دعوة للتظاهر اليوم في «جمعة الصبر والثبات».

الأسد: سبب الأزمة في سوريا أخلاقي.. وماضون في الإصلاح لكن يجب أن يكون مدروسا

تاريخ الإضافة السبت 27 آب 2011 - 4:44 ص    عدد الزيارات 2806    القسم عربية

        


 

الأسد: سبب الأزمة في سوريا أخلاقي.. وماضون في الإصلاح لكن يجب أن يكون مدروسا
قال إن الإصلاح لا يتناقض مع «جهود إعادة الأمن والأمان للمواطنين»
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
استنتج الرئيس السوري، بشار الأسد، أن الأزمة في سوريا، التي بدأت بانتفاضة الشعب على النظام وضد الفساد، وذهب ضحيتها أكثر من ألفي مواطن حتى الآن، سببها «أخلاقي». وقال الأسد في كلمة ألقاها ليل أول من أمس في حفل إفطار أقامه في القاعة الدمشقية تكريما لرجال الدين: «إن جزءا مهما من الأزمة سببه أخلاقي، سواء من المسؤول أو المواطن، والحل يكون بتكريس الأخلاق».
وأكد الأسد في الكلمة التي نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن «الدولة ماضية قدما في مسيرة الإصلاح بخطوات ثابتة»، مضيفا أن «هذا الإصلاح يؤسس لمستقبل البلاد ومستقبل الأجيال القادمة، وبالتالي يجب أن يكون مدروسا بعناية، وأن يبنى على حاجات المجتمع الطبيعية، وليس حاجاته الطارئة». واعتبر الأسد أن «موضوع الإصلاح لا يتناقض مع الجهود التي تقوم بها الدولة لإعادة الأمن والأمان للمواطنين».
ودعا الرئيس السوري إلى «الانتباه للمؤامرة التي يحاول الخارج تسويقها وزرع الفتنة في البلاد، وخصوصا عبر استهدافهم لدور الجيش الوطني الذي يقوم بحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة»، مشيرا إلى أن «مؤسسة الجيش تجسد الوحدة الوطنية». وقال: «الضغوط الخارجية لا تأتي من كون الغرب حريصا على الشعب السوري وعلى الإصلاح، كما يدعون، بل لأن سوريا عقدة الغرب في المنطقة، وهم يريدون من سوريا أن تقدم التنازلات، وهذا ما لن يحدث لأن الشعب السوري اختار أن تكون له إرادة وسيادة مستقلة».
ورأى الأسد الذي يتهم نظامه جماعات إرهابية مسلحة، مدعومة من تنظيم القاعدة، بحسب آخر التصريحات، بإثارة الأزمة في البلاد، أن «تجاوز هذه الأحداث بحاجة إلى تعاون الجميع، وإلى الكثير من العقل والحكمة، بدلا من الأخذ بالعواطف والانفعالات». وقال: «إن دور رجال الدين كان أساسيا في الحفاظ على الوطن وتوعية المواطن ودرء الفتنة».
واعتبر الرئيس السوري أن «ما جرى على الرغم من الألم الكبير الذي نتج عنه، فإنه أظهر المعدن الصلب والأصيل للمواطن السوري الذي يفخر به الوطن، كما أظهر الشارع السوري، وتحديدا الشارع المؤمن بأبهى صوره الوطنية». واعتبر الأسد الذي يترأس نظاما علمانيا في سوريا، أن «التصرفات الفردية من قبل بعض الأشخاص، مسؤولين أو مواطنين عاديين، وخصوصا تلك التي تسيء إلى المقدسات، هي تصرفات فردية لا يجوز تعميمها، فالتعميم يعني أن تحمل نفس وزر أخرى».
ودعا «الجميع من رجال دين ومسؤولين، إلى تحمل مسؤولياتهم في تعزيز اللحمة بين أبناء الشعب السوري، والمشاركة في عملية الإصلاح يدا بيد»، مؤكدا أن «الاختلاف في الرأي أمر صحي، طالما أن الهدف واحد وهو بناء الوطن، وطالما أنه لا يؤدي إلى الافتراق والتفرقة». وشارك في حفل الإفطار، بحسب ما جاء في خبر «سانا»، وزير الأوقاف محمد عبد الستار، والمفتي العام للجمهورية أحمد بدر الدين حسون، والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، ومفتي حمص الشيخ محمد فتح الله القاضي، والشيخ مصطفى عباس خطيب مسجد المدفن في حماه، والشيخ محمد دلال إمام مسجد التوحيد في إدلب وغيرهم.
ويشار إلى أن ناشطين سوريين يتهمون قوات الأمن والشبيحة «بالكفر الصريح»، وإجبار المعتقلين على النطق بالكفر، إذ يجبرونهم على القول إن «ربهم بشار»، وفي كل منطقة تتعرض لاجتياح الشبيحة يقومون بالكتابة على الجدران «ربكم بشار» أو «رب العرب بشار» الأمر الذي أثار الاستياء في الشارع.
 
