الأسد يرحب بالضربات الجوية ضد «داعش» وسط استياء إيران و«حزب الله».... الائتلاف الوطني يرحب بالضربات الجوية ويدعو لاستمرارها وسفيره لدى فرنسا: ننسق مع 20 فصيلا أبرزها «حزم»

جولة ثانية من الغارات على معاقل التنظيم في سوريا و«الائتلاف» يطالب بضرب مراكز النظام و«داعش» تحت النار وأوباما يتوعّد الأسد ...التحالف العربي ـ الأميركي يضرب المتطرفين بسوريا ...5 دول عربية تشارك في الضربات ضد الإرهاب

تاريخ الإضافة الخميس 25 أيلول 2014 - 6:26 ص    عدد الزيارات 1758    القسم عربية

        


 

جولة ثانية من الغارات على معاقل التنظيم في سوريا و«الائتلاف» يطالب بضرب مراكز النظام و«داعش» تحت النار وأوباما يتوعّد الأسد
المستقبل...(ا ف ب، رويترز، يو بي آي، سكاي نيوز، سي ان ان، الحرة، قنا، الائتلاف الوطني السوري)
استأنف التحالف الأميركي - العربي حربه في ساعة متقدمة ليل امس ضد مراكز «داعش» في سوريا في جولة ثانية، بعدما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطاب ألقاه أمس اثر قيام مقاتلات أميركية تدعمها قوات جوية من خمس دول عربية بينها السعودية بقصف مراكز للتنظيم في سوريا، أن الولايات المتحدة ستستمر في حربها ضد المتطرفين الذين لن يجدوا ملاذاً آمنا، وأن أميركا ستكثف تسليح المعارضة السورية بدعم من 40 دولة لتتمكن من مواجهة تنظيم «داعش» والتصدي لنظام الأسد، معتبراً أن الحرب التي يخوضها الجيش الاميركي ضد «داعش» وغيره من التنظيمات المتطرفة في سوريا، ليست حرب الولايات المتحدة وحدها.

فقد شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها للمرة الاولى ليل الاثنين - الثلاثاء غارات على مواقع لتنظيم «داعش» في سوريا، مما يشكل مرحلة جديدة من الهجوم على المتطرفين الذين تتم محاربتهم في العراق ايضاً.

وأكد الرئيس الأميركي ان بلاده ستقوم بكل ما هو ضروري وستستمر في حربها للتغلب على تنظيم «داعش» في تسمية مختصرة. وأكد في تصريح مقتضب ان «قوة» التحالف الدولي «تكشف بوضوح للعالم انها ليست معركة اميركا فقط «.

وأشاد الرئيس الأميركي بجهود الحكومات العربية التي شاركت فجر أمس في شن هجمات جوية استهدفت معاقل تنظيم «داعش» المتشدد داخل الأراضي السورية. وأوضح أوباما في كلمة مقتضبة ألقاها في حديقة البيت الأبيض قبل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن 40 دولة عرضت المشاركة في جهود القضاء على التنظيم وتسليح المعارضة السورية، لافتا إلى أن الحكومات والشعوب العربية تقف إلى جانب الولايات المتحدة في هذه الجهود.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن واشنطن حددت استراتيجيتها في بداية الشهر للقضاء على التنظيم المتشدد، وأن عمليات الامس تأتي في هذا السياق، مشيرا إلى أنه سيجتمع برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم للاستمرار في بناء التحالف الدولي للقضاء على داعش وتجفيف منابع تمويله.

وتعهد بشن المزيد من الضربات ضد المتطرفين في سوريا وهو يغادر البيت الأبيض ليتوجه إلى الأمم المتحدة في نيويورك حيث سيجتمع مع مسؤولين من دول عربية انضمت إلى الضربات ضد تنظيم «داعش»، وقال «لن نتساهل مع ملاذات آمنة لإرهابيين يهددون شعبنا». وقال إن إدارته ستواصل مساعيها على شتى المستويات للقضاء على «داعش» وإعادة الأمن إلى المنطقة.

وفيما عبر عن ترحيبه بدعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري لتسليح المعارضة السورية، أشار إلى أن واشنطن ستتحرك للأمام باتجاه تسليح المعارضة السورية بدعم من دول التحالف الـ40 التي عرضت مساعدتها.

وكشف أن الولايات المتحدة ألقت القبض على عناصر من «القاعدة» كانوا يخططون لشن هجمات داخل الولايات المتحدة، لافتا إلى أن جهود القضاء على المتشددين تواجه تحديات.

وفي مؤتمر صحافي مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم على هامش قمة المناخ المنعقدة في نيويورك، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن أكثر من 50 دولة تشارك في التحالف الدولي ضد «داعش».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس، إن الضربات الجوية للولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد تستهدف «متطرفين يمثلون تهديدا خطيرا للأمن والسلام الدوليين».

وقال بان في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على هامش مؤتمر للأمم المتحدة بشأن التغير المناخي: «أدرك أن ضربات اليوم (أمس) لم تنفذ بناء على طلب مباشر من الحكومة السورية، لكن اخذ بعين الاعتبار أن الحكومة أبلغت مسبقا».

وأضاف: «ألاحظ أيضا أن الضربات حدثت في مناطق لم تعد تحت السيطرة الفعلية لتلك الحكومة. تلك الجماعات المتطرفة تمثل تهديدا وشيكا للسلام والأمن الدوليين، وهذا أمر لا يمكن إنكاره وهو موضع اتفاق عالمي واسع».

واعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان الجيش الاميركي و«شركاء» شنوا للمرة الاولى غارات على مواقع لتنظيم «داعش» في سوريا بواسطة مقاتلات وقاذفات وطائرات من دون طيار وتم اطلاق 47 صاروخ توماهوك من سفن اميركية في البحر الاحمر ومنطقة الخليج.

وتم للمرة الاولى استخدام القاذفة الشبح اف 22 «رابتور» الاكثر تطورا في الترسانة الجوية للولايات المتحدة.

واضاف البنتاغون ان «الضربات دمرت او الحقت اضرارا بعدة اهداف لـ«داعش» بما فيها مقاتلون ومجموعات تدريب ومقار ومنشآت قيادة ومخازن ومركز تمويل وشاحنات امدادات وآليات عسكرية».

وكشف المتحدث باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي أن خمس دول في المنطقة شاركت أو ساهمت في هذه الضربات وهي الأردن والبحرين وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) نقلا عن مصدر رسمي أن السعودية شاركت في العمليات العسكرية ضد داعش في سوريا.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان بلاده لن تتوانى عن المشاركة في أي جهد دولي جاد يسعى إلى حشد وتضافر العمل الدولي وتكثيفه لمحاربة الإرهاب أينما وجد، ومهما كانت دوافعه وأسبابه، أو الجهات التي تقف وراءه، ودون تفرقة بين جنس أو لون أو مذهب عقدي.

وأضاف الأمير الفيصل خلال الكلمة التي ألقاها في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في نيويورك أمس، إننا نشهد اليوم تضافرا دوليا تاريخيا ومفصليا لمحاربة الإرهاب، وبمشاركة فاعلة من قبل مجموعة إقليمية والولايات المتحدة لضرب أحد أخطر التنظيمات الإرهابية في المنطقة داخل الأراضي السورية، معربا عن أمله في أن يشكل هذا العمل النواة الأولى لتحالف دولي لضرب الإرهاب أينما وجد، ومهما كانت مبرراته، أو الأسباب التي تقف وراءه، وأن يستمر هذا التحالف حتى القضاء على هذا الشر الذي بات يهدد المنطقة والعالم وراح ضحيته الكثير من النساء والأطفال وكبار السن الأبرياء، وشوه صورة الإسلام والمسلمين.

وأكدت الإمارات والبحرين رسميا أنهما شاركتا في الضربات الجوية التي شنت بقيادة الولايات المتحدة ضد مواقع داعش، حسبما أفادت وكالتا الأنباء الرسميتان في البلدين.

وقال بيان لوزارة الخارجية الإماراتية إن «القوات الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة شنت أولى ضرباتها ضد أهداف داعش»، مشيرا إلى أن «العملية جرت بالتنسيق مع القوات المشاركة في الجهود الدولية ضد داعش».

وفي وقت سابق، قال بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء البحرينية إن «تشكيلات من سلاح الجو الملكي البحريني وبالاشتراك مع القوات الجوية الشقيقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقوات الحليفة قامت في الساعات الأولى من الثلاثاء بضرب وتدمير عدد من المواقع والأهداف المنتخبة للجماعات والتنظيمات الإرهابية ضمن الجهد الدولي المتعلق بحماية الأمن الإقليمي والسلام الدولي».

ونقلت محطة تلفزيون تركية عن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن تركيا يمكنها تقديم دعم عسكري أو في مجال الامداد والتموين للحملة الجوية التي تقودها أميركا ضد متشددي «داعش» في سوريا. ونقلت محطة «إن.تي.في» عنه قوله للصحافيين في نيويورك «سنقدم الدعم اللازم للعملية. يمكن أن يكون الدعم عسكريا أو لوجستياً».

ورحبت المعارضة السورية امس بالضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، لكنها حثت على مواصلة الضغط على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال رئيس الائتلاف هادي البحرة «انضم المجتمع الدولي الليلة الى صراعنا ضد «داعش» في سوريا». واضاف البحرة «لقد دعونا إلى القيام بضربات جوية كتلك التي بدأت الليلة بعد تردد وقلق كبير.. ونشدد على ضرورة اتخاذ كل الاحتياطات لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين».

