الملك سلمان مستشار أشقائه وحَكم العائلة سجل ناجح في الادارة وحذّر أميركا من إسرائيل...محمد بن نايف شوكة في حلق الإسلاميين..الأمير مقرن أصغر أبناء الملك عبد العزيز ملازم طيّار ذو خبرة واسعة في مكافحة الإرهاب...السعودية ودّعت الملك عبدالله بمشاركة زعماء عرب وأجانب انتقال سلس للسلطة والملك سلمان يتمسّك بنهج أسلافه

الفراغ الرئاسي في اليمن يلقي بظلال انفصالية على الجنوب تظاهرات تندّد بـ"الانقلاب" الحوثي وأخرى تؤيد "التصعيد الثوري"

تاريخ الإضافة الأحد 25 كانون الثاني 2015 - 7:06 ص    عدد الزيارات 2036    القسم عربية

        


 

الفراغ الرئاسي في اليمن يلقي بظلال انفصالية على الجنوب تظاهرات تندّد بـ"الانقلاب" الحوثي وأخرى تؤيد "التصعيد الثوري"
النهار..صنعاء - أبو بكر عبدالله
عادت أمس قوات الحرس الرئاسي اليمني الى الانتشار في محيط مقر أقامة الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، معززة بمدرعات وآليات ثقيلة، وسط حال ترقب لدى اليمنيين الذين أفاقوا على تداعيات سياسية كبيرة في المحافظات الجنوبية في ظل جمود مشاورات الحل السياسي، في انتظار انعقاد الجلسة المشتركة لمجلسي النواب والشورى المقررة غداً الأحد لبت استقالة الرئيس.
وأشاعت استقالة هادي اضطراباً سياسياً وحال احتقان امتد من محافظات الشمال إلى محافظات الجنوب التي شرعت في ترتيبات للاستقلال بقرارها السياسي والعسكري بينما شهدت العاصمة وبعض المحافظات تظاهرات لعرض القوة شارك فيها الآلاف من المناهضين للحوثيين الذين احتشدوا في الساحات العامة للتعبير عن رفضهم لـ "الانقلاب على الشرعية"، مع حشد الحوثيين الآلاف من انصارهم في العاصمة وبعض المحافظات.
تظاهرات في المدن
ونظم عشرات الناشطين في ساحة التغيير بصنعاء تظاهرة للتعبير عن مواقفهم الرافضة لـ "الانقلاب" تحت شعار استكمال أهداف الثورة الشبابية في 11 شباط 2011، وأدوا صلاة الجمعة وسط هتافات تندد بالانقلاب على مؤسسات الدولة ومقررات الحوار الوطني، كما أعلنوا عن تنظيم تظاهرة كبيرة اليوم السبت في ساحة التغيير رفضا لأعمال العنف وللمطالبة بعودة أجهزة الدولة الى ممارسة مهماتها.
وشهدت محافظات إب وتعز والحديدة تظاهرات مشابهة شارك فيها الآلاف الذين أدوا صلاة الجمعة في الساحات، مرددين هتافات مناهضة للحوثيين ومنددة بالانقلاب على الشرعية، بالتوازي مع حشد الحوثيين الآلاف من أنصارهم عصراً في الشارع المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي استجابة لدعوة اللجنة الثورية إلى تظاهرات للتعبير عن رفضهم "الانقلاب على اتفاق السلم والشركة وتأييد خطوات التصعيد الثوري".
وأعلنت اللجان الشعبية المسلحة في صنعاء إرجاء موقفها من استقالة الرئيس هادي الى حين اتخاذ البرلمان قراره في شأنها، ودعت " قادة الجيش إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية والثورية في تهدئة الأوضاع وممارسة اعمالهم اليومية المعتادة وفقا لما تقتضيه مصلحة الوطن والشعب اليمني العظيم"، كما دعت الموظفين في أجهزة الدولة إلى ممارسة أعمالهم بشكل طبيعي "لتفويت الفرصة على كل حاقد ومتربص بالوطن إرضاء لأجندات خارجية أو مصالح شخصية". وتحدثت اللجان الثورية التي يديرها الحوثيون عن" ترتيبات مهمة ولازمة لنقل السلطة بطريقة ديموقراطية" من غير ان تفصح عنها.
تفاعلات عسكرية
وفي إطار التفاعلات العسكرية للأزمة، دعا قائد قوات الاحتياط اللواء علي بن علي الجائفي قادة الوحدات العسكرية والأمنية في المحافظات وقادة الاحزاب إلى "عقد اجتماع طارئ" لتدارس ما يجري من مؤامرات وفراغ سياسي يهدد وحدة اليمن ونسيجه الاجتماعي".
وأكد اللواء الجائفي أن "وحدة اليمن خط أحمر" وان "اليمنيين شعب واحد وأمة واحدة ولن يستطيع اي متآمر تقسيمه وتشطيره وسيقفون صفاً الى جانب اخوانهم وأبنائهم أبناء المؤسستين العسكرية والأمنية". وأضاف أن "القوات المسلحة لن تتردد لحظة عن التضحية والفداء في سبيل رسوخ وثبات وحدة الوطن والوقوف أمام كل التحديات في مختلف الظروف".
الموقف في الجنوب
وفتحت التطورات السياسية والأمنية المتسارعة في صنعاء الباب أمام مشاريع قوى الحراك الجنوبي المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله، وخصوصا بعد إعلان عدد كبير من القوى السياسية بينها "الإخوان المسلمون" تأييدها للإجراءات التي باشرتها السلطات المحلية في بعض المحافظات الجنوبية والتي قررت النأي بنفسها عن مظاهر التدهور الحاصلة في العاصمة ومباشرتها إجراءات عسكرية وأمنية لحماية مجاليها الجوي والبحري وضبط الأمن والحفاظ على المصالح العامة.
وسارت في مدن جنوبية عدة تظاهرات شارك فيها المئات من أنصار الحراك الجنوبي الذين أعلنوا تأييدهم للقرارات التي اتخذتها السلطات المحلية في "إقليم عدن"، بينما أعلنت السلطات المحلية ومكونات الحراك الجنوبي في محافظة شبوة الانضمام إلى الترتيبات التي اتخذها إقليم عدن، وقطع علاقتها بالسلطة المركزية ورفض أي قرارات صادرة عن صنعاء وأقرت تكليف قيادات عسكرية من أبناء المحافظة تسلم بعض المعسكرات، إلى إطلاق ترتيبات لتأليف لجان شعبية لحفظ الأمن.
كذلك أعلن المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي بزعامة حسن أحمد باعوم دعمه الكامل للاجراءات التي اتخذتها اللجنة الأمنية في اقليم عدن، واعتبر التدابير التي شرعت فيها سلطة الإقليم "خطوة لمصلحة فرض الاستقلال وإعادة قيام الدولة الجنوبية الحرة المستقلة على أراضي الجنوب".
 
