«أونروا»: الحكومة لم تسمح بدخول المساعدات إلى مخيم اليرموك....قطار جنيف على سكتي «بناء الثقة» و«هيئة الحكم»

واشنطن تطلب من موسكو «عدم ترشح الأسد»....14 حيا محاصرا في حمص.. والآلاف من قاطنيها يشكون الجوع وقوافل المساعدات على حدود المحافظة بانتظار إذن من دمشق..المعارضة تطالب بالإفراج عن معتقل لينضم لمفاوضات جنيف

تاريخ الإضافة الثلاثاء 28 كانون الثاني 2014 - 6:21 ص    عدد الزيارات 1660    القسم عربية

        


 

الإبراهيمي يعلن أن دمشق سمحت للنساء والأطفال بمغادرة وسط حمص والمعارضة لا تثق بالنظام وتطالب بضمانات دولية
المستقبل..(ا ف ب، رويترز، العربية، الجزيرة)
شككت المعارضة السورية في إعلان نظام دمشق السماح للنساء والأطفال المحاصرين منذ اشهر في حمص وتحديداً في مدينتها القديمة بالمغادرة، وطالبت بـ"ضمانات" من الأمم المتحدة أو من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وكان الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي أعلن في جنيف أمس، ان النظام السوري سمح للنساء والاطفال المحاصرين منذ اشهر في حمص (وسط) وتحديداً في مدينتها القديمة، بمغادرة هذه المدينة، الامر الذي اكده نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي في اليوم الثاني من المفاوضات بين ممثلي النظام والمعارضة السوريين ان "الحكومة السورية ابلغتنا ان النساء والاطفال يستطيعون المغادرة فورا"، مضيفاً "هناك امل انه اعتباراً من الغد (اليوم)، يستطيع النساء والاطفال مغادرة حمص القديمة".
وأضاف "نأمل ان تدخل قوافل (المساعدات الانسانية) غداً (اليوم)" الى حمص، موضحاً "قلت ان الجماعات المسلحة (مقاتلو المعارضة) في مدينة حمص ابلغتنا وقالت لأطراف آخرين انها لن تعترض القوافل".
وكان الابراهيمي اعلن السبت ان المفاوضات بين الوفدين السوريين في جنيف تعطي املا بأن تتمكن قوافل المساعدات من الدخول الى الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حمص والتي تحاصرها القوات النظامية حيث يعيش الاف المدنيين في ظروف بائسة منذ حزيران 2012.
ولاحقاً، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مؤتمر صحافي منفصل الاتفاق المذكور، وقال "كنت معنيا مباشرة في العامين الاخيرين بعملية اخراج النساء والاطفال. لكن المجموعات المسلحة منعتنا ولم تسمح لاي شخص بأن يغادر".
لكن ناشطين في احياء يحاصرها الجيش النظامي في حمص سارعوا الى المطالبة بـ"ضمانات" بعدم قيام دمشق بتوقيف المدنيين الذين سمح لهم بمغادرة المدينة بناء على الاتفاق الذي اعلنه الابراهيمي في سياق مفاوضات جنيف2.
وقال ابو رامي المتحدث في حمص باسم الهيئة العامة للثورة التي تضم ناشطين "نحن بحاجة الى كميات كبيرة من الاغذية والمعدات الطبية وبضمان الا يتم توقيف النساء والاطفال والجرحى الذين سيتم اجلاؤهم من المناطق المحاصرة في حمص".
واضاف ابو رامي الذي تحدث الى وكالة "فرانس برس" عبر الانترنت "لا نثق بالنظام ونريد ضمانات من الامم المتحدة او من اللجنة الدولية للصليب الاحمر".
وتابع ابو رامي "اذا حصلنا على كميات محدودة من الاغذية، فإن الناس سيتقاتلون في ما بينهم"، موضحا ان الناشطين يطالبون بـ"ستين طنا من الطحين ونحو اربعين طنا من المواد الغذائية".
وفي اليوم الثاني من المفاوضات بين ممثلي النظام والمعارضة، ابدى الابراهيمي "سروره" بكيفية حصول هذه المفاوضات.
وقال "في الواقع انا مسرور. لأن هناك عموما احتراما متبادلا ولان (المفاوضين) يدركون ان هذه المحاولة (المفاوضات) مهمة ويجب ان تستمر". واضاف "آمل ان تستمر هذه الاجواء".
وقال الابراهيمي ان الائتلاف السوري المعارض "سيحاول الحصول" على لوائح باسماء المعتقلين لدى مقاتلي المعارضة وتحديدا "من الجهات التي له سيطرة عليها او له صلة بها".
وقال "نأمل بان يجمع الائتلاف عددا كبيرا من الاسماء وشيئا فشيئا سيتم حل هذه المشكلة".
وكان وفدا النظام والمعارضة بحثا قضية عشرات الاف المعتقلين والمفقودين في ثاني يوم من جلسات التفاوض ضمن جنيف2.
وقال عضو وفد المعارضة المفاوض عبيدة نحاس بعد انتهاء الجلسة الصباحية ان وفد المعارضة طالب بـ"الافراج عن عشرات الالاف من المعتقلين في سجون النظام، وبينهم نساء واطفال"، داعيا الى "فصل موضوع النساء والاطفال عن باقي المعتقلين، لان النساء والاطفال يجب ان يخرجوا فورا".
وأوضح ان لدى المعارضة "نحو 47 ألف اسم اصحابها معتقلون في سجون النظام.. يتم التحقق منها بدقة، وهناك اسماء غيرها.. اليوم (أمس) قدمنا قائمة بأسماء الف امرأة و1300 طفل، واملنا ان يتم الافراج عنهم فورا".
ولا توجد احصاءات دقيقة عن اعداد المعتقلين والمفقودين منذ بدء النزاع في سوريا منتصف آذار 2011. ويقدر المرصد السوري وجود 17 الف مفقود مجهولي المصير، اضافة الى "عشرات آلاف" المعتقلين في سجون النظام، وآلاف الاسرى لدى المجموعات المقاتلة على الارض، بينها تنظيمات جهادية.
وطالب وفد المعارضة السورية في جنيف2 خلال الجلسة المشتركة مع وفد النظام في حضور الإبراهيمي أمس، بالإفراج عن الدكتور عبدالعزيز الخير القيادي في المعارضة المقبولة من النظام المعتقل في دمشق، لينضم إلى وفد المعارضة المفاوض.
وقال عضو وفد المعارضة التفاوضي عبيدة نحاس، للصحافيين بعد انتهاء الجلسة الصباحية "طالبنا بالإفراج فوراً عن الدكتور عبد العزيز الخير عضو وفد المعارضة المفاوض لينضم إلى الوفد في جنيف".
والخير عضو بارز في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، وهي هيئة معارضة تتخذ من دمشق مقراً لها ومقبولة من النظام. وتحتجز السلطات السورية منذ أواخر العام 2012 الخير الذي أوقف مع شخصين كانا برفقته، بعيد خروجه من مطار دمشق عائداً من زيارة إلى الصين. ولم يعرف عنه شيء منذ ذلك الحين.
وأعلن الابراهيمي أن قافلة مساعدات ستصل إلى حمص أمس، لكن وفد المعارضة أكد أن قافلة المساعدات لحمص القديمة المحاصرة منذ أشهر طويلة، لا تزال تنتظر حتى يسمح لها النظام بالدخول.
وبهذا الشأن تحديداً، قال مراسل "الجزيرة" في حمص جلال سليمان إنه لم تصل بعد أي مساعدات إلى الأحياء المحاصرة سواء عبر الهلال الأحمر السوري أو غيره. وأضاف أن أحياء حمص القديمة وبلدتي قلعة الحصن والحولة هي المناطق الأكثر احتياجا إلى الغذاء والدواء.
وقالت وكالة تابعة للأمم المتحدة تسعى لتوصيل مساعدات انسانية الى حي محاصر في دمشق أمس، ان نقاط تفتيش حكومية عرقلت عملها برغم تأكيد الحكومة أنها ستسمح بتوزيع المساعدات.
ويقول بعض عمال المساعدات إن قوات الأسد تستخدم سياسة الحصار للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حول العاصمة لتجويع من بداخلها وهو أسلوب يتسم بعدم التمييز يضر بالمدنيين.
وهناك تقارير متزايدة من جانب أطباء في هذه المناطق عن حالات وفيات ومرضى بسوء التغذية.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) إن السلطات السورية أكدت لها في 18 كانون الثاني أنها تستطيع توصيل الغذاء وغيره من المساعدات لحي اليرموك بالعاصمة الذي كان يوما مخيما للاجئين الفلسطينيين لكنه اصبح حيا فقيرا للفلسطينيين والسوريين على السواء.
وذكرت تقارير ان 15 شخصا توفوا من سوء التغذية في حي اليرموك حيث يخضع السكان المدنيون لحصار تفرضه قوات الجيش السوري منذ اشهر على مقاتلي المعارضة.
وقال المتحدث باسم الأونروا كريس جينس "تشعر الوكالة بإحباط شديد لأن التأكيد الذي قدمته السلطات لم يدعمه حتى هذه اللحظة، فعل على الأرض لتسهيل الدخول السريع والمنتظم الى اليرموك". وأضاف "في الحالات التي منحت فيها سلطات نقاط التفتيش الإذن بدخول طرود الغذاء وغيرها من مواد الاغاثة، شددت الأونروا على أن وتيرة توزيع هذه المواد بطيئة الى حد اجهاض الغرض الانساني من الدخول".
وتابع أنه في مرات أخرى لم تحصل الأونروا على الإذن بعبور نقاط التفتيش وابلغت ان عليها الانتظار لحين استكمال المفاوضات بين مقاتلي المعارضة والجيش.
ومنذ الحصول على تأكيد الحكومة السورية لم يسلم سوى نحو 138 طردا من الطعام وهو ما يقل كثيرا عما هو مطلوب لمساعدة نحو 18 ألف شخص في المنطقة.
وفي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق "فارق ستة اشخاص الحياة، بينهم سيدتان وطفل، جراء النقص الشديد في المواد الطبية والغذائية وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية" في المخيم المحاصر من القوات النظامية منذ نحو 200 يوم، بحسب المرصد السوري.
وبحسب الجدول الذي وضعه الابراهيمي، من المقرر أن يبدأ وفدا النظام والمعارضة السورية اليوم، مناقشة مسألة تشكيل هيئة حكم انتقالية، في ظل تأويل متضارب من الطرفين لما نص عليه الإعلان الصادر عن مؤتمر جنيف الأول في يونيو 2012.
وينص اتفاق جنيف1 الذي تم التوصل اليه في غياب اي تمثيل لسوريا، على تشكيل حكومة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. وتعتبر المعارضة ان هذا يعني تنحي الاسد وتسليم صلاحياته الى هذه الحكومة، في حين يرفض النظام مجرد طرح الموضوع، معتبرا ان مصير الاسد يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.
وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي للصحافيين في وقت سابق أمس ان "لا احراج" بالنسبة الى الوفد الحكومي في مناقشة مسألة هيئة الحكم الانتقالي، وانه "منفتح" على كل المواضيع.
ولكن كرر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس ان "اول بند يجب ان يناقش (في المفاوضات مع المعارضة) هو بند الارهاب"، متسائلا "كيف نناقش مستقبل سوريا وآلة القتل مسلطة على رقاب اطفال الشعب السوري؟".
ميدانياً، اظهرت لقطات فيديو على موقع للتواصل الاجتماعي أمس، استمرار القتال في مدينة حلب في سوريا. وتظهر في الفيديو دبابة يعتقد أنها تابعة لمقاتلي المعارضة وهي تطلق النار بينما يظهر مقاتلو المعارضة الذين يطلقون نيران الرشاشات. وتظهر ايضا لقطات لطائرات هليكوبتر وطائرات أخرى محطمة في ما يبدو في مطار النيرب العسكري في حلب.
وأفاد المرصد السوري ان اشتباكات عنيفة دارت في الاحياء الواقعة على اطراف مدينة دمشق لا سيما في جنوبها.
وقال المرصد "تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي جوبر (شرق) ومنطقة بور سعيد في حي القدم (جنوب)"..
 