عشرات الدبابات تقتحم بلدات جديدة في ريف دير الزور.. و300 عنصر أمن يداهمون حيا بدمشق لاعتقال نشطاء
مقتل سيدة في قرية الشحيل بعد إصابتها بطلق ناري والأمن يحرق منازل وصيدليات
لندن: «الشرق الأوسط»
قتلت سيدة، أمس، في قرية بشرق سوريا شهدت انتشارا أمنيا وعسكريا، وجرت عمليات اقتحام واعتقالات في مدن سورية عدة بينها العاصمة دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «سيدة قتلت إثر تلقيها طلقا ناريا في قرية الشحيل الواقعة في ريف دير الزور (شرق) خلال العمليات العسكرية والأمنية المستمرة في المنطقة».
وقال نشطاء إن القوات السورية أغارت أمس على منطقة قبلية بشرق البلاد لليوم الثاني موسعة نطاق حملتها على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وأضافوا أن دبابات ومركبات مدرعة أخرى دخلت بلدة الشحيل جنوب شرقي دير الزور التي تشهد احتجاجات يومية ضد حكم الرئيس بشار الأسد منذ بداية شهر رمضان. وقال ناشط محلي إن «التقارير الأولية التي وردت من المقيمين تتحدث عن عشرات الدبابات التي تطلق النار عشوائيا لدى اقتحامها البلدة عند الفجر. الشحيل كانت نشطة جدا في الاحتجاجات والنظام يستخدم قوة هائلة لإخافة الناس».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تم إحراق «بعض المنازل في الشحيل والبصيرة (ريف دير الزور) حيث تنتشر قوات عسكرية وأمنية كبيرة فيهما بالإضافة إلى قرى أخرى قرب مدينة الميادين (شرق)». وأفاد المرصد بأن قوات أمنية نفذت صباح أمس حملة مداهمات واسعة للمنازل داخل الميادين. ولفت المرصد إلى مقتل مواطنين اثنين يوم أول من أمس في هذه المدينة.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثر من عشرين دبابة وعددا كبيرا من باصات الأمن والشبيحة، دخلت مدينة القصيرة، وإن قوات الأمن والجيش اقتحموا البيوت الآمنة وتم تفتيشها كما قامت قوات الأمن بإطلاق النار العشوائي على الناس في الحارات والشوارع». وأضافت أن «قوات الأمن أحرقت عددا من الصيدليات منها صيدلية السيد مبروك وصيدلية السيد مساعد، كما تم إحراق عدد من الدراجات النارية في البيوت وتكسير محتويات البيوت». وأكدت المصادر أنه «تم اعتقال عدد من المثقفين، منهم الدكتور جمال سليمان وتركي الشيخ». وتحدثت المصادر أيضا عن اعتقال إمام جامع البصيرة الشيخ أبو طلحة بعد محاصرة بيته.
وأضافت المصادر أن «أبناء البصيرة يعيشون في حالة من الرعب والخوف وذلك بسبب الاعتقالات العشوائية والمعاملة السيئة التي يلاقونها من قبل أفراد الجيش والشبيحة، وقد فر معظم الرجال والشباب إلى مناطق مجاورة خشية اعتقالهم». وأشارت إلى أنه «تم تفتيش أهالي ضباط كبار متطوعين في الجيش السوري في منطقة البصيرة والبريهة والكسار.. وقد داهمت قوات الأمن جميع البيوت دون تمييز وكانت التهمة الموجهة للجميع لماذا تشترك في المظاهرات ضد النظام؟».
وفي دمشق، أكد المرصد أن «أكثر من 300 عنصر أمن مدججين بالسلاح الكامل اقتحموا حي ركن الدين» فجر أمس، «ونفذوا حملة مداهمات للمنازل بحثا عن نشطاء متوارين عن الأنظار». وأشار إلى أن «مدنيا قتل مساء أمس في حي الميدان إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على شباب أمام خيمة عزاء شهيد سقط تحت التعذيب»، مضيفا أن قوات الأمن «أطلقت قنابل مسيلة للدموع عليهم واعتقلت عددا منهم».