وفي بيان صحافي له دعا الائتلاف التحالف الدولي لتوجيه ضربات عسكرية لمراكز النظام وتنظيم الدولة على حد سواء، فنظام الأسد هو السبب، وتنظيم الدولة هو النتيجة، ولا يمكن معالجة النتائج إلا بمواجهة الأسباب، فإذا لم يبادر التحالف لضرب النظام اليوم، فإنه سيضطر لتكرار هذه العملية كل سنة، أو سنتين، لأن منبع الإرهاب موجود بوجود الأسد ولن يزول إلا بزواله.

وتابع البيان: ويؤكد الائتلاف بأن دعم الجيش السوري الحر وتطوير أدائه القتالي هو السبيل لنجاح الضربات الجوية وتحقيق أهدافها، وأن التعاون بين هاتين القوتين سيسهل اجتثاث نظام الأسد ويقضي على التنظيمات المتطرفة المرتبطة به.

ونددت ايران الثلاثاء بانتهاك السيادة السورية بعد الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على مواقع لتنظيم «داعش» في شمال سوريا.

وقال نائب وزير الخارجية الايراني حسن امير عبداللهيان في تصريح اوردته وكالة الانباء الرسمية ارنا «ان اي تحرك عسكري في الاراضي السورية بدون الحصول على اذن حكومة هذا البلد وبدون احترام القوانين الدولية غير مقبول». واضاف «ان المعركة ضد الارهاب لا يمكن ان تكون ذريعة لانتهاك السيادة الوطنية».

واكد ان طهران ستواصل مشاوراتها مع المسؤولين في دمشق والفاعلين الاقليميين والدوليين الاخرين وضمنهم الامم المتحدة.

وجاء رد الفعل الايراني اقوى من رد فعل سوريا التي لم تندد رسميا الثلاثاء بانتهاك سيادتها، إذ اكد الرئيس السوري بشار الاسد تأييد بلاده «لاي جهد دولي» يصب في مكافحة الارهاب.

واكدت وزارة الخارجية الاميركية انها لم تطلب اذن سوريا قبل شن هذه الضربات لكنها ابلغت مباشرة دمشق منذ ايام عدة بنية واشنطن.

وقال مسؤول إيراني كبير إن الولايات المتحدة أبلغت إيران مسبقا بنيتها توجيه ضربات لمتشددي «داعش» في سوريا وقالت لطهران إنها لن تستهدف قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف المسؤول شريطة عدم الإفصاح عن اسمه «نوقشت هذه القضية لأول مرة في جنيف ثم نوقشت باستفاضة في نيويورك حينما تمت طمأنة إيران بأن الأسد وحكومته لن يكونا هدفا في حال أي عمل عسكري ضد داعش في سوريا». وتابع أن إيران جرى إبلاغها بصورة منفصلة مسبقا بالضربة الجوية.

وسألت «رويترز» مسؤولا كبيرا في الخارجية الأميركية بشأن التطمينات بأن القوات الحكومية السورية لن تستهدف، فقال «لقد نقلنا نوايانا ولكن لم نبلغ الإيرانيين بالتوقيتات المحددة ولا الأهداف. وكما قلنا.. لن ننسق أي عمل عسكري مع إيران. وبالتأكيد لن نطلع إيران ايضا على أي معلومات مخابرات».
 
غارات جوية أميركية ـ عربية على مواقع لـ «داعش» في سوريا
(رويترز)
بدأت الولايات المتحدة ودول خليجية عدة حليفة امس ضربات جوية وصاروخية على أهداف تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في سوريا وقتلت عشرات مقاتلي التنظيم واعضاء في جبهة «النصرة» التابعة لـ«القاعدة».

وقال الأميرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) في بيان «أستطيع تأكيد أن قوات الجيش الأميركي وقوات دول شريكة تقوم بعمل عسكري ضد الإرهابيين (من داعش) في سوريا باستخدام المقاتلات والقاذفات وصواريخ توماهوك الهجومية».

وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي إن الأردن والبحرين والمملكة العربية السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة شاركت في الهجمات على تنظيم «داعش» او دعمته. والاهداف التي هوجمت تقع في محيط مدن الرقة ودير الزور والحسكة والبوكمال في شرق سوريا. وذكرت ان الاهداف شملت مقاتلين ومراكز تدريب ومقار قيادة ومنشآت قيادة وتحكم ومركز تمويل وشاحنات ومركبات مدرعة. أضافت في بيان أن الجيش الأميركي نفذ وحده ضربات جوية في منطقة اخرى من سوريا ضد جبهة النصرة لتعطيل «هجوم وشيك» على مصالح أميركية وغربية من جانب «مقاتلين متمرسين من تنظيم القاعدة» وجدوا ملاذا آمنا في سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراقب الحرب في سوريا ان ما لا يقل عن 20 من مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا في هجمات على ما لا يقل عن 50 هدفا في محافظتي الرقة ودير الزور في شرق سوريا. واضاف أن عدد القتلى في الضربات الجوية الاميركية لمواقع جبهة النصرة في حلب وإدلب في الشمال ارتفع إلى 50 قتيلا. واضاف ان غالبية القتلى في الضربات الجوية هناك كانوا أجانب. وافاد مقاتل من «داعش» لرويترز عبر سكايب من سوريا إن التنظيم سيرد على الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة في سوريا وألقى باللوم على السعودية في السماح بحدوث ذلك.

وجاءت الضربات قبل ساعات من توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث سيحاول حشد المزيد من الدول وراء سعيه للتصدي للدولة الإسلامية.

وهاجمت القوات الاميركية من قبل أهدافا لـ«داعش» في العراق لكنها امتنعت عن التورط عسكريا في سوريا. وتدعم واشنطن الحكومة في العراق في حين تعارض الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت حكومة النظام السوري إن الولايات المتحدة ابلغتها بالغارات قبل ساعات من ضرب أهداف للدولة الإسلامية. واعلنت وزارة الخارجية السورية في بيان ان «وزير الخارجية تلقى رسالة من نظيره الأميركي عبر وزير خارجية العراق يبلغه فيها أن أميركا ستستهدف قواعد داعش وبعضها موجود في سوريا قبل الغارات بساعات». واضاف بيان الحكومة ان «التنسيق مع العراق مستمر وعلى أعلى المستويات لضرب الارهاب».

وفي السابق، أكدت الولايات المتحدة انه لن يكون ثمة تنسيق مع حكومة الأسد. ويصر اوباما على ضرورة رحيل الأسد لا سيما بعد اتهامه باستخدام اسلحة كيميائية ضد مواطنيه العام الفائت.

وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المزود حاليا اسلحة اميركية استولى عليها اثناء تقدمه في العراق، من اقوى معارضي الأسد في الوقت الراهن. ويقاتل التنظيم ايضا جماعات سنية اخرى في سوريا والحكومة الشيعية في العراق والقوات الكردية على جانبي الحدود بين سوريا والعراق. وفي الأيام الاخيرة استولى «داعش» على قرى كردية قرب الحدود السورية مع تركيا مما دفع نحو 140 الف لاجئ لعبور الحدود منذ الاسبوع الفائت.

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة انها تضع خططا لوجستية لفرار نحو 400 ألف إلى تركيا. وتعقد الولايات المتحدة العزم على هزيمة «داعش» دون ان تساعد الاسد وهي سياسة تتطلب مهارة ديبلوماسية في حرب تنطوي على قدر من المخاطرة لكل دول المنطقة تقريبا. ورحب الائتلاف الوطني السوري المعارض المدعوم من الغرب بالضربات الجوية قائلا إنها ستساعد في معركته ضد الاسد.

وأظهرت صور التقطت في مدينة الرقة معقل «داعش» حطاما قال مقاتل منه انه لطائرة بدون طيار جرى اسقاطها. وكان الحطام محمولا على سيارة فان. كما أظهرت لقطات فيديو على الانترنت تم تصويرها من خلال اجهزة رؤية ليلية اضواء طائرات نفاثة اثناء تحليقها واطلاقها قذائف على الارض. ولم يتضح توقيت او مكان تصوير اللقطات. وأكد الاردن مشاركته في الحملة. وذكر بيان للجيش «قامت تشكيلات من طائرات سلاح الجو الملكي الاردني بتدمير عدد من الاهداف التي تعود الى بعض الجماعات الارهابية والتي دأبت على ارسال بعض عناصرها الارهابية لتنفيذ اعمال تخريبية داخل المملكة الأردنية الهاشمية».

وذكر مسؤولون اميركيون والمرصد السوري لحقوق الانسان ان الهجمات في الرقة استهدفت مباني يستخدمها المسلحون وامدادات الاسلحة ونقاط التفتيش. كما استهدفت مناطق على الحدود العراقية السورية.
 
نظام الأسد «يستجدي» الغرب لاعتباره شريكاً في الحرب على الإرهاب
(أ ف ب)
رأى عدد من الخبراء ان نظام بشار الأسد غير القادر على الاعتراض ضد ضربات التحالف الدولي لمواقع «داعش» يفضل الظهور بموقف إيجابي عبر تأكيدها أنها أبلغت مسبقاً بذلك، كما يأمل أيضاً في اغتنام الفرصة لكي تعود شريكاً في «الحرب على الإرهاب».

ويقول سلمان شيخ مدير معهد بروكينغز في الدوحة أن «النظام كان مرغماً على قبول الواقع». ويضيف: «كان بإمكانه أن يرفع الصوت عاليًا أو التهديد وإحداث جلبة لكنه اختار كما يبدو أن يظهر وجهاً إيجابياً. لا أعتقد بوجود تعاون واسع (مع التحالف) لكن هذا هو الانطباع الذي يريد أن يعطيه».

