الإبراهيمي: حاولت مقابلة الشرع فجوبهت بالرفض وتصريحات داود أوغلو أضرته فوجئت بالتدخل العسكري العلني لـ «حزب الله» والمالكي أيد الأسد قلباً وقالباً

سوريا: مقتل وإصابة العشرات في مجزرة براميل متفجرة بحلب....مسؤولون في «الائتلاف» يخففون انتقادات أوباما..حديث عن تغيير وزاري يطول معظم أعضاء الحكومة السورية

تاريخ الإضافة الجمعة 27 حزيران 2014 - 7:02 ص    عدد الزيارات 1917    القسم عربية

        


 

سوريا: مقتل وإصابة العشرات في مجزرة براميل متفجرة بحلب ومصرع 15 مسلحا ماليزيا * قصف نظامي مكثف على الرقة.. واغتيال مختار بلدة جمرايا بالريف

بيروت: «الشرق الأوسط» ... كثف الطيران النظامي قصفه الجوي على مناطق في مدينتي حلب والرقة، شمال سوريا، مما أدى إلى مقتل أكثر من 20 مدنيا وجرح العشرات. وفي حين أفاد ناشطون بارتكاب الطيران النظامي «مجزرة» في حي طريق الباب بحلب، نتيجة إلقاء براميل متفجرة مما أدى إلى مقتل 13 مدنيا على الأقل، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 12 مدنيا بغارات جوية استهدفت أنحاء عدة في الرقة، الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، إضافة إلى عدد من الجرحى.
ورجح ناشطون ارتفاع عدد القتلى في الرقة، بسبب خطورة بعض الإصابات، والنقص في أكياس الدم والتجهيزات الطبية في المشفى الوطني في الرقة. ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن ناشط ميداني بالرقة يدعى أبو المهند الديري، قوله إن «الغارات استهدفت عددا من الأحياء والأبنية الواقعة وسط وشرق مدينة الرقة، ومنها مبنى التربية بالقرب من مبنى المحافظة، وحارتا العجيلي والبيطارة، ومكتبة الشهيد خلف كنيسة الشهداء». ولفت إلى أن «عنصرين على الأقل من (داعش) أصيبا بجروح، إضافة إلى 15 مدنيا آخرين على الأقل».
أما في حلب، فقد تحدث ناشطون عن مجزرة نتيجة إلقاء المروحيات النظامية سبعة براميل متفجرة قرب دوار الحلوانية الذي يعد سوقا للأحياء الشرقية في حي طريق الباب. وذكرت شبكة «سراج برس» المعارضة أن 13 مدنيا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، قتلوا أمس، إضافة إلى إصابة أكثر من 30 آخرين، بعضهم في حالة خطرة.
وأحدث القصف على حي طريق الباب دمارا كبيرا في المنازل السكنية، والمحال التجارية، تزامنا مع تعرض أحياء الصاخور وقاضي عسكر وباب النصر لقصف جوي أحدث دمارا من دون أن ترد أنباء عن ضحايا.
وأفاد المرصد السوري باشتباكات عنيفة بين مقاتلي «جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)» و«جيش المهاجرين والأنصار» الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية وكتائب إسلامية من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة أخرى، في محيط مبنى المخابرات الجوية ومحيط جامع الرسول الأعظم بحي جمعية الزهراء بحلب. وقصف الطيران الحربي منطقة كازية إيكاردا بريف حلب الجنوبي، بموازاة استهداف الكتائب الإسلامية بقذائف محلية الصنع مطار النيرب العسكري، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام.
وشهدت مدينة مارع في شمال حلب تجدد الغارات الجوية، واستهدفت المقاتلات منازل المدنيين بالصواريخ الموجهة مما أدى إلى مقتل مدني وجرح أكثر من 10.
وفي العاصمة دمشق، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بمقتل طفل وإصابة ستة آخرين في قصف بقذيفة هاون على حارة التيامنة بمنطقة المجتهد. كما ذكرت «سانا» أن «مجموعة مسلحة اغتالت مختار بلدة جمرايا بريف دمشق إبراهيم كريكر بإطلاق النار عليه أثناء أدائه لعمله، ما أدى إلى مقتله على الفور». ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة الشرطة قوله إن «إرهابيين اقتحموا مكتب المختار كريكر في بلدة الهامة وأطلقوا النار عليه ما أدى إلى استشهاده على الفور». وفي مارس (آذار) الماضي، استهدف مسلحون مدير الفرن الآلي محمد بعيون، ورئيس لجنة المصالحة في بلدة الهامة حسام سكاف قرب مبنى البلدية ما أدى إلى مقتل الأول على الفور وإصابة الثاني بطلق ناري.
وفي اللاذقية، استهدفت «كتيبة المصطفى»، التابعة للجيش السوري الحر، بقذائف الـ«هاون» محيط «برج 45»، حيث تتمركز قوات تابعة للجيش السوري النظامي. كما استهدفت كتائب المعارضة مدينة كسب الخاضعة لسيطرة النظام السوري بعدد من القذائف، تزامنا مع قصف القوات النظامية المتمركزة في «برج 45» وبلدة كسب بالصواريخ قرى جبل التركمان.
ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن الناشط المدني المعارض بكري العمر قوله إن «قوات النظام قصفت بالصواريخ والمدافع قرى عرافيت وكنسبا ومصيف سلمى، مما أدى إلى أضرار في منازل المدنيين». وكانت «كتائب أنصار الشام» التابعة لـ«الجبهة الإسلامية» المعارضة استهدفت ليلا «مراكز تجمع قوات النظام» على قمة النبي يونس «ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام»، وفق ناشطين.
من جهة أخرى، أعلن مسؤول بالشرطة الماليزية، أمس، أن الشرطة تتعاون مع السلطات السورية لتحديد هوية 15 مسلحا ماليزيا قتلوا في الحرب الدائرة هناك. وقال مفتش الشرطة الجنرال خالد أبو بكر: «تأكدت أن بعضهم ماليزيون وما زلنا نعمل على تحديد هوية الآخرين».
وأضاف: «نحن على علم بأن بعض الجماعات المسلحة تجند أعضاء جددا في البلاد»، مؤكدا أن التحقيقات مستمرة.
وكانت وزارة الخارجية الماليزية قالت أول من أمس إنها علمت بمقتل 15 مسلحا ماليزيا في سوريا، وذلك خلال مؤتمر صحافي في نيويورك نظمه ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة.
 
«النصرة» تبايع «داعش» في البوكمال قبيل هجوم وشيك على المدينة من الحدود العراقية والتنظيم يواصل زحفه في دير الزور ويسيطر على أربع قرى جديدة