مدن اليمن تنتفض ضد الحوثيين
مشاورات جنوبية في عدن لتوحيد فصائل «الحراك»
الشرق الأوسط...صنعاء: حمدان الرحبي عدن: محمد الهاشمي
انتفضت المدن اليمنية أمس، في احتجاجات على توغل الحوثيين في مؤسسات الدولة، خاصة بعد استقالة الرئيس والحكومة، وانتفضت 4 مدن في مظاهرات حاشدة مناهضة للحوثيين، أمس الجمعة، للمطالبة بتسليم مؤسسات الدولة وسحب مسلحيهم، فقد شهدت كل من مدينة تعز، وإب، وصنعاء، والحديدة، مسيرات احتجاجية، معيدة بذلك أجواء الثورة الشبابية التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، عام 2011, ففي محافظة تعز وسط البلاد، خرج عشرات آلاف من اليمنيين الغاضبين في مسيرات بشوارع المدينة عقب صلاة الجمعة، نددوا فيها بممارسات الحوثي والرئيس السابق وسيطرتهم على مؤسسات الحكومة، بقوة السلاح، ورفع المتظاهرون الذين طافوا بشوارع المدينة لافتات تدعو لثورة شعبية لاستعادة الدولة، ورفضا لما وصفوه بالثورة المضادة، مرددين شعار: «ثورة ثورة من جديد، لا أحمد ولا السيد»، مطالبين قيادة المحافظة برفض تنفيذ أي توجيهات من صنعاء. وفي العاصمة صنعاء، تظاهر بضع عشرات من الشباب في مسيرات رمزية ضد الحوثيين، في ساحة التغيير وسط صنعاء، وردد المتظاهرون هتافات نددت بالانقلاب على مؤسسات الدولة، ودعوا الشعب اليمني لاستكمال {الثورة المنهوبة} من قبل ميليشيات.
من جهتها، قالت مصادر مطلعة في الحراك الجنوبي بمحافظة عدن، أن قيادات الحراك عقدت مشاورات واجتماعات أمس، بهدف توحيد الصف الجنوبي وبلورة موقفها تجاه الأحداث التي شهدتها صنعاء واستقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح، فيما سيطر مسلحون من اللجان الشعبية التابعة للحراك على مؤسسات الحكومة في المدينة التي شهدت انفجارات جراء استهداف مسلحين مجهولين مدرعة لقوات الأمن الخاصة مساء أول من أمس.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست أمس إنه «ليس واضحا» لإدارة الرئيس باراك أوباما ما إذا كانت إيران لها سيطرة على المتمردين الحوثيين في اليمن أم لا.
 
البرلمان يبت غداً في استقالة هادي
صنعاء، نيويورك - «الحياة»
في ظل مخاوف متصاعدة من انزلاق اليمن إلى العنف أفاق اليمنيون أمس على واقع سياسي جديد فرضه مسلحو جماعة الحوثيين، عنوانه الأبرز الفراغ الدستوري وانسداد الأفق أمام الخروج العاجل من الأزمة، وذلك غداة فشل المفاوضات مع الجماعة وتقديم الرئيس عبد ربه منصور هادي استقالته بالتزامن مع استقالة حكومة خالد بحاح.
ودعا البرلمان اليمني إلى عقد جلسة غداً للبت في استقالة هادي فيما شهدت صنعاء انتشاراً كثيفاً للمسلحين الحوثيين الذين اقتحموا مقر البرلمان وفرضواً حصاراً على منازل عدد من القادة الجنوبيين بينهم وزير الدفاع محمود الصبيحي ورئيس جهاز الأمن القومي علي الأحمدي، كما شوهد انتشار قوة محدودة من الأمن أمام منزل الرئيس هادي.
وفشلت محاولات مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر في إقناع هادي بالعدول عن الاستقالة، في حين رحبت جماعة الحوثيين بها وأكدوا في بيان لما يعرف بـ «اللجنة الثورية» التابعة لهم أنهم يعتبرون استقالة هادي معلقة حتى يُبت بها دستورياً، في إشارة إلى رفضها من قبل البرلمان أو الموافقة عليها.
وكشف هادي في استقالته أنه وصل إلى طريق مسدود مقدماً اعتذاره إلى الشعب اليمني وقال «لقد وجدنا أننا غير قادرين على تحقيق الهدف الذي تحملنا في سبيل الوصول إليه الكثير من المعاناة والخذلان، وعدم مشاركتنا من قبل فرقاء العمل السياسي في تحمل المسؤولية للخروج باليمن إلى بر الأمان».
في غضون ذلك خرج آلاف اليمنيين أمس في صنعاء وتعز وإب والحديدة في تظاهرات منددة بـ «انقلاب الحوثيين» على الرئيس هادي والعملية الانتقالية، وأدى مئات الناشطين في صنعاء صلاة الجمعة أمام بوابة جامعة صنعاء، في حين تظاهر الآلاف في تعز وإب والحديدة، في أول احتجاج جماهيري على استقالة هادي.
وأعلن قادة في فصائل «الحراك الجنوبي» عقب استقالة هادي الانفصال عن الشمال، في حين دعا قائد قوات الاحتياط في الجيش اللواء علي الجائفي، وهي أقوى الألوية العسكرية المتماسكة في صنعاء خارج سيطرة الحوثيين، قادة المناطق العسكرية السبع وقادة الأحزاب ومكونات المجتمع إلى اجتماع عاجل للوقوف على «حالة الفراغ الدستوري» وما تمثله «من خطر على وحدة اليمن ونسيجه الاجتماعي».
وأوقفت جماعة الحوثيين بث تلفزيون عدن وربطته ببث التلفزيون الرسمي في صنعاء، حتى لا يُستخدم لبث البيانات المناهضة لها، في حين أفاد شهود في مدينة عدن بأن مسلحي «اللجان الشعبية» الموالية لهادي سيطروا أمس على المنشآت والمباني الحكومية رداً على تصرفات الحوثيين التي أجبرت هادي وحكومة بحاح على الاستقالة.
وكان الحوثيون استولوا الثلثاء على القصرين الرئاسي والجمهوري وحاصروا منزل هادي قبل أن تقدم له لائحة تضم العشرات من أنصار الجمماعة لتعيينهم في مفاصل الدولة وأجهزتها السيادية، بما في ذلك تعيين نائب حوثي للرئيس ونائب لرئيس الوزراء، وهو ما رفضه هادي مفضلاً الاستقالة بعد دقائق من تلقيه استقالة حكومة خالد بحاح.
وفي وقت أشيع أن الحوثيين يتجهون الى تشكيل مجلس رئاسي انتقالي برئاسة الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، أو تشكيل مجلس عسكري بقيادة وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة محمود الصبيحي، أكد بيان للجماعة أن استقالة هادي وحكومته لا زالت معلقة حتى يتم البت فيها دستورياً.
وإذا سمح الحوثيون للبرلمان بالانعقاد فإنه يستطيع أن يرفض استقالة هادي أو يقبلها، وفي حال رفضها يظل هادي وفق الدستور في منصبه ولا يحق له تقديمها مجدداً إلا بعد ثلاثة أشهر، وفي هذه الحال يقبلها البرلمان مباشرة ويتولى رئيسه رئاسة الجمهورية ويدعو إلى إجراء انتخابات في مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، لكن ليس من المؤكد بعد قبول الجماعة بهذه الإجراءات الدستورية.
ويخشى مراقبون أن يقود انقلاب الحوثيين على هادي وأطراف العملية السياسية إلى تمزيق اليمن وإذكاء الصراع الطائفي والمناطقي، كما يقابل توسع الجماعة بالقوة رفضاً واسعاً، إذ يهدد الجنوبيون بالانفصال وتدرس بعض القوى الحضرمية استقلال حضرموت، فيما ترفض قبائل مأرب والبيضاء الخضوع للحوثيين وتفضل النخب السياسية في تعز وإب الالتحاق بالجنوب وترك مناطق الشمال وحيدة تحت قبضة الحوثيين.
وفي نيويورك دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأطراف اليمنيين الى «التزام ضبط النفس والحفاظ على السلم والاستقرار» مشدداً على ضرورة تعاون جميع الأطراف مع جهود مبعوثه الخاص الى اليمن.
وأعرب في بيان عن «القلق البالغ حيال المستجدات بعد استقالة الرئيس اليمني ورئيس حكومته خالد البحاح».
وحض بان كل الأطراف على مواصلة الانخراط الكامل مع بنعمر الموجود في صنعاء «والذي يتشاور عن كثب مع كل الأطراف للمساعدة في إيجاد طريق للخروج من الأزمة الحالية».
وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست «إن ادارة الرئيس أوباما تواصل شراكة قوية في مجال مكافحة الارهاب مع البنية التحتية للأمن الوطني في اليمن».
وشدد على أهمية الاستقرار واستعادة الأمن والشرعية والمؤسسات الطبيعية وان يعمل اليمنيون مع بعضهم في بناء بلد مستقر.
 
