عندما تُصبح الثوابت الوطنية ··· مدعاة للفتنة!!
الثلاثاء 15 شباط 2011 - 5:11 ص 
694 
0
عندما تُصبح الثوابت الوطنية ··· مدعاة للفتنة!!
صلاح سلام
لا ندري ما هو مبرر هذه الحملة المسعورة التي شنّها أحدهم على وثيقة ثوابت دار الفتوى الوطنية، والزعم بأنها مدعاة للفتنة!
لا ندري إذا كان بعضهم يعتبر أن التمسّك بالثوابت الوطنية التي تبدأ بالحفاظ على العيش الواحد بين اللبنانيين، والدعوة إلى تعزيز دور الدولة وبناء المؤسسات الشرعية، والتركيز على أهمية الحوار والممارسة الديمقراطية في معالجة الملفات الخلافية، ونبذ استخدام السلاح في الداخل لحسم الصراعات السياسية، وصولاً إلى المطالبة بالعدالة وكشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والعمل على صيانة العلاقات المميّزة مع الشقيقة سوريا··، لا ندري إذا كانت هذه الثوابت هي عناوين للفتنة، أو تصلح لتكون عوامل تفجير الفتنة بين اللبنانيين··!
لا نريد أن ندخل في سجالات خلافية مع أصحاب النقاشات البيزنطية، ونكتفي اليوم بوضع بعض النقاط فوق حروفها الصحيحة، بإيجاز كلّي، تاركين المجال لعودة مستفيضة تؤكّد على أهمية اللقاء النادر الذي حصل في دار الفتوى، وتشرح تاريخية الوثيقة الوطنية التي صدرت عنه·
لقد استعاد لقاء دار الفتوى وحدة الموقف لدى أكبر الطوائف اللبنانية، والتي تُعتبر المدماك الأساس لوحدة اللبنانيين، والتي كانت الحافظ الدائم لوحدة البلد في سنوات الحروب العبثية والانقسامات الطائفية·
2 - أعاد لقاء دار الفتوى التوازن الى المعادلة السياسية، بعد الاختلال التي اصابها عبر طريقة اعلان ترشيح الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة العتيدة·
3 - اشاع اللقاء أجواء من الارتياح والحبور لدى ابناء الطائفة السنّية الرافضين لمحاولات زرع الشقاق والخلافات بين قياداتهم السياسية·
4 - أدت اجواء الارتياح هذه الى تنفيس حالة التوتر والاحتقان التي سادت أهل السنّة والجماعة وأدت الى تظاهرات <يوم الغضب> المشهود·
5 - تجاوزت الثوابت واقع القطيعة الحاصلة بين الرئيس سعد الحريري والقيادة السورية، واكدت في رؤية استراتيجية لا لبس فيها، على أهمية العلاقات المميزة والخاصة مع سوريا كخيار حاسم لا رجوع عنه·
6 - حرص مفتي الجمهورية، رئيس اللقاء، على تأكيد حضور كل النواب السنّة، وخاصة المتعاطفين مع قوى 8 آذار، أو الخارجين من جبهة 14 آذار، حتى يكون النقاش متاحاً لكل التيارات السياسية في الطائفة، ولتأمين مشاركة الجميع في هذا الحدث غير المسبوق·
7 - اعادت وثيقة دار الفتوى فتح أبواب الحوار من جديد بين الرئيس المكلف واطراف في المعارضة الجديدة، سعياً لتشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية، والحؤول دون الإنزلاق إلى تشكيل حكومة اللون الواحد، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة حولنا، تحت تأثير عاصفة التغيير التي وصلت حتى الآن إلى تونس ومصر··، والتي قد تتحول غداً إلى كرة الثلج تتنقل بين أكثر من بلد في الاقليم·
هذا غيض من فيض الوثيقة الوطنية الصادرة عن لقاء دار الفتوى··، والتي اعتبر بعضهم أنها تؤدي إلى فتنة!·
وللحديث تتمة···
صلاح سلام