بيروت: «الشرق الأوسط»... يستغل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في مدينة دير الزور (شرق سوريا)، ضعف تمويل الفصائل العسكرية المعادية له ونقص عتادها لاستمالة قادتها ودفعهم إلى مبايعته، إذ أعلنت «جبهة النصرة»، الذراع العسكرية لتنظيم القاعدة في سوريا، مبايعتها تنظيم «داعش» في مدينة البوكمال قرب الحدود مع العراق أمس، وذلك بعد أيام على مبايعة عدد من أعضاء المجلس العسكري التابع لهيئة أركان «الحر» للتنظيم المتشدد، تزامنا مع سيطرة مقاتليه على أربع قرى جديدة في دير الزور.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن «فصيل (جبهة النصرة) في البوكمال أو ما يعرف بـ(جنود الحق) بايعوا ليل الثلاثاء/ الأربعاء (الدولة الإسلامية في العراق والشام)»، موضحا أن «هذه الخطوة بين التنظيمين اللذين يتحاربان تسمح لـ(الدولة) بأن تكون موجودة على جانبي الحدود، بما أنها تسيطر أصلا على بلدة القائم الحدودية في العراق». ووضعت وكالة الأنباء الإسلامية (حق)، المقربة من تنظيم «الدولة»، ما حصل في البوكمال في سياق «الفتوحات المستمرة لتنظيم (الدولة الإسلامية)»، بعد إشارتها إلى أن «جنود وأمراء (جبهة النصرة) في المدينة أعلنوا بيعتهم لـ(الدولة الإسلامية) التي أعلنت بدورها العفو عن كل من يعلن توبته ممن قاتلها سابقا». وأشار «المرصد السوري» إلى أن «هذه المبايعة تأتي بينما تتقدم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) في محافظة دير الزور»، لافتا إلى أن مقاتلي «(داعش) سيطروا على قرى الحريجي وضمان وماشخ والطكيحي، متخذين من الأخيرة مقرا لهم».
وأرجع المرصد سبب تقدم عناصر «الدولة» إلى «انسحاب مقاتلي (جبهة النصرة) من المنطقة باتجاه حقل العمر النفطي وبلدة الشحيل»، مفيدا بـ«استهداف مقاتلي (الدولة الإسلامية) بقذائف الهاون تمركزات (النصرة) في حقل العمر النفطي»، مما يشير إلى أن «مبايعة (جبهة النصرة) لـ(داعش) في البوكمال لن توقف المعارك المندلعة بين الطرفين في المناطق الأخرى».
ويسعى تنظيم «داعش» إلى ربط الحدود العراقية - السورية عبر مدينتي القائم (العراق) والبوكمال (سوريا)، ومن المرجح أن ينجح في تنفيذ هذا السيناريو في ظل مبايعة «النصرة» له في هذه المناطق وضعف كتائب المعارضة المعنية بقتاله، في وقت أفاد فيه شهود عيان بأن عناصر «داعش» يحتشدون عند الحدود العراقية للانقضاض على البوكمال من مدينة القائم.
وتأتي خطوة مبايعة «جبهة النصرة» لـ«داعش» في البوكمال بعد أيام على إعلان عدد من قادة المجلس العسكري التابع لهيئة أركان «الجيش الحر» في دير الزور مبايعتهم أيضا للتنظيم، إذ أصدر «مجلس شورى المجاهدين»، أكبر ائتلاف للقوى العسكرية في المنطقة الشرقية، بيانا قبل أيام، أكد فيه «مبايعة بعض من ينتمون إلى المجلس العسكري التابع لهيئة الأركان تنظيم البغدادي»، في إشارة إلى زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، موضحا أن «بعض اللصوص والخونة بايعوا هذه العصابة، طلبا للحماية والحصانة بعد أن انكشفت خيانتهم ونهبهم الأموال المقدمة لتحرير مطار دير الزور العسكري».
وأشار البيان إلى أن «عناصر تنظيم البغدادي غدروا المجاهدين المرابطين على مطار دير الزور، فقتلوا وجرحوا وأسروا منهم الكثير (..)، وتغطية على جريمتهم النكراء أوهموا الأهالي من المنطقة بأن المسألة عشائرية، فأيدهم بعض السذج والمغفلين ممن انطلت عليهم هذه الخدع». ودعا «مجلس شورى المجاهدين»، من «تلبس عليه الأمر ولعبت به شياطين الإنس» إلى أن «يسارع إلى التبرؤ من فعله، وتسليم نفسه ليقدم للمحاكمة الشرعية». وأما «من أصر على غيه واستمر في ضلاله وإجرامه، ووضع يده في يد عصابة البغدادي، فلن يجد منا سوى سيف علي، رضي الله عنه، الذي سله على الخوارج المارقين».
وفي سياق متصل، كشف رئيس المجلس العسكري في دير الزور، مهند الطلاع، لـ«الشرق الأوسط»، أن «أبرز القادة المعارضين الذين بايعوا (داعش) هم الرائد المنشق عبد الرحمن العبد الله، والملازم المنشق عبد الملك الفرين»، مبديا تخوفه من «إعلان قادة آخرين تأييدهم (داعش) في ظل نقص السلاح والتمويل». وأوضح الطلاع أن «تنظيم الدولة يستغل حاجة عناصر (الحر) إلى السلاح والمال لتسليمه إلى صفوفه والقتال معه»، لافتا إلى أن «(لواء الصاعقة) التابع لـ(الحر) سبق أن أعلن مبايعته تنظيم الدولة بعد أن انقطع عنه الدعم».
وأشار القيادي المعارض إلى أن «تنظيم (داعش) يحاول خلق انقسام بين العشائر في مدينة دير الزور عبر استمالة عشيرة واستخدامها ضد أخرى، ليضمن بذلك اختلافهم بشأن الاتحاد ضده»، متوقعا «اندلاع معارك في وقت قريب بين عشيرة البوخابور الموالية للتنظيم وعشيرة الشيعطات المعارضة له».
وكان «مجلس شورى المجاهدين» اتهم في بيانه تنظيم «داعش» بالضرب على «الوتر العشائري»، كما ضرب النظام من قبله على الوتر الطائفي، مشيرا إلى أن التنظيم «أثار النعرات والضغائن بين القبائل المسلمة في حوض الفرات والخابور». وشدد على أن «معركته مع النظام وتنظيم البغدادي ومن يتحالف معهما أيا كانت عشيرته، وليست مع الأهالي»، الذين ينظر إليهم كما ينظر إلى «سائر أهلنا من أهل السنة».
وفي السياق ذاته، نشرت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» صورا جديدة لمبايعات من شيوخ العشائر السورية في محافظة حلب. وأشارت صفحة «ولاية حلب»، التابعة لـ«الدولة»، على موقع «تويتر»، إلى أنه بـ«دعوة كريمة من رؤساء ووجهاء عشيرة بوبطوش، أقيم الملتقى العشائري الخامس، وحضر الملتقى كوكبة من أمراء وقادة وجنود (الدولة الإسلامية في العراق والشام) مع أبناء عشيرة بوبطوش في تل فضة منطقة مسكنة».
 
«جبهة النصرة» تخوض معارك عنيفة مع «داعش» في دير الزور  وقصف ومواجهات في حلب ودمشق وإدلب والرقّة
المستقبل....المرصد السوري، أ ف ب
شهدت مناطق حلب ودمشق وإدلب ومناطق أخرى مواجهات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام السوري، ترافقت مع قصف عنيف من قبل قوات النظام، فيما خاضت «جبهة النصرة» معارك عنيفة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في دير الزور.

حلب

فقد قصفت مجموعة من المعارضة بقذائف الدبابات، تلة الطعانة بريف حلب الشرقي، والتي تتمركز فيها قوات النظام، كذلك قصفت بقذائف الهاون، تمركزات قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في تل حيلان وقرية حيلان في شمال حلب، بالقرب من سجن حلب المركزي، بينما سقطت عدة قذائف محلية الصنع على مناطق في حي الأشرفية، ودارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة و»داعش» بالقرب من قرى الباروزة والمسعودية وتويس وكسار وجبال الواش القريبة من أخترين، في ريف حلب الشرقي.

دمشق

وفي ريف دمشق قتل 7 أشخاص بينهم طفل جراء غارة للطيران الحربي على مناطق في مدينة عربين صباح امس، كما استشهد مقاتل من المعارضة خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الغوطة الشرقية، بينما سقط صاروخان من نوع أرض ـ أرض، أطلقتهما قوات النظام، على مناطق في بلدة المليحة ومحيطها. وتعرضت مناطق في جرود القلمون الفوقاني لقصف من قوات النظام. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، مناطق في قرية عين الفيجة بوادي بردى، ما أدى لأضرار مادية، بالتزامن مع فتح قوات النظام لنيران رشاشاتها على مناطق في القرية، كذلك فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على أماكن في بساتين بلدة الكسوة.

