إجماع داخل التحالف على عملية برية في سوريا وكيري: لا حل مع وجود الأسد..«معركة حلب» :صواريخ أميركية للمعارضة وغارات روسية للنظام

الخيار العسكري مفتوح في سورية وتوتر في معقل النظام ومعارك في حماة

تاريخ الإضافة الأحد 14 شباط 2016 - 6:22 ص    عدد الزيارات 1869    القسم عربية

        


 

إجماع داخل التحالف على عملية برية في سوريا وكيري: لا حل مع وجود الأسد
 (ا ف ب، رويترز، سكاي نيوز، روسيا اليوم، العربية.نت)
أكدت الولايات المتحدة أنه مع تمسك بشار الأسد بالبقاء في السلطة فإن الأزمة في سوريا ستبقى من دون حل، مع إعلان السعودية أن هناك إجماعاً داخل دول التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة على القيام بعملية عسكرية برية في سوريا، وهو ما أكدته كذلك تصريحات تركية في هذا الشأن مع إرسال السعودية طائرات عسكرية إلى قاعدة إنجرليك التركية لتكثيف الحملة الجوية ضد التنظيم المتطرف.

ففي ميونيخ حيث ينعقد مؤتمر الأمن الـ52، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن على روسيا «تغيير الأهداف» العسكرية في سوريا، مؤكداً أن الأزمة السورية بلغت «مرحلة مفصلية» وأنه لا يمكن حل أزمة سوريا مع وجود بشار الأسد في رأس السلطة في البلاد.

وأضاف «اليوم الغالبية العظمى من الهجمات الروسية تتركز على مجموعات المعارضة المشروعة. وللانضمام الى اتفاق (وقف إطلاق النار)، من الضروري أن تغير روسيا الأهداف» في سوريا.

وينتقد الغرب روسيا لقصفها خصوصاً المعارضة المعتدلة وليس المتشددين الأكثر تطرفاً بهدف دعم نظام الأسد. ويؤكد الروس أنهم يستهدفون المجموعات «الإرهابية».

وقال كيري «وصلنا الى مرحلة مفصلية» بين الحرب والسلم. وحذر من أن «القرارات التي ستُتخذ في الأيام المقبلة أو الأسابيع أو الأشهر قادرة على إنهاء الحرب (...) أو فتح الباب أمام نزاع أوسع».

واتفقت الولايات المتحدة وروسيا على «وقف المعارك» في سوريا خلال أسبوع باستثناء الهجوم على المتطرفين من «داعش» والنصرة، لتحريك عملية السلام ووقف نزوح المدنيين.

وأضاف كيري أن واشنطن مستعدة للجلوس الى الطاولة نفسها مع الروس لتحديد أي مجموعات يمكن قصفها أو لا، في حين تطلب موسكو تعاوناً بين عسكريين روس وأميركيين حول هذه المسائل.

وتابع كيري «ما من حل آخر لوقف المعارك سوى الجلوس الى الطاولة والعمل معاً حول كل أوجه هذه المسألة إن كانت سياسية أو إنسانية أو عسكرية». وأضاف «سنحدد ما يمكن استهدافه وما لا يمكن استهدافه وكيفية العمل معاً لكي لا تنسحب أطراف من طاولة (المفاوضات) لأنه إذا تعرض أولئك الذين أعربوا عن استعدادهم للمشاركة في العملية السياسية للقصف فلن يكون هناك الكثير من النقاش».

وقال كيري خلال كلمته ان «المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة في سوريا ستبدأ نهاية الأسبوع، وحل أزمة اللاجئين مرهون بحل سياسي للأزمة السورية»، مؤكداً أن أزمة اللاجئين تؤثر على النسيج الاجتماعي الأوروبي.

ولفت كيري إلى أن «القضاء على عناصر «داعش» سيستغرق وقتاً طويلاً«، وإلى أن التحالف الدولي عازم على هزيمة التنظيم، مؤكداً أن التحالف الدولي قد حرر 40% من الأراضي العراقية التي كان يسيطر عليها «داعش« و20% من أراضي التنظيم في سوريا.

وفي إطار الاستعداد السعودي للتدخل برياً لمقاتلة «داعش» في سوريا في إطار التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف بقيادة الولايات المتحدة، أعلن المستشار العسكري في وزارة الدفاع السعودية العميد الركن أحمد عسيري أن طائرات حربية تابعة للمملكة انتشرت بطواقمها في قاعدة انجرليك الجوية في تركيا. وقال عسيري في بيان إن الانتشار السعودي في انجرليك يقتصر على الطائرات الحربية حتى الآن، ويأتي تحت مظلة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وليس ضمن العمل الثنائي بين تركيا والسعودية اللتين هما دولتين عضوين مهمتين في التحالف المناهض لـ»داعش».

وتابع عسيري قائلاً إن السعودية أعربت عن استعدادها للمشاركة في حرب برية في سوريا، وإن اجتماع بروكسل أخيراً، لوزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف ضد «داعش»، أجمع على ضرورة العمليات البرية لمواجهة التنظيم المتطرف في سوريا.

وأكد المسؤول السعودي الرفيع أنه في هذا الإطار تبقى تفاصيل العمليات التكتيكية والعسكرية وتحديد دور كل دولة والقوات المشاركة.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن أن أنقرة والرياض قد تطلقان عملية برية في سوريا، مشيراً إلى أن السعودية أرسلت طائرات عسكرية إلى قاعدة إنجرليك التركية، لتكثيف الحملة الجوية ضد تنظيم داعش.

وقال الوزير التركي حسبما نقلت صحيفتا «يني شفق» و»خبر ترك» عنه قوله بعد مشاركته في مؤتمر ميونيخ «إذا كانت هناك استراتيجية (ضد تنظيم «داعش») فسيكون من الممكن حينها أن تطلق السعودية وتركيا عملية برية». وتابع «يقول البعض إن تركيا مترددة في المشاركة في مكافحة «داعش»، لكن تركيا هي من يقدم مقترحات ملموسة».