وقد أكد رئيس النظام السوري بشار الأسد أمس تأييد بلاده «أي جهد دولي» يصب في مكافحة الإرهاب وذلك بعد ساعات من شن التحالف الدولي الضربات، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

ونقلت الوكالة عن الأسد خلال استقباله مبعوث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومستشار الأمن الوطني في العراق فالح فياض أن بلاده «مع أي جهد دولي يصب في مكافحة الإرهاب وأن نجاح هذه الجهود لا يرتبط فقط بالعمل العسكري على أهميته بل أيضاً بالتزام الدول بالقرارات الدولية ذات الصلة».

وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن الولايات المتحدة أبلغتها شن غارات جوية على «داعش» في أراضيها. واضافت الوزارة أن «الجانب الأميركي أبلغ مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة بأنه سيتم توجيه ضربات لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي».

وأشارت إلى أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم تلقى رسالة من نظيره الاميركي جون كيري عبر وزير خارجية العراق «يبلغه فيها أن أميركا ستستهدف قواعد تنظيم داعش الارهابي وبعضها موجود في سوريا».

ويعتقد النظام السوري المعزول من قبل الدول الغربية بسبب قمعه في آذار 2011 حركة احتجاجات بدأت سلمية لكنها تحولت الى تمرد مسلح ان الحرب ضد «داعش» تشكل فرصة له لكي يعود شريكاً مقبولاً.

واذا كانت الولايات المتحدة تسيطر على الاجواء، الا ان النظام يعتبر ان لا بديل عن جيشه للقضاء على «داعش».

ويقول بسام ابو عبدالله مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في دمشق ويعتبر مقرباً من النظام ان «التحالف سيكون مضطراً للتعاون مع سوريا نظراً الى عدم وجود اي قوة برية قادرة على محاربة الارهاب باستثناء الجيش السوري وحلفائه وقد يكون هذا التعاون مقدمة لمفاوضات سياسية».

وهذا هو بالضبط ما يبحث عنه النظلم دائماً: إعطاء الأولوية لمحاربة «الارهاب» ويعني بهذه العبارة جميع المتمردين الذين يعارضونه. وسيسمح له ذلك، بحسب اعتقاده، بتأجيل دائم لأي محادثات حول اصلاح النظام المتسلط الذي اعلن قيامه قبل نصف قرن.

بدوره، يرى كريم بيطار الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ان «الضربات بامكانها بشكل غير مباشر ان تفيد النظام اقله على المدى القصير» بمواجهة الغرب الذي ما انفك يردد رغبته في التخلص منه.

ويضيف «كان من المفترض بالمجموعات الاكثر تطرفاً مثل الدولة الاسلامية او جبهة النصرة ان تحاول تجنب الضربات او التخفيف من وطأتها. وبالتالي، فقد تصبح الضغوط التي تمارس على النظام اخف».

الى ذلك، فان «التنسيق غير المباشر والخفي (عبر الحكومة العراقية) السائد قد يتحول رويداً ليتطور نحو تنسيق اكثر انفتاحاً مع الولايات المتحدة كلما تورطت هذه الاخيرة اكثر فاكثر في حرب طويلة مع الدولة الاسلامية. وهذا ما يأمله الاسد بالضبط»، بحسب الباحث.

على الصعيد الميداني، يبدي المعارضون المعتدلون خشية ازاء تطورات كهذه.

ويقول الناشط ابو يوسف من محافظة الرقة معقل «داعش» «بالطبع نريد ان يغادر داعش الرقة لكننا نخشى ان يكون ذلك مفيداً للنظام بسبب إمكانية ان ينتشر مجدداً في المناطق التي يخليها داعش».

لكن سلمان شيخ يبدي تحفظات قائلاً: «يجب الانتظار لمعرفة من سيستفيد من الضربات الجوية على المدى الطويل. والامر الواضح هو عدم وجود قوات قادرة من المعارضة حالياً على تحقيق مكاسب، كما أن نظام الاسد لا قدرة لديه على التمدد شرقاً».

ويضيف أن النظام سيسعى الى اجراء اتصالات مع دول اوروبية ودولة او دوليتن عربيتين لتزودها معلومات استخباراتية ضمن إطار محاربة «داعش».
 
سكان الرقة يفرون بعد الضربات الجوية
(رويترز)
ذكر شاهدان في مدينة الرقة أمس أن مئات من سكان المدينة السورية فروا منها بعد قصف طائرات أميركية مواقع يسيطر عليها متشددو تنظيم «داعش» في المدينة. وقال أحد السكان لـ«رويترز» يستخدم اسم أبو محمد هاتفياً «هناك نزوح جماعي من الرقة بينما نحن نتحدث. بدأ في الساعات الأولى من صباح اليوم (أمس) بعد الضربات. الناس يفرون في اتجاه الريف».

وأصابت الهجمات التي وقعت في الساعات الأولى من صباح أمس عدة مبان وقواعد عسكرية احتلتها الدولة الإسلامية في المحافظة من بينها اللواء الثالث والتسعون ومطار الطبقة العسكري الذي استولى عليه التنظيم الشهر المنصرم والمبنى الإداري الرئيسي في المدينة.

وكان المبنى المؤلف من طابقين والذي يقع في منطقة مزدحمة بالسكان بوسط المدينة يُستخدم مكتباً للتنظيم الذي حول الطابق السفلي الى سجن. ولم يُعرف على الفور مصير السجناء. وأكد أبو محمد «في المدينة ذاتها الدمار غير واضح. تكاد لا تلاحظه. والأمر الوحيد الذي دمر في الهجوم كان المبنى الإداري لكنه لم يدمر بالكامل».

وقال إن «الضربة كانت بالغة الدقة حتى أنها لم تصب سوى المبنى نفسه ولم تلحق أضراراً بالمنازل المحيطة. أصابوا المبنى بأربعة صواريخ». وذكر سكان أن الكهرباء في المدينة قطعت. وأغلقت المتاجر والأسواق وكانت الشوارع خالية في ما عدا السكان الفارين الذين اكتظت بهم السيارات التي تنقل حاجياتهم. وقال سكان في المدينة إن مقاتلي «داعش» منعوا الناس من الاقتراب من المبنى الذي تعرض للقصف ما يجعل من الصعب تقويم الخسائر.

وقال أبو محمد «لا أعتقد أنه لحقت بهم (داعش) خسائر كبيرة لأنهم اتخذوا بالفعل تدابير وقائية وكان المبنى يعمل بالحد الأدنى من الأفراد». ونزل أفراد التنظيم الى ملاجئ تحت الأرض منذ أن أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه سيضرب مواقع الدولة الإسلامية في سوريا.

وقام التنظيم بإخلاء المباني التي يستخدمها كمكاتب ونقل أسر المقاتلين خارج المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب العنف في البلاد إن الدولة الإسلامية فقدت 70 من مقاتليها في الهجمات في المناطق الواقعة في شرق وشمال البلاد.

وقتل شخص واحد فقط في الغارة الجوية على المبنى الإداري. وقال أبو محمد إن مئات المقاتلين الذي كانوا قد نشروا في الشارع للسيطرة على حركة المرور والتعامل مع الوضع الأمني اختفوا الآن. أضاف «ليس هناك حياة في المدينة الآن. الذين بقوا هنا ينتظرون الفصل الثاني، ينتظرون ما الذي سيحدث بعد ذلك».
 
إسرائيل تُسقط طائرة سورية في الجولان وتهدّد بـ «ردّ عنيف» على أي تهديد
(«المستقبل»، رويترز، أ ف ب)
أسقطت إسرائيل طائرة حربية سورية أمس، معلنة أن الطائرة عبرت الخطوط فوق هضبة الجولان المحتلة، وحلقت ربما بطريق الخطأ فوق المرتفعات التي تسيطر عليها إسرائيل.

وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه أسقط طائرة سورية دخلت المجال الجوي في المنطقة التي تحتلها الدولة العبرية في الجولان.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي على حسابه في «تويتر» أن «طائرة سورية دخلت المجال الجوي فوق هضبة الجولان اسقطتها بطارية صواريخ ارض ـ جو من طراز باتريوت».

الإذاعة الإسرائيلية العامة، أفادت بان طائرة «سوخوي ـ 24» دخلت المجال الجوي للمنطقة التي تحتلها اسرائيل في الجولان بعمق 800 متر. وكانت الطائرة تحلق على ارتفاع بين عشرة آلاف أو 14 الف قدم. وأضافت أن قائدي الطائرة تمكنا من القفز منها، قبل تحطمها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرة كانت تقصف مناطق خارج مدينة القنيطرة، القريبة من الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل من الحدود. وأضاف أن الطيار قفز بالمظلة.

ووصفت سوريا إسقاط الطائرة بأنه عمل عدواني، ونقل التلفزيون الحكومي السوري عن ناطق عسكري قوله إنه «في اطار دعمه لداعش وجبهة النصرة الإرهابيين، وفي مخالفة صريحة للقرار رقم 2170، الاحتلال الاسرائيلي يعتدي على طائرة حربية سورية ويسقطها».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى أن مقاتلي المعارضة السورية باتوا على وشك السيطرة على القسم السوري من هضبة الجولان.

حذّر وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون في بيان صدر عنه أمس، من أن إسرائيل «سترد بقوة على أي تهديد، بعدما أسقط الجيش الإسرائيلي طائرة حربية سورية في الجولان».

وقال يعلون: «هذا الصباح (أمس) أسقط جنود مكلفون أنظمة الدفاع الجوي، مقاتلة سورية اقتربت من الأراضي الخاضعة لسيادة إسرائيل في الجولان بشكل استفزازي». وأضاف: «لن نسمح لأحد، سواء كان دولة أو منظمة إرهابية، بتهديد أمننا، وخرق سيادتنا، وسنرد بقوة على أي محاولة كهذه سواء كانت عمداً أو عن خطأ».