ووردت أنباء عن اعتقال قوات النظام لمواطنين ببلدة رنكوس في القلمون، واقتادتهما إلى جهة مجهولة.

إدلب

ونفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة تفتناز، ونفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في أطراف بلدة المغارة. ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة ومقاتلي المعارضة في محيط جبل الاربعين قرب مدينة اريحا، وعلى طريق إدلب ـ بنش.

الرقة

في الرقّة استشهد 12 شخصاً بينهم امرأة وطفل جراء قصف الطيران الحربي مناطق في المدينة، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب إصابة العشرات بجراح بعضهم حالتهم خطرة كما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في مدينة الرقة.

دير الزور

وفي دير الزور، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «جبهة النصرة« والكتائب الإسلامية من طرف، ومقاتلي «داعش» طرف آخر، بالقرب من/وفي محيط بلدة الشحيل، التي تعد معقلاً لـ»جبهة النصرة« وينحدر منها الكثير من قياديي جبهة النصرة، بالتزامن مع قصف للدولة الإسلامية على منطقة كوع العتال وأطراف بلدة الشحيل بقذائف المدفعية والدبابات، في محاولة للسيطرة عليها.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان «فصيل جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في البوكمال أو ما يعرف بـجنود الحق بايعوا ليل الثلاثاء/ الاربعاء الدولة الإسلامية في العراق والشام«.

واوضح المرصد ان هذه الخطوة بين التنظيمين اللذين كانا متحاربين تسمح «للدولة الاسلامية في العراق والشام» بان تكون موجودة على جانبي الحدود بما انها تسيطر أصلاً على بلدة القائم الحدودية في العراق.

واشار الى ان «هذه المبايعة تأتي بينما تتقدم الدولة الاسلامية في العراق والشام في محافظة دير الزور» حيث تقع البوكمال شرق سوريا على الحدود مع العراق.

وتابع المرصد «انهما تنظيمان متنافسان لكنهما كلاهما جهادي ومتطرف»، معتبراً ان «هذه المبايعة ستؤدي الى توتر مع الكتائب المقاتلة الاخرى بما فيها الاسلاميون».

تزايد اللاجئين إلى إيطاليا

وفي قضية اللاجئين، كشفت منظمة «سيف زي تشيلدرن« (أنقذوا الأطفال) عن تزايد أعداد اللاجئين السوريين الفارين الى ايطاليا بسبب الاوضاع الامنية فى بلادهم.

واشار تقرير صادر عن المنظمة امس فى برلين الى ان عدد السوريين الذين وصلوا السواحل الإيطالية في الفترة بين شهري كانون الثاني وأيار الماضيين بلغ 6620 سورياً من بينهم الكثير من الأطفال.

ووجهت المنظمة نداء للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي قبيل قمتهم المرتقبة اليوم لتقديم الحماية للسوريين الفارين من بلادهم.

ودعا خبراء المنظمة الجهات المعنية إلى تعزيز قدرات البحث عن اللاجئين في عرض البحر الأبيض المتوسط. وبحسب بيانات الأمم المتحدة فإن الحرب الأهلية في سورية أدت إلى نزوح ولجوء أكثر من 40% من إجمالي نحو 22 مليون سوري منذ عام 2011 فى الداخل والخارج.
 
اتفاق جزئي بين «النصرة» و «داعش» قرب الحدود
لندن، واشنطن، بروكسيل، بيروت - «الحياة»، أ ب - أ ف ب -
استمر الاقتتال بين «جبهة النصرة» و تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في شمال شرقي سورية، بعد تقديم فصيل تابع لـ «النصرة» الولاء للتنظيم قرب حدود العراق، في وقت قتل 19 بغارات على الرقة. (
في واشنطن، أكد البيت الأبيض شن طائرات سورية غارات على مواقع المسلحين غرب العراق. لكن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي برناديت ميهان قالت: «الحل لمواجهة التهديد في العراق ليس بتدخل نظام الأسد الذي سمح لداعش بالازدهار في المقام الأول، وحل التحدي الأمني ​​في العراق لا يعتمد على الميليشيات أو نظام الأسد القاتل، بل بتعزيز قوات الأمن العراقية لمكافحة التهديدات». وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في لقاء مع ديبلوماسيين من حلف شمال الاطلسي (ناتو) ان دول المنطقة تبلغت تحذيراً من «اننا لا تحتاج أي تدخل قد يؤدي إلى تفاقم الانقسامات الطائفية».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن «جنود الحق» التابع لـ «النصرة» في البوكمال قرب حدود العراق بايع ليل الثلثاء- الأربعاء «الدولة الإسلامية»، مشيراً إلى أن الاتفاق تم في منطقة ربيعة الحدودية مع العراق.
وجاء هذا الاتفاق، الذي يسمح بوجود «داعش» على جانبي الحدود السورية - العراقية، بعدما تبرأت اول امس جميع الألوية المقاتلة في البوكمال من «الدولة الإسلامية». لكنه لم يمنع استمرار المواجهات بين «النصرة» و «داعش»، إذ دارت «اشتباكات عنيفة» بينهما في محيط قرية الزر، في محاولة من «الدولة» التقدم باتجاه بلدة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي» التي تعد معقلاً لـ «جبهة النصرة» وينحدر منها الكثير من قيادييها.
 
مسؤولون في «الائتلاف» يخففون انتقادات أوباما
لندن - «الحياة»
مال مسؤولون في المعارضة السورية إلى وضع تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما من انه ليست هناك «معارضة معـــــتدلة» في سورية، في سياق السياسة الداخلية الأميركية مع اقتراب موعد الانتــخابات الرئاسية.
وكان أوباما قال مقابلة مع تلفزيون كندي رداً على سؤال: «فكرة وجود قوة سورية معتدلة جاهزة لهزيمة الأسد ليست صحيحة وبالتالي، فإنه بكل الأحوال الفراغ سيكون موجوداً».
واعتبر رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا أثناء لقائه بقادة عسكريين من «الجيش السوري الحر» بأن تصريحات أوباما «تضع الثوار أمام تحدٍ جديد، وتؤكد أنّ عليهم وعلى الائتلاف الوطني أن ينظموا صفوفهم في شكل أكبر ومكثف».
وكتب الرئيس السابق لـ «المجلس الوطني السوري» المعارض برهان غليون على صفحته في «فايسبوك» أمس: «إذا كان دعم المعارضة السورية ليس ناجعاً، والحل التفاوضي قد انتهى، والأمم المتحدة معطلة بسبب الفيتو الروسي والصيني، فهل يستطيع الرئيس الأميركي أن يقول لنا في هذه الحالة ما هو الحل؟ من سيهزم (الرئيس بشار) الأسد ويوقف النزيف، ويملأ الفراغ الذي يحتله «داعش» كما يقول؟».
وكان الناطق باسم «الائتلاف» المعارض لؤي صافي قال إنه «من المؤسف» أن ينتظر الرئيس الأميـــــركي «الرابح والاكتفاء بإدارة الصراع» الســـوري، فيما وضع رئيس الوفد التفاوضي إلى جنيف هادي البحرة في سياق رد أوباما على «أطراف داخل أروقــة السياسة الأميركية خطّأته في معالجة القضية السورية».
وقال: «إنّ توسّع دائرة التطرف العابرة الحدود، نتج من السياسات التي اتبعتها الدول الداعمة الشعب السوري، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، والتي تجلت في ضعف حجم الدعم المقدم للقوى المعتدلة وتأخره معظم الوقت».
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون والسفير السابق روبرت فورد وجـــــــها انتقادات لسياسة أوباما في سورية ورفضه مقترحات لتقديم دعم للمعارضة في نهاية 2012.
ونقلت شبكة «سمارت» المعارضة عن رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا أن «أوباما قدم تبريرات للأميركيين حول سياسة إدارته وموقفها من المسألة السورية في المرحلة السابقة، خصوصاً بعد الانتقادات التي وجهها عدد من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأميركي». لكنه قال: «ليست المرة الأولى التي تنتقد فيها الإدارة الأميركية المعارضة السورية».
وقال عضو الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» عبدالأحد صطيفو إن أوباما على حق بقوله بعدم قدرة المعارضة السورية «المؤلفة من أطباء أسنان وفلاحين على إسقاط النظام». وأضاف صطيفو: «تسليم بضعة أسلحة لتلك المعارضة لا تكفي لإسقاط النظام والقوى المتطرفة كتنظيم «داعش» وأخواته».
إلى ذلك، تسلم أسعد العشي إدارة «وحدة تنسيق الدعم» في «الائتلاف» خلفاً لأسامة القاضي الذي قدم استقالته قبل أيام بسبب «التجاذبات السياسية» داخل الوحدة.
 