وأضاف أن السعودية «ترسل طائرات الى تركيا (قاعدة انجرليك). وصل (مسؤولون سعوديون) للاطلاع على القاعدة. وحتى الآن ليس واضحاً كم عدد الطائرات التي ستصل».

وانجرليك قاعدة رئيسية لعمليات قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف مع طائرات بريطانية وفرنسية وأميركية تشن غارات داخل سوريا انطلاقاً من هذه القاعدة.

وأضاف «أنهم (السعوديون) قالوا «إذا لزم الأمر يمكننا أيضاً إرسال قوات». السعودية تظهر تصميماً كبيراً في مكافحة الإرهاب في سوريا».

ورداً على سؤال عما إذا كانت السعودية سترسل قوات الى الحدود التركية للتدخل في سوريا، قال الوزير التركي «هذا أمر يمكن أن يكون مرغوباً. لكن ليس هناك خطة. فالسعودية ترسل طائرات وقالت «عندما يحين الوقت اللازم للقيام بعملية برية، يمكننا أن نرسل جنوداً«».

وفي تطور بارز، قصفت تركيا السبت مناطق واقعة تحت سيطرة الأكراد في محافظة حلب في شمال سوريا بعد ساعات على إعلان استعدادها التحرك عسكرياً ضد المقاتلين الأكراد.

واستهدفت المدفعية التركية مناطق خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في ريف حلب الشمالي، من بينها قرية المالكية ومطار منغ العسكري، وفق ما أفاد المرصد السوري ومصدر من وحدات حماية الشعب.

وبالتزامن مع القصف التركي، بحسب المرصد، «استهدفت فصائل إسلامية، أهمها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، بالقذائف حي الشيخ مقصود ذا الغالبية الكردية في مدينة حلب».

ويأتي القصف المدفعي التركي بعد إعلان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أن بلاده ستتحرك عسكرياً عند الضرورة ضد وحدات حماية الشعب الكردية، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الأهم في سوريا.

وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديموقراطي فرعاً لحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي تصنفه «إرهابياً« ويشن تمرداً منذ عقود ضد الدولة التركية كثفه في الأشهر الأخيرة.

وقال داود أوغلو «نستطيع إذا لزم الأمر أن نتخذ في سوريا الإجراءات نفسها التي قمنا بها في العراق وقنديل» في إشارة الى حملة القصف ضد معقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وأوضح أن القوات التركية ضربت أهدافاً في سوريا وفقاً لقواعد الاشتباك بعد تعرضها لإطلاق نار.

وتابع كما نقلت عنه وكالة «الأناضول« خلال زيارته مدينة ارزنجان التركية في شرق البلاد «عملاً بقواعد الاشتباك، قمنا بالرد على القوات الموجودة في اعزاز ومحيطها والتي تشكل تهديداً«. وفي إشارة على ما يبدو الى حزب الاتحاد الديموقراطي، تحدث عن «مجموعة إرهابية تشكل فرعاً للنظام السوري ومتواطئة في الغارات الروسية ضد المدنيين».

ودعت الولايات المتحدة تركيا الى التوقف عن قصف مواقع الأكراد والنظام في شمال سوريا، وذلك بعيد انتقال أنقرة من التهديد الى التنفيذ.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيري في بيان «لقد دعونا الأكراد السوريين وقوات أخرى تابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الى عدم استغلال الفوضى السائدة للسيطرة على مزيد من الأراضي. لقد رأينا أيضاً تقارير بشأن قصف مدفعي من الجانب التركي للحدود ودعونا تركيا الى وقف هذا القصف».

وأضاف «نحن قلقون إزاء الوضع في شمال حلب ونعمل على وقف التصعيد من كل الأطراف».

وبموازاة تقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي في ريف حلب الشمالي منذ بدء هجومه بداية الشهر الحالي، كانت وحدات حماية الشعب الكردية تقدمت في مناطق عدة على حساب الفصائل المقاتلة المعارضة للأسد.

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية، وهي عبارة عن تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب، من السيطرة قبل يومين على مطار منغ العسكري بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة استمرت أياماً عدة.

ويقع مطار منغ الذي كان تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ صيف 2013، بين طريقين استراتيجيتين تصلان حلب بمدينة اعزاز، أحد معاقل الفصائل المعارضة المقاتلة في المنطقة الى جانب مدينتي تل رفعت ومارع.

