حلبجة جديدة... في سورية..بحق أطفال ونساء سورية، كما خذلت ثورة الحرية من قبل، وصمتت عن إراقة الدماء

بشّار الكيماوي... أكثر من 1300 قتيل و9000 مصاب في قصف بغاز السارين على غوطتي دمشق.. مجلس الأمن يعرب عن قلقه ويعتبر استخدام السلاح الكيميائي انتهاكاً للقانون الدولي

تاريخ الإضافة الجمعة 23 آب 2013 - 5:57 ص    عدد الزيارات 2596    القسم عربية

        


 

بشّار الكيماوي... أكثر من 1300 قتيل و9000 مصاب في قصف بغاز السارين على غوطتي دمشق.. مجلس الأمن يعرب عن قلقه ويعتبر استخدام السلاح الكيميائي انتهاكاً للقانون الدولي
(ا ف ب، رويترز، ا ش ا، وام، "المستقبل")
على رائحة جثث الأطفال الرضع والنساء والشيوخ والشباب والكهول وقد خنقهم كميائي الأسد استفاق ريف دمشق والعالم صباح أمس، في مجزرة مهولة أغرقت غوطتي العاصمة برائحة الموت حيث سقط أكثر من 1300 ضحية باختناق الأرواح بلا جراح ولا رصاص.
صحيح ان سوريا منذ ثارت ضد طاغية الشام تعيش مجازر يومية، الا ان مجزرة الأمس كانت الاشد هولاً وإيلاماً، فالسلاح المستخدم هذه المرة ليس تقليدياً، كما أن الهدف المتوخى هو إفهام العالم ان الاسد لن يتورع عن فعل أي شيء من أجل البقاء على كرسيه.
وعلى وقع هول الصور الكثيرة لضحايا المجزرة كان السؤال يكبر: هل سينجو الطاغية بفعلته الشنيعة هذه المرة كذلك؟ وإلى متى سيستمر العالم في غض النظر عن المجازر اليومية التي يرتكبها بشار الأسد بحق أطفال سوريا ونسائها وشيوخها وشبابها، مدعوماً من ايران و"حزب الله" وبتغطية من روسيا والصين؟
21 آب 2013 ليس تاريخاً عادياً. سنتذكره دائما يوماً خنق فيه بشار الكيماوي بغازاته السامة أرواحاً وأحلاماً بالآلاف فقط ليروي عطشه للسلطة.
فمع وصول اللجنة الدولية للتحقيق حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، وفي تحدّ مريب للعالم أجمع ومع الساعات الأولى من فجر أمس، قامت قوات الأسد بقصف الغوطتين الشرقية والغربية من ريف دمشق وعلى نطاق واسع بغاز السارين، ما أدى إلى حدوث مجازر كبيرة بين المدنيين، وتجاوز العدد 1300 ضحية.
فقد تعرضت عدة بلدات وقرى في الغوطة الشرقية لهذه المواد القاتلة التي تعمد النظام استعمالها لقتل كل ما هو حي في سوريا، وشمل القصف بالمواد الكيميائية بصواريخ انطلقت من جبل قاسيون، بلدات جوبر وزملكا وعين ترما وحزة ودوما وحرستا وكفر بطنا وعربين وغيرها من البلدات في الريف الدمشقي.
وغصت المستشفيات الميدانية في أنحاء الغوطة الشرقية بأكثر من 9000 مصاب المئات منهم في حالة خطرة، ويجدر التنويه إلى أن أكثر الإصابات من النساء والأطفال وحتى الكادر الطبي المسعف تأثر بالغازات السامة لعدم وجود الأقنعة الواقية الكافية ولا تزال أعداد المصابين تتوافد برغم العجز الطبي.
وأعلن القيادي في الائتلاف الوطني السوري جورج صبرة في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول ان "اكثر من 1300" شخص قتلوا في "هجوم كيميائي" قامت به قوات النظام في مدن وبلدات عدة من ريف دمشق.
واتهم المجتمع الدولي بأنه شريك النظام في قتل السوريين.
وقال "من يقتلنا ويقتل اطفالنا ليس النظام وحده. التردد الاميركي يقتلنا، صمت اصدقائنا يقتلنا، خذلان المجتمع الدولي يقتلنا، لامبالاة العرب والمسلمين تقتلنا، نفاق العالم الذي كنا نسميه حرا يقتلنا ويقتلنا ويقتلنا".
وبعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن أمس، اعلنت رئيسة مجلس الامن الدولي أمس ان اعضاء المجلس يريدون "كشف الحقيقة" حول اتهام النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية في ريف دمشق و"يرحبون بعزم" الامم المتحدة على التحقيق في هذا الامر.
وقالت سفيرة الارجنتين ماريا كريستينا برسيفال اثر جلسة مشاورات للمجلس "ينبغي كشف حقيقة ما حصل ومتابعة الوضع من كثب"، مضيفة ان "اعضاء المجلس يرحبون بعزم الامين العام على اجراء تحقيق معمق ومحايد".
وقالت برسيفال التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لشهر آب الجاري، إن أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم ازاء الأدعاءات وحقيقة ما حدث اليوم في دمشق، واتفقوا على أهمية أن تتم متابعة ما حدث بعناية.
وأضافت في تصريحات مقتضبة للصحافيين عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها المجلس بشأن سوريا أمس، أن "أعضاء المجلس اتفقوا على أن أي استخدام للسلاح الكيماوي من قبل اي طرف وتحت أي ظرف يمثل انتهاكاً للقانون الدولي".
وكرر أعضاء المجلس دعوتهم الى ضرورة وقف اطلاق النار والصراع الدائر في سوريا حاليا.
وقالت برسيفال للصحفيين "يسود بين أعضاء المجلس شعور قوي بالقلق من هذه المزاعم واحساس عام بضرورة الوضوح في ما حدث وانه يجب متابعة الوضع عن كثب."
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بين نحو 35 بلدا طالبت ان يقوم كبير محققي الأمم المتحدة آكي سيلستروم الذي يوجد فريقه في سوريا حالياً بالتحقيق في الحادث في أقرب وقت ممكن، غير ان دبلوماسيين للأمم المتحدة قالوا ان روسيا والصين عارضتا اي تعبيرات تطالب بإجراء تحقيق للأمم المتحدة.
وكان نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون أعرب عن أمله في أن تتمكن بعثة التحقيق الأممية في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سوريا من الحصول على موافقات السلطات المعنية هناك بالدخول الى منطقة غوطة دمشق وذلك من أجل التحقيق والتأكد من مزاعم وقوع هجوم كيماوي هناك.
وقال المسؤول الدولي عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول سوريا مساء، إن الأمين العام بان كي مون يشعر بالانزعاج الشديد والصدمة ازاء التقارير التي أفادت بوقوع هجوم كيماوي في ضاحية دمشق اليوم.
وأضاف في تصريحاته للصحافيين قائلا "نحن نأمل الحصول على موافقة السلطات السورية على دخول بعثة التحقيق الدولية بقيادة سلستروم الى المنطقة التي أفادت تقارير بوقوع هجوم كيماوي بها وحتى هذه اللحظة لم تحصل الأمم المتحدة على مثل هذا التصريح من قبل السلطات المختصة في سوريا".
وتابع الياسون قائلا "لقد رأينا التداعيات الإقليمية لهذا الصراع الذي ينبغي أن يتوقف، كما أن هناك تداعيات انسانية هائلة له، لكن اليوم نحن نتحدث عن امكانية استخدام أسلحة كيماوية".
وكان سفراء كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قد بعثوا برسالة مشتركة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن مزاعم وقوع هجوم كيماوي من قبل القوات الحكومية في غوطة دمشق اليوم. وذكر سفراء هذه الدول في رسالتهم أنه نظرا لخطورة التقارير ذات المصداقية والمتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في 21 أغسطس 2013 في ريف دمشق، فإنه أصبح من الضروري ان يتم التحقيق فيها على وجه السرعة.
وطلب مندوبو الدول الثلاث في رسالتهم الى الأمين العام "فتح تحقيق عاجل في هذه الادعاءات بأسرع وقت ممكن تحت رعاية الأمين العام للتحقيق في الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية والبيولوجية على النحو المستمد من الولاية التي وضعتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها الصادر في نوفمبر من عام 1987، و تقديم تقرير إلى الدول الأعضاء في أقرب وقت ممكن".
وحث مندوبو الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الأمين العام للأمم المتحدة على "بذل كل ما في وسعه لضمان تمتع البعثة بحق الوصول عاجلاً إلى جميع المواقع ومصادر المعلومات ذات الصلة".
وأثار مشهد مئات القتلى والمصابين في الغوطة في سوريا موجة عارمة من ردود الفعل الدولية.
وكانت المملكة العربية السعودية أول من طالب مجلس الامن الدولي بعقد اجتماع فوري أمس حول سوريا للخروج بقرار "واضح رادع يضع حدا للمأساة الانسانية" في هذا البلد.
وقال وزير الخارجية الامير سعود الفيصل ردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول الهجمات قرب دمشق "لقد آن لمجلس الامن الدولي أن يضطلع بمسؤولياته وان يتجاوز الخلافات بين اعضائه، ويستعيد ثقة المجتمع الدولي به، وذلك بعقد اجتماع فوري للخروج بقرار واضح ورادع يضع حدا لهذه المأساة الانسانية".
واضاف "نطالب كذلك وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذين يعقدون اجتماعاً طارئا في بروكسل بأن تشكل هذه الفاجعة الانسانية المحور الاساسي في مباحثاتهم".
وصرح الفيصل "اننا والعالم فجعنا بمشاهدة هذه المجزرة الانسانية البشعة والمروعة لعدد من المدن السورية وباستخدام السلاح الكيماوي المحرم دولياً وما نجم عنها من مئات الضحايا من المدنيين الابرياء معظمهم من النساء والاطفال وبدم بارد على مرأى ومسمع الضمير العالمي".
وختم قائلا ان السعودية "سبق ان حذرت مراراً وتكراراً المجتمع الدولي من حجم المآسي والمجازر الشنيعة التي يرتكبها نظام سوريا ضد شعبه وأبناء جلدته، وتحذر من أن استمرار التخاذل من شأنه ان يؤدي إلى المزيد من هذه المآسي".
واجتمع الأمير الفيصل في باريس أمس بوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي يزور فرنسا حالياً والمستشار كريستوفر هسكين مستشار المستشارة الألمانية انغيلا ميركل كلاً على حدة.
وقال متحدث باسم البيت الابيض أمس ان الولايات المتحدة ستتشاور مع شركائها في مجلس الامن الدولي بشأن التقارير عن استخدام اسلحة كيماوية في سوريا.
وقال المتحدث جوش ايرنست للصحفيين ان المسؤولين الاميركيين لم يتمكنوا بعد من التأكد بصورة مستقلة من التقارير عن استخدام مثل هذه الاسلحة في سوريا من قبل القوات الحكومية. وعبر البيت الابيض في بيان سابق عن القلق من التقارير ودعا الامم المتحدة الى اجراء تحقيق عاجل.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي "لا اتحدث عن خطوط حمراء. لم اناقش او اتحدث عن خطوط حمراء، لا احدد خطوطا حمراء ولا نتحدث عن خطوط حمراء اليوم".
وكان مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست طالب في وقت سابق بتحقيق "عاجل" تجريه الامم المتحدة وبتمكين المنظمة الدولية من "الدخول فورا" الى هذه المنطقة للقاء الشهود ومعاينة الضحايا.
واضافت بساكي "اعتقد اننا تحدثنا قبل اشهر عدة عن الخط الاحمر وعن كيفية تجاوزه"، في اشارة الى تصريحات البيت الابيض في حزيران التي اتهمت دمشق باستخدام سلاح كيميائي ضد معارضيها.
وتابعت المتحدثة بنبرة ساخرة "لكنني لست مخولة منذ وقت طويل برسم خطوط حمراء جديدة وبالتأكيد انني لن اقوم بذلك اليوم".
وقالت فرنسا وبريطانيا أمس، انه يجب السماح لمفتشي الامم المتحدة الموجودين حاليا في سوريا بصورة فورية بالوصول الى موقع هجوم مزعوم بالاسلحة الكيماوية.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للصحفيين في باريس "نأمل في منح فريق الامم المتحدة في دمشق دخولا فوريا وغير مقيد الى هذه المنطقة للبحث والتثبت من الحقيقة. لا يوجد سبب لعدم إتاحة دخولهم للموقع إذ انه لا يبعد اميالا كثيرة عن المكان الذي يعملون فيه حاليا."
واضاف هيغ قبل التوجه الى عشاء عمل مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس "اتمنى ان يوقظ ذلك بعض من يدعمون نظام الاسد لادراك طبيعته الاجرامية والهمجية."
ووصف فابيوس الذي تحدث في وقت سابق هاتفيا مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، الهجوم المزعوم بأنه "مأساة مروعة" لم يشاهد مثلها منذ مقتل الاف الاكراد العراقيين بالغاز على يد قوات صدام حسين في حلبجة في 1988 .
وأعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل أمس، انه في حال ثبتت الاتهامات باستعمال اسلحة كيميائية في سوريا فان الامر سيشكل "جريمة مرعبة".
ونقلت صحيفة "شتوتغارت تسايتونغ" الاقليمية عن ميركل قولها "في حال تم التحقق من هذه المعطيات فان الامر يتعلق بجريمة مرعبة". وطالبت ايضا بتوسيع مهمة خبراء الامم المتحدة وبتعاون النظام السوري.