معاذ الخطيب يجدد دعوته للتفاوض مع النظام
لندن - «الحياة»
جدد الرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض معاذ الخطيب دعوته لـ «التفاوض» مع نظام الرئيس بشار الأسد «توفيراً لمزيد من الدمار والدم» في سورية، آملا في أن تفيق «السلطة المتوحشة من سكرتها» وأن تجنب سورية «حرب استنزاف طويلة».
وحدد الخطيب في بيان نشره على صفحته على «فايسبوك» أمس موقفه في ثماني نقاط بينها أنه يدعو إلى «حل سياسي وأرى أن استمرار الاقتتال خرج عن أهداف الثورة السورية ابتداء، وأنه أصبح استنزافاً لكل شيء في سورية وفقدنا خيرة أهلنا وشبابنا ودمر معظم بلادنا بسبب أجندات وصراعات إقليمية ودولية ولم أشعر يوماً بأنها كانت حريصة على إنقاذ السوريين بمقدار دفعها إلى المزيد من الاقتتال والدم».
وأضاف: «ثبت لي في شكل جلي تماماً منذ أكثر من عام ونصف أن الوعود بدعم الثورة السورية كانت وعوداً مراوغة ساهم في تسويقها بعض المعارضين السياسيين كسباً فيما يظنونه للشارع على رغم تأكيد دول عدة جهاراً نهاراً أن ما ستقدمه له سقف واضح ولم تبق جهة دولية إلا وأكدت أنه غير مسموح لأحد الطرفين أن ينتصر عسكرياً».
وأشار الخطيب الذي استقال من منصبه العام الماضي إلى أن دعوته إلى التفاوض مع النظام السوري «ليست هدراً لطوفان الدم الذي قدمه أهلنا من أجل حريتهم، بل هي توفير لمزيد من الدم والدمار الذي تدفع سورية إليه، والكل يسمع عن أن الأمر مرشح للاستمرار حوالى عشر سنوات. والحقيقة هي أن النظام حتى الآن لم يفهم قضية حرية الناس وكرامتهم فما زال يقصف ويقتل ويعتقل ويقوم بمصالحات ترقيعية موضعية متجاوزاً حقيقة أنه السبب الأول لكل ما يجري من دون السعي إلى أي حل وطني شامل».
وأشار إلى أن جهات إقليمية ودولية تسعى إلى تشكيل «نخب موالية لأنظمة إقليمية للقضاء على ثوار البلد الحقيقيين ودفع البلد لتكون تحت وصاية دول أخرى.
ولما تبين أن الدعم هو وهمي ومحدود ومشروط بالارتباط والولاء لهم صار كل حديث عن التسليح هو مزيد لاستنزاف المزيد من دماء شبابنا وتدمير كل ما في سورية من قوة وسلاح لم يكن يوماً ملكاً للنظام، بل دفع ثمنه شعبنا من دمه ودمعه وخبز أطفاله».
وختم الخطيب بيانه بدعوة الثوار إلى «صدق النـــية وأن يكون عملهم لله لا للمنصب ولا للجاه وألا يباعوا ويشتروا ممن يملكون المال ويريدون تصفية حساباتهم مع دول أخرى على أرضنا وبدم أطفالنا بشراء بعض الغافلين أو الانتهازيين منا»، داعياً «السلطة المتوحشة إلى أن تــــفيق مــن سكرتها وأن تدرك ما فعـــــــلته بأهلنا وشعبنا من الظلم المديد، ثــــــــم فشل إدارتها للأزمة من كل الوجوه وأن تتعقل ولو مرة يتيمة وتعترف بأخطائها من أجل تجنيب سورية حرب استنزاف طويلة ستزداد فيها خسائر الجميع وقد يكون كل ما جرى من الدمار والدم هيناً أمامها».
 
حديث عن تغيير وزاري يطول معظم أعضاء الحكومة السورية
الرأي....  دمشق - من جانبلات شكاي
مع ازدياد الحديث عن اجراء تغيير حكومي واسع بعد اداء الرئيس بشار الأسد القسم بعد منتصف يوليو المقبل، واصل رئيس غرف الصناعة في سورية فارس الشهابي هجومه اللاذع على مصرف سورية المركزي متهما إياه بأن «تجاوزاته تصيب بمعظمها المغضوب عليهم غربيا والمعروف وقوفهم مع الجيش والدولة السورية وكأنه يوجد تنسيق قوي في الخفاء» مشيرا إلى وجود «خونة وعملاء بيننا».
وبدأت الأوساط الإعلامية في سورية أخيرا التداول حول التعديل الحكومي المرتقب اجراءه بعد أداء الأسد القسم الرئاسي، والوزراء التي قد تطولها التغيير، مع التركيز على احتمال ضم ممثلين عن المعارضة المحلية وتفعيل عمليات المصالحات المحلية التي باشرت بها السلطات في أكثر من مكان وخصوصا في دمشق وريفها وحمص القديمة على ان تصل قريبا إلى حلب.
وتضم الحكومة السورية ذات الصلاحيات التنفيذية على مستوى الاداء الاقتصادي والخدمي، ومن دون التأثير كثيرا في سياسة الدولة الداخلية والخارجية والعسكرية التي هي من صلاحيات رئيس الجمهورية، 35 عضوا بمن فيهم رئيس مجلس الوزراء الذي يشغل منصبه حاليا وائل الحلقي.
وذكر موقع «داماس بوست» الأخباري الإلكتروني، أن «الحكومة الجديدة التي ستبصر النور، ستسجل خروج أكثر من 28 وزيراً من الوزراء الحاليين مقابل بقاء الوزراء الذين يشغلون ما يوصف بالوزارات السياسية مثل الدفاع والداخلية والخارجية».
ولم يتحدث الموقع المشار إليه إذا ما كان الحلقي سيحافظ على منصبه أم أن التغيير سيطاله أيضا.
ويفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على معظم أعضاء الحكومة السورية وتتضمن تجميد أصولهم المالية لديه ومنعهم من دخول بلدان الاتحاد الأوروبي
وفي موضوع متصل، كتب شهابي، وهو أحد الذين ادرج اسمه على قائمة العقوبات الأوروبية، تدوينة له على صفحته الخاصة على «فيسبوك» شن خلالها هجوما لاذعا على مصرف سورية المركزي وقال: «الاتحاد الاوروبي والاعراب وجماعة الفورة يتهموك بدعم النظام ويعاقبوك ويحاولوا أن يتخلصوا منك بأي طريقة! والمركزي يتهمك بدعم الارهاب ويحاول بكل صدق وشفافية وحرص تنفيذ سياسات (أصدقاء سورية) المعادية للشعب ولقمة عيشه»، متسائلا: «إلى أين نحن متجهين؟ وهل ننتظر فرنسا وبريطانيا ليفرجوا عن وثائقهم الإستخباراتية بعد عقود من الزمن لنتأكد بعد فوات الاوان بوجود خونة وعملاء بيننا مهمتهم الوحيدة تدمير البلد من الداخل وكل القرائن والأدلة تشير أمامنا إليهم».
الشهابي المعروف بولائه الشديد ونشره تدوينات تحارب «تجار الأزمة» من داخل النظام تابع: «نجدد طلبنا بلجنة تحقيق مستقلة للنظر في الاساءات والتجاوزات بحق الناس وبوضع المركزي تحت سلطة رقابية ومحاسبية مشددة لأنه يعمل الآن فوق كل القوانين ولا أحد يحاسبه بشيء! وإذا لم نتحرك بسرعة في هذا الخصوص فسندمر اقتصادنا بأيدينا وسنعطي العدو ما عجز عن تحقيقه خلال كل هذا العدوان».
 