أكد لـ"السياسة" أن عناصرهم يفرضون الإقامة الجبرية على مسؤولين ووزراء
مستشار هادي: الحوثيون قتلوا 11 من أسرة وحرس الرئيس
* مصدر برلماني لـ”السياسة”: لمجلس النواب الحق في قبول أو رفض استقالة الرئيس
* أربع محافظات جنوبية تعلن رفضها تلقي التوجيهات والأوامر من صنعاء
صنعاء ـ من يحيى السدمي:
يتجه اليمن نحو التفكك والفوضى العارمة بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة والتي جاءت بعد ثلاثة أيام من فرض مسلحي الحوثي الإقامة الجبرية على هادي في منزله بشارع الستين بصنعاء ومحاولتهم الضغط عليه لإصدار قرارات بتعيين قادة منهم في مناصب عليا في الدولة بينها نائب رئيس للجمهورية, وإقالة عدد من المسؤولين في مقدمهم مدير مكتب هادي المختطف لديهم أحمد عوض بن مبارك, في حين يعقد مجلس النواب غدا الأحد جلسة طارئة لبحث استقالة هادي.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”, أن المجلس سيعقد هذه الجلسة للوقوف أمام مستجدات الأوضاع الراهنة في البلاد بناء على دعوة رئيس المجلس يحيى الراعي, من دون أن تشير إلى استقالة هادي أو حكومته.
وقال مصدر برلماني لـ”السياسة”, “إن لمجلس النواب الحق في قبول استقالة هادي أو رفضها عملا بأحكام الدستور, وفي حال قبول الاستقالة فسيكون على هيئة رئاسة مجلس النواب إدارة شؤون البلاد لمدة 60 يوما حتى يتم انتخاب رئيس جديد”.
وأضاف المصدر “غير أن هناك مشكلة مزدوجة سيواجهها المجلس وهي أن الحكومة قدمت استقالتها إلى الرئيس الذي لم يبت فيها والرئيس قدم استقالته لمجلس النواب, حيث أن المشرع الدستوري لم يناقش هذه القضايا, لكن في كل الأحوال من واجب الحكومة القيام بمهامها حتى يتم تشكيل حكومة جديدة لأن اليمن سيكون في حالة فراغ في السلطة وهذه مشكلة”.
ولفت “إلى أن هناك ثلاثة خيارات الأول دستوري وهو قيام هيئة مجلس النواب بإدارة البلاد حتى انتخاب رئيس جديد والثاني تشكيل مجلس رئاسي مدني والثالث تشكيل مجلس عسكري, لكن هذين المجلسين لا بد آن يشكلا في ظل دستور قائم ونافذ وذلك سيستلزم تعديلا دستوريا وهذا أمر صعب”.
من جانبه, قال سلطان العتواني مستشار الرئيس هادي لـ”السياسة” “إن الوضع الذي عاشه الرئيس هادي والضغوط التي مورست عليه من قبل الحوثيين ومحاولتهم الاستحواذ على كل شيء في البلد, جعلته أمام غير خيارين إما أن يستمر في هذا الوضع أو أن يقدم استقالته فقدم استقالته”.
وأضاف “لقد هاجم الحوثيون منزل هادي وقتلوا 11 شخصا من أفراد أسرته وحرسه وأصابوا 38 آخرين, وجعلوا البلاد على كف عفريت”.
وانتقد العتواني صمت القوى السياسية عما يحدث وفي مقدمهم حزب “المؤتمر الشعبي” الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح, مؤكدا أن “المؤتمر” لم يحدد موقفا مما يحدث لأنه ساهم مساهمة كبيرة من خلال جناح صالح فيما وصلت إليه البلاد, في حين أن بقية القوى السياسية لم تعد تملك سوى الكلمة.
واستبعد عدول هادي عن الاستقالة إلا إذا رفضها مجلس النواب ووقفت كل القوى السياسية أمام المعوقات والتحديات لتجاوز الوضع الحالي.
وأكد أن هادي لن يغادر إلى أي بلد خارج اليمن وسيبقى في صنعاء.
واقتحم مسلحون حوثيون مبنى مجلس النواب بعد نحو ساعة على محاصرته مساء أول من أمس, وقطعوا بث قناة “عدن” الحكومية, وفرضوا حصارا حول منازل عدد من المسؤولين والقادة العسكريين والأمنيين بينهم سبعة وزراء جنوبيين منهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي ورئيس جهاز الأمن القومي (المخابرات) علي الأحمدي وفرضوا الإقامة الجبرية على وزير الشؤون القانونية محمد المخلافي, وعمموا قائمة بأسماء عدد من المسؤولين والوزراء ومنعوهم من السفر, واستنفروا مسلحيهم للانتشار بصورة غير مسبوقة في شوارع صنعاء, وشوهدت عرباتهم المصفحة وعشرات الأطقم المسلحة تجوب منطقة حزيز المدخل الجنوبي لصنعاء.
وأرجأ الحوثيون إعلان موقفهم من استقالة هادي والحكومة من خلال بيان باسم لجانهم الثورية حتى يتم حسم صحة الاستقالة من عدمها, وأوضحوا أنه كان من المفترض أن يقرر هادي قبول استقالة الحكومة من عدمه وفقا للإجراءات الدستورية قبل أن يقدم استقالته, وأكدوا أنه ونتيجة لكون الرئيس قدم استقالته لمجلس النواب, قبل أن يبت في شأن استقالة الحكومة فإن استقالة الأخيرة معلقة, فيما اقترح قادة حوثيون من خلال تصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي تشكيل مجلس رئاسي يضم عناصر منهم ومن الجيش وبعض الأحزاب السياسية, غير أن الجماعة سارعت إلى نفي هذه التصريحات.
وأدت استقالة هادي والحكومة إلى تداعيات خطيرة على مستوى شمال اليمن وجنوبه واحتجاجات واسعة في أكثر من محافظة ترفض انقلاب الحوثيين وتطالبهم بالخروج من صنعاء وكل المدن التي سيطروا عليها, حيث أعلنت محافظات عدن وأبين ولحج والضالع في بيان للجنتها الأمنية أنها لن تستقبل أي توجيهات من أي جهات حكومية في صنعاء وأنها ستلتزم بالتوجيهات الصادرة من السلطات المحلية بهذه المحافظات ومن قيادة المنطقة العسكرية الرابعة, ودعت كافة الوحدات العسكرية والأمنية فيها إلى التزام مواقعها العسكرية.
في غضون ذلك, أعلن إقليم سبأ الذي يضم محافظات مأرب والجوف والبيضاء الانضمام إلى هذه المحافظات, كما أعلنت محافظات حضرموت وشبوة والمهرة إغلاق مجالها الجوي والموانئ والمنافذ البرية أمام ما أسمته بالعناصر الإرهابية والمجرمين التابعين للمتمردين الحوثيين, وعدم السماح لهم باستخدامها.
وأكدت اللجنة الأمنية لهذه المحافظات تمسكها بشرعية الرئيس هادي, وحملت الحوثيين مسؤولية المساس بكل الرموز الشرعية في البلاد.
وقال المتحدث باسم حلف قبائل حضرموت مولى مودية لـ”السياسة”, “نحن نعد ترتيبات لتطبيق خطة أمنية لحفظ أمن حضرموت وتأمين جميع مداخلها ومنافذها وسنعلن عن خطوات أخرى في الساعات المقبلة”.
وتزامن ذلك مع إعلان وزير الداخلية السابق اللواء عبده الترب عن مبادرة تقوم على انضمام إقليم الجند الذي يضم محافظتي إب وتعز وإقليم سبأ إلى الجنوب وتشكيل مجلس عسكري يدير المنطقة المستقلة بكل مساحتها برئاسة اللواء الصبيحي, بحيث تكون العاصمة عدن.
 
