هكذا وصلت وثائق جرائم الأسد إلى أيدي المحققين النظام السوري استعان بمعارض لتحليل البيانات عن الثورة....العالم لا يبذل جهدا كافيا لايجاد حل عادل.. معارضون سوريون متشائمون حيال جولة المفاوضات الجديدة

أكراد سوريا.. ٦ أشهر على الطريق إلى الفيدرالية..حزب الله ينعي 7 عناصر في ريف حلب و«أعنف هجوم» للنظام وحلفائه يفشل في استرجاع مناطق جنوب حلب

تاريخ الإضافة الأربعاء 13 نيسان 2016 - 5:38 ص    عدد الزيارات 1761    القسم عربية

        


 

«معركة حلب» تشتد عشية مفاوضات جنيف
طهران – محمد صالح صدقيان لندن، بيروت، دمشق، نيويورك - «الحياة»، رويترز، أ ف ب 
اشتدت المعارك بين القوات النظامية وميلشيات موالية من جهة وفصائل معارضة للسيطرة على تلة استراتيجية جنوب حلب عشية بدء مفاوضات السلام في جنيف اليوم، في وقت قصفت المدفعية التركية لليوم الثاني ريف حلب الشمالي لضرب مواقع «داعش» الذي سيطر أمس على معظم مخيم اليرموك جنوب دمشق. وتبادلت الأطراف الدولية والإقليمية المنخرطة في سورية الاتهامات إزاء المسؤولية عن خرق الهدنة، وسط تأكيد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بعد محادثاته في إيران أمس، على ضرورة استعجال بحث «الانتقال السياسي» في سورية.
وأعلنت «حركة النجباء» الشيعية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري على جبهة ريف حلب الجنوبي إن عناصرها «شنوا هجوماً واسعاً من محاور عدة» وتمكّنوا من «استعادة وتحرير مدينة العيس وتلتها الإستراتيجية» جنوب حلب. لكن هذا الإعلان بدا متسرعاً، إذ إن التقدم الذي حققته الحركة في بداية الهجوم سرعان ما تمكنت فصائل المعارضة من قلبه وطرد المهاجمين من معظم المواقع التي سيطروا عليها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن اشتباكات عنيفة دارت «بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، في محيط بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، في محاولة من قوات النظام للسيطرة على المنطقة، حيث تمكنت الفصائل من استعادة نقاط كانت القوات النظامية تقدمت إليها، وسط تنفيذ طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق الاشتباك».
ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قوله إن الجيش التركي قصف الثلثاء أهدافاً لـ «داعش» في شمال سورية رداً على قصف عبر الحدود أصاب بلدة كلس في جنوب شرقي تركيا. وقال: «أمس واليوم سقطت صواريخ تابعة لتنظيم داعش الإرهابي على كلس وأصابت 21 مواطناً». وأضاف: «تصدت قواتنا المسلحة على الفور وفقاً لقواعد الاشتباك وأصابت أهدافاً تابعة لداعش».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل عسكريين روسيين في تحطم مروحيتهما قرب مدينة حمص وسط سورية، مشيرة إلى أن المروحية لم تتعرض لإطلاق نار.
وقال المسؤول الفلسطيني أنور عبد الهادي: «شن داعش هجوماً على عدد من مواقع حليفه السابق في اليرموك (جنوب دمشق) تنظيم جبهة «النصرة» وحقق تقدماً كبيراً بعد أن سيطر على نحو 60 في المئة منه».
وأجرى دي ميستورا أمس محادثات مع نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان حيث «سمع منه قلقاً حيال مشاركة بعض الفصائل المتهمة بالإرهاب في المفاوضات وانتهاك وقف إطلاق النار من قبل هذه الفصائل»، لكنه أعرب عن «ارتياحه لوصول المحادثات السورية إلی هذه المرحلة المتقدمة»، وفق مصادر إيرانية. ونقلت مصادر عن دي ميستورا قوله إن المحادثات تناولت ثلاثة أمور: «أولاً، الحفاظ على وقف العمليات القتالية. ثانياً، إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحاصرة. ثالثاً، بدء عملية سياسية تؤدي إلى انتقال سياسي، وهذا أمر جوهري وعاجل».
ووجهت السفيرة الأميركية في الامم المتحدة سامنتا باور رسالة شديدة اللهجة الى «الدول التي لديها نفوذ على النظام السوري» بأن عليها أن «تمارس نفوذها للتأكد من التقيد بالالتزامات وبوقف الأعمال القتالية» خصوصاً في حلب، تحت طائلة تقويض نجاح العملية السياسية. وقدم دي مستورا إحاطته الى مجلس الأمن أمس عبر دائرة الفيديو من طهران.
طائرات روسية أقل... لكن العمليات مستمرة
الحياة..قاعدة حميميم (غرب سورية) 
بعد شهر من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انسحاباً جزئياً لقوات بلاده من سورية، تراجعت أعداد الطلعات الجوية من قاعدة حميميم العسكرية لكن موسكو لا تزال تلعب دوراً رئيسياً في المعارك.
وهناك نحو عشر طائرات على مدرج مطار هذه القاعدة في شمال غربي سورية. وفي مكان قريب، يعمل رادار عملاق لمنظومة «أس-400» للدفاع الجوي، أحدث ما أنتجته الترسانة الروسية.
لكن خلال زيارة منظمة تحت إشراف مباشر من السلطات الروسية، لوحظ تراجع في الأنشطة الروسية في القاعدة منذ العام الماضي عندما بلغت عمليات القصف ذروتها. وآنذاك، خلال أول زيارة مماثلة، كان الضجيج يصم الآذان من الحركة المتواصلة للطائرات الروسية. لكن هذه المرة، لم يكن هناك أي إقلاع في المكان وانخفض عدد الطائرات التي يمكن رؤيتها.
وقال إيغور كوناشنكوف، الناطق العسكري: «تم سحب أكثر من عشرين طائرة وضمنها سو 34، سو 24 وسو 25 فضلاً عن مروحيات من طراز أم أي 8 وأم أي 24. أقل من نصف طائراتنا بقيت هنا».
وفي منتصف الشهر الماضي، أخذ بوتين الجميع على حين غرة من خلال إعلانه سحب غالبية القوات الروسية، بعد أيام قليلة من بدء هدنة بين المعارضة والنظام اقترحتها موسكو وواشنطن. واعتبر أن مهمة القوات الروسية «أنجزت بشكل عام». وقد أدى تدخل موسكو التي شنت تسعة آلاف ضربة جوية إلى استعادة قوات النظام المبادرة من المعارضة.
لكن روسيا أكدت أنها ستبقي على وجود عسكري في سورية. ومنذ «الانسحاب»، واصلت موسكو بالفعل دعم دمشق ومساعدتها في تحقيق العديد من الانتصارات ضد «داعش». ويشدد الجيش الروسي على أن مشاركته في هذه الهجمات كانت في معظمهما ضربات جوية لمواقع التنظيم حول هذه المدن وقوافل تعزيزات كانت تحاول الوصول إلى المتطرفين.
ولا يزال الموقف الرسمي الروسي يؤكد عدم وجود للمدفعية والمشاة في الجبهة، على رغم الاعتراف بلعب مستشارين وقوات خاصة دوراً «مهماً» في الإعداد للعمليات وتنفيذها. ومع ذلك، اعترف الجيش الروسي بمقتل أحد جنوده على الأرض في تدمر، موضحاً أنه طلب قصف موقعه لأنه كان محاطاً من قبل مقاتلين جهاديين.
وبعد الانتصار في تدمر الذي كانت له أصداء دولية، تبدو المشاركة الروسية في سورية بعيدة من الانتهاء.