الإبراهيمي: حاولت مقابلة الشرع فجوبهت بالرفض وتصريحات داود أوغلو أضرته فوجئت بالتدخل العسكري العلني لـ «حزب الله» والمالكي أيد الأسد قلباً وقالباً
الحياة...باريس - غسان شربل
في هذه الحلقة يتحدث المبعوث الدولي والعربي السابق إلى سورية الأخضر الإبراهيمي عن لقاءاته بعدد من قادة دول المنطقة في إطار سعيه إلى حل سياسي في سورية. ويروي أنه طلب أكثر من مرة خلال زياراته دمشق، الاجتماع بنائب الرئيس فاروق الشرع إلا أن طلبه رفض. ولا يستبعد الإبراهيمي أن تكون تصريحات وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قد أضرت بالشرع، خصوصاً حين طالب الأسد بتفويض نائبه صلاحياته.
وهنا نص الحلقة الثانية:
> التقيت خلال مهمتك أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني؟
- نعم، ووجدته مقتنعاً بأن نظام (الرئيس بشار) الأسد على طريق السقوط، وأن بشار يجب أن يتنحى. كان يعتبر أن القصة ستحسم في أسابيع، أو أشهر وأنه كلما بكر الأسد في الرحيل كان ذلك أفضل، لأن الحل يبدأ بذهابه.
> تردد أن رئيس وزراء قطر حينها، وكان رئيساً للجنة الوزارية العربية التي تتابع الوضع، حمد بن جاسم اقترح على إيران حلاً ينص على أن يفوض الأسد نائبه فاروق الشرع كامل صلاحياته، وأنهم رفضوا ذلك؟
- حكي كثيراً عن هذا الموضوع، لكنني لست مطلعاً عما إذا كان عرض ذلك على الإيرانيين ورفضوه. الحقيقة أن وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو دعا علناً إلى خطوة من هذا النوع، وأعتقد أن دعوته تلك أضرت بالشرع. الإيرانيون في تلك المرحلة كانوا يقولون نحن نعترف بوجود أزمة في سورية، وفيها طرفان: الحكومة والمعارضة، ونعترف أن الحل يكون باتفاق بينهما، لهذا ندعو إلى مفاوضات تنتهي بانتخابات تحدد من سيحكم البلد.
> ألم تؤيد إيران بيان «جنيف - 1»؟
- لم تكن حاضرة. لم تؤيد البيان ولم تعلن معارضتها إياه. لم تخف إيران أنها مع النظام قلباً وقالباً. لكنهم كانوا يقولون إن ذلك ليس معناه أننا نقبل كل ما يقوله النظام. وزير الخارجية الحالي محمد جواد ظريف يقول نحن نؤيد دولة عضواً في الأمم المتحدة، هل تريدوننا أن نخجل بذلك في حين تؤيد دول مجموعات إرهابية؟ طبعاً الدول الأخرى لا تؤيد مجموعات إرهابية، بل تؤيد معارضة مسلحة.
> هل التقيت المسؤولين الأتراك؟
- نعم، التقيت الرئيس عبدالله غل وهو رجل محترم وعاقل. والتقيت رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مع بان كي مون في قمة العشرين في سانت بطرسبرغ. كان موقفه ضد النظام ويريد التغيير.
> هل كان داود أوغلو متشدداً ضد الأسد؟
- جداً. الحقيقة أنني كنت أطرح على من ألتقيهم ما يمكننا عمله، فكان بعضهم يسارع إلى السؤال متى سيمشي الأسد؟ ولك أن تتخيل صعوبة العمل في ظل تناقض المواقف الإقليمية والدولية وعمق الشرخ بين السوريين. الشيء الملفت هو أن الشيخ حمد بن خليفة والشيخ حمد بن جاسم وأردوغان وأوغلو كانوا قبل الأزمة من أقرب الناس إلى الأسد وصاروا الأشد عداء لبقائه. هذا الموضوع يدعو إلى التفكير والتعمق فيه.
> هل كان هناك برنامج «إخواني» للمنطقة؟
- لا أدري، لكن لا شك في أن الأتراك تبنوا «الإخوان» في كل مكان بما في ذلك سورية، وأعتقد أن قطر اتخذت موقفاً مشابها من دون أن أكون على اطلاع على التفاصيل القطرية. الأتراك تبنوا «الإخوان»، وكانوا على صلة بهم في تونس ومصر وسورية. والملفت أيضاً أنه في «المجلس الوطني» وفي المرحلة الأولى من «الائتلاف» حصل «الإخوان» على حصة أكبر بكثير من قوتهم الفعلية، وهذا بلا شك بفضل تأييد تركيا وقطر لهم وقد خف هذا التأييد لاحقاً.
> التقيت أيضاً الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، كيف كان اللقاء؟
- كان اللقاء سريعاً، لأنه كان يستعد للمغادرة إلى أذربيجان. التقينا ليلاً حوالى نصف ساعة. كرر الموقف الإيراني الذي أشرت إليه سابقاً، وهو وجود أزمة في سورية وضرورة التفاوض بين الطرفين وأن تكون الكلمة في النهاية للانتخابات. هذا كان جوهر الموقف الإيراني طوال الوقت وهو تغير قليلاً الآن مع مجيء (الرئيس حسن) روحاني صاروا يتحدثون عن أخطاء ارتكبت وأن التغيير ضروري. لكن طبعاً موقف إيران على الأرض معروف تماماً. في أيام روحاني صارت صياغة الموقف الإيراني أكثر إتقاناً وبراعة.
> ألم يكن أحمدي نجاد متشدداً في صياغة موقفه الداعم للأسد؟
- قلت لك كيف كانوا يتولون عرض موقف بلادهم. وزير الخارجية كان يردد الكلام نفسه. جوهر الموقف هو التأييد الكامل للنظام، لكن التعبير عنه اليوم يتم بطريقة جديدة نسبياً.
> وهناك الموقف العراقي.
- العراق كما تعرف أطراف. نوري المالكي مع النظام (السوري) قلباً وقالباً.
> هل قدم له مساعدات؟
- أتصور أن ذلك حصل. هناك عراقيون يقاتلون إلى جانب النظام تماماً كما يفعل «حزب الله» اللبناني. إنهم أفراد ميليشيات لم تأتِ علناً باسم الدولة، لكن يصعب الاعتقاد بأن الدولة ليس لها دور في ما يقومون به.
> هل فوجئت بتدخل «حزب الله» العلني إلى جانب الأسد؟
- نعم، فوجئت لأن شرعية الحزب وخصوصاً شرعية سلاحه تأتي من وقوفه في وجه إسرائيل وهي شرعية زادت بفعل صمودهم في حرب 2006 في مواجهة إسرائيل. أن ينتقل هذا السلاح من الحدود الجنوبية للبنان إلى سورية ويخوض الحرب هناك هي مسألة ليست بسيطة وتشكل تغييراً كبيراً في دور الحزب. أنا لا أريد الخوض في انعكاسات ذلك لدى جمهور الحزب أو في لبنان.
> هل تعتقد أن مشاركة «حزب الله» والميليشيات الشيعية العراقية في القتال في سورية أعطته طابعاً طائفياً؟