وفي ريف دمشق، ذكر المرصد أن «قوات الأمن اقتحمت فجر أمس مدينة زملكا وبدأت بإطلاق رصاص كثيف في الهواء وأصاب الرصاص خزانات الكهرباء مما أدى إلى حدوث انفجارات مدوية». وأضاف «كما شهدت مدينة معضمية الشام انتشارا أمنيا كثيفا ونصبت حواجز على الطريق الواصل بين المعضمية وداريا وأوتستراد صحنايا». وذكر المرصد أن «شخصا قتل وأصيب آخر بطلق ناري بالرأس في حمص (وسط) مساء أمس كما سمع إطلاق نار كثيف في حي باب الدريب»، لافتا إلى «العثور على جثمان شاب من حي بابا عمرو على مفرق بلدة كفرعايا» عصر أول من أمس.
وغربا، «نفذت الأجهزة الأمنية في مدينة جبلة أول من أمس حملة مداهمة واعتقالات في الأحياء المعارضة أسفرت عن اعتقال 9 أشخاص»، بحسب المرصد.
واستمرت المظاهرات الليلية بالخروج، وأظهر تسجيل فيديو صوره مقيمون في ضاحية دوما بدمشق محتجين يرددون هتافات يودعون فيها الزعيم الليبي معمر القذافي ويقولون إن الدور على الأسد وكانوا مبتهجين بسقوط القذافي.
وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تقرير جديد إن قتل المدنيين الذين وثقت جماعات حقوق الإنسان السورية مقتلهم «وقع في ظروف لم يكن فيها تهديد للقوات السورية». وأضاف التقرير «الرئيس الأسد قال إنه يخوض معركة ضد جماعات إرهابية وعصابات مسلحة، والسلطات السورية زعمت أنها مارست أقصى درجات ضبط النفس خلال محاولتها السيطرة على الوضع. الادعاءان غير صحيحين». ومضى يقول إن القوات السورية قتلت 49 شخصا على الأقل منذ أبلغ الأسد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 17 أغسطس (آب) بأن العمليات التي يقوم بها الجيش والشرطة توقفت. وأشار التقرير إلى أنه في 22 أغسطس في حمص قامت القوات السورية «بإطلاق النار على حشد من المحتجين السلميين بعد قليل من مغادرة فريق إنساني تابع للأمم المتحدة لتقييم الوضع المنطقة مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص».
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس الخميس أن «مجموعات إرهابية مسلحة» قامت أول من أمس باعتداءين في محافظة حمص (وسط) مما أسفر عن مقتل ثمانية عسكريين بينهم ضابط. وصرح مصدر عسكري مسؤول للوكالة أن «المجموعات الإرهابية المسلحة» قامت بعد ظهر الأربعاء «باعتداءين في محافظة حمص حيث أقدمت على نصب كمين في منطقة تلبيسة وأطلقت نيران أسلحتها الرشاشة على حافلة عسكرية مما أدى إلى استشهاد ضابط وجنديين وجرح خمسة آخرين». وأضاف المصدر أن «المجموعات الإرهابية نصبت كمينا آخر في الرستن وأطلقت النار على سيارة عسكرية على الطريق العام مما أدى إلى استشهاد ثلاثة صف ضباط ومجندين».
وتابع المصدر أنه «تم التصدي لتلك المجموعات وملاحقتها وإصابة عدد من أفرادها».
وجاء ذلك في وقت تداعى فيه الناشطون السوريون على صفحة الثورة السورية إلى مظاهرات جديدة اليوم في «جمعة الصبر والثبات».
 
