بوتين والأسد... أبرز الرابحين...

تاريخ الإضافة الجمعة 18 تشرين الأول 2019 - 12:38 ص    عدد الزيارات 556    التعليقات 0

        

بوتين والأسد... أبرز الرابحين...

مَن هم الفائزون والخاسرون في الهجوم التركي؟ (3 من 3)...

الراي....الكاتب:ايليا ج. مغناير ... بعد الحرب العالمية الثانية، خرجت أميركا منتصرةً وقويةً بينما خرج الحلفاء - بما فيهم روسيا - منتصرين ولكن ضعفاء وبحاجة إلى إعادة بناء ما تَهَدّم ودفْع ما يتوجب عليهم لأميركا التي ساعدتْهم. وبعد «البريسترويكا» وسقوط الاتحاد السوفياتي، أصبحت الولايات المتحدة الدولة العظمى بلا منازع. فانهمك الجميع بمحاولة إنعاش اقتصادهم بينما عملت أميركا على السيطرة على العالم من دون منازع. وأعلنت «الحرب على الإرهاب» لتحتلّ دولاً عدة مثل أفغانستان والعراق، وساهمتْ بالفوضى في ليبيا وحاولتْ قلْب النظام في سورية وتقويض «حزب الله» في لبنان لمصلحة حليفتها إسرائيل. إلا إنها خرجت خاسرةً في العراق لفشلها في فهْم إدارة البلاد وكيفية جذْبه كحليف لها. واندحرت مع حلفائها في سورية بعدما استفاقت روسيا من سباتها وتحدّت إيران الهيمنة الأميركية بعدما كانت «الجمهورية الإسلامية» انهمكتْ في بناء حلفاء لها بهدوء وصبر لمدة 37 عاماً. ولملمت طهران الانتصارات خلف أخطاء أميركا وقلّة فهمها للشعوب حيث لم تربح «العقول والقلوب» أبداً في أيّ بلدٍ دخلتْ إليه. وساعد وصول الرئيس دونالد ترامب في كشْف كل العقوبات التي من الممكن أن تستخدمها واشنطن ضدّ العالم ليبدأ حلف تقوده روسيا والصين بالانتشار الناعم من دون فرض قوّته على العالم بل هو جذَب كل مَن يريد التخلص من الهيمنة الأميركية. ووصل الأمر اليوم في الشرق الأوسط إلى أن أصبح لدى الجميع أسلحة متطوّرة وعلى رأسها السلاح المسيّر للطائرات المسلّحة والصواريخ الدقيقة التي تستطيع قلْب الميزان. ولم يعد التفوّق العسكري حِكراً على عدد قليل من البلدان إذ أثبتت الحروب والمعارك أن أفْقر الشعوب والدول تستطيع إيقاع أكبر الخسائر بأكثر الدول تسليحاً. ومن الممكن أن الرئيس ترامب قد رأى هذا التقهقر الأميركي فأراد الحدّ من خسارته في سورية، فقرّر الانسحاب من الشمال الشرقي الذي احتله - بعد دخوله من دون طلب من الحكومة المركزية - لسنوات طويلة. ولكن انسحابه المفاجئ - على الرغم من إبقاء قوة على الحدود مع العراق عند معبر التنف ولكن من دون أي معنى إستراتيجي بسبب فتح معبر القائم - سبّب ضربة قوية لحلفائه الأكراد ولإسرائيل التي تخشى أن يتخلّى عنها بين ليلة وضحاها. وقد أعطى هذا التطور انتصاراً غير متوقّع لدمشق التي وجدت طريق العودة إلى السلة الغذائية والنفطية الأهمّ في سورية والى مساحة تشكّل ربع مساحة البلاد كلها، تستفيد بقية المناطق من نفطها وغازها ومياهها وكهربائها وقمحها وغيره. وكل هذا قدّمه ترامب على طبَق من ذهب. وأراد الرئيس الأميركي أن يخرج بأقل خسائر ممكنة وقبل أن تبدأ القوات الأميركية بخسارة أرواح جنودها في سورية، فوضع أمْنَ قواته وحَمْلَتَه الانتخابية فوق كل اعتبار. ويثق الرئيس بشار الأسد بأن روسيا ستنجح في وقف التقدم التركي وتخفّف من نتائجه ما دام الجميع حققوا أهمّ هدف كان يُعتبر صعب المنال: الانسحاب الأميركي شبه الكامل من سورية. وقد دعا الرئيس فلاديمير بوتين نظيرَه التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو قبل نهاية هذا الشهر ليعمل الاثنان على استيعاب المستجدات وإيجاد حلٍّ لجمْع أردوغان والأسد حول طاولة واحدة. والهدف تطوير اتفاق أضنة 1998 ليُطَمْئن تركيا إلى أن سلاح الأكراد السوريين - الذين