ويواصل الجيش السوري من جهته التقدم في ريف حلب الشمالي إذ سيطر السبت على عدد من القرى. وتترافق الاشتباكات المستمرة مع قصف للطائرات الحربية الروسية التي استهدفت السبت بأكثر من 20 غارة مدينة تل رفعت التي أصبحت قوات الأسد على بُعد ثلاثة كيلومترات منها.
الخيار العسكري مفتوح في سورية
ميونيخ، أنقرة، بيروت، لندن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب 
عاد الخيار العسكري الى الواجهة لتصبح العمليات الحربية مفتوحة في سورية بعد اقل من 72 ساعة على اتفاق «المجموعة الدولية لدعم سورية» على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، وقف «العمليات العدائية» نهاية الاسبوع. ومع زيادة روسيا حملتها الجوية على مواقع المعارضة المحيطة بمدينة حلب استهدفت المدفعية التركية برشقات أمس مواقع سيطر عليها المقاتلون الاكراد في الايام الاخيرة في ريف حلب الشمالي، وسط حديث تركي عن تواجد طائرات سعودية في قاعدة انجرليك ووصول طراد روسي جديث الى المتوسط للانضمام الى الارمادا الروسية التي تشارك في العمليات الحربية والمساندة للحملة الجوية الروسية في سورية.
وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» والجيش التركي امس ان القوات التركية قصفت أماكن مناطق «وحدات حماية الشعب» الكردية في ريف اعزاز وريف حلب الشمالي، واستهدف القصف قرية المالكية ومنطقة منغ التي سيطرت عليها «الوحدات» قبل نحو يومين بالاضافة الى منطقة عفرين. واكد مصدر في «وحدات حماية الشعب» استهداف المدفعية التركية قرية المالكية ومطار منغ العسكري.
وجاء القصف المدفعي التركي بعد اعلان رئيس الوزراء احمد داود اوغلو ان بلاده ستتحرك عسكرياً عند الضرورة ضد «وحدات حماية الشعب» الجناح العسكري لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» الذي تصنفه انقرة «ارهابياً».
واستمرت المعارك بين القوات الحكومية وميلشيات بغطاء جوي روسي من جهة وعناصر المعارضة من جهة اخرى في ريف حلب. وأكد ناشطون مشاركة سرب من عشرين قاذفة روسية في قصف شمال حلب أمس. وأعلنت موسكو امس ان الطراد «زليوني دول» المجهز بصواريخ عابرة من طراز «كاليبر» توجه من البحر الاسود الى البحر المتوسط قبالة الشواطئ السورية، فيما أبلغ قياديون في المعارضة «الحياة» تسلمهم «كميات كبيرة» من صواريخ أرض - أرض بمدى 20 و40 كيلومتراً من «غرفة العمليات العسكرية» التي تضم ممثلي أجهزة استخبارات مجموعة «اصدقاء سورية» في تركيا، مع بقاء تدفق صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع على رغم تراجع دورها بسبب عدم اعتماد النظام كثيراً على الآليات في التقدم الحالي في ريف حلب.
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قال في ميونيخ: «اليوم الغالبية العظمى من الهجمات الروسية تتركز على مجموعات المعارضة المشروعة. وللانضمام الى اتفاق (وقف اطلاق النار)، من الضروري ان تغير روسيا الاهداف» في سورية. وأضاف: «وصلنا الى مرحلة مفصلية» بين الحرب والسلم. وحذر من ان «القرارات التي ستتخذ في الايام المقبلة او الاسابيع او الاشهر قادرة على انهاء الحرب (...) او فتح الباب امام نزاع اوسع».
ونقلت صحيفتا «يني شفق» و»خبر ترك» التركيتين عن وزير الخارجية مولود جاويش اوغلو قوله بعد مشاركته في مؤتمر ميونيخ: «اذا كانت هناك استراتيجية (ضد داعش) سيكون من الممكن حينها ان تُطلق السعودية وتركيا عملية برية» قد تستهدف طرد «داعش» من معقله في الرقة شرق سورية.
في المقابل أفاد مصدر عسكري سوري بأن الجيش النظامي يعتزم التقدم باتجاه محافظة الرقة. وقال: «تستطيع أن تقول إنها مؤشر إلى اتجاه الأعمال الحربية المقبلة باتجاه الرقة. في شكل عام المحور صار مفتوحاً باتجاه الرقة. هي منطقة على الحدود الإدارية بين حماة (وسط) والرقة» قرب العراق.
الى ذلك، افادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأن قافلة مساعدات طبية تابعة للهلال الاحمر السوري دخلت الى مدينة دوما المحاصرة من قوات النظام في الغوطة الشرقية معقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق. وكانت «المجموعة الدولية لدعم سورية» دعت الى ادخال مساعدات انسانية ووقف «العمليات العدائية» قبل استئناف المفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة في جنيف في 25 الجاري.
توتر في معقل النظام ومعارك في حماة
لندن - «الحياة» 
شهد ريف محافظة حماة (وسط سورية) مواجهات عنيفة أمس بين تنظيم «داعش» وقوات النظام التي تحاول التقدم نحو الحدود الإدارية لمحافظة الرقة المجاورة، في وقت ساد توتر معقل النظام على الساحل السوري على خلفية مقتل وفقدان عشرات الجنود في مكمن نصبه لهم «جيش الإسلام» في غوطة دمشق الشرقية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا)، في تقرير أمس، أن طائرات حربية نفّذت ما لا يقل عن 4 غارات على قرية الرميلة بريف حماة الجنوبي الذي يشهد «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى». وتزامن ذلك مع «استمرار الاشتباكات في شمال شرقي منطقة أثريا، وجنوب غربها قرب منطقة الشيخ هلال» بين قوات النظام وتنظيم «داعش» إثر محاولة من الطرف الأول «للوصول إلى الحدود الإدارية مع الرقة ودخول المحافظة من خلال التقدم نحو شمال شرقي أثريا، بالإضافة إلى الهجوم على محيط منطقة الشيخ هلال باتجاه عقيربات، ومحاولة تأمين المنطقة». وأشار المرصد إلى أن هذه المناطق كانت قد شهدت خلال شهري آذار (مارس) وحزيران (يونيو) 2015 مقتل ما لا يقل عن 142 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال هجومين مباغتين شنهما «داعش» على حواجز ومواقع للحكومة السورية في الشيخ هلال ومحيطها.
