مقتل قيادي في «القاعدة» في غارة {درون} أميركية على المكلا

انهيار سريع لـ «هدنة اليمن» .. والحوثيون يعدون لـ «مجلس انتقالي»

تاريخ الإضافة الإثنين 13 تموز 2015 - 7:43 ص    عدد الزيارات 1863    القسم عربية

        


 

مقتل قيادي في «القاعدة» في غارة {درون} أميركية على المكلا
استياء واسع بين سكان المدينة الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف منذ 3 أشهر
الشرق الأوسط...المكلا (اليمن): أحمد الجعيدي
واصلت الطائرات دون طيار (الدرون) الأميركية استهدافها لعناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المسيطرين على مدينة المكلا الواقعة جنوب اليمن منذ ثلاثة أشهر، حيث قتل ثلاثة من عناصر التنظيم بينهم القيادي الميداني ومنشد التنظيم غالب باقعيطي المكنى أبو هاجر الحضرمي إثر غارة لطائرة «درون» مساء أول من أمس. وأصيب أيضا ثلاثة مواطنين بإصابات طفيفة.
ووقعت هذه الغارة على بعد أمتار قليلة من خزانات الوقود العملاقة في ميناء المدينة، لكنها لم تصبها بإضرار، بينما اقتصرت الخسائر المادية على حاويتين لأحد التجار المحليين، كانت بموقع الضربة على رصيف الحاويات، واللتين أصيبتا بشظايا لم تؤد لإتلاف الشحنة.
وتسببت الغارة في حالة ذعر لدى العاملين في الميناء، إلى درجة أن الكثير من الموظفين ألقوا بأنفسهم في البحر، وفقا ما أفد شهود عيان. كما غادر جميع الموجودين في الميناء على وجه السرعة، وبينهم بعض عناصر التنظيم الموجودين داخل الميناء منذ سقوط المدينة بيد التنظيم في 2 أبريل (نيسان) الماضي.
وقال المسؤول الإعلامي بميناء المكلا مروان اليزيدي لـ«الشرق الأوسط» إن «النشاط الملاحي عاد بعد ساعات قليلة من تنفيذ الغارة، حيث غادرت إحدى السفن بعد إفراغ حمولتها من مادة المازوت، وستدخل سفينة أخرى لتفرغ كميات من مادة الديزل، بينما ستصل الأسبوع القادم سفينة أخرى عليها كميات من مادة البنزين، وكذلك سفن الشحن التجارية ما زالت تواصل عمليات الشحن والتفريغ الخاصة بها».
ويعد الميناء المنفذ الوحيد لدخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية للمدينة، وهو يستقبل أسبوعيًا عددًا من البواخر التجارية القادمة من عدة موانئ دولية، كما يسافر عبره الكثير من المواطنين اليمنيين هربًا من ويلات الحرب نحو القارة الأفريقية.
وقتلت غارات الطائرات دون طيار الأميركية، أكثر من 25 عنصرا بالتنظيم منذ سيطرته على المدينة في 2 أبريل الماضي، كان بينهم زعيم تنظيم القاعدة بجزيرة العرب ناصر الوحيشي المكنى بأبي بصير، و10 قياديين آخرين في التنظيم، الأمر الذي جعل التنظيم يحرص على تغيير أماكن إقامة قياداته بشكل دائم، وينقلهم إلى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية وسط المدينة. وبات التنظيم يحرص على إبعاد قيادييه عن المعسكرات التابعة له، أو المراكز التي أنشأها بغرض إدارة المدينة، كمركز إدارة دوريات «الحسبة» التي تُكلف بالبحث عن المخالفين لبعض تعاليم الشريعة، وتنفيذ الحد الشرعي فيهم فورًا، ومركز إدارة أمن مدينة المكلا.