الصبري لـ”السياسة”: صنعاء خرجت عن وظيفتها كعاصمة
صنعاء – “السياسة”:
اعتبر القيادي بالتنظيم “الوحدوي الشعبي الناصري” في اليمن محمد الصبري أن جماعة عبد الملك الحوثي مجموعة من المقامرين الذين ليس لهم علاقة بالسياسة أو بالثورة, مؤكداً أن نهاية كل مقامر الانتحار.
وقال لـ”السياسة” إن الحوثيين “عبارة عن حلف يضم ثأرين, الأول ثأر سلطة ممثل في الرئيس السابق علي عبد الله صالح والثاني ثأر من الدولة وهم جماعة الحوثي”.
ورأى أن “الحوثيين مثل أي جماعة دينية معادية للدولة يريدون الوصول إلى السلطة وهم أعداؤها, وقد عملوا على إفراغ السلطة”, معتبراً أن هذا “الفراغ ليس من السهولة بمكان لأن الآليات المتاحة أمامنا هي مشروعية التوافق وهم هدموها والمبادرة الخليجية وهم يرفضونها والدستور والقانون وقد اخترقوه, كما أنهم لا يفهمون معنى المشروعية الثورية”.
وأضاف أن “الحوثيين “أحدثوا فراغاً في وظيفة صنعاء لأن العاصمة في أي بلد تقوم بوظيفة رمزية ذات طابع سيادي, وهؤلاء دمروا كل الرموز السيادية فيها منذ سيطرتهم عليها في21 سبتمبر من العام الماضي”.
وتوقع “أن ما سيحدث مستقبلاً هو أن القرار سينتقل إلى المحافظات”, مضيفاً “إن اليمنيين لن يقبلوا لجماعة من المليشيات المغتصبة للسلطة والعدوة للدولة وللجيش أن تدير دولة لم تعد موجودة أو تشكل مجلسا عسكرياً”.
وأوضح أن خروج صنعاء عن وظيفتها كعاصمة, سيؤدي إلى استقلالية ذاتية لكل محافظة وإقليم, معتبراً “أن الأخطر من ذلك أن ما يحدث سيؤدي إلى فراغ دولة لأن فراغ السلطة يمكن أن يحتمل أما فراغ الدولة فسيؤدي إلى حروب داخلية وتدخل عسكري وأمني خارجي”.
وأكد أن المجتمع الدولي لن يسمح أن تتضرر الملاحة في جنوب اليمن وباب المندب, متسائلاً “هل يعتقد أحد أن الشعب اليمني سيستلم بهذه الطريقة?”.
ولفت إلى “أن الشعب (اليمني) كان على الأقل متحركاً خلال الأربع سنوات (الماضية) ولم يكن جامداً لأن الغطاء الرقيق الذي كان يوفره الرئيس (عبد ربه منصور) هادي والحكومة للحوثيين قد ارتفع عنهم”, مضيفاً إن “المقاومة الوطنية ستبدأ لأنهم كانوا يريدون من هادي والحكومة تمكينهم من ابتلاع الدولة والسلطة خطوة خطوة لكن هادي والحكومة قلبا الطاولة عليهم وحسابات الحوثيين انتهت” عند تلك النقطة.
وشدد على “أن الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون ستحولهم إلى مجرمي حرب وسيلاحقهم المجتمع اليمني والمجتمع الدولي في أي لحظة, مضيفاً “إن أنصار الحوثي يقفون حالياً “أمام تحدي المحافظة على الوحدة الوطنية وحقوق الإنسان والمحافظة على الدولة وهم أشبه بقفاز لأياد ملوثة في الداخل والخارج”.
 
القيادي الحوثي البارز علي البخيتي ينشق عن الجماعة
صنعاء – “السياسة”:
أعلن القيادي البارز في جماعة الحوثي علي البخيتي, أمس, استقالته من المجلس السياسي للجماعة, ووجه استقالته إلى زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي, معللا استقالته إلى رغبته في “لعب دور آخر يساهم في تمتين اللحمة الوطنية والتخفيف من حدة الاستقطاب السياسي الذي بدأ في التحول إلى استقطاب مناطقي وطائفي وأصبح يهدد اليمن بالتفتت ونسيجه الاجتماعي بالتفسخ”.
وقال البخيتي “لقد دافعت عن الحركة عندما كانت لا تزال مظلومة ومحاصرة في جبال مران في الوقت الذي صمت فيه الكثيرون ممن تعالت أصواتهم اليوم من داخل الحركة بالهجوم علي, واتهامي بشتى التهم, وأصبحوا اليوم يمثلون جناح الصقور بعد رحيل علي محسن وأولاد الأحمر, مع أن بعضهم كان يعمل ضد الحركة ويحرض عليها وبالحد الأدنى يخفي تعاطفه معها حتى 11 فبراير 2011, وما بعده بكثير عند انطلاق الثورة الشبابية التي كسرت كل حواجز الخوف”.
 
مدن اليمن تنتفض.. ومسيرات شعبية غاضبة رفضا للانقلاب الحوثي
محافظ شبوة يكلف قيادات عسكرية من المحافظة لتسلم معسكرات الجيش.. والحوثي يحظر سفر وزراء وقيادات جنوبية بصنعاء
الشرق الأوسط..صنعاء: حمدان الرحبي
بعد 24 ساعة من الفراغ الدستوري الذي يعيشه اليمن بعد استقالة الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور وحكومة خالد بحاح أول من أمس، خرجت مظاهرات حاشدة في مدن يمنية رفضا للانقلاب الذي يقوده الحوثيون على الدولة، في ظل تزايد المخاوف من اتجاه البلاد إلى التفكك والتمزق، بعد إعلان عدد من المحافظات توقف تنفيذ التوجيهات من العاصمة صنعاء، فيما حاصرت ميليشيات الحوثي منازل وزراء وقيادات جنوبية بصنعاء وفرضت عليهم الإقامة الجبرية ومنعوهم من السفر عبر مطار صنعاء.
وانتفضت 4 مدن في مظاهرات حاشدة مناهضة للحوثيين، أمس الجمعة، للمطالبة بتسليم مؤسسات الدولة وسحب مسلحيهم، فقد شهدت كل من (مدينة تعز، وإب، وصنعاء، والحديدة)، مسيرات احتجاجية معيدة بذلك أجواء الثورة الشبابية التي أطاحت بالرئيس السابق عام 2011. ففي محافظة تعز وسط البلاد، خرج عشرات آلاف من اليمنيين الغاضبين في مسيرات بشوارع المدينة عقب صلاة الجمعة، نددوا فيها بممارسات الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح، وسيطرتهم على مؤسسات الحكومة، بقوة السلاح، ورفع المتظاهرون الذين طافوا بشوارع المدينة لافتات قماشية تدعو لثورة شعبية لاستعادة الدولة، ورفضا لما وصفوه الثورة المضادة، مرددين شعارات: «ثورة ثورة شعبية، لا عفاش لا حوثية»، و«ثورة ثورة من جديد، لا أحمد ولا السيد»، مطالبين قيادة المحافظة برفض تنفيذ أي توجيهات من صنعاء، وفي العاصمة صنعاء، تظاهر بضع عشرات من الشباب في مسيرات رمزية ضد الحوثيين، في ساحة التغيير وسط صنعاء، وردد المتظاهرون هتافات نددت بالانقلاب على مؤسسات الدولة، ودعوا الشعب اليمني لاستكمال الثورة المنهوبة من قبل ميليشيا الحوثي، مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين والمخفيين قسرا من شباب ثورة 2011، المعتقلين في سجون الأجهزة الأمنية ومعتقلات الحوثي، فيما انتشر العشرات من جنود قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي)، في محيط منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي، لأول مرة منذ اقتحام الحوثيين للقصر الرئاسي ومنزل هادي، وأكد شهود عيان وجود عدد من جنود الحماية الخاصة بهادي.
وتعيش العاصمة صنعاء فراغا دستوريا بعد استقالة هادي وحكومة بحاح، وهو ما يعد فشلا للمرحلة الانتقالية التي بدأت قبل 3 سنوات عبر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن الدولي التي لم تستطع أن توقف الحوثيين والرئيس السابق عن تنفيذ انقلابهم ضد مؤسسات الدولة الشرعية ممثلة بالرئيس والحكومة، فيما تنتظر معظم معسكرات الجيش وأجهزة الأمن في المحافظات وأغلبها محافظات جنوبية، وشرقية، ما ستسفر عنه الأحداث في العاصمة صنعاء، التي تمتلك القرار المركزي لإدارة الوحدات العسكرية والأمنية عبر وزارتي الدفاع والداخلية في الحكومة المستقيلة، وسط مطالبات لقيادات عسكرية بالانتفاض لحماية البلاد واستعادة شرعية الدولة. وتشهد صنعاء لليوم الثاني على التوالي توترات أمنية بعد محاصرة الحوثيين منازل وزراء وقيادات في الحكومة المستقيلة أغلبهم من الجنوب، وفرض المسلحون الإقامة الجبرية على منازل وزراء ومسؤولين بالدولة. وبحسب مصادر محلية فإن مسلحي الحوثي حاصروا في وقت متأخر من مساء أول من أمس، منزل وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي ورئيس جهاز الأمن القومي اللواء علي حسن الأحمدي، وزير الشؤون القانونية محمد أحمد المخلافي، قيد الإقامة الجبرية، ووزير الإدارة المحلية عبد الرقيب سيف فتح، وقيادات جنوبية أخرى، ومنع الحوثيين سفر الشخصيات الحكومية والقيادات العسكرية عبر مطار صنعاء.
إلى ذلك أعلنت محافظات بشرق وجنوب البلاد، وقف تنفيذ أي توجيهات تأتي من العاصمة صنعاء، بعد يوم من إعلان 4 محافظات قطع علاقتها بصنعاء، وأعلنت قيادة إقليم سبأ في محافظة مأرب انضمامها، لإقليمي عدن وحضرموت، ودعت إلى تشكيل تحالف موحد ضد الحوثيين، فيما أكد محافظ شبوة أحمد باحاج في اجتماع قبلي أمس، أن السلطات المحلية وأجهزة الدولة في المحافظة، لن تنفذ أي توجيهات من صنعاء، احتجاجا على الانقلاب على الشرعية الدستورية للرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح، وأوضحت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن المحافظ أكد استمرار قطع إنتاج الغاز والنفط، وأنه أصدر أوامر بتكليف قيادات عسكرية من أبناء المحافظة لتسلم المعسكرات الخاضعة لسلطتها، وتكليف قيادات مدنية لإدارة لجان شعبية لحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة، معتبرا أن ما يحدث في صنعاء، هو انقلاب على المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة، وكان المحافظ أعلن قبل أيام، توقف الشركات النفطية في محافظة شبوة، ومغادرة 50 عاملا أجنبيا المنطقة، ما أدى إلى توقف العمل في أهم الموانئ الاستراتيجية للنفط والغاز، في منطقة بلحاف الذي يعد الميناء الرئيسي لتصدير الغاز المسال، وكشفت مصادر تجارية أن اليمن أعلن حالة القوة القاهرة بخصوص شحنات الغاز الطبيعي المسال من محطة بلحاف بسبب تدهور الوضع الأمني عقب سقوط الحكومة، ويعني مصطلح «القوة القاهرة»، هو بند في العقد يسمح للمشترين أو البائعين بالتراجع عن التزاماتهم بسبب أحداث خارجة عن إراداتهم، وتدير شركة توتال الفرنسية مرفأ بلحاف لتصدير الغاز الذي تبلغ طاقته 6.7 مليون طن سنويا ويصدر الغاز المسال بالأساس إلى آسيا وبعض الدول الأوروبية. ونقلت «رويترز» عن مصدر مطلع قوله «إنه نظرا للظروف السياسية وقعت مناوشات يوم الاثنين قرب القصر الرئاسي، أصدرت الحكومة تعليمات للشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال بعدم إغلاق المحطة ولكن بتهيئتها لخفض الإنتاج، وإعلان حالة القوة القاهرة».
من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست أمس إنه «ليس واضحا» لإدارة أوباما ما إن كانت إيران لها سيطرة على المتمردين الحوثيين في اليمن.
 