وفي سياق آخر أعلن قائد الجيوش الاميركية الجنرال مارتن دمبسي في رسالة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها أمس، ان اي تدخل عسكري اميركي في سوريا لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة لان مقاتلي المعارضة السورية لا يدعمون المصالح الاميركية.
وفي رسالة الكترونية وجهها الاثنين الى النائب الديموقراطي اليوت انغل، شدد الجنرال دمبسي في مجال معارضته اي تدخل عسكري في سوريا ولو حتى محدودا، على تشتت المعارضة السورية وعلى ثقل المجموعات المسلحة المتطرفة داخل هذه المعارضة.
واضاف "اعتبر ان المعسكر الذي نختار دعمه يجب ان يكون مستعدا لتعزيز مصالحه ومصالحنا عندما تميل الدفة لمصلحته. الوضح حاليا ليس كذلك".
وتابع "بإمكاننا ان ندمر الطيران السوري" المسؤول عن العديد من عمليات قصف المدنيين، لكنه تدارك "لن يكون الامر حاسماً على صعيد عسكري، بل سيدخلنا حتماً في النزاع"، مضيفاً انه في حال "تمكنت القوة الاميركية من تغيير التوازن العسكري (في سوريا) فهي لن تكون قادرة على حل المشاكل الاتنية والدينية والقبلية التاريخية التي تغذي النزاع".
واشار الى ان الاضطرابات في سوريا "ذات جذور عميقة". وقال ايضا انه "نزاع طويل الامد بين فصائل متعددة والصراع العنيف لتولي الحكم سيستمر بعد نهاية حكم الاسد"..
دعوات سورية وعربية الى انعقاد مجلس الأمن والأسد يستظل بدعم روسي
مجزرة غازات سامة في الغوطتين الدمشقيتين والضحايا بالآلاف
فقدت كلمة مجزرة معناها في سوريا.. وباتت الإبادة روتيناً يومياً يمارسه طاغية الشام وزبانيته، يحميه طغاة آخرون في موسكو وطهران ويعاونه مليشيات من لبنان والعراق، ويسكت عنه مجتمع دولي ممالق وشيطان شريك في الجريمة.
الضحايا فاقوا كثيراً المئة وخمسين ألفاً، وكأن الموت نزهة في هذا البلد المثخن بالجراح... الجرحى والمعوقون بمئات الآلاف، ينتظرون علاجاً ليس من أنواع العلاج المعروفة طبياً، إنما علاج يستأصل طاغية الشام كي يتوقف القتل اليومي.
لكن الأمس كان أصعب الأيام وأكثرها همجية... ساعات طويلة من القصف من الجو وبالمدفعية الثقيلة والصواريخ، المحملة بغاز السارين، طاولت الغوطة الشرقية ومدينتي دوما والمعظمية في الغوطة الغربية، والمحصلة الأولية فاقت 1360 شهيداً ونحو 6 آلاف مصاب.
الصور التي ملأت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي أولاً، ثم خوادم الصور في وكالات الأنباء العالمية، كافية ولا تحتاج الى شرح... الأصعب كان لقطات الفيديو التي بثت على "اليو تيوب" و"الفايسبوك"، خصوصاً لأطفال قضوا، وآخرين يحتضرون، وكأن ضمير العالم كله احتضر.
من الجدير ذكره، أن جريمة قصف الغوطة الشرقية وبعض مناطق الغوطة الغربية بالغازات السامة، جرت مع بدء فريق خبراء الأسلحة الكيميائية التابع للأمم المتحدة عمله، للتحقيق في حالات استخدام الأسلحة الكيماوية!!
الإبادة
عدد الشهداء لم يستقر على رقم... كلما تقدم الوقت زاد، وكأن الموتى يسابقون الزمن. حتى بعد ظهر أمس وصل العدد وفق "لجان التنسيق المحلية في سوريا" إلى 1360 شهيدا بينهم عشرات الاطفال والسيدات، وقد توزعوا على النحو التالي:
400 شهيد في زملكا؛ 300 شهيد في حموريه؛ 150 شهيداً في دوما؛ 150 شهيداً في كفربطنا؛ 75 شهيداً في عين ترما؛ 105 شهداء في المعضمية وداريا؛ 69 شهيداً في سقبا؛ 63 شهيداً في عربين؛ 16 شهيداً في جسرين؛ 5 شهداء في حرستا، فضلاً عن مئات الإصابات. وتجدر الإشارة إلى أن أعداد الشهداء في تزايد جراء النقص الحاد في الكوادر الطبية والأدوية.
وتحدثت لجان التنسيق عن "استخدام وحشي للغازات السامة من قبل النظام المجرم على بلدات في الغوطة الشرقية" فجر أمس. واضافت ان "النظام وجه باجرام لا يوصف اسلحته الكيماوية ضد العائلات في تلك المناطق ليختنق الأطفال في أسرتهم ولتغص المشافي الميدانية بمئات الاصابات في ظل نقص حاد باللوازم الطبية الكافية لاسعافهم وخاصة مادة الاتروبين".
"الهيئة العامة للثورة السورية" قالت في بيان إنه قرابة الساعة الثالثة من فجر أمس، "قامت قوات النظام بقصف مناطق واسعة من الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية، وقصف معضمية الشام في الغوطة الغربية بصواريخ كيميائية ايضاً".
وأضافت، "توجهت مئات الحالات إلى المشافي الميدانية المختلفة في بلدات الغوطة الشرقية وحتى الكادر الطبي المسعف تأثر بالغازات السامة نتيجة عدم وجود أقنعة واقية واستشهد الكثير من المصابين نتيجة عدم وجود العلاجات المناسبة والكم الهائل للمصابين".
وبث ناشطون أشرطة فيديو عدة على موقع "يوتيوب" الالكتروني يظهر في أحدها اطفال يتم اسعافهم عبر وضع اقنعة اكسجين على وجوههم وهم يتنفسون بصعوبة، بينما اطفال آخرون في شريط آخر يبدون مغمى عليهم من دون آثار دماء على اجسادهم، ويعمل مسعفون او اطباء على رش الماء عليهم بعد نزع ملابسهم وتمسيد وجوههم وصدورهم.
وتبدو في أحد الاشرطة عشرات الجثث بعضها لاطفال مغطاة جزئيا باغطية بيضاء ممددة على ارض غرفة. في حين يصرخ المصور "إبادة مدينة معضمية الشام بالسلاح الكيميائي". ووسط حالة واضحة من الهلع، يسال المصور احدهم "اهلي؟ ابي وامي؟ اين هم؟".
ودعا "المرصد السوري لحقول الانسان" اللجنة الدولية الخاصة بالتحقيق في استخدام الاسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا الى "زيارة المناطق المنكوبة والعمل على ضمان وصول المساعدات الطبية والاغاثية لهذه المناطق في اسرع وقت ممكن" والتحقيق في ما ينقله الناشطون عن استخدام السلاح الكيميائي.
وافاد صحافيون في وكالة "فرانس برس" وسكان أن أصوات القصف تسمع في كل أنحاء العاصمة، وأن سحابة دخان كبيرة تشاهد فوق مناطق الريف القريبة من دمشق.
العلاجات المطلوبة لمعالجة المصابين لم تكن متوافرة بكثرة.. غالبية المصابين قضوا اختناقاً لأن العلاج كان يتم بشكل بدائي. وحواجز قوات الطاغية بشار الأسد التي تحاصر الغوطة الشرقية ومدينتي دوما ومعظمية الشام في الغوطة الغربية، حالت دون نقل أي من المصابين من المنطقة المحاصرة، وسط قصف عنيف تواصل بعد جريمة القصف بالكيميائي.
وقال بيان عن "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة في سوريا" بشأن المجزرة، "لقد قامت طائرات النظام بالإغارة على مناطق جوبر؛ زملكا؛ عين ترما؛ كفربطنا؛ دوما، حرستا، في شرق دمشق وكذلك المعضمية وداريا غرباً، بالتزامن مع قصف سائر تلك المناطق بالدبابات وراجمات الصواريخ، في حملة استهدفت مناطق مدنية دون تمييز، واستخدمت فيها أسلحة كيميائية، بينما تعج النقاط الطبية والمشافي الميدانية حالياً بالمئات من المصابين في ظل حصار ونقص في المواد الطبية يتطلب تدخلاً إنسانياً عاجلاً". أضاف "لقد اختار نظام الأسد، بكل وقاحة وصفاقة، ضرب الغوطة الشرقية بالسلاح الكيميائي اليوم (أمس) بالتزامن مع بدء عمل لجنة التحقيق (الدولية حول استخدام الكيميائي في سوريا)، في محاولة لخلط الأوراق وتشتيت عمل اللجنة، وفعل ذلك، وهو يحشد قواته ودباباته على جبهتي المعضمية وجوبر، في خطوة أولى يسعى من خلالها للسيطرة على الغوطة الشرقية المحررة، مهدداً بذلك حياة أكثر من 1.6 مليون نسمة بعد أكثر من عام على حصار يزداد شدة كل يوم".
ووصفت منظمة "مجتمع أفاز" ما جرى بأنه أكبر مجزرة في تاريخ سوريا الحديث، واصفة بشار الأسد بأنه "هولاكو يبيد أهالي دمشق بالكيماوي، وذلك في سياق عريضة باشر مجتمع آفاز في جمع تواقيع لإدانة "أكبر مجزرة" في تاريخ سوريا. وقالت إن "الاسد مجرم ديكتاتور دمر سوريا مهد الحضارات وكل العالم يتفرج.. نطلب منكم وقفة تضامن مع الشعب السوري".
المعارضة السورية
في ردود الفعل، سورياً؛ اتّهم "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" المجتمع الدولي بالمشاركة مع النظام في قتل الشعب السوري بسبب صمته وعجزه. وقال الائتلاف في بيان له حول المجزرة:
"بدم بارد نفذ نظام القتل والتدمير، نظام بشار الأسد مجزرة جديدة ضد أهلنا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ذهب ضحيتها مئات من الضحايا المدنيين العزل، بينهم مئات الأطفال والنساء والشيوخ، إضافة لآلاف من المصابين. وجاءت الجريمة الجديدة ترجمة مباشرة لأقوال رأس النظام الأخيرة في أنه سيستخدم كل الوسائل في حربه على الشعب الذي يصفه بـ"الإرهاب" و"الجماعات التكفيرية" وهي تعبيرات درج النظام على استعمالها في إطار حملة تضليل وكذب مستمرة منذ بدء ثورة السوريين عام 2011.
وتأتي مجزرة الغوطة الشرقية لتؤكد على ضرورة وضع العالم بدوله وهيئاته والرأي العام العالمي أمام مسؤولياتهم في التعامل مع نظام يضرب بكل القيم والقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط، مصراً على المضي في طريقه الدموي الذي خلف كارثة إنسانية، لم يحدث مثلها بعد الحرب العالمية الثانية، كارثة إنسانية وصلت إلى نحو مليون قتيل وجريح ومفقود، ونحو عشرة ملايين هجروا بيوتهم بينهم نحو خمسة ملايين غادروا سوريا وأغلبهم صاروا لاجئين في دول الجوار السوري، إضافة الى تدمير واسع للممتلكات العامة والخاصة وموارد عيش السوريين.
إن الائتلاف الوطني وكل قوى الثورة والمعارضة المنضوية فيه هيئاته بما فيها رئاسة الائتلاف، التي تسعى إلى إقامة نظام ديموقراطي، يوفر الحرية والعدالة والمساواة للسوريين كافة. إذ تدين المجزرة، كما تدين كل عمليات النظام المستمرة في القتل والتدمير اليومي المتواصل على المدن والقرى السورية، تطالب المجتمع الدولي وخاصة هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول الكبرى والدول الصديقة للشعب السوري الخروج من ترددها، وأخذ دورها في إجبار النظام لوقف حربه على السوريين من خلال إجراءات ملموسة في مقدمتها:
ـ دعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد واتخاذ قرار بوقف العمليات العسكرية للنظام بما فيها استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري تحت البند السابع.
ـ تأمين حماية دولية للسوريين وفرض منطقة حظر جوي.
ـ توفير دعم ومساعدة مادية جدية لاغاثة السوريين ومساعدتهم على تجاوز الكارثة الإنسانية التي أوصلهم إليها النظام، وفتح ممرات آمنة لوصول الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة وبخاصة في ريف دمشق والغوطة وحمص.
ـ الضغط الجدي على الدول التي تقدم مساعدات عسكرية واستخبارية واقتصادية وبشرية للنظام وممارساته في القتل والتدمير وبخاصة روسيا وإيران والعراق.
ـ إدانة الوجود العسكري الإيراني وقوات "حزب الله" اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية وقوات المرتزقة التي تقاتل مع النظام، وإجبارها على الخروج من سوريا.
ـ إن الائتلاف الوطني ورئاسته يشددان على ضرورة التحرك الدولي السريع لاتخاذ كل الإجراءات السياسية والعملية لوقف حرب النظام على السوريين، والمساعدة في تحقيق مطالبهم المشروعة في الحرية والسلام والعيش الكريم.
ووزع الائتلاف بيانا آخر وقّع عليه رئيسه أحمد الجربا، رأي فيه أن فشل مجلس الأمن "في الاضطلاع بمسؤولياته تجاه الوضع في سوريا يطرح سؤالاً حول مغزى وجود هذا المجلس في المقام الأول، ويعبر عن عجز أعضائه، ويضع ما بقي من شرعية هذا الكيان في مهب الريح".
ودعا الائتلاف "الدول الأصدقاء للشعب السوري للتحرك الفوري، دون انتظار الفيتو الروسي الذي يغطي مجازر النظام منذ بدء الثورة". وقال "لقد بات لزاماً أن تتضافر الجهود الدولية الصديقة بما يفضي إلى بناء تحالف جاد لإنهاء هذه المأساة، وكف يد النظام عن قتل الأبرياء، ووقف مجازره المتتالية بحقهم".
وطالب الائتلاف "لجنة التحقيق الدولية بالتوجه فوراً نحو تلك المناطق التي استهدفتها قوات الأسد بأسلحة كيميائية، حسب التقارير والصور التي نشرها ناشطون من المكان (...) والقيام بما من شأنه توثيق هذه الجريمة وجمع الأدلة والشهادات مباشرة من عين المكان، الذي لا يبعد سوى بضعة كيلومترات عن مقر إقامة اللجنة، ووضع تقريرها أمام المجتمع الدولي كحجة دامغة ودليل حاسم، لا يمكن استمرار الموقف الدولي بعده على النحو الذي سارت عليه الأمور طوال أكثر من سنتين".