كما أجبرت غارات «درون» التنظيم على نقل بعض معسكراته التدريبية التي يقوم فيها بتدريب مئات المجندين الجدد، ليتم توزيعهم بعد ذلك على دفعات بعدة جبهات، منها جبهة شبوة غرب مدينة المكلا، وفيها ثاني أكبر وجود بعد محافظة حضرموت لعناصر «القاعدة»، حيث تسببت ضربات «الدرون» الجوية بتراجع بعض المتدربين في هذه المعسكرات عن استكمال تدريباتهم، وانسحاب البعض الآخر من التنظيم بشكل كامل.
وأشار الناشط والمراقب السياسي في الحراك الجنوبي بمدينة المكلا صابر بامقنع في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى تزايد دعاوى المواطنين المطالبة بخروج تنظيم القاعدة من وسط المدينة، وتنفيذ وعوده التي قدمها قادته في الأيام الأولى من سيطرتهم على المكلا، حيث ادعوا أنهم سيعملون فقط على تأمين مداخل المدينة ومخارجها ضد أي هجوم لميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بعد طردهم للجيش اليمني من وسط المدينة، وهو الأمر الذي تبين عكسه فيما بعد.
وقال بامقنع إن «(القاعدة) أنشأت خلال الأسابيع الأخيرة عدة مؤسسات دينية لإدارة شؤون المدينة بالطريقة التي تراها هي، وهو ما يؤكد اعتزام التنظيم تأسيس إمارة سيتم الإعلان عنها في الوقت الذي يرونه مناسبًا لهم».
في غضون ذلك، نظمت مظاهرة بعد صلاة الجمعة في جامع السلطان عمر القعيطي أكبر جوامع المدينة، أول من أمس، تطالب بخروج تنظيم القاعدة من مدينة المكلا، ورفعت خلال المظاهرة شعارات مناهضة للتنظيم، تتهمه بتضييق الخناق على أهل المدينة، ووضعها على لوائح المناطق الحاضنة للإرهاب على مستوى العالم، والأمر الذي حرم المدينة من الحصول على المعونات الدولية. وإضافة لهذه الوضعية الأمنية الصعبة، تعيش محافظة حضرموت أزمة صحية وبيئية وغذائية ناتجة عن الحرب المحيطة بالمحافظة من عدة جهات، ونزوح أكثر من 50 ألف نازح إلى المحافظة هربًا من الموت في عدن وأبين وشبوة.
ويرى مراقبون للشأن السياسي اليمني أن محافظة حضرموت الواقعة شرق اليمن ستكون ساحة حرب طاحنة خلال الأسابيع القادمة، خصوصًا عاصمتها مدينة المكلا، وفيها ستصفي الأطراف المتقاتلة حساباتها على الأرض، فوجود «القاعدة» فيها، وميليشيات الحوثي وصالح على أطرافها من 3 اتجاهات، والجيش التابع لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على بعد قرابة 400 كيلومتر منها، يجعلها نقطة التقاء وتجمع هامة واستراتيجية، ستؤثر على منحى الحرب بشكل عام في اليمن، فالمسيطر على حضرموت بشكل كامل سيخلق له سيطرة على قرابة 40 في المائة من أراضي اليمن، إضافة إلى عدة منافذ برية مع دول مجاورة كالسعودية وعمان، وأكثر من 120 كيلومترا من السواحل المطلة على بحر العرب.
ويؤكد بعض الصحافيين المحليين في المدينة تقدم ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح نحو مدينة المكلا عبر الطرق الفرعية الواصلة بين محافظتي شبوة وحضرموت، بينما أكد مصدر في السلطة المحلية بمحافظة حضرموت لـ«الشرق الأوسط» أن فرقا استطلاعية بزي مدني يشتبه في انتمائها لميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح قدمت عبر طرق فرعية لمناطق ريفية على المدخل الغربي لمدينة المكلا باتجاه محافظة شبوة، وتسأل المواطنين عن الطرق المؤدية لوسط مدينة المكلا، في محاولة منهم لاكتشاف وتأمين طرق جديدة للدخول للمدينة، والالتفاف على عناصر «القاعدة» المسيطرين عليها، والمرابطين على مداخلها الرئيسية والفرعية.
 