من جهته، قال القائد السابق للاستخبارات الجوية رام شمويلي إن الحادث ناجم على الأرجح عن خطأ بشري. وأضاف: «نعتقد أن مهمة الطيار كانت مهاجمة مواقع عدوة أخرى في هضبة الجولان، وللأسف عبر الأجواء، ولا يمكننا السكوت على أي اختراق لمجالنا الجوي».

ويعد هذا الحادث هو الأخطر من نوعه في الهضبة التي تحتل اسرائيل قسماً منها، منذ بدء النزاع في سوريا في 2011.
 
 
تفاصيل غارات التحالف على تنظيم الدولة بسوريا
 المصدر : سكاي نيوز عربية
 قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي، إن بلاده لم تنسق مع الحكومة السورية بشأن الغارات الجوية التي نفذتها ضد تنظيم الدولة في سوريا، مضيفا: "الضربات الأولى كانت ناجحة جدا وهناك المزيد".
وأوضح البنتاغون أن الغارات استهدفت المعسكرات الرئيسية لتدريب مسلحي تنظيم الدولة ومقراتهم في سوريا، ولم تستهدف قاداتهم بشكل أساسي ومحدد، لافتا إلى أن الضربات هي بداية لحملة دائمة ضد التنظيم.
 
وأكد استخدام أنواعا من الذخائر في الضربات ضد تنظيم الدولة والتي تم تنفيذها على ثلاث مراحل، الأولى عبر إطلاق صواريخ توماهوك في حلب والرقة.
فيما تم تنفيذ المرحلة الثانية عبر إطلاق عدد من الذخائر من قواعد في المنطقة، مستهدفة مناطق في شرق سوريا، تلتها المرحلة الثالثة والأخيرة بعد منتصف الليل والتي استهدفت أيضا مناطق في الشرق.
وأوضحت وزراة الدفاع الأميركية أن شركاء التحالف شاركوا في المرحلتين الثانية والثالثة.
وعرض البنتاغون صورا للأهداف التي ضربها في سوريا قبل وبعد استهدافها، حيث تم استهداف مركز تمويل تابع لتنظيم الدولة في الرقة بصواريخ كروز، وكلك مركز الإدارة والتوجيه التابع للتنظيم في الرقة، فضلا عن استهداف منطقة قريبة لأبو كمال وهي على الحدود بين سوريا والعراق.
وأشار البنتاغون إلى أنه لا يزال يدرس تأثير تلك الضربات، موضحا أن تنظيم الدولة يعزز قدراته في سوريا لشن ضرباته ضد الغرب والولايات المتحدة.
وكان العشرات من مسلحي تنظيم الدولة وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة قد قتلوا وجرحوا، في أكثر من 50 ضربة جوية، ضد أهداف للمسلحين في سوريا، وحدد ناشطون مواقع الضربات في إدلب والرقة ودير الزور.
وقال نشطاء إن الغارات أدت إلى مقتل أكثر من 70 عنصرا من مسلحي تنظيم الدولة، ونحو 50 عنصرا من جبهة النصرة، وذلك في مناطق مختلفة من شمالي وشرقي سوريا.
وأكدت مصادر عسكرية، الثلاثاء، أن صواريخ توماهوك التي أطلقها الطيران الأميركي ودول حليفة، انطلقت من المدمرة الأميركية "أر لي بورك". أما الضربات الجوية من الطائرات الحربية فانطلقت من حاملة الطائرات جورج بوش التابعة للبحرية الأميركية، وحددت هذه المصادر أنواع الطائرات بـ F16, F22, FA18.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية في وقت لاحق أنه جرى استخدام أكثر من 160 صاروخ توماهوك في العمليات العسكرية، وأنه جرى القضاء على مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة.
وكانت مصادرنا في الرقة قد قالت سابقا إن "الطيران الأميركي شن في الساعة الرابعة فجرا بتوقيت دمشق 18 غارة على مواقع تنظيم الدولة في محافظة الرقة شمال سوريا، توزعت على مبنى المحافظة وسط المدينة، وحاجز ومبنى الفروسية غربي المدينة، معسكر الطلائع جنوبي المدينة، مبنى فرع أمن الدولة بجانب المشفى الوطني .
وتوزعت خمس غارات أخرى على مطار الطبقة العسكري وأطراف المطار الشرقية في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، وثلاث غارات جوية على مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، بالإضافة إلى ثلاث غارات جوية استهدفت اللواء 93 وأطرافه في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
أما الموقف السوري الرسمي تجاه هذه الغارات فقد نقله عضو مجلس النواب السوري شريف شحادة، وقال إن "سوريا سعيدة بإنهاء هذا التنظيم الإرهابي، وكان من الأفضل التنسيق معها، لامتلاكها معلومات عبر أجهزتها الاستخباراتية عن مواقع المسلحين".
وأكد شحادة على أن "الطرف الوحيد القادر على محاربة وقهر هذه المجموعات الإرهابية، هو الجيش السوري واللجان الشعبية التابعة للنظام السوري".
وأوضح الناشط السياسي أبو محمد الرقاوي في اتصال مع سكاي نيوز عربية أن "الغارات التي استهدفت الرقة تجاوز عددها العشرين غارة، وضربت كل المناطق المهمة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، من ضمنها مخزن للأسلحة".
وأضاف أن "التنظيم حاول التمويه بأنه خرج من مقراته، لكنه بقي فيها، وسقط أحد أبراج الاتصالات الذي يستخدمه التنظيم في إحدى الغارات، ما أدى إلى انقطاع الاتصال فيما بينهم". وأشار إلى أن الغارات لم تسقط أي من المدنيين في منطقة العمليات.
 