واعتبر البيان أن "توجّه لجنة التحقيق إلى هذه المناطق خلال الساعات القليلة القادمة يمثل أولوية قصوى لا مجال لتأجيلها تحت أي ذريعة أو مبرر يقدمه النظام، كما أن عدم دخول لجنة التحقيق اليوم إلى تلك المناطق سيكون فشلاً للمهمة لحظة بدئها، وجريمة إضافية بحق المدنيين السوريين".
وخاطب البيان "شعوب وحكومات العالم الحر"، قائلا "إن المواقف الدولية المتراخية مع نظام الأسد رغم كل الجرائم التي يقوم بها خذلت..
مجزرة غازات سامة في الغوطتين الدمشقيتين والضحايا بالآلاف
أطفالا ونساء سورية، كما خذلت ثورة الحرية من قبل، وصمتت عن إراقة
دماء الأبرياء على يدي نظام فاجر ظالم مستبد، قتل البشر والشجر والحجر، على مر عامين ونصف. يناشد الائتلاف باسم الشعب السوري جميع أحرار العالم مطالباً إياهم التحرك لإيقاف الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها نظام الأسد، وفك الحصار الهمجي الخانق عن المدن والقرى في سوريا".
وقال القيادي في الائتلاف ورئيس "المجلس الوطني السوري" جورج صبرة في مؤتمر صحافي في اسطنبول "من يقتلنا ويقتل اطفالنا ليس النظام وحده. التردد الاميركي يقتلنا، صمت اصدقائنا يقتلنا، خذلان المجتمع الدولي يقتلنا، لامبالاة العرب والمسلمين تقتلنا، نفاق العالم الذي كنا نسميه حرا يقتلنا ويقتلنا ويقتلنا". وأضاف "اذا ادار العالم ظهره لنا بهذا الشكل فلماذا نبقي وجهنا له؟ نحن ايضا يمكن ان ندير ظهورنا لعالم يتشدق بالحرية والديموقراطية ولا يفعل شيئا لهما، عالم يدعي التمسك بحقوق الانسان ويتخلى عن حمايتها والدفاع عنها، عالم يدعي اهتمامه بصنع الحياة ويكتفي بالتفرج على صناع الموت".
واعتبر ان "النظام السوري يسخر من الامم المتحدة والقوى العظمى والدول الكبرى عندما يضرب اطراف دمشق بالسلاح الكيميائي اثناء حضور لجنة التحقيق الدولية، وهي على بعد خطوات من الضحايا والمناطق المنكوبة. فاين هو المجتمع الدولي واين هيبته وكرامته واي عالم نعيش فيه ليس فيه رادع للمجرمين والقتلة؟".
ورأى صبرة ان "الظلال التي تلقيها هذه المجازر على الاوضاع في سوريا لا تبشر بالخير بل تنذر بشر مستطير ليس في سوريا وحدها بل على امتداد المنطقة".
واكد ان "اي حديث عن مؤتمر جنيف 2 وعن المشاريع السياسية لا يمكن ان يستمر مع استمرار هذه المجازر"، و"ما يجري يطلق رصاصة الرحمة على كل هذه الجهود السياسية السلمية ويجعل الحديث عنها نوعا من العبث".
وجدد باسم الائتلاف المطالبة بـ"جهود دولية سياسية ودعم عسكري مباشر لوقف اعمال القتل"، قائلا "ايها العالم اوقف ذبح السوريين وخنق اولادهم بالغازات السامة. نحن لا نرجوك نطلب منك طلبا هو حقنا وواجب عليك".
كما طالب بـ"بمنطقة حظر جوي تكون ملجأ للفارين من جحيم الموت وبتدخل فوري لحماية ارواح الناس" في ريف دمشق، و"بسلاح فوري للجيش الحر كما ونوعا ليتمكن من الدفاع عن المدنيين"، منذرا بانه "بلغ السيل الزبى".
مواقف عربية
عربياً، كان الموقف الأبرز للمملكة العربية السعودية التي طالبت مجلس الامن الدولي بعقد اجتماع فوري أمس حول سوريا للخروج بقرار "واضح رادع يضع حدا للمأساة الانسانية" في هذا البلد.
وقال وزير الخارجية الامير سعود الفيصل ردا على سؤال لوكالة "فرانس برس" بشأن المجزرة "لقد آن لمجلس الامن الدولي أن يضطلع بمسؤولياته وان يتجاوز الخلافات بين اعضائه، ويستعيد ثقة المجتمع الدولي به، وذلك بعقد اجتماع فوري للخروج بقرار واضح ورادع يضع حدا لهذه المأساة الانسانية".
واضاف "نطالب كذلك وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذين يعقدون اجتماعاً طارئا في بروكسل بأن تشكل هذه الفاجعة الانسانية المحور الاساسي في مباحثاتهم".
وصرح الفيصل قائلاً "اننا والعالم فجعنا بمشاهدة هذه المجزرة الانسانية البشعة والمروعة لعدد من المدن السورية وباستخدام السلاح الكيماوي المحرم دولياً وما نجم عنها من مئات الضحايا من المدنيين الابرياء معظمهم من النساء والاطفال وبدم بارد على مرأى ومسمع الضمير العالمي".
وختم قائلا ان السعودية "سبق وان حذرت مرارا وتكرارا المجتمع الدولي من حجم المآسي والمجازر الشنيعة التي يرتكبها نظام سوريا ضد شعبه وأبناء جلدته، وتحذر من أن استمرار التخاذل من شأنه ان يؤدي إلى المزيد من هذه المآسي".
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي دعا مفتشي الأمم المتحدة إلى التحقيق على الفور في التقارير حول الهجوم بأسلحة كيماوية قرب العاصمة السورية.
وقالت الوكالة "استغرب الأمين العام في بيان له اليوم (امس) وقوع هذه الجريمة النكراء أثناء وجود فريق المفتشين الدوليين التابع للأمم المتحدة في دمشق والمكلف التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية. وطالب فريق المفتشين بالتوجه فورا إلى الغوطة الشرقية للاطلاع على حقيقة الأوضاع والتحقيق حول ملابسات وقوع هذه الجريمة التي تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الانساني".
الوكالة نفسها بثت تقريرا كتبه محمود الشناوي من مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط، قال فيه "يبدو أن نظام بشار الأسد الذي يدير مذبحة لاهوادة فيها ضد شعبه منذ أكثر من عامين، يجيد الصيد في الماء العكر الذي لا تتضح فيه معاني الأشياء بسبب ما يموج داخله من رواسب، وما يغلفه من ضبابية لا توفر رؤية واضحة وحقيقية لطبائع الأحداث، ولا تنتج رأيا صائبا بشأنها". وأضاف، "وتأتي مجزرة الريف الدمشقي التي ارتكبها جنود بشار الأسد بدم بارد في الساعات الأولى من صباح اليوم (أمس) لتكشف الحجاب عن الكثير من الوجوه وتعري المواقف المتناقضة من جانب القوى الدولية، سواء المؤيدة لنظام بشار أو تلك التي تبدي معارضة مرتبكه له".
مواقف غربية
أوروبياً، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم أمس، أن الرئيس فرنسوا هولاند يعتزم الطلب من الأمم المتحدة التوجّه إلى موقع يشتبه أن الجيش السوري استخدم فيه السلاح الكيميائي في ريف دمشق.
وقالت بلقاسم في تصريح صحافي، إن الرئيس هولاند أعرب عن عزمه الطلب من الأمم المتحدة الطلب من فريق المحققين التوجه إلى مواقع الهجوم.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان على الأمم المتحدة أن تفتح تحقيقا فوريا في مزاعم استخدام سلاح كيماوي في هجوم قرب العاصمة السورية.
وأكد للصحافيين على هامش اجتماع طارئ لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي لبحث الموقف في مصر "ما تطلبه فرنسا هو ان تفتح هذه البعثة الموجودة تحقيقا فورا".
وقالت إن هولاند طلب من مفتشي الامم المتحدة زيارة موقع الهجوم.
وفي لندن، اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بريطانيا ستحيل ما اعلنته المعارضة السورية عن مقتل 650 شخصا في هجوم كيميائي قرب دمشق الى مجلس الامن الدولي.
وقال هيغ "اشعر بقلق شديد اثر التقارير التي تشير الى سقوط مئات القتلى وبينهم اطفال في عمليات قصف وهجوم بالاسلحة الكيميائية استهدف مناطق للمعارضين بالقرب من دمشق". واضاف ان "المملكة المتحدة ستثير هذا الحادث امام مجلس الامن الدولي".
وقال هيغ "ادعو الحكومة السورية الى السماح فورا لفريق الامم المتحدة الذي يحقق حاليا في
ادعاءات سابقة باستخدام اسلحة كيميائية بالتوجه الى منطقة"الهجوم. واوضح ان "هذه الادعاءات غير مؤكدة ونسعى الى الحصول بشكل عاجل على المزيد من المعلومات التي ان تأكدت صحتها فانها ستشكل تصعيدا مروعا في استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا". واضاف "على الذين امروا باستخدام الاسلحة الكيميائية والذين يستخدمونها ان لا يشكوا لحظة في اننا سنفعل كل شيء لكي يحاسبوا جميعا على ذلك".
ودعا وزير الخارجية السويدي كارل بيلد حكومة نظام الأسد الى السماح "بصورة عاجلة" لمحققي الامم المتحدة من معرفة ما اذا كان النظام استخدم اسلحة كيميائية.
وكتب بيلد على تويتر "يجب السماح لمحققي الامم المتحدة من الوصول الى المكان الذي تعرض لهجمات محتملة بالاسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق".
ودعا متحدث باسم وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون الى اجراء تحقيق "فوري ومعمق" في الشبهات حول استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية في احدى ضواحي دمشق. وقال المتحدث في بيان "اطلعنا بقلق كبير على المعلومات المتعلقة بالاستخدام المحتمل لاسلحة كيميائية من قبل النظام السوري. يجب ان يجرى تحقيق فوري ومعمق حول هذه الاتهامات". واضاف ان "الاتحاد الاوروبي يعيد التأكيد ان اي استخدام للاسلحة الكيميائية من قبل اي طرف في سوريا، سيكون غير مقبول على الاطلاق".
وقال الاتحاد الاوروبي ان من الضروري ان تتوافر لمهمة خبراء الامم المتحدة الموجودة في سوريا من اجل اجراء تحقيق حول الاسلحة الكيميائية "امكانية الوصول الشامل ومن دون عقبات الى جميع المواقع على الاراضي السورية".
ورأى وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الموجود في بروكسل للمشاركة في اجتماع لوزراء الخارجية حول مصر، ان هذه الاتهامات "الخطيرة جدا" يجب ان تتأكد او تدحض "في اقرب وقت ممكن". وقال "نطالب بأن تتوافر لخبراء الاسلحة الكيميائية الموجودين في سوريا امكانية التحقق منها على الفور".
تركيا
ودعت تركيا الأمم المتحدة الى التحقيق بمزاعم استخدام القوات الحكومية السورية السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية بريف دمشق. ونقلت صحيفة "زمان" عن بيان للخارجية، ان "تركيا تتابع بقلق عميق التقارير عن استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية"، مضيفة أنه "ينبغي توضيح هذه المزاعم فوراً".
وطالبت أنقرة فريق الأمم المتحدة في دمشق التحقيق بهذه المزاعم. وقال البيان، إن أنقرة "تعتبر أنه لأمر محتوم أن يظهر المجتمع الدولي موقفاً ضرورياً ويرد على الوحشية غير المقبولة.. والجرائم ضد الإنسانية".
واشنطن غير واثقة
اللافت في المواقف الدولية كان أميركيا، إذ زعم مسؤول كبير بأنه لا يوجد تأكيد رسمي بحصول هجوم كيميائي جديد في سوريا.
وقال المسؤول الأميركي الذي رفض الكشف عن اسمه، لشبكة "سي ان ان" الأميركية، إنه "ما من تأكيد رسمي على استخدام السلاح الكيمائي مؤخراً في سوريا"، ولكنه شدّد على أنه "بحال اتضاح صحة هذه التقارير، فإن ذلك سيوفر دليلاً إضافياً على الفظائع الوحشية لنظام يائس ولرجل يائس"، في إشارة إلى الأسد.
روسيا تعمم موقف الأسد
وضمن المتوقع، عممت موسكو موقف النظام السوري، ونقلت وكالة "انترفاكس" للانباء ان السفير السوري لدى روسيا رياض حداد نفيه استخدام اسلحة كيميائية. وقال "هذا ليس صحيحا... كل المعلومات عن هذا الأمر مفبركة وتهدف الى تضليل المفتشين الدوليين".
وفي الموقف الخاص بموسكو، دعت وزارة الخارجية الروسية الى تحقيق "نزيه واحترافي" في التقارير عن هجوم كيميائي. وقالت في بيان ان "هذا كله يدفعنا للتفكير باننا مجددا امام عمل استفزازي مخطط له مسبقا".
ونفى نظام الأسد عبر اعلامه الأمر. ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام عن مصدر اعلامي ان "لا صحة اطلاقا للانباء حول استخدام سلاح كيميائي فى الغوطة. وما تبثه القنوات (...) الشريكة فى سفك الدم السوري ودعم الارهاب عار من الصحة وهو محاولة لحرف لجنة التحقيق الخاصة بالسلاح الكيميائي عن انجاز مهامها".
وقال مصدر امني من النظام السوري ردا على سؤال لوكالة "فرانس برس" ان ما نشر "كلام اعلامي كاذب، لا صحة له"، مضيفا "كل يوم، هناك معارك، والامر ليس جديدا. هناك عمليات في كل المناطق، ومطاردة المجموعات المسلحة مستمرة".
كما نفت قيادة جيش الأسد، استخدام الأسلحة الكيميائية. وقالت في بيان، "إن قنوات الفتنة والتضليل وسفك الدم السوري قامت كعادتها بالادّعاء كذباً أن الجيش العربي السوري استخدم اليوم الأسلحة الكيماوية في مناطق ريف دمشق".
 