انعقاد مؤتمر لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة الشهر المقبل في دمشق
 
المنسق العام للهيئة: سيضم 300 شخصية لمناقشة كيفية الانتقال الديمقراطي
 
لندن: «الشرق الأوسط»
 
أعلنت هيئة التنسيق الوطنية في سوريا، أمس، أن مجلسها الوطني سيعقد اجتماعا في النصف الثاني من سبتمبر (أيلول) في دمشق، بمشاركة 300 شخص من الأحزاب والقوى والشخصيات المستقلة، لمناقشة كيفية الانتقال الديمقراطي لبناء دولة مدنية ديمقراطية في سوريا. وذكر المنسق العام للهيئة، المحامي حسن عبد العظيم، لوكالة الصحافة الفرنسية أن «المجلس الوطني سيعقد في النصف الثاني من سبتمبر (أيلول) مؤتمرا يضم 300 شخصية، لمناقشة مشروع برنامج عمل لكيفية الانتقال الديمقراطي وآلياته، لبناء دولة مدنية ديمقراطية».
وأضاف عبد العظيم أن «هذا الاجتماع سيرسخ عمل الهيئة والهيكلية التنظيمية، وسيضع تصورا توجيهيا للخطة العامة لعمل الهيئة، تلتزم فيه مؤسساته والمجلس المركزي والمكتب التنفيذي للهيئة».
وأشار إلى أنه «قد يصدر عن المؤتمر بيان ختامي حول أعماله». وأكد المنسق العام للوكالة: «سنحرص على أن تكون آليات العمل التي سيرسمها المجلس الوطني في الهيئة جاذبة لاستيعاب وتوحيد قوى المعارضة في الداخل والخارج، وتمثيل الحراك الشعبي الشبابي الفاعل والحيوي في الهيئة، الذي لا يمكن تجاهله أو إهماله». ولفت إلى أن «القوى الجديدة الشبابية الشعبية المجتمعية، ستضيف للقوى السياسية والتحالفات الوطنية والفعاليات الثقافية تكاملا وتفاعلا لكل قوى وفعاليات المعارضة الوطنية في المجتمع».
وأعلن في نهاية يونيو (حزيران) الماضي تشكيل هيئة تنسيق وطنية هدفها التغيير الوطني الديمقراطي في سوريا، تقوم «بتوحيد جهود المعارضة في الداخل، واعتبار المعارضة في الخارج جزءا من المعارضة في الداخل». وأكد بيان، أصدرته الهيئة لدى تأسيسها، موقفها الواضح في دعم انتفاضة الشعب السوري، والعمل على استمرارها حتى تحقيق أهدافها في التغيير الوطني الديمقراطي.
وعبد العظيم (80 عاما)، الذي تم توقيفه لعدة أيام في مايو (أيار) الماضي، هو الأمين العام لحزب الاتحاد العربي الاشتراكي، والناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي أحد تيارات المعارضة اليسارية.
وتضم الهيئة أحزاب التجمع اليساري السوري، وحزب العمل الشيوعي، وحزب الاتحاد الاشتراكي، و11 حزبا كرديا. كما تضم الهيئة شخصيات معارضة من الداخل كعارف دليلة وميشيل كيلو وفايز سارة وهيثم المالح، ومن الخارج برهان غليون وهيثم المناع ورامي عبد الرحمن وزكريا السقال وسمير العيطة، وآخرون، بحسب عبد العظيم.
 