مشاورات جنوبية في عدن لتوحيد فصائل الحراك
تزايد التهديدات لأبناء المناطق الشمالية
الشرق الأوسط...عدن: محمد الهاشمي
قالت مصادر مطلعة في الحراك الجنوبي بمحافظة عدن، إن قيادات الحراك عقدت مشاورات واجتماعات، أمس، بهدف توحيد الصف الجنوبي وبلورة موقفها تجاه الأحداث التي شهدتها صنعاء، واستقالة الرئيس هادي وحكومة خالد بحاح، في حين سيطر مسلحون من اللجان الشعبية التابعة للحراك على مؤسسات الحكومة في المدينة التي شهدت انفجارات جراء استهداف مسلحين مجهولين مدرعة لقوات الأمن الخاصة مساء أول من أمس.
وبحسب المصادر، فإن القيادات الجنوبية عقدت أمس اجتماعا موسعا في منزل القيادي محمد علي أحمد لتدارس الوضع الحالي والخروج بموقف سياسي موحد، حيث تم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة العمل بروح الفريق الواحد، والتأكيد على وحدة الصف الجنوبي - الجنوبي، ووحدة الهدف المتمثل في الاستقلال، في حين عاد إلى مدينة عدن القيادي الجنوبي عبد الرحمن الجفري، رئيس حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الحر، وأحد القادة الجنوبيين البارزين، قادما من دولة الإمارات، ويُعد الجفري أحد القيادات الجنوبية البارزة، حيث كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الحكومة التي تأسست في 21 مايو (أيار) 1994 في الجنوب، لكنه خسر منصبه سريعا بسبب حرب صيف 1994 بين شمال اليمن وجنوبه، ويترأس حاليا حزب رابطة الجنوب العربي (الرابطة)، بالإضافة إلى ترؤسه لمجموعة من القادة الاشتراكيين السابقين الذين فروا من البلاد عام 1994.
وتعيش مدينة عدن توترات أمنية، مع تزايد المخاوف من تعرض أبناء المناطق الشمالية للاعتداء، بعد تلقيهم تهديدات من متشددين في الحراك الجنوبي بالخروج من المدينة، في حين استمرت المسيرات التي ينظمها الحراك الجنوبي للمطالبة بفك الارتباط عن الشمال، وجابت مسيرة تابعة لمناصري الحراك ساحة الاعتصام بمدينة خور مكسر، حيث أقيم هناك اعتصام مفتوح منذ الـ14 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بمشاركة العشرات من عناصر اللجان الشعبية الذين قدموا من عدة محافظات جنوبية، والذين رفعوا أسلحتهم علانية خلال المسيرة مطالبين باستقلال الجنوب عن الشمال الذي دخل معه في وحدة اندماجية في عام 1990. وقد انطلقت مسيرة حاشدة باتجاه مطار عدن الدولي، بعد صلاة الجمعة في ساحة العروض، وأكد خطيب الساحة الشيخ حسين بن شعيب رئيس اللجنة الإشرافية، بأن دولة الجنوب التي ناضل الجنوبيون من أجلها منذ عام 2007، باتت اليوم على الأبواب، مطالبا قيادات الجنوب بأخذ دورها الصحيح، وعدم خذلان الشعب، داعيا أبناء الجنوب إلى توحيد صفوفهم.
وكانت اللجنة الأمنية في إقليم عدن أعلنت، الخميس، وقف تنفيذ أي توجيهات تأتي من العاصمة صنعاء، ودعت جميع أجهزة الدولة في محافظات عدن والضالع، ولحج، وأبين، إلى أخذ توجيهاتهم من السلطات المحلية وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة، في حين أعلن مؤسس الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة استقلال الجنوب ابتداء من يوم أمس (الجمعة)، وتكوين إقليمين للدولة الجنوبية الجديدة هي إقليم عدن وإقليم حضرموت، كما دعا النوبة «العسكريين الجنوبيين إلى سرعة التوجه إلى المعسكرات لتسيير شؤون المحافظات، لحين تشكيل مجلس عسكري».
 