ناشطون يكشفون اليوم الأول من غارات التحالف على داعش
 المصدر : النهار.... محمد نمر
فعلتها أميركا وضربت تنظيمي "الدولة الاسلامية" و"جبهة النصرة" في سوريا بمساندة دول عربية هي السعودية والامارات وقطر والبحرين والاردن التي أخذت خيارها بالقضاء على الارهاب حتى لو كان الموقع المستهدف فيه من مواطنيها ينتمون إلى أحد التنظيمين.
مع بزوغ فجر الثلثاء، كانت طائرات التحالف الدولي ضد الارهاب تحلق في سماء سوريا، فهي المرة الأولى التي يدخل فيها الطيران الأميركي والعربي أجواء سوريا منذ عقود. ومن دون اذن مسبق شنت الطائرات أكثر من 50 غارة على مواقع "داعش" والنصرة"، انحصرت في المناطق الأتية: الرقة وريفها، البوكمال في دير الزور، الريف الغربي لحلب وكفر دريان في ريف ادلب.
شائعات في الرقة
عند الساعة الرابعة فجراً، استيقظ "الرقاويون" على اصوات الصواريخ التي ضربت مواقع "الدولة الاسلامية"، وبحسب الناشط السوري المعارض أحمد أبو بكر المتواجد في الرقة "استهدفت 7 غارات جوية مبنى المحافظة وسط مدينة الرقة وحاجز الفروسية شمال المدينة وحاجز المقص جنوبها ومعسكر الطلائع جنوبها ايضاً ومبنى أمن الدولة سابقا، فيما استهدفت 7 غارات جوية مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي ضاربة مطار الطبقة العسكري ومحيطه من الجهة الشرقية ومنطقة التركيبات، قرب سد الفرات في الحي الأول، وفي ريف الرقة الشمالي استهدفت ثلاث غارات جوية اللواء 93 ومحيطه في بلدة عين عيسى، وثلاث غارات أخرى في الريف الشرقي استهدفت مواقع "داعش" في مدينة معدان".
انتظر عناصر "داعش" ساعات الصباح الاولى وبدأوا بعمليات اعادة انتشار وتنظيم حتى لا يكون لديهم أي تجمعات كبيرة في مواقعهم، فيما اختار الاهالي خيار اللجوء بنسبة كبيرة خصوصاً في اتجاه الريف الخالي من اي تواجد لـ"داعش" ونسبة قليلة في اتجاه الريف لشمالي ومنطقة التل الابيض الحدودية في محاولة لدخول تركيا، فيما بقي جزء كبير في الرقة، بحسب أبو بكر الذي يذكّر أن "عدد سكان الرقة 700 او 800 الف نسمة ولدينا اكثر من 600 الف نازح".
تملك "داعش" في الرقة مضاداً للطيران (نوع رشاش)، لكن في رأي أبو بكر "هذا السلاح لا يستطيع اسقاط الطائرات الاميركية السريعة والتي تقصف من مدى جوي عال جداً"، ويضيف: "استطاع تنظيم الدولة الاسلامية الاستيلاء على صواريخ مضادة للطيران من مطار الطبقة العسكري، لكنها ايضا لن تؤثر على الطيران الاميركي".
الجميع يشعر بالصدمة، لم يكن أحد يتوقع أن تضرب "داعش" بطائرات اميركية وعربية، ويقول أبو بكر: "الاهالي في حال تفاؤل بأن يتم القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية، خصوصاً ان لا اصابات في صفوف المدنيين". أما عن عدد القتلى في صفوف "داعش" فلا يزال غامضاً، خصوصاً أن التنظيم قام بعمليات اخلاء في الفترة الاخيرة خوفا من أي ضربة عسكرية. عادت الطائرات الحربية إلى مواقعها لتحل مكانها طائرات الاستطلاع، وسط تخوف من من أي غارة جديدة.
وانتشرت شائعات عن سقوط طائرة للتحالف في الرقة بعد اصطدامها ببرج اتصالات، وتداول البعض بصور مزعومة لاجزاء منها، إلا أن أبو ابرهيم الرقاوي نفى الامر وأكد أن "صاروخا اصطدم ببرج الاتصالات، والصور التي انتشرت هي لاجزاء منه".
البوكمال الغامضة
الغموض لا يزال يلف الأوضاع في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، فـ"داعش" هناك قطعت الانترنت عن غالبية الاهالي ومنعت أي ناشط سوري من العمل، وبات الحصول على معلومات من هناك كالبحث عن ابرة في كومة قش، لكن وبحسب ما جمعه الناشط السوري في وكالة "سوريا برس" ماهر حمدان من معطيات فإن 30 غارة جوية استهدفت مقرات "داعش" في البوكمال التي شهدت عمليات هروب من هذا التنظيم منذ اسبوع، وتم التأكد من مقتل أكثر من 3 عناصر وجرح العشرات.
ويقول حمدان: "تركزت الغارات الجوية على مقرات حيوية ورئيسية لتنظيم "داعش"، اضافة إلى حواجز عدة هي: السويعية - الزراعة - النسوية - العقروب – هجين"، مشيرا ًإلى أن "المناطق التي ضربت تعتبر الجسد الرئيسي للتنظيم وبعضها تم اخلاؤه، وهرب مقاتلون بأسلحتهم الى مدينة الميادين وبعضهم إلى أحياء داخل المدينة".
اما مدرسة الزراعة التي قصف حاجزها، فهي نقطة يتحصن فيها عدد كبير من مقاتلي التنظيم، ويوضح حمدان أن "المدرسة عبارة عن سجن مركزي يسجنون فيه من يتهمونه بالردة والكفر، وغالبيتهم من المدنيين العزل ومقاتلي الجيش الحر المعتدلين، اضافة الى نشطاء ومراسلي قنوات اخبارية". كما تحدث حمدان عن "استهداف لحافلة تقل المدنيين قتل كافة من فيها".
اربعة مداجن لـ"النصرة" في ادلب
المفاجأة كانت في ادلب، فلم يحسب تنظيم "جبهة النصرة" أنه مستهدف، وفي التوقيت عينه الذي ضربت فيه الطائرات مواقع اخرى في سوريا، ضربت خمس مواقع في بلدة كفردريان في ادلب، مستهدفة 4 مداجن في شرق القرية هي عبارة عن مقرات لـ"النصرة" اثنان منها على الاقل عبارة عن مستودعات ذخيرة وأسلحة، ويقول الناشط السوري مراد الأيهم لـ"النهار": "تم قصف المداجن بأربعة صواريخ (يرجح انها توماهوك)، وتم تدميرها بالكامل، إذ كانت الاصابات دقيقة مئة في المئة ما ادى الى حصول انفجار في مستودعات الاسلحة، كما تم قصف بناء مؤلف من طبقتين يسكنه نازحون". هذه الضربة ادت الى مقتل لا يقل عن 30 عنصرا من "النصرة" لكنها أيضاً قتلت 10 مدنيين وجرحت نحو 30 شخصاً، وفق الايهم.
واستغل النظام السوري الضربة وشن غاراته على بلدة خان السبل في ريف سراقب، وعلى بلدة التمانعة التابعة لخان شيخون، فيما استغلت قوات المعارضة السورية والكردية الضربات القريبة من الحدود التركية والتي تبعد حوالي 150 متراً عن حلب لأسر عناصر من "داعش" حاولوا الهرب بعيدا عن مناطق تابعة لكوباني.
ويقول الناشط السوري وحيد تامو: ثلاث غارات استهدفت مواقع لـ"داعش" في قرى كرك وجلبية وخان مامد الواقعة في الجهة الشرقية من ريف كوباني القريب من الحدود التركية، ما دفع عناصر "داعش" إلى الانتقام بالهجوم على المدينة.
استهداف "النصرة" و"المهاجرين" في حلب
في ريف حلب الغربي، استهدفت الغارات مواقع لـ"النصرة" و"جيش المهاجرين" في ريف المهندسين ومنطقة خان عسل وبلدة اورم الكبرى، بحسب ما يؤكد الناشط الاعلامي هناك بهاء الحلبي الذي أكد سقوط "15 قتيلاً من عناصر النصرة".
من جهته يشير رئيس مركز الدفاع المدني في مدينة الباب أبو أحمد ان "الغارة استهدفت مبانياً بعيدة جداً عن مقرات "جبهة النصرة" ما ذكرنا بالقصف العشوائي، وما ادى الى سقوط ضحايا من المدنيين". أما أبو مجد الحلبي فتحدث عن تضارب في المعلومات في شأن عدد قتلى "النصرة" ويقول: "هناك من يؤكد أن العدد فاق 40 شخصاً فيما يرى اخرون ان العدد مبالغ به، ويبقى الامر رهن النصرة التي تتكتم عن اوضاعها كالعادة". ويذكّر بأنه "في الريف الشرقي لحلب اماكن مقرات "داعش"، لاحظنا انحسار اعداد عناصر التنظيم منذ 15 يوماً، وبدا الامر بمثابة اعادة انتشار او استعداد للانسحاب من المناطق".
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن "المرصد السوري لحقوق الانسان" تأكيده ان الضربات التي شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع للجهاديين في شمال وشرق سوريا اسفرت عن مقتل 120 منهم على الاقل.
 
ضربات جوية وصاروخية على جماعة «خراسان» الإرهابية

جريدة الشرق الاوسط... لندن: محمد الشافعي ... لم تقتصر الضربات الجوية والصاروخية الأولى لتحالف مكافحة الإرهاب في سوريا على مواقع لـ«داعش»، بل شملت مواقع لجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وكذلك مجموعات متطرفة أخرى مثل خراسان التي تثير قلق السلطات الغربية أكثر من ذي قبل.
* من هي جماعة «خراسان»؟
* وقال البيان الصادر عن القيادة المركزية الأميركية بشأن الضربات: وبشكل منفصل، تصرفت الولايات المتحدة لدرء مؤامرة هجوم وشيك على مصالح الولايات المتحدة والغرب من قبل مجموعة من مخضرمي «القاعدة» تعرف باسم جماعة خراسان اتخذت ملاذا آمنا في سوريا لترتيب هجمات خارجية وتجميع واختبار المتفجرات وتجنيد الغربيين للقيام بعمليات. وقامت الولايات المتحدة وحدها بتلك الهجمات.
وكان اسم هذه الجماعة تردد في الآونة الأخيرة في وسائل إعلام أميركية وغربية نقلت عن مسؤولين في أجهزة الأمن والاستخبارات أن خطرها على الدول الغربية يفوق خطر تنظيم الدولة. وحسب أحدث تقرير نشرته «الشرق الأوسط» الاثنين الماضي فإن تلك الجماعة تضم متطرفين من باكستان واليمن وأفغانستان، وتتبع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وتضيف أن تلك الجماعة لم تأت إلى سوريا للإطاحة ببشار الأسد، ولا يهمها الاستيلاء على أراض كما في حالة تنظيم الدولة،
* أخطر من «داعش»
* وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي أن المسؤولين الأميركيين اعترفوا للمرة الأولى بخطر جماعة خراسان، وقال مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر: «فيما يتعلق بالتهديد للأمن الوطني، فإن خراسان تشكل تهديدا أخطر من (داعش)». ووفقا لخبراء، فإن جماعة خراسان ما هي إلا واحدة من جماعات إرهاب عنقودية انتشرت في سوريا والعراق في الآونة الأخيرة بسبب الأوضاع الأمنية في البلدين.
وظهر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) للمرة الأولى في نيسان (أبريل) 2013، وقدم على أنه نتيجة اندماج بين تنظيمي دولة العراق الإسلامية التابع لـ«القاعدة» وجبهة النصرة السورية، إلا أن هذه الأخيرة رفضت الاندماج على الفور، ما تسبب في اندلاع معارك بين الطرفين في يناير (كانون الثاني) 2014 لا تزال مستمرة بتقطع حتى اليوم.
* جبهة النصرة
* تم تشكيلها أواخر سنة 2011 خلال الأزمة السورية، وهي منظمة تنتمي للفكر السلفي الجهادي وعرفت بخبرة رجالها وتمرسهم على القتال. وسرعان ما نمت قدراتها وباتت في غضون أشهر من أبرز قوى الثورة وأقساها على جيش النظام في حلب ودمشق. ولا يعرف بالضبط ما أصل هذه المنظمة غير أن تقارير استخبارية أميركية ربطتها بتنظيم القاعدة في العراق. وتعد جبهة النصرة لأهل الشام من الجماعات السلفية الجهادية التي أسست أواخر عام 2011 في غمرة الانتفاضة الشعبية في سوريا ودعت الجبهة في بيانها الأول الذي أصدرته في 24 يناير (كانون الثاني) 2012 السوريين للجهاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري. وتبنت هذه الجماعة منذ إنشائها عدة هجمات وتفجيرات في مدينة حلب، وحي الميدان بالعاصمة السورية في يناير 2012 وعلى منشآت أمنية في دمشق مطلع مايو (أيار) 2012. وجاء في بيان نُشر على موقع «شموخ الإسلام» الذي يستخدمه الإسلاميون تحت عنوان «القصف بالنسف» أن «جبهة النصرة تتبني عملية فرع الأمن الجوّي وإدارة الأمن الجنائي بدمشق».
لا يُعرف على وجه التحديد أصل جبهة النصرة، لكن يبدو أنها نشأت في مدينة حمص وسط سوريا. وأعلنت جبهة النصرة لأهل الشام عن تشكيل «كتائب أحرار الشام» وذلك في بيان بثته على موقع «يوتيوب» بالشبكة العنكبوتية يوم 23 يناير. كما أعلنت الجبهة في البيان نفسه مسؤوليتها عن الهجوم على مقر جهاز الأمن في إدلب.
 
