عديدة، بما فيها احتمالات تأخير النظام عن تحقيق أي تقدم ملموس في برنامجه النووي، وردّ الفعل الإيراني المحتمل، فضلاً عن تأثيره الممكن على العلاقات مع أميركا. وهذه التحليلات تتضمن احتمال لجوء إيران لاستخدام كل الوسائل المتاحة للرد، بما في ذلك الهجمات الصاروخية، الإرهاب في المنطقة وخارجها، وإغلاق مضيق هرمز. ولمزيد من الحرص، يمكن إضافة مجموعة من النتائج غير المقصودة التي يمكن تصورها، كتوحد جميع الإيرانيين تحت مظلة النظام في ظل تصاعد النزعات الراديكالية، ونهوض الشارع العربي للدفاع عن النظام الإسلامي الإيراني، فضلاً عن حصول الأخير على حجة للإسراع في بناء البرنامج النووي.
وفي هذا السياق، تقتضي الحكمة التواضع عند محاولة توقع سلوك الدول المنخرطة في صراعات مسلحة، حيث يكون اللامضمون واللامتوقع سيدي الموقف.
التهديدات الانتقامية
بقيت طهران تستعد لسنوات لمواجهة احتمال التعرض لضربة عسكرية، وضمن هذا الاستعداد تندرج مروحة واسعة من سبل الرد على أي هجوم: وابل من الصواريخ ينهمر على «كل اسرائيل»، هجمات على الدول المجاورة التي تدعم اسرائيل، دول الخليج مثالاً، ضرب القواعد العسكرية الأميركية في العراق وأفغانستان، خطف أميركيين، إغلاق مضيق هرمز، والهجوم على المصالح الأميركية. هذه قائمة طموحة من الخيارات، وإن كان من غير المرجح أن يستثمرها النظام جميعها، لكن سيتحدد اختيار عناصرها وفقاً لما يلائم المصلحة الإيرانية.
وبعيداً عن الصور البلاغية، يمكن تصور ردّ إيران وفقاً لاعتبارات ثلاثة:
1ـ الإصرار على مبدأ المعاملة بالمثل في علاقاتها مع الدول الأخرى، رمزياً وعملياً.
2ـ عدم الرغبة بتوسيع نطاق الصراع أكثر مما تحتمل، ومن دون داع.
3ـ الرغبة في الاستجابة بشكل يردع أي محاولة لإسرائيل وأميركا بتوجيه ضربات أخرى.
المعاملة بالمثل: لطالما اعتمدت إيران أسلوب المعاملة بالمثل، لا سيما في ما يتعلّق بالتعامل مع الأعداء. وتقدم حربها مع صدام حسين خير دليل على ذلك. كما عبّر عن هذا المبدأ المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي هذا العام بقوله «نحن لا نملك السلاح النووي ولا نعمل على بنائه. ولكننا سنردّ على أي هجوم من أعدائنا على المستوى نفسه».
تجنب توسيع الصراع: ويقوم على محاولة إيران تفادي تحويل الصراع مع إسرائيل (التي ستلعب دور الضحية) إلى صراع مع المجتمع الدولي. وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أن احتمالات التصعيد أو توسيع الصراع بشكل غير مقصود كبيرة. ففي العام 1982، على سبيل المثال، رفضت طهران العروض العراقية لوقف إطلاق النار عندما كانت الأمور تتجه لتحسم لصالحها، وأطالت أمد الحرب إلى ست سنوات.
الرد القاسي: على الرغم من عدم إمكانية استبعاد أن تكون الضربة الإسرائيلية محدودة وكذلك الرد الإيراني، إلا أن طهران قد تلجأ إلى الانتقام بشكل مؤلم من اسرائيل من اجل ردع الضربات اللاحقة. وطهران لديها سوابق في الرد على الهجمات، إما عبر وكلاء أو وسائل أخرى غير مباشرة.. في الوقت والمكان الذي تختاره. وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي، ستميل طهران لاستخدام وكلاء لتخريب البنية التحتية للبتروكيميائيات في الخليج، أو استهداف السفن التجارية أو عناصر الأسطول الخامس في المنطقة... وذلك لإظهار قدرتها على إلحاق الضرر البالغ بمصالح أميركا وحليفها.
