إيران... في قلب المعادلة اليمنية

تاريخ الإضافة الأربعاء 12 شباط 2014 - 7:13 ص    عدد الزيارات 253    التعليقات 0

        

 

إيران... في قلب المعادلة اليمنية
خيرالله خيرالله
هل يسيطر الحوثيون على صنعاء، أو على الاصحّ، هل في استطاعتهم السيطرة على صنعاء؟ الارجح أنّهم لن يشنوا حملة عسكرية تستهدف اجتياح العاصمة اليمنية، علما بأن لا حدود لطموحاتهم. أما ما يدفعهم، أقلّه في المدى المنظور، الى تفادي مثل هذه المغامرة، فهو عائد الى سبب رئيسي، يمكن أن تضاف اليه أسباب أخرى مرتبطة الى حدّ كبير بأن اليمن كلّه يمرّ في مرحلة مخاض وأن أي تقسيم للبلد لا يعني في الضرورة عودة صنعاء عاصمة للشمال وعدن عاصمة للجنوب كما كانت عليه الحال قبل الثاني والعشرين من أيّار- مايو من العام 1990، تاريخ توقيع اتفاق الوحدة.
في صلب السبب الرئيسي، تفضيلهم عدم الدخول في قتال شوارع داخل مدينة كبيرة واسعة الاطراف مثل صنعاء لديهم وجودهم فيها أصلا. انهم في صنعاء وخارجها في الوقت ذاته.
مثل هذا القتال سيغرقهم في حرب استنزاف. وهم بكل بساطة في غنى عن مثل هذه الحرب التي لا تخدم مصلحتهم المباشرة. أكثر من ذلك، ان مثل هذا القتال داخل صنعاء سيجعل يمنيين كثيرين ينقلبون عليهم، يمنيين ينتمون الى قبائل مختلفة هم في غنى عن استعدائها والدخول في مواجهة مباشرة معها، خصوصا أن المجتمع اليمني، خصوصا في الشمال قبلي أوّلا وقبل أي شيء آخر وأن من الباكر الرهان على تمكّن «السيّد» من الانتهاء من الشيخ.
كذلك، في صنعاء فيها منازل لعدد كبير من وجهاء اليمن ومشايخه، كما أن فيها آلاف المنازل العائدة الى شخصيات يمنية من مختلف المحافظات، بما في ذلك كبار التجار في البلد.
لا شكّ أن الحوثيين يفضّلون تنفيذ مخططهم خطوة خطوة وهم يعملون في الوقت الراهن على الاستفادة من كلّ التناقضات الداخلية، بما في ذلك التناقضات بين قبائل حاشد نفسها. وحاشد، مثل بكيل، قبيلة كبيرة تضم قبائل أخرى. وقد استطاع الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر، بفضل شخصيته القويّة، أن يصبح شيخ مشايخ حاشد. وثمة من كان يعتبره شيخ مشايخ اليمن كلّه، هو الذي ظلّ يلعب طوال ما يزيد على نصف قرن دورا بارزا على صعيد البلد، قبل الوحدة وبعدها. وقد تعزّز هذا الدور مع تولي علي عبدالله صالح، وهو نفسه من حاشد، رئاسة الجمهورية في العام 1978.
تكمن مشكلة حاشد حاليا في أن الشيخ عبدالله، الذي كان صمّام أمان للنظام وللبلد نفسه، غادرنا في أواخر العام 2007. لم يوجد بين ابنائه العشرة من يسدّ الفراغ الذي خلفه. وهذا ما يعرفه الحوثيون قبل غيرهم. ولذلك، سارعوا الى استغلال الفراغ في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر فيها اليمن.
لا يمكن فصل توقيت الهجوم الذي شنّه الحوثيون على محافظة عمران عن دقّة الوضع اليمني. هناك قبل كلّ شيء مؤتمر للحوار الوطني انتهى بوثيقة تؤكد أن اليمن «دولة اتحادية» ذات ستة أقاليم. لماذا لا يكون للحوثيين، أي لايران التي تدعمهم، اقليمهم بـ«حرسه الثوري» على الطريقة الايرانية؟
شيئا فشيئا سيمتد نفوذ الحوثيين ليشمل محافظات يمنية عدة وصولا الى مشارف صنعاء. سيكونون على حدود السعودية، وهذا بات واقعا، كما ستكون لديهم اطلالتهم على البحر الاحمر. كذلك سيكونون في مواقع استراتيجية مشرفة على العاصمة ومطارها.
فضلا عن ذلك، هناك احياء معيّنة في صنعاء هم في الاصل موجودون فيها. من هذه الاحياء كانت عناصر حوثية تنطلق قبل السنة 2004، أي قبل الحرب الاولى معهم، من أجل رفع شعارات خاصة بهم بعد كلّ صلاة جمعة في مساجد صنعاء. كان الشعار الابرز الذي يطلقه هؤلاء «الموت لاميركا، الموت لاسرائيل، اللعنة على اليهود». لقد ميّز الحوثيون أنفسهم منذ البداية، بعد انتقال ولائهم الى ايران، عن المجتمع اليمني الذي كان الى ما قبل فترة قريبة يضمّ يهودا هم من ابناء اليمن. ليس معروفا الآن هل لا يزال هناك يهود في اليمن أم لا... أم أنّ جميع اليهود اليمنيين هجروا الى اسرائيل والولايات المتحدة؟
في كلّ الاحوال، ان أي بحث في مستقبل اليمن لم يعد ممكنا في معزل عن الحوثيين، أي عن ايران التي تقف خلفهم بكلّ ما تملك من امكانات. كان الحوثيون ممثلين في مؤتمر الحوار الوطني. بعد الآن، أي بعد سيطرتهم على معقل آل الأحمر، صاروا طرفا أساسيا في المعادلة اليمنية. صاروا مثلهم مثل السلطة المركزية، أو ما بقي منها، التي ربّما تستطيع الدفاع عن صنعاء في حال تعرّضها لهجوم الا أنها لم تعد تستطيع ضمان أمن القوات اليمنية المنتشرة في كلّ المحافظات، خصوصا في المحافظات الجنوبية والوسطى وصولا الى حضرموت...وحتى داخل صنعاء نفسها.
جديد اليمن يتمثّل في صعود الحوثيين. انهم مثابرون. كان أول ما فعلوه بعد سيطرتهم على محافظة صعدة تعيين محافظ جديد لها من ابناء المدينة يعتبر مواليا لهم. انهم في غاية الجدية. ثمة من يقول انهم الطرف اليمني الوحيد الذي يعرف ماذا يريد.
من الواضح انهم يريدون في الوقت الحاضر تأكيد سيطرتهم على جزء من شمال اليمن. انهم في صنعاء وخارجها في الوقت ذاته. ولكن لهم علاقات مع الانفصاليين الجنوبيين أيضا ولديهم اختراقات في كلّ القبائل والمناطق، بما في ذلك المناطق الشافعية في تعز ومحيطها.
الأهمّ من ذلك كلّه أن الادارة الاميركية لا تزال تعتبرهم «حركة فكرية»، أي انها على استعداد للاخذ والرد معهم. من قال ان الادارة الاميركية لا تحبّذ فكرة الدويلات في اليمن، خصوصا أن هناك من يعتقد أنها لم تكن بعيدة عن الدفع في اتجاه وقوف الجيش اليمني على الحياد ابان المعارك الاخيرة في محافظة عمران؟

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,501,733

عدد الزوار: 6,953,164

المتواجدون الآن: 83