مسلحون يخطفون رسام الكاريكاتير علي فرزات ويشبعونه ضربا وهم يرددون: «هذا لكي تتعلم ألا ترسم عن الحرية.. وضد أسيادك»
ابن الرسام لـ الشرق الأوسط» والدي لا يفكر أبدا في مغادرة سوريا.. ورجال الأمن شاهدوا الاعتداء ولم يتحركوا
دمشق - لندن - بيروت: «الشرق الأوسط»
تسبب اختطاف الفنان السوري ورسام الكاريكاتير علي فرزات، وضربه بشكل مبرح، بصدمة لدى الوسط الثقافي في سوريا، واعتبره البعض رسالة من النظام السوري لفرزات المعروف بانتقاده الشديد للنظام عبر رسومه. واختطف مسلحون ملثمون فرزات، فجر أمس، ووضعوه في سيارة «فان» مغلقة بعد مهاجمته والاعتداء عليه في سيارته أثناء مروره بساحة الأمويين في دمشق، أثناء عودته من مكتبه إلى منزله نحو الساعة الرابعة والنصف صباحا بتوقيت دمشق.
وقال منهد فرزات، ابن الرسام، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من لندن، إن والده غادر المستشفى وعاد إلى المنزل «بسبب مخاوف» مما قد يتعرض له في حال بقائه هناك، بناء على نصائح بعض الأطباء.
وقال مهند إن المسلحين الذين أشبعوا والده ضربا كانوا يقولون له، وهم يضربونه على أصابعه ويديه: «هذا لكي تتعلم ألا ترسم عن الحرية» و«هذا لكي تتعلم ألا ترسم ضد أسيادك». وروى أن رجال الأمن كانوا موجودين في مكان حصول الاعتداء، وشاهدوا المسلحين يسوقون والده، من دون أن يتحركوا.
وردا على سؤال حول ما إذا كان علي سيعاود الرسم بعد شفائه، أو إذا كان يفكر بمغادرة البلاد، اكتفى مهند بالقول: «الله يعطي الصحة، هذا أهم شيء، ولكن والدي لا يفكر أبدا بأن يترك سوريا».
وقالت مصادر مقربة من الفنان السوري لـ«الشرق الأوسط»: إنه «بعد الكشف الطبي الدقيق تبين أن يده اليسرى مكسورة، إضافة إلى رضوض وتورم في العينين وجروح في الوجه والرأس، ورضوض شديدة على الصدر».
وقالت المصادر إن المسلحين قصوا شعره وذقنه «لإذلاله»، وقالوا له وهم يضربونه: «هذا كي لا تتطاول على أسيادك».
وهز الخبر الوسط الثقافي السوري، وتداعى عدد كبير من المثقفين إلى مستشفى الرازي في الساعات الأولى من الصباح، واحتشد هناك عدد كبير من محبي الفنان العالمي والمعجبين به ومن أصدقاء صفحته على موقع «فيس بوك». وقال أصدقاء له تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» في لندن، إن «الصدمة بدت على وجوه الجميع؛ فالضرب الوحشي الذي تعرض له الفنان الرقيق الإحساس النحيل الجسم عقدت ألسنتهم وأصابتهم بالوجوم، وهم يرونه على فراش السرير، وعلى وجهه كدمات تركها بشر متوحشون».
وبدا فرزات في صور نشرت له على صفحات أصدقائه على «فيس بوك»، ووجهه تملأه الكدمات، كدمة زرقاء على العين اليمنى التي صار بياضها كتلة دم حمراء، وشعره مشعث، وأنفه متورم، أما كفاه فد لفتا بالشاش.
وبحسب ما روى أصدقاؤه على صفحاتهم في «فيس بوك»، فإن فرزات الذي اعتاد أن يغادر مكتبه وسط دمشق عند الفجر كونه يعمل ليلا، أو كما يصف نفسه «كائن ليلي»، استقل سيارته واتجه إلى منزله في منطقة المزة، ولدى خروجه من ساحة الأمويين عند أول أوتوستراد المزة، فاجأته سيارة بيضاء من نوع «هيونداي»، وكانت الساعة الرابعة والنصف تقريبا.
وتعمدت السيارة الاصطدام بسيارته، وإجبارها على الارتطام بالرصيف، ثم نزل أربعة رجال ملثمون من «الشبيحة» وسحبوه من سيارته بالقوة، وأشبعوه ضربا وركلا وسبابا وشتائم، وهم يقولون له: «أنت عم تتطاول على أسيادك» و«هذا كي تتعلم كيف تتطاول على أسيادك».
وقال أصدقاؤه إن الاعتداء حصل على مرأى من السيارات العابرة وشرطة المرور الموجودة في الشارع، ولم يجرؤ أحد على التدخل لإنقاذه أو للسؤال عن سبب هذا العمل وسط المدينة.
وبعدها ألبس رأسه بكيس خيش وقيدت يداه بقيد بلاستيكي، ومن ثم حُمل إلى سيارة الملثمين، واقتادوه إلى طريق المطار خارج المدينة. وأثناء ذلك كانوا يضربونه في السيارة وانهالوا على أصابع يديه بالعصي وهم يقولون: «سنكسر أصابعك كي لا ترسم». ولدى الوصول إلى منطقة مقفرة تباطأت سرعة السيارة، ليتم بعدها رفسه بأرجلهم خارجها ليرمى على قارعة الطريق.