- يمكن القول إنها أكدت هذا الطابع الذي كان موجوداً. هذه المشاركة الخارجية في القتال إلى جانب كل من الطرفين هي التي جعلتني أحذر باكراً من خطر انتقال النزاع إلى خارج الأراضي السورية وللأسف نشهد اليوم هذه المآسي في العراق. طبعاً الاستقطاب الطائفي على مستوى المنطقة مؤسف وشديد الخطورة ولا شك في أن النزاع في سورية ساهم في هذا الفرز وعمقه.
> من التقيت في روسيا؟
- التقيت لافروف. حين زرتها للمرة الأولى كان بوتين مريضاً.
> يقال إن لافروف مفاوض بارع!
- مفاوض بارع ومطلع. يدافع عن رأيه بقوة وثبات ويصعب أن يغير رأيه لكن التعامل معه مريح.
> هل عانت مهمتك من ذيول ما اعتبره الروس خديعة تعرضوا لها في ليبيا، وهل هذا يفسر لجوءهم المتكرر إلى الفيتو في مجلس الأمن؟
- هذه نقطة مهمة جداً، وقد تحدث عنها لافروف أكثر من مرة. أعتقد أن الدول الغربية لم تستوعب حجم الغضب الروسي مما حصل في ليبيا ولم تحاول تبديده. يقول الروس إنه كان هناك اتفاق بينهم وبين الأميركيين وصدرت تصريحات غربية رفيعة المستوى بأن الموضوع في ليبيا ليس موضوع تغيير نظام، بل هو موضوع حماية المدنيين. ويقول الروس إن القرار الذي وافقوا عليه كان واضحاً، ولا يتضمن أي دعم لتغيير النظام وإن الغربيين استخدموا القرار خلافاً لمضمونه. وكرر لافروف أن روسيا لن توافق، لا من قريب ولا من بعيد على أي قرار يمكن أن يوظف في هذا الشكل.
قلت له لماذا لا نضمّن القرار المستند إلى الفصل السابع، فقرة تنص صراحة على أن استخدام السلاح يحتاج إلى قرار جديد من مجلس الأمن، فردّ بالرفض قائلاً إن الغربيين سيجدون ألف طريقة للالتفاف على ذلك. بالنسبة إليهم أصبحت عبارة الفصل السابع حساسة وممنوعة.
> هل طلبت من لافروف ممارسة ضغوط على الأسد؟
- قال الروس: ليس من مهمتنا أن نقول للأسد أن يغادر. ثم إن نفوذنا على الرجل أقل مما يعتقد كثيرون. ذات يوم قال لافروف: نحن نفوذنا على بشار أقل من نفوذ الأميركيين على بنيامين نتانياهو. فقلت له: يا خبر اسود.
> هل فاجأك الموقف الصيني باعتماد الفيتو؟ وكيف تفسره؟
- لا لم يفاجئني. الصين حساسة في ما يتعلق بسيادة الدول. علينا أن نتذكر أن لديها مشكلة التيبت وتعتبر أن الاعتراف بالسيادة الصينية يعني عدم جواز التدخل في التيبت. لا تقبل بتأويلات لموضوع السيادة.
> هل يساعد خوف روسيا أيضاً من «الربيع الإسلامي» على شرح موقفها؟
- لا شك في أنهم اعتبروا الوضع في ليبيا سيئاً، والوضع في مصر مقلقاً، وحتى الوضع في تونس، أما سورية فهي أقرب إليهم جغرافياً. كانت قراءتهم للوضع أنه في حال سقوط النظام في سورية، فإن المؤهلين لتسلم السلطة ليسوا المنتمين إلى المعارضة المعتدلة، بل التيارات الإسلامية المتشددة. كان من السهل قراءة موقفهم هذا من طريقة تعاملهم مع الحدث.
> هل كانت أميركا ستشن حرباً على النظام السوري يوم اتهم باستخدام السلاح الكيماوي؟
- لا أدري حقيقة ماذا كان يدور في رأس الرئيس باراك أوباما. أرسل قطعاً بحرية وأطلق تهديدات. كانت القوات جاهزة، فهل كان يريد شن عمل عسكري أم دفع الضغط على الأسد إلى أقصى حد لا أعرف. سئلت أنا عن رأيي باستخدام القوة؟ فأجبت أنني أقول دائماً إن استخدام القوة يجب أن يتم بتفويض من مجلس الأمن، وهذا ما يقوله ميثاق الأمم المتحدة. هبت عاصفة من الانتقادات. لن يستأذنني أوباما إذا كان يريد شن حرب، ورأيي ليس مؤثراً لكنني أتحدث عن القانون الدولي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة ذلك مرات عدة. كثيرون اعتقدوا بأن الضربة آتية، وستكون قاضية وينتهي الموضوع في سورية. مقالات كثيرة كتبت في هذا الاتجاه ثم جاءت الصدمة عنيفة.
> هل تعتقد أن الروس التقطوا الفرصة وحرموا الأميركيين من مبرر شن ضربة عسكرية؟
- الله أعلم. كنا في قمة العشرين في سانت بطرسبرغ في نهاية آب (أغسطس) 2013، وكان المشاركون يترقبون على مدى ثلاثة أيام موعد لقاء أوباما مع بوتين وما سيصدر عنه. لم يحصل أي لقاء. في اليوم الأخير توجه المشاركون إلى الغداء وإذ بأوباما وبوتين يقفان حوالى 20 دقيقة ويُعلن أن كيري ولافروف سيلتقيان في جنيف لبحث موضوع الكيماوي. هذا يعني أنه كانت هناك اتصالات أخرى بين الفريقين على المستوى السياسي والاستخباراتي. دعي وليد المعلم إلى موسكو وأعلن استعداد سورية لتسليم أسلحتها الكيماوية. جاء كيري ولافروف إلى جنيف واجتمعا في الإنتركونتيننتال ثم جاءا إلى مكتبي في مقر الأمم المتحدة حيث عقدنا اجتماعاً ثلاثياً.
> ماذا جرى في الاجتماع؟
- بحثنا في عقد اجتماع «جنيف - 2» العتيد. طبعاً، وهذا مضحك، هناك من أقحمني في موضوع الحل الكيماوي وهذه أمور أكبر مني بكثير. وهناك من اتهمني بأنني ساهمت في عدم حصول الضربة العسكرية. هذه مسائل تخص دولاً كبرى، ولا علاقة أو تأثير لنا بها. لم تكن لي يد، لا من قريب ولا من بعيد. قالا نريد أن نلتقي لبحث الوضع في سورية فقلت لهما غير مناسب أن يعقد اللقاء في فندق ومبنى الأمم المتحدة على بعد مئة متر فقبلا وكان اللقاء. قالا فلنحاول البحث عن حل سياسي. أعتقد أنه كان لديهما حسن نية. لكن، كان لكل منهما حسابات وحلفاء ومصالح دول وقد فشلنا في مساعدتهما على التوصل إلى حل.
> هل ورد موضوع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في بالك؟
- نعم، طلبت أن أقابل الشرع فقالوا لي لا.
> في أي رحلة؟
- في كل رحلة باستثناء الأخيرة. في الرحلة الأخيرة تحدثت مع الأسد. قلت له إن الرجل لا يزال نائباً للرئيس لديكم، وأنا أعرفه منذ ثلاثين سنة، ماذا سيقول الناس عني إذا لم أسلم عليه؟ فرد: لا رجاء أنت ضيف عندنا ولا داعي لذلك.