ولدى إعلانه عن انسحاب روسيا، حذر بوتين من أن الأمر سيستغرق «بضع ساعات» لكي تقرر موسكو العودة عبر عملية إعادة انتشار إذا لزم الأمر. وقال كوناشنكوف: «كل ما نحتاجه موجود» في حميميم.
«أعنف هجوم» للنظام وحلفائه يفشل في استرجاع مناطق جنوب حلب
لندن، بيروت، موسكو - «الحياة»، رويترز، أ ف ب 
شهد ريف حلب الجنوبي في شمال سورية أمس معارك ضارية بين القوات النظامية السورية وميليشيات شيعية حليفة، من جهة، و «جبهة النصرة» وفصائل معارضة أخرى، من جهة ثانية، تركّزت حول بلدة العيس وتلّتها الإستراتيجية. لكن الطرف الأول لم يتمكن، كما يبدو، من تحقيق غايته في استعادتهما، وسط معلومات عن قتلى بالعشرات للمهاجمين. أما في الريف الشمالي لحلب فقد قصفت المدفعية التركية لليوم الثاني مواقع لتنظيم «داعش» بعد سقوط قذائف على الأراضي التركية مصدرها مناطق سيطرة التنظيم.
وسارعت «حركة النجباء» الشيعية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري على جبهة ريف حلب الجنوبي إلى القول صباحاً إن عناصرها «شنوا هجوماً واسعاً من محاور عدة» وتمكّنوا من «استعادة وتحرير مدينة العيس وتلتها الإستراتيجية». لكن هذا الإعلان بدا متسرعاً، إذ إن التقدم الذي حققته هذه الجماعة في بداية الهجوم سرعان ما تمكنت فصائل المعارضة من قلبه وطرد المهاجمين من معظم المواقع التي سيطروا عليها.
وكتبت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة أن الهجوم الجديد على العيس هو رابع محاولة «للميليشيات الشيعية الإيرانية والأفغانية وعناصر «حزب الله» للتقدم ... واستعادة السيطرة عليها»، كما أنه الهجوم الأول «بعد وصول الحشودات الإيرانية القادمة لسحق الإرهاب في حلب»، في إشارة إلى تصريحات مسؤولين عسكريين إيرانيين أكدوا فيها وصول لواء من «القوات الخاصة» في الجيش الإيراني إلى سورية.
وأوضحت «شبكة شام» أن العيس والتلال القريبة تعرضت في البداية لقصف «بشتى أنواع الأسلحة ... ألقتها الطائرات الروسية ومئات الرشقات الصاروخية منذ ساعات الفجر طاولت مواقع تمركز الثوار وتحصنهم، قبل أن تبدأ الملحمة وتعلو غبار المعركة في محاولة للميليشيات التقدم وإحكام السيطرة على العيس وتلتها الإستراتيجية وربما التقدم أكثر تحقيقاً لحلمها في السيطرة على طريق حلب - دمشق».
وبعدما أشارت الشبكة إلى «معارك طاحنة»، قالت إن الأنباء الواردة تتحدث عن «مقتلة كبيرة حلّت بالميليشيات الإيرانية بين الحاضر والعيس بكمينين محكمين» نفذتهما «جبهة النصرة» و «الجيش الحر»، مشيرة إلى أكثر من 50 قتيلاً تناثرت جثثهم في المزارع والحقول وعلى الطرقات، من دون أن يتمكن المهاجمون من «التقدم باتجاه العيس».
كذلك أوردت «الدرر الشامية» معلومات تؤكد فشل الهجوم، مشيرة إلى «قتل نحو 50 عنصراً من اللواء 65 (الإيراني) على يد الثوار بالقرب من تلة العيس خلال محاولتهم اقتحام قرية العيس وتلتها». ووصفت «الدرر» هذا الهجوم بأنه «الأكبر منذ تحرير العيس قبل أسبوع»، في إشارة إلى سيطرة «النصرة» عليها.
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فأكد، أن اشتباكات عنيفة تدور «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، في محيط بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، في محاولة من قوات النظام للسيطرة على المنطقة، حيث تمكنت الفصائل من استعادة نقاط كانت قوات النظام تقدمت إليها، وسط تنفيذ طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق الاشتباك».
أما في ريف حلب الشمالي، فقد سُجّل قصف تركي على مناطق سيطرة «داعش» على الجانب السوري من الحدود. ونقلت «رويترز» عن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قوله إن الجيش التركي قصف الثلثاء أهدافاً لـ «داعش» في شمال سورياً رداً على قصف عبر الحدود أصاب بلدة كلس في جنوب شرقي تركيا. ويعيش في كلس نحو 110 آلاف لاجئ سوري وهي تتعرض في شكل متكرر لنيران المدفعية عبر الحدود من منطقة يسيطر عليها «داعش».
وقال داود أوغلو في كلمة لأعضاء حزبه الحاكم في البرلمان: «أمس واليوم سقطت صواريخ تابعة لتنظيم داعش الإرهابي على كلس وأصابت 21 مواطناً». وأضاف: «تصدت قواتنا المسلحة على الفور وفقاً لقواعد الاشتباك وأصابت أهدافاً تابعة لداعش».
وفي آذار (مارس) قُتل اثنان أحدهما طفل بهجوم صاروخي في كلس.
وقال رئيس بلدة كلس حسن كارا لـ «رويترز» هاتفياً أمس إن قذيفتين سقطتا على البلدة إحداهما سقطت على منطقة شق طرق والأخرى سقطت في العراء. وأضاف أن عدداً من المصابين هم عمال في البلدية.
وفي محافظة حمص (وسط سورية)، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين «داعش» وقوات النظام على الطريق الواصل بين مدينتي تدمر والسخنة بريف حمص الشرقي، ترافقت مع قصف طائرات حربية على مناطق في التلال المحيطة بمدينة السخنة.
وفي إطار مرتبط، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل عسكريين روسيين في تحطم مروحيتهما قرب مدينة حمص، مشيرة إلى أن المروحية لم تتعرض لإطلاق نار. وأضافت أنه تم انتشال جثتي القتيلين «خلال عملية إنقاذ ونقلتا إلى قاعدة حميميم» في شمال غربي سورية، موضحة أن الحادث وقع منتصف ليلة الاثنين - الثلثاء.
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه لم يتم إسقاط المروحية بل تحطمت بسبب «عطل فني ما».
وبذلك يرتفع إلى سبعة عدد العسكريين الروس الذين قتلوا خلال مهمات منذ بدء التدخل الروسي في سورية في 30 أيلول (سبتمبر)، بعد مقتل قائد طائرة حربية وعنصر في مشاة البحرية ومستشار عسكري وعنصرين في القوات الخاصة، فيما انتحر جندي روسي وفق رئاسة الأركان.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 14 آذار (مارس) سحب القسم الأكبر من قواته العسكرية من سورية، غير انه يواصل تنفيذ ضربات في هذا البلد ضد «اهداف ارهابية» ودعماً لقوات الرئيس بشار الأسد.
وأعلن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الأحد ان القوات النظامية السورية تعد عملية لاستعادة حلب في شمال البلاد بمساعدة الطيران الروسي. وأكدت هيئة اركان القوات الروسية الاثنين ان معارك عنيفة تجري في منطقة حلب لا سيما لصد هجوم لـ «جبهة النصرة»، لكنها نفت الإعداد لهجوم على هذه المدينة التي تسيطر الفصائل المقاتلة على قسم منها.