 

مذبحة الغوطتين
واشنطن- جويس كرم؛ نيويورك - «الحياة»
لندن، دمشق، الرياض، باريس، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - عادت سورية أمس إلى صدارة الاهتمام الدولي والإقليمي بعد مذبحة في الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق، بعدما اتهمت المعارضة قوات نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام السلاح الكيماوي في قصف غير مسبوق استخدمت فيه صواريخ أرض - أرض أدت إلى مقتل أكثر من 1360 شخصاً وإصابة نحو ستة آلاف، معظمهم من الأطفال.
وأثارت «مذبحة الغوطتين» ردود فعل دولية وعربية مستنكرة، تُوجت بعقد اجتماع لمجلس الأمن وسط مطالب بتوجه الفريق الدولي للتحقيق باستخدام «الكيماوي» فوراً إلى مكان المجازر، بعد انفراد موسكو بموقفها، معتبرة ذلك «استفزازاً مدبرا». وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن صدمته للتقارير عن الهجوم، وقال في بيان إن رئيس فريق مفتشي الأسلحة الكيماوية الموجود في دمشق البروفسور السويدي آكي سيلستروم، يتباحث مع الحكومة السورية بشأن هذه التقارير واحتمال توجه فريقه إلى المناطق التي تعرضت للهجوم.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في بيان: «آن لمجلس الأمن أن يضطلع بمسؤولياته وأن يتجاوز الخلافات بين أعضائه، ويستعيد ثقة المجتمع الدولي به، وذلك بعقد اجتماع فوري للخروج بقرار واضح ورادع يضع حداً لهذه المأساة الإنسانية». وأضاف: «نطالب كذلك وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين يعقدون اجتماعاً طارئاً في بروكسيل بأن تشكل هذه الفاجعة الإنسانية المحور الأساسي في مباحثاتهم».
وفي القاهرة، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مفتشي الأمم المتحدة إلى التحقيق على الفور في الهجوم، فيما قالت وزارة الخارجية التركية إنه إذا تبين استخدام النظام «الكيماوي» فلن يكون هناك «مفر أمام المجتمع الدولي من اتخاذ الموقف اللازم وتقديم الرد المناسب على الهمجية والجريمة ضد الإنسانية».
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق «فوري وواف» في الهجوم الكيماوي، في حين قال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية فينسان فلورياني: «لا بد من محاسبة مرتكبي تلك الأفعال التي لا تغتفر». واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريح من بروكسيل، أنه إذا تأكدت المعلومات المتعلقة فسيكون ذلك «عملاً وحشياً غير مسبوق». وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على أن بلاده ستحاول محاسبة من استخدم الأسلحة الكيماوية أو أمر باستخدامها. وودعا البيت الأبيض أمس الى “تحقيق دولي عاجل في الاتهاماتوالتقارير التي تناولت «مقتل مئات المدنيين في القصف ومن ضمنه استخدتم السلاح الكيماوي». ودعت واشنطن النظام «اذا لم يكن لديه ما يخفيه» الى السماح للفريق الدولي «بشكل كامل الاطلاع على مكان الاعتداء»
وأصدر نائب الناطق باسم البيت الأبيض جوش ايرنيست بيانا أكد فيه أن «الولايات المتحدة قلقة للغاية حول التقارير عن مقتل المئات من المدنيين السوريين في اعتداء على يد قوات الحكومة السورية، وضمن ذلك استخدام السلاح الكيماوي قرب دمشق» أمس.
وأضاف أن واشنطن «تعمل وبشكل عاجل على جمع مزيد من المعلومات».
وقال البيت الأبيض أن الولايات المتحدة «تدين أي استخدام للسلاح الكيماوي» وتدعو الى محاسبة الفاعلين، وأشار الى أن واشنطن «تدعو رسميا الأمم المتحدة الى التحقيق في هذه الاتهامات...والفريق الدولي للمنظمة في سورية مستعد للقيام بهذا الأمر». واعتبر أن مصداقية هذا التحقيق تتطلب اعطاء الفريق حرية الوصول الى شهود عيان ومتضررين وجمع أدلة من دون تدخل أو تلاعب من قبل الحكومة السورية». وأضاف البيان أنه «اذا لم يكن لدى الحكومة السورية أي شييء لاخفائه واذا كانت ملتزمة تحقيق ذات مصداقية وغير منحاز فعليها تسهيل عمل فريق الأمم المتحدة وافساح المجال بالكامل له الى موقع الاعتداء».
ولم يأت البيان على ذكر «الخط الأحمر» الذي وضعه الرئيس الأميركي باراك أوباما في شأن استخدام السلاح الكيماوي، وكان أعلن عنه تحديداً في ٢٠ آب (أغسطس) العام الماضي. ولاحظ مراقبون أن المجازر جاءت بعد أيام على وصول فريق الأمم المتحدة إلى دمشق وبعد حملة إعلامية يشنها الإعلام الحكومي السوري منذ أيام عن «تجاوزات» مقاتلي «الجيش الحر» في منطقة اللاذقية.
وكانت المعارضة السورية أعلنت أن أكثر من 1360 شخصاً، معظمهم من الأطفال، قُتلوا في مجازر ارتكبتها قوات الأسد بقصف مناطق سكنية في الغوطتين بصواريخ وقذائف مزودة غازات كيماوية سامة. وأكد شهود عيان أن قوات النظام بدأت حملة قصف «غير مسبوقة» ليل الثلثاء - الأربعاء من مطار المزة العسكري وجبل قاسيون على الغوطة الشرقية.
ودعا «الائتلاف» مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد فوراً لـ «إدانة جرائم النظام الجماعية بحق المدنيين من أبناء الشعب السوري وإصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بحماية الأمن والسلم الدوليين». وطالب في بيان بـ «تأمين حماية دولية للسوريين وفرض منطقة حظر جوي وفتح ممرات آمنة لوصول الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة». وقال رئيس «المجلس الوطني السوري» جورج صبرة في مؤتمر صحافي دعا إليه «الائتلاف» في إسطنبول، إن «ما يجري يطلق رصاصة الرحمة على كل الجهود السياسية السلمية ويجعل الحديث عنها نوعاً من العبث».
واعتبر قائد «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس إن المجزرة «جاءت رداً على بطولات الجيش الحر في الغوطة وصموده أمام محاولات قوات الأسد وحزب الله اقتحام بلداتها على رغم كثافة النيران»، مؤكداً أن «النظام استخدم الكيماوي عبر صواريخ أرض-أرض أطلقها من مطار المزة العسكري».
من جهتها، نفت قيادة الجيش النظامي استخدام «الكيماوي»، لكنها أكدت في بيان نشرته «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) «على استكمال مهماتها الوطنية في مواجهة الإرهاب أينما كان على تراب الجمهورية».
وفي نيويورك تكثفت ردود الأفعال في الأمم المتحدة على التقارير عن استخدام الأسلحة كيماوية وكان ملفتاً تولي الولايات المتحدة، بدلاً من الاعتماد على حلفائها، قيادة التحرك في مجلس الأمن الى جانب بريطانيا وفرنسا ولوكسمبورغ وأستراليا وكوريا الجنوبية والدعوة الى جلسة طارئة لمجلس الأمن كانت مقررة بعد ظهر أمس بتوقيت نيويورك.
وترافق الإعداد لجلسة المجلس مع توجيه رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمبادرة من بريطانيا ودعم من مجموعة من الدول بينها أعضاء في مجلس الأمن والمملكة العربية السعودية تطالبه «بتحرك من الأمين العام وأن يوجه لجنة التحقيق الدولية الموجودة في سورية لتشمل تحقيقاتها الجرائم الأخيرة» في الغوطة، وفق ما أكد لـ»الحياة» السفير السعودي عبدالله المعلمي.
وجاء في طلب الدول الست لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن «رأينا تقارير مروعة جداً عن وقوع قتلى بأعداد كبيرة بمن فيهم أطفال جراء هجمات شملت استخدام أسلحة كيماوية في مناطق تسيطرة عليها المعارضة قرب دمشق، ونظراً لفداحة التقارير فإن بعثات فرنسا ولوكسمبورع وبريطانيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية (وانضمت أستراليا لاحقاً) تطلب اجتماعاً عاجلاً لمجلس الأمن اليوم للاستماع الى إحاطة من الأمانة العامة للأمم المتحدة وللنظر في الوضع». وتوقع ديبلوماسيون أن يناقش مجلس الأمن إصدار موقف على شكل بيان صحافي.
وأوضح المعلمي أن الأمين العام «لا بد أن يطلب من لجنة التحقيق في استخدام أسلحة كيماوية التوجه الى المواقع التي تعرضت لهجمات بأسلحة كيماوية» في الغوطة «ولا بد أن تتمكن اللجنة من الوصول الى المواقع دون إعاقات والتدقيق في المواقع من دون أي عرقلة أو إخفاء لأي جزء من الحقائق».
ورداً على مقولة عدم عقلانية قيام النظام السوري بهذا العمل أثناء وجود لجنة التحقيق الدولية في سورية قال المعلمي «إن كانت ساحة النظام السوري خالية من هذا الدم فليسمح النظام لفريق الأمم المتحدة بالوصول الى أي موقع وإجراء التحقيق اللازم وكشف النتائج التي يتوصل إليها».
وأضاف إن المملكة ترحب بالطلب الذي تقدمت به الدول الأعضاء في مجلس الأمن الى جلسة مشاورات استجابة لدعوة الأمير سعود الفيصل «ونعتبر أن هذه الخطوة إيجابية وتعبر عن اهتمام المجتمع الدولي بهذا الموضوع وتقديره للموقف الذي عبر عنه سمو وزير الخارجية».
 