المعارضة تطالب بالإفراج عن معتقل لينضم لمفاوضات جنيف
نحاس:"طالبنا بالإفراج عن الدكتور عبدالعزيز الخير عضو وفد المعارضة المفاوض"
جنيف - فرانس برس
طالب وفد المعارضة السورية في جنيف-2 خلال الجلسة المشتركة مع وفد النظام في حضور الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي اليوم الأحد، بالإفراج عن الدكتور عبدالعزيز الخير - القيادي في المعارضة المقبولة من النظام المعتقل في دمشق - لينضم إلى وفد المعارضة المفاوض.
وقال عضو وفد المعارضة التفاوضي، عبيدة نحاس، للصحافيين بعد انتهاء الجلسة الصباحية "طالبنا بالإفراج فوراً عن الدكتور عبد العزيز الخير عضو وفد المعارضة المفاوض لينضم إلى الوفد في جنيف".
والخير عضو بارز في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، وهي هيئة معارضة تتخذ من دمشق مقراً لها ومقبولة من النظام.
وتحتجز السلطات السورية منذ سبتمبر 2012 الخير الذي أوقف مع شخصين كانا برفقته، بعيد خروجه من مطار دمشق عائداً من زيارة إلى الصين. ولم يعرف عنه شيء منذ ذلك الحين. وكانت المستشارة السياسية للرئيس السوري، بثينة شعبان، قالت صباح اليوم رداً على أسئلة الصحافيين إن وفد المعارضة الموجود في جنيف "لا يمثل إلا فئة صغيرة من المعارضة"، متسائلة "لماذا لم تتم دعوة المعارضة الوطنية الإيجابية الموجودة في الوطن؟ نسأل الموجودين هنا كم سوري يمثلون". وأشارت إلى أن الولايات المتحدة كانت وعدت موسكو بأن تتم دعوة هذه المعارضة، الأمر الذي لم يحصل.
 