وفي محافظة درعا (جنوب)، أشار المرصد إلى أن ريف درعا الغربي يشهد اشتباكات متواصلة في شكل عنيف، بين «لواء شهداء اليرموك» المبايع لتنظيم «داعش» من جهة، والفصائل الإسلامية و «جبهة النصرة» من جهة أخرى، حيث تتركز الاشتباكات في محيط سد سحم الجولان ومحور العلان. أما «الدرر الشامية» فأوردت أن «حركة المثنى الإسلامية» أعلنت «اندماجها بكل المجالات العسكرية والسياسية والإدارية ضمن لواء شهداء اليرموك، ومبايعتها لقائد اللواء أبو عبدالله المدني».
تبادل الاتهامات بخرق الهدنة عشية استئناف المفاوضات
لندن، واشنطن، باريس، طهران - «الحياة»، رويترز، أ ف ب 
تبادلت الأطراف المعنية بالأزمة السورية توجيه الاتهامات بالمسؤولية عن خروقات الهدنة في سورية، عشية بدء مفاوضات السلام في جنيف اليوم، في وقت أشار الرئيس بشار الأسد الى أن التدخل الروسي في سورية «أعاد رسم الخريطة السياسية العالمية».
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بعد لقائه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في طهران أمس: «شرحنا لدي مستورا قلقنا بعد أن ازدادت خلال الأيام الماضية الأعمال العسكرية للمجموعات المسلحة غير المسؤولة وزيادة حالات انتهاك وقف إطلاق النار». وأضاف للتلفزيون الإيراني: «هذه المسائل مقلقة ويمكن أن تؤثر سلباً في العملية السياسية الجارية».
وانتقد مجدداً وجود بعض المجموعات التي تصفها طهران بأنها «إرهابية» في مفاوضات جنيف. وأوضح أن «دي مستورا شدد على انه لا توجد أية صلة بين المحادثات السورية (برعاية الأمم المتحدة) والمجموعات الإرهابية، لكن لائحة المجموعات الإرهابية ما زالت مسألة فيها غموض».
وأشار الى أن «بعض المجموعات الإرهابية تحاول أن تكون موجودة في المفاوضات من خلال تقديم نفسها بوجه جديد».
وكان دي ميستورا اعتبر الإثنين في دمشق حيث التقى وزير الخارجية وليد المعلم أن مفاوضات جنيف المتوقع بدؤها اليوم، ستكون «بالغة الأهمية»، لأن التركيز خلالها سيكون «على عملية الانتقال السياسي وعلى مبادئ الحكم (الانتقالي) والدستور».
وقال الموفد الدولي الذي أشرف في اذار (مارس) على جولة مفاوضات أولى استمرت عشرة أيام ولم تسمح بتحقيق تقدم كبير «نأمل ونخطط لجعل (المفاوضات غير المباشرة) بناءة وواقعية».
والمطالبة برحيل الأسد «خط أحمر» يجب عدم تخطيه بنظر طهران.
ويدعم الحرس الثوري النظام السوري من خلال إرسال «مستشارين عسكريين» موجودين ايضاً في العراق الى جانب القوات الحكومية. ويقاتل «متطوعون» إيرانيون وعراقيون وأفغان وباكستانيون في هذين البلدين، كما يقاتل «حزب الله» اللبناني في سورية.
ويتزامن استئناف مفاوضات جنيف مع انتخابات تشريعية يجريها النظام الأربعاء، وهي الثانية منذ بدء النزاع، يتنافس فيها أكثر من 11 الف مرشح، بينهم خمسة من أعضاء الوفد الحكومي المفاوض، في وقت دعت المعارضة السورية الى مقاطعتها واصفة إياها بأنها «غير شرعية».
وفيما يصل وفد «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة الى جنيف اليوم، يتوقع وصول الوفد الحكومي برئاسة السفير بشار الجعفري الجمعة للمشاركة في المفاوضات التي يتوقع ان تستمر الى 27 الشهر الجاري.
وكان مارك تونر الناطق باسم الخارجية الاميركية قال ان وزير الخارجية جون كيري أعرب في اتصال هاتفي الأحد مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عن القلق من احتمال شن النظام السوري هجوماً يخرق اتفاق وقف الأعمال القتالية.
وأضاف تونر: «نحن قلقون جداً من اشتداد أعمال العنف في الآونة الأخيرة بما في ذلك عمليات تنتهك في رأينا، اتفاق وقف الأعمال القتالية» الساري منذ 27 شباط (فبراير).
ولا يشمل الاتفاق الذي تم التوصل اليه برعاية روسية اميركية التنظيمات الإسلامية المتطرفة.
وأضاف الناطق: «من بين الأشياء التي أكدها الوزير (كيري) بقوة في اتصاله الهاتفي امس مع وزير الخارجية (الروسي)، التأكد من العمل على تحديد اي مجموعة تقاتل وأين». وتابع: «تحدثنا عن وجوب ان يركز الجميع على جبهة النصرة وداعش لكن دون حدوث تداخل او انتهاك (للهدنة) من خلال محاربة مجموعات انخرطت في وقف إطلاق النار».
وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس أن الهجوم الذي تشنه الحكومة السورية في حلب والغوطة الشرقية يهدد وقف إطلاق النار ويمكن أن يتسبب في انهيار مفاوضات السلام. وقال الناطق باسم الوزارة رومان نادال للصحافيين في إفادة صحفية: «فرنسا تعبر عن قلقها من تجدد العنف خلال الأيام القليلة الماضية. وتحذر من أن عواقب الهجوم الذي يشنه النظام وحلفاؤه على حلب والغوطة الشرقية تشكل تهديداً على وقف العمليات القتالية.»
وأضاف أن الحكومة ومن يساندها سيكونون «مسؤولين عن أزمة إنسانية جديدة وفشل المفاوضات السورية-السورية».
وفي دمشق، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الأسد بحث خلال لقائه وفد روسيا، ضم عدداً من البرلمانيين وشخصيات دينية واجتماعية وإعلامية في «العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين والأوضاع في سورية والحرب ضد الإرهاب، حيث أكد الأسد أن الانجازات الكبيرة التي تحققت على صعيد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين ودحرهم من العديد من المناطق كانت نتيجة لصمود السوريين شعباً وجيشاً وللدعم الفاعل الذي قدمه الأصدقاء وفي مقدمتهم روسيا».
ولفت الأسد إلى أن «الدور الإيجابي الذي تقوم به روسيا سواء في سورية أو على المستوى الدولي أعاد رسم الخريطة السياسية العالمية وأثبت أنها دولة عظمى تتبنى استراتيجية تقوم على التمسك بالمبادئ والقيم وتطبيق القانون الدولي»، وفق «سانا». وأضافت ان أعضاء الوفد «عبروا عن دعم البرلمان الروسي صمود السوريين وإصرارهم على الحفاظ على دولتهم، معتبرين أن الحرب الإرهابية الظالمة والحصار الاقتصادي على الشعب السوري هما نتيجة لكونها واحدة من الدول القليلة التي لا تزال متمسكة بسيادتها واستقلالها، ودليل ذلك الزخم الشعبي الكبير الذي يرافق الانتخابات التشريعية» (البرلمانية) اليوم.
 
حزب الله ينعي 7 عناصر في ريف حلب
 المصدر : lebanon debate
نعى حزب الله، اليوم الثلاثاء، 7 عناصر في المعارك بسوريا، أحدهما عنصر قتل عام 2014 وإستُعيد جثمانه اليوم.