في غضون ذلك، أكد المرصد مقتل ما لا يقل عن 76 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في محيط منطقة تل صوان الواقعة بين منطقتي عدرا ودوما بغوطة دمشق الشرقية، يوم الأحد الماضي، مضيفاً أن مصير أكثر من 100 عنصر وضابط آخرين ما زال مجهولاً. ووقع الجنود في مكمن نصبه لهم «جيش الإسلام» الفصيل القوي في غوطة دمشق الشرقية.
وأوضح المرصد في شرحه لتفاصيل المكمن أن 45 عنصراً من قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين قضوا عندما استهدفهم «جيش الإسلام» بمحيط تل صوان «خلال محاولتهم التسلل إلى منطقة آمنة خارج موقع الكمين، وقام بإطلاق النار عليهم برشاشات متوسطة وخفيفة، وترك بعضهم ينزف لأكثر من 14 ساعة... فيما قتل 31 آخرون جراء وقوعهم في أشراك وحقول ألغام قسم كبير منها ممن زرعته قوات النظام في وقت سابق بمحيط منطقة تل صوان».
وقال المرصد إن اللواء علي عباس القائد العسكري للمنطقة، أمر عناصره بالتحرك نحو محيط منطقة تل صوان، بغية التقدم فيها والسيطرة على نحو 2 كلم تفصل بينها وبين اللواء 39 المعروف بفوج الكيمياء بمنطقة عدرا في الغوطة الشرقية، مضيفاً أن هناك من يحمّله مسؤولية ما حلّ بالجنود القتلى. وأضاف أن «قرى جبال العلويين في ريف اللاذقية ومصياف والقدموس وقراهما تشهد توتراً واستياء كبيرين، وغضباً عارماً، وسط مطالبات» بمعاقبة القائد العسكري، لافتاً إلى أن غالبية القتلى والمفقودين في مكمن تل صوان «تتحدر من قرى الساحل السوري».
«معركة حلب» :صواريخ أميركية للمعارضة وغارات روسية للنظام
الحياة...لندن - إبراهيم حميدي 
دخلت القوات النظامية السورية والميليشيات الإيرانية الموالية بغطاء جوي روسي من جهة ومقاتلو المعارضة وداعموها، بمن فيهم تركيا من جهة أخرى في سباق مع الزمن لفرض أمر واقع في ريف حلب شمال سورية قرب تركيا، مع اقتراب موعد «وقف العمليات العدائية» تمهيداً لوقف النار بموجب اتفاق «المجموعة الدولية لدعم سورية» في ميونيخ الخميس.
وإذ أكد ناشطون مشاركة سرب من عشرين قاذفة روسية في قصف شمال حلب أمس، أبلغ قياديون في المعارضة «الحياة» تسلمهم «كميات كبيرة» من صواريخ أرض - أرض بمدى 20 و40 كيلومتراً وقذائف عيار 122 من «غرفة العمليات العسكرية» التي تضم ممثلي أجهزة استخبارات مجموعة «اصدقاء سورية» في تركيا، مع بقاء تدفق صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع على رغم تراجع دورها بسبب عدم اعتماد النظام كثيراً على الآليات في التقدم الحالي في ريف حلب.
وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأن الجيش استعاد ‏قرية الطامورة وصارت قواته تشرف على كامل بلدة حيان والأجزاء الشمالية الغربية لبلدة عندان. وهما بلدتان تعرضتا لقصف عنيف وصارتا جبهة أمامية في المعارك الحالية، إضافة إلى اقترابه أكثر من بلدة تل رفعت أحد معاقل المعارضة في شمال البلاد.
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «سرباً من الطائرات الروسية ضم 20 قاذفة شن ضربات مكثفة على مناطق في ريف حلب الشمالي واستهدفت القاذفات تل رفعت بأكثر من 20 غارة، اضافة الى قصف محيط منطقة الطامورة ومحيط عندان وأمكان قربها بعشرات الضربات الجوية، بالتزامن مع 5 غارات استهدفت مدينة اعزاز ومحيطها»، علماً أن قاذفات روسية شنّت بعد منتصف ليل الجمعة - السبت «12 غارة على مناطق بمحيط مدينة اعزاز قرب الحدود السورية - التركية، ومناطق أخرى في مدينة مارع وبلدة تل رفعت وقريتي عين دقة وكفرخاشر، في ريف حلب الشمالي».
وأفيد أمس بإرسال روسيا الطراد «زليوني دول» المجهز بصواريخ عابرة من طراز «كاليبر» من البحر الأسود إلى البحر المتوسط قبالة الشواطئ السورية. وأفادت وكالة الانباء «ريا-نوفوستي» بأن الطراد قد يشارك في الحملة العسكرية الروسية لدعم الجيش السوري النظامي وان «أهدافه لم تكشف لكن بما انه مجهز بصواريخ عابرة طويلة المدى، فانه يفترض عدم استبعاد مشاركته في العملية العسكرية»، علماً أن روسيا سبق وأن أطلقت على مناطق في سورية صواريخ عابرة من غواصة في البحر المتوسط وسفن حربية في بحر قزوين شرقاً.
لكن التركيز الحالي يبدو منصباً على معركة حلب، حيث يسعى النظام الى حصار ثاني أكبر مدينة في البلاد وقطع خطوط الإمداد من تركيا. اذ وفر الطيران الروسي غطاء جوياً لسيطرة مقاتلين أكراد وعرب على مطار منغ العسكري قرب اعزاز في ريف حلب الشمالي، بالتزامن مع سيطرة النظام وحلفائه على بلدات ماير ورتيان خلال فك الحصار عن نبل والزهراء شمال غربي حلب. ووفق مصادر، فإن الحدود السورية - التركية التي تمتد أكثر من 900 كيلومتر، يخضع مئة كيلومتر منها لسيطرة «داعش» بين جرابلس واعزاز، فيما يسيطر الاكراد على 45 كيلومتراً في عفرين و «أحرار الشام الاسلامية» وفصائل إسلامية على حوالى 15 كيلومتراً مقابل اعزار، علماً ان الحدود الواقعة شرق نهر الفرات باتت في معظمها تحت سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية.
