في انتظار بلورة مسار المفاوضات مع واشنطن

تاريخ الإضافة السبت 17 كانون الثاني 2009 - 1:09 م    عدد الزيارات 759    التعليقات 0

        

هيام القصيفي

يتقاطع دوي المدافع والصواريخ في غزة مع ضجيج الاجتماعات الوزارية والقمم الرئاسية واللقاءات التشاورية العربية، وتتردد اصداء القصف والضجيج العربي في لبنان الذي بات منذ عام 1957 مرآة ينعكس عليها الصراع العربي الداخلي بأبهى تجلياته.
وعادت الهواجس تتحكم في اللبنانيين، في ظل حالة الحرب واللاحرب التي تعيش بلادهم على وقعها، في انتظار تجلي تداعيات حرب غزة على الوضع الداخلي. تداعيات بدأت تظهر بوادرها تدريجاً مع التظاهرات التي ارتفعت خلالها هتافات اول من امس ضد رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وتكرست اقليمياً مع انقسام عربي حاد يتبلور اكثر فأكثر، من اتفاق الدوحة وصولاً الى "بيان الدوحة" امس.
وترى اوساط سياسية تتابع المجريات الاقليمية ان انتقال الادارة الاميركية الثلثاء المقبل من يد الجمهوريين الى يد الديموقراطيين برئاسة باراك أوباما يضع لبنان والمنطقة مجدداً في عنق الزجاجة، في انتظار انكشاف الرؤية الاميركية الجديدة. فالمؤشرات الاولية اظهرت ان سياسة الادارة الجديدة تتجه حالياً الى مفاوضات مع سوريا وايران، في حدها الادنى في المرحلة الاولى، مما يدفع جميع اللاعبين في المنطقة الى التمسك بأوراقهم حتى اللحظة الاخيرة للتفاوض عليها، وذلك لادراك الجميع ان طريق التفاوض طويلة وشاقة، وجميعهم عدا لبنان يعملون على ترتيب الاوراق الاقليمية وفقاً لاولويات وأجندات خاصة تمثل مصالحهم.
من هذا المنطلق ترغب اسرائيل في الاحتفاظ بورقة "حماس" فلا تفرط بها نهائياً ولا تقضي عليها، كي تجعلها ورقة تفاوضية حتى مع السلطة الفلسطينية نفسها. في حين ان مصر تحاول النفاذ بقرار وقف النار من دون اي انعكاسات على وضعها الداخلي الذي يتعزز فيه دور الحركات الاسلامية. وتكمن حساسية موقفها في رغبتها بتأمين رقابة على امرار السلاح عبر اراضيها الى غزة من دون ان تضطر الى زيادة وجودها العسكري في صحراء سيناء والمحدد حجمه في اتفاق كامب ديفيد.
في المقابل تفيد ايران من تحويل غزة ورقة تفاوضية تبعد عنها خطر التعامل المباشر مع قضيتين حيويتين هما الملف النووي الذي "غاب موضوعه عن السمع" في الاسابيع الاخيرة ولم يعد يحتل عناوين نشرات الاخبار العالمية، وملف "حزب الله" الذي يشكل بالنسبة الى طهران ركناً اساسياً في الشبكة العربية التي ارستها في المنطقة ولا تستطيع التخلي عنه بسهولة. وفي اعتقاد هذه الاوساط ان طهران تعاملت حتى الآن مع الحزب كقوة احتياط، في انتظار ان تتبلور اكثر اتجاهات المنطقة وتوجهات ادارة اوباما. وقوة الاحتياط هذه تحول لبنان تلقائياً ساحة احتياط يمكن استخدامها في تفكيك الالغام التي تحوط الدورين السوري والايراني، او لزيادة تشبثهما بالورقة اللبنانية. ولهذا السبب يزداد طرح الاسئلة حول مصير الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار المرتقبة، ما دام سيفا الدوحة وغزة مصلتين على بيروت.
اما سوريا فالقضية المركزية بالنسبة اليها تتمثل اولاً واخيراً في لبنان، وهي تستنفد كل رصيدها العربي والدولي كي تعود مجدداً للامساك بورقته وان من خلال بعض الرسائل المحلية التي تحصن رصيدها في لبنان. من هذا المنطلق يفهم عدم قيامها حتى الآن بتعيين سفير لها في لبنان، بينما تكثر الاوساط القريبة منها الحديث عن اسماء سفراء، ويقوم القائم بالاعمال السوري شوقي الشماط بحركة ناشطة ولافتة في اكثر من مجال. ومن هذا المنطلق ايضاً يُفهم التوتر الداخلي الذي ترجم للمرة الاولى منذ 7 ايار، حركة ميدانية اعتراضية على الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان الذي جاء الى الرئاسة نتيجة تسوية الدوحة.
فما كتب في الدوحة، وان لم يأت من طريق دمشق مرشح للبقاء مظلة وحيدة، ليس كتسوية ظرفية، بل طويلة الامد، لهذا تتعثر تسوية المجلس الدستوري، وتطلق قوى 14 آذار اشارات توجسية حيال الجيش، ويعلن نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في موقف لافت ان المقاومة "قوية بناسها وجيشها". تضاف الى كل ذلك الحملة الاعلامية والسياسية ضد الرئيس سليمان والتي كانت اول جرس انذار تطلقه قوى المعارضة في اتجاهه رئيساً للجمهورية، بعد اشارات تحذيرية طاولته حين كان قائداً للجيش. وثمة مراهنة من قوى المعارضة على انطلاق مسار التفاوض بين سوريا وايران وواشنطن، خصوصاً بعد بروز اسماء اميركية مرشحة لتولي مناصب حساسة لادارة ملف الشرق الاوسط، وسبق لهؤلاء ان ساهموا في التسعينات من القرن الماضي في وضع ورقة لبنان في الجيب السوري وهذا يضع قوى 14 آذار امام مهمة حساسة تتمثل في بدء عملية الاتصال بالادارة الاميركية الجديدة، واختيار الاشخاص المناسبين للقيام بهذه المهمة، خصوصاً ان ثمة تحدياً رئيسياً يفرض نفسه على هذه القوى ويتمثل في الانتخابات النيابية. وحتى الآن يتردد معظم الافرقاء في مقاربة جدية لهذه الانتخابات حسم الخيارات الاساسية. وللمرة الاولى تعود قوى رئيسية الى طرح اسئلة عن احتمال اجرائها على رغم تحديد وزارة الداخلية موعدها في 7 حزيران المقبل، في ظل مخاوف من تعطيلها محلياً واقليمياً.

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,458,723

عدد الزوار: 7,029,487

المتواجدون الآن: 65