نتانياهو يحمل على تقارب الضفة - القطاع وفي رأسه استهداف محمود عباس

تاريخ الإضافة الإثنين 28 نيسان 2014 - 7:27 ص    عدد الزيارات 257    التعليقات 0

        

نتانياهو يحمل على تقارب الضفة - القطاع وفي رأسه استهداف محمود عباس

 الناصرة - آمال شحادة

 

على رغم الحملة الهوجاء التي أطلقتها حكومة اليمين الإسرائيلي ورئيسها بنيامين نتانياهو، في وجه المصالحة الفلسطينية، بذريعة ان «حماس» حركة ارهابية وان التوقيع على المصالحة سينقل غزة بتنظيماتها المسلحة الى الضفة، او كما قال الوزير اليميني نفتالي بينت ان «السلطة الفلسطينية تصبح الآن الحركة الأكثر إرهابا في العالم، بعد مصافحة رئيسها قيادة حماس»، على رغم هذه الحملة وقرارات المجلس الوزاري الأمني المصغر، فإن نتانياهو لا يستطيع استخدام المصالحة كاداة حاسمة لتحقيق هدفه بتحميل السلطة الفلسطينية مسؤولية عدم التقدم في المسيرة السلمية. بل ان الهجوم العاصف، الذي أطلقه نتانياهو، يعكس حال التوتر والذعر لديه. كيف لا وهو الذي وقع اتفاقين مكتوبين مع «حماس» بل ان المفاوضات التي أجراها مع الحركة، على مدار خمس سنوات من جلوسه على كرسي الرئاسة، سجلت كأطول مفاوضات بل الأكثر جدية من تلك التي أجراها نتانياهو مع أبو مازن. الاتفاق الاول وقعه نتانياهو لدى الإفراج عن الجندي الذي كانت قد اسرته «حماس»، جلعاد شاليط. والاتفاق الثاني الذي وقع بعد مفاوضات ماراتونية، بحضور مصر، عندما توصل الطرفان الى اتفاق تهدئة لإنهاء الحرب الثانية على غزة «عمود السحاب»، ومن جرائه أصبحت «حماس» سلطة مريحة لاسرائيل، تلجم بقية التنظيمات وتحرص على منع أي منها إطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل.

 

 

تفاصيل الصفقتين تشكل اليوم ورقة قوية ضد نتانياهو. ففي صفقة جلعاد شاليط سجل نتانياهو لمصلحة «حماس» انجازاً كبيراً لدى الإفراج عن الف اسير، بينهم اسرى من فلسطينيي 48. بينما جعل من الافراج عن 14 اسيراً من الداخل عقبة اساسية منعت التقدم في المفاوضات الاخيرة. وفي توقيعه على الاتفاقين اعترف نتانياهو بشرعية «حماس»، فيما حملته الاخيرة ضد عباس أظهرت رفض اعترافه برئيس السلطة الفلسطينية وشرعيته. وفي كل مرة كان يطلق نتانياهو تصريحاً حول الموضوع ويطعن بشرعية عباس، كانت ذريعته انه لا يحظى بدعم فلسطيني شامل. وهو ما يطرح السؤال بعد توقيع المصالحة: كيف يمكن المرور على تناقضات نتانياهو، اذا ما حققت المصالحة اهدافها وبالاساس تشكيل حكومة تمثل كل الفلسطينيين، اي ان «حماس» ستكون عملياً في منظمة التحرير الفلسطينية؟ فهذا يعني ان الحركة ستقبل بالاتفاقات الموقعة بين اسرائيل والمنظمة وبينها اوسلو. وإذا مرت هذه اللعبة على الاسرائيليين فهل تمر على المجتمع الدولي؟ ثم يسألون: عباس لن يعود تلك الشخصية العاجزة عن كسب تأييد مختلف الشرائح الفلسطينية، أولم يكن نتانياهو هو سبب تقوية مكانة عباس؟

 

 

كما ان تشكيل قيادة مشتركة قبل الانتخابات سيمنح عباس فرصة، خلال الفترة المحددة لموعد انتهاء المفاوضات، نهاية السنة. وقد حذر اسرائيليون من ان طرح عباس بعدم التناقض بين المفاوضات والمصالحة، لن يضع اسرائيل لوحدها في مأزق انما الولايات المتحدة ايضاً اذا ما ساندتها. وفي مناقشتهم للموضوع شدد الاسرائيليون ان الولايات المتحدة ستضطر الى بلورة موقف امام مشاركة «حماس» في السلطة، لعدم اعترافها بإسرائيل. ويتساءلون اذا كانت واشنطن ستوافق على التعاون مع حكومة فلسطينية تضم اعضاء يمثلون «حماس»، وهي بتعريف الاسرائيلين حركة «ارهابية»، كما يصفونها، ام انها ستتعامل معها مثلما تعاملت وتتعامل حتى اليوم مع تنظيم «الاخوان المسلمين» في مصر، الحركة الأم لحركة «حماس»؟

 

 

وفي هذا المحور من النقاش يذكر البعض ان واشنطن تتعامل مع الحكومة اللبنانية، التي تضم «حزب الله»، وهو بنظر اسرائيل واميركا لا يختلف عن «حماس» ايضاً، كما انها تدعم المصالحة في افغانستان بين الحكومة وفصائل «طالبان» المعتدلة، بل تساعد تنظيمات راديكالية اسلامية في سورية». وفي موازاة حملة الاقناع بالرد الاسرائيلي على المصالحة وقرارات المجلس الوزاري الأمني المصغر، ينتظر الاسرائيليون الرد الاميركي، الذي يتمنون ان يكون واضحاً وقاسياً للفلسطينيين. فمن دون ذلك سترتفع اسهم «حماس» وستحظى الحركة باعتراف الغرب فيها، وهو ما يفشل الخطة التي تقودها اسرائيل، ضد الحركة، على مدار السنوات الثلاث الاخيرة.