مفاوضات جنيف تستمر من دون رفع حصار حمص والافراج عن المعتقلين ودمشق تسمح بمغادرة النساء والأطفال من المدينة القديمة.. وتريد لوائح بأسماء الرجال

جريدة الشرق الاوسط.. جنيف: مينا العريبي .. بعد بادرة أمل خلال اليومين الماضيين بأن تصل المساعدات الإنسانية والغذائية إلى المدينة القديمة في حمص كإجراء لبناء الثقة خلال مفاوضات جنيف2 بين الحكومة والمعارضة السورية، لم يوافق النظام السوري على السماح بدخول القافلات الإنسانية إلى حمص. وتشنجت أجواء محادثات جنيف أمس إذ لم يحدث أي خرق في الملفين المتعلقين بالقضايا الإنسانية، من حيث رفع الحصار عن حمص القديمة وإطلاق المعتقلين. وعلى الرغم من ذلك، تتواصل المفاوضات اليوم، ليكون موضوع انتقال السلطة في سوريا أساس المفاوضات بناء على بيان جنيف1 المصادق عليه من مجلس الأمن.
وبعد أن كانت روسيا والولايات المتحدة عملت مع الأمم المتحدة على التوصل إلى خطة لإدخال المساعدات الإنسانية لحمص القديمة حيث تمكث 500 عائلة سورية، أعلن وفد الحكومة السورية أنه «يجب أن نتحدث عن كل سوريا، ليس فقط حمص» بحسب نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد. وأعلن مقداد استعداد حكومته بالسماح لخروج النساء والأطفال من مدينة حمص القديمة المحاصرة منذ 8 أشهر ولكن لم يعلن عن السماح بدخول الغذاء أو المعدات الإنسانية لها. واشترط وفد الحكومة بأن يقدم أهالي حمص لائحة بأسماء الرجال داخل المدينة قبل السماح بخروجهم لـ«التأكد من أنهم مدنيون». ورفضت المعارضة مقترح الحكومة السورية، ولم تعد مقترح الحكومة بخروج النساء والأطفال من حمص بأنه انفراجة، واعتبر عضو الوفد المفاوض لؤي الصافي هذا المقترح بأنه «مماطلة من الحكومة السورية».
وقال الناطق باسم الصليب الأحمر الدولي روبرت مارديني إن خروج المدنيين من المدينة القديمة في حمص أمر جيد «ولكن يجب السماح بدخول وكالات مستقلة مثل منظمة الصليب والهلال الأحمر الدولية». وأضاف: «إننا مستعدون لتزويد المساعدات إلى حمص وباقي المناطق المحاصرة السورية إذا حصلنا على موافقة وضمانات أمنية من كل الأطراف». وبينما حصلت المعارضة على وثيقة موقعة من جميع الفصائل المسلحة في حمص بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية، رفضت الحكومة إعطاء مثل هذه الضمانات.
وشرح الممثل الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي في مؤتمر صحافي أمس: «الحكومة تقول إن النساء والأطفال في المنطقة المحاصرة يمكنهم المغادرة فورا وباقي المدنيين يمكنهم المغادرة ولكن نحتاج إلى أسمائهم مسبقا». وأضاف: «يمكن للنساء والأطفال الخروج وآمل أن يغادر الباقون بعدها». وردا على سؤال حول المخاوف من إعطاء أسماء الرجال الموجودين في حمص وأن تصبح قائمة لتصفية الرجال مثلما حدث في سبرنيتسا، قال الإبراهيمي: «أعتقد أنني واضح، الحكومة قالت يمكن للنساء والأطفال الخروج من الآن من المدينة القديمة لحمص، (الحكومة) تطلب لائحة بأسماء المدنيين للتأكد من أنهم مدنيون وليسوا مسلحين». وحول رفع الحصار أوضح: «فريق الأمم المتحدة يناقش مع الحكومة حول إرسال مساعدات إلى المدينة القديمة من حمص وكان من المرتقب أن يناقش المحافظ ذلك مع مستشاريه ودمشق ونأمل أن يحدث شيء» اليوم.
وبعد أن كانت الجلسة الصباحية للمفاوضات أمس هدفها الخروج باتفاق على حمص، لم يحدث ذلك. وعقد الإبراهيمي جلستين منفصلتين مع كل وفد لبحث قضية المعتقلين. وقدمت المعارضة اسم 20 ألف معتقل في سجون الحكومة السورية، مطالبة بإطلاق النساء والأطفال منهم أولا. إلا أن وفد الحكومة رفض التعاطي مع اللائحة أساسا. وفي مؤتمر صحافي مساء أمس، قال المقداد إن «حكومة صديقة» كانت قد نقلت اللائحة سابقا، في إشارة إلى روسيا، وإنه بعد الاطلاع عليها «وجدنا أن أكثر من 60 - 70 في المائة أسماء أشخاص لم يعتقلوا، و20 في المائة كانوا معتقلين أما الباقون فلا نعلم أي شيء عنهم». ورفض المقداد طلب المعارضة بإطلاق الأطفال من المعتقلين، قائلا: «لا يوجد لدينا أطفال معتقلون».
وقال الإبراهيمي إن «نقاشا طويلا» حول المعتقلين دار حول هذه القضية، مضيفا: «بغض النظر عن المناقشات، نطالب الحكومة بإطلاق النساء والأطفال وكبار السن في المعتقلات». ومن جهة أخرى، طلبت الحكومة من المعارضة أن «تعطيهم أسماء المعتقلين لدى المجموعات المسلحة، والمعارضة وافقت على محاولة جلب هذه اللوائح من المجموعات التي لديهم سلطة عليهم أو لديهم علاقات معهم».
وعلى الرغم من عدم التوصل إلى أي اتفاق بين الطرفين في المجال الإنساني، يخوض الإبراهيمي اليوم في المسار السياسي في مفاوضات مباشرة للمرة الأولى حول المستقبل السياسي لسوريا. وقال الإبراهيمي: «المفاوضات ليست المكان الرئيس لبحث القضايا الإنسانية، ولكن أعتقد أنه لا يمكن أن نبدأ حديثا عن الوضع السياسي» ومن جهته، أكد مقداد: «سنناقش الإصلاحات في سوريا خلال الأيام المقبلة»، وردا على سؤال حول إذا كان الوفد السوري يقبل بحث مستقبل الأسد، رد بأن «الشعب السوري يقرر»، قبل أن يضيف: «نحن منفتحون على أي أمور يمكن أن تسمح بإجراء الانتخابات في سوريا».
وحول كيفية سير المفاوضات حول العملية السياسية، قال الإبراهيمي: «هذه عملية تفاوض سياسية، كل ما نناقشه سياسي. في اليوم الأول لم يعط أحد تعليقا حول هذه القضية، أعتقد أن الطرفين سيطرحان تصريحات حول الطريق إلى الأمام» صباح الاثنين. وسيكون على الطرفين تقديم رؤيتيهما للعملية السياسية المقبلة و«آلية الحكم الانتقالي» في سوريا. وبينما تنوي المعارضة تقديم خارطة طريق لإخراج الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، من المتوقع أن يعرض فريق الحكومة آلية لإجراء انتخابات في البلاد، يخوضها الأسد أيضا. وقال المقداد: «الرئيس الأسد هو رئيس الجمهورية العربية السورية إلى حين يقول الشعب السوري أمرا آخر.. لكل سوري الحق في أن يكون منتخبا أم لا». وأكد المقداد أن لدى الوفد الحكومي السوري كامل الصلاحيات للتفاوض.
ومن جهته، أكد لؤي الصافي العضو في الفريق المفاوض من قبل المعارضة: «الحكومة تستخدم أساليب مماطلة»، مضيفا أن ذلك سيتغير اليوم عندما يجبر النظام على بحث عملية الانتقال السياسي التي باتت حتمية.
ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات حتى مساء الجمعة، لتنتهي الجولة الأولى ويعود كل طرف إلى دياره، ليعودوا مجددا بعد أسبوع. وعلى الرغم من أن الإبراهيمي يرفض وضع جدول زمني للمفاوضات، تستعد الأطراف المعنية بالتفاوض في أن تستمر العملية لأشهر عدة. وقالت مصادر غربية دبلوماسية في جنيف لـ«الشرق الأوسط» إن العملية «معقدة وطويلة، ولا أحد يعلم كيف ستسير المرحلة المقبلة ولكن المهم مواصلة الحوار حتى وإن كان بطيئا». وقال الإبراهيمي: «البعض يتهمني بأنني بطيء جدا ولكن البطء أفضل للتقدم – إذا ركضت قد تحصل على ساعة ولكن تفقد أسبوعا.. إننا نسير ببطء ولكننا نتقدم». وعندما سئل إذا كان قد استطاع إحراز تقدم، قال إنها «ربع خطوة» بعد أن قال الليلة قبل الماضية بأن التقدم «نصف خطوة».
 