الجنرال دمبسي: اي تدخل عسكري اميركي في سورية لن يكون لمصلحة الولايات المتحدة
واشنطن - ا ف ب
اعلن قائد الجيوش الاميركية الجنرال مارتن دمبسي في رسالة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها امس الاربعاء، ان اي تدخل عسكري اميركي في سورية لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة لان مقاتلي المعارضة السورية لا يدعمون المصالح الاميركية.
وفي رسالة الكترونية وجهها الاثنين الى النائب الديموقراطي اليوت انغل، شدد الجنرال دمبسي في مجال معارضته "اي تدخل عسكري في سورية ولو حتى محدودا"، على تشتت المعارضة السورية وعلى ثقل المجموعات المسلحة المتطرفة داخل هذه المعارضة.
واضاف "اعتبر ان المعسكر الذي نختار دعمه يجب ان يكون مستعدا لتعزيز مصالحه ومصالحنا عندما تميل الدفة لمصلحته. الوضح حاليا ليس كذلك".
وتابع "بامكاننا ان ندمر الطيران السوري" المسؤول عن الكثير من عمليات قصف المدنيين، لكنه تدارك "لن يكون الامر حاسما على صعيد عسكري بل سيدخلنا حتما في النزاع"، مضيفا انه في حال "تمكنت القوة الاميركية من تغيير التوازن العسكري (في سورية) فهي لن تكون قادرة على حل المشاكل الاتنية والدينية والقبلية التاريخية التي تغذي النزاع".
واشار الى ان الاضطرابات في سورية "ذات جذور عميقة". وقال ايضا انه "نزاع طويل الامد بين فصائل متعددة والصراع العنيف لتولي الحكم سيستمر بعد نهاية حكم الاسد".
واعتبر دمبسي الذي زار اسرائيل والاردن الاسبوع الماضي ان اي تدخل عسكري اميركي سيكون له ايضا "تداعيات ستضعف من امن حلفائنا وشركائنا".
 