انهيار سريع لـ «هدنة اليمن» .. والحوثيون يعدون لـ «مجلس انتقالي»
غالبية السكان ترى أن وقف النار لن يغير شيئًا في ظروفهم الإنسانية المتردية
الشرق الأوسط...صنعاء: عرفات مدابش
انهارت الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها الأمم المتحدة في اليمن، بمجرد بدء سريانها، عند منتصف ليل أول من أمس، إذ واصلت الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عملياتها العسكرية في عدد من المحافظات اليمنية، في الوقت الذي واصلت قوات التحالف غاراتها التي تستهدف مواقع هذه القوات الانقلابية، بعد إعلانها أن الهدنة غير ملزمة وأنها لم تتلقَّ أي طلب من الحكومة الشرعية بوقف الضربات الجوية.
ونفذ طيران التحالف سلسلة من الغارات الجوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مدينة تعز بجنوب صنعاء، وشهدت المدينة معارك كر وفر بين الجانبين بعد سريان الهدنة. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن قصف قوات التحالف تزامن مع قيام الميليشيات الحوثية بقصف بعض أحياء المدينة وبالتحديد جبل جرة الذي يسعى الحوثيون وقوات صالح إلى السيطرة عليه، إضافة إلى قصف الحوثيين لمواقع أخرى لقوات موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن وشبوة والضالع. وفي العاصمة صنعاء قصفت قوات التحالف، أمس، مواقع تتبع ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق صالح، في منطقة سعوان بشرق العاصمة، وضمن المواقع التي قصفت مخازن المستشفى العسكري ودائرة الأشغال العسكرية، التي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون، الذين اتهموا قوات التحالف بخرق الهدنة.
ورأت مصادر سياسية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن انهيار الهدنة «يعد ثاني فشل لمهمة المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بعد فشل المشاورات التي سعى إليها وأشرفت عليها الأمم المتحدة في جنيف منتصف الشهر الماضي، بين طرفي النزاع في البلاد». وأضافت المصادر أن «الحوثيين خرقوا الهدنة، رغم أنهم أعلنوا موافقتهم عليها، ويبدو أن هناك مواقف متباينة بين تحالف الحوثيين مع القوات الموالية للمخلوع صالح»، وذلك «بدليل التعزيزات العسكرية الكبيرة التي جرى الدفع بها إلى تعز ومأرب، قبل ساعات فقط من بدء سريان الهدنة».
بدورهم، اعتبر مواطنون، تحدث إليهم «الشرق الأوسط»، أن «الهدنة لا تشكل فرقا بالنسبة إلى المواطن اليمني العادي، فالأزمة الغذائية وأزمة المشتقات النفطية والغاز المنزلي وانعدام الكهرباء وغيرها من الأزمات المترتبة على الحرب مستمرة، سواء كانت هناك هدنة أو لم تكن، وقد حدث ذلك إبان الهدنة السابقة» التي أبرمت في مايو (أيار) الماضي وجرى خرقها أيضًا.
وبينما تختلط مواقف ومشاعر المواطنين اليمنيين بين «الإحباط واللامبالاة»، فإنهم «يرون أن الحرب الجوية على المتمردين غير كافية، وأنه لا بد من تدخل بري سريع وعاجل يستهدف مناطق معينة ويمنع سقوط كل المناطق بيد الانقلابيين».
في غضون ذلك، قالت مصادر مقربة من المتمردين الحوثيين، أمس، إن الجماعة تعكف على دراسة تشكيل مجلس انتقالي وحكومة لتسيير أعمال الدولة المعطلة منذ الانقلاب الذي قاده الحوثيون على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وحكومة الكفاءات برئاسة خالد محفوظ بحاح.
وكان حمزة الحوثي، وعقب عودته من ترؤس وفد الحوثيين إلى مشاورات جنيف، منتصف الشهر الماضي، أعلن أن المكونات السياسية المشاركة من صنعاء في المشاورات، تدرس خيار تشكيل «حكومة شراكة وطنية»، في الوقت الذي تمنع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي اتخاذ أية خطوات أحادية الجانب.
وتأتي هذه التطورات في اليمن، في وقت دعا الاتحاد الأوروبي كل الأطراف اليمنية إلى احترام الهدنة الإنسانية والقانون الدولي والسماح بدخول المساعدات الغذائية والإغاثية إلى كل مناطق البلاد، وبالأخص المناطق الأكثر تأثرا جراء المواجهات. وأكد الاتحاد الأوروبي أن توقيت الهدنة مناسب جراء الأوضاع الإنسانية المأساوية للمواطنين اليمنيين. ودعا الاتحاد الأوروبي، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، «كل الأطراف إلى الالتزام بشروط الهدنة والسماح بالوصول الكامل دون عوائق لشحنات الغذاء جوا وبحرا وبرا بما ينسجم مع مبدأ الحياد كي تُوزع المساعدات في عرض البلاد، وخصوصا في المناطق الأشد تأثرا بالقصف الجوي والعمليات العسكرية في تعز وعدن وصعدة وفي العاصمة صنعاء». وشدد البيان على «الحاجة إلى أن تحترم جميع الأطراف القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان». واعتبر الاتحاد أن الهدنة الإنسانية تتيح «فرصة مهمة لاستعادة ظروف المفاوضات الشاملة بشكل حاسم ودون أي شروط مسبقة لتنفيذ أحكام القرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة»، مؤكدا أن «التوافق السياسي العريض هو وحده القادر على توفير حل للأزمة ومعالجة الوضع الإنساني غير المسبوق ومعالجة آفة الإرهاب في اليمن».
على صعيد آخر، تشهد الساحة اليمنية نشاطا ملحوظا لبعض القوى التي بدأت التركيز على فساد الميليشيات الحوثية ونهبها لملايين الدولارات تحت اسم «المجهود الحربي». ونشرت وسائل إعلام يمنية وثائق تتعلق باختفاء أكثر من 46 مليون دولار من شركة «صافر» للنفط بمبرر دعم الحرب، بينما كشفت مصادر أخرى عن نهب أكثر من مليار ونصف المليار ريال يمني من ميزانية وزارة الدفاع، لنفس السبب، وهو «المجهود الحربي».
ويفرض الحوثيون إتاوات متواصلة على الموظفين ورجال المال والأعمال والشركات. وباتت خزينة الدولة شبه فارغة، جراء الاستنزاف المتواصل من قبل قيادات الميليشيات، إضافة إلى الاتجار العلني لبعض القيادات الحوثية في المواد الغذائية والمشتقات النفطية التي قدمت لليمن كمساعدات أممية ودولية، لمساعدة الشعب اليمني لتجاوز أزماته، في الوقت الذي تواصل الأمم المتحدة إرسال المساعدات الإغاثية إلى اليمن تحت إشراف الميليشيات الحوثية.
 