التحالف العربي ـ الأميركي يضرب المتطرفين بسوريا في حرب مفتوحة وغياب أوروبي عن أولى العمليات العسكرية.. والمعركة المقبلة استهداف المقاتلين الأجانب

لندن: مينا العريبي واشنطن: «الشرق الأوسط» ... بعد ثلاث سنوات من تحول المظاهرات السلمية في سوريا إلى حرب أهلية استغلها متطرفون للتوغل في سوريا، أطلقت الولايات المتحدة ودول عربية أولى الضربات الجوية داخل سوريا، والتي تنذر بتحول سياسي تجاه الأزمة السورية.
وحرصت مصادر دبلوماسية أميركية، أمس، على التأكيد أن هذا التحرك ليس دعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بل هو دعم للمعارضة «المعتدلة»، في وقت قدمت فيه الولايات المتحدة رسالة إلى الأمم المتحدة توضح أنها اتخذت هذا الإجراء لأن نظام الأسد «لم ولن يتصدى للملاذات الآمنة» للإرهابيين. وأضافت الرسالة التي نشرتها وكالة «رويترز» أن التحرك مبرر بموجب البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة الذي يغطي الحقوق الفردية أو الجماعية للدول في الدفاع عن النفس ضد هجوم مسلح. وشدد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، على أن مكافحة الإرهابيين «ليست معركتنا بمفردنا»، موضحا «أصدقاؤنا وشركاؤنا، السعودية والإمارات والأردن والبحرين وقطر، شاركونا في عملنا. الولايات المتحدة فخورة بأن تقف كتفا إلى كتف مع هذه الدول نيابة عن أمننا المشترك». وأضاف «قوة تحالفنا توضح أن هذه ليست معركة أميركا وحدها.. فوق كل شيء، شعوب وحكومات الشرق الأوسط ترفض (داعش) وتقف ضده من أجل السلم والأمن الذي تستحقه شعوب المنطقة والعالم بأسره». وربط أوباما بوضوح بين الضربات الجوية والخطط التي تضعها واشنطن مع حلفائها العرب والأوروبيين لدعم المعارضة السورية، متعهدا بـ«تصعيد جهودنا لتدريب وتسليح المعارضة السورية التي هي أفضل مواجهة لـ(داعش) ونظام الأسد».
ومن المرتقب أن تطول فترة توجيه الضربات العسكرية، إذ أوضح أوباما في رسالة إلى الكونغرس أمس أنه من المتعذر معرفة كم من الوقت ستستغرقه العمليات التي تقودها الولايات المتحدة ضد متشددي تنظيم داعش. ويأتي ذلك في حين وجهت القوات الأميركية أولى ضرباتها للجماعة المتشددة في سوريا.
وكان من اللافت غياب دول أوروبية، مثل المملكة المتحدة وفرنسا، عن التحرك العسكري، وهما حليفتان للولايات المتحدة في حلف «الناتو» وأعربتا سابقا عن رغبتهما في التصدي للتنظيمات المتطرفة. وأفادت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ«الشرق الأوسط» بأن «هذا التحالف يتسع شيئا فشيئا، والقرار لم يحسم في لندن وباريس بعدم المشاركة في هذا التحرك العسكري». ولكن لفتت المصادر إلى فشل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، العام الماضي، في الحصول على دعم البرلمان لتوجيه ضربات في سوريا، مما يجعله مترددا في طلب إذن من البرلمان بهذا الهدف. وتسعى لندن وباريس ودول أوروبية أخرى شاركت في التحالف الأساسي لمواجهة «داعش»، والذي ولد في قمة «الناتو» في ويلز بداية الشهر، لمواجهة «داعش» من خلال وقف تدفق المقاتلين الأجانب له والتمويل. وهذا سيكون محور اجتماع اليوم في الأمم المتحدة الذي يترأسه أوباما. وقال أوباما أمس قبل توجهه إلى نيويورك «أكثر من 40 دولة عرضت مساعدتها في الجهود الشاملة لمواجهة هذا التهديد الإرهابي، لضرب الأهداف الإرهابية وتدريب وإعداد القوات العراقية وقوات المعارضة السورية ضد (داعش) على الأرض، وقطع تمويل (داعش) ومواجهة آيديولوجيتها الحاقدة ومنع تدفق المقاتلين من وإلى المنطقة».
وطغت أخبار الضربة الجوية ضد تنظيمات مثل «داعش» و«خراسان» على أجواء وأروقة مقر الأمم المتحدة، أمس، حيث وصل قادة العالم للأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان من المرتقب أن يلتقي وزير الخارجية الأميركية بمسؤولين من السعودية والأردن والإمارات والبحرين وقطر في نيويورك للتشاور بشأن المرحلة المقبلة من العمليات العسكرية في سوريا. وتطابقت المعلومات من مصادر أميركية وأوروبية وعربية لـ«الشرق الأوسط» حول عدم وجود جدول زمني في الأفق بشأن الضربات العسكرية على المجموعات الإرهابية، إذ أوضحت المصادر الدبلوماسية أن ضربات ليلة أول من أمس بداية لسلسلة من الضربات خلال الفترة المقبلة، وقد تتسع لتشمل «حلفاء آخرين». وأفادت مصادر بريطانية لـ«الشرق الأوسط» بأن لندن «ليست بعيدة عن اتخاذ قرار» للانضمام إلى الضربات الجوية ضد «داعش»، في وقت تراعي فيه لندن مسألة وجود رهائن بريطانيين لدى التنظيم الإرهابي. ولكن من المتوقع أن تكون تلك الضربات على مواقع في العراق وليس سوريا، في المرحلة الحالية.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأميرال جون كيربي، للصحافيين أمس «يمكنني أن أقول لكم إن الضربات التي وجهت الليلة الماضية هي مجرد بداية»، مضيفا بحسب وكالة «رويترز» أن الضربات كانت «ناجحة جدا» وستتواصل.
وبعد توجيه الضربات الجوية داخل سوريا وتعدي عدد الضربات داخل العراق 194 ضربة، تشن الولايات المتحدة معركة جديدة على تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية، إذ يترأس أوباما اجتماعا بهذا الهدف اليوم لدى مجلس الأمن. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، أن المقاتلين الأجانب يشكلون «تهديدا للسلام والأمن الدوليين»، من دون أن يعلن دعمه بشكل مباشر للضربات على سوريا. وقال بان كي مون، في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة «مما لا شك فيه، والأمر بات يواجه بإجماع دولي، أن هذه المجموعات المتطرفة تشكل تهديدا مباشرا للسلام والأمن الدوليين». إلا أنه أوضح أن «كل الإجراءات المتخذة يجب أن تكون متطابقة تماما مع شرعة الأمم المتحدة ومع القوانين الإنسانية الدولية». وتسعى واشنطن، بدعم حلفاء عرب، لاستخراج قرار من مجلس الأمن يجرم الانضمام إلى مجموعات متطرفة مقاتلة، بهدف الحصول على شرعية «القوانين الدولية».
 
5 دول عربية تشارك في الضربات ضد الإرهاب ومصدر خليجي لـ «الشرق الأوسط»: قوات درع الجزيرة لن تتحرك نحو شمال السعودية