ونعى الحزب في بلدة مجدل سلم الجنوبية، "جعفر ياسين" الذي يقطن في بلدة "باريش"، كما نعى "مصطفى حمزة شحادي" من بلدة عدلون الجنوبية و "يوسف خازم" من بلدة البازورية الجنوبية (مسقط رأس السيد حسن نصرالله)، بالإضافة إلى "علي أحمد حمود" من بيت ليف الجنوبية ومقيم في بيروت و "محمد خليل" من بلدة شحور الجنوبية.
وفي المعلومات المتوفرة، العناصر الـ 5 قتلوا أثناء المعارك في منطقة العيس بريف حلب الجنوبي، حيث يشارك حزب الله بعملية لاستعادة البلدة التي إستخوذت "جبهة النصرة" عليها قبل أسبوعين.
كذلك، إستعاد حزب الله جثمان "علي نبيل حمدان" الذي ينحدر من بلدة "كفرملكي" الجنوبية ويقطن في "حي الليلكي" في ضاحية بيروت الجنوبية، ودعا الحزب لتشييعه في قريته عصر يوم غدٍ الأربعاء.
و"حمدان" قتل في 22 تشرين الثاني 2014 في منطقة الغوطة الشرقية لدمشق إثر الهجمات الواسعة التي شُنت يومها من قبل المعارضة وأدت لسيطرتها على جزء كبير من المنطقة حيث خسر الحزب العديد من العناصر القسم الأكبر منهم لا زالت جثامينهم غير معروفة المكان ولم تُستعاد بعد.
هذا ونعى حزب الله المصور في الإعلام الحربي، علي حسن علاو (مهدي) الذي ينحدر من مدينة نبل السورية وهو من مواليد عام 1996.
وقال الاعلام الحربي في نعييه لـ "علاو"، أنه "طالب في كلية الحقوق في جامعة حلب، وخضع لدورة في التصوير العسكري وكان متميزاً ومتفوقاً فيها، حصل على تنويهات عدة للقطات عسكرية مميزة، شارك في تصوير عمليات الجيش السوري على جبهات حلب المختلفة، منها عملية فتح طريق خناصر إثريا في الريف الجنوبي الشرقي، وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء في ريفها الشمالي ليرتقي شهيداً اثناء تغطيته معارك الجيش السوري على جبهة العيس في ريف حلب الجنوبي".
أكراد سوريا.. ٦ أشهر على الطريق إلى الفيدرالية
اللواء..(رويترز)
يهدف أكراد سوريا وحلفاؤهم إلى استكمال خططهم لإقامة اتحاد سياسي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال سوريا خلال ستة أشهر مواصلين بذلك العمل في تنفيذ الخطة رغم اعتراضات حكومات أجنبية تخشى تفكك سوريا.
وفي الوقت الذي تتعثر فيه المحادثات الرامية لإنهاء الصراع الدائر في سوريا منذ خمس سنوات بدأت هذه الخطط تتبلور بعيدا عن الجهود الدبلوماسية التي ترعاها الأمم المتحدة لتخلق حقائق على الأرض في منطقة من البلاد يعرفها الأكراد باسم روج أفا في اللغة الكردية.
لكن هدف الوصول إلى إدارة فيدرالية يقول المسؤولون الأكراد إنها ستتيح لغيرهم من الجماعات العرقية الحكم الذاتي والتمتع بالحقوق يواجه مقاومة لا سيما من الولايات المتحدة التي تدعم الميليشيا الكردية الرئيسية عسكريا.
وقالت هداية يوسف المسؤولة الكردية التي تقود المساعي الرامية لإنشاء الحكومة الجديدة إن الوقت قد حان لكي يقدم الغرب دعمه الكامل لخطة تقول إنها لا تهدف إلى انفصال الأكراد بل إلى المساعدة في تسوية الأزمة السورية.
وقالت «لا نتوقع من الأطراف المعادية أن يؤيدوا هذا المشروع ولكن على الأمل من دول الغرب والدول التي عاشت تجربة اتحادات وفيدراليات بأنهم سوف يقدمون المساعدة ليتطور هكذا مشروع».
وقد برزت الجماعات الكردية كبعض من أفضل الجماعات تنظيما في سوريا منذ تفجر الصراع عام 2011.
واستطاعت وحدات حماية الشعب وهي الفصيل الكردي المسلح الرئيسي اقتطاع ثلاث مناطق في شمال سوريا حيث تأسست بالفعل حكومات إقليمية. وتتوقع هداية أن تتوسع الحكومة الفيدرالية الجديدة لتشمل ما يخسره تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق.
ووحدات حماية الشعب شريك أساسي للولايات المتحدة في حملتها على الدولة الإسلامية في سوريا وتشكل عماد تحالف قوى سوريا الديمقراطية الذي يحارب التنظيم المتشدد في مناطق واسعة من شمال البلاد.
لكن ذلك لم يترجم إلى دعم سياسي من جانب الولايات المتحدة التي تؤثر في تشكيل سياساتها مخاوف تركيا من أن يغذي تزايد النفوذ الكردي في سوريا الاتجاه الانفصالي بين الأقلية الكردية التركية.
وعندما صوت ممثلو الشمال الخاضع لسيطرة الأكراد الشهر الماضي بالموافقة على إقامة النظام الاتحادي الديمقراطي روج أفا أكدت واشنطن من جديد معارضتها لإقامة «مناطق تتمتع بحكم شبه ذاتي داخل سوريا».
من ناحية أخرى، لم يدع حزب الاتحاد الديمقراطي وهو الحزب الرئيسي للأكراد السوريين للمشاركة في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بما يتفق مع رغبات تركيا.
وقالت هداية (43 عاما) إن قرار إنشاء حكومة اتحادية يرجع في جانب كبير منه إلى اتساع نطاق الأراضي التي يتم الاستيلاء عليها من الدولة الإسلامية بما تشمل من مدن عربية.
وأضافت «الآن بعد تحرير الكثير من المناطق تطلب (الأمر) ... أن نذهب إلى نظام أوسع وأشمل (يستوعب) ... جميع التطورات التي تحدث في المنطقة وأيضا ل... القبلية والحقوق لجميع المكونات الموجودة في المنطقة لأن يمثلوا ذاتهم لأن يشكلوا إدارتهم الذاتية».
وتشارك هداية في رئاسة مجلس من 151 عضوا يضم أكرادا وعربا وتركمانا وأشوريين وغيرهم من الجماعات التي ستعتمد دستورا جديدا يعرف باسم «العقد الاجتماعي». وسيبدأ صياغة هذا الدستور بعد لقاءات تشاورية على المستوى المجتمعي.
وقد عقدت لقاءات من هذا النوع في مدينة الشدادي التي تم الاستيلاء عليها في الآونة الأخيرة من الدولة الإسلامية ومدينة صرين الواقعة شرقي نهر الفرات في محافظة حلب والتي تم الاستيلاء عليها من الجهاديين في العام الماضي. وقالت هداية «كل اللقاءات إلى الآن هي إيجابية».
وأضافت أنه رغم عدم الاتفاق حتى الآن على التفاصيل فسيكون للحكومة الجديدة مجلس تشريعي لم يتحدد مقره بعد. كما أن الدستور سيحدد أيضا طبيعة العلاقة بين الاتحاد الفيدرالي والحكومة الديمقراطية المستقبلية في سوريا.
وقالت هداية «بعد المصادقة على العقد الاجتماعي لنظام الفيدرالية سوف يتم تنظيم الانتخابات العامة في مناطق الفيدرالية الديمقراطية وبذلك سيتم تشكيل المجلس الذي يتم انتخابه من قبل الشعب».
وقالت هداية إن الاستعدادات خلال الأشهر الستة المقبلة ستشمل دبلوماسية عامة في الخارج لشرح الخطة. وأضافت «سوف نجاهد بكل جهدنا أن نكون جاهزين» خلال ستة أشهر.