حلبجة جديدة... في سورية
الرأي..
ارتكبت القوات السورية فجر أمس، «مجزرة مروعة» في الغوطة الشرقية في ريف دمشق جراء القصف بالغازات السامة، راح ضحيتها أكثر من 1300 قتيل اضافة الى مئات الجرحى المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، الأمر الذي اعتبرته المعارضة السورية «رصاصة الرحمة» على كل مشاريع الحلول السياسية.
وأعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية» في بيان لها سقوط مئات الشهداء ومثلهم من المصابين «جلهم من المدنيين وبينهم العشرات من النساء والأطفال نتيجة للاستخدام الوحشي للغازات السامة من قبل النظام المجرم على بلدات في الغوطة الشرقية فجر اليوم (أمس)».
وأضافت ان «النظام وجه بإجرام لا يوصف اسلحته الكيماوية ضد العائلات في تلك المناطق ليختنق الأطفال في أسرتهم ولتغص المشافي الميدانية بمئات الاصابات في ظل نقص حاد باللوازم الطبية الكافية لاسعافهم وخاصة مادة الاتروبين».
وبث ناشطون اشرطة فيديو عدة على موقع «يوتيوب» حول القصف يظهر في احدها اطفال يتم اسعافهم عبر وضع اقنعة اوكسجين على وجوههم وهم يتنفسون بصعوبة، بينما اطفال آخرون يبدون مغمى عليهم من دون آثار دماء على اجسادهم، ويعمل مسعفون او اطباء على رش الماء عليهم بعد نزع ملابسهم وتمسيد وجوههم وصدورهم.
وفي شريط آخر، تظهر عشرات الجثث بعضها لاطفال مغطاة جزئيا بأغطية بيضاء ممددة على أرض غرفة.
ورغم نفي الاعلام السوري الرسمي والجيش النظامي استخدام أي نوع من السلاح الكيماوي، طالب وزير الخارجية الامير سعود الفيصل مجلس الامن بعقد اجتماع فوري حول سورية للخروج بقرار «واضح رادع يضع حدا للمأساة الانسانية» في هذا البلد.
وقال «اننا والعالم فجعنا بمشاهدة هذه المجزرة الانسانية البشعة والمروعة لعدد من المدن السورية وباستخدام السلاح الكيماوي المحرم دولياً وما نجم عنها من مئات الضحايا من المدنيين الابرياء معظمهم من النساء والاطفال وبدم بارد على مرأى ومسمع الضمير العالمي».
من ناحيتها، طالبت جامعة الدول العربية وتركيا وفرنسا وبريطانيا والسويد فريق المفتشين التابع للامم المتحدة في سورية بالتوجه «فورا» الى منطقة الغوطة للتحقيق في ملابسات «الجريمة» التي رأت انه يتوجب تقديم مرتكبيها الى العدالة «الجنائية الدولية».
واستنكرت الكويت «لجوء النظام في سورية الى استخدام السلاح الكيماوي والغازات السامة ضد شعبه» معربة عن ادانتها الشديدة «لهذه المجزرة البشعة التي تناقلتها وسائل الاعلام الدولية المختلفة». واعربت الخارجية الكويتية في بيان بهذا الشأن «عن بالغ الالم والحزن لسقوط المئات من الارواح البريئة في سورية قضت نحبها جراء لجوء النظام الى استخدام السلاح الكيماوي»، وجدّدت ادانتها الشديدة «لهذه المجزرة البشعة». وعبرت الخارجية «عن الحزن الشديد للأرواح التي راحت ضحية هذا العمل المشين» لافتة النظر «الى المنحى الخطير جدا الذي وصلت اليه الحرب في سورية». وطالبت في هذا الصدد «الامين العام لهيئة الامم المتحدة وفريقه الدولي المختص بالتفتيش عن المعلومات المتداولة في شأن قيام النظام في سورية باستخدام الغازات السامة بضرورة التحقق من هذه المسألة المستنكرة»، مشددة «على وجوب قيام مجلس الامن بتحمل مسؤولياته التاريخية تجاه هذه الجريمة تحديدا وتجاه مجمل المأساة الانسانية التي يعيشها الشعب السوري». ودعت الخارجية الكويتية «المجتمع الدولي مجددا الى التحرك الفوري واتخاذ ما يلزم من اجراءات تكفل حقن الدماء وتحقق الأمن والاستقرار»، كما «جددت التأكيد على موقف الكويت الثابت والمبدئي والداعي الى وقف الاقتتال واللجوء للحلول والتسويات السياسية حفظا لأمن الشعب وسلامته». وشددت مجددا «على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي من اجل منع استخدام وتداول كافة أنواع الأسلحة الكيماوية وكل تلك المحرمة والمجرمة دوليا».
حلبجة جديدة... في سورية
قوات الأسد ترتكب مجزرة بـ «الغازات السامة» ومقتل أكثر من 1300 مدني في ريف دمشق
عواصم - وكالات - سقط أكثر من ألف قتيل ومثلهم من الجرحى امس، في قصف القوات السورية الحكومية الغوطة الشرقية في ريف دمشق بالسلاح الكيماوي، اضافة الى قصف جوي وصاروخي مكثف من قوات النظام على مناطق عدة في ريف دمشق، حسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان».
وتحدثت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «مجزرة مروعة» في الغوطة الشرقية «ارتكبتها قوات النظام جراء القصف بالغازات السامة».
وذكرت «لجان التنسيق المحلية» في بيان «سقط مئات الشهداء ومثلهم من المصابين جلهم من المدنيين وبينهم العشرات من النساء والأطفال نتيجة للاستخدام الوحشي للغازات السامة من قبل النظام المجرم على بلدات في الغوطة الشرقية فجر اليوم».
واضافت ان «النظام وجه باجرام لا يوصف اسلحته الكيماوية ضد العائلات في تلك المناطق ليختنق الأطفال في أسرتهم ولتغص المشافي الميدانية بمئات الاصابات في ظل نقص حاد باللوازم الطبية الكافية لاسعافهم وخاصة مادة الاتروبين».
ونقلت «إيلاف» عن مصادر، إن «أكثر من ألف مدني غالبيتهم من النساء والاطفال، قتلوا من دون ان تتسع المستشفيات لهم او تكفي الادوية التي يمكن ان تخفف من أعراض غاز «سارين» وسط مطالبات باغاثة دولية عاجلة».
وأفاد ناشطون ان «قوات النظام انسحبت ظهر اليوم (أمس) من بعض القرى في محافظة دمشق مثل الدخانية فيما يشير الى ترجيح ضرب النظام هذه المناطق بالسلاح الكيماوي»، في حين اعلنت مصادر سورية ان «مسلحين خطفوا رئيس الطب الشرعي في حلب الدكتور عبدالتواب شحرور من أمام منزله في منطقة الأكرمية وهو من أبرز المطلعين على نتائج استخدام السلاح الكيماوي في خان العسل».
وبث ناشطون اشرطة فيديو عدة على موقع «يوتيوب» الالكتروني حول القصف يظهر في احدها اطفال يتم اسعافهم عبر وضع اقنعة اوكسيجين على وجوههم وهم يتنفسون بصعوبة، بينما اطفال آخرون يبدون مغمى عليهم من دون آثار دماء على اجسادهم، ويعمل مسعفون او اطباء على رش الماء عليهم بعد نزع ملابسهم وتمسيد وجوههم وصدورهم.
وفي شريط آخر، تظهر عشرات الجثث بعضها لاطفال مغطاة جزئيا بأغطية بيضاء ممددة على ارض غرفة. في حين يصرخ المصور «ابادة مدينة معضمية الشام بالسلاح الكيماوي».
ووسط حال واضحة من الهلع، يسأل المصور احدهم: «اهلي؟ ابي وامي؟ اين هم؟».
لكن دمشق نفت عبر اعلامها الرسمي استخدام سلاح كيماوي، مؤكدة ان «التقارير حول قصف بالغازات السامة على مناطق في الغوطة محاولة لاعاقة عمل لجنة التحقيق الدولية حول السلاح الكيماوي الموجودة في سورية منذ ايام».
ونقلت وكالة الانباء الرسمية «سانا» عن مصدر اعلامي ان «لا صحة اطلاقا للانباء حول استخدام سلاح كيماوي فى الغوطة. وما تبثه القنوات (...) الشريكة في سفك الدم السوري ودعم الارهاب عار عن الصحة وهو محاولة لحرف لجنة التحقيق الخاصة بالسلاح الكيماوي عن انجاز مهامها».
ودعا «المرصد السوري»، اللجنة الدولية الخاصة بالتحقيق في استخدام الاسلحة الكيماوية الموجودة في سورية الى «زيارة المناطق المنكوبة والعمل على ضمان وصول المساعدات الطبية والاغاثية لهذه المناطق في اسرع وقت ممكن» والتحقيق في ما ينقله الناشطون عن استخدام السلاح الكيماوي.
وتوجهت «لجان التنسيق» بـ «نداء عاجل الى كل المنظمات الدولية الانسانية بما فيها الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع الدولي للتحرك العاجل من أجل انقاذ المدنيين في غوطة دمشق واسعاف المصابين وفك الحصار الطبي والغذائي المفروض على هذه المناطق التي تغص بالمدنيين».
وافاد صحافيون وسكان ان اصوات القصف تسمع في كل انحاء العاصمة، وان سحابة دخان كبيرة تشاهد فوق مناطق الريف القريبة من دمشق.
واتهم «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» المجتمع الدولي بالمشاركة مع النظام السوري في قتل الشعب السوري بسبب صمته وعجزه، مشيرا الى مقتل اكثر من 1300 شخص في «الهجوم الكيماوي» الذي نفذته قوات النظام على ريف دمشق.
وقال القيادي جورج صبرة في مؤتمر صحافي دعا اليه «الائتلاف» في اسطنبول ان «ما يجري يطلق رصاصة الرحمة على كل هذه الجهود السياسية السلمية ويجعل الحديث عنها نوعا من العبث».
وفي وقت سابق، طالب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» مجلس الامن بعقد «اجتماع عاجل» للبحث في «المجزرة».
وقال احمد الجربا: «اطلب من مجلس الامن الانعقاد في شكل عاجل لتحمل المسؤولية ازاء هذه الجريمة». كما طلب من لجنة التحقيق الدولية حول الاسلحة الكيماوية الموجودة في سورية التوجه الى «مكان المجزرة المروعة».
واعلن «الائتلاف» على حسابه الرسمي على موقع «تويتر» للتواصل الالكتروني ان «اكثر من ألف قتيل هي الحصيلة المؤكدة للهجوم الكيماوي الدموي في سورية».
الفيصل: فُجعنا بمجزرة إنسانية مروّعة
عواصم - وكالات - أجمعت أمس، عواصم العالم على التنديد بالمجزرة التي ارتكبت في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وأكد نشطاء ومعارضون أنها أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وجرح مئات آخرين بفعل استخدام الجيش النظامي غاز الاعصاب ضد مقاتلي المعارضة.
وفي هذا السياق، طالبت السعودية مجلس الامن بعقد اجتماع فوري حول سورية للخروج بقرار «واضح رادع يضع حدا للمأساة الانسانية» في هذا البلد.
وقال وزير الخارجية الامير سعود الفيصل «لقد آن لمجلس الامن أن يضطلع بمسؤولياته وان يتجاوز الخلافات بين اعضائه، ويستعيد ثقة المجتمع الدولي به، وذلك بعقد اجتماع فوري للخروج بقرار واضح ورادع يضع حدا لهذه المأساة الانسانية». واضاف: «نطالب كذلك وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذين يعقدون اجتماعاً طارئا في بروكسيل بأن تشكل هذه الفاجعة الانسانية المحور الاساسي في مباحثاتهم». وصرح الفيصل «اننا والعالم فجعنا بمشاهدة هذه المجزرة الانسانية البشعة والمروعة لعدد من المدن السورية وباستخدام السلاح الكيماوي المحرم دولياً وما نجم عنها من مئات الضحايا من المدنيين الابرياء معظمهم من النساء والاطفال وبدم بارد على مرأى ومسمع الضمير العالمي».
وختم قائلا ان السعودية «سبق وان حذرت مرارا وتكرارا المجتمع الدولي من حجم المآسي والمجازر الشنيعة التي يرتكبها نظام سورية ضد شعبه وأبناء جلدته، وتحذر من أن استمرار التخاذل من شأنه ان يؤدي إلى المزيد من هذه المآسي».
من ناحيتها، طالبت جامعة الدول العربية فريق المفتشين التابع للامم المتحدة في سورية بالتوجه «فورا» الى منطقة الغوطة للتحقيق في ملابسات «الجريمة» التي رأت انه يتوجب تقديم مرتكبيها الى العدالة «الجنائية الدولية».
كما طالبت تركيا الأمم المتحدة بتكليف خبراء الأسلحة النووية المبعوثين إلى سورية بالتحقيق في اتهامات جديدة باستخدام غازات سامة هناك.
وذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان، أنه يتعين على الفريق الذي توجه إلى دمشق كشف ملابسات الأمر.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بالتصرف إزاء هذه الجريمة ضد الإنسانية إذا تأكد استخدام غازات سامة.
وفي بروكسيل، دعا الاتحاد الاوروبي الى تحقيق «فوري وواف» في الهجوم الكيماوي.
وقال ناطق باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون «شهدنا بقلق شديد تقارير عن استخدام محتمل للاسلحة الكيماوية من جانب النظام السوري. يجب التحقيق فورا وبشكل واف في مثل هذه الاتهامات. والاتحاد الاوروبي يكرر ان استخدام الاسلحة الكيماوية من جانب اي طرف في سورية غير مقبول تماما».
من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه اذا ما تأكدت المعلومات المتعلقة باستخدام النظام السوري اسلحة كيماوية، «فلن يكون ذلك مجزرة فقط، بل سيكون عملا وحشيا غير مسبوق ايضا».
واضاف لأن «ذلك سيشمل عددا كبيرا جدا من الاشخاص والنساء والاطفال، وتحديدا في وقت تزور الامم المتحدة» سورية، مشيرا الى ان اتهامات المعارضة «لم تتأكد بعد».
وكان الرئيس فرنسوا هولاند طلب في وقت سابق ان تجري بعثة خبراء الامم المتحدة الموجودة في سورية تحقيقا حول شبهات في استخدام اسلحة كيماوية. واعرب فابيوس عن امله في ان تتمكن هذه البعثة من اجراء تحقيق «فوري» في المكان الذي وقع فيه الهجوم.
واوضح فابيوس انه أجرى اتصالا هاتفيا برئيس «الائتلاف السوري المعارض» احمد الجربا.
وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس، «اشعر بقلق شديد اثر التقارير التي تشير الى سقوط مئات القتلى وبينهم اطفال في عمليات قصف وهجوم بالاسلحة الكيماوية استهدف مناطق للمعارضين قرب دمشق».
واضاف ان «المملكة المتحدة ستثير هذا الحادث امام مجلس الامن».
وقال هيغ «ادعو الحكومة السورية الى السماح فورا لفريق الامم المتحدة الذي يحقق حاليا في ادعاءات سابقة باستخدام اسلحة كيميائية بالتوجه الى منطقة» الهجوم.
واضاف: «على الذين امروا باستخدام الاسلحة الكيماوية والذين يستخدمونها الا يشكّوا لحظة في اننا سنفعل كل شيء لكي يحاسبوا جميعا على ذلك».
وفي ستوكهولم، دعا وزير الخارجية السويدي كارل بيلد، أمس، سورية الى السماح «بصورة عاجلة» لمحققي الامم المتحدة من معرفة ما اذا كان النظام استخدم اسلحة كيماوية.
كما دعت تركيا، امس، الأمم المتحدة الى التحقيق باستخدام القوات الحكومية السورية السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية.
بندر بن سلطان ولافروف بحثا هاتفياً الوضع في سورية ومصر
موسكو - يو بي أي - بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، هاتفياً، مع الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي رئيس الاستخبارات العامة الأمير بندر بن سلطان، تطورات الوضع في الشرق الأوسط وبخاصة في مصر وسورية. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن بيان للخارجية، امس، أن لافروف ناقش في اتصال هاتفي مع الأمير بندر بن سلطان «تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص الوضع في مصر وسورية، إضافة إلى مسائل تخص العلاقات الروسية - السعودية». ولفت البيان الى أن المكالمة الهاتفية جرت بمبادرة من قبل الجانب السعودي.
وكان الأمير بندر زار العاصمة الروسية موسكو وأجرى محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 31 يوليو الفائت.
 