الائتلاف يتوقع وصول أربعة ممثلين عن «هيئة الأركان» و«ثوار سوريا» إلى جنيف... وينتظر تطوير عملية التفاوض قبل تأكيد مشاركة مندوبين عن الفصائل المسلحة

جنيف: «الشرق الأوسط» .... يتوقع الائتلاف السوري المعارض أن ينضم أربعة ممثلين عن «هيئة أركان» الجيش السوري الحر بزعامة، سليم إدريس، و«جبهة ثوار سوريا»، بزعامة جمال معروف، إلى وفد المعارضة في جنيف. ويتوقع أن ينضم ممثل واحد من الفصائل المسلحة إلى الوفد المفاوض على أن يقتصر دور الممثلين الثلاثة الآخرين على التشاور مع أعضاء الوفد الذي يتفاوض مع وفد النظام برعاية الأمم المتحدة.
وقال أبي شهبندر، وهو مستشار سياسي للائتلاف، بأن هناك «دعما» للائتلاف وأن المشاورات مستمرة معه. وأوضح مصدر دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» أن «هيئة الأركان» و«جبهة ثوار سوريا» هما من بين أبرز الفصائل الداعمة لجهود الائتلاف خاصة بعد نجاحه في تقديم وجهة نظر المعارضة على الصعيد الدولي في المفاوضات.
ولكن يتعين تطوير عملية التفاوض قبل تأكيد مشاركة هؤلاء الممثلين في عملية التفاوض، على أن تكون المفاوضات راسخة في السعي للانتقال السياسي في البلاد وإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد. وهناك أيضا ضغوط على وفد المعارضة للالتزام بعملية الانتقال السياسي باعتبارها جوهر المفاوضات الجارية في جنيف منذ الخميس الماضي وتأكيد أن هذا هو أساس التفاوض.
وهناك تساؤلات حول إمكانية استئناف الولايات المتحدة تقديم المساعدات العسكرية غير الفتاكة للمعارضة. وكانت الولايات المتحدة قد قدمت ما قيمته 250 مليون دولار من هذه المساعدات حتى الصيف الماضي لمجموعات مسلحة، أغلبها تابعة للجيش السوري الحر. إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا أعلنتا وقف المساعدات غير الفتاكة للجماعات المسلحة شمال البلاد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد أن فقد الجيش السوري الحر السيطرة على معاقل مهمة واستولت قوات تابعة لـ«الجبهة الإسلامية» على بعض المعدات التي قدمتها لندن وواشنطن للمقاتلين السوريين. وفي حين يتوقع استئناف المساعدات خلال الأسبوعين المقبلين، لم يتسن الحصول على تأكيد أميركي لذلك.
وبعد سنتين من التردد الأميركي في التواصل المباشر مع فصائل المعارضة المسلحة، تجري واشنطن الآن اتصالات مباشرة معها، بالإضافة إلى اتصالات غير مباشرة من خلال الائتلاف السوري، بهدف إقناعها بدعم العملية السياسية وإعطاء الائتلاف صلاحيات للتفاوض. وكان الائتلاف قد نجح، بمساعدة الولايات المتحدة ودول إقليمية، في الحصول على موافقة أربعة فصائل رئيسية هي «الجبهة الإسلامية»، و«أجناد الشام»، و«جيش المجاهدين»، و«جبهة ثوار سوريا»، على المشاركة في المفاوضات، بينما تبقى جماعات مهمة ومؤثرة رافضة لعملية التفاوض. وأكدت مصادر دبلوماسية في جنيف أنها تتوقع أن تتغير هذه المواقف في حال استطاعت المعارضة الحصول على مكاسب خلال المفاوضات ومنها إطلاق سراح معتقلين وفك الحصار عن حمص لإظهار جدوى المفاوضات. لكن أيا من هذه المطالب لم يتحقق بعد، ما يجعل مشاركة ممثلين عن الفصائل المسلحة في عملية التفاوض غير أكيدة.
 