قيادي عراقي: يشمل حلاً عسكرياً ومنح الأكراد حكماً ذاتياً والسنة إدارة لا مركزية
نظام دمشق يخطط لتنفيذ «السيناريو الشيشياني» بدعم روسي ايراني
السياسة...بغداد – باسل محمد:
بخلاف كل المعطيات التي تفيد عن اتفاق سري بين روسيا والولايات المتحدة على رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد عن السلطة ضمن مهلة محددة في اطار اتفاق سياسي محتمل في جنيف، كشف قيادي بارز في التحالف الوطني الشيعي الذي يقود الحكومة العراقية لـ»السياسة» عن وجود اتفاق ستراتيجي بين دمشق وطهران وموسكو على تنفيذ السيناريو الشيشاني في سورية، الذي يعتمد على حسم المعركة مع المعارضة بكل أنواعها بالحل العسكري ثم الانتقال الى تسويات سياسية يختارها الأسد وتناسبه.
وقال القيادي، المقرب من القيادة الايرانية، ان السيناريو الشيشاني في سورية يتضمن مراحل عدة أهمها هزيمة المعارضة السورية عسكرياً ثم بدء حوارات تفضي الى نتيجتين: الأولى تشمل منح حكم ذاتي كبير للأكراد ليضمن النظام بذلك ولاء محافظتي القامشلي والحسكة وبعض مناطق الشمال، وتطبيق نظام لا مركزي موسع لاتاحة الفرصة للسنة السوريين لإدارة حياتهم بأنفسهم باستثناء القضايا المتعلقة بالأمن والجيش والاستخبارات والمال والخارجية. أما النتجية الثانية فتتمثل بإقرار نظام شبيه بالنظام الانتخابي الروسي بمعنى أن الأسد يستطيع أن يرشح نفسه لمرتين متتاليتين ثم يعزف عن ذلك ويختار بديلاً ثم يعود بعد ذلك لكي يترشح في مرة جديدة، كما حدث في موسكو بالضبط بين فلاديمير بوتين وديمتري مدفيديف.
وبحسب معلومات القيادي، فإن خطة السيناريو الشيشاني بدأت بشن عملية عسكرية لتحرير مدينة تدمر من سيطرة تنظيم «داعش» بدعم روسي مكثف في البر والجو، كما أن هناك استعدادات حالياً لعملية عسكرية ضخمة لاستعادة السيطرة على محافظة حلب برمتها، وهناك خطط أخرى لتحرير دير الزور وادلب، وهذا معناه أن وضع الخطط العسكرية لتحرير مدن بالكامل هو خيار مغاير تماماً للخيار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة برعاية أميركية – روسية.
وفي السياق، أبدت بعض القيادات الروسية قلقها من فشل السيناريو الشيشاني في سورية على اعتبار أن المعارضة السورية لا تقتصر على الاسلاميين كما في الشيشان، فضلاً عن أن دولاً اقليمية وكبرى تدعم بالسلاح فصائل المعارضة السورية المعتدلة وهي مستعدة أن تواصل دعمها العسكري لها في مواجهة حسم عسكري يقوده نظام الأسد.
واستبعد القيادي العراقي أن تكون الولايات المتحدة على علم بالسيناريو الشيشاني الذي يدبره النظام السوري وحليفيه الايراني والروسي، لأنها تميل الى حل سياسي يفضي لرحيل الأسد.
وأوضح أن الروس يراهنون على موافقة الأميركيين على السيناريو الشيشاني في وقت لاحق بناء على معطيين: الأول هو أن الولايات المتحدة تريد القضاء على «داعش» وهذا هو الموضوع المركزي بالنسبة لها سيما أن بقاء الأسد المنهك لن يشكل أي تهديد لاسرائيل وربما يوافق الأميركيون على السيناريو الشيشاني بضغط اسرائيلي على أن تشمل المرحلة اللاحقة إبرام اتفاق سلام بين تل أبيب ودمشق. أما المعطى الثاني فهو أن واشنطن ربما تضمن بقبولها السيناريو الشيشاني في سورية بأن ينحسر النفوذ الايراني في العراق وتصبح هي القوة الوحيدة في هذا البلد، كما أن الوضع في اليمن ربما يكون محل مساومة مع الأميركيين والعرب مقابل تفهم السيناريو الشيشاني الذي يبقي الأسد في السلطة عبر انتخابات على مراحل.
وأشار القيادي العراقي إلى أن بعض قادة التحالف الشيعي في بغداد نصحوا ديبلوماسيين سوريين من نظام الأسد بتفعيل دور «حزب البعث»، لاستمالة السوريين عبر موجة من الشعارات القومية التي تصب في مصلحة الأسد في أي انتخابات، وفق السيناريو الشيشاني وسيناريو الانتخابات الروسية.
العالم لا يبذل جهدا كافيا لايجاد حل عادل.. معارضون سوريون متشائمون حيال جولة المفاوضات الجديدة
إيلاف..بهية مارديني
يبدي معارضون سوريون تشاؤمهم تجاه الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف. ويصب كثيرون جام غضبهم على الجهد الدولي الذي يرفض الضغط على النظام من أجل ايجاد تسوية تنهي سنوات من النزاع في سوريا.
بهية مارديني: يصف المعارض السوي ماجد حبّو، عضو تيار "قمح"،الجهد الدولي للراعيين الدوليين أميركا وروسيا حيال الأزمة السورية، بأنه "دون المستوى، ولم يدخل الى صلب الملف السوري".
كما وصف المبعوث الدولي ستيفان ديميستورا بأنه" أفضل وسيط منفذ للتعليمات والأوامر من الجهة الراعية برأسيها "أي الروسي والأميركي".
ويقول حبو لـ"إيلاف": "النظام غير جدي ونزيه في كل مسار العملية السياسية بالرغم من التصريحات الإعلامية".
ويرى أنّ "الهيئة العليا للمفاوضات" ما تزال تنظر الى الأزمة السورية بتاريخ ٢٠١٢ وما قبلها، على حدّ تعبيره.
وقال إنّ الأطراف الإقليمية "توسع دائرة مصالحها وتنافسها بالرغم من انسداد الأفق في المسار السوري لتحقيق مصالح أو أطماع".
يضيف: "الفعل الجدي للعملية السياسية من المفترض أن يتم خارج جنيف في حال توفر النية والارادة الصادقة بين الراعيين الدوليين".
وحدد ذلك بتشكيل "وفد موحد للمعارضة والذي يشترط لقاء لتوحيد أو تقارب الأوراق والأجندات، ولكن قبل ذلك اجراء عملية تصفية قاسية للشخصيات التي كانت "بارعة" في ظل الأزمة والصراع، وبالتالي لا تصلح لمرحلة التفاوض المباشر".
وقال: "الدور الروسي - في حال قيامه بالمهمة - سيكون حاملاً لتفويض كامل من الطرف الاميركي ومباركة له..ربما يكون هذا الاحتمال أفضل الشرور".
ورأى أيضا أن "رائحة اللبننة أو العرقنة تفوح في محيط جنيف وتطل من جيب المبعوث الدولي"، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، بدا حسن سعدون المعتقل السوري السابق يائسا حين اكتفى بالقول إنه" لا حل الا بالتدخل الدولي الشامل تحت البند السابع والغاء المعارضه والنظام على حد سواء".
وفي ذات السياق، يقول أسامة بشير عضو الأمانة العامة في الكتلة الوطنية الجامعة إنّ "روسيا واميركا اتفقتا على عدم الوصول إلى حل سياسي في جينيف حتى ينفذوا الخطة التي رسموها وتناسبهم وتناسب إيران، وهي حكومة عسكرية مشتركة مابين جنرالات النظام وضباط من الجيش الحر".