الرياض: فهد الذيابي عمان: محمد الدعمه .... شاركت خمس دول عربية، هي المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والإمارات والأردن، في الغارات الجوية التي استهدفت تنظيم داعش في سوريا، ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة للقضاء على الإرهاب والذي يضم قرابة 40 دولة.
وصرح مصدر مسؤول بأن القوات الجوية الملكية السعودية شاركت في عمليات عسكرية في سوريا ضد تنظيم داعش، ولدعم المعارضة السورية المعتدلة «ضمن تحالف دولي للقضاء على الإرهاب الذي يعتبر داء مميتا، ولدعم الشعب السوري الشقيق لاستعادة الأمن والوحدة والتطور لهذا البلد المنكوب».
أمام ذلك، كشف مصدر عسكري خليجي لـ«الشرق الأوسط»، أن الغارات الخليجية التي شهدت مشاركة عدد من قوات سلاح الجو الخليجي إلى جانب قوات التحالف بقيادة أميركا، كانت مدروسة وبتنسيق مع غرف عمليات عسكرية مشتركة، مشيرا إلى أن قوات درع الجزيرة الخليجية لن تتحرك إلى شمال السعودية مواكبة مع ردود فعل محتملة من تنظيم «داعش».
وأفاد المصدر – الذي رفض الكشف عن هويته – أن القوات السعودية المتركزة في عرعر ورفحاء (شمال البلاد) لديها القدرة الكافية على التصدي إلى أي اعتداء، وأضاف قائلا «السعودية لم تطلب أي دعم ومؤازرة إقليمية أو دولية لمواجهة أي خطر يهدد أراضيها».
كما أكدت الإمارات مشاركتها في الضربات الجوية، وقال بيان لوزارة الخارجية، أمس، إن «القوات الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة شنت أولى ضرباتها ضد أهداف (داعش) مساء أمس (الاثنين)»، مشيرا إلى أن «العملية جرت بالتنسيق مع القوات المشاركة في الجهود الدولية ضد (داعش)».
وفي وقت سابق، قال بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء الرسمية البحرينية، إن «تشكيلات من سلاح الجو الملكي البحريني وبالاشتراك مع القوات الجوية الشقيقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقوات الحليفة والصديقة قد قامت في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء بضرب وتدمير عدد من المواقع والأهداف المنتخبة للجماعات والتنظيمات الإرهابية ضمن الجهد الدولي المتعلق بحماية الأمن الإقليمي والسلام الدولي».
من جهته، أعلن الأردن مشاركة تشكيلات من طائرات سلاح الجو في قصف وتدمير أهداف منتخبة لتنظيم داعش داخل سوريا، وأنه سيستمر في تنفيذ تلك العمليات ردا على محاولات «الإرهاب» التسلل إلى المملكة. وقال محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأردن وعددا من الدول العربية الشقيقة جزء من العملية التي تستهدف مواقع تنظيم داعش وضرورة الضغط على هذا التنظيم حفاظا على أمن واستقرار الأردن». وأضاف أن العمليات الجوية ستستمر لقصف مواقع «داعش» داخل الحدود السورية، مؤكدا أن الأردن جزء من التحالف ضد «داعش».
وقال المومني «إن الهجوم من قبل التنظيمات الإرهابية على حدودنا كان مستمرا ومنذ فترة، وكانت هناك ضرورة مُلحة لكي نستبق الإرهاب ونقضي عليه في معاقله». وأكد أن «هدف الضربات الجوية القضاء على الإرهاب في عقر داره بعد استمراره بمحاولة خرق حدود المملكة وعدم قدرة الدول المجاورة على وقف محاولات هذه التنظيمات لخرق الحدود»، في إشارة إلى محاولات تسلل إلى المملكة تقع بين الحين والآخر عبر الحدود السورية والعراقية. وأعاد المومني التأكيد على أن «الأردن لن يألو جهدا في سبيل مطاردة الإرهاب والقضاء عليه تحصينا لأمنه واستقراره».
وردا على سؤال بشأن إبلاغ السلطات السورية بتلك الهجمات، قال المومني لـ«الشرق الأوسط» إن «الأردن جزء من تحالف دولي، وإن قيادة التحالف لها اتصالات مباشرة وغير مباشرة مع الدولة السورية». وأشار إلى أن مهام الأردن غير محصورة بالضربات الجوية، وأن أي عمليات مستقبلية سيعلن عنها في حينها.
وأعلنت القوات المسلحة الأردنية أن تشكيلات من طائرات سلاحها الجوي قامت، في الساعات الأولى من فجر أمس «بتدمير عدد من الأهداف لبعض الجماعات الإرهابية في عدد من المواقع على الحدود الشمالية والشرقية التي تتخذها كمركز انطلاق لعملياتها تجاه الأراضي الأردنية». وأفاد مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية «في الساعات الأولى من فجر اليوم (أمس الثلاثاء) قامت تشكيلات من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بتدمير عدد من الأهداف المنتخبة والتي تعود لبعض الجماعات الإرهابية التي دأبت على إرسال بعض عناصرها الإرهابية لتنفيذ أعمال تخريبية داخل المملكة الأردنية الهاشمية، وعادت جميع الطائرات إلى قواعدها سالمة».
وأضاف أنه «على الرغم من التحذيرات المتكررة والإجراءات الحاسمة التي اتخذتها القوات المسلحة على الحدود الشمالية والشرقية في مواجهة عمليات التسلل وإطلاق النار تجاه المواقع العسكرية، والتزام القوات المسلحة بمبدأ حماية الحدود، على أمل أن يقوم الطرف الآخر بضبط حدوده والسيطرة عليها، فإنه وللأسف ازدادت محاولات خرق الحدود وبشكل كبير خلال الشهرين الماضيين، مما اضطر القوات المسلحة إلى توجيه ضربة جوية لعدد من المواقع التي تتخذها بعض الجماعات الإرهابية مركز انطلاق لعملياتها تجاه الأراضي الأردنية».
وشدد المصدر على أن «القوات الأردنية لن تتردد، إذا تكررت مثل هذه المحاولات، في توجيه رسالة حاسمة لتلك الجماعات في أوكارها بأن أمن الحدود وسلامة المواطنين الأردنيين لن يكونا محل مساومة وتهاون».
 
الائتلاف الوطني يرحب بالضربات الجوية ويدعو لاستمرارها وسفيره لدى فرنسا: ننسق مع 20 فصيلا أبرزها «حزم»

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم .... رحّبت المعارضة السورية ببدء تنفيذ التحالف الدولي ضرباته ضدّ التنظيمات المتطرفة في سوريا، وأبرزها «داعش»، مبينة أنّها ستساعد في معركته ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وجدّدت المعارضة التأكيد على عدم اختزال الإرهاب بـتنظيم داعش، بل ضرورة أن يشمل «النظام السوري» والتنظيمات المدعومة من إيران التي تقاتل في سوريا. وبدا واضحا أنّ توقيت بدء تنفيذ الضربات كان مفاجئا بالنسبة إلى المعارضة، ما يشير إلى غياب التنسيق معها من قبل التحالف كما مع النظام، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى بذل الجهود لإعادة ترتيب الأوراق السياسية منها والعسكرية، لا سيّما بعد حل رئيس الائتلاف الوطني هادي البحرة المجلس العسكري أوّل من أمس.
وهو ما لفت إليه سفير الائتلاف لدى فرنسا منذر ماخوس لجهة أنّ الضربة كانت أسرع مما كان متوقعا. وكشف حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنّ ما حصل في كوباني في حلب، في الأسبوع الأخير، وأدّى إلى تهجير أكثر من 130 ألف كردي، سرّع في تنفيذ الضربة العسكرية. ودعا ماخوس في الوقت عينه إلى التسريع في تنفيذ وعود تسليح وتدريب الفصائل المعارضة، لتشكيل فصيل ثالث من شأنه تولي السيطرة على المناطق التي يحتلّها «داعش».
وقال مصدر معارض لـ«الشرق الأوسط» إنّ كلا من المعارضة والنظام فوجئا ببدء تنفيذ التحالف الدولي ضرباته العسكرية ضدّ «داعش»، مؤكدا أنّه لم يكن هناك أي تنسيق مع الطرفين، وهو ما أكّده مصدر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط»، مستبعدا أن تكون أميركا نسقت عسكريا مع دمشق، مضيفا أنهم «ليسوا بحاجة إلى التنسيق، فهم يمتلكون القدرات اللازمة للقيام بذلك، وخير دليل على ذلك الطلعات الجوية التي نفّذت في الأيام الماضية فوق مناطق يسيطر عليها التنظيم».
وأكّد ماخوس أنّ ممثلي دول التحالف، وعلى رأسهم أميركا، أكّدوا للمعارضة أنّه لم ولن يحصل أي تنسيق مع النظام السوري، وعدَّ أنّ أمرا كهذا سيكون خطأ استراتيجيا قد يؤدي إلى تكرار السيناريو العراقي. وأضاف: «يجب عدم اختزال الإرهاب بـ(داعش)، بل ضرب مصدر هذا الإرهاب المتمثّل بالنظام السوري والمجموعات لتابعة لإيران في سوريا».
من جهته، قال أمين عام الائتلاف نصر الحريري أثناء اللقاء بالقادة العسكريين في ريف إدلب وحلب: «إنّ أي حل بمعزل عن إسقاط (الرئيس السوري بشار) الأسد لن ينقذ سوريا ولن يحل المشكلة وسيحافظ على انتشار التطرف». وأضاف: «إنّ هذه الضربات العسكرية إن أصرّت على تجاهل الأسد، فإن أحدا لن يستطيع تفسيرها إلا أنها محاولة إنتاج وتأهيل للأسد وعصابته».
وتوقّع مصدر معارض أن يؤدي غياب الخطة الواضحة لغاية اليوم من قبل التحالف الدولي وتشرذم المعارضة، إلى حالة من الفوضى ستصيب المناطق التي يسيطر عليها «داعش»، لا سيّما أنّه ليس للجيش الحر أي وجود في هذه المناطق، بينما أكّد ماخوس أنّ الأيام المقبلة من شأنها توضيح نتائج الضربة العسكرية المفاجئة. وأشار إلى أنّ الهمّ الأوّل بالنسبة إلى المعارضة اليوم هو التسريع بتسليح المعارضة ومدّها بالسلاح اللازم لتشكيل فصيل ثالث معتدل ليتولى السيطرة على المناطق التي يوجد فيها تنظيم داعش.
ورأى ماخوس أنّ حلّ المجلس العسكري قبل يوم واحد من بدء ضربات التحالف الدولي، من شأنه أن يؤثّر معنويا على الجيش الحرّ، لكنّه لن يغيّر من المعادلة العسكرية، لا سيّما أنّ التنسيق يحصل مع فصائل معتدلة اختارها التحالف وهي نحو 20 فصيلا، أبرزها «حركة حزم» و«ثوار سوريا» و«لواء الفرسان» والفرقة 13 والفرقة 101.
وكان البحرة أعلن في بيان له أوّل من أمس حل القيادة العسكرية العليا، داعيا لإعادة تشكيلها بالتشاور مع الفصائل العسكرية والثورية الفاعلة في الساحة السورية خلال فترة أقصاها شهر، بعدما أكد أن «انسحاب فصائل أساسية في مؤسسة الجيش الحر جعل مجلس القيادة العسكرية العليا فاقدة لتمثيل الفصائل العسكرية والثورية الفاعلة على الأرض».
من جهته، قال ماخوس إنّه وإن كان قرار البحرة صائبا في مكان ما، لكن التوقيت لم يكن مناسبا كما أنّه غير قانوني، على اعتبار أنّه يجب أن يصدر عن الهيئة العامة، وسوف يكون هذا الموضوع محور بحث اجتماع الهيئة العامة في 10 و11 أكتوبر (تشرين الأوّل) المقبل.
 