وبذلت تركيا جهوداً لفرض منطقة آمنة بين جرابلس واعزاز بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركا، لكن واشنطن لم توفر الغطاء لذلك، إضافة الى ان التدخل الروسي غيّر قواعد اللعبة وباتت روسيا توفر الدعم للمقاتلين الاكراد غرب الفرات، فيما تقدم اميركا الدعم لهم شرق النهر في المعارك ضد «داعش». وواصلت انقرة إرسال تحذيرات للمقاتلين الأكراد، مع تقديم دعم إضافي لمقاتلي المعارضة. وقال «المرصد» امس أن «القوات التركية قصفت أماكن خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي في ريف اعزاز وريف حلب الشمالي، حيث استهدف القصف قرية المالكية ومنطقة منغ التي سيطرت عليها الوحدات الكردية» قبل أيام. ويبلغ مدى المدفعية التركية حوالى 60 كيلومتراً.
وقال قيادي في «الجيش الحر» لـ «الحياة» أمس، ان «غرفة العمليات العسكرية» في تركيا بدأت بتزويد مقاتلي المعارضة بـ «قوة نارية جديدة»، مشيراً إلى أن ذلك شمل «كميات كبيرة» من صواريخ أرض - أرض يصل مداها إلى ما بين 20 و40 كيلومتراً. وأوضح أحد قياديي «الحر» ان الصواريخ وزعت على مقاتلي حوالى 25 فصيلاً مدرجاً على قائمة «الفصائل المعتدلة» لدى «غرفة العمليات»، لافتاً إلى انه بالتزامن مع ذلك استمر وصول صواريخ «تاو» وان كان دورها العملي تراجع في معارك حلب لأن القوات النظامية لم تعد تعتمد على الآليات كما حصل في ريف حماة وسط البلاد في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي عندما أعلنت المعارضة «مجزرة الدبابات» بتدمير أكثر من مئة آلية بصواريخ «تاو» تدفق منها مئات مع تسهيلات في الاهداف.
وتابع القيادي: «بات النظام يعتمد على سياسة الأرض المحروقة التي يوفرها الطيران الروسي، بقصف عنيف ثم تقدم القوات البرية التي تتقدمها ميليشيات إيرانية قبل وصول الجيش السوري». لكنه أشار الى ان تكتلاً من حوالى 25 فصيلاً مقاتلاً، بينها «فيلق الشام» و «احرار الشام» وفصائل «الجيش الحر»، شكلت غرفة تنسيق في ما بينها لـ «منع سقوط حلب»، مؤكداً أن معارك طاحنة ستدور في الساعات المقبلة، الأمر الذي يفسر حدة الغارات الروسية على ريف حلب أمس.
وكان المنسق العام لـ الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة» رياض حجاب اجتمع مع قادة هذه الفصائل في تركيا قبل توجهه الى المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية» في ميونيخ، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة بين الفصائل والهيئة لتنسيق المواقف والربط بين المعارك والمفاوضات. وأبلغ ممثل «احرار الشام» حجاب أن الحركة تؤيد كل قرارات الهيئة التفاوضية في ما يتعلق بالذهاب الى مفاوضات جنيف وشروط ذلك.
واتفق وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف على التشكيك في إمكانات وقف النار في سورية. واذ قال لافروف ان حظوظ ذلك لا تتعدى 49 في المئة، حذر كيري في مقابلة مع قناة «اورينت» السورية، من أنه في حال عدم التزام النظام تنفيذ وقف «العمليات القتالية» فسيؤدي ذلك إلى تشكيل قوة عسكرية برية للتدخل في سورية. وأضاف انه اذا لم ينفّذ الرئيس بشار الأسد «التزاماته، وإذا لم تدفعه روسيا وإيران لتنفيذها، فإن المجتمع الدولي بدون شك لن يبقى مكتوف الأيدي ويكتفي بمراقبة ذلك».
وكانت وكالة «فرانس برس» نقلت عن الأسد قوله أنه سيواصل «محاربة الإرهاب» خلال المفاوضات وانه يريد استعادة السيطرة على البلاد بالكامل، لكنه قال أن ذلك قد يتطلب «وقتاً طويلاً». وقال نائب الناطق باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان الرئيس السوري «واهم» اذا كان يعتقد ان هناك حلاً عسكرياً.
غلاء الأسعار يفرض «حمية غذائية» في دمشق... وموظفو المنظمات الدولية في «فقاعة»
دمشق- «الحياة» 
انعكس ارتفاع الأسعار في أسواق دمشق سلباً على الحياة المعيشية لشريحة كبيرة من المواطنين وحالتهم الصحية، لعدم تمكنهم من تأمين الغذاء. ووصل الأمر إلى إصابة عدد منهم بـمرض «سوء التغذية» نتيجة «الرجيم (الحمية الغذائية) القسري» الذي يفرض عليهم، مقابل تحسن حال آخرين يتقاضون دخلاً بالقطع الأجنبي.
لم يطرأ تحسن ملحوظ على مرتبات الموظفين، وبقيت تقريباً على حالها التي كانت عليها قبل الحرب، حيث لا يتجاوز الراتب الشهري لموظف الدرجة الأولى 35 الف ليرة أي ما يعادل 86 دولاراً اميركياً.
واستمر انخفاض سعر صرف الليرة السورية، وبلغ أمس 432 ليرة للدولار الأميركي بعدما كان 370 ليرة قبل ايام و46 ليرة في العام 2011. ويتواصل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وخصوصاً منها الخضار والفاكهة. ووصل سعر الكيلو الواحد من الكوسا إلى 800 ليرة والباذنجان إلى 400 والبندورة إلى 350 ليرة والثوم إلى 1000 ليرة والليمون 250 ليرة والتفاح 250 ليرة والبرتقال 100 ليرة، رغم أن كافة تلك المواد هي إنتاج محلي.