الأسلحة الكيماوية السورية ترسانة غامضة
بيروت - أ ف ب
الأسلحة الكيميائية السورية التي تعود إلى عقود عدة من أكبر ترسانات الشرق الأوسط لكنها ما زالت موضع تكهنات، إذ إن المعلومات المعلنة عنها غير متوافرة.
واقر النظام السوري للمرة الأولى في 23 تموز (يوليو) 2012 بأنه يملك أسلحة كيماوية لكنه أكد أنه لم يستعملها أبداً ضد شعبه مهدداً باستخدامها إذا حصل تدخل عسكري غربي. ويتبادل النظام والمعارضة المسلحة التهم باستعمال أسلحة كيماوية في النزاع الدائر منذ أكثر من سنتين في سورية، إحدى الدول القليلة التي لم توقع معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، وليست بالتالي عضواً في المنظمة المكلفة بمراقبة تطبيق تلك المعاهدة.
وبدأ تنفيذ البرنامج السوري خلال سبعينات القرن الماضي بمساعدة مصر ثم الاتحاد السوفياتي سابقاً، كذلك ساهمت فيه أيضاً روسيا خلال التسعينات، ثم إيران اعتباراً من 2005، وفق ما أفادت منظمة «نوكليار ثريت اينيشياتيف» المستقلة التي تحصي المعطيات «المفتوحة» حول أسلحة الدمار الشامل.
واعتبرت محللة في برنامج الحد من الانتشار ونزع الأسلحة في «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» أنه «أكبر برنامج أسلحة كيماوية في الشرق الأوسط، أنشئ بهدف مجابهة البرنامج النووي الإسرائيلي».
وأكدت أن الكثير من المعلومات جمعت حول هذا البرنامج بعد انشقاق بعض الضباط، لكنها «بعيدة كل البعد عن أن تكون كاملة».
وأكد خبير في «مركز الدراسات حول الحد من انتشار الأسلحة» في «معهد مونتيري» الأميركي أن الاحتياطي السوري يضاهي «مئات الأطنان» من العناصر الكيماوية المختلفة، بينما اعتبر أخصائي فرنسي في مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية أن «مجموعة مختلف العناصر الكيماوية قوية».
وأضاف في تموز (يوليو) 2012، أن السوريين «نجحوا في التحكم في توليف الأجسام الفوسفورية، إنه آخر جيل والأكثر نجاعة والأكثر سمية في الأسلحة الكيماوية، وفي هذه العائلة نجد: غاز سارين و «في. أكس.» وعناصر اقدم من ذلك بكثير، مثل غاز الخردل».
وقصف الطيران الإسرائيلي في الثلاثين من كانون الثاني (يناير) موقع صواريخ أرض-جو قرب دمشق ومجمعاً عسكرياً مجاوراً يشتبه في أنه يحتوي على مواد كيماوية. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الغارة قد تكون ألحقت أضراراً بأكبر مركز أبحاث سوري حول الأسلحة البيولوجية والكيماوية.
 