وبقي مرميا هناك لأكثر من ساعة دون أن يجرؤ أي أحد على إنقاذه من السيارات التي تعبر ثم تمضي مذعورة من منظره غارقا بدمائه، إلى أن حصلت صدفة وتعرضت سيارة «بيك آب» تقل عمالا لعطل اضطرها للوقوف قريبا منه. وسارع العمال إلى إنقاذه وحمله إلى منزله ومن هناك إلى مستشفى الرازي.
في تلك الأثناء تبلغت عائلة الفنان من قسم شرطة المزة بخبر تعرض علي فرزات للاختطاف من قبل ملثمين، وكانت الساعة السادسة صباحا. فذهبوا إلى أول أوتوستراد المزة حيث كانت السيارة لا تزال موجودة قبل احتجازها، وكانت متوقفة وفيها كل أغراضه الشخصية من نظارته وهاتفه الجوال، كما وجدت فردة حذاء واحدة والأخرى كانت على مسافة بعيدة ملقاة في الطريق. كما وجدوا شيئا قد تركه المعتدون في السيارة تبين أنها كوفية حمراء، وأيضا قطع - نتف - من قفازات طبية كان يرتديها المعتدون وقد تمزقت أثناء الضرب.
وقال أحد أبناء الفنان علي فرزات لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من لندن، إن «رجال الشرطة الذين كتبوا المحضر، قالوا إن بإمكان والدهم التراجع عن إفادته إذا رغب في ذلك، لحفظ خط العودة».
وقال نجل فرزات: «لم أفهم قصدهم بخط للعودة ومع من؟!» وقال أيضا إنه أثناء وجوده في المستشفى سمع شخصين يسألان «مات ولا لسه؟»، مما زاد مخاوف العائلة وقرروا إخراجه على الفور بعد إجراء الفحوصات على الرغم من أن وضعه الصحي لا يسمح بذلك.
وأثار خبر الاعتداء على فرزات ردود فعل عدد كبير من الناشطين والمعارضين والمثقفين. واعتبر الناشط عمر إدلبي، الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، أن «عناصر الأمن الذين نفذوا عملية الاختطاف على طريقة العصابات الإجرامية المنظمة قاموا بسرقة محتويات حقيبة فرزات الشخصية، من أوراق ورسوم وغيرها من حاجاته الشخصية، بعد أن اعتدوا عليه بالضرب المبرح أثناء محاولته مقاومة عملية الاختطاف».
ولفت إلى أن عناصر الأمن التي اختطفت فرزات عمدت إلى رميه على طريق المطار بعد ضربه ضربا مبرحا خصوصا على يديه، وتم نقله إلى مستشفى الرازي بعد أن قام المارة بإسعافه إلى هناك. وحمل إدلبي أجهزة أمن النظام السوري مسؤولية ما قد يتعرض له فرزات، «خصوصا أنه قد أجرى عملية جراحية في العمود الفقري منذ مدة قصيرة»، مطالبا بالإفراج الفوري عنه وعن جميع المعتقلين في سورية.
وعلى الفور، أنشئت على موقع التواصل الاجتماعي الـ«فيس بوك» عشرات الصفحات تضامنا مع رسام الكاريكاتير الذي لطالما انتظر السوريون رسوماته اللاذعة المنتقدة لسياسات النظام القمعية والاستبدادية. وفي هذا الإطار، حمّل الناشط والكاتب المعارض لؤي حسين «أجهزة الأمن والمخابرات مسؤولية ما جرى».
وقال، عبر صفحته على «فيس بوك»: «سنعرف التفاصيل لاحقا، من علي نفسه، حين يتماثل للشفاء».
واعتبر الشاعر والمسرحي اللبناني يحيى جابر على صفحته «من ذبح حنجرة إبراهيم القاشوش إلى تحطيم يد علي فرزات... نظام يكره الحواس الخمس.. نظام بلا إحساس».
أما الشاعرة السورية رشا عمران فكتبت «سلامة قلبك علي فرزات، ستبقى أنت ويبقى فنك شاهدا على هذه المرحلة»، في حين خطت السينمائية هالا محمد: «علي فرزات.. أنت رمز.. رمز مصاب بجروح الإبداع والحرية.. وهذا الأكثر مرارة بين كلّ رسوماتك».
ولا يستبعد ناشطون سوريون أن يكون الاعتداء على الفنان علي فرزات «مدبرا ومقصودا من قبل الأجهزة الأمنية، وهدفه توجيه رسالة إلى المثقفين السوريين بأن من يعارض ممارسات النظام الحاكم فسينال المصير نفسه».
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الأجهزة الأمنية وما يسمى بالـ«شبيحة» في سوريا بالاعتداء على مثقفين وكتاب وفنانين معارضين، حيث تم الاعتداء في الثالث عشر من الشهر الماضي على مظاهرة للمثقفين في حي الميدان وسط دمشق، وكان من أبرز المعتدى عليهم الفنانة مي سكاف والصحافي إياد شربجي، وعوض أن يحاسب من قام بالاعتداء، جرت محاكمة الفنانين والمثقفين بتهمة «التظاهر من دون ترخيص».
 