14 حيا محاصرا في حمص.. والآلاف من قاطنيها يشكون الجوع وقوافل المساعدات على حدود المحافظة بانتظار إذن من دمشق

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليال أبو رحال ... يأمل سكان مدينة حمص، التي يشكو 14 حيا منها حصارا خانقا يفرضه النظام، تحسن أوضاعهم وفك الحصار خصوصا بعد تصدر أوضاع مدينتهم محادثات جنيف بين وفدي المعارضة والنظام، وإعلان الموفد الأممي إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي أن الحكومة أبلغته ترحيبها بخروج النساء والأطفال على الأقل من المدينة.
ويحاصر النظام السوري مدينة حمص منذ أكثر من عام ونصف، لا سيما الأحياء القديمة، بعد أن نزحت الغالبية العظمى من سكانها بحثا عن أمان مفقود، ليعاني آلاف ممن بقوا فيها من الحصار الخانق الذي منع إدخال الطعام والحليب والأدوية.
وتقف نحو 12 شاحنة كبيرة محملة بالمساعدات الإنسانية على حدود محافظة حمص، من طرف العاصمة دمشق، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، بناء على اتفاق عقد خلال جلسة تفاوض في جنيف أول من أمس. وتنتظر قافلة المساعدات هذه الحصول على إذن السلطات الرسمية في دمشق، وتحتاج عملية إفراغها نحو ثماني ساعات. ومن شأن نجاح دخول قافلة المساعدات هذه أن يفك الحصار المفروض على أحياء المدينة، وفق ناشطين، علما أن القوات النظامية تعد الطرف الأقوى في المدينة وهي قادرة على فرض شروط أي هدنة باعتبارها الطرف العسكري الأكثر قدرة ميدانيا.
ويقول الناشط الإعلامي في مدينة حمص أبو جعفر مغربل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «أحياء دمشق القديمة وعددها 14 تخضع كلها لحصار خانق منذ عام ونصف، ومن أبرز هذه الأحياء الخالدية والبياضة ودير بعلبة وباب سباع وباب هود وجورة الشياح وبستان الديوان والورشة والصفصافة والحميدية»، في حين توجد القوات النظامية في أحياء عدة كالمحطة والإنشاءات والوعر والحمرا، حيث توجد فيها حواجز نظامية وأخرى لعناصر ميليشيات «الشبيحة».
ويوضح الناشط الحمصي أن «الأحياء الموالية للنظام بشكل كامل هي الزهرة والنزهة وعكرمة ووادي الذهب»، مشيرا إلى أنه «في الأحياء المحاصرة نحو 3988 جريحا ومصابا وأكثر من 4800 عائلة من نساء وأطفال وشباب بحاجة إلى الخروج الفوري». ويشدد على أهمية «التزام النظام السوري بفك الحصار عن هذه الأحياء وإيجاد ممرات آمنة، قبل إدخال المساعدات الغذائية».
ولم يدخل هذه الأحياء المحاصرة في حمص أي مساعدات أو مواد غذائية وطبية ومستلزمات الأطفال منذ أن بلغت المعارك أوجها بين القوات النظامية وفصائل المعارضة، ما دفع بغالبية سكانها الذين يتجاوز عددهم الـ700 ألف نسمة إلى النزوح منها، ليستقر عدد السكان الباقين فيها بين 15 و20 ألفا وفق تقديرات ناشطين معارضين.
ويقول الناشط أبو جعفر، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إن «السكان الصامدين داخل الأحياء المحاصرة اعتمدوا لفترة طويلة في غذائهم على المؤن من الزعتر والزيت والطحين والمكدوس، وأكياس الحبوب التي كانت مخزنة داخل المنازل قبل نزوح أهلها منها، لكن بعد نفاد المؤن هذه بات الوضع كارثيا والمعاناة صعبة جدا».
وعلى الرغم من أن الشارع السوري بدا غير مبال بعقد مؤتمر «جنيف2»، لكن بعد مضي ثلاثة أيام على انعقاده والحديث عن مفاوضات لإطلاق سراح المعتقلين وإيصال مساعدات إنسانية للمناطق المحاصرة لا سيما أحياء حمص القديمة، بدأ كثيرون يعلقون آمالهم على ما قد يخرج به المؤتمر، أقله لناحية تخفيف آلام ذوي المعتقلين والمحاصرين.
وتقول ذكية، شقيقة معتقلين من مدينة حمص، لـ«الشرق الأوسط»: «بت أخشى من الإحباط، سبق وعلقنا الكثير من الآمال في أن أرى شقيقي المعتقلين منذ نحو عام وأصبت بالخيبة مرات عدة، فهل من الممكن أن يكون هناك شيء جدي في جنيف؟ هل بالإمكان تجديد آمالنا التي ماتت؟».
وذكية واحدة من أهالي حمص، نزحت إلى بيت شقيقها في دمشق بعد أن قتل زوجها برصاص قناص، ونزح والدها إلى دولة مجاورة لأنه مطلوب من الأجهزة الأمنية، واعتقل شقيقاها لتجد نفسها مع أطفال ثلاث عائلات، أطفالها وأطفال شقيقيها ووالدتها ووالدي زوجها، ومطلوب منها العناية بهم ورعايتهم. وتقول: «كلما أعلن عن إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين أتوقع خيرا، ثم يصيبني الإحباط، علما أنه منذ اعتقالهما لا خبر عنهما».
 