احتمالات الردّ الإيراني
ـ الهجوم الصاروخي: ضرب إسرائيل بالصواريخ قد يكون الردّ الأكثر مباشرة من أجل ردعها. وحتى لو لم تكن صواريخها على مستوى شلّ مفاعل ديمونا، إلا أنه يبقى مهدداً، كونه الأكثر جاذبية. كما من المرجح ان تطلق إيران المئات من صواريخ «شهاب» ضد أهداف عسكرية تقع في محيط سكني كوزارة الدفاع في تل أبيب.. وصولاً إلى إمكانية ضرب المراكز السكنية نفسها. وعلى الرغم من أن إسرائيل يمكنها استيعاب عشرات الضربات الصاروخية، إلا أن هجوماً كثيفاً، يشارك فيه أطراف خارجيون كـ«حزب الله»، يشكل تهديداً. وبالنتيجة يصبح السؤال ما الذي يمكن ان تضطلع به الجهات الخارجية، «حزب الله» و«حماس» و«الجهاد الإسلامي»، من دور فاعل في الصراع؟ بأكثر من 50 ألف صاروخ يشكل «حزب الله» تهديداً مباشراً على إسرائيل، ولكن «حزب الله» قد يجد نفسه محرجاً بين الوقوف مع الراعي الإيراني وبين حماية لبنان والحفاظ على قاعدته الشعبية، لذلك قد يلجأ إلى إطلاق عدد ضئيل من الصواريخ بشكل لا يؤذي إسرائيل بقوة إنما يوجه رسالة بوقوفه إلى الجانب الإيراني. علماً أن هذه الجماعات ستكون عرضة للرد الاسرائيلي على إيران كذلك.
- الإرهاب في الخارج: لدى إيران خبرة طويلة في التحضير لعمليات انتقامية في الخارج، وقد شهد العام الماضي محاولات عدة، بالتعاون مع «حزب الله». وصحيح أن غالبيتها تمّ إحباطه، إلا أنه من الضروري الافتراض بإمكانية نجاح بعضها.
ـ استهداف العناصر الأميركيين في العراق وأفغانستان: وتشكل هذه الطريقة واحدة من أخطر الردود الإيرانية المحتملة، وهذا سيتيح لإيران الانتقام من دون خطر توسيع الصراع أو افتعال المواجهة المباشرة مع أميركا. وفي أفغانستان يمكن زيادة الاعتداءات، مع الإشارة إلى الصعوبة البالغة في اقتفاء الأثر الإيراني نظراً لجهود طالبان في استغلال الغضب الشعبي ضد الأميركيين.
إضافة إلى خطف موظفين أميركيين أو حبسهم بتهمة التجسس، والصدام مع البحرية الأميركية في الخليج، ضرب الدول المجاورة وهو احتمال مستبعد نظراً لعدم رغبة إيران بتوسيع الصراع في محيطها، وإغلاق مضيق هرمز.
أما العواقب غير المقصودة فتكون:
الالتفاف حول النظام: قد تدفع الغارة الجوية على إيران الجميع إلى الالتفاف حول النظام، لا سيما إذا قتل عدد كبير من المدنيين، ونهوض الشارع العربي، وهو احتمال كان مطروحاً على مدى العامين الماضيين عند دراسة احتمال الضربة العسكرية، علماً ان هذا الطرح لا بدّ ان يؤخذ هذه المرة بقدر من الاعتبار بعد اندلاع الثورات العربية. اما الأهم فيبقى حقيقة ان الضربة ستمنح الإيرانيين دافعاً للانطلاق في بناء القنبلة النووية من دون رادع، لا سيما مع ما يحكى عن ان الضربة ستبطئ العملية النووية ولن تلغيها.
ونتيجة لما سبق، يتمثل التحدي الأميركي الأكبر في:
ـ ردع إيران عن الانتقام عبر ضرب المصالح الأميركية.
ـ الحدّ من مساحة النزاع ومدته مع الإبقاء على «حزب الله» خارج المعركة.
ـ التأكد من عدم قدرة إيران على بناء برنامجها النووي في أعقاب الصراع، وعدم قدرة «حزب الله» على إعادة التسلح.
ـ عمل أميركا وحلفائها على رصد عناصر الاستخبارات الإيرانية في الخارج عبر مزيد من التدقيق.
- توجيه تحذير إلى إيران ووكلائها باعتماد الصرامة في تطبيق القرار 1702 في مجلس الأمن الدولي في ما يتعلق بمكافحة انتشار الأسلحة وحظرها.
(مايكل نايتس ومايكل أزنشتات)