الحوثيون يُسقطون الهدنة الإنسانية
المستقبل...صنعاء ـ صادق عبدو
أعلن زعيم جماعة الحوثيين، الموالية لطهران، عبدالملك الحوثي، فشل الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة قبل أن تبدأ في الساعات الأولى من فجر أمس السبت، في وقت متزامن مع إقدام الميليشيات التابعة له وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على مهاجمة الأحياء الآهلة بالسكان في كل من عدن وتعز ومأرب والبيضاء، قبل أن ترد المقاومة الشعبية بدعم ومساندة من قوات التحالف العربي بانتزاع عدد من المواقع التي كانت سيطرت عليها الميليشيات خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وفيما أعلن الحوثي، ما أسماها «التعبئة العامة على كل المستويات»، في مؤشر على استمرار القتال في كل المناطق، قال في خطاب ألقاه قبل سريان الهدنة المعلنة من قبل الأمم المتحدة إنه ليس لديه «أمل كبير بنجاح الهدنة، وأن مصيرها هو مصير الهدنة السابقة«، مهددا بـ»اتخاذ خطوات إستراتيجية كبيرة ستغير وجه المنطقة، مهما سينتج عنها من تطورات»، من دون ان يفصح عن طبيعة تلك الخطوات.

ودعا الحوثي، المختبئ في منطقة مران في صعدة، في خطاب ألقاه على أتباعه بمناسبة يوم القدس العالمي، الذي تقيمه إيران وحلفاؤها سنوياً، القوى السياسية إلى «سد الفراغ السياسي في البلاد، من دون انتظار الخارج«، مشيراً إلى أن «المسألة في المنطقة ليست مسألة محاربة النفوذ الإيراني كما يدعون، إنما القضية هي قضية بسط النفوذ الإسرائيلي في المنطقة«.

وفي أول خرق للهدنة الإنسانية التي بدأت فجر أمس، قصفت ميليشيات الحوثي حي العريش في عدن، وقريتي خوبر والقبة في الضالع، والأحياء السكنية قي تعز بالدبابات والأسلحة الثقيلة، قبل أن تقوم طائرات التحالف العربي بقصف مخازن أسلحة وتحركات مشبوهة لميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في كل من صنعاء وتعز وعدن ومناطق أخرى.