واشنطن تطلب من موسكو «عدم ترشح الأسد»
لندن، جنيف، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» امس، انها تتوقع ان يجدد الرئيس الأميركي باراك اوباما طلبه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لدى لقائهما في منتجع سوتشي الروسي في بداية الشهر المقبل، كي يسعى الى اقناع الرئيس بشار الأسد عدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة قبل انتهاء ولايته في 17 تموز (يوليو) المقبل، مشيرة الى ان واشنطن تؤكد ضرورة الحفاظ على المسار السياسي الذي انطلق في جنيف لتطبيق بيان جنيف الأول وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري التقى نظيره الروسي مرات عدة في الشهر الماضي، وفي باريس في 13 الجاري وفي مونترو السويسرية يوم الأربعاء الماضي. وأشارت المصادر الغربية الى دعم طهران ترشيح الرئيس الأسد مع مرشحين آخرين في الانتخابات المقبلة المقررة قبل ما بين 60 و90 يوماً من انتهاء ولايته الحالية في 17 الجاري.
وفي جنيف، عقدت امس جلسة تفاوضية لنحو ساعتين بين وفدي الحكومة برئاسة السفير بشار الجعفري و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة هادي البحرة برعاية المبعوث الدولي - العربي الأخضر الابراهيمي في مقر الأمم المتحدة، قبل ان يعقد الابراهيمي محادثات ثنائية مع كل طرف تمهيداً لبحث الملف السياسي المقرر ان ينطلق اليوم للتفاوض في شأن هيئة الحكم الانتقالية. وأبدى المبعوث الدولي - العربي «سروره» بكيفية حصول المفاوضات امس، منوهاً بـ «الاحترام المتبادل» الذي يظهره وفدا النظام والمعارضة. وأضاف «آمل بأن تستمر هذه الأجواء»، متوقعاً أن يعلن الطرفان اليوم «بياناً عاماً بشأن المضي قدماً» في المحادثات السياسية في جنيف. وقال عضو وفد المعارضة عبيدة نحاس ان الإبراهيمي طلب ان يجلس مع كل وفد على حدة لـ «مشاورات تمهيدية للبحث في الموضوع السياسي بدءاً من صباح» اليوم، اي ان «البحث في هيئة الحكم الانتقالي وتطبيق بيان «جنيف1» الصادر في 30 حزيران (يونيو) 2012 سيبدأ اليوم».
وأضاف نحاس ان «الائتلاف» طالب بـ «الإفراج عن عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون النظام بينهم نساء وأطفال». وأوضح ان لدى المعارضة «حوالى 47 ألف اسم اصحابها معتقلون في سجون النظام يتم التحقق منها بدقة، وهناك اسماء غيرها. قدمنا قائمة بأسماء الف امرأة و1300 طفل، وأملنا بأن يتم الإفراج عنهم فوراً». وذكر ان «النظام تعامل مع هذا الموضوع بعدائية، وحاول التركيز على قضايا مكافحة الإرهاب».
من جهة اخرى، قال نحاس ان وفد المعارضة ابلغ الإبراهيمي في بداية الجلسة ان «قافلة المساعدات لم تدخل الى حمص حتى الآن» وفق ما اتفق عليه اول من امس. وأضاف: «هناك قافلة من 12 شاحنة ما زالت تنتظر اذن دمشق تحديداً. هناك مماطلة من جانب النظام، لكن الإبراهيمي عبر عن امله بأن تدخل المساعدات».
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان الحكومة ستسمح للنساء والأطفال بمغادرة مدينة حمص المحاصرة (وسط) اذا فتح مقاتلو المعارضة الطريق لهم. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان الوفد الحكومي «طالب وفد الائتلاف المسمى المعارضة بتقديم صورة واضحة عمن له السيطرة عليهم من المسلحين في المناطق السورية، إلا أن وفد المعارضة لم يقدم أي شيء، وقال ان ليست لديه أي سلطة على المجموعات المسلحة بل لديه فقط اتصال معها».
وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» ان قوات النظام واصلت امس «قصفها العنيف على مناطق عدة في حمص وريفها ضمن الحملة العسكرية التي تشنها منذ 589 يوماً، حيث وثق الناشطون قصف 16 منطقة».
ودارت اشتباكات عنيفة أمس في الأحياء الواقعة على أطراف مدينة دمشق لا سيما في جنوبها، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي قال ان اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي جوبر (شرق) ومنطقة بور سعيد في حي القدم (جنوب)».
وفي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق: «فارق ستة اشخاص الحياة، بينهم سيدتان وطفل، جراء النقص الشديد في المواد الطبية والغذائية وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية» في المخيم المحاصر من القوات النظامية منذ نحو 200 يوم، وفق «المرصد». وأوضح انه بذلك «يرتفع الى 75 عدد الشهداء الذين فارقوا الحياة منذ حزيران (يونيو) 2013، بينهم 24 سيدة وأربعة أطفال»، في المخيم. وتحاصر القوات النظامية مناطق عدة في البلاد يسيطر عليها المقاتلون، ابرزها اليرموك وأحياء حمص القديمة.
 