الأسد يرحب بالضربات الجوية ضد «داعش» وسط استياء إيران و«حزب الله» ودمشق تعلن علمها المسبق بالضربات العسكرية.. وأميركا تنفي التنسيق

بيروت: «الشرق الأوسط» .... بدا واضحا إرباك النظام السوري حيال الضربة العسكرية التي نفّذها التحالف الدولي أمس ضدّ مواقع تنظيم «داعش» في سوريا. ففي حين أكد الرئيس السوري بشار الأسد تأييد بلاده «لأي جهد دولي» يصب في مكافحة الإرهاب بالتزامن مع إعلان دمشق علمها المسبق بالضربات، لم تنتظر الولايات المتحدة أكثر من ساعات قليلة حتى تنفي هذا الأمر بتأكيدها أنّ أميركا لم تطلب تصريحا من سوريا أو تنسق معها قبل شن الغارات الجوية. مع العلم أنّ سوريا كانت قد عدت أنّ أي ضربة على سوريا من دون التنسيق معها تعد اعتداء على سيادتها.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية أمس تلقي وليد المعلّم رسالة من نظيره الأميركي جون كيري عبر وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري يبلغه فيها أن «أميركا ستستهدف قواعد تنظيم داعش في سوريا»، كما أعلن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أنّ سفيرة الولايات المتحدة في المنظمة الدولية سامانثا باور «أبلغته شخصيا بضربات جوية أميركية وعربية وشيكة ضد أهداف تنظيم داعش الإرهابي في سوريا».
لكن الولايات المتحدة أكدت لاحقا على لسان المتحدثة باسم خارجيتها جين بساكي أنّ أميركا لم تطلب تصريحا من سوريا أو تنسق معها قبل شن الغارات الجوية التي استهدفت عناصر «داعش» وغيره من الجماعات المتشددة على الأراضي السورية. وقالت: «حذرنا سوريا من الاشتباك مع الطائرات الأميركية». وأضافت: «لم ننسق إجراءاتنا مع الحكومة السورية ولم نقدم للسوريين إخطارا مسبقا على المستوى العسكري أو أي مؤشر بشأن توقيت مهاجمة أهداف معينة». وذكرت أن وزير الخارجية كيري لم يبعث برسالة إلى النظام السوري.
وكانت وزارة الخارجية السورية قالت في بيان بثه التلفزيون الرسمي إن «سوريا مع أي جهد دولي يصب في مكافحة الإرهاب مهما كانت مسمياته من داعش أو جبهة النصرة أو غيرها وتشدد على أن ذلك يجب أن يجري مع الحفاظ على حياة المدنيين الأبرياء وتحت السيادة الوطنية ووفقا للمواثيق الدولية».
وأشارت الخارجية في بيانها إلى أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم تلقى أوّل من أمس رسالة من كيري عبر وزير خارجية العراق «يبلغه فيها أن أميركا ستستهدف قواعد تنظيم داعش الإرهابي وبعضها موجود في سوريا». وأضاف البيان «إن الجمهورية العربية السورية إذ تؤكد أنها كانت وما زالت تحارب هذا التنظيم (...) فإنها لم ولن تتوقف عن محاربته وذلك بالتعاون مع الدول المتضررة منه بشكل مباشر وعلى رأسها العراق الشقيق وتشدد في هذا الإطار على أن التنسيق بين البلدين مستمر وعلى أعلى المستويات لضرب الإرهاب».
وفي لقاء جمعه بعد ظهر أمس مع مبعوث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومستشار الأمن الوطني في العراق فالح فياض، أكد الأسد تأييد بلاده «لأي جهد دولي» يصب في مكافحة الإرهاب. وقال الأسد كما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية (سانا)، «إن نجاح هذه الجهود لا يرتبط فقط بالعمل العسكري على أهميته بل أيضا بالتزام الدول بالقرارات الدولية ذات الصلة وما تنص عليه من وقف كل أشكال دعم التنظيمات الإرهابية». وزعم خلال اللقاء أن «سوريا ماضية بكل حزم في الحرب التي تخوضها منذ سنوات ضد الإرهاب التكفيري بكل أشكاله».
وأشارت الوكالة إلى أن الأسد أطلع فياض على «آخر الترتيبات» المتخذة في إطار مكافحة الإرهاب «وتم التطرق إلى الخطوات المقبلة والتدابير الممكنة من أجل توفير أفضل السبل لإنجاح هذه الجهود بما يؤدي إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها». كما جرى خلال اللقاء «التأكيد على مواصلة التعاون والتنسيق بين قيادتي البلدين في محاربة هذه الآفة الخطيرة وخاصة بعد أن أثمر هذا التعاون عن نتائج إيجابية على الشعبين في سوريا والعراق وعلى شعوب المنطقة».
وانتقدت إيران ضمنا الموقف السوري المرحب بالغارات، ونددت بـ«انتهاك السيادة السورية» بعد الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسن أمير عبد اللهيان في تصريح أوردته وكالة الإنباء الرسمية إرنا «إن أي تحرك عسكري في الأراضي السورية من دون الحصول على إذن حكومة هذا البلد ومن دون احترام القوانين الدولية غير مقبول». وأضاف: «إن المعركة ضد الإرهاب لا يمكن أن تكون ذريعة لانتهاك السيادة الوطنية».
وأكد أن طهران ستواصل مشاوراتها مع المسؤولين في دمشق والفاعلين الإقليميين والدوليين الآخرين وضمنهم الأمم المتحدة.
وفي وقت لاحق أمس، قال الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، إنه يعارض التدخل العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا. وقال نصر الله، في كلمة نقلتها قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ«حزب الله»: «نحن عندنا موقف مبدئي.. نحن ضد التدخل العسكري الأميركي وضد التحالف الدولي في سوريا سواء كان المستهدف هو النظام كما كان سيحصل قبل أكثر من سنة أو كان المستهدف (داعش) أو غير (داعش)». وأضاف «هذه الجماعات التي تقتل وتذبح لمجرد الاختلاف الفكري أو الاختلاف السياسي أو الاختلاف التنظيمي هؤلاء يشكلون تهديدا لكل سكان وشعوب وطوائف هذه المنطقة. لذلك نحن موقفنا من هذه الجماعات التكفيرية موقف حاسم وواضح ونهائي.. موقفنا واضح من قتالها ووجوب التصدي لها ودفع خطرها عن شعوب المنطقة وعن المنطقة».
 
الأكراد يطالبون بتوسيع الضربات الأميركية باتجاه كوباني و«داعش» يعيد انتشاره في مناطقهم والأمم المتحدة تضع خططا لفرار 400 ألف نازح من عين العرب إلى تركيا

بيروت: «الشرق الأوسط» .... أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، أنها تضع خططا لوجيستية لفرار كل سكان بلدة كوباني الكردية في سوريا وعددهم 400 ألف شخص، إلى تركيا هربا من تقدم متشددين إسلاميين، بموازاة استمرار الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «داعش» في جهة أخرى في ريف كوباني، وسط معلومات عن إعادة انتشار التنظيم في المناطق الكردية إثر الضربات الأميركية ضده في سوريا. وأوضحت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين ميليسا فليمنغ أن هذا الرقم يشمل كامل سكان منطقة كوباني والقرى المحيطة بها، إلى جانب 200 ألف نازح إلى مناطق داخلية في سوريا وجدوا ملاجئ لهم في البلدة الواقعة على الحدود مع تركيا. وقالت فليمنغ في المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف إن «غالبية المقبلين الجدد هم من السيدات والأطفال وكبار السن، ويصلون مرهقين تماما بعد أن ساروا على أقدامهم عدة كيلومترات للوصول إلى منطقة أمان فوق طريق مترب ووعر حاملين أمتعتهم». ومن ناحية أخرى ذكرت السلطات التركية أن 138 ألفا من الأكراد السوريين تدفقوا عبر الحدود من سوريا إلى تركيا منذ الأسبوع الماضي، وأشارت فليمنغ إلى أنه «ليس من الواضح ما إذا كان جميع السكان بالمنطقة سينتهي بهم الحال إلى الفرار من منازلهم». وفي غضون ذلك، قالت «وحدات حماية الشعب الكردي» وهي المجموعة المسلحة الرئيسة في سوريا، إن مقاتلي «داعش» أعادوا الانتشار من المناطق التي شملتها الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة وذلك باتجاه المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا. ودعت الوحدات لتوجيه ضربات جوية لمقاتلي «داعش» الذين يهاجمون بلدة كوباني. وقال المتحدث باسم الجماعة ريدور خليل لوكالة رويترز إن إعادة انتشار مقاتلي «داعش» من شأنها زيادة الضغط على المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن كوباني، التي تعرف أيضا باسم عين العرب، في مواجهة هجوم المتشددين عليها. وكان تقدمهم أدى إلى نزوح أكثر من 130 ألف كردي سوري إلى تركيا. وأكد خليل أن إعادة انتشار «داعش» في المناطق الكردية، بعد فرارهم من المناطق التي تعرضت لهجمات، «من شأنه أن يزيد الضغط على قواتنا إذا لم يقصفوا مواقع التنظيم على جبهة كوباني». وفي سياق متصل، رحبت أكبر جماعة سياسية كردية في سوريا بالضربات التي تقودها الولايات المتحدة ضد متشددي «داعش» في البلاد وقالت اليوم إنها تريد تنسيق جهود التصدي للتنظيم. وقال صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي في بيان: «نتطلع إلى التنسيق مع التحالف المناهض لداعش في مواجهة الإرهاب الذي يهدد كل القيم الإنسانية في الشرق الأوسط». وأضاف أن بلدة كوباني الكردية في شمال سوريا ما زالت واقعة تحت تهديد التنظيم المتشدد.

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,948,107

عدد الزوار: 6,972,861

المتواجدون الآن: 101