السعودية تبايع القيادة الجديدة... وانتقال سلس للسلطة
الرياض، واشنطن - «الحياة»
بايع المواطنون السعوديون بعد صلاة العشاء أمس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً للبلاد، والأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد، والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد، بعد بضع ساعات من وداع مهيب وتشييع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى مثواه الأخير في مقبرة العود بالرياض، بعد إقامة صلاة الميت على جثمانه في جامع الإمام تركي بن عبدالله في العاصمة السعودية، وسط حضور كبير ومظاهر حزن بادية في أرجاء المملكة وعواصم العالم.
وحضر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد وولي ولي العهد صلاة الجنازة، إلى جانب ملوك ورؤساء ومبعوثين وأمراء ووزراء ومسؤولين وحشد غفير من السعوديين والمقيمين. وأصدر العاهل السعودي الجديد عدداً من الأوامر الملكية، عين بموجبها ولي العهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء، وعيّن ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، إلى جانب احتفاظه بحقيبة الداخلية، فيما عين الأمير محمد بن سلمان رئيساً للديوان الملكي وزيراً للدفاع.
وأكد الملك سلمان بن عبدالعزيز أن المملكة ستسير على المنهج القويم الذي سارت عليه منذ تأسيسها، مشدداً على مواصلة العمل لوحدة الصف، وجمع الكلمة، والدفاع عن قضايا الأمة. وتوجه بالتعزية إلى الشعب السعودي في فقيد البلاد والأمة. وأكد أن «أمتنا العربية والإسلامية أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها».
وتقدم الملك سلمان بن عبدالعزيز جموع المصلين على جثمان الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جامع الإمام تركي بن عبدالله. كما أدى الصلاة الأمير بندر بن عبدالعزيز، والأمير ممدوح بن عبدالعزيز، والأمير عبدالإله بن عبدالعزيز، والأمير أحمد بن عبدالعزيز، والأمير مقرن بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.
وأدى الصلاة أيضاً ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر، والرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والسوداني عمر البشير، ورؤساء وزراء كل من مصر إبراهيم محلب، وباكستان نواز شريف، والبحرين الأمير خليفة بن سلمان، وإثيوبيا هايلي مريم ديسالين، وعدد من مبعوثي الدول العربية والإسلامية.
وأعلنت دول عدة في أرجاء العالم الحداد على الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ أصدر قصر باكنغهام بياناً أعلن فيه تنكيس علم المملكة المتحدة. وأعلن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الحداد ثلاثة أيام، فيما قالت مملكة البحرين إنها قررت إعلان الحداد وتنكيس العلم 40 يوماً. وأعلنت قطر الحداد ثلاثة أيام، والأردن 40 يوماً، وقررت الإمارات تنكيس علمها ثلاثة أيام. وفي رام الله، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد ثلاثة أيام، وكذلك لبنان.
وشدد مراقبون للشأن السعودي أمس على أن انتقال السلطة في السعودية تم بشكل سلس. وقرر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بموجب أمر ملكي أمس، استمرار جميع الوزراء في مناصبهم. وانهالت التعازي من أرجاء العالم أمس. فقد أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بشجاعة الملك الراحل وصراحته. وأُعلن في واشنطن أن نائب الرئيس جو بايدن سيزور المملكة على رأس وفد رفيع لتعزية القيادة السعودية.
وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الحياة» ان واشنطن «تتطلع قدماً الى استمرار الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية تحت قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز». وأضاف «ان علاقتنا قوية ومحصنة وعلى أسس متينة وكل جهودنا ستستمر». ولفت الى «تطلع الإدارة قدماً للتعاون مع الملك سلمان الذي عملنا عن كثب معه في السنوات الماضية كولي عهد ووزير للدفاع».
و»أكد مسؤول أميركي آخر أن العلاقة السعودية - الأميركية «في أفضل حال» وأن التعاون الإستراتيجي والشراكة في محاربة الإرهاب وضمان الأمن الإقليمي «فاعلة وأقوى من أي وقت مضى».
واعلن البيت الأبيض ليل أمس ان الرئيس باراك أوباما سيتصل مع الملك سلمان في الايام القليلة المقبلة.
وفيما نوه رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون بقيادة الملك الراحل وخدمته الطويلة لشعبه وللسلام العالمي، أعلنت لندن أن ولي العهد الأمير تشارلز سيزور الرياض للتعزية بالملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إن الفقيد دافع عن قضايا الشعوب بإخلاص. وذكر رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي أن العالم فقد بوفاة الملك عبدالله «قوة موجِّهة». ورأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه بغياب الملك عبدالله بن عبدالعزيز فقد العالم «حكمة ورؤية».
وفي باريس أعلن قصر الاليزيه ان الرئيس فرنسوا هولاند سيتوجه الى السعودية اليوم السبت «لتقديم التعازي» في وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي ووري الثرى الجمعة في الرياض.
وذكر مستشارو هولاند الموجود في دافوس ان «الرئيس سيقدم تعازيه» في السعودية.
وقال هولاند امام الصحافيين اثر وصوله الى دافوس ان «السعودية شريك في المجالين الاقتصادي والسياسي».
واضاف «كانت تربطني بالملك عبدالله علاقات ثقة، بما فيها في مجال مكافحة الارهاب»، مؤكدا انه سيزور السعودية «للتأكيد مجدداً على تعزيز العلاقات».
وقال رئيس وزراء لبنان تمام سلام إن الملك الراحل أمضى حياته في الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين. وذكر بيان أصدرته الرئاسة المصرية أن التاريخ سيسجل للملك عبدالله بن عبدالعزيز دفاعه عن العروبة والإسلام. وأعلنت إقامة صلاة الغائب في مساجد القطر المصري، فيما أعلن في القاهرة إلغاء المظاهر الاحتفالية المصاحبة لمعرض القاهرة للكتب. ووصف رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر فقيد العروبة والإسلام بأنه كان «مدافعاً صلباً عن السلام». ووصل إلى الرياض مساء أمس الرئيس العراقي فؤاد معصوم لتقديم التعازي إلى القيادة السعودية.
وقال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز، إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بادله شعبه الغالي الحب والوفاء والإخلاص بصورة قل مثيلها بين القادة والشعوب.
وأضاف في كلمة متلفزة أمس، إن البلاد والأمة العربية والإسلامية في هذا الوقت الحرج الذي تمر به الأمة، في أمس الحاجة إلى حنكة وخبرة الملك سلمان التي استمدها من عمله السياسي الدوؤب الذي اضطلع به منذ نشأته في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز.
 