علي فرزات.. ريشة الثورة السورية
عرف عنه معارضته الشرسة لنظام الحكم في سوريا ومطالبته الدائمة بتحقيق الديمقراطية
بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
يعتبر علي فرزات «ريشة الثورة السورية» الذي دأب على انتقاد النظام عبر رسومه الكاريكاتيرية الساخرة، وقد جذب آلاف الشباب السوريين إلى صفحته على موقع «فيس بوك» وعلى موقعه «الدومري»، وأدار معهم منذ نحو عام حوارا واسع الطيف وكأنه برلمان مفتوح، عبر فيه الجميع عن آرائه المعارضة والمؤيدة على حد سواء. وكان النقاش يحتدم ليستمر طيلة ساعات اليوم مع مئات من التعليقات والمداخلات. كان علي فرزات خلاله يلعب دور المايسترو، يحرضهم على التفكير تارة، ويخفف من الاصطدام لصالح الاستمرار في الحوار بهدف الوصول إلى نقطة تلاق منطقية.
إلا أن هناك من كان لا يعجبه ذلك فينسحب من الصفحة لينشئ صفحة تدعو إلى محاكمة علي فرزات، فضلا عن إرسال سيل من رسائل التهديد والوعيد وأحيانا رسائل ترغيب لحضه على الكف عن توجيه النقد اللاذع سواء في مداخلات أو في رسوماته التي صارت ترفع في المظاهرات ضد نظام الرئيس بشار الأسد. ولعل أشهرها ذلك التي يصور الأسد يغمض عينيه وهو يقطع ورقة يوم الخميس من الروزنامة كي لا يرى ورقة يوم الجمعة. وأيضا رسم تظهر فيه دبابة النظام متوجهة نحو الجولان وقد عقدت سبطانتها، وغيرها الكثير الكثير من الرسوم كانت سببا كافيا ليقول الأسد أمام أحد الوفود الشعبية التي التقاها إن علي فرزات «كان صديقي وتوسطت له كي يصدر جريدة (الدومري) لكنه طعنني في الظهر». كلام تمنى فرزات أن يكون غير دقيق في لقاء خاص مع قناة «العربية» مؤخرا، كما تمنى أصدقاؤه أن لا يكون صحيحا تعرضه للاعتداء من قبل «الشبيحة» الذين سبق ورسمهم في إحدى لوحاته ويظهر فيها مواطن سوري بعد تعرضه للضرب من قبل «الشبيحة» وعلى ظهره آثار رفس حمير. كان أول رسم احترافي للفنان علي فرزات الذي يتحدر من مدينة حماه السورية، نشر في جريدة «الأيام»، قبل أن يبدأ دراسته للرسم في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، ليصبح بعدها رئيسا لرابطة رسامي الكاريكاتير العرب، وتبدأ رسوماته في الظهور على صفحات جريدة «لو موند» الفرنسية. حصل فرزات على العديد من الجوائز العالمية أبرزها الميدالية الذهبية لأفضل رسام كاريكاتير عربي من مؤسسة الشرق الأوسط، والجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي في بلغاريا. وانتخب في عام 1994 كأحد أفضل خمسة رسامي كاريكاتير في العالم في مهرجان مورج - سويسرا.
وعرف عن فرزات معارضته الشرسة لنظام الحكم في سوريا ومطالبته الدائمة بتحقيق الديمقراطية. وتبلور نفسه المعارض للنظام في رسوماته بشكل خاص بعد وصول الرئيس بشار الأسد إلى السلطة عام 2000، وتحديدا بعد زيارة قام بها الأسد لأحد معارضه في المركز الثقافي الفرنسي في وسط دمشق. وطلب فرزات منه حينها الحصول على ترخيص رسمي لإنشاء جريدة ناقدة باسم «الدومري»، تعنى بمتابعة أخطاء المسؤولين وفضحها بأسلوب ساخر، فمنحه الأسد الترخيص وبدأت الجريدة بالصدور بشكل أسبوعي. ومع انتقادها أداء المسؤولين بشدة، أصدر وزير الإعلام السابق عدنان عمران أواخر شهر يوليو (تموز) 2003 قرارا بإقفالها بحجة «مخالفتها قانون المطبوعات»، ومنع بالتالي أي مطبعة من طباعة الصحيفة. وتساءل فرزات حينها: «كيف يغلق رئيس مجلس الوزراء جريدة صدر ترخيصها بمرسوم، وما هذا النشاط الذي حلّ على الوزارة لتستقصي وتجمع وتغلق العدد في ساعتين». ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بسقوط النظام السوري، بدا موقف علي فرزات واضحا بالانحياز إلى الشعب ودعم مطالبه، وكانت له مواقف علانية، إذ انتقد عبر إحدى الوسائل الإعلامية الحل العسكري الذي يعتمده النظام السوري. وقال: «إذا كان النظام يريد أن يخرج من الحفرة التي هو فيها حاليا فعليه أن يوقف الحفر»، مشككا في «إمكانية خروجه بعد سقوط أعداد كبيرة من القتلى والضحايا منذ بداية الانتفاضة ضد النظام». وأضاف: «النظام لم يتعلم مما يجري حوله، فالثورة في تونس تمت قبل شهور، ولم ينتبه أحد ويبدأ إجراءات جدية للإصلاح، والأسد نفسه تحدث عن الإصلاح منذ أربع سنوات، ومع ذلك لم تتم أي إجراءات جدية على الأرض».
 