وأفاد «المركز السوري لبحوث السياسات»، وهو غير حكومي تستند إلى أبحاثه الأمم المتحدة، في تقرير صدر في أيار (مايو) 2014، بأن ثلاثة أرباع السوريين أصبحوا من الفقراء، وأن أكثر من نصف السكان يعيشون في فقر شديد في شكل كامل. ويقدر البنك الدولي خط الفقر العالمي بـ 1.9 دولار اميركي للشخص في اليوم الواحد، ما يعني أن أي أسرة سورية تضم شخصين ومرتب معيلها يبلغ 86 دولاراً تعيش تحت خط الفقر.
ودفع الارتفاع الكبير للأسعار العديد من الأسر إلى الاستغناء عن العديد من المواد الأساسية التي تلعب دوراً مهماً في التنشئة البدنية للأطفال. وقالت سيدة في دمشق: «كيلو الحليب بـ 175 ليرة تم إبعاده من المائدة كما هي الحال مع الجبنة التي يبلغ سعر الكيلو 800 ليرة والبيض الذي يبلغ سعر العلبة الف ليرة». وأضافت: «عندما تنظر إلى وجه أطفالنا، لا تجد اللون الأحمر. الأصفر هو اللون الغالب على وجوه أفراد العائلة... الأطفال أوزانهم تتناقص بشكل مستمر... لم يعودوا يقوون على الحركة... عندما نعرضهم على الطبيب يقول سوء تغذية».
وقال «ابو يزن»، وهو عامل في دكان في العاصمة السورية وأب لخمسة أطفال، أن أجره الشهر بالكاد يكفي لدفع بدل إيجار المنزل والعيش على حد الكفاف. وزاد: «راتبي الشهري 30 الف ليرة كان يعادل قبل الأزمة 600 دولار. حالياً يساوي أقل من مئة دولار». وزاد أنه لم يشبع من اي وجبة منذ سنتين.
وتعاني الأسواق الدمشقية في شكل عام من ضعف الرقابة التموينية واستشراء الفساد. ويعزو التجار وأصحاب المحال ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضار إلى ارتفاع سعر الدولار وتراجع الليرة منذ اندلاع الثورة منتصف آذار (مارس) 2011.
ولعل ابرز ما يلاحظ في أسواق دمشق هو عشوائية التسعير في محال بيع المواد الغذائية والأكلات الشعبية التي أصبحت من الرفاهيات، لتضاعف سعرها نحو عشرة اضعاف. ويصل سعر سندويشة الشاورما إلى 350 ليرة، في حين كان سعرها قبل الحرب ما بين 25 - 35 ليرة، بينما وصل سعر سندويشة الفلافل إلى أكثر من 200 ليرة، بعد أن كان سعرها ما بين 20 - 25 ليرة. وقال طالب جامعي: «حتى سندويش الفلافل بات من الرفاهيات... معقول عائلة من خمسة اشخاص تدفع الف ليرة ثمن سندويش فلافل».
وانعكس تدهور سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الصعبة ايجاباً على الموظفين المحليين العاملين لدى بعثات المنظمات الدولية في سورية، والصحافيين المراسلين المعتمدين في سورية لوسائل إعلام اجنبية، باعتبار أن هؤلاء يتقاضون مرتباتهم بالدولار الاميركي.
ويتقاضى موظفون محليون لدى بعثات المنظمات الدولية في سورية بين 1000 إلى 2000 دولار أميركي شهرياً، بينما تفوق مرتبات مديري مكاتب وسائل الإعلام الاجنبية المعتمدة في سورية الـ4 آلاف دولار، فيما يصل مرتب المراسل في تلك المكاتب إلى اكثر من 2000 دولار. ويتحاشى هؤلاء في أحاديثهم مع أقربائهم وأصدقائهم الإفصاح عن حجم مداخليهم الشهرية، خوفاً من عمليات الخطف مقابل الفدية التي انتشرت في البلاد منذ اندلاع الثورة.
ويقول أحدهم: «مصائب قوم عند قوم فوائد... هؤلاء لم يتأثرو بموجة الغلاء غير المسبوقة التي اكثر ما طالت المواد الغذائية والخضار والفاكهة... لا بل في العديد من مناحي الحياة انعكست ايجاباً عليهم، فبدل ايجار الشقة السكنية في حي المزة الراقي قبل الأحداث كان نحو 50 الف ليرة... والأن ليس اكثر من 150 الف ليرة، بمعنى ان بدل الإيجار لم يتضاعف عشر مرات. اي قبل الأحداث كان هؤلاء يدفعون 1000 دولار بدل الايجار، أما الآن فيدفعون نحو 350 دولاراً».
وأشار قريب من عاملين محليين في منظمات دولية ووسائل إعلام اجنبية إلى ان «معظم هؤلاء الاشخاص يقضون معظم أوقاتهم بعد انتهاء دوامهم في الملاهي والمطاعم الراقية، وفوق ذلك يتباهون عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي ولا يحترمون مشاعر الآخرين»، لكنه يلفت إلى أن «عدداً من هؤلاء وهم قلة يقومون بجهد كبير في مساعدة متضررين من الحرب، سواء من خلال تقديم المساعدات العينية أو المالية».
«جدل سوري» في ميونيخ... وواشنطن تريد تغيير «الأهداف الروسية»
الحياة...برلين - اسكندر الديك 
شهد «مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي» تبادل كلمات «ساخنة»، بل و «ساخطة» أحياناً، بين كبار ممثلي الدول المشاركة فيه، إثر الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة الروسية دميتري ميدفيديف واستهلها برشق الاتهامات على الآخرين وإرسال إشارات التحذير إلى أكثر من دولة وطرف.
وبعدما أعرب ميدفيديف عن انطباعه بـ «وجود حرب باردة جديدة» ضد بلده، وتحدث «عن وجود علاقات سيئة مع الاتحاد الأوروبي»، تطرق إلى الوضع السوري، فدعا إلى «الحفاظ على سورية موحدة، لأن تفتيتها على أساس طائفي سيكون كارثياً لكل منطقة الشرق الأوسط». وانتقد في هذا المجال إعلان المملكة العربية السعودية استعدادها لإرسال قوات إلى سورية، قائلاً: «ليس على أحد أن يهدد بإرسال قوات برية». وإذ اعتبر «الرئيس السوري بشار الأسد ضماناً للسلم»، حمّل الغرب مسؤولية اندلاع الحرب في سورية «بسبب تدخله فيها، ما أدى إلى تحولها حرباً أهلية». ونفى قصف المدنيين السوريين قبل أن ينفي أيضاً أن بلاده تحاول تحقيق أهداف سرية في سورية، قائلاً إنها تريد «منع المتشددين» من الانتقال إليها، على أساس أن قسماً من هؤلاء الذين يقاتلون في سورية إلى جانب جماعات متشددة، هم أصلاً من منطقة القوقاز.
وردّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري على ميدفيديف في كلمته قائلاً: «الحرب الباردة انتهت، ولكننا لا نزال اليوم بحاجة إلى العزم والقيم السابقة ذاتيهما». وحض كيري موسكو على إعادة النظر باستراتيجيتها العسكرية في سورية، مشيراً إلى «أن القسم الأكبر من الهجمات الروسية تتم على مجموعات المعارضة المشروعة». وقال إن المطلوب من روسيا «التركيز على أهداف أخرى للإفساح في المجال أمام التنفيذ الفعلي لاتفاق وقف إطلاق النار الجديد». وتوجه إلى ميدفيديف قائلاً: «هذه هي اللحظة الملائمة لوقف الحرب هناك (سورية)».
بدوره دعا رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس، موسكو إلى وقف قصف المدنيين في سورية، قائلاً إن ذلك أمر ضروري من أجل تحقيق السلام وأضاف: «فرنسا تحترم روسيا ومصالحها لكننا نعلم أن من أجل إيجاد الطريق نحو السلام، ينبغي أن يتوقف القصف الروسي للمدنيين». وحذر زملاءه الأوروبيين من أن المشروع الأوروبي «قد يعود إلى الوراء أو حتى يختفي إذا لم نكن حريصين، وإذا لم تُظهر أوروبا أن بمقدورها الاستجابة ليس فقط للتحديات الاقتصادية، وإنما أيضاً للتحديات الأمنية لأن الشعب لن يعود راغباً به بعد الآن».
واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند تنظيم «داعش» بأنه «أحد مظاهر موضة الإسلام المتطرف»، لافتاً إلى عدم سهولة إزالة الأصولية التي تقف وراءه. وأضاف أن المرء «يسخّر طاقاته من أجل مكافحة ظواهره ويترك جانباً المشكلة الفعلية الكامنة فيه». وكرر جملة قالها نظيره الأميركي كيري، وهي أن «التطرف العنفي يتزايد عند انتفاء الأمل».
وألقى كل من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ، والرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو، وممثلو بولندا ودول البلطيق كلمات هاجموا فيها روسيا بشدة إلى حد وصف قادتها بالكذب والتحضير لغزو بلدانهم والتغلغل داخل أحزاب وتنظيمات وجماعات لزرع الشقاق والخلافات الداخلية بهدف أضعافها.
إلى ذلك، أوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لصحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية الصادرة أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد «لن يحكم سورية في المستقبل، وأن التدخلات العسكرية الروسية لن تساعده على البقاء في السلطة». وقال: «لن يكون هناك بشار الأسد في المستقبل (...) قد يستغرق الأمر ثلاثة أشهر وقد يستغرق ستة أشهر أو ثلاث سنوات، ولكن لن يتولى المسؤولية في سورية». كما انتقد مشاركة روسيا في الحرب الدائرة منذ خمس سنوات، قائلاً «إن تصميم الشعب السوري على إسقاط الأسد ثابت رغم الغارات الجوية الروسية العنيفة والاضطهاد داخل سورية». ورأى أن دعوة الأسد لكل من إيران و «حزب الله» وميليشيات شيعية من العراق وباكستان لمساعدة قواته لم تُجد كلها، مضيفاً: «والآن دعا الروس، ولكنهم لن يستطيعوا مساعدته أيضاً».
وعن إمكان تدخل قوات سعودية برية في سورية، قال الجبير إن مثل هذه المناقشات «تجري حالياً بين الدول الأعضاء في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة» ضد تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أنه «إذا قرر التحالف نشر قوات خاصة في القتال ضد التنظيم في سورية، فإن السعودية ستكون مستعدة للمشاركة».
واعتبر وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن المجتمع الدولي «تأخر كثيراً حتى توصل إلى اتفاق في ميونيخ حول سورية، وأن كل ذلك كان على حساب الشعب السوري». وقال لتلفزيون «دويتشه فيلله» الألماني، إن الحلول السياسية هي الأمثل، ودعا إلى تناول موضوع محاربة الإرهاب بصورة شاملة، محذراً «من مكافحة تنظيم وترك تنظيمات أخرى هي في الخطورة ذاتها».
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين كشفت في كلمة افتتاح المؤتمر التي ألقتها يوم الجمعة عن وجود فكرة تعاون مع فرنسا للمساعدة على تدريب القوات المسلحة السورية الجديدة عقب نجاح عملية السلام وتشكيل حكومة سورية جديدة، قبل أن تضيف: «لكن الطريق لا يزال بعيداً، ومع ذلك من الممكن البدء بالمرحلة الأولى الآن». وأشارت إلى أن الجيش الألماني يمكنه تدريب لاجئين سوريين في مئة مهنة، مثل تدريب الفنيين في مجال الكهرباء، ومياه الشرب، وإطفاء الحرائق وأعمال التشييد. وقالت الوزيرة الألمانية: «عندما ننظر إلى التدمير الهائل في حلب نعلم جميعاً أن إعادة الإعمار لن تحتاج فقط إلى أحجار جديدة للبناء، بل أيضاً إلى أشخاص لديهم تفاؤل وقدرات متنوعة».
أنقرة: السعودية أرسلت طائرات الى تركيا ويمكن أن تطلق عملية برية لمحاربة «داعش» بسورية
فالس حذر من تهديدات إرهابية جديدة في أوروبا وكيري رأى أن أزمة الهجرة تهديد شبه وجودي للقارة
- ظريف أعلن عن امكانية التعاون مع الرياض ومدفيديف قال: لا داعي لإخافة الجميع بعملية برية