قطار جنيف على سكتي «بناء الثقة» و«هيئة الحكم»
الحياة..جنيف - إبراهيم حميدي
قطار المفاوضات بين وفدي الحكومة السورية و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي انطلق من جنيف أول أمس، سيسير على سكتين إنسانية تتعلق بـ «إجراءات بناء الثقة» وسياسية تتعلق بهيئة الحكم الانتقالية. ويُتوقع أن ينزل من القطار بعض المشاركين ويصعد آخرون سواء من النظام أو المعارضة، إلى أن يصل إلى محطته النهائية في رحلة تستمر سنة، وإطلاق المرحلة الانتقالية، ذلك وفق مصادر ديبلوماسية غربية متطابقة.
ويعمل راعيا العملية التفاوضية، الأميركي والروسي، على التعاطي مع استحقاق أساسي مقبل، يتعلق بانتهاء ولاية الرئيس بشار الأسد في 17 تموز (يوليو) المقبل. وأوضحت المصادر لـ «الحياة» أن الجانب الروسي كان نقل اقتراحاً سورياً بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بمشاركة مرشح للمعارضة خلال ثلاثة أشهر وبرقابة دولية من الأمم المتحدة وأطراف أخرى، باعتبار أن مسؤولين سوريين أعلنوا أكثر من مرة أنه من حق الرئيس الأسد ترشيح نفسه، في المقابل، سعت واشنطن إلى إقناع موسكو كي تطلب من الأسد عدم ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة.
وأمام غياب التوافق الأميركي - الروسي على هذه النقطة وإعلان أكثر من مسؤول سوري في جنيف حق الأسد بالترشح، واعتبار مستقبله «خط أحمر»، الأمر الذي تدعمه طهران وكرره الرئيس الإيراني حسن روحاني في دافوس أول أمس، يسعى الجانبان الأميركي والروسي إلى التركيز على العملية التفاوضية الجارية في جنيف وعلى البناء على نقطتي التوافق المتوافرتين، وهما: بيان جنيف الأول الصادر في حزيران (يونيو) 2012 ومنع وصول المتشددين إلى الحكم في سورية. وكان الجانب الحكومي السوري لمح إلى طلبه أن تعقد الجلسة المقبلة، بعد تعليق المفاوضات في الأيام المقبلة، في دمشق. كما برز اقتراح بعقد الجلسة الثانية في موسكو في بداية الشهر المقبل. غير أن الأمم المتحدة لا تزال متمسكة بعقد المفاوضات في الأمم المتحدة، باعتبار أن مؤتمراً دولياً انطلق في مونترو، وضرورة الحفاظ على الدينامية الموجودة.
بالنسبة إلى الدول الغربية في «النواة الصلبة» التي تضم 11 من «مجموعة أصدقاء سورية»، فإن سورية تقف أمام خيارين: الأول، استمرار الصراع وبالتالي بقاء النظام السوري مسيطراً على المنطقة الساحلية وحمص والعاصمة مقابل انقسام المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال البلاد إلى مناطق تحت سيطرة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في الرقة وشمال شرقي سورية ومناطق تحت سيطرة «الجيش الحر» والإسلاميين المعتدلين مثل «الجبهة الإسلامية» و «جبهة ثوار سورية» بزعامة جمال معروف في حلب وشمال غربي البلاد. الثاني، مسار جنيف، بحيث تجري عملية معقدة وشاقة للوصول إلى إطلاق عملية انتقالية على أساس بيان جنيف الأول.
وقالت المصادر إن «الخيار الوحيد» الموجود هو مسار جنيف، مشيرة إلى أن المعارضة حققت في الأسبوع الماضي جملة من «الانتصارات المعنوية» كان بينها موافقة «الائتلاف» على حضور «جنيف - 2» وسحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدعوة إلى «جنيف - 2» من إيران، إضافة إلى تشديد معظم المتحدثين في افتتاح المؤتمر الدولي يوم الأربعاء على ضرورة تطبيق بيان جنيف الأول وبدء عملية انتقالية وتوجيه انتقادات إلى تجاهل رئيس الوفد السوري وليد المعلم بيانَ جنيف. لكن المصادر أشارت إلى أن «المرحلة التفاوضية الأصعب» بالنسبة إلى المعارضة، بدأت لدى انطلاق المفاوضات في جنيف، باعتبار أن الوفد الحكومي لديه خبرة أكبر في التفاوض والتعاطي مع وسائل الإعلام برسائل سياسية محددة.
وكان هذا بين الأسباب التي دفعت ممثلي «النواة الصلبة» في «أصدقاء سورية» إلى الاتفاق على عقد اجتماع يومي في جنيف لتنسيق المواقف في ما بينها واجتماع آخر مع «الائتلاف» للتشاور وتقديم الدعم للمفاوضين. كما كرر مسؤولون غربيون وعودهم بتقديم «كل أنواع الدعم» للمعارضة للضغط على المسار التفاوضي. ومن المقرر أن يصل مسؤول روسي إلى جنيف في الساعات المقبلة كي يلعب دور الضاغط على الجانب الحكومي السوري، باعتبار أن مسؤولي الملف السوري في الخارجية الروسية غادروا مع وزير الخارجية سيرغي لافروف من مونترو يوم الأربعاء الماضي.
وأمام الفجوة بين موقفي النظام والمعارضة حول أولويات عملية جنيف، اقترح المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي البدء بإجراءات بناء الثقة المتعلقة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى حمص في وسط البلاد وتبادل السجناء ووقف الحملات الإعلامية لـ «كسر الجليد» بين الوفدين وإيصال رسائل ملموسة إلى الناس على الأرض، قبل الانتقال إلى المسار السياسي المتعلق بالهيئة الانتقالية. وقالت المصادر: «هناك إصرار من المعارضة وحلفائها على مفاوضات متوازية بين إجراءات بناء الثقة وهيئة الحكم، غير أن الاختبار سيكون اليوم، لدى تقديم الائتلاف خريطة طريق للمرحلة الانتقالية».
وتراهن الدول الغربية على أن عملية جنيف التي تشمل جلوس وفدي الحكومة والمعارضة وتوفير منصة إعلامية كي يتحدث الطرفان بالسياسة من شرفة جنيف وأمام وسائل الإعلام العالمية وبرقابة حكومية ضئيلة، ستؤدي إلى دفع القوى الصامتة في الوسط في سورية إلى المشاركة في النقاش السياسي ودفع قوى سياسية كانت محيدة إلى الانضمام إلى هذا المسار و «دعم القطار في مسيرته لعبور المحطات والمطبّات جميعاً خلال رحلة قد تستمر حوالى سنة»، وفق المصادر.
 
«أونروا»: الحكومة لم تسمح بدخول المساعدات إلى مخيم اليرموك
لندن - «الحياة»
أعلنت «وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) امس انها لم تتمكن لليوم الخامس من توفير مساعدات انسانية اساسية الى مخيم اليرموك في جنوب دمشق، في وقت بلغ عدد ضحايا ٢٠٠ يوم من الحصار ٧٥ شخصاً.
وقال مسؤول في «اونروا» ان موظفيها لم يتمكنوا امس من «توفير الإمدادات الإنسانية إلى مخيم اليرموك للاجئين المحاصر وتشمل هذه الإمدادات الأساسية الحليب المجفف للأطفال الرضع ولقاحات شلل الأطفال للأطفال الرضع والمواد الغذائية الأساسية».
وكانت «اونروا» رحبت بأعلان الحكومة السورية في 18 الشهر الجاري بالسماح لموظفي الوكالة الدولية بتقديم الغذاء ومواد الاغاثة الى مخيم اليرموك. وأعلن المسؤول أمس: «الوكالة تشعر بخيبة أمل كبير بأن التأكيدات الحكومية لم تدعم من خلال العمل على الأرض لتسهيل دخول سريع لكميات كبيرة من المواد الإغاثية المطلوبة لإحداث فرق لآلاف من المدنيين الذين يعانون من سوء التغذية والجوع ويعانون من ظروف إنسانية يرثى ​​لها».
وتابع: «من أجل تخفيف المعاناة الجسيمة للمدنيين في مخيم اليرموك يجب على السلطات السورية وجميع أطراف النزاع السورية دعم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين. يجب أن تفعل ذلك بطرق حقيقية تضمن أن كميات كبيرة من المواد الغذائية ومواد الإغاثة الأخرى إلى جميع المدنيين بسرعة».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه ارتفع إلى ستة، بينهم سيدتان وطفل، عدد الذين فارقوا الحياة في مخيم اليرموك «جراء النقص الشديد في المواد الطبية والغذائية وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية إثر الحصار المفروض من قبل القوات النظامية منذ نحو 200 يوم». وأشار إلى أن عدد الضحايا ارتفع إلى 75 منذ حزيران (يونيو) الماضي، ينهم 24 مواطنة و4 أطفال.
وتفرض قوات الرئيس بشار الاسد حصاراً على مخيم اليرموك الذي تقاتل فيه قوات «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» بزعامة احمد جبريل مقاتلي المعارضة السورية. وغادر قسم كبير من الفلسطينيين الذين كانوا عددهم نحو 170 الفاً قبل اندلاع الازمة السورية.
 