 
صواريخ أرض - أرض على أطراف دمشق تمهيداً لاقتحام بري
لندن - «الحياة»

بدأت امس قوات نظام الرئيس بشار الاسد عملية برية من محوري المعضمية جنوب العاصمة وجوبر شرقها بعد قصف جوي «غير مسبوق» في محاولة لاستعادة السيطرة على اطراف دمشق، حيث قوبلت الهجمات بمقاومة من قبل مقاتلي «الجيش الحر».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان قوات النظام قصفت أمس مناطق في مدينة داريا «وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على اطراف مدينة معضمية الشام» ذلك بعدما حاولت قوات النظام اقتحامها بعد قصفها بعنف بأكثر من 11 غارة جوية. كما تجدد القصف على مناطق في مخيم اليرموك جنوب العاصمة.

وتابع «المرصد» ان اشتباكات اندلعت أمس على اطراف حي جوبر في حين سقطت قذائف هاون على منطقة السادات وباب توما وساحة التحرير وباب شرقي ومنطقة القصاع وعلى «مركز البحوث العلمية» في مساكن برزة، لافتاً الى ان قوات النظام قصفت جوبر بصواريخ ارض-ارض.

وأوضحت مصادر المعارضة ان مقاتليها احبطوا محاولة قامت بها قوات الاسد لاقتحام حي جوبر من محور كراجات العباسيين «ودمرت ثلاث دبابات»، مشيرة الى سقوط ستة صواريخ ارض-ارض على جوبر. وتركزت المواجهات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط برج المعلمين في حي جوبر في محاولة من القوات النظامية السيطرة عليه. كما تعرض حي برزة شمال العاصمة الى قصف طاول ايضاً حرستا شمال دمشق وبلدة خان الشيح جنوباً، ما ادى الى «سقوط عدد من الجرحى». وبث نشطاء فيديو، اظهر اعمدة الدخان تتصاعد من مخيم اليرموك بعد تعرضه لغارات جوية وقصف مدفعي.

وفي جنوب البلاد، اندلعت اشتباكات عنيفة على حاجز المؤسسة الحمراء في ساحة بصرى الحرير في درعا المحطة ادت الى سقوط قتلى في صفوف الطرفين. كما نفذ الطيران الحربي غارة جوية على احياء درعا البلد في المدينة.

وفي شمال البلاد، شن الطيران الحربي غارة جوية على ناحية سنجار في ريف معرة النعمان الشرقي في ادلب، في وقت قُتل ثلاثة مواطنين هم سيدتان ورجل نتيجة قصف القوات النظامية على بلدة النقير في ريف ادلب الجنوبي. كما قصف الطيران المروحي قرية الشغور في ريف ادلب بالبراميل المتفجرة، وسط استمرار القصف على قرى جبل الزاوية. وقال «المرصد»: «تعرضت منطقة السكن الشبابي في حي الاشرفية ومناطق في حي الشيخ مقصود في حلب (شمالاً) لقصف من قبل القوات النظامية، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على طريق الراموسة لجهة حي العامرية في محاولة من القوات النظامية اقتحام الحي وسط انباء عن خسائر في صفوف الطرفين».

وفي شمال شرقي البلاد، دارت اشتباكات بين «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ «مجلس غرب كردستان» من طرف ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» من طرف آخر، إثر هجوم للأخير على قرية اليوسفية والشكري والصفا في ريف مدينة كركي لكي (معبدة) بالأسلحة الثقيلة والدبابات. وأشار «المرصد» الى ان مقاتلين من «وحدات حماية الشعب» دمروا دبابتين مع سقوط خسائر بشرية في صفوف «الدولة الاسلامية». كما اندلعت مواجهات في قرى صوفيا وتايا ومظلوما التابعة لمدينة تربه سبيه (القحطانية).

وفي شمال شرقي البلاد، شهدت قرى سوسك وجلبة وبيركنو في الريف الغربي لمدينة تل أبيض في الرقة اشتباكات إثر هجوم لمقاتلي «النصرة» و «الدولة الإسلامية» على هذه القرى.

وقال «المرصد» ان حيي الحويقة والحميدية تعرضا لقصف القوات النظامية التي شنت طائراتها غارات جوية على مناطق في مدينة الميادين مما ادى الى سقوط جرحى، في المقابل استهدفت الكتائب المقاتلة بصواريخ محلية الصنع مدفعية الجبل المطلة على مدينة دير الزور «وسط انباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية».


المصدر: مصادر مختلفة


السابق

العراق: تفجيرات في أقصى الجنوب الشيعي....بغداد: أسوار المنطقة الخضراء لا تحميها....المؤتمر القومي الكردي منتصف الشهر المقبل

التالي

إخلاء سبيل مبارك لتجاوزه الحد القانوني للحبس الاحتياطي ومخاوف من تداعيات سياسية للقرار.. ومسؤول أميركي: واشنطن أخّرت موعد انقلاب مصر وحاولت تفاديه

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,613,810

عدد الزوار: 7,035,246

المتواجدون الآن: 68