السياسة...عواصم – وكالات: أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، بعد مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، أن أنقرة والرياض يمكن أن تطلقا عملية برية ضد تنظيم «داعش» في سورية، مؤكدا ارسال السعودية طائرات حربية الى قاعدة «انجيرليك» الجوية في تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي لمحاربة متشددي «داعش» بسورية.
ونقلت صحيفتا «يني شفق» و»خبر ترك» عن جاويش أوغلو قوله «اذا كانت هناك ستراتيجية (ضد تنظيم داعش) فسيكون من الممكن حينها ان تطلق السعودية وتركيا عملية برية».
وأضاف «يقول البعض إن تركيا مترددة في المشاركة في مكافحة داعش لكن تركيا هي من يقدم مقترحات ملموسة»، لافتاً إلى أن السعودية «ترسل طائرات الى تركيا (قاعدة انجرليك)، وصل (مسؤولون سعوديون) للاطلاع على القاعدة، وحتى الان ليس واضحا كم عدد الطائرات التي ستصل».
وأكد «أنهم (السعوديون) قالوا، اذا لزم الامر يمكننا ايضا ارسال قوات، السعودية تظهر تصميما كبيرا في مكافحة الارهاب في سورية».
وبشأن إذا كانت السعودية سترسل قوات الى الحدود التركية للتدخل في سورية، قال جاويش أوغلو «هذا أمر يمكن أن يكون مرغوبا، لكن ليس هناك خطة، فالسعودية ترسل طائرات وقالت ،عندما يحين الوقت اللازم للقيام بعملية برية، يمكننا ان نرسل جنوداً».
يشار إلى أن «انجرليك» قاعدة رئيسية لعمليات قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف مع طائرات بريطانية وفرنسية واميركية تشن غارات داخل سورية انطلاقا من هذه القاعدة.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إنه من الممكن حل المشكلات الإقليمية، من خلال التعاون مع السعودية، وتركيا.
وأكد ظريف عدم وجود أي مشكلة في المنطقة لا يمكن حلها عبر المفاوضات، مضيفاً «يمككنا بالتعاون مع إخوتنا السعوديين، والأتراك، لحل المشكلات الإقليمية».
وفي إطار مواصلة الضغوط على روسيا لوقف عملياتها العسكرية في سورية، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، موسكو إلى «تغيير الاهداف» العسكرية في سورية، موضحا أن الازمة السورية وصلت الى «مرحلة مفصلية» بين الحرب والسلم مع امكانية التوصل الى وقف لاطلاق النار خلال أسبوع.
وأضاف كيري خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ إن «الغالبية العظمى من الهجمات الروسية تتركز على مجموعات المعارضة المشروعة».
وأكد أن الولايات المتحدة ستساعد أوروبا في مواجهة ازمة الهجرة التي تشكل «تهديدا شبه وجودي» للقارة، محذراً من فشل اتفاق الهدنة في سورية.
كما رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر، مساء أول من أمس، أن الرئيس السوري بشار الاسد «واهم» اذا كان يعتقد ان هناك حلا عسكريا للنزاع في بلده.
إلى ذلك، طالب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، روسيا بوقف استهداف المدنيين في سورية.
وقال فالس خلال كلمته بمؤتمر ميونيخ، «فرنسا تحترم روسيا ومصالحها، لكن عليّ أن أقول بحضور رئيس وزراء روسيا دميتري مدفيديف، إنّ على بلاده وقف استهداف المدنيين في سورية، من أجل خلق أرضية مناسبة لإحلال السلام في هذا البلد».
وشدد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سورية، وإيجاد الأرضية المناسبة لإحلال السلام فيها، من أجل وقف تدفق اللاجئين نحو القارة الأوروبية.
وأضاف إنّ التهديدات «الإرهابية» ما زالت تحوم حول عددٍ من الدول الأوروبية، من بينها فرنسا، معربًا عن اعتقاده بإمكانية حدوث هجمات إرهابية خلال الفترة المقبلة.
وأشار فالس إلى استحالة مكافحة تنظيم «داعش» بالطرق الديبلوماسية، لافتاً إلى أنّ القضاء على التنظيم سيستغرق وقتاً طويلاً.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، إنّ «بلاده والغرب، ينزلقان نحو مرحلة جديدة من الحرب الباردة»، مشيرًا إلى أنّ سياسات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، المتبعة تجاه موسكو، «لا تتسم بالودية».
وأوضح في كلمة أمام مؤتمر ميونخ أنّ بلاده «ستستمر في العمل على إحلال السلام في سورية»، لافتًا إلى أنه لا بديل عن التفاوض لإنهاء الأزمة السورية، «ولا ينبغي أن يكون هناك تهديد بإرسال قوات برية جديدة إلى سورية».
وأكد أن «روسيا لا تستهدف المدنيين، ولا يوجد دليل يثبت صحة الادعاءات الفرنسية»، معتبراً أن التعاون المنتظم بين روسيا والولايات المتحدة سيكون ضرورياً»، ومضيفاً إنه لا يرى أي داعٍ لإخافة الجميع بعملية برية في سورية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن فرص نجاح وقف اطلاق النار في سورية بحلول الاسبوع المقبل 49 في المئة.
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

صربيا تتأرجح بين الشرق والغرب:قلبها مع روسيا ومصالحها مع الاتحاد الأوروبي...بيان ميونيخ حول سورية: إغاثة إنسانية ووقف الأعمال العدائية خلال أسبوع...دعوات لإعدام اللواء علي عباس الذي تسبب بها... العلويون غاضبون بعد مجزرة استهدفت جنود الأسد

التالي

قوات الشرعية أسرت ضابطا كبيرا من الحرس الجمهوري..“داعش” يهدد الحكومة اليمنية ويتوعد من يلتحق بقواتها ...انضمام قبائل إلى الشرعية يفتح «بوابة» صنعاء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,227,947

عدد الزوار: 6,983,544

المتواجدون الآن: 64