> هل فكرت في أن يلعب الشرع دوراً في المرحلة الانتقالية؟
-بكل تأكيد. يقول لافروف وأظن أن ذلك كان في شباط (فبراير) 2012 حين ذهب إلى الأسد وشدد على ضرورة أن تجرى مفاوضات، إن الأسد رد بأن فاروق الشرع يقود المفاوضات باسمي. ويقول لافروف إنه في تلك المرحلة كانت المعارضة تعتبر نفسها منتصرة ولم تكن مهتمة بالتفاوض، لا مع الشرع ولا مع غيره.
> لكنك تحدثت هاتفياً مع الشرع.
- هو كلمني أو قالوا له أن يكلمني. أنا احتججت بشدة وقلت لهم أنا سأتصل به. كلمني قبل أن أتصل به. أفهمت الشرع بوجود معارضة للقائنا وقلت له هل تحب أن آتي إليك فأنا مستعد، وإذا كنت تحب أن تأتي إلي فأهلاً بك يمكن أيضاً أن نلتقي لدى صديق. لم يعاود الاتصال ولم أحاول أن أحرجه.
> ما هي معلوماتك عن استخدام السلاح الكيماوي في سورية؟
- شكلت الأمم المتحدة لجنة للتحقيق في ما جرى في خان العسل، وهذا كان قبل آب. الحكومة السورية طلبت من الأمين العام إجراء تحقيق وتجاوب. طلب من اللجنة أن تتأكد مما إذا كان السلاح الكيماوي قد استخدم من دون أن يطلب منها التحقيق في هوية الجهة التي استخدمته. البريطانيون والفرنسيون دعوا إلى التحقيق في حالات أخرى. النظام رفض وقال نحن دعوناكم من أجل خان العسل. لم يحصل اتفاق على زيارة اللجنة إلا قبيل 21 آب 2013، حين تسارعت الأنباء عن استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة. وصلت اللجنة قبل أيام إلى دمشق استعداداً لزيارة خان العسل وربما إلى مكانين آخرين. في 21 آب، استخدم السلاح الكيماوي على بعد كيلومترات من الفندق الذي يقيم فيه أعضاء اللجنة. حصل أخذ وعطاء وفي النهاية وافقت الحكومة وذهبت اللجنة وأكدت أن السلاح الكيماوي قد استخدم في الغوطة. جمعت اللجنة عينات وأكدت استخدام السلاح. وأعتقد أنهم قالوا أيضاً إن الكيماوي استخدم في خان العسل.
حصل انقسام. قال الروس إنهم على ثقة كاملة بأن النظام لم يستخدم السلاح الكيماوي في أي مكان وحملوا أطرافاً في المعارضة مسؤولية استخدام هذا السلاح.
> لماذا وافق الروس على تدمير أسلحة سورية الكيماوية؟
- هذا مبدأ عام. على الأميركيين والروس تدمير كل أسلحتهم الكيماوية لكنهم تأخروا. أعتبر أن سورية انضمت إلى هذه الجهود. ويفرح إسرائيل إلى أقصى حد أن تتنازل سورية عن هذا السلاح الاستراتيجي.
> خلال مهمتك هل طلبت من الأسد إطلاق المعتقلين؟
- طبعاً، قلت له لدي قائمة أعدتها منظمات سورية لحقوق الإنسان، وتضم 29 ألف اسم وسأسلمها لمكتبك. أرجو أن تتدخل فبينهم من اعتقلوا خلال مشاركتهم في تظاهرات. قلت للمعلم لاحقاً لماذا لا يطلق سراح النساء والأطفال والمسنين. الآن يتحدثون عن عفو وإطلاق بعض الفئات. ويبدو أن عدداً لا بأس به قد خرج.
> سمعتك تقول إنه لم يكن لديك أمل بأن يحقق «جنيف - 2» شيئاً، لماذا عقدته؟
- مجرد قبول الفريقين بفكرة اللقاء ومبدأ الحل السياسي كان مهماً. الوضع في سورية كان مأسوياً. المشكلة إن كلا الطرفين لم يأتِ متطلعاً إلى حل. النظام يحلم بانتصارات ميدانية أوسع والمعارضة غير مرحبة بالتفاوض في ظل ميزان القوى الحالي. الحقيقة أن المعارضة جاءت بفعل الضغوط التي مارسها الأميركيون والنظام جاء بفعل ضغوط الروس. وتصرف كل فريق بأسلوب من أجبر على المجيء. قلت هذا الكلام للأميركيين والروس وقلت إنني لن أستطيع الحصول منهم على شيء إلا إذا أقنعتموهم جدياً بضرورة البحث عن حل، وهذا يعني تنازلات وقرارات وهذا لم يحصل. قرار المعارضة بالمجيء اتخذ قبل يوم واحد من الاجتماع. قلت للمعلم وبشار الجعفري مندوب سورية في الأمم المتحدة كأنني كنت معكم لدى تلقيكم التعليمات. إخواننا الروس يريدون منا أن نذهب. المطلوب ليس فقط أا تتنازلوا، بل ألا تفاوضوا. احتج المعلم والجعفري فأجبتهما أن كل كلمة قلتماها أو لم تقولاها تؤكد ما قلته لكم. في أي حال الأسد تحدث لاحقاً عن استحالة التفاوض مع معارضة الخارج.
المعلم نفسه حمل إلى مونترو خطاباً قاسياً وعنيفاً ولم يترك تهمة إلا وألصقها بالمعارضة بدءاً من الخيانة وصولاً إلى ما هو أبعد. كان جوهر الخطاب: من أنتم لنتفاوض معكم؟ قلت له مرة إذا كنتم تعتبرونهم خونة وعملاء كان الأفضل ألا تأتوا.
> هل كان جمع الوفدين تحت سقف واحد صعباً؟
- هذه لم تكن شديدة الصعوبة المشكلة كانت في غياب النية. الحقيقة أن المعارضة بدأت بعد أيام تتكلم لغة من يريد أن يحاور بحثاً عن حل لكن النظام استمر على موقفه ولهذا أوقفت الاجتماعات.
> متى اتخذت قرار إنهاء مهمتك؟
- منذ سنة. قلت للناس باكراً إنني أفكر كل صباح في الاستقالة. قبل «جنيف - 2» قلت للأمين العام إنني سأنظم هذا الاجتماع وأغادر بعده. الحقيقة أنك تتعذب حين ترى هذه الخسائر البشرية الفادحة والدمار الكبير ولا ترى نفسك قادراً على وقف القتل أو تخفيف الآلام. حاول الأمين العام إقناعي بالبقاء فقلت له المثل العربي «تبديل السروج راحة» ونصحت الأمين العام بالبحث عن شخص آخر ربما تكون لديه أفكار جديدة أو مقاربات أخرى.
> هل تتوقع أن تستمر المواجهات في سورية لسنوات؟