يضيف: "الضابط الذي سيُعين هو لواء من اصول جركسية، وتعيين هذا الضابط ليس وليد المفاوضات وإنما هو مقرر منذ أكثر من ستة أشهر"، على حدّ تعبيره.
وأكد البشير انهم "عملوا وسيعملوا على إفشال جينيف ليضعوا المعارضة امام خيار واحد وهو حكومة عسكرية مشتركة، ومن ثم اصدار قرار بنزع السلاح من كل الفصائل المقاتلة واعتبارها خارجة عن سلطة الدولة واعلان الحرب عليها وبدعم دولي إذ لم تستجب لقرار رمي السلاح. وبعدها تثبيت هذا الجنرال، على الطريقة المصرية وهذا ماسيثير اشكالات بين المعارضة بين موافق وغير موافق".
ويضيف: "سيجدون من يوافقهم، والباقي سيضطرون بضغوط للموافقة بذريعة وقف نزيف الدم، وستكون هناك وعود بانها حكومة عسكرية مؤقتة فقط للحفاظ على مؤسسات الدولة والجيش من الإنهيار، وبهذه الخديعة سيمررونها".
وشدد على أنّ "المفاوضات القادمة فاشلة مائة بالمئة".
وتساءل "هل هناك عاقل يظن ان بشار سيوافق على حكومة إنتقالية وتنحية؟ لا اعرف بأي عقل تفكر المعارضة؟ وهل مايحدث على الأرض يدل على ان هناك عملية سياسية او تفاوض؟
ورأى البشير أن "مايحدث على الأرض يدل وبشكل قاطع انه لا تفاوض ولا عملية إنتقال سياسي ولا حل إلا عسكريا، وأن هذا مايجب ان تعرفه المعارضة تماما".
وطالبها بعدم "الركض وراء الأوهام"، وقال "يبدو ان الخطة الروسية الأميركية وجدت طريقها فلم نعد نسمع تصريحات متشددة عن الحل في سوريا، لذلك ربما هناك موافقة دولية على هذا الحل".
ويختم قائلا: "الوضع خطير جدا إذا ما تم تشكيل حكومة عسكرية انقسام في المعارضة السياسية وانقسام في الفصائل".
عقدتا الحل
من جانبه، يقول زارا صالح القيادي الكردي السوري لـ"إيلاف" إنه "رغم التوافق الاميركي- الروسي حول خطة جنيف في خطوطها العريضة، لكن تبقى نقطتان اساسيتان تشكلان عقدة الحل وهي مصير بشار الأسد في المرحلة المقبلة والهيئة الانتقالية".
وأوضح أن حلفاء النظام مثل روسيا وايران "يربطون مصير الأسد بقرار الشعب السوري ولا يجوز مناقشته الان وكذلك وليد المعلم وبشار الجعفري يعتبرونه خطاأحمر في حين أن الجانب الآخر وبعض الدول الداعمة للمعارضة تقول بان لا يكون هناك مستقبل للاسد في المرحلة القادمة. فيما قرارات جنيف جميعها وكذلك الامم المتحدة تقر بهيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات لحين اجراء انتخابات تحت اشراف الامم المتحدة وتتمسك به الهيئة العليا ايضاً الا ان النظام يفسرها بشكل مغاير ويطالب بحكومة وحدة وطنية تجمع بينها والمعارضة وشخصيات مستقلة وتحت مظلة الدستور الحالي ولعل قرار النظام باجراء انتخابات مجلس الشعب المسرحية في الثالث عشر من الشهر الحالي هو تحد اخر ومحاولة استباقية لفرض شرعيته".
وأضاف: "بناء على المعطيات القائمة فان هذه الجولة من المفاوضات لن تتوج بحل سياسي قريب ولا آفاق لتجاوز نقاط الخلاف التي تحتاج توافقات دولية اولا ثم اقليمية دون أن يكون للسوريين اية حصة في تقرير مصيرهم".
واعتبر "أن الهيئة العليا تواجه صعوبة في تفهم وحل للقضية الكردية على خلفية مواقفه السياسية وتصريحات ممثليها وكذلك حرب فصائلها المسلحة على حي الشيخ مقصود ذو الغالبية الكردية واستخدام الغازات الكيماوية ضد المدنيين"، على حد تعبيره.
ورأى أنّ كل هذه الأمور "تضع افاق الحل السياسي في سوريا في زاوية مظلمة في ظل تمسك النظام والمعارضة بشكل الدولة المركزية تحت مسميات اخرى و التي لم تعد تناسب الحالة السورية لتكون الفيدرالية افضل لجميع المكونات "على حد قوله.
هكذا وصلت وثائق جرائم الأسد إلى أيدي المحققين النظام السوري استعان بمعارض لتحليل البيانات عن الثورة
إيلاف...ترجمة عبدالاله مجيد
لم تكن عملية ايصال المئات من الوثائق، وآلاف الصور التي توثّق جرائم بشار الأسد ضدّ السوريين، إلى المحققين الدولية مهمة سهلة بالمرة، لكنّ النظام أخطأ باستعانته بشخصيات لا تكن له أي احترام أو ولاء، فساعد هؤلاء في توثيق تلك الجرائم ثم سربوها إلى المحققين.
لندن: قطع المحقق السوري رحلته المعهودة 100 مرة تقريبا، بالشاحنة العتيقة نفسها دون أي حمولة. 
كانت المسافة الى الحدود تمتد نحو 65 كلم عبر 11 نقطة تفتيس يتمركز فيها مقاتلون من المعارضة حيث اصبحوا يعتقدون انه محام من اهل المنطقة حكمت مصائبه في زمن الحرب بأن يمر على مقطع الطريق الخاضع لسيطرتهم.
وكان احيانا يجلب لهم وجبات خفيفة وماء ويحرص على شكرهم لحماية المدنيين من امثاله.
وذات يوم من ايام الصيف، حمَّل شاحنته بأكثر من 100 الف وثيقة رسمية سورية كانت مدفونة في حفر ومخبأة في مغارات وبيوت مهجورة، متجها بها نحو الحدود.
انطلق في ساعة الغروب تتقدمه ثلاث سيارات استطلاع اكدت احداها لاسلكيا عدم وجود نقاط تفتيش جديدة. وكانت الحدود مغلقة ولكن جنود البلد المجاور سمحوا له بالمرور.
واستمر في رحلته الى ان وصل الى سفارة غربية حيث ترك حمولته لإيصالها بطريقة مأمونة الى المحامي الاميركي كريس انغيلز.
إلى أوروبا الغربية
وبعد عقد امضاه انغيلز في تدريب كودار العدالة الجنائية الدولية في البلقان وافغانستان وكمبوديا، يقود الآن وحدة جرائم النظام السوري في لجنة العدالة والمساءلة الدولية التي شُكلت عام 2012.
وتمكن اشخاص يعملون للجنة خلال السنوات الماضية من تهريب ما يربو على 600 الف وثيقة حكومية خارج سوريا كثير منها وثائق من اجهزة استخباراتية وأمنية سرية للغاية. وفي مقر اللجنة في اوروبا الغربية تُمسح كل وثيقة ضوئيا وتُعطى رقما وتُخزن تحت الأرض.
وتكلل عمل اللجنة مؤخرا بمذكرة قانونية في 400 صفحة تعزو التعذيب المنهجي وقتل عشرات آلافق السوريين الى سياسة مكتوبة رُسمت بموافقة رئيس النظام بشار الأسد وينفذها جلاوزة النظام الذين يرفعون تقارير عن ارتكاباتهم الى مسؤوليهم في دمشق.