 

 

 

دراسة إسرائيلية: "حزب الله" سيخوض المواجهة المقبلة مع إسرائيل تنفيذاً لقرارات إيران لحماية الأسد
القدس المحتلة ـ "المستقبل"
اعتبرت توصيات دراسة إسرائيلية جديدة أصدرها معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، أن تهديدات رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بإمطار إسرائيل بالصواريخ في حال تم الاعتداء على سوريا، أنها خطوة تصعيدية أخرى من المحاولات الإيرانية لردع الغرب وإسرائيل عن مغبة القيام بتوجيه ضربة عسكرية للجمهورية الإسلامية في إيران، لافتة إلى أن إيران تُلمح إلى أنها ستقصف إسرائيل بالصواريخ عبر حلفائها في المنطقة، سوريا، و"حزب الله" وحركة "حماس" في قطاع غزة، مشككة في الوقت ذاته بانضمام إيران إلى المجهود الحربي لتقديم العون للنظام السوري.
وفي المقابل، أكد معدا الدراسة عوز غيرتنر ويورام شفايتسر أن "حزب الله" الذي يقيم علاقات إستراتيجية تربطه بالرئيس السوري بشار الأسد، والذي يعاني من هجمة تنديد عربية وإقليمية ودولية، أعلن على الملأ أنه يؤيد الخطوات والأعمال التي يمارسها النظام السوري في إخماد الثورة التي تعم سوريا، وان من يقود ويوجه "حزب الله" والمقصود إيران، في حال اتخذت قرارا بمساعدة سوريا والنظام هناك عسكريًا سينضم الحزب أوتوماتيكيا إليها.
وأشارت الدراسة الى أن اكبر دليل على ذلك أقوال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الأخيرة ضد من قام بخطف المواطنين اللبنانيين الشيعيين وتهديدهم بالحرب، والتي تؤكد صحة التوجه لـ"حزب الله"، كما أنه قد هدد إسرائيل خلال الاحتفال بإعادة إعمار الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، في شهر أيار (مايو) الفائت، وفي الذكرى الـ12 لانسحاب إسرائيل من لبنان، متفاخرا بالترسانة العسكرية التي يملكها الحزب، وبقدرته على ضرب كل مكان في إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب.
واوضحت أن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية ترجح شمول ترسانة "حزب الله" العسكرية على 60 ألف صاروخ، قادرة على إحداث أضرار واسعة النطاق في إسرائيل، لأنها متطورة جدا ودقيقة للغاية، بالإضافة إلى أن "حزب الله" قام بنشر الصواريخ والمقذوفات في أكثر من 160 قرية لبنانية في الجنوب، وخبأها تحت الأرض، الأمر الذي يجعل من الصعب استهدافها.
أضافت الدراسة انه "وعلى الرغم من تصريحات السيد نصر الله بأنه ماض في الاستعداد للمواجهة المقبلة مع إسرائيل، فإن غالبية المواطنين اللبنانيين يتحفظون على حرب أخرى، وذلك إثر انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان والاعتراف الدولي بذلك، إضافة إلى المخاوف من الثمن الاقتصادي الذي سيدفعه اللبنانيون، كما حدث عقب حرب تموز (يوليو) 2006 والتي انجر إليها اللبنانيون بسبب "حزب الله".
وأكدت الدراسة أنه بات واضحا الآن، أن اسرائيل ستتعرض في المواجهة المقبلة لخسائر كبيرة، وخصوصا في العمق بسبب الصواريخ، وبالمقابل فإن رد الفعل الإسرائيلي سيكون قاسيًا جدًا، ويقضي على البنية التحتية للدولة اللبنانية، وليس فقط بالأهداف الحيوية التابعة لـ"حزب الله"، كما أن اللبنانيين يعرفون جيدًا، بأن الثمن الاقتصادي الذي سيدفعونه في الحرب المقبلة سيكون كبيرا جدا، مقارنة بالثمن الذي دفعوه في حرب العام 2006، كما أن الحرب ستؤدي إلى زعزعة الحالة السياسية في لبنان، والتي تُعاني من الآن من توتر شديد.
وزعمت بأن "الأزمة في سوريا تثير الفتن بين السنة، الذين يؤيدون الثورة السورية وبين الشيعة في لبنان، الذين يؤيدون خطوات نظام الرئيس الأسد، وانه على الرغم من أن ترسانة "حزب الله" العسكرية تضاعفت ست مرات عما كانت عليه في حرب 2006، فإنه يُعاني من صورة سلبية جدًا لدى الرأي العام اللبناني، بسبب دعمه بشار الأسد الدموي، إلى جانب قرار المحكمة الدولية التي دانت عددًا من كبار مسؤولية بالتورط في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومحاولاته لاغتيال شخصيات أخرى معارضة له تُعتبر وصمة عار في جبينه، كما أن "حزب الله" ، دعم ثورات الربيع العربي، لكنه اتخذ موقفًا مغايرًا بالنسبة الى سوريا، الأمر الذي يقطع الشك باليقين بأنه يتخذ المواقف بناءً على مصالحه فقط، كما أن موقفه من الأحداث في سوريا، كشفت النقاب عن أن "حزب الله" هو مقاول ثانوي لدول أجنبية، وهذا الأمر يُسبب الأضرار للمصالح اللبنانية".
وختمت الدراسة بالقول إنه على الرغم من تحفظات اللبنانيين وعلى الرغم من التقديرات الإسرائيلية بأن "حزب الله" لن يُقدم على مواجهة أخرى وجديدة مع إسرائيل بسبب الثمن الباهظ الذي سيدفعه لبنان، فإن اعتماده الكلي على إيران، وتدخل ضباط الحرس الثوري الإيراني في الجناح العسكري للحزب، لن يتركا للأمين العام للحزب مفرا، وعندما سيتلقى الأمر من إيران بمهاجمة إسرائيل، من أجل المصالح الإيرانية والسورية، فإنه سيفعل ذلك، وبالتالي من غير المستبعد أن يقود نصر الله المنطقة برمتها إلى حرب شاملة، ستكون نتائجها مدمرة وغير متوقعة للبنان وللبنانيين، كما صرح في مرات عدة الكثير من المسؤولين الأمنيين والسياسيين الإسرائيليين، مدعية بأن الشعب اللبناني بات رهينة لـ"حزب الله"، الذي يُمثل الأهداف الإيرانية والسورية ويعمل على تحقيقها.

المصدر: مصادر مختلفة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,526,266

عدد الزوار: 6,953,743

المتواجدون الآن: 71