- عندما يقول النظام إن وضعه العسكري يتحسن يمكن القول إن ذلك صحيح. حين يستنتج النظام أن الحسم قريب والنصر وشيك هذا الموضوع أشك فيه. موضوع الحسم ليس في يد النظام. إنه في يد جيرانه والمجتمع الدولي. سورية تعيش حرباً أهلية وحرباً إقليمية عبر الأزمة السورية. الحسم العسكري متعذر في رأيي ما دام باستطاعة المعارضة في الداخل تلقي المزيد من الرجال والسلاح والمال عبر الحدود. احتمال أن تطول الحرب سنوات وارد. يبقى دائماً وجود احتمال بأن تتوقف. الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى توقف التسليح والتمويل من كل الأطراف وإلى كل الأطراف أي ليس فقط للمعارضة. تتوقف الحرب بالاتفاق على قيام سورية الجديدة أي سورية المختلفة عما كانت عليه في ظل حافظ الأسد وبشار الأسد. الاتفاق على سورية الجديدة يعيد اللحمة بين الناس وبين سورية وجيرانها.
> هناك من يقول إن مهمتك تضررت بفعل الأزمة الأوكرانية والانتخابات الرئاسية في سورية واستمرار الخلاف الإيراني - السعودي، فهل هذا صحيح؟
- لا شك في أن هذا الكلام صحيح. أنا أفضل الكلام على العوائق التي تحول دون رفع هذا الظلم الكبير الذي يتعرض له الشعب السوري. هناك حالة النكران لدى النظام. ينكر النظام وجود انتفاضة أو ثورة أو تمرد ويتمسك باعتباره المسألة مؤامرة خارجية وهذا غير صحيح. المشكلة في الطرف الآخر استسهال الوضع في سورية واعتبار أن النظام انتهى. وهذا يصدق على المعارضة وكثيرين من مؤيديها دولياً وإقليمياً.
كنا أسسنا مساراً ثلاثياً يضم أميركا وروسيا والأمم المتحدة. الأزمة الاوكرانية أوقفت هذا المسار الذي كان يعاني أصلاً من اختلاف القراءات والحسابات بين واشنطن وموسكو. الانتخابات الرئاسية السورية أكدت عملياً أن المفاوضات التي بدأناها في جنيف انتهت. الحقيقة أنها كانت منتهية عملياً لكن الانتخابات عززت هذا الاستنتاج.
> ما هي خطورة أن نشهد تلازم حربين أهليتين واحدة في سورية وأخرى في العراق؟
- هذا الأمر شديد الخطورة. حرب واحدة يمكن أن تؤثر في الدول القريبة والبعيدة. انظر إلى اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا. مآس إنسانية وأعباء اقتصادية ومخاوف أمنية. أنظر أيضاً إلى قلق الدول الأوروبية والغربية من أبنائها الذين يقاتلون في سورية. حرب أهلية وذات طابع طائفي وبتورط إقليمي هذا شديد الخطورة. لم أكن أبالغ حين حذرت باكراً من الصوملة في سورية. ثم هناك ما يجري في العراق وهو يهدد بلداً مهماً في المنطقة وتوازناتها.
> تعاملت مع الأسد الاب، ثم تعاملت مع الأسد الابن، ما الفارق في الأسلوب؟
- كل واحد منهما ابن جيله. الأسد الأب كان يعرف المنطقة معرفة جيدة وكان طويل البال. كان يعقد جلسات تمتد أحياناً سبع ساعات.
> لم يكن بينك وبين الأسد ودّ؟
- لا مع الأب ولا مع الابن لكن كان هناك الاحترام. يمكن أن يكون الأب يعرفني بصورة أفضل. وأنا كنت أعرفه بصورة أفضل. سافرنا الأسد الأب وأنا في طائرة واحدة للمشاركة في تشييع جمال عبدالناصر. كنت في دمشق التي أرسلني إليها الرئيس هواري بومدين في إطار جهود تتعلق بما سمي آنذاك «أيلول الاسود» أي الاشتباكات بين الجيش الأردني والمنظمات الفلسطينية. عرفنا بنبأ وفاة عبدالناصر خلال وجودنا على العشاء في منزل نور الدين الأتاسي رحمه الله. في اليوم الثاني سافرنا معاً. كان حافظ الأسد كما عرفت اتخذ قرار السيطرة على الوضع لكنه ينتظر التوقيت المناسب لإصدار البيان الرقم واحد. كان الناس يعرفون ذلك والأتاسي كان يعرف. وعلم أنه أرجأ الإعلان عن حركته بسبب وفاة عبدالناصر.
> التقيت صدام حسين والتقيت المالكي، ما الفارق بين أسلوب الرجلين؟
- لم أعرف أياً منهما عن قرب. قابلت صدام في شأن لبنان وكذلك في شأن الحرب العراقية - الإيرانية، لكن علاقتي به لم تكن عميقة مثل علاقتي مع عبدالناصر مثلاً. وقابلت المالكي واللقاء الأخير معه كان يتعلق بسورية. معرفتي بالرجلين لا تسمح بعقد مقارنة بينهما.
> بماذا كنت تشعر وأنت تنام في دمشق فيما ترزح سورية تحت القتل والدمار؟
- حاولت باكراً أن أعبر عن هذا الشعور. الأمر مؤلم. هناك كنيسة في حمص بنيت في سنة 1957 هدمت. مسجد خالد بن الوليد ضرب. المسجد العمري في درعا ضرب أيضاً. المسجد الأموي في حلب حصل قتال داخله. الأسواق الشهيرة في حلب احترقت. لهذا، قلت إنهم يدمرون حاضرهم ويهددون مستقبلهم ويدمرون ماضيهم. الحقيقة أنهم يدمرون ماضينا جميعاً فهذا التراث يخص الإنسانية في النهاية وليس سورية وحدها. حين يذهب المرء إلى دمشق التي تغنى بها شعراؤنا ووصفت بأنها قلب العروبة النابض وللمرء فيها ذكريات يشعر بالأسى والكارثة. أنا زرت دمشق للمرة الأولى في 1958. الآن تسمع فيها دوي المدافع ليلاً ونهاراً. هذا فظيع. يشعر المرء بحزن شديد وغضب شديد.
> لا النظام أحبك ولا المعارضة؟
- هذا صحيح وكل فريق انطلاقاً من حساباته. أنا لم أكن في رحلة علاقات عامة. أنا كنت في مهمة لها قواعد وضوابط. ليس المهم المشاعر تجاه المبعوث، المهم المواقف من المسائل المطروحة. أنا قلت منذ اليوم الأول إن ولائي هو للشعب السوري وحده وقبل الجامعة العربية والأمم المتحدة اللتين لا مصالح لهما منفصلة عن مصالح الشعب السوري.
> تتحدث كأنك ظلمت في الإعلام؟
- ظلمت جداً، خصوصاً في العالم العربي ومما أسميه الأقلام المأجورة وهي موجودة في دمشق وخارجها. كل واحد يريد أن يفرض عليك تصوره وحين تكون مستقلاً يعتبرك ضد سورية. بالنسبة إلى النظام هناك مؤامرة إمبريالية استعمارية إسرائيلية، وإذا كنت ضد موقف النظام، فأنت إذاً جزء من هذه المؤامرة ومؤيد للإرهاب، ومن حيث تدري أو لم تدرِ فأنت متواطئ مع إسرائيل. بالنسبة إلى المعارضة النظام ساقط وأنت تقول لا يوجد حسم عسكري ويجب إجراء مفاوضات وهذا يعني أنك تحمي النظام، بالتالي أنت عدو وقد عبر جورج صبرا عن هذا الموقف ببلاغة شديدة.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,143,497

عدد الزوار: 6,980,295

المتواجدون الآن: 72