توثيق غني
وقال ستيفن راب الذي عمل ست سنوات سفير الولايات المتحدة المتجول لقضايا جرائم الحرب لمجلة نيويوركر ان توثيق اللجنة لجرائم النظام السوري "أغنى من أي شيء رأيته وأي شيء تابعته في هذا المجال". ولكن مجلس الأمن الدولي وحده القادر على احالة جرائم النظام الى المحكمة الجنائية الدولية.
وفي ايار/مايو 2014 استخدمت روسيا والصين حق الفيتو لاجهاض مشروع قرار يمنح المحكمة ولاية على الجرائم التي ارتكبتها جميع اطراف النزاع.
في هذه الأثناء أصبح احصاء عدد القتلى في سوريا مهمة مستحيلة تقريبا وتوقفت الأمم المتحدة عن محاولة احصائهم منذ اكثر من عامين.
ولكن المنظمات التي تتابع النزاع تقدر عدد القتلى حتى الآن بنحو 500 الف شخص مع تصاعد وتيرة القتل كل عام ونزوح زهاء 5 ملايين سوري الى البلدان المجاورة واوروبا.
خلية أزمة بعثية
حين اندلعت الانتفاضة ضد نظام الأسد في آذار/مارس 2011 شُكلت "خلية ازمة" كانت تجتمع كل ليلة في مقر القيادة القطرية لحزب البعث وسط دمشق لبحث استراتيجية اخماد المعارضة.
وكان هذا يتطلب معلومات مفصلة عن كل احتجاج. لذا طلبت الخلية تقارير من اللجان الأمنية والأجهزة الاستخباراتية في كل محافظة ثائرة. وقررت خلية الأزمة توظيف شخص لتولي العمل الورقي.
كان احد المتقدمين عبد المجيد بركات وهو شاب في الرابعة والعشرين نال مؤخرا شهادة الماجستير في العلاقات الدولية وكان يعمل في وزارة التربية.
وخلال مقابلته في نيسان/ابريل درس مسؤول بعثي كبير سيرة حياته. وحين سُئل بركات كيف يحل الأزمة الناشئة اجاب ان الحكومة لكي تتفادى رد فعل مسلح على قمع المعارضة يجب ان تقدم بعض التنازلات وتنفذ اصلاحات معتدلة. 
معارض لتحليل البيانات !
وفوجئ بركات الذي انضم في بداية الاحتجاجات الى احدى اللجان الثورية الأولى بتعيينه موظفا في مقر خلية الأزمة. فالنظام في عجالته لرفع كفاءة خلية الأزمة قام بتوظيف معارض لتحليل تقارير أمنية سرية من سائر انحاء البلاد.
وكانت أكثر من 150 صفحة تصل الى مكتب بركات في غالبية الأيام عن الأخطار التي تهدد النظام، من خط الشعارات على الجدران الى ما يُنشر على فايسبوك وصولا الى التهديدات الجدية مثل وجود مجموعات مسلحة. وكان بركات يقرأ كل شيء ويكتب ملخصات يقدمها الى مسؤوله الذي يرفعها الى خلية الأزمة لدراستها في كل اجتماع. 
لم يُسمح قط لبركات بدخول غرفة الاجتماعات ولكنه كان يرى من يحضرها بمن فيهم قياديون في حزب البعث ونائب الرئيس وشقيق الأسد الأصغر ماهر الذي ادرجه الاتحاد الاوروبي على القائمة السوداء بوصفه "المشرف الرئيسي على العنف ضد المتظاهرين".
بداية التسريب
بعد فترة قصيرة على عمل بركات في مقر خلية الأزمة بدأ يسرب الوثائق. وكان يصور الوثائق في دورة المياه ويرسل النسخ المصورة الى اشخاص في المعارضة على صلة به.
وكانت خطته ان يسرق اكبر عدد ممكن من المعلومات ثم يغادر سوريا. 
ولكن كل تسريب كان يزيد شكوك مقر خلية الأزمة ويزيد احتمالات ان يكتشف النظام آجلا أو عاجلا وجود مدسوس فيه.
وقام رئيس الخلية المركزية لادارة الأزمة باستجواب بركات عن التسريبات فيما قال موظف آخر في مقر الأزمة لبركات ان سكرتيره يتجسس عليه.
فقرر بركات ان يغادر سوريا ولكن بعد ان يسرق محاضر الاجتماعات التي كانت محفوظة في مكاتب اعضاء الخلية.
كما خطط لسرقة المراسلات بين خلية الأزمة وديوان الرئاسة ومكتب رئيس الوزراء ومكتب وزير الداخلية. وذات يوم من ايام استراحة ازمة الخلية في شباط/فبراير نهب بركات مكاتبها واخذ كل ما يستطيع ان يحمله من الوثائق قبل ان ينطلق بسيارته نحو 400 كلم شمالا باتجاه الحدود التركية. 
إلى المحكمة الجنائية الدولية
كانت قوات النظام تسيطر على المعبر الحدودي. وتمكن بركات من التسلل والاقامة في فندق باسم مستعار قبل ان يكتشف احد في دمشق غيابه. وبعد شهر حين تأكد بركات من مغادرة والدته سوريا بسلام خرج الى العلن وقال في تصريحات تلفزيونية انه يريد ان تذهب الوثائق التي هربها الى المحكمة الجنائية الدولية. 
كان مصدر الكثير من الوثائق التي سرقها بركات أو وقعت بأيدي فصائل المعارضة، اجهزة امنية ـ استخباراتية بعيدة عن العاصمة دمشق.
وهي تشير الى قرارات اتخذتها الخلية المركزية لإدارة الأزمة ولكن لاستكمال السلسلة كانت لجنة العدالة والمساءلة الدولية تحتاج الى ملاحظات من هذه الاجتماعات.
وقال بركات الذي يعيش في اسطنبول لمجلة نيويوركر ان المحامي كريس انغيلز ومحللا زاراه في عام 2014 لفحص وثائقه.
واضاف "انهما أمضيا ثلاثة ايام هناك يسألان بتفاصيل مستفيضة عن العمل الذي قدمت به وكيف كانت تُعقد الاجتماعات".
وقاما ايضا بتصوير الأوراق المهربة واكد بركات لهما انه سيقدم النسخ الأصلية إذا أُحيلت القضية الى المحكمة الجنائية الدولية.
الأوامر
مساء 5 آب/اغسطس 2011 عقدت خلية الأزمة اجتماعها الاعتيادي في مقر القيادة القطرية لحزب البعث. وبحسب وثائق لجنة العدالة والمساءلة الدولية فان اعضاء في الخلية عزوا انتشار الاحتجاجات الى "التراخي في التعامل مع الأزمة وضعف التنسيق بين الأجهزة الأمنية".
واصدرت خلية الأزمة اوامر، اولا بتنفيذ حملات دهم يومية تستهدف منظمي الاحتجاجات "ومن يشوهون صورة سوريا في الاعلام الخارجي".
وثانيا، بعد "تطهير كل قاطع"، على رجال الأمن التنسيق مع البعثيين وميليشيات الأحياء لضمان عدم عودة هؤلاء الناشطين.
وثالثا، تُشكل لجان تحقيق مشتركة لاستجواب المعتقلين وتُرسل النتائج الى سائر فروع الأجهزة الأمنية لاستخدامها في تحديد اهداف جديدة. 
واصبحت هذه السياسة احد الأركان الأساسية في قضية لجنة العدالة والمساءلة الدولية ضد مسؤولين في النظام السوري.