سوريا.. الأفضل ألا تجتمع الجامعة
طارق الحميد
من المقرر عقد اجتماع وزاري في الجامعة العربية غدا السبت، الهدف منه مناقشة الأزمة السورية، والملف الليبي، بعد سقوط معمر القذافي، حيث ينتظر أن تعيد الجامعة عضوية ليبيا المعلقة، وهذا أمر متوقع، بل تستحق ليبيا المساندة من كل العرب، وليس كما تفعل الجزائر اليوم مع المجلس الانتقالي الليبي، للأسف.
أما بخصوص الشأن السوري - وهنا بيت القصيد - ففي حال صدقت المعلومات التي سمعتها من مصدر عربي موثوق، فمن الأفضل ألا تجتمع الجامعة، والأجدى أيضا ألا يتحدث الوزراء العرب عن ملف الأزمة السورية. فالمعلومات الخاصة تقول إن هناك محاولة للخروج ببيان ضعيف، ومُرض لكل الأطراف.. بيان حمال أوجه. فيكفي - وبحسب المصدر - أن القطريين قد نجحوا في إقناع المندوب السوري بحضور الاجتماع، ومن باب أن العرب يدركون أن سوريا ليست ليبيا! وإن حدث ذلك فعلا، فهذا يعني أن العرب يرتكبون خطأ جسيما بحق السوريين العزل، وبحق أمن المنطقة ككل. فالنظام السوري ارتكب من الجرائم بحق السوريين مثل ما فعل القذافي بشعبه، بل إن السؤال هنا هو من سيجرؤ، من القادة العرب، أن يضع يده غدا في يد النظام الأسدي الملطخة أيديه بدماء السوريين؟
قد يقول قائل إن العرب قد فعلوها أيام الأسد الأب على الرغم من مجازر حماه، وفعلوها كذلك مع صدام حسين على الرغم من المجازر التي وقعت بحق الأكراد. وهذا كله صحيح، لكن الزمان غير الزمان، والظروف غير الظروف، فالرأي العام اليوم أكثر اطلاعا بما يدور حوله. كما - وهذا الأهم - أن المنطقة العربية شهدت اليوم، وفي ستة أشهر، سقوط ثلاثة زعماء عرب، واثنان في الطريق، وهما اليمني والسوري. لذا، فمن العبث أن تعرض الأنظمة العربية اليوم أمنها للخطر في محاولة لتلميع صورة نظام الأسد، خصوصا أن السوريين والعرب يرون أن الوحيدين الذين يدافعون عن النظام الأسدي هم الإيرانيون، على الرغم من كل فظائع نظام الأسد؛ بل حتى إيران بدأت تحاول الآن القيام بحملة علاقات عامة مع الشعب السوري، ومن خلال قناة «المنار» التابعة لحزب الله في لبنان، حيث تحدث الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في مقابلة بثتها المحطة حول ما يحدث في سوريا، وقال إنه «يجب أن يكون للشعب حق الانتخابات وحق الحرية»!
لذا، فإن المطلوب، والمفروض، ألا يقل أي بيان يصدر عن المجلس الوزاري للجامعة العربية تجاه سوريا عن نص البيان الرئاسي لمجلس الأمن تجاه النظام الأسدي، أو قرار حقوق الإنسان في جنيف، وكذلك نص خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التاريخي تجاه سوريا. وفي حال كان بيان الجامعة العربية أقل من البيانات الثلاثة، المشار إليها أعلاه، فإن ذلك يعني أن الجامعة العربية، التي كان يؤمل منها أن تعمد إلى سحب السفراء العرب من سوريا، وتجميد عضويتها، أصبحت تحاول تلميع صورة نظام الأسد الدموي الذي لا يختلف بأي حال من الأحوال عن معمر القذافي، وصدام حسين، وهذه بحد ذاتها جريمة بحق السوريين من دون شك.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,259,695

عدد الزوار: 6,984,496

المتواجدون الآن: 63