السعودية ودّعت الملك عبدالله بمشاركة زعماء عرب وأجانب انتقال سلس للسلطة والملك سلمان يتمسّك بنهج أسلافه
النهار...المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
بدأت السعودية أمس حقبة جديدة من تاريخها بتشييع الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي توفى فجراً، وتحرُّك خليفته الملك سلمان بن عبد العزيز (79 سنة) لتعيين الاخ غير الشقيق للعاهل الراحل الامير مقرن (69 سنة) ولياً للعهد، ومبايعته وزير الداخلية الامير محمد بن نايف وليا لولي العهد، حاسما بذلك مسألة انتقال الحكم في اسرة آل سعود الى الجيل الثاني، فمحمد بن نايف سوف يكون من حيث المبدأ اول ملك من ذلك الجيل.
توافد العشرات من المسؤولين العرب والاجانب الى العاصمة السعودية حيث شاركوا في جنازة الملك عبد الله الذي شيع جثمانه من جامع الامام تركي بن عبدالله حيث اقيمت صلاة الجنازة، الى مقبرة العود حيث يوارى عادة المتوفون من الاسرة الحاكمة بمراسم بالغة البساطة.
وحضر المراسم خصوصاً الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الى جانب زعماء دول الخليج، وخصوصا أميري الكويت وقطر وملك البحرين وحاكم الشارقة ممثلا دولة الامارات وممثل سلطان عمان.
وفي كلمته الاولى بعد اعتلائه العرش، أكد العاهل السعودي الجديد ان المملكة بقيادته ستستمر في السير على النهج الذي سار عليه أسلافه في قيادة أكبر مصدر للنفط في العالم، ومهد الاسلام، داعياً الى الوحدة بين الدول العربية.
وقال في كلمته التي عزى فيها الشعب السعودي بوفاة الملك عبد الله: "سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز رحمه الله وعلى أيدي أبنائه من بعده رحمهم الله". واعتبر ان الحكم في السعودية "أمانة عظمى" شاء الله أن يحملها، سائلا الله ان "يمدني بعونه وتوفيقه". ووعد بأن تستمر بلاده التي تحتضن الحرمين الشريفين، أقدس المقدسات الاسلامية، بالعمل على وحدة العرب والمسلمين. ورأى أن" الامة العربية والاسلامية أحوج ما تكون الى وحدتها وتضامنها وسنواصل في هذه البلاد ... مسيرتنا بالاخذ بكل ما من شأنه (ضمان) وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا امتنا".
تعيينات
وسارع الملك الى تعيين رجال أصغر سناً لخلافته، ليحدد مسار الخلافة مدى سنوات مقبلة.
ففيما بات الامير مقرن وليا للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، وهو منصب يتولاه الملك نفسه، أعلن الديوان الملكي مبايعة وزير الداخلية الامير محمد بن نايف (55 سنة) ولياً لولي العهد، ليصير أول أحفاد الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة، يتخذ مكانا رسمياً في تسلسل تولي السلطة يوما ما.
والامير محمد بن نايف هو الرجل القوي في مجال مكافحة الارهاب، ويحظى نظراً الى جهوده هذه بتقدير دولي ، وخصوصاً من الولايات المتحدة. وأشرف محمد بن نايف على جهود المملكة الناجحة نسبيا في الحرب على تنظيم "القاعدة" داخل المملكة.
كذلك، أعلن الديوان الملكي تعيين الامير محمد بن سلمان نجل الملك وزيراً للدفاع خلفاً لوالده ورئيساً للديوان الملكي.
وأصدر الملك سلمان عدداً من الاوامر الملكية التي تضمنت خصوصاً إعفاء السكرتير الخاص للعاهل السعودي الراحل خالد التويجري من مناصبه، بما فيها منصب رئيس الحرس الملكي ومدير الديوان الملكي. واحتفظ جميع أعضاء مجلس الوزراء الآخرين بمناصبهم، بمن فيهم وزير النفط والثروة المعدنية المخضرم علي النعيمي، في رسالة تهدف الى طمأنة سوق الطاقة القلقة والتي تدرك الدور الكبير لهذا الرجل في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبيك". كذلك، بقي الامير متعب بن عبدالله في منصبه على رأس الحرس الوطني.
وأدهشت سرعة القرارات السعوديين الذين اعتادوا تأخيرا يصل الى أشهر، قبل تولي المناصب الكبرى عقب وفاة ملوكهم. وربط البعض بين اختيار الأمير محمد بن نايف وسجله القوي في مكافحة الارهاب وزيرا للداخلية.
النعي والبيعة
وكان الملك الراحل الذي يعتقد انه يناهز التسعين سنة، نقل الى المستشفى في وقت سابق من هذا الشهر لتلقي العلاج من التهاب رئوي.
وأفاد بيان النعي الرسمي ان الملك عبدالله "وافته المنية في تمام الساعة الواحدة من صباح هذا اليوم الجمعة" وقال البيان إن ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز "تلقى البيعة ملكا على البلاد وفق النظام الاساسي للحكم. وبعد اتمام البيعة... دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد". واشار الى ان "البيعة من المواطنين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولسمو ولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز ستبدأ بقصر الحكم في الرياض بعد صلاة العشاء". ودعا الملك سلمان المواطنين ايضا الى مبايعة الامير محمد بن نايف وليا لولي العهد.
وفي آذار 2014، عين الملك الراحل عبدالله أخاه غير الشقيق الامير مقرن وليا لولي العهد، في خطوة غير مسبوقة تهدف الى تأمين انتقال سلس للحكم.
والسعودية التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، كانت المحرك الرئيسي لقرار منظمة البلدان المصدرة للنفط "اوبيك" بعدم خفض مستويات الانتاج على رغم انخفاض الاسعار.
 تحديات طويلة الأجل
وظل الملك سلمان ضمن مجموعة صغيرة من الأمراء تحكم المملكة منذ عقود، ومن المرجح ان يستمر على الخطوط الرئيسية في السياسة الاستراتيجية السعودية ، بما في ذلك الحفاظ على التحالف مع الولايات المتحدة والعمل على استقرار سوق الطاقة.
وطوال خمسة عقود كان سلمان خلالها أميرا لمنطقة الرياض عرف بمهارته في ادارة التوازن الدقيق بين مصالح رجال الدين والقبائل والأمراء الذي يحدد السياسة السعودية وفي الوقت نفسه حافظ على علاقات طيبة مع الغرب.
وهو صار الان على رأس السلطة في بلد يواجه تحديات داخلية طويلة الأمد مصحوبة بانخفاض أسعار النفط في الاشهر الاخيرة، وصعود تنظيم "الدولة الاسلامية" المتشدد في العراق وسوريا والذي تعهد إطاحة العائلة المالكة في السعودية.
وسيتعين على الملك الجديد أن يوجه دفة الأمور في منافسة محتدمة مع إيران، القوة الشيعية، والتي تتجلى في العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين. وسيواجه أيضا صراعاً مفتوحاً في دولتين مجاورتين، وتهديدا من الإسلاميين المسلحين وعلاقات مع الولايات المتحدة تعتريها بعض الصعوبات.
ومن المستبعد أن يغير الملك سلمان نهج المملكة في الشؤون الخارجية أو مبيعات الطاقة، إذ يعرف عنه أنه واقعي وماهر في إدارة التوازن الحساس بين المصالح الدينية والقبلية والملكية والغربية التي تؤثر في صنع السياسة بالسعودية.
وعلى رغم الشائعات عن صحته وقوته، يقول ديبلوماسيون حضروا اجتماعات بينه وبين زعماء أجانب العام الماضي، إنه كان مشاركا بقوة في احاديث استمرت ساعات.
وارتفعت أسعار النفط إذ زادت وفاة العاهل السعودي حال عدم اليقين في أسواق الطاقة التي تواجه عددا من أكبر التغييرات منذ عقود.
 
محمد بن نايف شوكة في حلق الإسلاميين
المصدر: (رويترز)
بات وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، وهو صديق مقرب للولايات المتحدة وشوكة في حلق الإسلاميين المتشددين، أول أحفاد عبد العزيز آل سعود في تسلسل تولي السلطة بعد تعيينه وليا لولي العهد امس.
وتحرك العاهل السعودي الجديد الملك سلمان سريعا لتعيين الأمير محمد وليا لولي العهد بعد ساعات من جلوسه على العرش عقب وفاة الملك عبد الله. وبدا أن هذا سيحسم لسنوات قرارات صعبة في شأن مستقبل الخلافة في المملكة.
وكان تنظيم "القاعدة" قد حاول اغتيال الأمير محمد عام 2009 عندما كان مساعدا لوزير الداخلية لشؤون الأمن في إشارة الى أنه واحد من أخطر أعدائه. ونجا الأمير بأعجوبة من الهجوم الذي حصل عندما اقترب مسلح منه مدعيا رغبته في تسليم نفسه ثم فجر قنبلة مخبأة في ملابسه. وعين الأمير في منصب وزير الداخلية في تشرين الثاني 2012.
والآن ترسخ وضع الأمير البالغ من العمر 55 سنة كأكثر أبناء جيله نفوذا في أسرة آل سعود وسيصير حتى قبل جلوسه على العرش احدى أهم الشخصيات في أكبر مصدر للنفط في العالم.
وأفاد المرسوم الملكي الصادر امس أن الأمير محمد سيبقى وزيرا للداخلية. وبات الأمير محمد الآن أصغر أفراد مجموعة منتقاة من الأمراء تتولى مناصب عليا في الحكومة وتدير أهم الجهات مثل وزارتي الخارجية والدفاع وجهاز المخابرات.
 