وبين وثائق بركات من دمشق و600 الف صفحة جمعتها اللجنة من سائر انحاء سوريا، تمكن محللون في اوروبا من اقتفاء هذه الأوامر عبر سلاسل قيادية متوازية عديدة وصولا الى خلية الأزمة.
وكان المسؤول الأول هشام اختيار رئيس مكتب الأمن القومي في حزب البعث.
الاعتقالات
في مئات الافادات التي قدمها شهود وجدت لجنة العدالة والمساءلة الدولية انماطا ثابتة في التحقيق تمارسها جميع فروع الأجهزة الأمنية. إذ كان الأشخاص يُعتقلون عملا بسياسة خلية الأزمة.
والى جانب "تحديد اهداف جديدة" كانت نتائج التحقيق توزع على الأجهزة الأمنية المختلفة. ويُعتقل الأشخاص عادة في ظروف لاانسانية طيلة اشهر أو سنوات دون تهمة أو محاكمة.
ولم تكن الاعترافات المنتزعة بالتعذيب تخدم اغراضا واضحة لجمع المعلومات ولكنها تبرقع عملية الاعتقال بستار قانوني وإن كان مهلهلا. فبعد الاعتراف بارتكاب جرائم عنيفة يمكن ان يواجه الناشطون المعارضون تهما خطيرة وإذا أُدينوا بها يبقون محبوسين سنوات. كما تكرس الاعترافات الوهم القائل بوجود مؤامرة واسعة ضد سوريا نتيجة إقرار المعتقلين بالتحريض على الفتنة أو الخيانة. 
وكان الخط الأخير لسياسة خلية الأزمة يأمر رؤساء الفروع الأمنية بأن يقدموا دوريا أسماء رجال الأمن "غير الحازمين أو غير المتحمسين".
وفي احدى الحالات الموثقة توسل المحقق بالمعتَقل الذي يعذبه ان يعترف بارتكاب جريمة لكي لا يتهمه النظام بالتقصير في عمله.
المستشفى 601
يروي الناشط مازن حمادة الذي هرب الى هولندا انه تعرض الى التحقيق والتعذيب سبع أو ثماني مرات.
ونتيجة التعذيب أُصيب بالتهاب في عينه التي بدأت تتقيح وكان مصابا بالغنغرينا في ساقه ويبول دما.
وذات يوم في اوائل عام 2013، بعد نحو عام قيد الاعتقال، ابلغه ضابط التحقيق انه سيُرسَل الى المستشفى رقم 601العسكري في قاعدة المزة. وقال له ان ينسى اسمه وان اسمه الآن هو 1858.
كان حمادة سمع بالمستشفى 601 من معتقلين آخرين أُرسلوا اليه والقلة الذين عادوا منه حذروه قائلين "انه ليس مستشفى بل مسلخ". ورغم حالة حمادة فان حراسه ضربوه اثناء نقله الى المستشفى.
واستخدم احدهم انبوبا اخضر في ضربه. وكان رجال الأمن في سوريا يسخرون من المعتقلين بتسمية هذه الأداة الأخضر الابراهيمي، الذي كان وقتذاك المبعوث الدولي الى سوريا.
استفاق حمادة ذات ليلة وطلب استخدام دورة المياه لقضاء حاجة. وانهال عليه احد الحراس الذي رافقه بالضرب طول الطريق الى المرافق الصحية.
وفي المرافق الصحية وجد في احد المكعبات كومة من الجثث مهشمة وزرقاء وجثتين أُخريين في المكعب الثاني ، كان اصحابهما نحيفين بلا عيون.
وكانت هناك جثة اخرى قرب المغسلة. فغادر حمادة المرافق الصحية مرعوبا ولكن الحارس أعاده وقال له ان يتبول على الجثث لكنه لم يستطع.
وبحسب تحقيقات الأمم المتحدة فان المعتقلين الموتى "يُحفظون في المرافق الصحية" في العديد من فروع الأجهزة الأمنية في دمشق.
ورأى حمادة جنودا سكارى في جيش النظام دخلوا المستشفى حيث ذبح احدهم مريضا طلب دواء وأمر مريضا آخر بأن يسحل جثته الى المرافق الصحية.
وقال الجندي انه عزرائيل ملك الموت. وجاء في تقرير الأمم المتحدة عن المستشفى 601 "ان العديد من المرضى تعرضوا الى التعذيب حتى الموت في هذه المنشأة". 
صور قيصر
تأكدت شهادة حمادة عن الفظائع التي تُرتكب في المستشفى 601 بنحو 55 الف صورة فوتوغرافية هربها ضابط في الشرطة العسكرية عُرف باسم قيصر.
وكانت مهمة قيصر قبل الحرب توثيق مواقع الجرائم وحوادث المرور التي تقع للعسكريين في دمشق وتحميل الصور على كومبيوترات الحكومة ثم طباعتها وربطها بتقارير الوفيات.
ولكن جثث الضحايا بعد اندلاع الانتفاضة عام 2011 كانت جثث المعتقلين التي تُجمع كل يوم من فروع الأجهزة الأمنية وتُنقل الى المستشفيات العسكرية. 
وفي المستشفى 601 صور فريق قيصر جثث الضحايا في المشرحة وفي مرأب السيارات.
وكانت كل جثة جرى تصويرها تحمل رقما خاصا مثل رقم حمادة ـ 1858 ـ كُتب على ورقة أو شريط أو صدر الضحية أو جبهته بلون غامق. وكان فريق قيصر يصور اكثر من 50 جثة يوميا.
غادر قيصر سوريا في آب/اغسطس 2013 ومعه فلاش ذاكرة مخبأ في جورابه. وبقيت الصور طي الكتمان الى ان تحدث قيصر مع فريق دولي من المحققين وخبراء جمع الأدلةفي مطلع عام 2014.
وجرى حتى الآن التعرف على هويات نحو 730 ضحية. وتعرف حمادةعلى العديد ممن كانوا معه في زنزانة واحدة.
 نهاية اللعبة
قال سفير الولايات المتحدة المتجول السابق لقضايا جرائم الحرب ستيفن راب لمجلة نيويوركر انه عندما يأتي يوم الحساب ستكون الأدلة المتوفرة أفضل بكثير مما توفر في حالات مشابهة منذ محاكمات نورنبرغ.
واعرب الخبيران القانونيان بيل وايلي وكريس انغيلز عن اعتقادهما بأنه إذا أُحليت هذه الملفات الى القضاء الدولي ستكون لدى لجنة العدالة والمساءلة الدولية أدلة كافية لإدانة بشار الأسد واركان نظامه بارتكاب عدة جرائم ضد الانسانية بينها القتل والتعذيب واعمال لاانسانية أخرى.
في هذه الأثناء يحضر حمادة في هولندا جلسات للعلاج الطبيعي من اجل اعادة تأهيل أطرافه التي هشمها النظام.
وهو يتعلم الهولندية وينظم احتجاجات ضد الأسد في الساحات العامة، ويتساءل عن مصير ابناء عمه وشقيقه وزوج اخته والعديد من اصدقائه المفقودين.
وقال باكيا "أين هم؟ هل هم احياء؟ هل هم اموات؟ وشقيقته في سوريا تطلب من سلطات النظام شهادة وفاة زوجها ولكن بلا جدوى.
ورغم وجود حمادة في بلد آمن فانه وصف حياته بأنها "تعاسة" كل يوم "تعاسة في تعاسة، انها موت، انها حياة موت"، حتى يُحال المسؤولون عن تعاسته وموت اهله واصدقائه الى العدالة.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,149,613

عدد الزوار: 6,980,644

المتواجدون الآن: 66