 

 

وحتى تضمن اسرائيل دعماً اميركياً لموقفها وهجوماً شرساً على السلطة و «حماس»، اطلقت حملة واسعة بدأت في الاتصالات مع وزير الخارجية جون كيري، ومستشارة الامن القومي سوزان رايس، ومسؤولين آخرين عديدين في الكونغرس الأميركي. ويضع الاسرائيليون في حملتهم المواقف السابقة لحركة «حماس» ورفضها الشروط الثلاثة التي حددتها الرباعية الدولية: الاعتراف بإسرائيل والاعتراف بالاتفاقات الموقعة بين اسرائيل والفلسطينيين ووقف الارهاب. وأبلغت اسرائيل الولايات المتحدة عدم نيتها العودة الى المفاوضات، واتخاذ عقوبات، بينها اقتصادية صارمة ضد السلطة. وحتى توضح اسرائيل موقفها للفلسطينيين اطلقت في اليوم التالي من توقيع المصالحة تدريبات واسعة في الضفة الغربية، بإشراف رئيس الاركان بيني غانتس، نقلت خلالها رسالة واضحة تقول فيها انها مستعدة لأي سيناريو، الى حد استخدام القوة ونزع الأسلحة من الأجهزة الامنية الفلسطينية، ايضاً. فالتدريبات، تركزت على سيناريو اعادة احتلال الضفة الغربية وحالات تصعيد مفاجئ وتظاهرات وعمليات ضد اسرائيليين، في اعقاب المصالحة وتحويل الضفة الى غزة بتنظيماتها المسلحة. ومنذ لحظة توقيع المصالحة منحت اسرائيل لنفسها حق تحميل ابو مازن مسؤولية كل صاروخ يطلق من غزة باتجاه البلدات الاسرائيلية.

 

 

الاسرائيليون كعادتهم مختلفون في تقويم المصالحة، بعضهم يرى انها مسرحية اخرى ستفشل مثل سابقاتها، وبعضهم يرى العكس فيقول انها ستنجح هذه المرة، بعد ان كانت قد فشلت مرتين سابقتين عامي 2011 و2013. لكن في الوقت نفسه يدركون ان الاعلان عن المصالحة هو رسالة واضحة لاسرائيل والولايات المتحدة، ايضاً، بأن الفلسطينيين لم يعودوا كيانين منفصلين، في غزة والضفة. لكن، وكما يرى مقربون من نتانياهو، فإن رئيس الحكومة الاسرائيلية يعيش نشوة، في اعقاب المصالحة. اذ يرى الاسرائيليون ونتانياهو، ان تحقيق هدف الحكومة الفلسطينية الموحدة ليس بالأمر السهل ويتطلب عملية طويلة وربما معقدة. وانه في هذه الفترة، يخفف الضغط الأميركي والدولي عن اسرائيل ويرتاح نتانياهو من ضرورة تطبيق اتفاقات سابقة حول اطلاق سراح الأسرى أو تجميد الاستيطان وبذلك يضمن بقاء حكومته اليمينية المتطرفة ويبعد عنها خطر التفكك.

 

 

الخبير في شؤون الشرق الاوسط، ايال زيسر، خرج بتحذير من اتفاق المصالحة بعد فشل المحاولات السابقة بين «حماس» و «فتح». وبرأيه فإن عباس، وعلى رغم المخاطر المتوقعة من الردود الاسرائيلية، اختار التقدم نحو «حماس» وان الاتفاق تم من دون اي شرط، وهو ما يثير الشكوك حول مدى الالتزام به، من قبل «حماس».

 

 

ولتفسير موقفه هذا يقول زيسر: «سورية وايران ادارتا ظهريهما لـ «حماس»، بسبب دعمها المتمردين على نظام الأسد، وفي مصر يتم التعامل مع اسماعيل هنية وخالد مشعل كأعداء لا يختلفان عن «الاخوان المسلمين» في مصر، وفي غزة تراجعت شعبية «حماس» في ضوء مصاعب توفير أقل ما يمكن من شروط الحياة للسكان، ولذلك تحتاج «حماس» الى عباس كما تحتاج الى الاوكسجين للتنفس».

 

 

ويبني الاسرائيليون على احتمالات فشل المصالحة لقناعتهم بأن عباس لن يحظى بتأييد العالم العربي والمجتمع الدولي. كما لا يمكن تغلب قيادة «حماس» وأبو مازن على رواسب الماضي، بخاصة التناقض الرئيسي في مفاهيمهما ومصالحهما السياسية. لكنهم يستفيدون من التطور الجديد لتأجيل دفع التزاماتهم لاستحقاقات عملية السلام شهوراً وربما سنوات اخرى.

 

 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,545,733

عدد الزوار: 6,995,354

المتواجدون الآن: 51