اندلاع اشتباكات عنيفة في أحياء دمشق الجنوبية
وفاة ستة أشخاص جوعا في اليرموك يرفع عدد الضحايا إلى 75 منذ يونيو
بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»
شهدت مدينة دمشق اشتباكات عنيفة، أمس، لا سيما في الأحياء الجنوبية منها، بالتزامن مع تسجيل وفيات جديدة في مخيم اليرموك الفلسطيني جراء التجويع المفروض على سكان المخيم والحصار الذي تفرضه القوات النظامية. وأفادت الهيئة العام للثورة السورية بوفاة ستة أشخاص، بينهم سيدتان وطفلة رضيعة، نتيجة الجوع ونقص المواد الطبية، إضافة إلى قتل مسنّ برصاص نظامي أثناء بحثه عن طعام في الشارع.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «عدد السكان الذين فارقوا الحياة من جراء النقص الشديد في المواد الطبية والغذائية وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية في المخيم المحاصر من القوات النظامية منذ نحو 200 يوم، ارتفع إلى 75 شخصا منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي، بينهم 24 سيدة وأربعة أطفال».

وكان المرصد السوري أفاد، أمس، بأن «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي جوبر ومنطقة بورسعيد في حي القدم؛ بين القوات النظامية وعناصر الدفاع الوطني الموالين لها من جهة، وعناصر من جبهة النصرة الإسلامية، الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا، وكتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى».

وقال ناشطون إن «معارك عنيفة دارت في جنوب العاصمة في منطقة القدم على جانبي أوتوستراد درعا - دمشق، حيث أغلقت القوات النظامية مدخل دمشق الجنوبي مرات عدة بسبب اشتداد المعارك على أطراف الأوتوستراد، بالتزامن مع قصف قوات النظام للمنطقة الغربية من جنوب دمشق (المنطقة الساخنة) بمعدل ثمانية قذائف في كل ساعة، وذلك بعد هدوء نسبي في هذه المنطقة منذ أكثر من عام.

وفي حين أشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» إلى أن القوات النظامية قصفت منطقتي بورسعيد والمادنية في حي القدم، أفاد التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل بأن «وحدة من جيشنا الباسل قصفت عصابة إرهابية مسلحة بكامل أفرادها، حاولت التسلل من حي القدم إلى الأحياء الآمنة المجاورة».

ويتخذ المقاتلون المعارضون من بعض أطراف دمشق معاقل لهم، يحاولون من خلالها التقدم باتجاه العاصمة. ويتهمهم النظام بإطلاق قذائف هاون بشكل دائم على أحياء في دمشق. وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أمس عن إصابة «سبعة مواطنين جراء اعتداء إرهابي بقذيفة هاون على حي باب توما» وسط دمشق، مشيرة إلى أن القذيفة سقطت على «شرفة أحد المنازل».

وأفاد سكان في العاصمة دمشق بحملات مداهمات واعتقالات شملت أكثر من حي في دمشق، أمس، بالتزامن مع حالة استنفار أمني وعسكري شديدة على جميع الحواجز داخل المدينة وفي محيطها.

وفي ريف حلب، أعلنت كتائب إسلامية، أمس، سيطرتها على جبل معارة الأرتيق عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين «جيش المجاهدين» وقوات النظام في حي العامرية غرب حلب، وسط استهداف الحي بالمدفعية الثقيلة. كذلك، دارت اشتباكات بين القوات النظامية و«لواء التوحيد»، التابع لـ«الجبهة الإسلامية»، قرب الجامع الأموي الكبير في حلب القديمة.

وفي حماه، سيطر عناصر من «الجيش الحر» على حاجز الناصرية، جنوب جسر حلفايا بالريف الشمالي، بالتزامن مع مقتل عدد من العناصر النظامية عند حاجز «حارة السمك»، في حي جنوب الملعب. وأفادت وكالة «سمارت للأنباء» المعارضة، بأن «جبهة النصرة» دمرت الحاجز وقتلت جميع عناصره، بعد تفجيره بسيارة مفخخة.

وذكرت أن «سرية الهاون»، التابعة للواء «مجاهدي الشام»، قصفت بقذائف الهاون الثقيل، المقر الرئيس لاجتماعات أعضاء «حزب البعث» في مدينة محردة، شمال غربي حماه، بينما طال قصف، بقذائف الدبابات، قرية الحويجة في سهل الغاب.

وفي ريف درعا، أعلنت الوكالة عن انفجار سيارة مفخخة، بين مقر لـ«جبهة النصرة»، ومقرين تابعين للجيش الحر بين بلدتي المزيريب وتل شهاب، من دون أن يسفر الانفجار عن سقوط ضحايا، لكنه خلّف دمارا وأضرارا مادية في مقر «الجبهة»، وأشعل مناوشات بين مقاتلي «الحر» و«جبهة النصرة».

وكانت بلدة تل شهاب تعرضت لقصف صاروخي، أمس، بينما طال قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة بلدة اليادودة، من مقرات قوات النظام في تل الخضر شرق عتمان. وشنّت قوات النظام حملة دهم واعتقال في مدينة الحارة، وفق ما أكده ناشطون، أمس.


المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,470,863

عدد الزوار: 6,992,804

المتواجدون الآن: 65