يشكّلون الفرع السوري للـPKK الموضوع على لائحة الإرهاب - لن يتوجّه أبداً نحو تركيا وأن دمشق ستتسلّم المناطق وتحجّم الأكراد. وهذا سيكون من أفضل ما يستطيع الرئيس الأسد فعْله وخصوصاً أن أكراد سورية منعوا عن دمشق عفرين وسلّموها للأتراك بَدَل الجيش السوري وحاولوا إنشاء دولتهم بالاتكال على أميركا ودعموا إسرائيل، عدوة الأسد، التي عملت على ضرب مئات الأهداف في البلاد، وفضلت «داعش» عليه وضمت الجولان المحتلّ كهدية من ترامب الذي أعطى ما لا يملكه. وهكذا خَرَج الرئيس الأسد أكبر الرابحين مع الأخذ في الاعتبار أن البلادَ دُمّرتْ وهُجِّر الملايين من سكانها. ولكن المستقبل أمام سورية لتعود إلى العلاقات مع الدول العربية والغربية وتستعيد عافيتها بغض النظر عمن سيحكمها كرئيس للبلاد. وسقط مشروع تغيير النظام إلى غير رجعة. أما روسيا فهي أهمّ مُنْتَصر على جميع الصعد. فقد أخذت موقعاً لم تكن تحلم به منذ العام 2015 يوم تدخّلت في سورية. ولم تسقط في وحول الحرب كما حصل لها في أفغانستان العام 1979. بل عرضت قوّتها وتعاملت بديبلوماسية بارعة مع تركيا حتى بعدما أسقط لها أردوغان طائرة وجذبتْه إليها. وحاولتْ التعامل مع أميركا ولكن واشنطن لم تشْف من عقدة «الأحمر السوفياتي» فأكمل الرئيس فلاديمير بوتين مشواره دون ترامب، وباع السلاح ودرّب رجاله في ساحة حرب حقيقية وتعامَل مع منظمات غير حكومية (حزب الله) وحارَب معهم وقاتَلَ ضدّ «داعش» و«القاعدة» وانتصر عليهم بعدما كانوا هزموا الاتحاد السوفياتي قبل 40 عاماً. كما باع بوتين السلاح وأثبت أنه حليف صادق لا يتخلى عن حلفائه كما فعل ترامب بالأكراد ومثله فعل رؤساء عرب سابقون. وأوجد الرئيس الروسي مسار أستانة بدل جنيف وها هو يتخلى عن الدولار رويداً ليتاجر بالعملة المحلية للدول مثل إيران. وتعامل ببراغماتية فائقة مع إيران والمملكة العربية السعودية ومع الأسد وأردوغان. واستقبل الكرد الذين لجأوا إليه بعدما أدار ترامب ظهره إليهم. وتعامَل مع إسرائيل بحكمة حتى ولو اتّهمها بإسقاط طائرته. أما إسرائيل فهي تعود إلى المربّع الأول ما قبل 2011. فأفكارها بالتوسع لعقد اتفاقات مع دول المنطقة لم تعد مبرَّرة لأن ترامب يسحب قواته ويتخلى عن بلاد الشام وهي منطقة حيوية وإستراتيجية لإسرائيل. ولم تتصوّر تل أبيب أن سورية ستعود موحّدة وتستعيد عافيتها وأن دمشق أصبحت تملك الصواريخ الذكية المجنَّحة والطائرات المسيّرة المسلّحة، وقد تعوّدت على فكرة الخسائر في البنية التحتية والرجال بعد سنوات الحرب الطويلة. لقد خسرت إسرائيل دولة كردية «روج آفا» كحليفٍ مؤكد لها، وهو هدف قديم لها، وقد تبدَّد هذا الحلم لعقود مقبلة، ورَحَل معه حلم تقسيم سورية، وبدأ مشروع «صفقة القرن» لانتصار أعداء إسرائيل في سورية والعراق وإيران ولبنان. ورحلت نظرية أن ترامب يفعل كل ما يريده مستشاره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ورحل حلم رؤية إيران خارج سورية قبل مغادرة أميركا. وتالياً بات على تل أبيب أن تتعامل مع سورية في المنطقة وتتحمل نتائج انتصار حلف إيران والأسد. وبعد الأكراد، فإن إسرائيل - التي لم تتضرّر بخسارة جنودها ولم تتكبد خسائر مادية - هي ثاني أكبر الخاسرين. وهي ستتحضّر لوقف طموحاتها التي أطلق ترامب ونتنياهو العنان لها. وعليها التفكير كيف ستعيد الجولان لأصحابه لأنها الخطوة التالية التي ستطالب بها دمشق التي ستطلق العنان للمقاومة المُسَلَّحة بعد ترتيب البيت الداخلي السوري.

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,397,180

عدد الزوار: 7,026,976

المتواجدون الآن: 63