وقال الناطق باسم التحالف العربي أحمد عسيري إن «الهدنة المعلنة تفتقر للآلية، حيث أنها لا تلتزم بالشروط الأساسية لإقرارها«، مشيراً إلى أن «الهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة في اليمن، غير ملزمة لقوات التحالف لعدم وجود التزام من الجانب الحوثي، ولافتقارها لآلية تُعنى بتطبيقها«.

ونفى صحة ما تم تداوله حول التزام جميع الأطراف بالهدنة، مشدداً على أن «قوات التحالف غير معنية بهدنة من طرف واحد لأنها سوف تؤدي إلى نتائج عكسية ولن تخدم المواطن اليمني«.

وأوضح العسيري أن «الحد الأدنى لتطبيق الهدنة هو وجود التزام واضح من قبل المتمردين الحوثيين، وأن تكون هناك آلية لتطبيق الهدنة بوجود مراقبين من الأمم المتحدة على الأرض لرصد التجاوزات وتحميل المسؤولية لمن يرتكب انتهاكات كما حدث في الهدنة الماضية«.

ميدانياًـ أعلن المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية في محافظة تعز أن حصيلة المواجهات التي دارت بين المقاومة وميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في أحياء عدة في قلب المدينة وضاحية الضباب، بلغت 46 قتيلاً من الميليشيات وستة من المقاومة، وجرح العشرات من الطرفين، مؤكداً أن المقاومة أفشلت مخططاً لميليشيا الحوثي وصالح لاقتحام المدينة بهجوم مكثف بدأته فجر أول من أمس الجمعة من اتجاهات عدة، مصحوبا بقصف مدفعي وصاروخي مكثف للأحياء السكنية والمواقع التي تسيطر عليها المقاومة.

وجرت اشتباكات عنيفة في تعز وسط محاولات لميليشيات الحوثي وصالح التقدم نحو جبل جَرّة، كما دارت اشتباكات في منطقة الضَباب ومنطقة الحَصَب ومحيطها، وقال الناطق باسم المقاومة الشعبية في تعز إن اشتباكات تدور في شارع الأربعين والخمسين، وأنها تقدمت في جبهة جبل صَبِر، وتقترب من موقع العروس الاستراتيجي، مشيراً إلى أن تحرير تعز من المتمردين مسألة وقت ليس اكثر.

الناطق باسم المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية في تعز، الشيخ محمد مقبل الحميري، أكد إن مسلحي المقاومة الشعبية يحققون تقدماً في عدد من المواقع العسكرية في المدينة، مشيراً إلى دخول مسلحي المقاومة بقيادة العميد يوسف الشراجي، حدائق الصالح في الضباب، وأن المعركة على أشدها بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، قائلاً إن جميع قيادات المجلس العسكري تقود المعارك بنفسها على مختلف الجبهات.

وفي تطور ميداني مهم، أعلنت المقاومة الشعبية في محافظة إب، المجاورة لمحافظة تعز، التحامها بجبهة تعز، وقال قيادي في المقاومة الشعبية في إب إن خرق الحوثيين للهدنة الجديدة واستمرارهم في قصف الأحياء السكنية في تعز، وفرضهم حصاراً خانقاً على المدينة، دفعهم لاتخاذ هذا القرار.

وذكر القيادي بأن المقاومة بدأت في الساعات الأولى من صباح أمس السبت، تنفيذ عمليات مسلحة لفك الحصار عن مدينة تعز، قائلاً إن رجال المقاومة نفذوا عمليات في منطقتي السياني والقاعدة بهدف الالتحام بالمقاومة في تعز، وتشكيل مقاومة موحدة.

في تطور آخر، قتل 10 من أعضاء تنظيم «القاعدة«، بينهم ثلاثة قادة محليين، في غارتين لطائرات أميركية من دون طيار في محافظة حضرموت، شرق صنعاء، وأكد مسؤول محلي أن الضربات استهدفت سيارة وحاوية مليئة بالأسلحة مساء أول من أمس الجمعة في ميناء المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت التي يسيطر عليها تنظيم «القاعدة« منذ أوائل نيسان الماضي.

وبهذه الضربات، يرتفع عدد القتلى الذين يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة، إلى 23، قتلوا جميعا في غارات مماثلة في أقل من ثلاثة أسابيع، حيث اعترف تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» بمقتل زعيمه في اليمن ناصر الوحيشي، الرجل الثاني في التنظيم، في غارة لطائرة أميركية من دون طيار في منتصف حزيران الماضي.
 