الملك سلمان مستشار أشقائه وحَكم العائلة سجل ناجح في الادارة وحذّر أميركا من إسرائيل
النهار...س. أ. ظ.
الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، العاهل السعودي الجديد الذي بويع ملكاً، يتبوأ سدة الحكم بعد عقود في العمل العام والاضطلاع بدور الحكم والوسيط بين الأشقاء وأبنائهم وسائر الأمراء، فقد كان على الدوام قريباً من الملك، كائناً من كان، فهو أمين سر العائلة المالكة ورئيس مجلسها لسنوات، والقصر لا يستغني عن دوره وحضوره ومشورته حتى صار هو شاغله الأول.
ولد في كانون الأول 1935، وهو الابن الـ25 من الذكور للملك عبدالعزيز والأميرة حصة بنت أحمد السديري، وهو أحد الأنجال السبعة المعروفين بـ"السديريين"، وبينهم الملك فهد والأمراء سلطان ونايف، وعبدالرحمن وتركي وأحمد. وعُرف عنه في صغره أنه ختم مبكراً حفظ القرآن، وكان مولعاً بالقراءة وشغوفاً بالحقوق والعلوم والإعلام. وقد ورث عنه بعض أبنائه هذا الجانب من خلال مجموعة "الأبحاث والتسويق" الإعلامية. وكان نجله الأمير سلطان الذي قام عام 1985 برحلة في المكوك الأميركي "ديسكوفري"، رائد الفضاء العربي والمسلم الأول.
ونقلت "النيويورك تايمس" عن السفير الأميركي السابق في الرياض روبرت جوردان أن الملك سلمان يملك سجلاً ممتازاً في الإدارة، وهو مباشر وصريح، وحارب الفساد بكل أشكاله. وهو يحظى باحترام كبير في أوساط مشايخ القبائل وقطاع الأعمال في البلاد في الوقت نفسه. وتوقع أن يواصل الإصلاحات التي بدأها الملك الراحل، وخصوصاً بالنسبة إلى الحقوق السياسية والاجتماعية للنساء.
بدأ الملك سلمان عمله العام بتولي إمارة الرياض بالنيابة في سن العشرين، وهو منصب تولاه لاحقاً نصف قرن، مشرفاً على تحويل العاصمة مدينة حديثة المنشآت والبنيان قفز عدد سكانها من 200 ألف إلى أكثر من سبعة ملايين. وأشرف على الهيئة العليا لتطوير الرياض التي اتسعت مساحتها إلى ما لا يقل عن عشرة آلاف كيلومتر مربع مع ضواحيها، مع الحرص على تأمين مساكن بأسعار مقبولة لأبناء المدينة وتطوير جهاز النقل ليكون فعالاً في خدمة سكان الرياض والوافدين إليها.
وطوال عمله حاكماً للعاصمة، كرس حضوره مرجعاً بين أشقائه وسائر الأمراء نظراً إلى إقامة معظم أبناء الأسرة الحاكمة في المدينة، فكان مُشرفاً على سلاسة انتقال الحكم وتسوية أي خلاف بعيداً من الأنظار.
وبالتنسيق مع الإدارة الأميركية، تولى في ثمانينات القرن الماضي جمع الأموال لإرسالها إلى المجاهدين الأفغان الذين كانوا يقاتلون الغزو السوفياتي للبلاد، وقد تم ذلك بصورة سرية قبل أن يصير علنياً. وفي ذروة الحرب، كان الملك سلمان، الأمير في حينه، يُرسل 25 مليون دولار شهرياً إلى المجاهدين، استناداً الى "بروكينغز". كما قدم مساعدات سخية الى المسلمين في حرب البوسنة.
وقد خلف الأمير نايف في ولاية العهد في آب 2012. وفي الوقت نفسه كان نائب رئيس الوزراء ووزيراً للدفاع منذ تشرين الأول 2011. ولدى تسميته ولياً للعهد، وصفه الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان بأنه "رجل إيمان عميق ملتزم تحسين حياة الشعب السعودي والأمن في المنطقة".
وفي سجل الأمير سلمان أنه رأس جمعيات قدمت مساعدات لمصر والجزائر والأردن والفلسطينيين وباكستان وسوريا، من خمسينات القرن الماضي وحتى أواخر السبعينات. وكذلك أشرف على إغاثة الكويتيين اللاجئين إلى السعودية بعد الغزو العراقي عام 1990.
وكوزير للدفاع، ومع دخول المملكة الائتلاف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش" سابقاً، شاهد العالم أمراء طيارين سعوديين يشاركون في الغارات على أهداف إرهابية في سوريا والعراق، بينهم الأمير الشاب خالد بن سلمان. وقد دعا الملك الجديد مراراً إلى توحيد المواقف بين البلدان العربية لمواجهة الإرهاب.
وقد ورد في وثائق نشرها موقع "ويكليكس" أنه أثار أمام ديبلوماسيين أميركيين خطر التشدد الإسلامي المسلح، معتبراً أن التطرف لدى اليهود والمسيحيين يساهم في تغذية التطرف الدى المسلمين، ومحذراً من أن واشنطن ستجد مصالحها يوماً مهددة من متطرفين مسيحيين ويهود. وأكد أن مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط هو حل النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي، وأن اسرائيل "عبء على الولايات المتحدة".
 
الأمير مقرن أصغر أبناء الملك عبد العزيز ملازم طيّار ذو خبرة واسعة في مكافحة الإرهاب
المصدر: "النهار"
ولي العهد السعودي الأمير مقرن هو أصغر أنجال الملك عبدالعزيز، وقد ولد في أيلول 1945 من أم يمنية الأصل ولا أشقاء له.
تلقى علومه الأولى في معهد العاصمة النموذجي. وبدأ حياته المهنية ضابطاً في القوات الجوية الملكية السعودية الى حين تقاعده عام 1980. أمضى القسم الأكبر من مسيرته متخصصاً في الطيران العسكري، والتحق بالقوات الجوية الملكية السعودية، وهو حائز إجازة في علوم الطيران من مدرسة كرانويل العسكرية الشهيرة في بريطانيا عام 1968، وقد تخرج برتبة ملازم طيار. وعاد إلى بريطانيا عام 1973 لدورة تدريبية، والتحق في العام التالي بدورة أركان حرب في الولايات المتحدة وحصل على درجة الديبلوم المعادلة للماجيستر، وعيّن مساعداً لمدير العمليات الجوية ورئيساً لقسم الخطط والعمليات في القوات الجوية الملكية السعودية. كما عمل في السرب الثاني للطيران، ثم تولى قيادة السرب السابع المقاتل.
وبعد تقاعده، صار أميراً لمنطقة حائل عام 1980 وبقي في هذا المنصب حتى عام 2000، وقد أشرف على تطوير المنطقة عمرانياً وزراعياً. وبعد ذلك عُين أميراً لمنطقة المدينة حتى عام 2005، عندما عيِّن رئيساً للاستخبارات العامة خلفاً للأمير نواف بن عبد العزيز.
وفي 19 تموز 2012 عين مستشاراً للملك عبدالله بن عبدالعزيز ومبعوثاً خاصاً له، وفي الأول من شباط 2013 صار نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. وفي 27 آذار 2014 صدر أمر ملكي عن الملك الراحل عبدالله بتسميته ولياً لولي العهد.
ومن المتوقع أن يضطلع ولي العهد الجديد بدور كبير في الحملة على الإرهاب، سواء على المستوى الداخلي، أو في إطار المشاركة السعودية في الائتلاف الدولي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش" سابقاً، وخصوصاً بفضل خبرته الواسعة على رأس الاستخبارات العامة في التصدي للعمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد بين عامي 2003 و2005. وقد أشرف على تدريب وحدات مكافحة الإرهاب التي كانت لها اليد الطولى في التعرف على الإرهابيين وتوقيفهم، إلى تدمير معسكراتهم ومخابئهم وأوكارهم. وأطلق حملة وطنية تحض السعوديين على إبلاغ السلطات عن أي نشاط مشبوه، وفرض قيوداً على شبكة الانترنت أعاقت قدرة المطلوبين على استخدام المواقع الجهادية.
وفي إشرافه تمكنت الاستخبارات السعودية من الحد من توجه شبان سعوديين إلى العراق واليمن للقتال، وشنت حملة على رجال الدين الذين يحضون على القتال.
ويُعرف عن الأمير مقرن تعلقه بعلوم الفلك والرصد الفلكي، والمطالعة والشعر العربي والفروسية وأبحاث الزراعة، إلى اهتمامه باستخدامات التكنولوجيا وسيل تطبيق الحكومة الإلكترونية في البلاد. ولديه مكتبة كبيرة فيها أكثر من عشرة آلاف كتاب.
وقد اضطلع بدور الوسيط أكثر من مرة في أزمات باكستان. ويُعتقد أنه ينظر بعين الريبة إلى توسع الدور الإيراني في المنطقة.

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,811,627

عدد الزوار: 7,044,020

المتواجدون الآن: 83