هدنة الأمم المتحدة تترنّح في يومها الأول تعزيزات للحوثيين وعشرات القتلى في تعز
صنعاء، عدن، نيويورك - «الحياة» 
لم تصمد الهدنة الإنسانية غير المشروطة التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن في يومها الأول، إذ استمرت المواجهات أمس على كل جبهات القتال بين الحوثيين والقوات الموالية لهم ومسلحي المقاومة المؤيدين لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي. وشن طيران التحالف غارات على مواقع للحوثيين في صنعاء وعدن وشبوة ومأرب وتعز وحجة وصعدة.
في غضون ذلك، أكدت مصادر المقاومة في مدينة تعز (جنوب غرب) أنها حقّقت تقدماً كبيراً وسيطرت على مناطق الأربعين والستين والضباب، خلال معارك عنيفة أمس أدت إلى مقتل 60 حوثياً وجرح عشرات، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي من جانب القوات الحوثية استهدف مناطق جبل جرة، واستقدام تعزيزات إلى المدينة للاستمرار في محاصرتها.
وأفادت مصادر عسكرية وأمنية بأن جماعة الحوثيين واصلت قصف الأحياء الشمالية والغربية في مدينة عدن بصواريخ «كاتيوشا» وقذائف مدفعية، فيما تجدّدت معارك الكرّ والفرّ مع أنصار هادي. كما قصفت الجماعة مناطق في مدينة الضالع التي يسيطر عليها مسلحو المقاومة، وأرسلت مئات من المقاتلين المدعومين بآليات عسكرية إلى مأرب (شرق صنعاء) لتعزيز جبهتها هناك، وهو ما يعد خرقاً واضحاً للهدنة.
واتهمت الجماعة المسلحين الموالين لهادي بخرق الهدنة، في وقت أعلنت قوات التحالف أنها غير ملزمة بتنفيذها. وتواصلت الغارات الجوية على محافظات عدة، واستهدفت في صنعاء معسكر دائرة الإنشاءات العسكرية في حي سعوان ومخازن أسلحة في جبل نقم شرق العاصمة. كما استهدفت الضربات مواقع للحوثيين في عدن ولحج وتعز ومأرب وشبوة، وطاولت مناطق تنتشر فيها ميليشيا الجماعة والقوات الموالية لها على امتداد الحدود الشمالية الغربية لليمن في محافظتي حجة وصعدة. وذكرت مصادر محلية وشهود أن قصفاً مدفعياً سعودياً وغارات للتحالف استهدفت مديريات حرض وميدي والملاحيظ.
«القاعدة»
إلى ذلك، أغارت طائرة من دون طيار يُعتقد بأنها أميركية على عناصر من تنظيم «القاعدة» في مدينة المكلا (كبرى مدن حضرموت) ليل الجمعة، ما أدى إلى مقتل أربعة قياديين على رأسهم «أبو هاجر الحضرمي». وأشارت مصادر في المدينة التي يسيطر عليها التنظيم منذ مطلع نيسان (أبريل) الماضي، إلى أن الغارة استهدفت موقعاً في ميناء المكلا، وسط تسريبات بأن قادة التنظيم كانوا في انتظار تسلُّم حاوية أسلحة مجهولة المصدر، وصلت إلى الميناء ضمن سفينة شحن.
في نيويورك، أكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور دعم واشنطن الهدنة الإنسانية «غير المشروطة» في اليمن «من جانب كل أطراف النزاع، حتى نهاية شهر رمضان». وأشارت في بيان إلى أن الوضع الذي يواجه الشعب اليمني «خطير مع حاجة ٢٠ مليوناً أي ما يشكل ٨٠ في المئة من السكان، إلى الماء، وحاجة ١٣ مليوناً، أي نصف عدد السكان إلى الغذاء». واعتبرت أن «لا حل عسكرياً للنزاع في اليمن، وعلى الأطراف مواصلة الانخراط مع الأمم المتحدة للبدء بإجراءات بناء الثقة باتجاه وقف نار دائم، وإطلاق السجناء السياسيين».
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,174,879

عدد الزوار: 6,981,753

المتواجدون الآن: 66